رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي



رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي 






لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

16
#وانقطعت الخيوط 
الفصل السادس عشر
بعد انتهاء حفل الاستقبال و عودة الجميع الى قصر العزيزى قال سليمان موجها حديثه لمدكور بفضول : انما يا مدكور انت ليه رفضت العملية دى مع انها كانت هتنقل الجروب عندك نقلة كبيرة و هتفتحلك افاق جديدة قدامك سنين على ماتقدر توصل لها
مدكور : مانت عارفنى يا سليمان … مابحبش الشغل اللى بيبقى له ريحة وحشة 
سليمان بفضول : تقصد ايه
سليمان و هو يتجه تجاه الدرج : اقصد انك اكيد انت كمان عملت عن اللى اسمه زيد ده سيرش زى ما انا عملت بالظبط ، و اكيد برضة عرفت الكلام اللى بيتقال عليه زى مانا عرفت بالظبط
سليمان : و افرض .. هو انت هتناسبه
ليلتفت له مدكور قائلاً : يا سيدى لا اناسبه و لا يناسبنى .. حلال عليك العملية .. مبروك ، اما انا بقى .. فمحتاج انى افلتر الناس اللى بشتغل معاهم الفترة اللى جاية … تصبحوا على خير 
و التفت مرة اخرى تاركا اياهم و ذهب الى الاعلى ، لتلحقه رهف بعد ان القت عليهم تحية المساء ، ليلحق بها مراد هو الاخر بعد ان فعل بالمثل ، لتنظر تالا الى سليمان قائلة بابتسامة واسعة : مبرووك يا دادى 
سليمان بتردد : الله يبارك فيكى يا بيبى ، بس مش عارف ليه حاسس ان مدكور مش طبيعى 
تالا : ليه بتقول كده 
سليمان بحيرة : مش عارف .. بس فجأة كده يتخلى عن عملية بملابين بالشكل ده 
تالا بامتعاض : مانت خلاص عرفت دماغه عاملة ازاى 
سليمان بتفكير : و ايه حكاية انه هيفلتر الناس اللى بيشتغل معاهم دى كمان .. تفتكرى يقصدنا بكلامه ده
تالا : مش عارفة ، بس حتة خروجه و بعده عن المشروع ده مصلحه ، و احسن حاجة انها جت منه ، ماحنا كنا لسه امبارح بنفكر نبعده ازاى 
سليمان : ده انا قلت هنتعب اوى على مانعرف نعمل كده و كنت مفكر ان غالبا هنفشل فى اننا نوصل للى عاوزينه
تالا : بس تفتكر اللى اسمه زيد ده ازاى يبقى معروف عنه نشاطه فى السلاح بالشكل ده و يبقى بيتعامل كده عادى و سايبينه يدخل و يخرج البلد بالشكل ده
سليمان : طالما ماحدش عرف يمسك عليه حاجة هيعملوا ايه يعنى
تالا بتفكير : بس ممكن يكون متراقب مثلا 
سليمان : تؤ .. اللى زى زيد ده بيبقى مسنود و علاقاته دايما بتبقى حامياه ، و اديكى شوفتى ، يوم ما شفناه فى مصر شفناه فين .. مع جاسر علم الدين اللى اتضح انه مش قليل ابدا 
تالا : يعنى …
سليمان : يعنى محتاجين نمسك فى العملية دى بايدبنا و اسناننا ، و عاوز همتك مع زيد ، انا لاحظت انه ماشالش عينه من عليكى طول السهرة ، و اهى فرصة ان مدكور مش هيبقى موجود 
تالا بخبث : داكور يا دادى .. مش عايزاك تقلق خالص
……………
اما بالاعلى .. فما ان دلفت رهف الى غرفتها الا و وقعت عيناها على فراشها و هى تبحث عن تميمة و لكنها لم تجدها .. لتستدير عائدة الى الخارج للبحث عنها و لكنها وجدت مراد فى وجهها قائلا : لو بتدورى على تميمة فماتقلقيش ، انا خليت دادة زينب تاخدها عندها الليلة دى 
رهف بفضول : تاخدها معاها فين 
مراد و هو يدلف الى الداخل و يغلق الباب خلفه : تاخدها عندها يا رهف
رهف : تقصد ان تميمة بايتة النهاردة فى بيت دادة زينب 
مراد : ايوة .. مع دادة و امينة ماتقلقيش
رهف بضيق : بس انا كنت متفقة مع دادة انها هتفضل معاها لغاية ما تنام و تسيب حد من الشغالين جنبها على ما نرجع من برة 
مراد : عارف .. بس انا قلت كده احسن ، عشان لو قلقت قبل مانرجع ماتخافش 
رهف بقلق و هى تتلفت حولها : و ممكن برضة مايجيلهاش نوم و هى بعيد عنى 
مراد ضاحكا : يعنى جالها نوم بعيد عن هدى اللى هى مامتها ، و مش هيجيلها نوم و هى بعيد عنك يا رهف
رهف و هى تتجه نحو الباب : انا هبعت السواق يجيبها
لتقف مكانها فجأة عندما امسكها مراد بحزم و هو ينظر اليها بتركيز و كأنه امام لغز كبير يريد حله و قال : مالك
رهف بلجلجة : مااالى
مراد باستنكار : مش عارفة مالك .. مش حاسة باللى بتعمليه
رهف و هى تدعى عدم الادراك : بعمل ايه مش فاهمة 
ليترك مراد يدها و يجلس على حافة الفراش قائلا : مش فاهمة و اللا مش فارقة 
رهف : تقصد ايه
مراد : مش واخدة بالك انى من ساعة ماجيت و انتى بتتحججى بوجود تميمة عشان يبقى كل واحد مننا فى اوضة و كمان سافرتى و جيتى هنا من غير حتى ماتكلفى نفسك و تدينى خبر ، و لا اكن فارق معاكى وجودى من عدمه
رهف و هى تدعى عدم المبالاة : ازاى بقى الكلام ده .. انا قلت لهدى تبلغك انى مسافرة
لينظر لها مراد بعدم تصديق قائلا : هدى !! .. ده على اساس ان هدى هى اللى مراتى و اللا انتى 
رهف : انا طلبت من هدى ان هى اللى تبلغك عشان عارفة ان هدى طول عمرها اهم شخصية فى حياتك 
مراد : بس انتى مراتى ، يعنى المفروض ماتتحركيش غير بمعرفتى و بموافقتى كمان ، ماينفعش اصحى الصبح اعرف انك سافرتى 
رهف : ايوة .. بس انا سافرت عشان رسالتى مش عشان حاجة تانية ، يعنى حاجة مهمة و مهمة جدا كمان .. ده مستقبلى 
مراد : و انا ما منعتكيش عن مستقبلك يا رهف ، انا بس عاوز افهم
رهف : تفهم ايه
مراد : افهم تصرفك ده كان ناتج عن عدم اهتمامك بمعرفتى و اللا عدم فهم منك فعلا للى المفروض كنتى تعمليه
رهف بجمود : انا ماعملتش اكتر من اللى انت بتعمله يا مراد ، انت قلتهالى قبل كده و اكدتها من تانى بالكلام و الفعل 
مراد : هو ايه ده اللى انا قلته و اكدته انا مش فاهم حاجة 
رهف : ان شغلك اهم حاجة بالنسبة لك 
مراد : و ده دخله ايه باللى حصل 
ىهف : دخله انى بحاول اعمل زيك .. بحاول املى وقتى زيك بالظبط عشان ما احسش انى عبء عليك يا مراد 
مراد باستنكار : عبء عليا !!! ، ايه الكلام الفارغ ده
رهف : مش كلام فارغ ابدا .. انت قادر تملى وقتك بالكامل بالشغل لدرجة ان ماعندكش اى وقت لاى حاجة تانية جنبه ، لدرجة انى لما حاولت اتكلم معاك كان ردك انك لما تبقى تفضى هتبقى تاخدنى و نسافر ، اكنى واحدة دماغها فاضية ماوراهاش غير السفر و الفسح و كان معنى كلامك ان على ما ده يحصل المفروض انى ابقى راضية و صابرة ، رغم انى ماطلبتش منك اى حاجة ، انا كل اللى عملته وقتها انى كنت عاوزة افهم .. و فهمت
مراد : و ايه بقى اللى فهمتيه
رهف بجمود : ان شغلك مهم و انه مالى كل وقتك لدرجة انك اصلا مش واخد بالك من اللى بيحصل حواليك .. ممكن افهم بقى انت ليه زعلان من انى بعمل زيك ، رغم انى مشاغلى اكتر منك بمراحل .. انا عندى رسالة الدكتوراة و كمان الاتيلية ، فى حين انك يا دوب شغل المجموعة و اللى كمان بابا معاك فى كل الشغل ده خطوة بخطوة
ليقف مراد مشدوها لا يدرى إجابة على كلماتها ففى لحظة قلبت المائدة لتصبح له الند بالند و ليست مجرد زوجة 
و عندما طال صمته عادت اتجاه الباب قائلة : انا هبعت السواق يجيب تميمة
و هنا لم يستطع مراد الصمت اكثر فقال : عشان اروح انام فى اوضتى مش كده 
لتقف رهف دون ان تجرؤ على النظر اليه فاتجه اليها مراد و وقف امامها و قال متسائلا بصيغة تأكيد : مش عاوزانى افضل معاكى فى نفس الاوضة .. مش كده 
و عندما لم يتلقى منها اى اجابة قال بوجوم : مش محتاجة تتعبى نفسك و تصحى البنت فى وقت زى ده ، انا راجع اوضتى ، تصبحى على خير
ليتركها و يذهب الى غرفته القديمة بينما جلست رهف و هى شاحبة الملامح و لا تدرى ان كان ما حدث هو الصواب ام العكس
اما مراد فعاد الى غرفته و الحنق يملأ نفسه و عقله ، و كانت انفاسه تتلاحق نتيجة كبت غضبه ، فكان يشعر باهانة ليس بعدها اهانة ، فقد شعر برفض رهف له و اصرارها على رفضه دون مواربة او محاولة الانكار ، و لكنه فى تلك اللحظة تذكر حوارهما معا و الذى كان الحوار الاخير لهما قبل ان تتحول مئة و ثمانون درجة .. فهل كان هذا الحوار هو السبب ، هل فهمت حديثه لها على انه رافضا لها فحثتها كرامتها ان تفعل المثل ، ام ان تصرفها ذلك ناتجا عن شئ اخر لا يعلم عنه شيئا ، و لم يشعر بنفسه الا و قد امسك الهاتف و قام بمهاتفة هدى التى اجابته بصوت ناعس قائلة بقلق : مراد .. فى حاجة و اللا ايه .. تميمة كويسة 
مراد بتنهيدة حانقة : تميمة كويسة ماتقلقيش ، حقك عليا ، كلمتك من غير ما ابص فى الساعة .. كملى نومك و هبقى اكلمك الصبح
هدى بقلق و هى تعتدل فى الفراش : مالك يا مراد ، صوتك مايطمنش
مراد و هو ينفخ بقوة : كملى نوم يا حبيبتى و هكلمك تانى الصبح .. تصبحى على خير ، و اغلق الهاتف قبل ان يعطيها اى فرصة للجدال 
اما باليوم التالى فكان الجميع يلتف حول مائدة الافطار و قد فرغ معظمهم من طعامه و كانوا يرتشفون القهوة فى صمت مطبق حتى قال سليمان : طب دلوقتى المفروض هنروح الموقع الاول و اللا المجموعة عند جاسر الاول 
مدكور : براحتك يا سليمان .. انا جالى تليفون مهم و لازم انزل القاهرة حالا
تالا بذهول : هتنزل القاهرة دلوقتى حالا
مدكور : ايوة .. و انتى شوفى اللى يريحك ان كنتى هتيجى معايا و اللا هتستنى مع دادى و ترجعى معاه
تالا بتملق : لو عليا طبعا اجى معاك يا حبيبى ، بس طبعا انت عارف الشغل و عارف انى ماقدرش اسيب دادى فى وقت زى ده 
مدكور و هو يغادر المائدة : خلاص براحتك
لتنهض رهف خلف ابيها قائلة بقلق : بابا .. هتقدر ترجع تحضر المناقشة بتاعتى 
مدكور بابتسامة : اكيد المرة دى مش هفوتها ، ماتقلقيش 
ثم التفت لمراد قائلا : انا عاوز اقعد معاك شوية قبل ما انزل القاهرة يا مراد و كلملى انور خليه يجيني حالا و معاه كل مايخص مشروعنا مع جاسر 
مراد : حاضر يا عمى 
لينهض سليمان لاحقا بمدكور و هو يستدعى تالا بعينيه ان تلحق بهما و ما ان دلف مدكور الى غرفة المكتب حتى كان سليمان و تالا خلفه و قال سليمان بريبة : هو فى حاجة حصلت فى المشروع و اللا ايه
ندكور : ابدا .. انا بس عاوز اشوف الدنيا وصلت لاية و قدامنا اد ايه على مانخلص 
سليمان : مانت عارف زى مانا عارف ان لسه قدامنا حوالى خمس شهور 
مدكور : ايوة عارف .. بس …..
سليمان بحث : بس ايه ماتفهمنى بتفكر فى ايه و تشركنى معاك ، هو احنا مش شركا فى كل حاجة و اللا ايه
ليدخل عليهم مراد و قتما قال مدكور : ما دى الحكاية اللى كنت عاوز اكلمكم بخصوصها
تالا : فى ايه يا مدكور .. ماتتكلم على طول 
مدكور : الحقيقة انا قررت انى اعتزل كل حاجة 
سليمان : يعنى ايه تعتزل 
مدكور : يعنى اعيش اللى باقى من عمرى من غير وجع دماغ .. كفاية كده 
تالا : و هتسيب المجموعة لمين يديرها
مدكور : البركة فى مراد بقى ، هو اللى بقى عارف كل حاجة رايحة فين و جاية منين و انا كفاية عليا لحد كده
مراد و هو يضع بعض الاوراق امام مدكور : ربنا يديك الصحة يا عمى .. انت الخير و البركة  
لتتبادل تالا نظرات الحنق المتوارية مع سليمان بينما قال سليمان : و ايه اللى خلاها تطلع فى دماغك كده فجأة ، و كمان ايه علاقة ده بانك عاوز تراجع مشروع جاسر 
مدكور : مش عاجبنى اللى بقى فى الوسط يا سليمان ، و لا عاجبنى طريقة الشغل ، اما بقى جاسر .. فاخر حاجة عاوز اعملها قبل ما اسيب كل حاجة لمراد انى اخلى ده يبقى اخر مشروع بين العزيزى و علم الدين 
سليمان بحدة : انت بتتكلم اكن الشغل كله بتاعك لوحدك ، انت ناسى انى شريكك فى كل حاجة و المفروض انك ترجعلى قبل ماتتصرف اى تصرف 
مدكور بحزم : انت اللى نسيت انك شريكى فى المشروع و بس مش فى المجموعة يا سليمان و انا بتكلم عن شغل المجموعة مش عن المشروع
سليمان : بس بعد جوازك من بنتى المجموعتين بقم حاجة واحدة 
مدكور بهدوء : ده فى خيالك انت بس ، الامانى وديتك بعيد شوية ، انما مجموعة الانصارى شئ و مجموعة العزيزى شئ تانى 
تالا بمهادنة : دادى يقصد ان الناس بتتعامل مع المجموعتين اكنهم واحد ، و مش متصور انك فعلا هتسيب الشغل و مش هتبقى معاه بعد كده 
مدكور بابتسامة لعوب : مانا لازم ابص لروحى و اعيش اللى باقى منه و اتفرغ شوية لحياتنا و اللا ايه
لتنظر اليه تالا باحباط بينما يقول سليمان : انا برضة مافهمتش انت عاوز توقف التعامل مع جاسر ليه
مدكور : جاسر داخل فى سكة جديدة انا ماليش فيها و مابحبهاش
سليمان : كل واحد حر ، انت ليك شغلك و هو له شغله
مدكور بنظرة تحدى : اديك قلتها هو حر .. و كل واحد حر يا سليمان ، و انا شايف ان كل واحد يعمل اللى يريحه ، و انت كمان 
سليمان بتوجس : انا كمان ايه 
مدكور : انت كمان لازم تشوف حد تانى غير مجموعة العزيزى تشاركه فى مشاريعك اللى جاية 
سليمان : انت تقصد ايه بكلامك ده فهمنى .. انت مش عاوز يبقى فى تعاون بين مجموعتى و مجموعتك بعد كده 
مراد : لا طبعا ازاى الكلام ده .. اكيد عمى مايقصدش كده 
سليمان بضيق و هو يتجه للخارج : انا طالع اجيب تليفونى عشان نسيته فوق
ليتركهم و يذهب الى الاعلى بينما تقول تالا لمدكور بنبرة عتاب : كده برضة يا مدكور ، انا حاسة ان دادى زعل منك
مراد : اكيد عمى ما يقصدش اللي فهمناه يا تالا 
مدكور بتصميم : لا اقصد يا مراد
مراد : اسمحلى يا عمى اختلف مع حضرتك .. احنا من زمان و معظم شغلنا مع مجموعة الانصارى لحد ما معظم الشركات فعلا بقوا بيتعاملوا معانا على اننا واحد ، و ده ادالنا ثقل معين فى المنطقة العربية كلها ، يبقى ايه اللى هيخلينا نخلف ده دلوقتى 
مدكور : انا شايف ان ده افضل لنا 
مراد : اسمحلى يا عمى .. حضرتك قلت انك هتسيبنى انا ادير المجموعة بطريقتى 
مدكور : تقصد ايه
مراد بتردد و هو يتهرب بعينيه من مدكور : اقصد ان ياريت حضرتك تسيبينى اديرها بطريقة تعلى اسمها اكتر .. ماتقللوش ابدا 
مدكور : و هو انا كلامى ده هيقلل من اسمها يا سى مراد
مراد بحمحمة : العفو يا عمى .. هو انا كلامى ييجى ايه جنب كلام حضرتك ، بس انا اقصد اننا لما فجأة كده نوقف التعامل مع جاسر و كمان مع مجموعة الانصارى هيحصل دروب جامد فى تعاملاتنا و شغلنا ، و اعتقد ان ده نفس الكلام اللى كان سليمان بية يقصد يقولهولك ، و انا شايف ان حضرتك احرجته جامد 
مدكور بحدة مكبوتة : انت مش فاهم حاجة ، و انا مش هقدر اوضح اكتر من كده 
مراد : معلش يا عمى من فضلك ادينى فرصتى اثبتلك انى اقدر اوزن الامور كويس 
مدكور : عموما انا قلت لك اللى عندى و انت حر  
مراد : شكرا يا عمى .. و مش عاوزك تقلق خالص
مدكور بحزم: اهم حاجة انا مش عاوز شغل مع اللى اسمه زيد ده نهائى 
مراد : رغم انى شايفها خسارة كبيرة بس مش هقدر اكسر كلامك اللى انت قلته له امبارح 
كانت تالا تتابع حديث مراد مع مدكور بصبر بالغ و هى تريد الوصول الى نهاية الجدال لتعلم لمن الغلبة فى النهاية ، و بعد ان فرغا من حديثهما قالت لمراد : بما ان انت اللى هتدير كل حاجة من هنا و رايح ، فانا هطلع ابلغ دادى بالكلام ده و احاول اراضيه بعد الكلمتين اللى سمعهم من مدكور
لتلحق بابيها بالاعلى و ما ان دلفت عليه الا و وجدته يتحدث بالهاتف و اشار لها بعدم حدوث اى صوت ، و سمعته يقول : تمام يا زيد باشا هنكون عندك فى المعاد  
و ما ان اغلق الهاتف قال : جوزك المجنون ده ناوى يهد كل حاجة قبل الاوان 
لتقص عليه تالا ماحدث بين مدكور و مراد بعد انصرافه فقال سليمان بسعادة : مراااااد ده ولد ، ياما كان نفسى ان هو اللى يتجوزك مش المخبل التانى ده 
تالا : ماقلنا هانت يا دادى 
مدكور : ماشى .. اما اشوف اخرتها .. و ياللا بينا عشان زيد فى انتظارنا 
اما رهف فبعد الافطار طلبت من تميمة ان تلهو بالقرب منها بالحديقة حتى تنتهى من الاستذكار ، و جلست و هى مندمجة مع ما تتلوه عيناها من على شاشة حاسوبها النقال و هى تشعر بمن يراقبها من على بعد ، و عندما التفتت بعينيها اصطدمت عيناها بعينا مراد و هو ينظر اليها بوجوم من نافذة سيارته قبل ان يذهب دون حتى ان يودع تميمة كعادته و اثناء شرودها فيما حدث بالامس انتبهت على صوت هاتفها لتجد ان هدى هى المتصلة فاجابتها قائلة : صباح الخير يا هدى ازيك
هدى : صباح الخير .. ايه اللى حصل 
رهف بفضول : حصل ايه فى ايه
هدى : جوزك شايط على اخره ، و صحانى من عز النوم الساعة اتنين بالليل
رهف : و قال لك ايه
هدى : و لا حاجة
رهف : يعنى كان مصحيكى عشان يسمعك سكاته
هدى : واضح انه حس انه اتسرع او ان الوقت مش مناسب لما سمع صوتى و لقانى نايمة فقفل معايا على اساس هيكلمنى الصبح تانى ، فقلت اكلمك الاول افهم منك اللى حصل قبل ما يكلمني تانى 
رهف بتنهيدة حارة : شكلى عكيت الدنيا ، بس ماكنتش عارفة اعمل ايه 
هدى : ايه اللى حصل 
رهف : هحكيلك 
اما لدى مراد بمكتبه ، كان انور يقول له بعتاب : مانت برضة غلطان يا مراد 
مراد بغضب : غلطان ليه بقى .. هو انا عملت لها حاجة 
انور بامتعاض : مانت عشان ماعملتلهاش حاجة يا قفل 
مراد بتحذير : ما تحترم نفسك 
انور : يا ابنى انت مش عاوز تفهم ابدا ، هو انا مش فهمتك قبل الفرح انك لازم تطمنها و تحتويها 
مراد بدفاع : مانا اتكلمت معاها و فهمتها و احنا فى الطيارة من قبل حتى مانوصل تركيا والدنيا كانت زى الفل مش عارف ايه اللى حصل تانى 
انور : انا اقول لك اللى حصل تانى ، اللى حصل يا سيدى انك ماعرفتش تعيش
مراد بعدم فهم : تقصد ايه
انور بقلة حيلة : انا مش عارف هفضل اعلم فيك لحد امتى .. يابنى افهم .. هو ربنا لما قال ؛ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ؛ كان يقصد ايه ، ربنا كان يقصد بالسكن السكينة يا مراد ، الود يا حبيبى ، المودة و الالفة ، الست بتبقى طول اليوم مستنية جوزها يحتويها و يطبطب عليها .. يقول لها كلمة حلوة ، مش مجرد انه يروح البيت و يقيم معاها فى نفس المكان 
مراد : و هو انا فاضى انى كل يوم ارجع اقعد اطبطب و افكر فى كلام حلو يتقال 
انور بامتعاض : هتفضل طول عمرك جلنف ، هو لازم تقعد تقوللها من حبك مابنامش الليل
مراد : اومال انت تقصد ايه 
انور : يا ابنى افهم ، ده انت حتى ممكن وقت الاكل تسألها و تقول لها عاملة ايه او حتى عملتى ايه النهاردة ، اعرف كويسة و اللا لا و اللا محتاجة حاجة و اللا لا 
طب اديك عرفت ان خلاص معاد مناقشة الرسالة بتاعتها اتحدد ، سالتها ان كانت جاهزة و اللا لا ، خايفة و اللا متطمنة ، فى ايه يا مراد .. مش للدرجة دى يا اخى 
مراد : مانت عارف انى طول عمرى ماليش فى المواضيع دى و المفروض هى تتعود على طبعى ده
انور بتهكم : طب ماتتعود انت 
مراد : اتعود على ايه بقى مش فاهم 
انور : اعتبر ان طريقة معاملتها اليومين اللى فاتوا دول ان هو ده طبعها و اتعود عليه
مراد باعتراض : لا طبعا مش طبعها ، رهف طول عمرها بتهتم بيا حتى من قبل جوازنا ، اى نعم كنت اوقات احس انها بتخاف منى و بتتجنبنى ، بس كانت برضة بتهتم بيا 
انور : انت انانى على فكرة ، عاوز تاخد و بس من غير ماتدى اى حاجة فى المقابل ، طب اديك طول عمرك بتاخد اللى هى بتديهولك من غير حتى كلمة شكر ، و لما هى قطعت عنك اللى كانت بتعمله يومين اتنين محسسنى انها ارتكبت فى  حقك جناية 
طب هى !! .. مافكرتش احساسها ايه و انت بتتعامل معاها اكن مالهاش اى حقوق عندك من الاساس و انها المفروض كمان تبقى ممنونة لك و مستنية رضاك 
تصدق البت امينة كان عندها حق اما كانت دايما تقوللى هولاكو هيفضل هولاكو و عمره ماهيتغير 
بس نصيحة يا صاحبى هقولهالك و اخلص ذمتى من ربنا .. رهف بتحبك صحيح .. بس لو خسرت قلبها و اتقفل من ناحيتك مش هتعرف ابدا تكسبه من تانى


الفصل السابع عشر من هنا 





تعليقات



×