رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عواليلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 16 #وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر بعد انتهاء حفل الاستقبال و عودة الجميع الى قصر العزيزى قال سليمان موجها حديثه لمدكور بفضول : انما يا مدكور انت ليه رفضت العملية دى مع انها كانت هتنقل الجروب عندك نقلة كبيرة و هتفتحلك افاق جديدة قدامك سنين على ماتقدر توصل لها مدكور : مانت عارفنى يا سليمان … مابحبش الشغل اللى بيبقى له ريحة وحشة سليمان بفضول : تقصد ايه سليمان و هو يتجه تجاه الدرج : اقصد انك اكيد انت كمان عملت عن اللى اسمه زيد ده سيرش زى ما انا عملت بالظبط ، و اكيد برضة عرفت الكلام اللى بيتقال عليه زى مانا عرفت بالظبط سليمان : و افرض .. هو انت هتناسبه ليلتفت له مدكور قائلاً : يا سيدى لا اناسبه و لا يناسبنى .. حلال عليك العملية .. مبروك ، اما انا بقى .. فمحتاج انى افلتر الناس اللى بشتغل معاهم الفترة اللى جاية … تصبحوا على خير و التفت مرة اخرى تاركا اياهم و ذهب الى الاعلى ، لتلحقه رهف بعد ان القت عليهم تحية المساء ، ليلحق بها مراد هو الاخر بعد ان فعل بالمثل ، لتنظر تالا الى سليمان قائلة بابتسامة واسعة : مبرووك يا دادى سليمان بتردد : الله يبارك فيكى يا بيبى ، بس مش عارف ليه حاسس ان مدكور مش طبيعى تالا : ليه بتقول كده سليمان بحيرة : مش عارف .. بس فجأة كده يتخلى عن عملية بملابين بالشكل ده تالا بامتعاض : مانت خلاص عرفت دماغه عاملة ازاى سليمان بتفكير : و ايه حكاية انه هيفلتر الناس اللى بيشتغل معاهم دى كمان .. تفتكرى يقصدنا بكلامه ده تالا : مش عارفة ، بس حتة خروجه و بعده عن المشروع ده مصلحه ، و احسن حاجة انها جت منه ، ماحنا كنا لسه امبارح بنفكر نبعده ازاى سليمان : ده انا قلت هنتعب اوى على مانعرف نعمل كده و كنت مفكر ان غالبا هنفشل فى اننا نوصل للى عاوزينه تالا : بس تفتكر اللى اسمه زيد ده ازاى يبقى معروف عنه نشاطه فى السلاح بالشكل ده و يبقى بيتعامل كده عادى و سايبينه يدخل و يخرج البلد بالشكل ده سليمان : طالما ماحدش عرف يمسك عليه حاجة هيعملوا ايه يعنى تالا بتفكير : بس ممكن يكون متراقب مثلا سليمان : تؤ .. اللى زى زيد ده بيبقى مسنود و علاقاته دايما بتبقى حامياه ، و اديكى شوفتى ، يوم ما شفناه فى مصر شفناه فين .. مع جاسر علم الدين اللى اتضح انه مش قليل ابدا تالا : يعنى … سليمان : يعنى محتاجين نمسك فى العملية دى بايدبنا و اسناننا ، و عاوز همتك مع زيد ، انا لاحظت انه ماشالش عينه من عليكى طول السهرة ، و اهى فرصة ان مدكور مش هيبقى موجود تالا بخبث : داكور يا دادى .. مش عايزاك تقلق خالص …………… اما بالاعلى .. فما ان دلفت رهف الى غرفتها الا و وقعت عيناها على فراشها و هى تبحث عن تميمة و لكنها لم تجدها .. لتستدير عائدة الى الخارج للبحث عنها و لكنها وجدت مراد فى وجهها قائلا : لو بتدورى على تميمة فماتقلقيش ، انا خليت دادة زينب تاخدها عندها الليلة دى رهف بفضول : تاخدها معاها فين مراد و هو يدلف الى الداخل و يغلق الباب خلفه : تاخدها عندها يا رهف رهف : تقصد ان تميمة بايتة النهاردة فى بيت دادة زينب مراد : ايوة .. مع دادة و امينة ماتقلقيش رهف بضيق : بس انا كنت متفقة مع دادة انها هتفضل معاها لغاية ما تنام و تسيب حد من الشغالين جنبها على ما نرجع من برة مراد : عارف .. بس انا قلت كده احسن ، عشان لو قلقت قبل مانرجع ماتخافش رهف بقلق و هى تتلفت حولها : و ممكن برضة مايجيلهاش نوم و هى بعيد عنى مراد ضاحكا : يعنى جالها نوم بعيد عن هدى اللى هى مامتها ، و مش هيجيلها نوم و هى بعيد عنك يا رهف رهف و هى تتجه نحو الباب : انا هبعت السواق يجيبها لتقف مكانها فجأة عندما امسكها مراد بحزم و هو ينظر اليها بتركيز و كأنه امام لغز كبير يريد حله و قال : مالك رهف بلجلجة : مااالى مراد باستنكار : مش عارفة مالك .. مش حاسة باللى بتعمليه رهف و هى تدعى عدم الادراك : بعمل ايه مش فاهمة ليترك مراد يدها و يجلس على حافة الفراش قائلا : مش فاهمة و اللا مش فارقة رهف : تقصد ايه مراد : مش واخدة بالك انى من ساعة ماجيت و انتى بتتحججى بوجود تميمة عشان يبقى كل واحد مننا فى اوضة و كمان سافرتى و جيتى هنا من غير حتى ماتكلفى نفسك و تدينى خبر ، و لا اكن فارق معاكى وجودى من عدمه رهف و هى تدعى عدم المبالاة : ازاى بقى الكلام ده .. انا قلت لهدى تبلغك انى مسافرة لينظر لها مراد بعدم تصديق قائلا : هدى !! .. ده على اساس ان هدى هى اللى مراتى و اللا انتى رهف : انا طلبت من هدى ان هى اللى تبلغك عشان عارفة ان هدى طول عمرها اهم شخصية فى حياتك مراد : بس انتى مراتى ، يعنى المفروض ماتتحركيش غير بمعرفتى و بموافقتى كمان ، ماينفعش اصحى الصبح اعرف انك سافرتى رهف : ايوة .. بس انا سافرت عشان رسالتى مش عشان حاجة تانية ، يعنى حاجة مهمة و مهمة جدا كمان .. ده مستقبلى مراد : و انا ما منعتكيش عن مستقبلك يا رهف ، انا بس عاوز افهم رهف : تفهم ايه مراد : افهم تصرفك ده كان ناتج عن عدم اهتمامك بمعرفتى و اللا عدم فهم منك فعلا للى المفروض كنتى تعمليه رهف بجمود : انا ماعملتش اكتر من اللى انت بتعمله يا مراد ، انت قلتهالى قبل كده و اكدتها من تانى بالكلام و الفعل مراد : هو ايه ده اللى انا قلته و اكدته انا مش فاهم حاجة رهف : ان شغلك اهم حاجة بالنسبة لك مراد : و ده دخله ايه باللى حصل ىهف : دخله انى بحاول اعمل زيك .. بحاول املى وقتى زيك بالظبط عشان ما احسش انى عبء عليك يا مراد مراد باستنكار : عبء عليا !!! ، ايه الكلام الفارغ ده رهف : مش كلام فارغ ابدا .. انت قادر تملى وقتك بالكامل بالشغل لدرجة ان ماعندكش اى وقت لاى حاجة تانية جنبه ، لدرجة انى لما حاولت اتكلم معاك كان ردك انك لما تبقى تفضى هتبقى تاخدنى و نسافر ، اكنى واحدة دماغها فاضية ماوراهاش غير السفر و الفسح و كان معنى كلامك ان على ما ده يحصل المفروض انى ابقى راضية و صابرة ، رغم انى ماطلبتش منك اى حاجة ، انا كل اللى عملته وقتها انى كنت عاوزة افهم .. و فهمت مراد : و ايه بقى اللى فهمتيه رهف بجمود : ان شغلك مهم و انه مالى كل وقتك لدرجة انك اصلا مش واخد بالك من اللى بيحصل حواليك .. ممكن افهم بقى انت ليه زعلان من انى بعمل زيك ، رغم انى مشاغلى اكتر منك بمراحل .. انا عندى رسالة الدكتوراة و كمان الاتيلية ، فى حين انك يا دوب شغل المجموعة و اللى كمان بابا معاك فى كل الشغل ده خطوة بخطوة ليقف مراد مشدوها لا يدرى إجابة على كلماتها ففى لحظة قلبت المائدة لتصبح له الند بالند و ليست مجرد زوجة و عندما طال صمته عادت اتجاه الباب قائلة : انا هبعت السواق يجيب تميمة و هنا لم يستطع مراد الصمت اكثر فقال : عشان اروح انام فى اوضتى مش كده لتقف رهف دون ان تجرؤ على النظر اليه فاتجه اليها مراد و وقف امامها و قال متسائلا بصيغة تأكيد : مش عاوزانى افضل معاكى فى نفس الاوضة .. مش كده و عندما لم يتلقى منها اى اجابة قال بوجوم : مش محتاجة تتعبى نفسك و تصحى البنت فى وقت زى ده ، انا راجع اوضتى ، تصبحى على خير ليتركها و يذهب الى غرفته القديمة بينما جلست رهف و هى شاحبة الملامح و لا تدرى ان كان ما حدث هو الصواب ام العكس اما مراد فعاد الى غرفته و الحنق يملأ نفسه و عقله ، و كانت انفاسه تتلاحق نتيجة كبت غضبه ، فكان يشعر باهانة ليس بعدها اهانة ، فقد شعر برفض رهف له و اصرارها على رفضه دون مواربة او محاولة الانكار ، و لكنه فى تلك اللحظة تذكر حوارهما معا و الذى كان الحوار الاخير لهما قبل ان تتحول مئة و ثمانون درجة .. فهل كان هذا الحوار هو السبب ، هل فهمت حديثه لها على انه رافضا لها فحثتها كرامتها ان تفعل المثل ، ام ان تصرفها ذلك ناتجا عن شئ اخر لا يعلم عنه شيئا ، و لم يشعر بنفسه الا و قد امسك الهاتف و قام بمهاتفة هدى التى اجابته بصوت ناعس قائلة بقلق : مراد .. فى حاجة و اللا ايه .. تميمة كويسة مراد بتنهيدة حانقة : تميمة كويسة ماتقلقيش ، حقك عليا ، كلمتك من غير ما ابص فى الساعة .. كملى نومك و هبقى اكلمك الصبح هدى بقلق و هى تعتدل فى الفراش : مالك يا مراد ، صوتك مايطمنش مراد و هو ينفخ بقوة : كملى نوم يا حبيبتى و هكلمك تانى الصبح .. تصبحى على خير ، و اغلق الهاتف قبل ان يعطيها اى فرصة للجدال اما باليوم التالى فكان الجميع يلتف حول مائدة الافطار و قد فرغ معظمهم من طعامه و كانوا يرتشفون القهوة فى صمت مطبق حتى قال سليمان : طب دلوقتى المفروض هنروح الموقع الاول و اللا المجموعة عند جاسر الاول مدكور : براحتك يا سليمان .. انا جالى تليفون مهم و لازم انزل القاهرة حالا تالا بذهول : هتنزل القاهرة دلوقتى حالا مدكور : ايوة .. و انتى شوفى اللى يريحك ان كنتى هتيجى معايا و اللا هتستنى مع دادى و ترجعى معاه تالا بتملق : لو عليا طبعا اجى معاك يا حبيبى ، بس طبعا انت عارف الشغل و عارف انى ماقدرش اسيب دادى فى وقت زى ده مدكور و هو يغادر المائدة : خلاص براحتك لتنهض رهف خلف ابيها قائلة بقلق : بابا .. هتقدر ترجع تحضر المناقشة بتاعتى مدكور بابتسامة : اكيد المرة دى مش هفوتها ، ماتقلقيش ثم التفت لمراد قائلا : انا عاوز اقعد معاك شوية قبل ما انزل القاهرة يا مراد و كلملى انور خليه يجيني حالا و معاه كل مايخص مشروعنا مع جاسر مراد : حاضر يا عمى لينهض سليمان لاحقا بمدكور و هو يستدعى تالا بعينيه ان تلحق بهما و ما ان دلف مدكور الى غرفة المكتب حتى كان سليمان و تالا خلفه و قال سليمان بريبة : هو فى حاجة حصلت فى المشروع و اللا ايه ندكور : ابدا .. انا بس عاوز اشوف الدنيا وصلت لاية و قدامنا اد ايه على مانخلص سليمان : مانت عارف زى مانا عارف ان لسه قدامنا حوالى خمس شهور مدكور : ايوة عارف .. بس ….. سليمان بحث : بس ايه ماتفهمنى بتفكر فى ايه و تشركنى معاك ، هو احنا مش شركا فى كل حاجة و اللا ايه ليدخل عليهم مراد و قتما قال مدكور : ما دى الحكاية اللى كنت عاوز اكلمكم بخصوصها تالا : فى ايه يا مدكور .. ماتتكلم على طول مدكور : الحقيقة انا قررت انى اعتزل كل حاجة سليمان : يعنى ايه تعتزل مدكور : يعنى اعيش اللى باقى من عمرى من غير وجع دماغ .. كفاية كده تالا : و هتسيب المجموعة لمين يديرها مدكور : البركة فى مراد بقى ، هو اللى بقى عارف كل حاجة رايحة فين و جاية منين و انا كفاية عليا لحد كده مراد و هو يضع بعض الاوراق امام مدكور : ربنا يديك الصحة يا عمى .. انت الخير و البركة لتتبادل تالا نظرات الحنق المتوارية مع سليمان بينما قال سليمان : و ايه اللى خلاها تطلع فى دماغك كده فجأة ، و كمان ايه علاقة ده بانك عاوز تراجع مشروع جاسر مدكور : مش عاجبنى اللى بقى فى الوسط يا سليمان ، و لا عاجبنى طريقة الشغل ، اما بقى جاسر .. فاخر حاجة عاوز اعملها قبل ما اسيب كل حاجة لمراد انى اخلى ده يبقى اخر مشروع بين العزيزى و علم الدين سليمان بحدة : انت بتتكلم اكن الشغل كله بتاعك لوحدك ، انت ناسى انى شريكك فى كل حاجة و المفروض انك ترجعلى قبل ماتتصرف اى تصرف مدكور بحزم : انت اللى نسيت انك شريكى فى المشروع و بس مش فى المجموعة يا سليمان و انا بتكلم عن شغل المجموعة مش عن المشروع سليمان : بس بعد جوازك من بنتى المجموعتين بقم حاجة واحدة مدكور بهدوء : ده فى خيالك انت بس ، الامانى وديتك بعيد شوية ، انما مجموعة الانصارى شئ و مجموعة العزيزى شئ تانى تالا بمهادنة : دادى يقصد ان الناس بتتعامل مع المجموعتين اكنهم واحد ، و مش متصور انك فعلا هتسيب الشغل و مش هتبقى معاه بعد كده مدكور بابتسامة لعوب : مانا لازم ابص لروحى و اعيش اللى باقى منه و اتفرغ شوية لحياتنا و اللا ايه لتنظر اليه تالا باحباط بينما يقول سليمان : انا برضة مافهمتش انت عاوز توقف التعامل مع جاسر ليه مدكور : جاسر داخل فى سكة جديدة انا ماليش فيها و مابحبهاش سليمان : كل واحد حر ، انت ليك شغلك و هو له شغله مدكور بنظرة تحدى : اديك قلتها هو حر .. و كل واحد حر يا سليمان ، و انا شايف ان كل واحد يعمل اللى يريحه ، و انت كمان سليمان بتوجس : انا كمان ايه مدكور : انت كمان لازم تشوف حد تانى غير مجموعة العزيزى تشاركه فى مشاريعك اللى جاية سليمان : انت تقصد ايه بكلامك ده فهمنى .. انت مش عاوز يبقى فى تعاون بين مجموعتى و مجموعتك بعد كده مراد : لا طبعا ازاى الكلام ده .. اكيد عمى مايقصدش كده سليمان بضيق و هو يتجه للخارج : انا طالع اجيب تليفونى عشان نسيته فوق ليتركهم و يذهب الى الاعلى بينما تقول تالا لمدكور بنبرة عتاب : كده برضة يا مدكور ، انا حاسة ان دادى زعل منك مراد : اكيد عمى ما يقصدش اللي فهمناه يا تالا مدكور بتصميم : لا اقصد يا مراد مراد : اسمحلى يا عمى اختلف مع حضرتك .. احنا من زمان و معظم شغلنا مع مجموعة الانصارى لحد ما معظم الشركات فعلا بقوا بيتعاملوا معانا على اننا واحد ، و ده ادالنا ثقل معين فى المنطقة العربية كلها ، يبقى ايه اللى هيخلينا نخلف ده دلوقتى مدكور : انا شايف ان ده افضل لنا مراد : اسمحلى يا عمى .. حضرتك قلت انك هتسيبنى انا ادير المجموعة بطريقتى مدكور : تقصد ايه مراد بتردد و هو يتهرب بعينيه من مدكور : اقصد ان ياريت حضرتك تسيبينى اديرها بطريقة تعلى اسمها اكتر .. ماتقللوش ابدا مدكور : و هو انا كلامى ده هيقلل من اسمها يا سى مراد مراد بحمحمة : العفو يا عمى .. هو انا كلامى ييجى ايه جنب كلام حضرتك ، بس انا اقصد اننا لما فجأة كده نوقف التعامل مع جاسر و كمان مع مجموعة الانصارى هيحصل دروب جامد فى تعاملاتنا و شغلنا ، و اعتقد ان ده نفس الكلام اللى كان سليمان بية يقصد يقولهولك ، و انا شايف ان حضرتك احرجته جامد مدكور بحدة مكبوتة : انت مش فاهم حاجة ، و انا مش هقدر اوضح اكتر من كده مراد : معلش يا عمى من فضلك ادينى فرصتى اثبتلك انى اقدر اوزن الامور كويس مدكور : عموما انا قلت لك اللى عندى و انت حر مراد : شكرا يا عمى .. و مش عاوزك تقلق خالص مدكور بحزم: اهم حاجة انا مش عاوز شغل مع اللى اسمه زيد ده نهائى مراد : رغم انى شايفها خسارة كبيرة بس مش هقدر اكسر كلامك اللى انت قلته له امبارح كانت تالا تتابع حديث مراد مع مدكور بصبر بالغ و هى تريد الوصول الى نهاية الجدال لتعلم لمن الغلبة فى النهاية ، و بعد ان فرغا من حديثهما قالت لمراد : بما ان انت اللى هتدير كل حاجة من هنا و رايح ، فانا هطلع ابلغ دادى بالكلام ده و احاول اراضيه بعد الكلمتين اللى سمعهم من مدكور لتلحق بابيها بالاعلى و ما ان دلفت عليه الا و وجدته يتحدث بالهاتف و اشار لها بعدم حدوث اى صوت ، و سمعته يقول : تمام يا زيد باشا هنكون عندك فى المعاد و ما ان اغلق الهاتف قال : جوزك المجنون ده ناوى يهد كل حاجة قبل الاوان لتقص عليه تالا ماحدث بين مدكور و مراد بعد انصرافه فقال سليمان بسعادة : مراااااد ده ولد ، ياما كان نفسى ان هو اللى يتجوزك مش المخبل التانى ده تالا : ماقلنا هانت يا دادى مدكور : ماشى .. اما اشوف اخرتها .. و ياللا بينا عشان زيد فى انتظارنا اما رهف فبعد الافطار طلبت من تميمة ان تلهو بالقرب منها بالحديقة حتى تنتهى من الاستذكار ، و جلست و هى مندمجة مع ما تتلوه عيناها من على شاشة حاسوبها النقال و هى تشعر بمن يراقبها من على بعد ، و عندما التفتت بعينيها اصطدمت عيناها بعينا مراد و هو ينظر اليها بوجوم من نافذة سيارته قبل ان يذهب دون حتى ان يودع تميمة كعادته و اثناء شرودها فيما حدث بالامس انتبهت على صوت هاتفها لتجد ان هدى هى المتصلة فاجابتها قائلة : صباح الخير يا هدى ازيك هدى : صباح الخير .. ايه اللى حصل رهف بفضول : حصل ايه فى ايه هدى : جوزك شايط على اخره ، و صحانى من عز النوم الساعة اتنين بالليل رهف : و قال لك ايه هدى : و لا حاجة رهف : يعنى كان مصحيكى عشان يسمعك سكاته هدى : واضح انه حس انه اتسرع او ان الوقت مش مناسب لما سمع صوتى و لقانى نايمة فقفل معايا على اساس هيكلمنى الصبح تانى ، فقلت اكلمك الاول افهم منك اللى حصل قبل ما يكلمني تانى رهف بتنهيدة حارة : شكلى عكيت الدنيا ، بس ماكنتش عارفة اعمل ايه هدى : ايه اللى حصل رهف : هحكيلك اما لدى مراد بمكتبه ، كان انور يقول له بعتاب : مانت برضة غلطان يا مراد مراد بغضب : غلطان ليه بقى .. هو انا عملت لها حاجة انور بامتعاض : مانت عشان ماعملتلهاش حاجة يا قفل مراد بتحذير : ما تحترم نفسك انور : يا ابنى انت مش عاوز تفهم ابدا ، هو انا مش فهمتك قبل الفرح انك لازم تطمنها و تحتويها مراد بدفاع : مانا اتكلمت معاها و فهمتها و احنا فى الطيارة من قبل حتى مانوصل تركيا والدنيا كانت زى الفل مش عارف ايه اللى حصل تانى انور : انا اقول لك اللى حصل تانى ، اللى حصل يا سيدى انك ماعرفتش تعيش مراد بعدم فهم : تقصد ايه انور بقلة حيلة : انا مش عارف هفضل اعلم فيك لحد امتى .. يابنى افهم .. هو ربنا لما قال ؛ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ؛ كان يقصد ايه ، ربنا كان يقصد بالسكن السكينة يا مراد ، الود يا حبيبى ، المودة و الالفة ، الست بتبقى طول اليوم مستنية جوزها يحتويها و يطبطب عليها .. يقول لها كلمة حلوة ، مش مجرد انه يروح البيت و يقيم معاها فى نفس المكان مراد : و هو انا فاضى انى كل يوم ارجع اقعد اطبطب و افكر فى كلام حلو يتقال انور بامتعاض : هتفضل طول عمرك جلنف ، هو لازم تقعد تقوللها من حبك مابنامش الليل مراد : اومال انت تقصد ايه انور : يا ابنى افهم ، ده انت حتى ممكن وقت الاكل تسألها و تقول لها عاملة ايه او حتى عملتى ايه النهاردة ، اعرف كويسة و اللا لا و اللا محتاجة حاجة و اللا لا طب اديك عرفت ان خلاص معاد مناقشة الرسالة بتاعتها اتحدد ، سالتها ان كانت جاهزة و اللا لا ، خايفة و اللا متطمنة ، فى ايه يا مراد .. مش للدرجة دى يا اخى مراد : مانت عارف انى طول عمرى ماليش فى المواضيع دى و المفروض هى تتعود على طبعى ده انور بتهكم : طب ماتتعود انت مراد : اتعود على ايه بقى مش فاهم انور : اعتبر ان طريقة معاملتها اليومين اللى فاتوا دول ان هو ده طبعها و اتعود عليه مراد باعتراض : لا طبعا مش طبعها ، رهف طول عمرها بتهتم بيا حتى من قبل جوازنا ، اى نعم كنت اوقات احس انها بتخاف منى و بتتجنبنى ، بس كانت برضة بتهتم بيا انور : انت انانى على فكرة ، عاوز تاخد و بس من غير ماتدى اى حاجة فى المقابل ، طب اديك طول عمرك بتاخد اللى هى بتديهولك من غير حتى كلمة شكر ، و لما هى قطعت عنك اللى كانت بتعمله يومين اتنين محسسنى انها ارتكبت فى حقك جناية طب هى !! .. مافكرتش احساسها ايه و انت بتتعامل معاها اكن مالهاش اى حقوق عندك من الاساس و انها المفروض كمان تبقى ممنونة لك و مستنية رضاك تصدق البت امينة كان عندها حق اما كانت دايما تقوللى هولاكو هيفضل هولاكو و عمره ماهيتغير بس نصيحة يا صاحبى هقولهالك و اخلص ذمتى من ربنا .. رهف بتحبك صحيح .. بس لو خسرت قلبها و اتقفل من ناحيتك مش هتعرف ابدا تكسبه من تانى الفصل السابع عشر من هنا |
رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي
تعليقات