رواية رحم بديل الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب سعيد



رواية رحم بديل الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب سعيد 




 الفصل الثامن عشر

ليركض الثلاثة رجال خلفها فتركض بأقصى سرعة وهي تنظر خلفها تارة وأمامها تارة، فإذا وهي تنظر خلفها تجدهم توقفوا لتتنهد براحة وهي تمسك بطنها من الألم الشديد الذي يضرب بها، لتكمل ركض بلا هوادة غير عابئة بالسيارة القادمة نحوها بسرعة، لتنظر للسيارة بفزع وسرعان ما تغمض عينيها وتسقط مغشيًا عليها مستسلمة لمستقبلها المجهول.

لتفرمل السيارة قبل أن ترتطم بجسدها وينزل منها بنتان ويتجها لها بلهفة.

منى برعب وهي تنظر لفرح: هي ماتت ولا إيه؟

أسيل بخوف: لأ إن شاء الله تكون بخير، هي اللي وقعت قدام العربية أنا مجيتش جنبها.

منى بتوتر: طيب هنعمل إيه؟ نسيبها ونمشي؟

أسيل برفض: لأ طبعًا مش هسيبها.

منى بحيرة: طيب تعالي نشيلها سوا وناخدها شقتنا، وهكلم محمد أخويا يجيب دكتور ويجي؛ لأن لو وديناها مستشفى هيبقى سين وجيم.

أسيل بموافقة: تمام.

لتفتح أسيل الباب الخلفي بالسيارة وتعود وتحملها مع منى بصعوبة، وما ساعدهما على حملها صغر حجم فرح، ليضعاها براحة على المقعد الخلفي وتجلس منى بجوارها وتحتضنها بحنان.

بينما تعود أسيل إلى كرسي القيادة، وتبدأ في قيادتها بهدوء هذه المرة.
لتحادث منى شقيقها وتخبره ما حدث بإيجاز، ليخبرها أنه سيجلب طبيبًا ويحضر لهما على الفور.

****

في قسم الشرطة.

ينهض محمد من كرسيه بلهفة ويأخذ أغراضه ويغادر ليقابله شريف في طريقه.

شريف بتعجب: مالك يا ابني فيه إيه؟
محمد بأسف: واحدة أغمى عليها قدام عربية صاحبة أختي، فهاخد دكتور وأروح ليهم.

شريف بشهامة: طيب هاجي معاك.

محمد بامتنان: مش مهم، خليك عشان شغلك بلاش تتعب نفسك.

شريف بعتاب: بس يا عبيط يلا نروح ليهم.

محمد بلهفة: يلا بينا.

****

يعود آدم للفيلا بتثاقل وهو يفكر في أمر فرح ليقرر أن يصعد لغرفتها ليفتح باب الغرفة، ويبحث عنها ببصره بالغرفة لا يجدها ليتجه للمرحاض سريعًا لا يجدها ليصيح بعصبية: عبير، إنتي يا زفتة.

لتصعد عبير الدرج بذعر وهي تعلم سبب عصبيته: نعم يا باشا.

ليمسكها آدم من حجابها بغل: فرح فين؟ 

عبير برعب: معرفش يا باشا والله كنت نايمة، وهي هنا قافلة عليها بإيدي.

آدم بسخرية: ولما إنتي قافلة عليها راحت فين؟ نطت من الشباك؟ انطقي.
عبير برعب: والله يا باشا ما أعرف راحت فين.

آدم بتوعد: تمام، أنا بقى هعرف هي راحت فين بطريقتي. ليجرها من حجابها لأسفل وصوت صراخها واستغاثتها بالخدم الذين ينظرون لها بشماتة فطالما كرهها الجميع.
ليصيح آدم للحراس وهو يرميها أسفل أقدامهم: الكلبة دي تتحبس من غير أكل ولا شرب ومتشوفش النور فاهمين.
الحارس بأدب: أوامر حضرتك يا باشا.

ليأخذها الحارس وسط عويلها واستغاثتها بآدم الذي ينظر لها بتوعد، فقد أيقظت الوحش بداخله بأفعالها الشيطانية.

لينظر آدم للخدم ويتحدث بعصبية: فرح راحت فين؟

إحدى الخدم بتوتر: والله يا باشا ما نعرف حاجة عنها ولا شفناها، عبير هي اللي مسؤولة عنها.

آدم بعصبية: على شغلكم. ليكمل بتوعد: لو عرفت إن واحدة فيكم تعرف حاجة عنها ومتكلمتش هيكون آخر يوم في عمرها.

لينظر آدم لقائد حرسه جسار بثبات: جسار، فرح ترجع النهارده، إنت فاهم؟ تقلب البلد عليها، ترجعلي سليمة من غير ولا خدش، سامع؟

جسار بطاعة: أوامر حضرتك يا باشا، اتطمن.

ليذهب جسار ومعه بعض الحرس للبحث عنها ويدخل آدم مكتبه يحاول أن يفكر كيف لها أن تهرب؟! 

****

عند أسيل ومنى يصلا إلى العمارة بعد فترة ويطلبان من الحارس أن يحمل فرح، إلى أن وصلا إلى شقتهما وفتحت منى باب الشقة وهي تشير له أن يضعها على أحد المقاعد، وبعدها يغادر للأسفل، لتقوما هما بحملها وتتجها لإحدى الغرف وتضعاها على الفراش بوهن وتجلسا بجوارها بتعب.
منى بوهن: آه، هموت مش قادرة؛ جسمي كله مكسر.

أسيل بموافقة: عندك حق، مش قادرة أتحرك. لتكمل بتساؤل: أخوكي اتأخر ليه؟

منى بحيرة: مش عارفة، هرن عليه. لتخرج هاتفها وترن عليه، ليكنسل عليها لتنظر لأسيل: كنسل عليا يبقى على وصول.

لتومئ لها أسيل ويرن جرس الباب، لتنهض منى بلهفة وتفتح منى الباب، لتجد شقيقها ومعه شابين لتنظر له بتساؤل.

ليتحدث محمد بتفسير: دكتور سامح وده شريف صاحبي.

لتتحدث منى بترحاب: آه، أهلًا وسهلًا، اتفضلوا.

ليدخل محمد والدكتورسامح، بينما يظل شريف واقفًا بالخارج ينظر لها بسرحان.

لينظر له محمد بتعجب: ما تدخل يا ابني.

شريف بانتباه: حاضر.

محمد لمنى: طيب اتفضلي انتي مع الدكتور يا منى واحنا هنستنى هنا.

منى بإيجاب: اتفضل يا دكتور.

لتدخل منى والطبيب ويجلس محمد وشريف في انتظارهما.
                  

في الغرفة.

يدخل الطبيب مع منى، ويبدأ في فحص فرح وسط قلق أسيل ومنى.

بعد دقائق ينتهي من فحصها، ويخرج دفتر الروشتات ويدون بعض الأدوية.

أسيل بقلق: هي مالها يا دكتور طمني؟

الدكتور بعملية: واضح إنها عندها إجهاد من الحمل مش أكتر ويمكن ده اللي سبب ليها حالة الإغماء دي.

لتنظر أسيل لمنى بصدمة لتتجاوز منى صدمتها وتتحدث: حضرتك متأكد يا دكتور إنها حامل؟

الدكتور بعملية: أكيد طبعًا، فيه نبض والحركة على ما أعتقد هي في الشهر الرابع أو الخامس.
أسيل بتوتر: طيب الجنين بخير؟

الدكتور بإيجاب: أيوة بخير، بس الأفضل تتابع مع دكتور نسا.

منى بإيجاب: تمام يا دكتور، اتفضل.

لتقوم منى بإيصال الطبيب للخارج لينهض محمد وشريف بتوتر.

محمد بلهفة: خير يا دكتور؟

ليبدأ الطبيب التحدث وشرح الحالة لهم بعملية.

محمد بتوتر: حامل؟

الدكتور بإيجاب: أيوة.

شريف بهدوء: طيب اتفضل معايا. لينظر لصديقه: هوصل الدكتور وأجيب العلاج.

محمد بإيجاب: تمام.
ليذهب شريف برفقة الطبيب لينظر محمد لشقيقته ويتحدث بهدوء: تعالي نقعد واحكيلي اللي حصل بالظبط.

مني بهدوء: حاضر.

لتجلس منى وتبدأ في سرد ما حدث لشقيقها.

محمد براحة: الحمد لله، بس كانت بتجري من إيه؟

منى بحيرة: مش عارفة، يمكن هربانة من حد.

محمد بقلق: منى، البنت دي لازم تمشي من هنا، إحنا مش عارفين أصلها من فصلها ولا هربانة من مين ولا اللي في بطنها ده ابن مين؟

منى بصدمة: قصدك إنها ممكن تكون مش متجوزة؟

محمد بتأكيد: ممكن.

منى بتوتر: طيب هنعمل إيه؟

محمد بهدوء: تفوق بس وهأديها قرشين وأمشيها من هنا.
ليرن جرس الباب.

لينهض محمد ويفتح الباب ليجد صديقه ليعطيه العلاج ليأخذه محمد ويعطيه لشقيقته وتستأذن لتدخل لصديقتها.

ليجلس محمد وشريف يتحدثان سويًا.

شريف بتساؤل: عرفت الحكاية؟

محمد بهدوء: أيوة.
ليسرد له ما عرفه.

شريف بتأييد: عندك حق، لازم تمشي من هنا، دول بنتين لوحدهم ومنضمنش هي مين.

محمد بهدوء: تفوق بس وهمشيها.

****
  

في الداخل.
تسرد منى حديثها مع شقيقها لأسيل لتتحدث أسيل باعتراض: لأ طبعًا، البنت شكلها مسكينة وغلبانة خالص، مش هنسيبها كده.

منى بتأكيد: عندك حق، بس برضه شكلها صغير على إنها تبقى متجوزة؟
أسيل بهدوء: مش صغيرة ولا حاجة "إن بعض الظن إثم".

منى بانتباه: دي ابتدت تفوق.

لتنظر لها أسيل ليجداها تفتح عينيها بوهن وتنظر حولها باستغراب.

منى بلهفة: هنادي محمد.

لتخرج سريعًا تنادي شقيقها، ليدخل معها وهو ينظر أرضًا ويتحدث بهدوء: السلام عليكم.

لتعتدل أسيل في جلستها وترد السلام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ليرفع محمد نظره لفرح الراقدة على الفراش وتحاول جاهدة فتح عينيها بصعوبة.

لينظر لها محمد بتركيز وسرعان ما تجحظ عيناه بشدة.
الفصل التاسع عشر

لتجحظ عيني محمد بشدة وهو يفتحهما ويغلقهما أكثر من مرة ليتأكد.
يتحدث أخيرًا بصدمة: فرح؟!

لتنظر أسيل لمنى بتعجب وتردد. 
منى بحيرة: إنت تعرفها يا محمد؟!

محمد بانتباه وما زال مسلطًا بصره على فرح: حاجة زي كدة. 

أسيل بعدم فهم: مش فاهمة، يعني حضرتك تعرفها ولا لأ؟

محمد بشرود وهو ينظر لفرح: بدأت تفوق خلاص، نتكلم بعدين. 
لتفتح فرح عينيها بوهن وتنظر حولها بتشوش. 

لتقترب منها أسيل بلهفة: إنتي كويسة؟

فرح بوهن: أنا فين؟!

أسيل بهدوء: إنتي في بيتي أنا وصاحبتي، إنتي أغمى عليكي قدام عربيتي. 

فرح بحزن: آسفة، ما أعرفش إزاي أغمى عليّ قدام العربية. 

منى بهدوء: حصل خير. 

محمد بهدوء وهو يقترب إلى جوار شقيقته: الحمد لله على سلامتك يا فرح. 

لتنظر له فرح قليلًا وتتحدث بتذكر: حضرة الظابط. 

محمد بتأكيد: كويس إنك افتكرتيني. 
ليكمل بتساؤل: إيه اللي حصلك يا فرح؟ إنتي إتجوزتي؟

لتبتلع فرح غصة مريرة: أيوة.

محمد بصدمة: إتجوزتي إمتى وإزاي؟!

فرح بحسرة: هحكيلكم كل حاجة من البداية.   
لتبدأ فرح في سرد كل شيء منذ أن طلبت عبير منها الزواج، حتى الهروب منهم. 

منى بإشفاق: يا قلبي، ده كله حصلك.

محمد بتفكير: وعبير دي هي اللي هربتك؟
 
فرح بتأكيد: أيوة.

أسيل بحزن: بجد مش قاردة أصدق إنه فيه ناس كده، منهم لله.

محمد بسخرية: وفيه أكتر من كده كمان، الفلوس تعمل أكتر من كده يا آنسة أسيل. 

أسيل بحيرة: طيب، هتعملي إيه يا فرح؟

فرح بحزن: هدور على مكان أقعد فيه. 

محمد بتساؤل: جوزك اسمه إيه؟

فرح ببراءة: آدم.

أسيل بتوضيح: آدم إيه؟! اسم عيلته؟ وبيشتغل إيه؟ ما أنا أخويا اسمه آدم يبقى هو؟ فيه مليون واحد اسمه آدم.

فرح بحزن: معرفش غير إنه اسمه آدم بس وعايش في ڤيلا كبيرة. 

منى بحيرة: طيب، مراته مثلًا اسمها إيه؟

محمد بمقاطعة: هو أنا هقول آدم جوز فلانة يا منى وأنا بدور عليه؟!
 
منى بتساؤل: طيب هنعمل إيه؟

محمد بهدوء: تعالوا نخرج ونسيبها ترتاح للصبح. 

منى بإيجاب: تمام. 

فرح بامتنان: متشكرة جدًا ليكم وآسفة على اللي حصل، لكن كنت بجري ولقيت العربية جاية محستش بنفسي بعدها. 
محمد بتساؤل: كنتي بتجري من إيه؟

فرح بخجل: كان فيه تلات شباب بيجروا ورايا فهربت منهم. 

محمد بغضب: مين دول؟ وكانوا عايزين إيه منك؟

فرح بخجل: مش عرفاهم وكانوا عايزين يخطفوني. 

أسيل بحزن: معلش يا حبيبتي، المهم إنك بخير دلوقتي، يلا نسيبك ترتاحي. ليخرج الجميع تاركين فرح ترتاح قليلًا.

 بعد خروجهم من الغرفة تتنهد براحة وتضع يدها على بطنها، تحدث جنينها براحة: الحمد لله يا حبيبي ربنا نجانا، بإذن الله يوقف لينا دايمًا ولاد الحلال.
 
لتغمض عينيها بألم وتكمل: أنا الصبح هدور على مكان أعيش فيه وهدور على شغل لغاية ما إنت تنور حياتي، مبقاش فاضلي غيرك إنت، عارف؟ أنا حاسة إنك ولد أوي، هتبقى سندي صح يا قلب ماما؟
لتبتسم بسعادة وتكمل: يلا بقى ننام يا قلب ماما.
لتغمض عينيها براحة وهي تحتضن بطنها بحب.

في الخارج.

شريف بصدمة: يعني دي البنت بتاعة القسم؟!

محمد بهدوء: أيوة هي. 

لينظر شريف لصديقه بأسف: طيب إنت ناوي على إيه معاها؟

منى بحيرة: هو في إيه يا محمد؟ هي مهمة للدرجة دي؟!
 
محمد بحزن: الفكرة إنها غلبانة وظروفها وحشة مش أكتر.

أسيل بحزن: هي صعبانة عليا أوي، ممكن تفضل معايا. 

محمد بحيرة: لو إنتوا حابين ماشي، بس الأول لما أسأل كويس عنها في منطقتها على الأقل. 

شريف بتأييد: صح جدًا، عشان نبقى في التمام. 

محمد بهدوء: طيب نستأذن إحنا وهاجي ليكم الصبح. 

لينهض هو وشريف وتنهض منى وأسيل لتوديعهما ليغادرا، بعدها تتجه أسيل لإعطاء فرح الدواء وتتجه هي ومنى للنوم في غرفة منى بعد إغلاق باب الشقة جيدًا كما أخبرهما محمد. 
       
****

في ڤيلا آدم.

في مكتب آدم يجلس بشرود ويستند بمرفقيه على المكتب ويضع رأسه بين كفيه ويحدث نفسه بحيرة: كده يا فرح هروبك ده يأكد إنك وقعتي ضحية فعلًا، بس إزاي؟ مستحيل أصدق إنه واحدة في طفولتك تعمل كده، أكيد الموضوع فيه لغز ويعلم ربنا إني مكنتش هأذيكي وكنت هعرف الحقيقة وبس كفاية إنك هتتحرمي من ابنك ووالدتك كمان اللي بين الحياة والموت، يا ربِّ إيه لي وقعك في طريقي بس يا فرح؟ آه يا ريتك قولتي لا من البداية، دخلتي حياتي واقتحمتي قلبي، مش عارف حبيتك إزاي؟! وليه؟! لكن كل اللي أعرفه إني مقدرش أأذيكي، يا ريتك ترجعي، أنا واثق في براءتك، كله عند عبير بس هي تعترف قبل ضحى ما ترجع من المستشفى. 
ليغمض عينيه وينام دون أن يدري. 
             
****

في شقة عبير.

تجلس سحر بتوتر فوالدتها لم ترد عليها وهي قلقة بشدة منذ وصول أربعة رجال واقتحامهم لشقة فرح ونزولهم لتفتيش شقتها وتهديدها إذا كانت تعرف مكان فرح وهي في رعب حقيقي، لم تكن تعلم أن هروب فرح سيوصلهم لهذا. 

ليطرق الباب فتنهض بلهفة لتفتح الباب ظنًّا منها أنها والدتها، لتجده أحمد فتنظر إليه بامتعاض: خير، جاي ليه؟

أحمد بغيظ: جاي ليه؟! اتخضيت لما شوفت الناس الأغراب اللي كانوا بيدوروا على البت فرح، جيت أتطمن عليكي. 

سحر بغيظ: أنا كويسة، ويلا طرقنا. لتدخل صافعة الباب خلفه وتعود لجلستها. 

بينما أحمد ينظر للباب بغيظ ويغادر المنزل وهو يلعنها. 

****

أما عند عبير فتجلس في غرفة مظلمة تبكي بشدة وتلعن حظها واليوم الذي فكرت فيه في جلب فرح، ماذا استفادت من الأموال؟! هي حبيسة بين جدران البدروم لا تدري ماذا سيفعل بها عند معرفته الحقيقة؟ هي لا تستطيع أن تحتمي بضحى كثيرًا فلو علم آدم لن يرحم ضحى نفسها.

****

في شقة أمير. 

تجلس حنين بجوار زوجها الذي يحمل صغيرته بحنان وهو يتطلع لها بشرود. 
حنين بتأثر: مالك يا أمير سرحان في إيه وشايل البنت كده ليه؟
أمير بحزن: صعبان عليا آدم أوي وإلي حصل معاه، وكمان فرح دي صعبانة عليا، حاسس إنها مظلومة. 

حنين بحزن: عندك حق، هي بنت غلبانة أوي استحالة تفكر تإذي حد، أقولك على حاجة أنا حاسة إنه فخ من ضحى. 

أمير بسخرية: نفس إحساسي والله، ده تفكير شيطاني ميخرجش عن واحدة زي ضحى. 

حنين بتساؤل: تفتكر آدم هيعمل إيه مع فرح؟ ممكن يإذيها؟
 
أمير بنفي: معتقدتش، آدم استحالة يإذيها كفاية اللي هي فيه، حل اللغز ده عند ضحى، بس إزاي هتقول الحقيقة؟

حنين بهدوء: مسيرها تقع يا حبيبي، سيبها على الله. 

أمير بحزن: يا رب قدم اللي فيه الخير. 

****

في صباح اليوم التالي، يقود محمد سيارته وبجواره شريف الذي أصرّ ألا يترك صديقه متجهين إلى منزل فرح ليسأل هو عنها بمنطقتها بنفسه. 

ليتحدث شريف بتردد: حبيتها؟

محمد بحزن: هيفيد بإيه؟! هي دلوقتي متجوزة ومش حب زي ما في دماغك، هي كانت صعبانة عليا من البداية.
 
شريف بأسى: قولتلك من الأول شيلها من دماغك، لكن إنت اللي صممت. 

محمد بحزن: نصيبي كده. 

شريف بتساؤل: لو طلع كلامها صح هتسيبها فعلًا مع أختك وصاحبتها؟

محمد بهدوء: أيوة، أو أجيب ليها شقة صغيرة تقعد فيها، مش هقدر مقفش جمبها. 

شريف بأسى: ربنا يقويك يا صاحبي على فعل الخير. 

يصل محمد ويركن سيارته وينزل هو وصديقه ليسألوا عن فرح وعائلتها، وكان رأي الناس عنهم حسن وشكروا بها وبأخلاقها وأنهم اختفوا بعد مرض والدتها وانتقالها للمستشفى وأخبروه بأن بعض الرجال حضروا أمس للسؤال عنها. 

ليصعد لشقة عبير ويسأل عنها لتجيبه سحر أنها لم تعد من عملها بعد ليغادر بعد ذلك متجهًا لشقيقته. 

****
            

في ڤيلا آدم.

يصيح آدم بعصبية: يعني إيه مش لاقيينها؟! هو أنا مشغل معايا عيال؟! مش كفاية هربت من البيت ومحدش منكم شافها؟

جسار بأسف: والله يا باشا قلبنا الدنيا عنها وروحت بيتها القديم مش موجودة وسألت البنت بنت عبير متعرفش مكانها. 

ليجلس آدم بتثاقل: يعني راحت هي واللي في بطنها هو كمان. 

جسار بإشفاق: اتطمن يا باشا، هندور عليها تاني وإن شاء الله نلاقيها. 

آدم بشرود: تمام. 

ليغادر جسار إلى عمله وينهض آدم هو الآخر متجهًا إلى المستشفى. 
           
****
في شقة أسيل ومنى.

يصل محمد عند شقيقته ويصعد بمفرده ويجلس مع منى وأسيل يخبرهما بما عرفه. 

أسيل بحزن: يعني كلامها صح؟

محمد بتأكيد: واضح كده. 

منى بحزن: خلاص نخليها معانا وخلاص.

محمد بهدوء: تمام.

لتنهض أسيل وهي تتحدث: هنادي عليها لو صاحية.
ليومئ لها محمد بهدوء، فتتجه لغرفة فرح لتجدها مستيقظة وتجلس على طرف الفراش بشرود. 

لتقترب منها بحذر: فرح، إنتي كويسة؟

لتنتبه لها فرح: الحمد لله. 

أسيل براحة: الحمد لله، طيب يلا، الظابط محمد برّة وعايز يشوفك. 

لتنهض فرح بتثاقل وتخرج مع أسيل وتسلم على محمد وتجلس ليخبرها بما توصل إليه. 

فرح بخوف: يعني هما بيدوروا عليا؟! أكيد عايزيني عشان ياخذوا ابني.
    
لتضم بطنها بخوف لينظروا لها بإشفاق.

تحدث محمد بحنو: متخافيش يا فرح، إحنا جنبك وإنتي هتفضلي هنا مع البنات، إيه رأيك؟

فرح بتردد: مش هينفع. 

منى بتساؤل: ليه كده يا فرح؟ إحنا مش زي إخواتك ولا إيه؟!

فرح بإحراج: لا، والله مش قصدي، بس مش هينفع، بس لو تقدر تساعدني ألاقي شغل أو أوضة صغيرة أقعد فيها. 
محمد بحيرة: شغل إيه وإنتي في حالتك دي؟! إنتي حامل وتعبانة. 

أسيل بتفكير: طيب يا ستي أنا عندي ليكي شغل ومكان تعيشي فيه. 

فرح بلهفة: فين؟

أسيل…


الفصل التاسع عشر من هنا 




تعليقات



×