رواية وانقطعت الخيوط الفصل العشرون 20 بقلم ميمي عوالي



رواية وانقطعت الخيوط الفصل العشرون 20 بقلم ميمي عوالي 





 لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
غير مسموح بنقل الرواية او نشرها باى مكان اخر دون الرجوع لى وشكرا
20
#وانقطعت الخيوط
الفصل العشرون
سليمان و هو يناول تالا الهاتف : كلميه حالا و انتى لسه صوتك باين عليه العياط ، و انتى عارفة هتتصرفى ازاى 
لتقوم تالا بمهاتفة زيد الذى رد عليها بلهفة قائلا : انا قلت مش هسمع صوتك تانى دلوقتى طالما رجعتى البيت عنده
تالا و هى تتصنع الانكسار : انا عند دادى فى بيته
زيد بدهشة : اعتقدت انك هترجعى على بيتك
تالا : ماهو مابقاش بيتى خلاص 
زيد : مش فاهم ، هو حصل حاجة و اللا ايه 
تالا و ما زال يسيطر على صوتها البكاء : ايوة .. انا اتطلقت خلاص
زيد بتهليل : انتى بتتكلمى بجد .. عرفتى تخلصى منه بالسرعة دى 
تالا ببكاء : ايوة خلاص  
زيد باستغراب : طب و بتعيطى ليه دلوقتى .. انتى زعلانه انه طلقك
تالا بنشيح : ضر/بنى و بهدلنى يا زيد 
زيد بحدة : ازاى تسمحيله انه يعمل كده ، ده انا ممكن اق/ تله فيها 
تالا بلهفة : اوعى يا زيد .. اوعى ، ده سجل لى و انا بقول انى معجبة بيك و بحبك و هد/دنى انه هينشرهم على الميديا ، و انت عارف ان ده شئ يضر سمعتى و سمعة دادى و اكيد سمعتك انت كمان ، ده غير انه فض الشراكة مع دادى و ده هيتسبب ان دادى هيخسر فلوس كتير اوى بسببى 
زيد : حبيبتى الفلوس دى اخر حاجة ممكن تفكرى فيها ، ليكى عليا اول مانخلص المشروع بتاعنا مع بعض انى هعوضك انتى و دادى عن كل ده ، و كمان تكون العدة بتاعتك خلصت و هعمل لك اكبر فرح فى الشرق الأوسط كله .. انما انتى ازاى قدرتى تخليه يطلقك بسرعة كده
تالا : مانا قلتلك .. طلبت منه الطلاق و اعترفتله انى معجبة بيك و بحبك ، بس ما اخدتش بالى انه بيسجل لى 
زيد : عموما ده احلى خبر سمعته النهاردة .. و لازم نحتفل بالخبر ده 
تالا و هى تتحسس وجنتها : ماشى ، اول ما وشى يخف هكلمك و نتقابل نحتفل كلنا 
زيد بخبث : لا يا حبيبتى ، المرة دى الاحتفال هيبقى مقتصر عليا انا و انتى و بس
و بعد ان اغلقت تالا الهاتف مع زيد قال سليمان بفصول : طمنينى 
تالا : كله تمام .. ماتقلقش
سليمان بنبرة تهكم : قلتيلى نفس الكلام على مدكور و فى الاخر لا عرفتى تيجى و لا تروحى معاه
تالا بحدة : انا ماكنتش اعرف انه بالخبث ده كله
سليمان : حذرتك منه و قلت لك ده تعلب ، قلتيلى على نفسه 
تالا بغضب : هو انا بس اللى ماعرفتش اعمل معاه حاجة ، مانت كمان ماعرفتش تاخده فى صفك زى ماكنت عاوز ، فبلاش نقعد نبكت فى بعض احنا الاتنين
مدكور : ماشى .. بس يا ريت تركزى مع زيد ، هنستفيد من وراه كتير 
تالا بتردد : زيد هيفيدنا من غير ما نحاول نعمل معاه حاجة ، هو من نفسه قال انه هيعمل معانا حاجات كتير ماجاتش على بالنا اصلا
سليمان : يعنى ايه بقى الكلام ده 
تالا : يعنى ممكن نستنى و نشوف هو ناوى يعمل ايه معانا الاول ، مش عاوزاه يشوف اننا طمعانين فيه
سليمان : و ده من امتى الكلام ده .. انتى ايه اللى حصل لك 
تالا : اللى حصللى انى اتعلمت من القلم اللى اخدته من مدكور بسبب انى استهنت بيه فمش عاوزة اكرر نفس الغلطة من تانى 
سليمان : و ايه كمان
تالا بامتعاض : و كمان .. زيد مختلف
سليمان : و ايه اللى خلاه مختلف بقى 
تالا بهيام : شاب ، وسيم ، چانتى ، چنتل مان ، تحسه كده عامل زى ابطال الروايات
سليمان بسخرية : عاجبك للدرجة دى 
تالا : مش هنكر ، ثم زيد مش زى اى حد اتعاملنا معاه قبل كده 
سليمان : ازاى يعنى 
تالا : يعنى و لا عاوز يتجوزنى عرفى على مراته و عاوز يعيش له يومين فى السر زى اللى قبل ما مدكور ، و لا مستنينى اطلب منه حاجة و بيعد عليا انفاسى زى مدكور ، و كمان مش هنقدر ناخد منه اكتر من اللى هو عاوز يديهولنا ، ثم .. هو معجب بيا و طلب منى الجواز حتى و انا لسه على ذمة مدكور ، و اما عرف انى اتطلقت طار من الفرحة و قاللى انه هيعوضنا عن كل الخساير اللى اتعرضت لها انا و انت بسبب طلاقى من مدكور و جاب سيرة جوازنا من تانى 
سليمان : انتى عاوزة ايه بالظبط .. فهميني
تالا : عاوزة اتجوز زيد جواز حقيقى .. انا زهقت ، عاوزة استقر بقى ، و زيد الوحيد اللى قابلته اللى يستاهل انى اعمل كده عشانه
سليمان : بس ده ما كانش اتفاقنا
تالا : يا دادى ارجوك افهمنى ، زيد هيعمل لنا كل اللى احنا عاوزينه من غير ما نحاول اننا نخطط له زى اللى قبل كده ، يبقى ليه نتعب نفسنا ، و بعدين ماتنساش ان زيد من أباطرة الس/لاح ، يعنى اللعب معاه مش سهل ابدا 
سليمان : يعنى معجبة بيه و اللا خايفة منه .. ماتفهمينى اللى فى دماغك بالظبط
تالا : الاتنين يا دادى .. الاتنين ، ثم انا ابتديت اكبر ، و اللى كان ينفع اعمله زمان مش هفضل طول عمرة اقدر اعمله
لتمر الايام سريعا حتى بقى على مناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة برهف يوم واحد ، و قد مر على وصول هدى ثلاثة ايام ، و بقى وضع رهف مع مراد على ما هو عليه 
اما رهف .. فكلما اقترب موعد المناقشة ، كلما زاد توترها و قلقها مع رفضها التام لمساعدة الدكتور فؤاد لها عندما اقترح عليها مراد ذلك ، و بررت رفضها بانها تريد الاستمتاع بنجاحها القائم على مجهودها الشخصى فقط 
و كانت كعادتها تجلس بحديقة القصر و هى تراجع رسالتها و تعدل بعض اجزائها و هدى تجلس الى جوارها تشد من اذرها و تراقب ابنتها و هى تلهو من حولهم ، ليستمعون الى صوت من خلفهم يقول : وحشتونى كلكم 
و صوت تميمة تقول بسعادة كبيرة : بابى .. وحشتنى
لتسرع هدى الى احضان زوجها قائلة : احمد .. ايه المفاجأة الحلوة دى .. حمد الله على السلامه
احمد و هو يحتضنها باشتياق عارم : الله يسلمك يا حبيبتى ، وحشتونى قلت اجى اشوفكم و اقضى معاكم يومين كده و ارجع تانى .. بس المرة دى مش هسيبك ، انا مش عارف اعيش من غيرك 
رهف بحمحمة : حمدالله على السلامة يا احمد ، مصر كلها نورت بوجودك 
احمد بابتسامة عريضة : انا من يوم ما سافرت بعد فرحكم و انا عاوز اجى اخد هدى ، بس قلت اما انزل احضر المناقشة بتاعتك ابقى اخدهم و اسافر 
رهف بسعادة : يعنى انت جاى تحضر المناقشة معانا 
احمد : مش ده كان اتفاقنا من الاول ، انى لازم احضر المناقشة و اكون اول واحد اباركلك عليها 
رهف بامتنان : انا متشكرة اوى يا احمد ، من يوم ما دخلت وسطنا و انت حقيقى نعم الاخ ليا .. ربنا مايحرمنيش منك و لا من هدى ابدا
تميمة بمشاغبة : و لا منى انا كمان يا رهف 
لتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بحب قائلة : و لا منك يا قلب رهف
كان مراد كعادته مؤخرا يجلس بغرفة المكتب يراجع بعض الاوراق بصحبة انور ، و حين سمعا الجلبة من خلفهما بالحديقة وقفا يراقبان كل ما حدث لينتاب مراد بعض الضيق من حوار رهف مع احمد ، و عندما لاحظ انور الامتعاض الظاهر على ملامحه قال : مالك 
مراد : شايف بتتعامل ازاى مع احمد ، دى ما بتتكلمش معايا كلمتين على بعض
أنور : احمد سايب شغله و حاله و محتاله و جاى من بلاد الغربة عشان يبقى معاها و هى بتناقش رسالتها ، و كمان سايب مراته اللى بيدوب فيها معاها بقاله حوالى تلت شهور ، مش عاوزها تشكره و لا تتكلم معاه بالشكل ده ، ثم انا كل شوية اقول لك اهتم .. و انت واقف محلك سر 
مراد بدفاع : ماهو على يدك اللى بعمله
انور : ايوة .. بس عمليا .. هى لسه ماشافتش منك اى حاجة تدل على اهتمامك ده
مراد : بس انا حاولت كتير اقرب منها و اساعدها و هى دايما بترفض
انور : حاول تصبر عليها نص الصبر اللى صبرته عليك كل السنين اللى فاتت
مراد : عموما لما ارجع من السفر ربنا يسهل 
انور : قولتلها انك مسافر 
مراد : لا لسه 
انور : و ناوى تقول لها امتى و اللا هتسافر من غير ما تقوللها 
مراد و هو يتجه ناحية الباب : تعالى نسلم على احمد على ما اشوف
ليتجها الى الخارج .. ليجدا ان الجميع قد دلفوا الى الداخل و جلسوا يتسامرون ليأتى عليهم مراد قائلا بترحيب : حمدالله على السلامه يا ابو حميد .. ايه المفاجأة الهايلة دى 
ليتبادلا الاحضان و التحية ، ثم يأتي دور انور الذى قال بمرح : عود احمد يا عم احمد 
احمد : وحشتونى يا جدعان 
انور : قطعت الغربة و سنينها 
احمد : ااه و الله .. ياللا الحمدلله 
مراد : ما انت اللى تاعب نفسك ، ياما اتحايلت عليك انا و عمى انك تستقر هنا و تشتغل معانا 
احمد : سيبها على الله يا عم مراد .. المهم قولولى انتم عاملين ايه ، و اخبار عمى مدكور ايه.. هو فين اومال
مراد : عمى فى القاهرة و هيوصل على بكرة ان شاء الله
احمد : كويس .. ادينا نتجمع مع بعض كلنا 
مراد و هو يراقب رهف بجانب عينيه : للاسف انا اللى هتحرم منكم كلكم 
احمد : و ليه بقى يا عمنا 
مراد : الحقيقة انت لحقتنى قبل ما اسافر 
احمد : مسافر فين 
مراد : القاهرة .. الشغل محتاجنى هناك
هدى بصدمة : هو ده وقته يا مراد 
مراد : مانتو عارفين يا جماعة .. الشغل مابيستناش حد 
هدى و هى تنتقل بعينيها مابين مراد و رهف بضيق : ممكن يعنى يتأجل يومين اتنين مش هيحصل حاجة 
لينهض مراد و هو يقول : اليومين دول ممكن يفتحوا شركة و يقفلوها يا هدى .. ها .. محتاجين منى حاجة قبل ما اتوكل على الله
هدى باستياء : هترجع امتى 
مراد بمرح و هو يشير الى انور : اكيد قبل فرح اخينا ده ، ماينفعش ما احضرش الفرح
كانت رهف طوال الوقت ترسم ابتسامة على وجهها ، و لكنها كانت تقطر بداخلها بالمرارة و السخرية ، و عندما وجه اليها مراد الحديث و قال لها : هتحتاجى منى حاجة قبل ما اسافر يا رهف
قالت باقتطاب : شكرا 
ليتركهم مراد متجها الى الاعلى و هو يقول : يادوب هطلع اغير هدومى و اجهز .. بعد اذنكم
و بعد ان تركهم و انصرف ظل احمد و انور يتحدثان عن الزفاف المنتظر بينما انتقلت هدى الى المقعد المجاور لرهف و همست لها قائلة بتعاطف : انا مش عاوزاكى تضايقى ابدا 
رهف : و انا ايه اللى هيضايقنى 
هدى بتردد : يعنى .. عشان مراد هيسافر و يسيبك فى الوقت ده ، و مش هيحضر المناقشة معانا
رهف بسخرية و الحزن يطل من عينيها بوضوح تحاول مداراته : و من امتى انا كنت على قايمة اهتماماته من الاساس يا هدى .. صدقينى .. خلاص مابقتش فارقة 
هدى : طب انا هسيبك خمسة عشان اطلع اوضب اوضتى بسرعة قبل ما احمد يحب يطلع يستريح ، و روحى انتى كملى مذاكرة عشان ماتضيعيش وقت
كان مراد قد اوشك على الانتهاء من ارتداء ملابسه حين سمع طرقا على الباب فقال : ثانية واحدة
و بعد ان انتهى ذهب ليفتح الباب ليجد هدى تدخل مندفعة الى الداخل و تغلق الباب خلفها و معالم الغضب ترتسم على وجهها بشدة ليقول بقلق : فى ايه مالك .. حصل حاجة و اللا ايه
هدى بغيظ : عاوز يحصل ايه اكتر من كده يعنى انا مش فاهمة 
مراد : ماتتكلمى على طول يابنتى مالك
هدى بعتاب حاد : ماهو بصراحة كده ماتزعلش منى اللى انت بتعمله ده ما فيهوش اى مراعاة لشعور البنى الادمة اللى على ذمتك
ليلتفت مراد عنها و يقول و هو يصفف شعره بالمرآة : نفسى مرة اعمل حاجة من غير ماحد فيكم ينتقدنى 
هدى بامتعاض : مش لما تبقى تعمل حاجة صح من اصله ، يعنى انت تيجى لحد اسيوط و تقعد هنا كل ده ، و تيجى وقت معاد المناقشة و تسيبها و تسافر 
مراد : و انا يعنى وجودى فارق معاها فى ايه انا مش فاهم ، بنت عمك اصلا مابقيتش تطيق تبص فى وشى ، و على طول قاعدة بعيد عنى و متجنباتى ، و كانت الاول عاملة تيمو حجتها عشان كل واحد فينا يبقى فى اوضة ، و لما انتى جيتى بقت تطلع من العشا و تقفل اوضتها على نفسها عشان تقطع عليا اى تواصل ممكن يبقى بينى و بينها 
هدى : ماتنساش ان انت اللى عملت كده من الاول 
مراد : انا ما عملتش حاجة غلط ، انا كل اهتمامى بشغلى و بشغلى و بس ، لا روحت بصيت برة و لا عملت علاقة مع اى واحدة تانية ، و رغم ذلك انا حاولت يا هدى و لسه بحاول ، لكن فى حاجات رهف بتعملها معناها انها خلاص مابقيتش عاوزانى ، انا سايبها بمزاجى و مش عاوز اضغط عليها و على اعصابها عشان الرسالة بتاعتها ، لكن اكيد مش هسكت اكتر من كده ، و انتى بدل ما تيجى تهاجمينى بالشكل ده خليكى حيادية على الاقل عشان تفهمى ان لو انا غلطت قبل كده من غير ما اخد بالى ، فغلطات رهف دلوقتى كترت اوى و زيادة عن اللزوم ، و لو كنت عاذرها دلوقتى فمش هعذرها بعد كده 
ثم تقدم منها و قبل رأسها قائلا بجمود : اشوف وشك بخير و طبعا لو احتاجتم اى حاجة كلمينى 
ثم تركها و ذهب و هى تقف مذهولة من حديثه و لا تدرى كيف استطاع ان يعكس الاحداث بتلك البراعة المتناهية 
اما فى القاهرة .. فقد كانت تالا هى المدعوة الرئيسية و الوحيدة فى احتفال فاخر اقامه لها زيد بمناسبة انفصالها عن مدكور ، و كانا يجلسان بشرفة احد الفنادق الفاخرة فى معزل عن الجميع حين قبل زيد يديها قائلا بسعادة : لو قعدت اوصف لك من هنا لبكرة انا مبسوط اد ايه انك بقيتى حرة مش هقدر برضة اوصل لك احساسى بدقة 
تالا : و يا ترى ايه سبب فرحتك دى كلها 
زيد : انى هقدر اخدك ليا و ليا انا و بس ، انتى ماتعرفيش انا اول ما عينى وفعت عليكى حصللى ايه
تالا من تحت اهدابها : عندى استعداد اسمع
زيد ببحة رجولية رائعة : اول مرة عينى تقع على ست و ما اقدرش اشيل عينى عنها بسهولة .. وقت ما عينى وفعت عليكى ، حسيت انك خطفتيني 
تعرفى كمان انى انبسطت ان مدكور رفض انه يشترك فى المشروع بتاعى ، و ان سليمان بية هو اللى هيبقى معايا فيه لوحده
تالا باستغراب : ليه بقى 
زيد : لانى ماكنتش هقدر ابدا انى اشوفه معاكى و هو بيتعامل معاكى قدامى على انك ملكه 
تالا بغرور : بس انا عمرى ما كنت ملك حد
زيد بتملك : هتبقى ملكى .. ملك زيد السليمى 
ثم اقترب منها هامسا : و يوم ما ده يحصل هخليكى ملكة متوجة على عرش قلبى 
تالا بفضول : و اشمعنى انا اللى هتعمل معاها كده 
زيد و هو يشير على صدره : لان انتى الوحيدة اللى قدرتى تشغلى ده ، قلبى ده … عمره ما عرف الحب قبل ما يشوفك
تالا باستغراب : بسرعة كده
زيد : مش فى اغنية بتقول من نظرة عين ، اهو انا حبيتك من نظرة عين 
تالا و هى تردد الكلمة بذهول : حبيتنى 
زيد بتأكيد : عشقتك .. مش حبيتك و بس 
ليصيب تالا بعض التيه و هى تفكر فى كلمات زيد الذى لاحظ شرودها ففرقع باصابعه امام عينيها و ما ان انتبهت إليه قال : اوعى تسرحى طول مانتى معايا ، عاوزك طول الوقت معايا لوحدى بكل كيانك
تالا بذهول : ازاى بتقول ان عمرك ماحبيت و بتعرف تقول كل الكلام الحلو ده 
زيد : لان مش انا اللى بكلمك يا حبيبتى ، ده قلبى 
تالا : حبيبتك
زيد : حبيبتى و عمرى كله اللى جاى .. تعرفى 
تالا : هااا
زيد : من يوم ما ابتديت اشتغل ، و انا حاطط فى بالى ان هييجى عليا يوم و اتجوز و يبقى عندى ولاد ، و كانت كل ما الفكرة تيجى على بالى .. كنت اشتغل اكتر و اكتر ، عشان كنت واخد قرار انى يوم ما اتجوز لازم اتجوز اللى تخطف قلبى ، و لازم ابقى مستعد انى اتفرغ لها عمرى اللى باقى 
تالا : مش فاهمة 
زيد : اقصد انى تعبت اوى فى حياتى على ما قدرت انى اكون المليارات اللى عندى دى كلها عشان لما اتجوز الانسانة اللى تشغل قلبى هعتزل كل حاجة و اعيش معاها فى سلام 
تالا : تقصد انك هتبطل شغل بعد ما نتجوز 
زيد : مش كل الشغل .. لكن الس/لاح بالذات لازم ابطله
تالا : غريبة ، رغم ان معلوماتى بتقول ان تجارة الس/لاح اساس معظم ثروتك
زيد : حقيقى و عشان كده قررت ان كده كفاية 
تالا : اشمعنى 
زيد : عاوز مراتى و ولادى يعيشوا فى امان ، مانتى فاهمة ان مخاطرها كتير ، كنت فاكر انك فاهمة ده من نفسك بما انك مع سليمان بية خطوة بخطوة 
تالا : حقيقى ، انا مع دادى فى كل تفصيله ، لكن لحد دلوقتى ماشفتش حاجة اقلق منها 
زيد : و لا حتى البوليس
تالا : لا طبعا .. اكيد البوليس بيبقى ليه احتياطات خاصة 
زيد بمرح : احتياطات زى ايه بقى .. احكيلى يمكن منكم نستفيد
تالا : اكيد اول حاجة عملناها كانت اختيارنا للناس اللى بتشتغل معانا ، ناس مصحصحة .. عندها خبرة فى كيفية التعامل على الحدود ، و الاهم كان الغطا المناسب للشغل ده و طبعا شغلنا مع مدكور كان الغطا ده ، سمعته نفعتنا كتير فى انها تبعد عننا العيون 
زيد : بس ده مش كفاية ابدا انهم يحموكم
تالا : الاهم من كل ده .. ان عندنا التاس اللى على استعداد كامل انها تشيل الليلة لو حصل أى حاجة 
زيد : مش فاهم 
تالا : فى ناس بتشتغل معانا و هى عارفة ان لو فى اى وقت البوليس وصل لاى حاجة هيعترفوا ان هم اللى ورا كل حاجة و اننا بعيد عن كل ده 
زيد : و الناس دى ايه اللى يجبرها تروح للاعدا//م برجليها 
تالا : الفلوس
زيد : و هيعملوا ايه بالفلوس و هم ميتين 
تالا : هيأمنوا مستقبل أولادهم اللى احنا هنتكفل بيه بالكامل 
زيد : و ده حصل قبل كده
تالا : مرة واحدة من حوالى عشر شهور .. و كانت شحنة صغيرة جدا حرس الحدود قدر يظبطها اثناء نقلها ، و واحد منهم شالها 
زيد : اعتقد انى سمعت عن الشحنة دى ، مش دى اللى اتحكم فيها على المتهم بخمسة و عشرين سنة 
تالا : ايوة هو 
زيد : و دفعتوله كتير على كده 
تالا : سبعة مليون جنية راحت يوم الحكم لولاده ، ده غير مرتب شهرى لسه شغال لحد النهاردة 
زيد بابتسامة : كنت فاكر دادى هو اللى بيقوم بالتفاصيل الصغيرة دى لوحده ، و كنت فاكرك قطة سيامى ، ماكنتش اعرف انك قطة شرسة بالشكل ده
تالا بدلال : و يا ترى دى حاجة كويسة و اللا حاجة وحشة 
زيد : احلى حاجة فى الدنيا كلها 
تالا : اقول لك على سر 
زيد : و سرك فى بير 
تالا : انا اول مرة احس انى مبسوطة كده ، احساس عمرى ما جربته
ليقبل زيد يديها قائلا : اوعدك طول مانتى معايا هتجربى حاجات كتير ماعيشتيهاش قبل كده
………..
فى قصر العزيزى .. كان وقت آذان الفجر .. و قد استيقظت رهف من نومها و هى تشعر بالغثيان ، فجلست فى فراشها لدقائق قليلة و هى تحاول ان تتماسك ، و لكنها ما لبثت ان اسرعت للمرحاض لتفرغ ما بمعدتها ، لتعود لغرفتها بعد ان غسلت وجهها و توضأت و وقفت لتؤدى فرضها و بعد ان أتمت صلاتها رفعت يديها للدعاء قائلة بخشوع : ربى انت تعلم ما بنفسى و لا اعلم ما بنفسك فاصلح لى نفسى بما ترى انه خير لى ، ربى اصلح لى شأنى كله و لا تكلنى الى نفسى طرفة عين ، ربى الهمنى فعل الخير 
ثم دمعت عيناها فقالت برجاء : يارب .. انت عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، يارب اقف جنبى النهاردة .. قوينى يارب ، عاوزة اناقش الرسالة و انا واقفة على رجلى و اشوف نتيجة تعبى اللى معظم اللى حواليا مش شايفينه و لا حاسين بيه .. ساعدنى يارب 
و بعد ان انتهت من دعائها نهضت و جلست الى حاسوبها حتى كانت الثامنة فقامت بتغيير ملابسها و اصطحبت كتبها و اوراقها و اتجهت الى الاسفل لتجد ان الجميع بانتظارها و كانت زينب اول من استقبلها باسفل الدرج قائلة : صباح الخير يا بنتى  
رهف : صباح الخير يا دادة
زينب : ماحدش طلعلك اهو و لا نده عليكى زى ما طلبتى ، بس انا محضرالك حاجة خفيفة تاكليها 
رهف بامتعاض : لا و التبى يا دادة بلاش عشان خاطرى ، انا لسه مرجعة اول ما فتحت عينى الفجر 
زينب بحزم : ده مالوش علاقة بدة ، ما يتفعش تروحى تقفى تناقشى رسالتك ساعتين تلاتة من غير فطار.. اسمعى الكلام و ماتتعيبينيش معاكى 
لتتقدم منهم امينة قائلة و هى تسحب رهف بروية : ياللا يا حبيبتى اسمعى كلام ماما و تعالى كلى سندوتش و اشربى كوبابة عصير ، و انا واخدالك معايا سندوتش و عصير تانى عشان لو فرهدتى فى النص 
هدى : شريفة و رقية و بثينة و سميحة سبقونا على الجامعة و بيقولوا لك انهم مستنيبن نجاحك بفارغ الصبر 
رهف بقلق : ان شاء الله ، هو بابا خرج 
لتسمع صوت مدكور من خلفها قائلا : صباح الخير يا رهف
لتلتفت اليه قائلة : صباح الخير يا بابا 
مدكور : مستعدة 
امينة : ايوة يا عمى ان شاء الله مستعدة ، بس تاكل السندوتش ده مع العصير و نمشى على طول 
وبعد ان تناولت رهف فطورها وقفت بين يدا زينب التى كانت ترقيها و تحصنها ببعض آيات الذكر الحكيم و تدعو لها ثم قالت لها : انتى تعبتى و عملتى كل اللى كنتى بتقدرى عليه ، و خلاص النهاردة اخر سلمة .. خطيها بكل قوتك ، خلاص كلها كام ساعة و هتبقى الدكتورة رهف العزيزى 
لتقبلها رهف بامتنان قائلة : ادعيلى يا دادة 
زينب بحب : ربنا يا بنتى يوفقك و يلهمك الصواب 
لتلتفت رهف الى الجميع قائلة : ياللا بينا 


الفصل الواحد والعشرون من هنا 




تعليقات



×