رواية حب فوق الغصون الفصل العشرون 20 والاخير بقلم سارة نيل



رواية حب فوق الغصون الفصل العشرون 20 بقلم سارة نيل 





الفصل العشرون والاخير 

– هاا يا وردة اللبس كدا حلو.!
– قمر يا غصون، بس إهدي هو إنتِ خايفة ليه كدا!
– مش خايفة ولا حاجة يا وردة بس متوترة شوية.
– طب ليه طيب، هو عُدي دا حد مش كويس.
ردت غصون مسرعة بتلقائية:-
– لا لا مش كدا .. أوف اسكتي يا بنتي اسكتي.
نظرت غصون في المرآة فكانت ترتدي فستان رقيق فضفاض بلون السماء وعلى رأسها حجاب أبيض محتشم فكانت بغاية الجمال والرقة.
دقائق وكان والدها يصطحبها للداخل وهي في قمة توترها..
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابتسمت والدة عُدي حينما رأتها بهيئها المحتشمة الرقيقية، استقامت وأخذت غصون بحنو داخل أحضانها..
– أخيرًا شوفتك يا غصون، حقه والله عُدي، تبارك الرحمن ربنا يبارك فيكِ يا حبيبتي.
– أهلًا بحضرتك يا طنط نورتينا.
– لا طنط أيه .. ماما .. من النهاردة.

 

 
 

ابتسمت لها غصون بوِد وجلست بجانبها فكانت على مقربة من عُدي الذي كان يجلس بتحمس شديد لكنه لم يستطع أن ينبث ببنت شفة.
كانت غصون بقمة خجلها وتخضبت وجنتيها بحُمرة زادتها جمالًا.
مسدت والدة عُدي على كتف غصون بحنان، هي لم تحبها من الآن فقد أحبتها منذ خمس سنوات..
وتشعر الآن بسعادة غامرة.
– إحنا اتشرفنا بيكم يا أحباب بجد، شرف لنا نطلب إيد كريمتكم غصون على سنة الله ورسوله لإبني وحبيبي عُدي.
قالت والدة غصون وقد شعرت بالراحة لوالدة عُدي فوجهها يرتسم عليه معالم الطيبة والحنان وقد قرأت بأعينها حبها لإبنتها:-
– والله إحنا إللي اتشرفنا بيكم يا أم عُدي، كلك ذوق يا غالية.
قال والد غصون وهو يغمز لعُدي:-
– أخبارك يا وحش..
– زي ما إنت عارف يا حاج عبدو مش عايزك تشد عليا..
– بردوة مش بتسمع الكلام… إنتَ حر إنت إللي هتعيط.
– استر يارب.
تنهد عُدي وقال:-
– عمّ عبدو إن شاء هنحدد الخطوبة إمتى، أنا بقول الجمعة إللي هي بعد بكرا، بصراحة أنا كنت بطلب من حضرتك يعني نكتب الكتاب مع الخطوبة..
ونحدد الفرح بعد العيد الكبير بإذن الله.
أيه رأيك .. إللي يناسبك بردوة..
فُزعت غصون من كم الجُمل التي قالها خلف بعضها بينما والدة غصون ففرغت فاهها بصدمة..
نظرت نبيلة له بتحذير ليبتسم والد غصون ويقول:-
– وحد الله يا عُدي باشا.
– لا إله إلا الله يا عم عبد القادر.
– نتفق زي الناس بقا يا حبيبي.
– براحة عليا يا حاج عبدو.
– نحدد الخطوبة الأول بس.
– أيه رأيك في الجمعة الجاية إن شاء الله.
– إللي هي بعد بكرا.!
– أيوا .
– طب دا يصح يا عُدي، إن شاء الله إللي بعدها وكمان بدري، إحنا هنعزم أهلنا وأصحابنا ونجهز نفسنا.
وافق عُدي على مضض وهو يكاد يبكي، وظلوا يتناقشون في بعض الأشياء وفي الأخير خرج الجميع وبقت غصون بصحبة عُدي ورحيم الصغير.
– منور يا رحيم.
– دا نورك يا أبيه عُدي.

 

 
 

ابتسم له عُدي فقد علم الحكاية بأكملها وحقًا لم يتعجب فهو يعلم ما عليه غصون جيدًا..
– إزيك يا غصون عاملة أيه.
أجابت بخجل:-
– الحمد لله بخير.
مد يده بباقة الورد وقال:-
– اتفضلي.
أخذتها من بين يديه بإبتسانة عريضة وهي تتأمل جمال الورود فهي حقًا تعشق الأقحوان أما ورود القرنفل فذوق خاص من نوعه..
– شكرًا جدًا ربنا يجازيك خير.
– العفو دي حاجة بسيطة يا غصون.
تسائل وهو يفتح حديث معها:-
– أيه رأيك في كتب الكتاب مع الخطوبة.
– من رأيي نستنا نص الفترة .. يعني أنا بفضل أنتظر شوية..
– ااه تمام إللي يريحك أكيد.
إنتِ مُناقشة تصميمك الأسبوع الجاي إن شاء الله.
– أيوا بإذن الله ربنا ييسر الحال.
نظر لها وقال بحنان غلب على نبرته:-
– متقلقيش وخليكِ طبيعية إن شاء الله هيعدي على خير.
– بصراحة أنا متوترة جدًا؛ لأن بيقولوا إن اللجنة شديدة شوية.
– إنتِ قدها وقدود، متفكريش في اللجنة فكري في هدفك وبس.
– عندك حق فعلًا.
– إن شاء الله هكون متواجد، بس ممكن أطلب منك طلب.
– اتفضل أكيد..
– بصراحة أنا بدأت أنشأ مؤسستي الخاصة للتصميم وفي حاجة ماسة لمُصممة مُبدعة ومتميزة شبهك، تقبلي تكوني فرد منها.
ابتسمت غصون على إستحياء ورددت بمرح:-
– حاليًا أنا عواطليا وسيبت الشغل .. أفكر في عرضك يا باشمهندس عُدي أيه المانع.
بادلها عُدي الإبتسام وقال:-
– دا يزدني شرف يا سنيوريتا.
ظلت المحادثة بينهم على هذا النحو يتعرفون على بعضهم أكثر ويتعارف الأهل أكثر وأكثر..
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠

 

 

– بقاا يطلع دا كله من وراكِ يا بت يا غصون، أنا قولت كدا بردوة حسيت إن في كيميا كدا.
– بلا كيميا بلا فيزيا يا ست أروى، افتحولي تحقيق بقاا، والله كان الموضوع لسه وأنا يعني مش حبيت أقول ألا ما خلاص يبقى في حاجة.
– وأخيرًا هنفرح يا غصغض، فرحانة أووي وفرحانة أكتر إن إنتِ وأروى جيتوا تاني.
– متقلقيش يا مستكا وهنفرح بيكِ إنتِ كمان عن قريب إنتِ والدكتور عُبيدة..
– مين قال كدا بقاا يا ست غصون.
– أنا يا ست مستكا.
– بصراحة يا غصون أنا تايهة وخايفة أوي.
– طب قوليلي من أيه.!
– ظروفي الصيحة و…
– بجد إنتِ بتصدميني من طريقة تفكيرك يا مِسك، الشيطان مالي دماغك بأوهام وهواجس ملهاش أي أساس من الصحة.
قوليلي يا مِسك أيه هيجبر عُبيدة عليكِ، أيه السبب إللي يخليه أصلًا يفتح موضوع شبه كدا!
كان عندك مشكلة واتعالجتي والحمد لله وكل شيء بإذن الله، ومين قال إن مش نافع لكِ زواج ولا إنجاب، إنتِ إزاي تحكمي الأحكام دي يا مِسك وتقرري كدا من نفسك..
وعلى فكرا صحيًا تقدري تنجبي بإذن الله ومفيش أي مشكلة من حيث الطب وطبعًا كله بأمر الله، بتكون إنسانة مفيهاش أي حاجة وربنا مش رايد.
كل إللي أقدر أقولهولك اغلبي الشيطان يا مِسك واهزميه ومتسمعيش إللي بيقوله.
متحرميش نفسك الفرحة ولا تحرمي أهلك منها واستخيري ربنا مش هيخذلك أبدًا.
دا رأي … قولي كمان يا رورا أنا كلامي في حاجة غلط.
ابتسمت أروى التي تغيرت طريقة ملبسها فكانت ترتدي جيب فضفاض من القماش أعلاها سُترة رقيقة، وحجاب طويل مُزركش بالورد.
– بصراحة يا مستكا إنتِ مكبرة الموضوع، أنا شايفة إن الدكتور عُبيدة حد مُلتزم جدًا وكويس، وعيزاكِ تتطردي الوساوس دي لأن صدقًا دي من أفعال الشيطان.
هقولك على حاجة، قرأت إمبارح، حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم “إن جاءكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه وإلا تكن فتنة وفسادٌ كبير”، وما شاء الله الكل شهد على أخلاقه ودينه.
يعني توكلي على الله وسيبي الباقي عليه وسيبك من كل حاجة، دي رسالة من الرسول كفيلة تمحي كل شك جواكِ.
شعرت مِسك بالراحة والسكينة تغمرها من حديث أروى وعند ذكر حديث الرسول ﷺ، ابتسم وقالت براحة:-
– الحمد لله إن ربنا رزقني بيكم، والله مش عارفة أنا عملت أيه حلو علشان يرزقني بيكم.
اللهم لك الحمد يارب.
ابتسمت غصون وقالت:-
– يعني نقول أشطا .. ونزغرد.
– أيوا ما إحنا هنزغرد يا عروسة، كلها الجمعة معدتش حاجة.
– خلاص بقاا بلاش تقولوا عروسة..
– صحيح يا غصون نظام الخطوبة هيبقى أيه، وكمان الفستان نويتي أيه عليه.!
تنحنحت غصون واحمرت وجنتيها حرجًا تحت نظرات مِسك وأروى المراقبتان الموقف بدقة، ورددت:-
– بصراحة .. احممم .. يعني عُدي قال إن الفستان عليه وهينفذه من تصميمه وكدا، في موظفة جت وأخدت المقاسات، هو صمم إن هيكون أول فستان يتصمم في المؤسسة والشركة إللي أسسها.

 

 

– يا سلام يا سلام اشجيني اشجيني يا أوختي شوفي يا بت يا أروى رومانسية من طراز فريد.
ابتسمت أروى وقالت:-
– أمال هي غصون أي حد يا مستكا ولا أيه.
وقوليلي بردوة هتكوني أول الموظفين بردوة يا غصغص، لا لا موظفين أيه هتكون صاحبة الشركة يا جماعة..
– بطلوا أقر إنتِ وهي، بصراحة أيوا نويت أشتغل فيها وأسس الشغل معاه.
– قرار ممتاز يا غصون .. إنتِ تستحقي تبدأي وتأسسي شغلك من البداية، وبصراحة عجبني الإسم أوي وأول ما قرأته على الإعلان عرفت إنه إختيارك.
– أنا عرفت يا ستي إن هو من أول ما نزل مصر وهو بيأسس في مشروعه علشان يبقى ليه شغل منفصل وعايز يعمل علامة تجارية خاصة بيه، وبصراحة لما اقترح عليا اسم وفاجئني إن المشروع هيكون مشترك بينه وبيني، اخترت الإسم ده ..”كُوني فضفاضة”..
لأن دا كان حلمي … والحمد لله اتحدت الأحلام والأهداف.
– حلو أوي يا غصون عقبالي يارب.
ابتسمت لها غصون وقالت بصدق:-
– إن شاء الله يا أروى ربنا يرزقك بالزوج الصالح التقي إللي يحبك في الحلال، ربنا يسعد قلبك لأنك بجد تستحقي يا أروى وجواكِ نضيف أوي يا حبيبتي.
صمتت أروى وقد غام الحزن على أعينها فها هي قد تمت الثامنة والعشرون وقد حسبها المجتمع الظالم ممن هم قد فاتهم قطر الزواج الملعون وقد باتت هي الأخرى تتصرف بنفس المبدء، أردفت بصدق نابع من قلبها:-
– تعرفي يا غصون أنا لما التزمت في الصلاة ووسعت لبسي وبقيت ألبس حجاب بطريقة صح، إللي كنت بلبسه الأول ده أنا مش بعتبره أصلاً حجاب ربنا يعفو عني يارب..
وبدأت احفظ السور الصغيرة من القرآن ودخلت في جروبات حفظ إللي قولتيلي عليها وكمان معايا المصحف المُعلم بتاع الشيخ المنشاوي، حاسة براحة وسكينة جوايا كنت مفتقداها من زمان بل أصلًا عمري ما حسيت بيها، والأهم من دا كله الرضا إللي بقيت أحس بيها..
تعرفي دا كله عندي بالدنيا، بقيت حاسة إن معدتش عايزة حاجة من الدنيا ولا شايلة هم حاجة، وبقيت أسأل نفسي أنا كنت فين من دا كله إزاي كنت حارمة نفسي من الحاجات دي كلها، بجد يا غصون أنا مش عارفة أشكرك إزاي لكِ الفضل بعد ربنا سبحانة وتعالى لولا إن قابلتك مكونتش عرفت الحاجات دي كلها..
ترقرق الدمع بأعين غصون ثم احتضنت يديّ أروى بين كفيها وقالت:-
– أنا إللي محظوظة علشان ربنا رزقني بصاحبة قلبها أبيض زيك يا أروى، إنتِ من جواكِ إللي كنتِ حابة التغير وأنا مليش أي دخل، ربنا هو إللي وضع جواكِ ده، ربنا بيحبك وهو إللي هيختارلك إنسان يستحق طيبتك دي.
ابتسمت أروى وقالت:-
– إن شاء الله يا غصون، قوليلي بقاا نظام الخطوبة هيبقى أيه؟!.

 

 

– بصي يا ستي هتبقى إن شاء الله منفصلة، هنهيص ونفرح بس بالحلال هنبقى إحنا وأصحابنا البنات وقرايبنا يعني هتبقى على الضيق وهنحضر ليستا حلوة من الأناشيد والدوف وهنزين المكان إن شاء الله.
– حلو أوي يا غصون بجد أفكار جميلة.. فكرة إن تبقى منفصلة جميلة يعني نعرف ناخد راحتنا ونتصور كمان، بس كدا عُدي يعني مش هيلبسك الدهب ولا هيتصور معاكِ.!!
– بصي يا ستي عندي أفكار حلوة، هو هيناولني الدهب وأنا ألبسه لنفسي من غير تلامس وتبقى ذكرى حلوة، وعندي واحدة صاحبتي بتصور سيشن على قدنا كدا هتصورنا بردوة صور تذكارية بردوة من غير أي تجاوزات.
– يا سلام والله أفكار حلوة .. الواحد يقدر يعمل كل حاجة أهو.
– دي حقيقية فعلًا يا أروى تقدري تفرحي وتعملي كل إللي في نفسك بس بحدود، وبصراحة بشوف تجاوزات الخطوبة أوڤر أوي وبتفقد الشغف وتحسي إن كل حاجة بعد كدا ملهاش طعم، بس إوعي تفكري إن ضوابط الخطوبة بتكون سهلة ولا مجرد كلام لا دي عايزة مجاهدة وصبر واستعانة بالله وأهم حاجة صدق، فترة الخطوبة مش بيثبت فيها ألا الصادق ميغركيش بقى اللحى ولا الخمار ولا النقاب، إللي بيخرج من فترة الخطوبة من غير معصية الله هو البطل الحقيقي..
– ما شاء الله أنا اتحمست أووي وهبحث في الموضوع ده، وإن شاء الله لما ربنا يرزقني هطبق ده بس أهم حاجة يكون الشخص إللي معايا عنده نفس المبدأ ومستعد.
– دا حقيقي فعلًا يا أروى، ربنا يزيدك ويحببك في كل حاجة ترضيه، بصي اسمعي لدكتورة هالة سمير في الموضوع ده هتفيدك جدًا.
– إن شاء الله هبحث عنه، بصراحة جذبتني أوي أصلًا حاجة لطيفة الصراحة.
– تعرفوا يا ولاد ربنا منع كل حاجة لحكمة ومصلحة لنا، يعني مثلآ بعيدًا عن الدين مع العلم هو الأساس بس تلاقي إللي بيقضيها وقت الخطوبة ومش بيحط حدود تلاقي بعد الزواج خلاص زهد الحاجات دي وتلاقي الحياة مفيهاش بركة والفتور مستولي على الأيام وعلاقة الزوج والزوجة، حتى لو استمروا كويسين وتمام شوفي لمدة أيه .. سنتين تلاتة خمسة عشرة… بس مسير تلاقي منحدر الحياة بيتغير بعد كدا.. هتقوليلي طب ما أي حد كدا والفئة التانية بردوة مسيرها تتحول .. أقولك لا مستحيل..
ربنا لا يخلف وعده أبدًا مُحال على الله، وهو قالنا كدا “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا”
كمان ربنا بيقول في الحديث القدسي “ومن أراد مُرادي أردت ما يُريد”.
يعني إحنا عايزين نعمل الحاجات دي كلها ليه!!
علشان دا إللي يرضي ربنا فأكيد مش هيخزلنا أبدًا.
تنفست وقالت بإبتسامة مشرقة:-
– علشان كدا ربنا وصف العلاقة إللي بين الزوج والزوجة بأيه وجعلنا بينهم مودة ورحمة..
جعل أساس العلاقة الوِدْ والرحمة وطبعًا مفيش بعد كدا، إحنا هنحتاج أيه بعد الوِد والرحمة لأن بيجي بعدهم كل حاجة.
يعني ماجعلش الحُب هو القائم؛ لأن المشاعر بطبيعتها مُتقلبة مشاعر الإنسان مش بتستمر على حال وعلى فكرا أثبتوا دا بالعلم كمان .. يعني فرضًا جدلًا الحب دا إنتهى يبقى كدا خلاص الدنيا اتهدت وتخرب الأسرة وكل واحد يروح لحاله، طب لو في أطفال!!
فحكمة ربنا عز وجل كبيرة.. سبحانك يا الله!
أحلى حاجة نخلينا واقعين يعني سيبك من جو المسلسلات والأفلام الهندي وشغل الروايات .. لا الإسلام سما بينا عن كل ده، علشان الحياة يبقى فيها راحة وبركة وكمان حُب سبحان الله .. طمنوا قلوبكم طول ما إنتوا مع الله وعايزين إللي يرضيه هو هيرضيكم بطريقة تدهشكم..

 

 

نظر كلا من مِسك وأروى لبعضهم البعض وقالتا في نفس الوقت بمكر:-
– يا بخت سي عُدي بيكِ بجد يا غصغص..
– نننييييي .. تعالوا هنا هعضكم من خدودكم إللي فرحانين بيها دي إنتِ وهي..
قالت أروى وهي تستقيم هاربة:-
– لا أنا همشي أنا بقى واهرب.
كانت تنوى الدخول للمشفى حيث كانوا يجلسون بالحديقة الخاصة بها، فتسائلت غصون بتعجب:-
– هتروحي على فين يا أروى، داخلة المستشفى ليه؟!
– خير يا غصون، كنت من فترة عايزة أعمل تحاليل دم شاملة وبالصدفة لقيت إعلان أن المعمل إللي هنا في المستشفى عامل خصومات وكلام من ده.. هدخل يسحبوا عينة الدم وأحلل إن شاء الله أشوف أخر الدوخة والصداع ده.
– ألف سلامة يا رورا، طب أصبري أجي معاكِ.
– لا يا غصون مش مستاهلة أنا مش هغيب خليكِ إنتِ ومِسك هنا.
قالت مِسك:-
– طب إبقي طمنيني بقى يا رورا.
– حاضر يا عسلات، يلا سلام عليكم.
وذهبت بإتجاة مدخل المشفى وهي تعدل من وضع حقيبتها وتحمل ملف التصاميم الخاص بها وفوقه كتاب..
رنّ هاتفها فعملت على إخراجه وهي تقف أمام المصعد، وصل المصعد فولجت للداخل وهي مازالت تبحث بالحقيبة بتعجل ولم تلحظ الكتاب الذي انزلق منها..
كان بالمصعد ممرضتان وأحد المرضى وشاب يبدو من هيئته طبيب لكن أروى لم تلحظ أحد فقد كانت مشغولة بمن يتصل والتي قد كانت المدام زيزي..
انحنى وأخذ الكتاب وهو يُقلبه بين يديه بينما أجابت أروى بصوت منخفض.
– السلام عليكم، أهلًا يا مدام زيزي.
ابتسم حينما قرأ اسم الكتاب “كوني صحابية”، فتحه لتتسع إبتسامته حينما كُتب بخط اليد أسفل العنوان
“أوْدُ بشدة أن أكون كذلك”
-أروى-
همس بصوت حاني:-
– أروى .. أروى.
قالت أروى بصدمة وأعين مترقرقة:-
– إزاي كدا يا مدام زيزي، طب وأنا أعمل أيه دلوقتي!
ردت زيزي من الجهة الأخرى:-
– دا إللي هيحصل يا أروى، للأسف إحنا هنصفي الشركة وهنسافر برا ونبدأ شغلنا من جديد، لو حابة تيجي معانا وتكملي أهلًا وسهلًا ولو مش حابة خلاص يبقى كدا الله يوفقك.
هزت رأسها نافية:-
– لا مش هينفع أسافر برا، أنا عايشة مع أمي ومرتبطة بيها ومعرفش أصلًا أسيب بلدي ومكاني، ربنا يوفقكم يارب..
– ويوفقك يا أروى .. مع السلامة.
– الله يسلمك.

 

 

صمتت بشرود بينما كان يتابع الموقف بفضول وعقله يطرح تساؤلاتٍ جمّا..
– يا ترى مالها .. شكلها زعلان .. وهي مين .. شكلها نقي أوي وطيب، يا ترى حالتها الإجتماعية أيه أكيد عزباء..!!
لو حبيت أطلب منها رقم ولّيها يا ترى هتقول أيه!!.
صُدم من انحدار تفكيره لتلك النقطة، فردد سرًا:-
– اللاه .. اللاه في أيه يا عبد الله إهدى شوية يا وحش..
بس كدا مش هشوفها تاني!!
بس اصبر إنت نسيت المقولة إللي إنتَ ماشي بيها ولا أيه.!
إذا تعلقت بشيء ما فاطلق سراحه إن عاد إليك فهو لك وإن لم يعود فانسى أمره…
أيوا كدا إجمد يا وحش..
فُتح المصعد في الطابق السادس، خرجت أروى منه بذهنٍ شارد، أصبحت الآن دون عمل، كيف ستدبر أمورها هي ووالدتها فهي العائل الوحيد لأسرتها الصغيرة.
تعجب عبد الله وهو يسير خلفها في الرواق ثم جلست على أحد المقاعد، تمالك نفسه وهو يتجه لمعمل التحاليل ويغض بصره متنهدًا وهو يتمتم بالإستغفار.
– افرجها من عندك يارب إنت عالم بالحال يا رحمن.
استجمعت نفسها ثم اتجهت صوب الموظفة التي تجلس خلف مكتب الإستقبال.
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
– وعليكم السلام اتفضلي يا فندم.
– عايزة أحلل دم شامل لو سمحتي، أيه المطلوب.
ابتسمت الموظفة وبدأت تسجل بيانات أروى لتجلس منتظرة ..
– اتفضلي استريحي هتدخلي عالطول والدكتور يسحب العينة منك.
– تمام شكرًا جدًا لكِ.
بالداخل كان عبد الله يسحب عينة الدم من أحد المرضى بعقل شارد وهو ينظر للكتاب الموضوع على المكتب.
– أجي أخد التحليل إمتى يا دكتور.
أفاق على صوت المريض فتنحنح وقال:-
– بعد ٣ أيام إن شاء الله.
– شكرًا لحضرتك يا دكتور عبد الله.
ابتسم عبد الله بوِد، حك لحيته الخفيفة وقال بتفائل:-
– سيبها على الله يا عبد الله.. لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا.
أما أشوف الواد عُبيدة لسه لابِد في المستشفى ولا أيه، العيال دي الحُب بهدلها، والباشا عُدي هو كمان هيودع العزوبية قريب… عقبالي يارب أما أكمل نص ديني..
لا لا أكمل نص ديني واتنازل عن تمويني يييي .. يلا كله لأجل أروى يهون..
قادت إحدى الممرضات أروى حيث حجرة التحليل..
جلس عبد الله على المقعد يجهز العينة وبعض الإبر…
– أدخل..

 

 

كان منشغل فيما بين يديه، سارت أروى للداخل بهدوء بعدما تركتها الممرضة وهي ترتب بعض الأشياء حول الطبيب..
– السلام عليكم..
يعرف هذا الصوت!! لن ينساه، كان قد سمعه منذ قليل…
رفع رأسه ليجدها بهيئتها البهية أمامه، ابتلع ريقه وابتسمت عيناه ثم همس:-
– مقولتلك صدقت يا بودي، قد عاد إليّ الشيء الذي أطلقت صراحه إذن سوف أتمسك به.
تعجبت أروى من همسه فتسائلت متعجبة:-
– نعم !! حضرتك بتقول حاجة!
– بقول سوف أتمسك للرمق الأخير احممم .. أقصد وعليكم السلام اتفضلي يااا….
تعلقت كلمته وأعينه تجري في ورقة البيانات التي وضعتها الممرضة أمامه فابتسم بإتساع وأكمل:-
– يا آنسة.
جلست أروى وهي تتعجب أمر هذا الطبيب، ليقول عبد الله:-
– عايزة تعملي تحليل شامل، خير يا آنسة أروى بتشتكي من حاجة معينة.
– بصراحة في دوخة ملزماني وصداع دائم.
– إمم ألف سلامة يا آنسة، تمام كدا هنعمل تحليل شامل علشان نطمن على كل حاجة ونعرف سبب الدوخة..
– تمام يا دكتور.
أخرج إبرة وقلبه يكاد أن يطير فرحًا بينما أروى فارتعبت أوصلها حينما لمحت طرف الإبرة الحاد فابتلعت ريقها بوجل..
اقتربت الممرضة تكشف جزء من ذراعها وأروى فقد تعرق جبينها..
اقترب منها عبد الله فانكمشت .. لاحظ هو خوفها فابتسم وقال بحنو:-
– متخافيش .. استرخي علشان العروق متهربش وهي بسيطة جدًا مش هتحسي بيها..
حركت رأسها إيجابًا بخوفٍ خفي، وقالت بحلقٍ جاف وصوتٍ خرج مرتعش:-
– بس بالله عليك براحة ٠٠ أنا بخاف من سحب الدم أوي.
– حاضر .. صدقيني مش هتحسي بيها بس إنتِ متخافيش علشان العرق يظهر عالطول تمام.
– تمام..

 

 

– شطورة يا كتكوتة .. ألا صحيح شوفتي الكتاب إللي على المكتب هناك ده، وقع منك صح؟!.
قال ليشغلها فالتفتت تجاة المكتب فوجدت كتابها فعلًا بينما هو في هذا الأثناء كان قد سحب عينة الدم دون أن تشعر..
– يلا بس كدا خلصنا يا ستي .. حسيتي بحاجة!؟
تعجبت من سؤاله فوجدت أنه انتهى، حقًا لم تشعر!!
ابتسمت ليمد يده إليها بكتابها وقال:-
– اتفضلي كتابك.
– شكرًا جدًا لحضرتك يا دكتور.
– الشكر لله وحده، وألف سلامة عليكِ.
– الله يسلمك، اقدر أخد النتيجة إمتى إن شاء الله؟
– يوم الأحد إن شاء الله، ممكن تسيبي رقم تليفونك أو أي رقم نقدر نبلغك بيه.
– أنا سجلت في البيانات رقم تلفوني وتلفون والدتي رقم تاني.
همس عبد الله دون أن يشعر:-
– ياااه ربنا بيساعدني يدوب هي تمشي من هنا وهكلم والدتها عالطول إن شاء الله، شكرًا يارب.
– نعم حضرتك بتقول أيه!!
– احمم لا ولا حاجة، لا إله الله، تمام يا آنسة أروى شفاكِ الله وعافاكِ.
– شكرًا جدًا، السلام عليكم.
استأذنت وخرجت وهي تتعجب من هذا الطبيب..
– دكتور غريب الأطوار أووي .. بس شكله حد محترم.
~———-▪︎|بمِداد:- ســـارة نيـــل|▪︎———~
على منصة كانت تقف غصون أمام إحدى الشاشات، ومن جهة أخرى أربعة من خبراء التصميم العالمِيّن يجلسون في إنتظار الإستماع إلى مناقشتها حول مجموعة من تصاميمها..
كان اثنان منهم سيدات ورجلان..
ظلت غصون تردد بعض الآيات القرآنية وهي تشاهد بعضًا من الأفراد الذين يهتمون بالتصميم والازياء منتشرون في القاعة من ضمنهم والدها ووالدتها ورحيم ووردة وأروى صديقتها التي أصرت أن تأتي لتدعمها..
وكان الحضور المُمَيز لعُدي الذي كان يجلس بكل حواسه ويدعو من قلبه لأجل أن يوفقها الله…
قالت إحدى المرأتان والتي ترتدي فستان فيروزي تاركة لخصلاتها البُنية العنان:-
– أستاذة غصون، ليه إختيارك للأسلوب ده من اللبس، يعني إنتِ كدا بتخُصِي فئة معينة من التصميم وهما المحجبات ودا شيء غلط .. المصمم لازم يتوسع لكل الفئات..
ابتسمت غصون بإشراق ورددت اسم الله قائلة:-
– بسم الله..
أستاذة ميرا .. ممكن أقولك حاجة بسيطة، تعرفي إن الفستان إللي حضرتك لبساه ده ممكن أنا ألبسه وأي بنوتة محجبة تلبسه!!.
عقدت ميرا حاجبيها وتسائلت بفضول:-
– ودا إزاي بقاا.!!
– الفستان ممكن أختاره مقاس كبير درجة بحيث يبقى فضفاض، الفستان بكم كامل ورقبة ومش فيه حاجة شفافة كمان ولو فيه أي جزء شفاف أقدر ألبس بطانة تناسب اللون وبطريقة توحي إن البطانة جزء لا ينفصل عن الفستان..
كمان فستان حضرتك للكعب يعني هلبس حجابي إللي يناسب الفستان واستايله وكدا تمام، وبكدا قدر نوعين يلبسوا الفستان حضرتك إللي بدون حجاب..
وأنا بالحجاب..

 

 

أعجبت ميرا بطريقة عرضها، وحقًا اقتنعت بإجابتها وقبل أن تسأل مرةً أخرى تُجادل بمعتقداتها المخالفة عن الحجاب، قال أحد الرجلين وهو المصمم العالمي طارق الزيني:-
– تصاميمك حلوة يا أستاذة غصون وفكرة التصميم الجديدة إللي صممتيها وكانت العرض لمجموعة مهندس مدحت حقيقي فكرة متكاملة ونموذاجية من جميع الجهات..
بس سبب إنحيازك للمحجبات مش مقتنع بيها، ولا السبب علشان حضرتك محجبة ومنحازه لهم..
ابتسمت غصون بهدوء وتسأل الله بداخلها التوفيق والسداد، سارت حتى وقفت أمامهم ثم أمسكت بيد السيدة ميرا وقالت:-
– إنتِ ملامحك جميلة أوي يا أستاذة ميرا على الرغم من إنك متزينة بالميك اب ..
بس على فكرا حاسة إن في جمال من نوع تاني مستخبي..
تعجب أربعتهم وأيضًا الأشخاص الذين كانوا يشاهدون من إجابة غصون، ولا يعلمون الغرض من حديثها هذا، تسائلت ميرا بتعجب:-
– قصدك أيه أنا مش فاهمة..!
نظرت لهم وهتفت:-
– ممكن أرد على إجابتكم بس بطريقتي ومن غير ما أتكلم..
أثارت غصون الفضول في قلب باقي المصممين وهم يتسائلون بأي طريقة تفكر تلك الفتاة!!
اماء لها الجميع فأمسكت بيد السيدة ميرا برفق وقالت بوِد:-
– تسمحيلي يا أستاذة ميرا..
وافقتها ميرا وهي لا تُدرك ماذا تريد..
رافقتها غصون حتى المنصة العريضة، وأشارت لبعض الفتيات الذين معها فأتوا بمقعد ومرأة طويلة ومنضدة صغيرة مستديرة فوقها علبة مستطيلة الشكل..
– اتفضلي يا ملكة ميرا استسمحك ترتاحي على الكرسي.. ممكن.!
– أكيد ممكن يا غصون بقاا عندي فضول أعرف عايزة توصلي لأيه..!
ابتسمت غصون وأردفت وهي تقف بثقة أمام الجمع الغفير محلية بإيمانها بالله ويقينها به وصدقها معه..
– حضرتكم إنتوا إللي هتحكموا بنفسكم .. أنا بس عايزاكم تركزوا في ملامح الأستاذة ميرا ومش عيزاكم تنسوها..
ثم قالت تحت تعجب ميرا وترقبها:-
– وإنتِ كمان هتحكمي بنفسك يا جميلة إنتِ، بس هتسيبي نفسك ليا اتفقنا.
– أوك..

 

 

بدأت غصون مبتسمة وهي تُزيل طبقة مساحيق التجميل من على وجه ميرا التي ظلت صامتة تشاهد ما سيحدث للنهاية، نظفت وجهها تمامًا ثم برفق بدأت تجمع خصلاتها في عقصة بسيطة، وبعد ذلك ألبستها حجاب سوري من اللون الاوف وايت وفوقها قامت بلف الخمار الأندونيسي الذي يحمل نفس اللون بطريقة رقيقة وبسيطة جدًا.
بدت ميرا بمنتهى الرِقة والجمال واختلفت ملامحها فبدت أصغر عمرًا..
ابتسمت غصون بفخر وما حسبته وجدته أمامها فكأن ميرا إمرأةً أخرى حقًا.. فهي أجمل من ذي قبل ولا مقارنة بين الحالتين..
ابتعدت غصون من أمام المرآة وقالت بفرح:-
– يلا بصي لنفسك في المرايا..
فتحت ميرا عينيها لترى انعكاس صورتها في المرآة لتظل متخشبة تنظر بتعجب..!!
هذه ليست هي !!
لا تعرف من بالمرآة حقًا..!
رفعت أناملها تتحسس وجها ثم انتقلت تتحسس الحجاب بدهشة!
هي تبدو أصغر عمرًا، هناك شيء بوجهها لا تعلم ما هو، ثمة شيءٌ مختلف وجذاب جدًا..
كأنها كانت مدفونة خلف كومة من الرماد وانجلى للتو.!
ترقرق الدمع بعينها وثمة رجفة أصابت قلبها لا تعلم سببها.!
علمت غصون ما الشعور التي تمر به، استدارت بأتجاة الجميع وأظهرت ميرا بطلتها الجديد ليفرغ الجميع فاههم بذهول حقًا فميرا شخصٌ مختلف تمامًا..¡
– دي إجابتي لكم، عرفتوا ليه بحب أصمم محجبات؛ لأجل الطهارة والإحساس ده، أنا ماحبتش أجاوبكم بالدين وأحكامه علشان عارفة إنها لا تُقابل بالإصغاء..
أستاذة ميرا بقت إنسانة تانية والمدهش بقاا إنها أفضل وأجمل وأرقى مليون مرة من الطلة الأولى، تعرفوا ليه؛ لأن ربنا حبيبنا مش هيأمرنا بحاجة ألا يقيني هيكون في نفع لنا فيها..
الحجاب .. وأقصد بالحجاب الحجاب الشرعي إللي يستر الشعر والصدر، إللي مش بيشف وبيوضح شعرنا من ورا وودانا ولا جزء من رقبتنا وهو ملفوف على بندانة خفيفة وهو نفسه خفيف لو هبت أضعف شوية ريح هيطيروه..
دا الحجاب يا مؤمنة بالله، يا حبيبة الرحمن..
الحجاب ستر وعفة وطهارة وامتثال لأوامر الله إللي بيحبنا، الحجاب إن استر وأخبي عن عيون الناس إللي يستاهله وحلاله شخص واحد..
ويا للعجب بيعطي للوجة قبول ونور ورضا ..
تعرفوا اسمحولي أقولكم على حاجة من وجهة نظري المتواضعة .. نظرية كدا أنا بحسبها مع نفسي ..
البنوتة الجميلة أو السيدة الفاضلة إللي بتخرج وهي متزينة بمستحضرات التجميل مش بتحب نفسها..!
أيوا متستغربوش .. مش بتحب نفسها!!

 

 

تعرفوا ليه؛ لأن بحس كأنها بتوجه رسالة فحواها .. إنها مش راضية عن نفسها وملامحها فبتبدأ تغير فيها وتخبيها..
طب ليه!!
إنتِ ملكة كيف ما أنتِ..
إنتِ صُنع بيد الله، وخلقك في أحسن صورة ليه تغيري منها!
إنتِ جميلة زي ما إنتِ ومش محتاجة شوية رماد من صُنع إنسان علشان يجملوكِ.
إنتِ جميلة بقلبك ورضاكِ عن نفسك.
إنتِ مش مضطرة تعملي كدا وتواري للناس إنك جميلة.
احفظي دا كله للي يستحقه..
إنتِ مش عُرضة الكل يتفرج عليكِ.
إنتِ غالية أووي..
تنفست غصون وقالت وهي تنظر للسيدة ميرا التي هبط دمعها دون أن تشعر:-
– لاحظوا الفرق وقولوا .. كدا أجمل ولا الأول مع العلم هي مكلفتش نفسها أي شيء لا كحل بالشيء الفلاني ولا روچ من الماركة العلاني ولا أيلينير من إللي مفيش بعده..
كان الجميع في حالة من الصمت الرهيبة وقد عرت أمامهم أنفسهم..!
والدها ووالدتها ينظرون لها بفخر ويتمتمون بالحمد..
وأروى تبكي وتبكي دون توقف..
أما عُدي فكان في حالة من الجمود وقلبه يطرق بعنف داخل صدره..
همس داخله:-
– دا كله رضا يارب .. أنا مش عارف أقول أيه يا حبيبي.
ابتلعت غصون ريقها ونظرت لِلجنة التقيم ثم أردفت:-
– أنا غايتي رسالة مختلفة عايزة أوصلها ومش يهمني المكسب أو الخسارة لأن واثقة إن المناسب ليا وإللي على مقاسي هو قدري إللي ربنا كاتبه..
استدارت ووقفت أمام ميرا التي مازالت تنظر للمرآة صامتة، رفعت غصون يديها لتزيل الحجاب وهي تقول:-
– خلاص كدا تقدري تخلعـــــــ…

 

 

قاطعتها ميرا وأمسك يدها وقالت:-
– لا … هو إنتِ لبستهولي ومش هينزل من على راسي وهدخل بيه قبري…
نزلت دموعها وقالت:-
– إنتِ متعرفيش أنا حاسة بأيه .. أنا حاسة إن طايرة وإن كان عليا طبقات رماد وانزاحت..
ثم استقامت واحتضنت غصون تحت صدمتها …
– أنا جيت علشان أقيم تصاميمك ومعرفش إللي مسنتيني هنا، مفيش حاجة تكفيكِ يا غصون، أنا عاجزة قدامك..
يا غصون أنا ربنا بيحبني إن بعتك ليا..
بكت غصون وهي تشعر بالحياء من الله .. بكت وهي ترى أنها لم تفعل شيء .. بكت وهي ترى أنها مُقصرة .. بكت وهي ترى نِعم المُنعم جلّ في علاه..
بكت وهي تريد أن تقول أنا لا شيء .. أنا لم أفعل شيء..
الله هو كل شيء…!
قام من في القاعة ولجنة التقيم ليصفقوا بحرارة تحت مرأي الكاميرات التي أخذت تلتقط الصور..
والصحافة التي سارعت تُسجل كل شيء..
تهافتت جميع السيدات والفتيات الغير محجبات على غصون لتُلبسهم الحجاب..
فأتت بكمية وافرة من قِطع الحجاب المماثلة لما جعلت ميرا ترتديه وأخذت تلفهم على رؤسهم بكل حُب وفخر وسعادة حقيقية ..
– أول حجاب لكم هيكون مني هدية يجعله مبروك عليكم وتتهنوا بيه..
انقلبت الساحة لمراسم إحتفالات وفرحة وبهجة بحق..
ألبست غصون الأطفال الحجاب بألوان متباينة والفتيات والنساء .. ليخرجوا خلف بعضهم يسيرون كعرض أزياء بممر مُزين..
فبدو كالياقوت والمرجان..
لتصبح غصون معشوقة الأطفال قبل الكبار وبعد ذلك تصبح رائدة الزيّ الإسلامي برعاية حملة توعية تحت عنوان ….
“كُـــــــونِــي فـــضــفــاضـة”.
لتُثبت أن مَنْ استقامت علاقته مع الله إستقام له كل هدف.
هرع إليها والديها لتنغمر بأحضانهم وتنحني تُقبل أيديهم ورؤسهم..
– كنت عارفة إن ربنا هيعضوني فيكِ يا نور عيني..
– دا بركة دعواتك يا أمي يا أغلى من نور العين رضاكِ عليا يكفيني.
– غِصني ونعمة ربنا عليا، حبيبة أبوها أنا فخور بيكِ يا أجمل وأندر الغصون.
اترمت في حضن والدها:-

 

 

– غِصنك متقوي بيك وبرضاك.
– قلبي أنا وأمك راضي عليكِ ليوم الدين..
– أيه يا غصون مش هتلبسيني أنا كمان حجاب.؟
– وردتي، ودي تيجي .. أجمل وأحلى حجاب لأجمل الورود..
– بحبك يا غصون ..
ألبستها غصون حجاب على فستانها الرقيق وقالت وهي تحتضنها بحنان وتقبلها:-
– وأنا بعشقك يا وردتي..
– وردة بقت حلوة أوي ..
– وردة عالطول حلوة يا رحيم وزادت حلاوة..
– أيوا وردة أختي جميلة..
– وإنت كمان مش نسيتك يا بطل، اتفضل..
– أيه دول يا غصون. ؟
– دي مجموعة قصص جميلة هتعجبك، عرفت إنك بتحبها من وردة، والقلم دا هيساعدك في حفظ القرآن..
الآية إللي مش تعرف تقرأها مشي القلم عليها وهو هيقرأها.
– دا بجد!!! شكرًا يا غصون أنا بجد بحبك وبشكر ربنا إن بعتك لنا.
ابتسمت له غصون بحنان قائلة:-
– ربنا يبارك فيكم يارب.
كان عُدي يشاهد دون أن يشبع ولم يقف لسانه عن تكرار الحمد، لكن هذا الأمر لم يعد يتحمله…
اقترب منها بينما تبتسم وتشاهد الأطفال بفرحة طفولية..
– غصون.
التفتت باستحياء حين سمعته يناديها برقة، احمرت وجنتيها وأجابت:-
– نعم.
– كنت عارف علشان كدا مش متعجب.
– كنت عارف أيه؟!.
– إن إنتِ مُمَيزة وفريدة من نوعك، وإنك نعمة ربنا رزقني بيها. ..
رجف قلبها من كلماته وأخفضت رأسها وهي تشعر بجفاف حلقها فلم تنطق بحرفٍ واحد..
تأملها وقد أصبح الأمر حقًا فوق طاقته..
نادها برقة وحنان:-
– غصون.
أجابت بصوت منخفض:-
– نعم..
– إحنا مش هنتخطب يا غصون.
رفعت رأسها بصدمة ولم تستطع سوى أن تنطق:-
– مش فاهمة .. لية..
قال بحسم:-

 

 

– إحنا هـنـكتـب الــكـتـاب..
«حُــب فــــوق الــغــــصــون»
#سارة_نيل.
  

لمتابعه الخاتمه من هنا 



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-