رواية حب فوق الغصون الخاتمه بقلم سارة نيل



رواية حب فوق الغصون الخاتمه بقلم سارة نيل 






 

الخاتمة


عُـــدي وغـصـــون.
عُـبـيـدة ومِــسـك.
عبـد الله وأروى.
وبيها نختم رحلة «حُــب فــــوق الــغــــصــون».

-الـــخــــاتــــمـــة-
– خلاص يا ماما أنا بقيت كويسة وبخير اطمني.
– أهلًا بيكِ في بيتك يا مِسك يا حبيبتي البيت نور بيكِ يا حبيبة أمك.
– البيت واحشني أووي، وأوضتي وكل حاجة، فات ٣ شهور وأنا في المستشفى.
– ما تنعاد تاني أبدًا يا بنتي فترة وراحت لحال نصيبها، والحمد لله ربنا عوض علينا دا كفاية عُبيدة بالدنيا كلها.
شعرت مِسك بالخجل واحمرت وجنتيها، فقد ارشدها الله للإجابة وصمم على الخِطبة وهي بالمشفى..
– الحمد لله يا ماما .. حقيقي فعلًا عُبيدة حد مُحترم جدًا وإنسان خلوق، وعوض ربنا بعته بعد عذاب ووجع.
– هو ابني قبل ما هيكون جوز بنتي، الله يرزقه ويسعده يارب، راجل ووقف جمبنا كأنه ابن .. الله يُجير بخاطره هو وعُدي يارب .. شباب بقت قليلة والله يا بنتي.
– حقيقي فعلًا يا ماما، والمهندس عُدي إنسان نادر جدًا مش عارفة نرد جميلة إزاي.
– هو رفض كل حاجة، ورفض ياخد الفلوس تاني وقال دا رزقكم وجه لغاية عندكم.
– الله يباركله ويرزقه رزق حلال، خلاص قررتوا على كتب الكتاب.
– إللي إنتوا شايفينه بردوة يا ماما، أنا ارتحت لعُبيدة وعرفته كويس .. وهو عايز يكتب الكتاب علشان زيّ ما فهمتك كدا إحنا ملتزمين بضوابط الخطوبة.
– ربنا يريح بالكم يا بنتي، ويهديكم لكل الخير.
– اعملي حسابك بقى علشان هروح من الصبح بكرا لغصون بإذن الله.
قالت والدة مِسك بقلق:-
– طب مش هتتعبي، يعني متجهديش نفسك..

 

 

 

– يا أمي اطمني أنا الحمد لله بقيت زيّ الحصان وأقدر أعيش حياة طبيعية بفضل الله وبعده الدوك عبوووودي.
– ما تلم نفسك يا ست مِسك .. ااه وبقينا نشوف المُحن عيني عينك .. ما تختشي يا بت الله يرحم دور سيد البواب إللي كنتي قايمة بيه.
– ماما !! أنا طول عمري آنسة جميلة، بس متقلقيش إحنا رجالة أووي ونعجبك..
– يا حسرة .. أما أسكت أحسن وأدخل أجهز الغدا..
– استني بس يا فوودي هقولك على حاجة .. ألبس أيه بكرا في كتب كتاب غصون..
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
وقف “عبد الله” يُشاهد عُدي وهو يكاد أن يُحلق من فرط سعادته ويتجهز ليعقد قرآنه..
– ما خلاص بقاا يا عمّ كفاية .. هو إنتَ بتغيظ فيا ولا أيه.!
– اللاه أيه يا بودي مالك في أيه، بس قولي مين مزعلك.
قلب عبد الله عينه ونظر للجهة الأخرى بينما عُبيدة فكان يكتم ضحتكه حتى احمرّ وجهه..
– آآآه ما هو محدش قدكم الباشا عُدي رايح يكتب كتابه .. وعُبيدة بيه الجمعة الجايه وأنا متشعلق مع السنيورة أروى وبحتايل عليها نكتب الكتاب ومش راضية تتكرم عليا..
دا حتى منشفة ريقي وفاهمة موضوع ضوابط الخطوبة غلط، من ساعة ما اتخطبنا ملمحتهاش ألا بالصدفة ولا قابلة إننا حتى نتعرف شات ولو كلام بسيط بحدود ..
يا عمّ أنا كاااتم جوايا كتيرر، ولولا الملام أعيط..
وأخيرًا نفسّ عُبيدة عن نفسه وانفجر ضحكًا على هيئة عبد الله التي تدعو للشفقة..
– لا مش قادر والله شكلك مسخرة يا بودي .. لا والله صعبت عليا..
شعر عبد الله بالضيق من سخريتهم عليه ليقذف كلًا منهم بما طالته يده..
– صحاب أيه دا إنتوا… مش عارف أقول أيه مش عايز اتعصب عليكم وازعلك إنت وهو..
قال عُدي وهو يُعدّل من هيئته:-
– براحة يا دوك .. أنا عريس النهاردة ومش عايز غم…
– ااه الباشا عُدي معدش حد هيعرف يكلمه خلاص..
– طبعًا يا ابني .. أنا النهاردة أسعد يوم في حياتي، متعرفوش أنا فرحان قد أيه.!
قال عبد الله بجدية وصدق:-
– تستاهل كل خير يا عُدي … إنت تعبت ولازم تكون النهاية سعيدة..
وضع عُدي يده على كتف عبد الله وقال بحب أخوي:-
– متقلقش اتحمل علشان طعم الحلال .. كل شيء يهون علشان الحلال يا صاحبي، إحنا كلنا مرينا بنفس الموقف ومتقلقش هتفرح وتنول إللي إنت عايزة…جرب النهاردة كدا وفاتحها في الموضوع تاني..
ابتسم عُبيدة وقال:-
– أنا كمان عديت بنفس المرحلة يا عبد الله وأنا حاسس بيك هي مجاهدة صعبة ومش أيّ حد بيفوز فيها، مش بيثبت ألا الصادق افتكر دا كويس يا صاحبي..
– إنتوا اخوات، وسند بعد الله عز وجل، ربنا ما يحرمني منكم ولا من جمعتنا دي أبدًا ووقفتنا في ضهر بعض..
حقيقي إنتوا رزق كبير..
– يارب وجعلنا دايمًا عون لبعض في الخير..
قال عُدي بتعجل:-
– يلا يا شباب العصر قرب خلاص .. يلا علشان أخد أمي اتأخرنا أوي..
– اهدى يا عريس مستعجل كدا ليه…

 

 

– استعجل ..!! أنا داخل على ست سنين مستني يا عُبيدة وكدا مستعجل ..
وهبط الدرج بفرحة ولسان يُكرر الحمد، ليقول:-
– وأخيرًا يا غصون، وأخيرًا سيدة منامي ويقظتي، حبيبة مراهقتي وشبابي وشيخوختي إن شاء الله.
=================
عند غصون…..
وقفت أمام المرآة بفستان أبيض ذا تصميم بسيطٍ جدًا من قماش الشيفون الناعم ذا تنورة واسعة ومن الصدر منقوش بورود بيضاء وأوراق شجر ويتدلى جزء بسيط من الغصون على تنورة الفستان ..
وأذرع الفستان كان لهم نصيبهم من ذات النقوش وينتفخان من الكتف انتفاخ بسيط ليُلائم حجابها الطويل..
لفت حجاب طويل بذات اللون الأبيض النقي، كان مرفوع من فوق أكتافها ويتراخى على صدرها بثنيات بسيطة وشكل جميل..
ثم فوق الحجاب وضعت تاج مجدول من الغصون الفضية الجميلة…
فكانت بمنتهى الرقة بوجهها النقي وهيئتها البريئة..
ما أضافته من الزينة كان بعضًا من الكُحل بعينيها ليبرز جمالهم الطبيعي ومُرطب بسيط على بشرتها وآخر لشفتيها..
خرجت نحو الشرفة فقد أستأذنت من مِسك وأروى أن تبقى بمفردها عدة دقائق..
نظرت نحو السماء وابتسمت ثم قالت:-
– عصيتك ورحمتني ..جبرتني سترتني وجملتني في عيون الناس .. أنا ولا حاجة يا الله بدونك وقوية كل القوة وإنت معايا..
النهاردة وبعد رحلة من الكلام المؤذي من صحاب، وجيران، وأهل، وأقارب ..
بعد ما دخل كام واحد البيت وخرج .. رافض واختلفت أسبابهم ما بين .. دي معقدة، دي مش حلوة، دي مش مقبولة، دي مش قوي يعني، أصلها كبيرة…
إنتِ أخرك أيه يعني!!
إنتِ كبرتي وعديتي خامسة وعشرين وبصراحة الشاب يحب البنت الصغيرة….
إنتِ بعُقدك دي محدش هيرضى بيكِ..
دي فلانة إللي أصغر منك بخمس سنين اتخطبت، دا بنت فلان زميلتك اتجوزت..
هاا اتخطبتي ولا لسه يا غصون، محدش كدا ولا كدا اليومين دول .. أصبري يا بنتي هو رزق وإنتِ بكرا ربنا يعوضك…
يا خَيمة .. يا عجوزة … يا تيتا .. يا مدام..
أنا كنت باجي اشتكيلك وأعيط، كنت بقولك أنا متيقنة يارب إن في النهاية هتدهشني…
كنت بقولك يارب مش دي كلها اختبارات ليا … وأنا مش هسمح للشيطان إن يخليني أخسر ويفوز عليا .. أنا هنجح في الإختبار..
أنا هثبت يارب .. وكنت كل يوم أزود مواصفاتي وأصعبها..
وفي الأخر والنهاردة هقف قدام كل إللي قالي مواصفاتك دي مستحيلة .. كل إللي سمحوا لنفسهم يقولوا إن في حاجة مستحيلة وأنا ربي الله .. القادر..
هقف النهاردة واقولهم شوفوا استجاب…
منعت نفسها من البكاء بشق الأنفس وقالت:-
– أنا بحبك .. حتى لو كانت افعالي لا تدل على ذلك يا الله..

 

 

أنا هكرس حياتي في سبيلك … بوعدك إن هكون مثال جيد للإسلام ومش هزعلك مني..
هنشر الحجاب وهنطلق في سبيل الدعوة..
هأُنجب أجيال خالد بن الوليد … هبذل كل طاقتي إن أعلم أولادي واجعلهم قادة الرسول يفتخر بيهم..
هعلهم حُبك..
وحُب حبيبك مُحمد..
وحُب القرآن..
وحُب الصحابة وأمهاتنا المؤمنين..
وحُب شعائر الدين ..
وحُب الأقصى … وهقولهم إن القدس عربية وستظل..
وهحكيلهم عن سوريا وأطفالها .. وعن بلاد الشام.
بس كُن ليّ مُعين … ومُدني بالقوة..
وفي الأخر مش عارفة أقول الحمد لله على أيه ولا على أيه، نِعمك لا تُعد ولا تحصى..
شكرًا يارب .. شكرًا يا حبيبي.. الحمد لك وحدك ولا فضلًا لسواك..
ودخلت الغرفة مرة أخرى مبتسمة..
– غصون. .. غصون عُدي وصل وراح المسجد يلا بسرعة نقف في البلكونة نسمع..
دخلت البنات الغرفة
أروى ومِسك وبنات العائلة .. فتاتيّ المخبز حنين وجوري ..
والصغيرة وردة..
– ما شاء الله جميلة أووي غصغص..
– بجد يا وردة..
– بجد … أحلى عروسة بس أنا هبقى أحلى منك..
– ااه يا لمضة .. ماشي يا ستي قوليلي فين رحيم.!
– راح المسجد مع بابا عبدو وأبيه عُدي..
من بعيد وقفت هُدى تتأمل ابنتها بعيون دامعة، ثم همست:-
– لك الحمد يارب جبرت خاطرنا، يارب ارزق بنات المسلمين بالأزواج الصالحين يارب واجبر بخاطر الجميع يارب وفرحهم فرحتنا..
كان الجميع يتراص على سور الشرفة يبتسمون بحالمية ومنهم أروى والتي شعرت بقلبها يرجف حين سمعت صوت عبد الله كشاهد على العقد..
ابتسمت وقررت بنفسها أنها ستُفاجأه اليوم..
علا صوت مُكبر الصوت..
– هل قبلت بِـ غصون عبد القادر نُعمان زوجةً لك.
ردّ عُدي والفرحة تنبض بحروفه:-
– قبلتُ بها، وقَبل بها قلبي وعقلي وكل كياني زوجةً وحبيبةً ومئوى…
صرخت الفتيات ولكزت كلًا من أروى ومِسك غصون التي شعرت بالخجل…

 

 

– مبروك يا غصون بقيتي مدام عُدي الحصري فهمي نظمي رسمي…
– شوفتي يا بت الرومانسية إللي كانت على الملأ..
– شوفت يا أختي ربنا يرزقنا يا مِستكا..
قالت غصون بتذمر:-
– دا قرّ دا ولا أيه .. وبعدين ما الراجل لسانه نشف يا ست أروى وإنتِ عمللنا أخت التقلانه بقاا..
– أما أسكت أحسن الست غصون محدش هيعرف يكلمها بقاا.
اقترب الجميع وبارك لغصون .. منهم الحاقد والحاسد ومن يتمنى زوال النعمة.. ومنهم المُحب فعلًا..
اقتربت غصون من والدتها فابتسمت هدى وامسكت بيديها ثم قبلت جبينها وقالت:-
– مبروك يا حتة من روحي يا فلذة كبدي، يا نور عيوني..
– أنا كل ده يا هُدهد!
– وأكتر منهم يا قلب هدهد..
ارتمت غصون داخل حضنها:-
– هفضل طفلة محتاجة حضن أمها .. إنتِ مرايتي يا أمي..
– راضية عنك يا غصون ربنا يسعدك يا بنتي ويجعل الحزن بعيد عن طريقك .. ويجعل التوفيق حليفك..
– اللهم آمين يا أمي…
صعد عُدي بصحبة والد غصون للمنزل ثم أطال عبد القادر النظر لعُدي وقال:-
– إديتك روحي إللي معنديش أغلى منها، حتة مني وصاحبتي وبنتي وحبيبتي ونور عنيا وبهجة بيتنا..
واثق إنك راجل ومن أول ما بصيت في عينك وإنت بتتكلم عنها عرفت إن إنتَ الشخص الصح..
إنت مش عُدي .. إنت بقيت ابني عُدي..
الحزن مش عايزه يعدي من قدام عيون غصون، وعارف إن الحياة أكيد مش على وتيرة واحدة …
بس في نهاية كل يوم تنام والبسمة على وشها..
ابتسم عُدي ونظر للسماء ثم قال:-
– هو إللي بيني وبينك .. وبعدين بعيد عن حُبها إللي بيجري في روحي .. أنا أخاف أزعل غصون أو أظلمها .. تعرف ليه.!
علشان ربنا بيحبها.. ربنا هيكون ليا بالمرصاد..
إنت عايزاها تشتكيني لربنا .. أنا أخاف، مجرد الكلمة بترجف جسدي..
ابتسم عبد القادر وطبطب على ذراعه بحنان أب..
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
بحديقة واسعة مليئة بالأشجار والأزهار الجميلة وقفت بجانبه وهي منكسة الرأس بحرج..
لم يرفع أعينه عنها يُطمئن نفسه أنها حقيقية..
جمع كل مشاعر الحُب والإشتياق بكلمة واحدة:-
– غصون..
ارتجف قلبها فور أن سمعت اسمها، تنحنحت ورفعت رأسها فغاصت بعينيه للمرة الأولى ثم أجابت:-
– نعم.

 

 

– استنيت كتير علشان أقولك إللي في قلبي .. وجه الوقت إنك تعرفي أغرب قصة .. المعجزة إللي حصلت معايا..
حب حياتي إللي صبرت عليه وربنا رضاني بالحلال..
تعجبت ولم تفهم ما يقول..
مدّ عُدي يده نحوها وفرد كفه أمامها..
بلعت ريقها .. بحياتها لم تمسّ يدها يد رجل سوى والدها..
لكن قد أصبح الآن زوجها ولا حرج..
رفعت يدها ببطء فكانت ترتعش لمرتها الأولى التي تمسّ رجل…
اغمضت أعينها ووضعت يدها بعد تردد داخل كفه وقبض عليها بحنان وحب..
نظرت له وقالت للمرة الأولى:-
– عُدي..
اغمض أعينه لذلك اللحن الجميل وابتسم قائلًا:-
– روح عُدي ونور عيونه..
ابتسمت بخجل وقالت:-
– دي أول مرة إيدي تلمس راجل…
رفع يدها وقبلها بحنان:-
– ودي المرة الأولى إيدي تلمس امرأة غير أمي، بس المرة دي وأول مرة .. حلال .. مراتي وحبيبتي..
نظر داخل عينيها وقال:-
– غصون .. أنا بحبك لا أنا مجنونك يا غصون، مش بحبك من دلوقتي لا .. من خمس سنين..
قالت باستغراب:-
– خمس سنين …إزاي..
بدأ عُدي يحكي لها عن كل شيء، كيف كانت تأتيه بمنامه لمدة خمس سنوات، وعذابه وحبه لها وتعلقه بها وصدمته حينما وجدها حقيقية..
– شايفك مش مستغربة..!!
نظرت للسماء وقالت:-
– علشان كنت عارفة إن في معجزة هتحصل معايا، كنت عارفة إن في أقدار خارجة عن إرادتي..
– عندك حق يا غصوني..
اقترب منها ثم قبل جبينها وهُم أسفل شجرة ويتدلى عليهم بعض الغصون..
ابتسم لها وقال:-
– أحُبك يا قرينة الروح، يا عوض أيامٌ عُجاف، يا جائزة صبر مرير.
ابتسمت له ونظرت له بحب ثم قالت بعد أن قال قلبها:-
– “ولتعلم أنّ هذا القلبُ خاويًا لم يَمسسهُ طائفًا مِن وِدٍ ولم يعلم للهدِرِ سبيل، فقد أقسم بأغلظ الأيمان ألا يقع ذائبًا إلا بهواكَ، فالتشتد رِحالكَ ولتأتني من غَيْبٍ قد غَشِيته رحمة ورعاية الرحمٰن..)”
رد عليها بنفس المشاعر وقال بما كتمه قلبه:-
– “وإني والرحمٰن لأتجَلد بعزم المُثابرين، وأُحْكِم وِثاق قلبي كي لا ينفلت مِنْ سِجن أضلُعي ذاهبًا إليكِ ليُخبركِ بما يَعبُقه وما زِلتُ لم أَمتلك الحقُ بَعد؛ فـ أُحرم مِنْ مُباركة ربي
لِـ عشقي أسفل ظِلال الحلال … لذاك سأُقاصي هذا القلبُ لِئلا يُؤذيكِ وسأُعيد قَيْده خلف قولي “وقد قَبِلتُ زواجُهَا”)”
والآن قد امتلكت الحق .. “أحُبك غصون، أحبك زوجتي.”
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
على متن طائرة هليكوبتر كان عُبيدة ومِسك يستعدان للقفز عن طريق المظلات..
– مُستعد يا عبووودي..
– مُستعد يا مجنونة .. والله شكلك هضيعني معاكِ.
– اجمد يا بعلي .. دا حلم حياتي وأخيرًا بحققه.
– طب وأنا ذنبي أيه طيب يا بنت الناس أنا لسة شاب في بداية حياتي لا روحت ولا جيت.. مش حِمل البهدلة دي..
– متنساش إن دا وعدك ليا..

 

 

– يعني اقولك هدية كتب الكتاب اختاريها وأنا هعمل إللي إنتِ عيزاه .. تقوليلي على أغرب طلب في الوجود ده..
أنا واثق إن مفيش واحدة طلبت من جوزها الطلب ده إلا إنتِ وبردوة مفيش أهبل طاوعها ألا أنا..
– عبووووودي..
– أهي عبووودي دي إللي جيبانا لورا..
– يلا بينا ..
– يلا .. الحمد لله إن مصلي ومجهز نفسي علشان لو جرالي حاجة..
صرخ حينما قفزت تلك المُتجبرة ليقفز خلفها..
وتظل تصرخ بفرحة عارمة وهي تتقلب في الهواء بشجاعة تُحسد عليها..
اقترب منها عُبيدة خوفًا عليها..
– هووووو أنا مبسوطة أووي يا عُبيدة..
احتضنها عُبيدة وهم يقتربون من الأرض، ورغم خطورة الأمر شعر بالسعادة حينما رأى فرحتها..
– بحبك يا مِستكة قلبي .. بحبك يا مغلباني…
احتضنته وهي تصرخ:-
– وأنا كمان بحبك يا دووك عبوووودي.. أحبك طبيب قلبي..
وتعلقت صورة النهاية على جدار منزل الزوجية واسفلها مِستكة قلبي …. طبيب قلبي..
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
أمام أحد الشواطيء جلس عبد الله أمام أروى التي تأكل حلوى عزل البنات بنهم..
– دوق يا بودي..
– اللاه ما تعقلي يا رورا أمال، أدوق أيه بس .. دا اسمه غزل بنات .. عيب يا بيبي عيب..
– خلاص إنت حر .. كل ما أخلص تروح تجيب..
– صحيح نسيت أقولك على حاجة.!
– قول يا سي عبد الله.
– كان في حاجة لقيتها في التحليل نسيت أقولك عليها.!
– قول .. أيه هي..
– سكر زيادة يا روحي..
– يا خفيف..
– ماشي .. ماشي ادلعي ما إنتِ نشفتي ريقي وفي الأخر جيباني تاكلي غزل بنات وأنا قاعد أتفرج عليكِ…
آآآه يا بختك يا عُدي إنتَ وعُبيدة عيني عليكم باردة..
– بطل قرّ يا بودي الحسد حرام..
– هو أنا كنت لقيت وقولت لا.. حِني عليا يا سلطانة..
ابتسمت له أروى بحنان فهو حقًا طيب القلب كالأطفال:-
– هتسبني أشتغل وأحقق أحلامي..
– أكيد يا أروى ما طبيعي إنتِ بدأتي شغلك مع عُدي وغصون.
– بحبك يا عبد الله.. بحبك يا أغلى حاجة..
لم يُصدق ما سمعت أذناه فقام ووقف أمامها ثم قبل يدها ناظرًا لها بحب صادق:-
– أنا إللي جيت على جدور رقبتي أول ما شوفتك يا صحابية.
بحبك يا أروى .. بحبك وربنا شاهد…
وهكون لكِ ما تتمني .. وهنعمل عُمرة بفلوس الفرح..بس هعملك حفلة إسلامي زيّ ما إنتِ عايزة..
– ربنا يحبك يا عبد الله..

 

 

– تعالي ناخد سلفي..
– يلا قدام البحر ..
وقفت بجانبه وبيدها كتاب “كوني صحابية” ثم ابتسم وهو يُقبل رأسها والتُقطت الصورة مُعلقة بمعرض عنوانه “مودة ورحمة.”..
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
عدّل عُدي من وضع الكاميرا..
ثم وقف بجانب غصون أسفل الشجرة بينما تدلى عليهم ويظللهم غصونها..
أمسك بيديها ناظرًا لها بحُب..
– لم يكن مُجرد حُبًا عاديًا، حُبًا ليس كأيّ حُب..
ابتسمت وتسائلت وهي تضع يدها على قلبه:-
– وما بِه حُبك، كيف هو.؟!
– إنه حُب تُظللهُ الغصون، إنه «حُــب فــــوق الــغــــصــون».
وهنا التُقطت الصورة لتنغلف عندها حكاية خرجت من قلب فتاة بسيطة عَبرّ عنها نزيف قلمها المتواضع..
ترجو من الله أن تكون وُفِقت ونال ما ألهمها الله إعجابكم..
وإن كان من توفيق فمن الله، والتقصير فمني ومن الشيطان..
-تـــمت بحمد الله وفضله-

الفقيرة إلى الله/ سارة نيل.


لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا


 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-