رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عواليربى اجعلنى مقيم الصلاة و من ذريتى ،، ربنا و تقبل دعاء غير مسموح بنقل الرواية او نشرها باى مكان اخر دون الرجوع لى وشكرا 22 #وانقطعت الخيوط الفصل الثانى و العشرون وقفت رهف وسط التصفيق الحار من كل المتواجدين و هى تنظر الى عقد ملكية الوحدة السكنية تارة و الى المجسم الذى يحمل اسم ماركتها تارة اخرى و هى غير مصدقة على الاطلاق ان كل هذا الاهتمام من مراد ، و لولا انها تعلم جيدا ان هذا المجسم لابد و انه قد استغرق الكثير من الوقت فى تصنيعه لظنت لوهلة ان كل ذلك للحفاظ على شكله الاجتماعى امام الاخرين ليقترب مراد من اذنها قائلا : هتفضلى واقفة ساكتة كده كتير رهف بخجل : الحقيقة يا مراد انا مش عارفة اقول لك ايه ، بس طبعا انا متشكرة جدا و حقيقى الشعار عجبنى اوى .. يجنن ، و فكرته تجنن .. اللى صممه بجد فنان مراد بدعابة : اهو ابقى اتعلمت منك حاجة لتنظر له بغير تصديق قائلة : انت مراد بمرح : لأ مش وقته خالص ، لازم نفتح البوفية للناس و بعد فترة من الوقت جلست رهف بصحبة مدكور و مراد اللذان كانا يجلسان مع جاسر و مؤمن و فريق عملهما و زوجاتهم على مائدة واحدة لتقول شريفة : ماقلتيليش يا رهف .. خلاص قرارك بالنسبة للمشغل اللى هنا ده قرار نهائى رهف : ايوة ان شاء الله .. اعتقد كده هيبقى احسن للكل شريفة : يبقى تعملى حسابك اننا كلنا هنبقى شركاء مع بعض ، على الاقل ناخد جزء من الثواب رهف : و الله ده شئ يسعدنى جاسر : طب ماتفهمونا ايه الحكاية شريفة : رهف قررت انها تحول المشغل بتاعها هنا لمشغل خيرى مؤمن باستفهام : يعنى ايه مشغل خيرى رهف و هى تشرح الفكرة : يعنى هيتعمل فيه يونيفورم للمدارس و هيتم بيعه من منفذ بيع تابع للمشغل على طول بهامش ربح بسيط اوى فوق سعر التكلفة ، و كمان ملابس لستاتنا و بناتنا و كمان للاطفال ، و المكسب بالكامل هيبقى للعمال و الصنايعية اللى موجودين فيه ، و كمان هعمل جزء منه لتعليم الخياطة بالمجان .. اى ست مالهاش عائل و حابة يبقى لها دخل .. المشغل على استعداد انه يعلمها و يقف جنبها على ماتبتدى تقدر تقف على رجلها جاسر : هى فكرة هايلة .. بس مش سهلة ابدا ، و محتاجة اشراف قوى عشان مايتسرقش رهف : الحقيقة انا عارفة ان امينة ادها و ادود ، رغم ان الحمل كله هيبقى عليها لوحدها سميحة : و عشان كده احنا كلنا معاها ماتقلقيش جاسر موجها حديثه لرهف : الحقيقة شريفة من يوم ما اتعرفت عليكى يا دكتورة و هى دايما فى سيرتك و دايما معجبة بطريقة تفكيرك رهف بخجل : ده بس من ذوقها .. الحقيقة انا اللى سعيدة جدا انى اتعرفت عليهم كلهم بعد انتهاء الحفل و انصراف المدعويين .. اتجه الجميع الى داخل القصر ليقول احمد : الف مبروك يارهف ، متهيألى بقى اقدر ااخد مراتى و بنتى معايا و اللا ايه رهف بامتنان : رغم انك هتاخد حتة من روحى ، بس حقيقى انا متشكرة اوى لكل اللى عملتوه انت وهدى معايا هدى بامتعاض : بس انا مش هروح فى حتة قبل فرح امينة احمد : بس انا ما اقدرش استنى اسبوع بحاله كمان يا حبيبتى لتقترب منه هدى بدلال قائلة : يبقى عشان خاطرى لو ما عرفتش تستنى معانا لحد الفرح تسافر انت و تسيبنى الاسبوع ده كمان و اوعدك انى هحصلك على طول احمد بتنهيدة تسليم : امرى لله ، حاضر يا حبيبتى خليكى احضرى الفرح .. بس هم يومين اتنين يا هدى بعد الفرح و تحصلينى على طول و انا هحجزلك بنفسى قبل ما اسافر مدكور : و الله هتوحشونى يا اولاد لترتمى هدى باحضان عمها مقبلة اياه بحب قائلة : و الله يا عمو انت كمان بتوحشنى اوى احمد : طب بعد اذنكم يا جماعة انا هطلع عشان ابص على تيمو و انام احسن مش قادر مدكور : اتفضل يابنى ، و انتى يا هدى اطلعى ياللا مع جوزك يا حبيبتى و بعد ذهابهما الى الاعلى نظر مدكور لرهف قائلا : يا ترى انتى كمان عاوزة تنامى دلوقتى رهف : الحقيقة لا .. انا نمت كتير بعد الضهر و لسه مش جايلى نوم دلوقتى لينظر مدكور الى مراد قائلا : هاخد منك مراتك شوية يا مراد بعد اذنك مراد رغم دهشته : تحت امرك طبعا يا عمى اتفضلوا .. انا هسيبكم و هطلع اغير هدومى على ماتخلصى كلام مع عمى يا رهف ليذهب مدكور الى غرفة المكتب و من ورائه رهف ، و ما ان جلسا امام بعضهما البعض قال مدكور : ممكن بقى تفهمينى ايه اللى بيحصل بالظبط رهف : بيحصل فى ايه يا بابا مدكور : بيحصل فى حياتك يا بنتى ، ايه اللى ملخبط كيانك رهف : انا كيانى مش متلخبط و لا حاجة يا بابا ، انا كويسة جدا الحمدلله مدكور : و علاقتك بجوزك رهف : مالها مدكور : مالها ؟! عاوزاها يحصل فيها ايه اكتر من انك قاعدة فى اوضة و جوزك فى اوضة يا رهف رهف و هى تزدرد لعابها بصعوبة شديدة : يا باباااا انااا ، انا بس كنت محتاجة وقفة مع مراد ، كنت محتاجاه يفهم حاجات كتير ، و انا كمان كنت محتاجة اعرف انا ايه بالظبط بالنسبة له مدكور باستغراب : عاوزة تعرفى قيمتك عنده بعد ما تميتوا جوازكم بتلت شهور ، و كمان قعدتم سنتين كاملين كاتبين كتابكم ، و عايشين معظم عمركم تحت نفس السقف رهف باستياء : و رغم ذلك لا انا قدرت اعرفه و لا هو قدر يعرفنى يا بابا ، حتى وقت شهر العسل .. كنت فاكرة ان خلاص الحاجز اللى كان بينى و بينه اتهد ، لكن اول ما رجعنا لقيته اتبنى من تانى ، بس اقسى من الاول مدكور : ده كلام ماحدش ابدا يقدر يقبله ، ازاى طول السنين دى ما تحاوليش حتى انك تقريى منه و تفهميه ، و كمان بعد جوازكم رهف باستنكار : انا اقرب و افهم ، طب ازاى ، ازاى وحضرتك طول الوقت كنت مربطنى بخيوطك و بتحركنى يمين و شمال و مابتسمحليش حتى انى اقول ااه لو شدتك دى وجعتنى او ما عجبتنيش مدكور : متهيالك .. طول الوقت كل الخيوط كانت تبان ان كلها فى ايدى ، لكن طروفها كلها كانت معاكى و فى ايدك انتى انا كنت بعمل ده عشان احميكى ، انتى ماتعرفيش الدنيا فيها ايه برة ، الدنيا فيها حاجات كتير اوى يا بنتى اخاف عليكى منها رهف : ماينفعش يا بابا مدكور : هو ايه ده اللى ماينفعش رهف : ماينفعش تخبينى من الشمس طول عمرى عشان خايف على عينى لا تحرقنى ، فعشان تحمى عينيا تعيشنى طول عمرى فى الضلمة مدكور بذهول : انا عيشتك فى ضلمة يا رهف !! رهف بخجل : انا اسفة يا بابا ماتزعلش منى ، بس انا النهاردة بالذات حاسة انى لازم اتكلم .. محتاجة اخد نفسى اللى محبوس جوايا و خانقنى من سنين ، حاسة انى تعبت من السكات و القيود مدكور : بس انتى ما كنتيش ساكتة ، و لا كنتى محبوسة ، و لا متربطة زى مابتقولى ، بدليل شغلك اللى عملتيه لوحدك من غير مساعدة حد و لمدة اربع سنين بحالهم من غير ماتفكرى حتى تقوليلى رهف : ماقلتلكش لانى كنت خايفة .. خايفة تحبطنى و تمنعنى من المتنفس الوحيد اللى كنت بطلع فيه كل اللى جوايا ، كنت خايفة انك فى لحظة تعرف .. تقوم تهد حلمى و حلم كل الناس اللى ساعدتنى من غير ما حتى تفكر فى مشاعرى و لا احلامى مدكور بصدمة : ده تفكيرك فيا يا رهف رهف بخجل : انا آسفة يا بابا ، بس حضرتك عيشتنى عمرى كله فى خوف مدكور : تبقى عمرك ما عرفتى انا بحبك اد ايه ، و اوعى تفكرى انى صدقت مراد لما حاول يفهمني انه كان معاكى من البداية ، انا بس فرحت بدفاعه عنك و وقوفه فى ضهرك و قلت يمكن موقف زى ده يقربكم من بعض ، لكن انا عارف كل نفس كنتى بتتنفسيه من البداية و بدعمك و بحميكي من بعيد رهف بذهول : كنت عارف مدكور : طبعا كنت عارف و من قبل حتى ماتبتدى اول خطوة ، ازاى كنتى متخيلة ان حاجة زى دى ممكن تستخبى عنى المدة دى كلها رهف بفضول : طب ليه ماقلتليش انك عارف مدكور : لانك زى ماكنتى حريصة فى كل لحظة انى ما اعرفش ، حرصك الاكبر كان انك تنجحى عشان تثبتيلى انك تقدرى تعملى حاجة و انتى بعيد عنى رهف باستنكار : طب ليه كنت دايما بتعاملنى بالجفا ده ، ليه كنت دايما محسسنى انى فاشلة و انى ما اقدرش اعمل حاجة ، ليه كنت دايما …. مدكور : عشان كنت عارف انك رغم مظهر الحمل الوديع اللى كنتى دايما بتبانى بيه الا ان طبع العند عندك غلاب رهف برفض : كان هيبقى امتنانى اكبر من عندى لو كنت ساندتنى ، كان هيبقى احساسى بالامان انك فى ضهرى احلى واقوى بكتير من رهبتى و خوفى من ان ييجي يوم اقف قصادك و انا حاسة انك بتقتل حلمى جوايا مدكور : يمكن عشان اتربيت بنفس الطريقة ، جدك كان بيعاملنى بنفس الاسلوب و اديكى شايفانى اهو عامل ازاى رهف بعتاب : بس حضرتك نسيت حاجة مهمة اوى ، نسيت ان جدتى كانت بتعوضك عن كل اللى كان جدى بيعمله معاك ، لكن انا ماكانش عندى العوض ده ، ما انكرش ان دادة زينب كانت بتعمل معايا كتير اوى و سقيتنى من حنانها بحور و بحور ، لكن امى الحقيقية راحت و راح معاها كل حاجة حلوة بالنسبة لى كان المفروض حضرتك تحاول تحمينى من الأذى اللى انت اتأذيته من جدى مش تكرره معايا من تانى مدكور باستنكار : تقصدى بكلامك ده انى اذيتك رهف : أذية كبيرة اوى يا بابا ، كنت بتأذينى و بتوجعنى فى كل مرة تتهمنى فيها بالفشل ، كنت بتأذينى و بتوجعنى فى كل مرة تتجاهلنى فيها و كأنى مجرد جماد و ما ارتقيش للكائن الحى .. ياترى حضرتك فاكر لما كتبت كتابى على مراد عملت ايه مدكور محاولا التذكر : عملت ايه رهف : دخلت عليا اوضتى و قلتلى .. هبعتلك فستان مع الكوافيرة بعد بكرة عشان كتب كتابك على مراد و سيبتنى و خرجت ، ما فكرتش تسألنى حتى عن رأيى مدكور بدهشة : و هو انتى كان ممكن ترفضى مراد ، ده انتو شبه مخطوبين من قبل ما عمك يموت ، و كمان انا عارف و متأكد انك بتحبيه .. يبقى كنتى هترفضى ليه رهف بدموع : طب حتى لو كان ، بلاش تسألنى .. ليه ماحاولتش حتى انك تاخدنى فى حضنك و تباركلى ، ليه ما سالتنيش نفسى اعمل ايه فى يوم زى ده ، او حتى زى بقية البنات اختار فستانى بنفسى ليه القهر يا بابا كانت السمة السايدة فى كلامك معايا ، حتى لما قلتلك انى بخاف منه .. ماحاولتش تسألنى ليه .. كل اللى عملته وقتها انك اتتريقت عليا و قلتلى و انتى من امتى ما بتخافيش من يوم ما ماما الله يرحمها ما ماتت ، و حضرتك اتحولت تماما فى معاملتك معايا ، بدل ما تاخدنى فى حضنك و تعوضنى عن حرمانى منها .. كتفتنى و علقتنى بشوية خيوط و بقيت تحركنى يمين و شمال من غير حتى ماتكلف خاطرك تبص وراك و تشوفنى اتخبطت كام مرة و اللا وقعت كام مرة ، بتتحرك و انت ساحبنى معاك من غير ما تاخد بالك ان خيوطك خنقتنى و وجعتنى ، لحد ما بقى كل همى انى اقطع الخيوط دى و افرد جناحاتى بعيد كل اما الاقى الفرصة انى اقدر اعمل كده مدكور : و يا ترى قطعتيها كلها رهف بتنهيدة : كنت كل ما افكها بعيد عنك ، ارجع اربطها من تانى بنفسى قدامك مدكور بدهشة : طب ليه لتقترب رهف من ابيها و تجلس تحت قدميه و تقول بحب : لانى ماعنديش غيرك ، لانى رغم كل شئ بحبك ، فكنت دايما بخاف على زعلك ، لانى كان دايما عندى امل ان هييجى اليوم اللى تشوف نجاحى و قوتى و تصدق انى اقدر اعمل حاجة ، كنت خايفة اقطع الخيوط دى و انت قدامى تقوم تغضب عليا و تبعدنى عنك كنت دايما بحلم باليوم اللى تاخدنى فيه فى حضنك و انت بتباركلى على نجاحى … و اليوم ده اخيرا جه النهاردة النهاردة اما بكيت فى حضنك كنت ببكى من فرحتى بحضنك مش من فرحتى بنجاحى ، النهاردة حضنك كان اكبر نجاح فى حياتى كلها ، كنت بجد محتاجالك اوى ليسحبها مدكور الى جواره قائلا بحنان مخلوط بالمرح : هو انا لو قلتلك انك غبية هتزعلى رهف و هى تمسح على وجهها لتزيل آثار دموعها : لما اعرف السبب الأول مدكور : غبية لانك مش مقدرة انا بحبك اد ايه ، انا ماطلعتش من الدنيا دى غير بيكى و بولاد عمك رهف : انا عارفة ان حضرتك بتحبنى ، بس ماعرفتش توصللى الحب ده مدكور بتنهيدة حزبنة : يمكن يكون عندك حق ، بس انا هحكيلك على حكاية بهرب منها من يوم وفاة امك الله يرحمها رهف بفضول : حكاية ايه دى مدكور : انتى عارفة امك ماتت ازاى رهف : حصل لها مشكلة وقت الحمل و ماتت هى و الجنين مدكور ببعض الشرود : انا و امك الله يرحمها كنا بنحب بعض جدا ، عمرى ما حبيت و لا هحب غيرها ، كنا سعداء جدا لابعد مما تتخيلى ، ما كانش بينغص علينا حياتنا غير العند بتاعها .. كانت عنيدة لاقصى درجة بعد ما ولدتك ، كل الدكاترة حذروها من انها تحمل مرة تانية ، لانه لو حصل حمل تانى .. هيبقى فى خطر على حياتها لانها كانت عندها مشكلة فى الدم بتكسر كرات الدم بتاعتها و بتسبب لها حالة من الأنيميا الحادة ، فكنا بنحتاج ننقل لها بلازما كل فترة و كانت دايما زعلانة انها ماجابتليش ولد ، رغم ان عمرى ما اتكلمت معاها فى حاجة زى دى ، و كنت دايما شايف ان مراد ابن ليا مش مجرد ابن اخويا حتى من قبل ابوه ما يموت لكن عندها و اصرارها خلاها ترتب انها تحمل من ورايا بعد ما قطعت علاج منع الحمل من غير ما تقوللى ، و كانت النتيجة ان حالتها اتدهورت و بشدة و الدكاترة ما قدروش ابدا ينقذوها رهف : انا اول مرة اسمع الكلام ده ، كل اللى اعرفه انها كانت حامل و تعبت و ماتت و بس مدكور بتنهيدة حارة : يوم ما ماتت كنت بتخانق معاها و بعاتبها على عندها اللى عارف انك ورثتيه منها وبقيت خايف لا تتأذى بسببه زيها ، يمكن اكون زودتها او جيت اكحلها عميتها زى ما بيقولوا .. بس ده كان خوف عليكى صدقينى ، كنت عارف انك وارثة عندها .. مش شكلها و بس ، شكلها اللى كنت بشوفه فيكى و افتكرها و افتكر انها ورثتك كل حاجة فيها بالميللى ، فكنت بحاول الجم العند ده بكل قوتى .. خوف عليكى و حب فيكى مش اكتر انا يوم ما خسرت امك .. حسيت انى خسرت عمرى كله معاها ، و كل يوم بفتح عينى و افتكر انها فى مكان تانى بعيد عنى بحس كأنها لسه ميتة حالا رهف بتردد : اومال ليه حضرتك .. و عندما لم تستطع ان تكمل حديثها قال : تقصدى ليه اتجوزت رهف : لا .. مش عاوزة اسالك على الجواز بالظبط ، لكن .. على الاختيار مدكور : انا طلقت تالا رهف بذهول : ايه .. امتى و ازاى وليه مدكور : امتى .. فمن كام يوم بس ، بس مارضيتش اشغل بالك بالحكاية دى قبل المناقشة بتاعتك ، اما بقى ليه و ازاى فمش هينفع اقول لك حاجة دلوقتى لاسباب هتعرفيها بعدين ، اما بقى لو هنتكلم على الاختيار من البداية فعاوزك تعرفى و تتاكدى ان كل شئ من البداية كان عشان مصلحتك و حمايتك انتى و مراد رهف : حمايتى انا و مراد .. من ايه مدكور : ما قلتلك .. هتعرفى بعدين ، المهم انك تبقى فهمتى و ماتبقيش لسه زعلانة رهف بإماءة من رأسها : فهمت مدكور : و اعتقد ان خلاص الخيوط كلها انقطعت و مابقاش منهم حاجة رهف : يمكن تكون انقطعت بس اوعى تفكر انى سايباها ، انا لماها كلها فى ايديا و عمرى ما هفرط فيهم ابدا مدكور : عاوزك تعرفى و تتأكدى ان اذا كنت انا او مراد .. ان دايما شاغلنا الاول و الاخير هو انتى و بس يمكن ملازمة مراد ليا فى كل تحركاته خلته عملى و جامد زيادة عن اللزوم ، بس انا متاكد ان مراد بيحبك زى ما كنت بشوف حبه فى عينيكى من صغركم دورك انتى بقى انك تشديه ناحيتك بس بالعقل يا بنتى ، و بلاش العند .. العند ممكن يقتل اى حاجة حلوة بين اى اتنين و لازم تعرفى انك غلطتى علطة كبيرة لما خبيتى حملك عنى و عن جوزك ، و لولا انه بيحبك و مقدر ظروفك كلها كان ممكن يبقى رد فعله مش لطيف و يزعلك بزيادة رهف بخجل : انا عارفة انى غلطت فى دى ، بس صدقنى كان غصب عنى ، و مش عاوزة حضرتك تزعل منى لينهض مدكور من مجلسه و يسحبها الى احضانه قائلا بحب : بكرة اما تولدى و تقومى بالسلامة .. هتعرفى ان مافيش اب و لا ام بيزعلوا ابدا من ولادهم ……………. تركت رهف مدكور بغرفة مكتبه و اتجهت الى غرفتها ، و عندما وصلت الى الممر .. كانت الحيرة رفيقتها ، فلم تدرى الى اين تذهب ، اتذهب الى غرفتها ، ام الى غرفة مراد ، و لكنها فى النهاية حسمت امرها و اتجهت الى غرفتها لتبدل ملابسها و تفكر بهدوء ففتحت باب غرفتها لتجد ان الغرفة مضاءة اضاءة خافتة ، و وجدت مراد يقف امام الشرفة بملابس بيتية فى هدوء و هو يستمع الى موسيقى خافتة ، و لكنه كان يبدو عليه الشرود التام للدرجة التى جعلته لا يشعر بدلوفها الى الغرفة فاغلقت الباب من ورائها و اتجهت إليه و وقفت خلفه قائلة بهدوء : لاف استورى ليلتفت اليها مراد بانتباه قائلا : اهلا يا رهف .. كنتى بتقولى حاجة فاشارت الى جهاز مشغل الاسطوانات قائلة : بقول لك انك بتسمع لاف استورى مراد بابتسامة : قلبت عندك فى السيديهات و لقيتها .. و انا الصراحة بحبها اوى .. فشغلتها رهف : اول مرة اعرف انك بتحب الموسيقى مراد : و مين مابيحبهاش ، بس انا اكتشفت ان تقريبا ذوقنا واحد .. معظم الحاجات اللى عندك بحبها و بسمعها و الباقى تقريبا ماعرفوش رهف باستغراب : معقولة مراد : مش هكدب عليكى .. بقالى فترة مش متابع اوى لتومئ رهف رأسها بصمت و تتجه الى الفراش و تجلس عليه بارهاق و هى تخلع نعليها ، فجلس بجوارها قائلا باستفسار : تعبانة رهف : مش هنكر .. اليوم على اد ما هو يعد من اجمل ايام حياتي ، الا انه برضة كان مرهق اوى بالنسبة لى مراد : تحبى احضر لك الحمام رهف بذهول : انت مراد و هو يتجه الى المرحاض الخاص بغرفتها : و ليه لأ .. مش مراتى ليغيب عنها بضع دقائق قليلة و هى تستمع الى صوت تدفق المياة فى حوض الاستحمام و هى ترسم على وجهها معالم البلاهة الشديدة ، و ما ان عاد مراد الى الغرفة و وقع بصره على رهف بهذا الشكل الا و قال بمرح : مالك يا بنتى عاملة كده ليه رهف : هه .. عاملة ازاى يعنى مراد : زى العيلة الصغيرة اللى اول مرة تتفرج على صندوق الدنيا ، و بتتفرج و هى مش مصدقة اللى بتشوفه ، بس تعرفى ..قالها و هو يجذب يديها لتقف امامه فاكمل قائلا : تعرفى انك وحشتينى اوى رهف بامتعاض : مراد .. انا سمعتك لما اتكلمت معايا ، و حقيقى مبسوطة و شاكرة ليك جدا كل اللى عملته معايا النهاردة .. لكن انا لسه فى كلام كتير اوى محتاجة انى اتكلمه معاك مراد : و انا على اتم الاستعداد انى اقعد اسمعك للصبح ، ادخلى ياللا خدى حمامك عشان جسمك يفك شوية و انا هستناكى ، و لو تحبى تأجلى كلامنا لبكرة ماعنديش مانع .. برضة هستناكى رهف بخجل : انا مش عاوزاك تتضايق منى يا مراد ، بس صدقنى .. انا محتاجة اطلع كل اللى جوايا مراد : و انا مستنى اسمعك رهف بفضول : انت اتغيرت بجد ، و اللا بس بتحاول انك تهدى الامور مابينا مراد : ابقى كداب لو قلت لك انى اتغيرت لتبتسم رهف بسخرية قبل ان تسمعه يكمل قائلا .. و برضة ابقى كداب لو قلت لك انى زى ما انا و ما اتغيرتس ، لسبب بسيط جدا .. ان انا هو هو مراد جوزك و ابن عمك اللى فجأة لقيت نفسى بحبك ، بس الظروف حطيتنى معاكى فى خانة الياك ، واللى عاوز اقولهولك .. انى ماعنديش اى استعداد انك تبعدى عنى من تانى .. يا ترى اجابتى دى تكفيكى رهف : لأ طبعا .. معنى كده انك عاوز بس تحقق اللى انت عاوزه من غير ما تهتم باللى انا عاوزاه مراد ضاحكا : تصدقى انى ابتديت احب هرموناتك دى رهف باستنكار : هرمونات ايه دى .. انا بتكلم فى وقائع و ملابسات مراد بمرح : يا دكتورة رهف يا حبيبتى … ادخلى خدى الحمام بتاعك ، و لما تخرجى نتكلم زى ما انتى عاوزة بهدوء و من غير اى انفعال …………….. كانت تالا تجلس امام ابيها بمنزلهما و تستمع اليه حين قال لها : انا كده خلاص خلصت كل حاجة ، و حولت الفلوس لاستيفن و استلمها و حدد معايا معاد وصول الشحنة تالا : طب كويس جدا ، و يا ترى بلغت زيد و جاسر و مؤمن بالكلام ده سليمان : ايوة ، كلمتهم بالجهاز بتاعهم و عرفتهم كل اللى حصل ، بس زيد قاللى ان نوعية السلاح اللى جاية مش هينفع تروح للشارى اللى جايبه ، لانه محتاج قطع تانية بعيارات مختلفة بلغنى بيها عشان نبقى نبعتها لاستيفن تالا : اومال هتعملوا ايه فى الشحنة اللى جاية دى سليمان : انا كلمت الراجل بتاعنا هنا فى المنظمة الحقوقية و عرفته ان الشحنة على وصول تالا : و اتفقتوا سليمان بامتعاض : يعنى .. بس طبعا اضطريت اوافق على السعر اللى عارضينه رغم انه اقل عن سعر الشارى بتاع زيد تالا : يعنى ايه ، هتبيع بخسارة سليمان ضاحكا : انا ابيع بخسارة ، لا طبعا ، بس الصراحة كان نفسى السعر يبقى زى سعر المشترى التانى تالا : كل شئ و له شئ يا دادى ، و بعدين انت بتقول ان النوعية و العيارات كمان مختلفة ، بس يا ترى عرفت زيد و الجماعة التطورات دى سليمان : طبعا .. كل حاجة بالاتفاق معاهم تالا : طب و الشحنة هتوصل امتى سليمان بجشع : خلاص .. كلها اسبوع بالكتير و هتوصل تالا : هتوصل برى برضة سليمان : ايوة .. من الصحرا الغربية ، البضاعة على حمولة سبعة و تلاتين جمل تالا بقلق : انت متأكد من الناس المرة دى سليمان : ماتقلقيش .. كله هيبقى تمام ، و خصوصا انى المرة دى مش هستلم حاجة بنفسى ، المنظمة هى اللى هتستلم على طول تالا : يعنى مش هتحضر التسليم مدكور : هحضر طبعا عشان استلم الفلوس ، بس الميزة انى مش هدخلها المخازن عندنا زى المرات اللى فاتت بعد ما زيد فهمنى ان كده احسن و اضمن تالا : و هيحضروا معاك و اللا هتبقى لوحدك سليمان : زيد قاللى انهم هيحضروا ، و ادينى لحد دلوقتى بعمل زى ما بيقوللى بالظبط ، على الله بقى الاقى النتيجة اللى انا عاوزها تالا بثقة : ماتقلقش .. عدتى بس تخلص ، و زيد هيعمل لك كل اللى انت عاوزه سليمان : طب و اللى انتى عاوزاه تالا : انا المرة دى مش عاوزة غير زيد و بس ………… و بالعودة لرهف .. نجدها قد انتهت من حمامها و خرجت لتجلس بالفراش لتجد ان مراد قد اعد لها مشروبا دافئا و قدمه لها و جلس بجوارها قائلا : كلى آذان صاغية يا دكتورة .. اتفضلى قولى كل اللى انتى عاوزة تقوليه الفصل االثالث والعشرون من هنا |
رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي
تعليقات