رواية رحم بديل الفصل السابع عشر 17 بقلم زينب سعيداللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة . الفصل السابع عشر في فيلا أدم. في غرفة فرح . تجلس فرح أرضاً وتضم قدميها إلي صدرها وتدفن رأسها بينهم وتبكي بشدة ليفتح الباب ويغلق بعدها بهدوء وتستمع إلي خطوات أقدام تقترب منها. لترفع رأسها بلهفة لتجد أدم يقف أمامها مباشرة. لتنهض بلهفة من مكانها وتتحدث بإنهيار:والله العظيم ما عملت حاجة هي إلي زقتني والله أنا كنت ببعد إيدها عني بس هي إلي وقعت لوحدها. لينظر لها أدم بصمت ثم يجلس علي السرير بهدوء تام. لتقترب فرح منه بحذر وريبة:أدم بيه حضرتك سامعني ؟ أدم بهدوء :سمعك وسايبك تتكلمي زي ما سمعت ضحي هسمعك وأنا إلي هحكم في الآخر. فرح بدموع:أقسم بالله إلي قولته ليك هو إلي حصل. أدم بهدوء :ضحي كانت عندك في أوضتك بتعمل أيه ؟ فرح بدموع:قالتلي تعالي ننزل نتمشي سوا في الجنينة. أدم بهدوء :ليه كنتي بتتهربي من ضحي الفترة إلي فاتت وتقعدي في أوضتك وترفضي تنزلي تأكلي معاها وهي لوحدها ؟ فرح بحزن :عشان طول ما أنا وهي مع بعض بتفضل تتكلم عن الأطفال وهتعمل ليهم أيه. أدم بتساؤل :ودي فيها أيه ؟ فرح بإنهيار وهي تسقط أرضا :فيها أنها كل مرة بتدبحني وتفكرني أني مش هشوف أبني تاني. أدم ببرود :مش أنتي إلي أختارتي ده مرفضتيش من الآول ليه حد جبرك علي حاجة ؟ فرح بإنهيار :أيوة إنجبرت لما أتحبس وأتهم بالسرقة وأترمي في الحجز وسط المساجين وأمي مرمية في البيت بين الحياة والموت ولأدفع لتحبس بدون ذنب ذنبي أني غبية وضعيفة ومليش ضهر والكل بيجي عليا ويدوسني أنت فاكر أنه بالساهل عليا أني أسيب أبني أنا كل يوم بنام وأنا حاضنة بطني وأدعي أن اليوم إلي يجي فيه أنا أموت فيه عشان متحرمش منه . أدم بعدم فهم:سجن أيه أنا مش فاهم حاجة ؟ فرح بحسرة:مش مهم تفهم مش هتفرق كتير وحضرتك لو مصدقني فبراحتك ولو حضرتك مش مصدقتي فبردوا براحتك وشوف العقاب إلي حضرتك عايزه ثم تكمل بسخرية وأنا جاهزة لسجن لطرد لموت مش هتفرق معايا خلاص. لينظر لها أدم قليلا ثم ينهض دون أن ينطق بأي شئ. لتظل هي علي وضعها تبكي بشدة علي حظها العاثر وما وصلت إليه. …………… في مكتب أدم. يجلس أدم بشرود يفكر في حديث ضحي فماذا ستفيد إذا أجهضت ضحي فهي في كلتا الحالتين ستترك طفلها هو لا ينكر أنه إن لم يراها تدفع ضحي من أعلي الدرچ فلم يكن ليصدق أنها فعلت ذلك لكن المشكلة أنه رأها بعينه ليفيق من شرود علي طرق علي باب الغرفة. ليأذن لمن بالخارج بالدخول:أدخل. لتدخل الخادمة وتتحدث بأدب:أمير بيه عايز يقابل حضرتك. أدم بهدوء :خليه يتفضل وهاتيلنا أتنين قهوة. الخادمة بأدب:أوامرك يا فندم لتغادر الخادمة بهدوء. ليدخل أمير بعد قليل لينهض أدم من مكانه ويحتضن كلاهما الآخر ويربت أمير علي ظهر أدم بحزن:شد حيلك يا صاحبي. أدم بحزن:الحمد لله علي كل حال أقعد. ليجلس الصديقين سويا بصمت تام ليقطع أمير الصمت بتساؤل:هو أيه إلي حصل. أدم بحزن:هحكيلك ……………….. أمير بصدمة:مش معقول بصراحة أنا مش مصدق أن فرح تعمل كده أنت رأيك أيه ؟ ليطرق الباب وتدخل الخادمة وتضع القهوة وتخرج سريعاًغالقة الباب خلفها. ليتحدث أدم… ……………. أمير بتساؤل :طيب ناوي علي أيه ؟ أدم… …………….. أمير بهدوء:ده أفضل حل يلا أنا هرجع الشغل وأنت يلا عشان تروح لضحي وتفضل جنبها لغاية ما تقوم بالسلامة. أدم بهدوء :يلا بينا. في الخارج. بعد مغادرة الخادمة بعد وضع القهوة إقتربت عبير لتأخذ إذن للذهاب لمنزلها لتضع يدها علي باب الغرفة لتطرق لتسمع شئ ما لترفع يدها وتنتظر أن ينهوا حديثهم لتشهق بصدمة دون صوت وتتجه سريعا لغرفتها. ……….………. في غرفة عبير. تسير بالغرفة ذهاباً وإيابا بعصبية شديدة وهي تتحدث في الهاتف :مش عارفة أعمل أيه يا سحر بس لازم أتصرف بأي طريقة فكرة أيه قولي لتصمت عبير قليلا تستمع لفكرة إبنتها وسرعان ما يزول الغضب وترتفع الإبتسامة علي شفتيها برافو عليكي يا بت يا سحر ماشي مع السلامة دلوقتي هتباتي لوحدك معلشي مش هعرف أجيلك النهاردة مش يا حبيبتي مع السلامة ثم تغلق الهاتف وتتحدث بترحي:أسترها معايا يارب أنت عارف أني غلبانة. ………………….. في المستشفي. يصل أدم إلي المستشفي ويتجه أولا لغرفة طبيب ضحي. في غرفة الطبيب. يجلس أدم مع الطبيب يتناقشون في أمر ما. أدم بهدوء :زي ما قولتلك يا دكتور متقولش لضحي موضوع إستئصال الرحم ده خالص عشان نفسيتها. الطبيب بعملية:أكيد طبعاً يا أدم باشا كنت هعمل كده لإن ده الأفضل لحالتها دلوقتي. أدم براحة :تمام في حاجة تانية طالبها منك. الدكتور بهدوء :أوامرك يا باشا. أدم… ………. الدكتور بإستغراب:مش فاهم حاجة ليه أعمل كده ؟ أدم بأمر:مش مهم تفهم المهم تنفذ. الدكتور بقلة حيلة :أوامرك يا باشا. ………………….. في غرفة ضحي. مازلت ضحي نائمة من تأثير المخدر بينما أدم يجلس بجوارها بشرود تام :يا تري أنتي ولا فرح الصح أنا خلاص بقيت تايه بينكم مش متخيل أن فرح البريئة تعمل كده وفي نفس الوقت مش قادر أكدب عينيا يا رب نور بصيرتي ثم يتنهد بضيق يا تري إلي هعمله صح ولا غلط خايف أظلم يا صحي لو أنتي المظلومة وخايف أظلم فرح لو هي المظلومة ليغمض عينه بوهن يحاول أن يهرب من واقعه الأليم. ………………… في فيلا أدم. تغادر عبير غرفتها بحذروتتجه لغرفة فرح وتفتح الباب من المفتاح الموجود بالخارج لتدخل وتجد فرح نائمة أرضا وتحتضن جسدها في وضع الجنين. لتقف عبير تنظر لها قليلا وتمثل الحزن وتقترب منها تحاول إيقاظها برفق لتستيقظ فرح بفزع وتنتفض من مكانها. لتتحدث عبير بلهفة :إهدي يا فرح ده أنا. لتتنهد فرح بوهن :خير يا خالتي في جديد ؟ عبير بحزن:لأ يا فرح بس أنتي لازم تسيبي الفيلا وتمشي بسرعة. فرح بعدم فهم :مش فاهمة حاجة هو أدم بيه خلاص هيخليني أروح بيتنا ؟ عبير بنفي:لأ أدم بيه مأمرش بكده ثم تكمل حديثها بأسف مدام ضحي سقطت وشالت الرحم. فرح بصدمة :إنا لله وإنا إليه راجعون طيب هي كويسة ؟ عبيير بغيظ:نفسي تسيبك من طيبة قلبك أدم باشا مستني ضحي هانم تخرج من المستشفى وبعدها هيحبسوكي في البدرون تحت لغاية ما تولدي وياخدوا الواد . فرح بصدمة:أنتي بتقولي أيه أنا معملتش حاجة يا خالتي والله مظلومة. عبير بحزن:يا بنتي أنا شوفتك بعيني بس أنتي بت غلبانك ميرضنيش إلي هيعملوه فيكي. فرح بخوف :ليه هما هيعملوا أيه فيا. عبير بإشفاق :الدكتور إلي هيولدك هيشيلك الرحم بعد ما تولدي ويخدوا هما الولد وأنتي تفضلي طول عمرك من غير عيال. فرح بصدمة وذهول:أنتي عرفتي منين الكلام ده ؟ عبير بحزن مصطنع:سمعت الباشا وهو بيتكلم مع صاحبه في المكتب وماهنش عليا إلي هيحصل فيكي. فرح بدموع:طيب والعمل يا خالتي. عبير بلهفة وهي تعطيها عباءة وطرحة:خدي ألبسي دول بسرعة وأنا ههربك من الباب إلي وراء قبل ما الباشا يرجع. فرح بحيرة:يعني أرجع بيتنا أنا وأمي ؟ عبير بغيظ:لأ طبعاً متروحيش بيتكم ده آول مكان هيدروا عليكي فيه وبالنسبة لأمك فهي شبه ميته أنفدي بجلدك أنتي وإلي في بطنك وربيه بعيد سافري روحي مكان ما تروحي المهم محدش يعرف يوصلك فهماني يا فرح. فرح بحيرة:طيب أنا كده بثبت التهمة عليا ما أستني لغاية ما ربنا يثبت برأتي. عبير بنفاذ صبر:مش هيصدق مراته وحب عمره عشان خاطرك أنتي يا غبية وهو كمان شافك فكري بعقلك أنا عملت إلي عليا ها هتعملي أيه مفيش وقت ؟ فرح بقلة حيلة :همشي. عبير براحة:تمام. بعد ساعة.. تقف عبير وفرح في الشارع المظلم وعبير تودع فرح. عبير بهدوء:خلي بالك من نفسك يا فرح وخدي دول قالتها وهي تمد يدها ببعض الأموال. فرح بإحراج:لا شكرا يا خالتي تسلمي. عبير بنفاذ صبر :خدي يا بت يلا أنتي ما تعرفيش ظروفك أيه. لتأخذهم قرح بقلة حيلة :شكرا يا خالتي ثم ترمي فرح حالها بأحضانها. لتتفاجئ عبير من فعلتها لتضمها بهدوء وبعدها تغادر فرح سريعا وتعود عبير للفيلا. بعد مرور عدة ساعات. في منتصف الليل تسير فرح في إحدي الشوارع الجانبية بخوف شديد لا تعلم أين تذهب لتنظر حولها لتجد رصيف في جانب الطريق لتجلس عليه ترتاح قليلاً وهي تنظر أمامها أرضا تنظر للاشئ لتجد ظلال أمامها. لترفع رأسها بفزع لتجد ثلاث شباب ينظرون لها بمكر وعلي ما يبدوا أنهم بغير وعيهم لتنتفض فرح من مكانها وتنهض بفزع وتحاول الركض. ليقف واحد منهم أمامها ويتحدث بمكر :راحة فين يا مزة ده كلام مش تنورينا شوية ليمد يده ويحاول لمس خدها. لتضربه بالقلم علي وجهه وتركض سريعا وسط صدمة الرجال من فعلتها. الرجل بعصبية وهو يضع يده مكان الصفعة:يا بنت الكلب ثم ينظر لرجاله واقفين بتعمله أيه هاتوها ليركض الثلاث رجال خلفها… ……. يتبع… …… بقلم زينب سعيد. الفصل الثامن عشر من هنا |
رواية رحم بديل الفصل السابع عشر 17 بقلم زينب سعيد
تعليقات