رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميمي عوالي



رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميمي عوالي 






 ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا 
غير مسموح بنقل الرواية او نشرها باى مكان اخر دون الرجوع لى وشكرا
15
#وانقطعت الخيوط
الفصل الخامس عشر 
ظل مراد يتقلب على فراشه معظم الليل بعد ان اصابه ارقا لم يعرفه من قبل ، فكلما حاول الخلود الى النوم كان يتذكر كلمات احمد فيذهب فى حوار طويل مع نفسه و هو يحاول الوصول الى اجابة .. و لكنه كان يريد اجابة لسؤاله هو نفسه و ليس لسؤال احمد ، فقد وجه سؤالا الى نفسه لم يستطع الاجابة عليه .. و كان سؤاله التالى .. اذا كان بعد رهف عنه قد اثار غضبه و حنقه ايضا ، فهل بعده عن رهف يثير بداخلها ايضا هذا الغضب ، هل يملأها الحنق هى الاخرى بسبب ابتعادهما ، و لكن كيف ان تكون حانقة فى حين انها لم تكترث به من الاساس و لم تولى اخباره بسفرها اى اهتمام .. فأين ذهب شغفها به الذى كان يستشعره منذ سنوات رغم جموده المقابل .. كان يستشعر اهتمامها المغلف بالخشية و الرهبة رغم اهماله الغير مبرر .. الا انها لم تتوقف لحظة عن اداء دورها باتقان شديد .. فماذا حدث .. لماذا انقلبت تلك الموازين التى حكمت علاقتهما طوال تلك السنوات رأسا على عقب ، ليظل طوال ليلته فى نقاش طويل مع نفسه ابعد النوم عن جفنيه حتى الصباح
و فى الصباح .. هبطت هدى من غرفتها بصحبة تميمة لتتفاجئ به قد اوشك على انهاء قهوته فقالت بدهشة : يا صباح النشاط و الحيوية ، انت صحيت امتى 
مراد و هو يقبل تميمة فى حين يرتسم الارهاق بوضوح على محياه : صباح الخير .. صحيت من بدرى قلت اشوف اللى ورايا عشان الحق اسافر مع عمى 
هدى بخبث : قررت تسافر لها يعنى 
مراد دون ان ينظر اليها : عندنا ميتنج مهم هنحضره مع شراكاتنا هناك 
هدى بمكر : امممممم .. ميتنج .. قلتلى ، بس انت شكلك مانمتش كويس يا مراد ، او يمكن مانمتش خالص
مراد : ااه يعنى ، كنت بظبط شوية حاجات كده عشان الشغل
هدى : و هتسوق ازاى لحد اسيوط و انت مانمتش كده ، طب ماتسافر انت طيران زى رهف 
مراد و هو ينهض مودعا اياهم : مانتى عارفة مابستغناش عن العربية هناك ، بس ماتقلقيش .. هاخد معايا حد يسوقلى العربية ، ياللا انا همشى بقى و هشوفك اكيد قبل ما اسافر 
هدى : ماشى يا حبيبى ، ابقى كلمنى بقى عشان تعرف احنا فين 
تميمة : هو انت رايح عند رهف يا خالو
مراد بابتسامة حانية : ااه .. تيجى معايا 
لتنظر تميمة الى امها قائلة برجاء : عاوزة اروح لرهف
هدى لمراد بتأنيب : عاجبك كده .. اديك شبطتها 
مراد : و ايه المشكلة ، سيبيها تيجى معايا على الاقل تريحك شوية  
تميمة بمحايلة : ااه يا مامى عشان خاطرى عاوزة اروح عند رهف
مراد : خلاص يا هدى جهزيلها شنطة صغيرة و هاخدها معايا 
هدى : مين بس فاضيلها هناك يا مراد 
مراد : يا ستى ماتشغليش دماغك ، و بعدين دادة زينب هناك بالدنيا كلها 
هدى : عندك حق ، بس خايفة تزن و تقوللكم اروح لمامى هتعملوا ايه بقى ساعتها
تميمة : لا يا مامى وعد مش هعمل وحاشة و مش هزن ، و هخلى الفون بتاعى على طول مفتوح معاكى لحد اما انام 
هدى باستسلام : خلاص ماشى .. انا مش هنزل الاتيلية لحد ما ترجع اكون جهزتها
لتصعد هدى الى غرفتها لتجهيز حقيبة تميمة و تقوم بمهاتفة رهف التى اجابتها سريعا قائلة : صباح الخير 
هدى : صباح المفاجآت 
رهف بفضول : خير .. مفاجآت ايه دى يا ترى على الصبح
هدى بمرح : الظاهر ان جوزك مش قادر على بعادك فقرر يجيلك مع عمو 
رهف بتوتر : هو قال لك حاجة 
هدى : لا .. كل اللى قاله انه مسافر مع عمو عشان عندهم ميتنج مهم لازم يحضره .. بس المهم بقى ان الست تيمو شبطت فيه لما عرفت انه مسافرلك و صممت تجيلك معاه
رهف : يا اهلا بيها هتنور و هتسلينى 
هدى بتحذير : خدى بالك .. انا مش عاوزاه يلاقيكى عندك وقت فراغ ، يعنى عاوزاه يشوفك بالصدفة .. فهمانى 
رهف : ماتقلقيش .. بس عاوزاكى تبعتى جهاز الديكت بتاع تيمو معاها عشان ابقى متابعاها باستمرار لو انشغلت عنها شوية و انا بذاكر 
هدى بتفكير : تصدقى صح .. برافو عليكى ، هحطهولها حالا فى الشنطة بس اوعى ترجعلى من غيره ، و اهو تبقى انتى معاها من ناحية و انا على التليفون من ناحية 
رهف : بس ماقلتيليش .. مراد قال لك اى حاجة عليا
هدى : امبارح احمد كان بيكلمنى و اخد الفون يسلم عليه و رماله كلمتين كده حاله اتقلب بعدهم 
رهف بفضول : كلمتين ايه دول 
هدى : يعنى عن حاله بعد الجواز و انه اكيد مابقاش يقدر يبعد عنك
رهف : و حاله اتقلب بعدها ازاى يعنى 
هدى : تحسيه قفش كده و راح مدينى الفون و سابنى و طلع عشان ينام ، واما صحيت النهاردة لقيته صحى و فطر و كان بيشرب القهوة كمان ، و شكله مانامش كويس .. و اما سألته قاللى انه كان بيخلص شوية شغل 
رهف: مراد عمره ما اخد معاه شغل فى اوضة النوم
هدى ضاحكة : طب ما انا عارفة .. بس عملت روحى مصدقاه .. المهم انا مش عاوزاكى تنسى اللى اتفقنا عليه
رهف : حاضر .. مش هنسى ماتقلقيش
………………
كانت رهف قد اشرفت على تجهيز الغداء بمساعدة زينب ، و قامت بتجهيز حالها و الاعتناء بمظهرها فوق العادة انتظارا لقدوم زوجها و ابيها و من بصحبتهما
و كان مدكور هو اول الوافدين بصحبة تالا و سليمان .. فرحبت بهم رهف و ارتمت بأحضان ابيها بشوق حقيقى قائلة : ازى حضرتك يا بابا .. وحشتنى 
مدكور : لو كنت وحشتك صحيح كنتى جيتى تشوفينى ، لكن الظاهر انك خلاص استغنيتى عنى 
رهف : عفوا يا بابا .. هو انا اقدر استغنى عن حضرتك برضة ، ده انا ماليش غيرك
تالا : ازيك يا رهف ، ده انا قلت انك مش هتهوبى ناحية الصعيد تانى  
رهف : ماحدش بيقدر يخلع نفسه من جدوره يا تالا ، و هنا جدورى كلها
سليمان : الحقيقة الجو هنا جميل جدا 
تالا بسخرية : بس تحس انك فى فيلم ابيض و اسود 
رهف : طب هو فى احلى من الافلام الابيض و اسود 
ليدخل عليهم مراد و بيده تميمة قائلا : السلام عليكم 
ليرد الجميع السلام فى حين تجرى تميمة الى احضان مدكور قائلة بسعادة : انا جيت يا جدوووو
ليحتضنها مدكور و يقبلها بسعادة قائلا : اهلا بحبيبة جدو .. ايه المفاجأة الحلوة دى
لتتركة تميمة و تسرع الى احضان رهف و هى تقول : انا جيت مع خالو عشان اقعد معاكى يا رهف
رهف بحب : ده انتى هتنورى رهف يا قلب رهف
اما مراد فبعد ان تبادل السلام و التحية مع مدكور و سليمان و تالا اتجه الى حيث تقف رهف و انحنى مقبلا اياها بجبهتها قائلا ببعض الجمود : ازيك يا رهف
رهف و كأنها ترحب بضيف عزيز : اهلا اهلا يا مراد .. حمدالله على السلامة 
ثم اتجهت بحديثها للجميع و قالت : اتفضلوا كلكم غيروا هدومكم على ما اخليهم يحضروا لنا السفرة ، متهيألى مش محتاجة اعرف حد على مكانه ، و حضرتك يا عمو سليمان الاوضة اللى نزلت فيها قبل كده جاهزة لاستقبال حضرتك 
ثم نظرت لتميمة قائلة : و انتى يا تيمو .. تعالى ياللا نغسل ايدينا و وشنا من تراب السفر و نغير هدومنا و ننزل مع بعض تانى 
لتسرع الى الاعلى بصحبة تميمة الى غرفتها القديمة ، و عندما اتجه الجميع الى اماكنهم وقف مراد بوسط الردهة و هو لا يعرف ان كان يتجه هو الاخر الى غرفته القديمة ام يذهب الى غرفة رهف ، و لكنه قرر ان يذهب الى غرفتها و يدق بابها و عندما أذنت له بالدخول وجدها تلبس تميمة بيدها جهاز الديكت الخاص بها و قالت : اوعى تخلعيه من ايدك عشان ابقى على طول سمعاكى و عارفة انتى فين .. ماشى 
و عندما امائت لها تميمة بالطاعة التفتت لمراد قائلة بعملية شديدة : خير يا مراد كنت محتاج حاجة 
مراد و هو يحاول مدارة ضيقه من معاملتها الجافة له : ابدا .. بس كنت بشوفهم حطولى شنطتى فين 
رهف و هى تنهض من جلستها و تسحب تميمة معها بهدوء: خليتهم يحطوهالك فى اوضتك .. معلش بقى مش هينفع اسيب تميمة تنام لوحدها 
مراد : طب ما ممكن دادة زينب تنام معاها
رهف و هى تتجه للخارج : دادة طلبت منى تبات فى بيتها اليومين دول عشان بتجهز مع امينة حاجتها .. خلاص حددوا جوازهم بعد شهر بالظبط 
مراد باستنكار : انور ماقالليش يعنى
رهف بابتسامة ممزوجة بالمرارة : امينة صممت ان الفرح يبقى بعد مناقشة الرسالة بتاعتى باسبوع عشان ماتسيبنيش لوحدى قبلها .. بعد اذنك انا هنزل اشوفهم جهزوا الغدا و اللا لسه
لتتركه بوسط الغرفة دون ان تنتظر منه اى رد ، ليقف متسائلا بدهشة : من تلك المرأة !!
و قبل ان ينصرف الى غرفته القديمة لمح الجزء الاخر من جهاز الديكت على الفراش فقد غفلت عنه رهف قبل انصرافها فتناوله و دسه بجيب بنطاله و اتجه الى غرفته 
و بعد اقل من نصف الساعة .. كان الجميع يلتف حول مائدة الغداء بقصر العزيزى و كانت رهف تتألق على اكثر من عادتها و تقوم بدورها كسيدة المنزل بجدارة فقال سليمان بمرح : الحقيقة يا رهف انتى لولا مراد خطفك من زمان انا ماكنتش سيبتك ابدا غير اما اتجوزتك .. ده انتى لقطة 
و قبل ان تجيبه رهف قال له مراد بجمود يعلو وجهه : المجاملة ماتوصلش ابدا لكده يا سليمان بية 
سليمان و هو ما زال على مرحه : يا خبر يا خبر .. انا شكلى عكيت الدنيا ، ماتآخذنيش يا مراد انا ما اقصدش حاجة ، انت عارف انى طول عمرى بعتبر رهف زى تالا بالظبط .. يعنى فى عمر بنتى 
قالها سليمان و هو يضغط على مخارج الحروف و كأنه يوجه رسالة الى مدكور يذكره فيها بفارق العمر الشاسع بينه و بين تالا ، و استقبلها مدكور بابتسامة سخرية و انتقل ببصره الى رهف قائلا : ماقلتيليش يا رهف .. المناقشة خلاص كده معادها اتحدد بمعاد نهائى
رهف و هى تطعم تميمة : ايوة يا بابا بعد تسعتاشر يوم بالظبط من النهاردة
مدكور : طب انتى مش محتاجة اى حاجة منى اعملهالك 
رهف بابتسامة امتنان : محتاجة دعواتك 
مدكور : ان شاء الله امتياز زى الماجيستير .. انتى تعبتى و اكيد تعبك ده هتجنيه كويس و تقدرى تحددى اتجاهاتك بعد كده بالظبط
تالا : اهم حاجة انك هتبطلى مذاكرة .. دى لوحدها اكبر حاجة هتحققيها
رهف : و مين قال كده ، انا لو اتعينت فى الجامعة عمرى ما هبطل مذاكرة 
تالا : بس كده مش هيبقى كتير عليكى .. اقصد يعنى الاتيلية المفروض انه واخد كتير من وقتك 
رهف و هى تنظر لمراد بزاوية عينيها : و ده اللى انا بحاول اعمله .. انى املى وقتى بالكامل .. مش عاوزة يبقى عندى اى وقت فراغ 
و اثناء تناولهم القهوة بشرفة القصر قال مراد : جاسر كلمنى و انا جاى فى السكة و قاللى ان فى عميل عندهم عاوز يتعرف عليك يا عمى و بيفكر يتعامل معانا فى كذا مشروع برة مصر و جواها
مدكور : و مين العميل ده 
مراد : زيد السيلامى 
سليمان بانشداه : زيد السيلامى صاحب منتجع ازياد بتاع الامارات  
مراد : تقريبا هو 
مدكور : انت تعرفه يا سليمان
سليمان : و مين ما يعرفوش ، ده اشهر من نار على علم
مدكور : انا ما اعرفوش ، انت اتعاملت معاه يعنى قبل كده
سليمان : الحقيقة لا .. بس ده عاوز يشتغل معاك فى ايه و هو اصلا اكبر منك و منى انا ذات نفسى ، و كمان شغله كله مش فى مصر اصلا
مراد : ماهو ده اللى جاسر قالهولى .. قال انه اتعرف عليه من خلال شغل الاثاث بتاعه ، و قال ان زيد عاوز يعمل منتجع فى مرسى علم يبقى زى ازياد كده و حتى بيفكر يسميه ازياد مصر عشان الناس تبقى عارفة انه تبع ازياد الامارات بس طبعا عاوز شركة كبيرة فى مصر هى اللى تنفذ
مدكور : و هو عاوزنا احنا ننفذ له المشروع
مراد : زيد كان عاوز جاسر اللى ينفذهوله ، بس انت عارف جاسر مابيحبش يطلع برة الصعيد ، و كمان جاسر عارف اننا اشتغلنا اكتر من مرة فى مرسى علم فرشحنا ليه و قال له اننا نعتبر واحد و قاللى انه هيعزمه على العزومة اللى عاملها على شرف سليمان بية بكرة 
سليمان بدهشة : و جاسر يضيع من ايده عملية زى دى لمجرد انه مابيحبش يطلع برة الصعيد
مدكور : جاسر على اد ما بيحب السفر و المغامرة الا انه فى المقاولات بالذات مابيحبش يغامر بيها لانها ميراث العيلة ، لكن لما بيبقى شغل خاص بيه بيدوس و مابيهموش حاجة ، بس ماتستغربش اوى كده ، ياما جه للجروب عندى عمليات كبيرة و كنا بنبعتها لجاسر يقوم بيها هو
كانت رهف اثناء ذلك بالحديقة مع تميمة و هى تلهو معها و تشاركها بعض العابها تحت مراقبة مراد لها من مجلسه ، و بعد برهة تركهم مدكور لاداء الصلاة ليلحق به مراد ليقول سليمان لتالا : ما تيجى نخرج نفعد برة احسن 
ليذهبا الى الحديقة ليجدا رهف تقول لتالا : معلش يا تالا .. ياريت بس تخلى عينك على تيمو على ما اصلى المغرب و اجى 
تالا : ااه طبعا سيبيها ماتقلقيش 
رهف موجهه حديثها لتميمة : خليكى هنا يا تيمو اقعدى ارسمى جنب طنط و جدو على ما اصلى .. ماشى 
تميمة بطاعة : ماشى بس مش تتاخرى 
لتتركهم رهف ليجلسوا باريحية فى حين كان سليمان يتلفت حوله ليتأكد انهم فى منأى عن اى متطفل قد يسترق السمع لهم و هو يقول : احنا هنا ممكن حد يسمعنا
فقالت تالا بطمأنة : ماتقلقش .. احنا فى امان 
سليمان : ايه رايك فى اللى سمعتيه 
تالا بخبث : زيد السيلامى جالنا هدية ملفوفة بورق سوليفان
سليمان : انا اعرف انه له فى الشغل بتاعنا
تالا : انا كمان كنت سمعت الكلام ده ، بس الحقيقة ماحاولتش ادور وراه ، بس اكيد مدكور هيدور وراه
سليمان : انا لازم اخد العملية دى من مدكور باى تمن ، لازم ابقى انا الشريك الاوحد للسيلامى هنا فى مصر 
تالا : الحقيقة مدكور فتح لنا باب نعرف منه ناس هتنفعنا كتير ، رغم انى يوم ورا التانى و زهقى منه بيكبر 
سليمان : عملتى ايه فى الموضوع بتاع الهرمونات
تالا : اول ما نرجع القاهرة هيبقى معايا ، و انا ابتديت استعد له و اخد خطواتى 
سليمان : خطوات ايه دى 
تالا : ابدا ، ابتديت اعوده على كوبابة عصير اناناس فريش قبل النوم 
سليمان : و اشمعنى بقى
تالا : قالوا لى ان الاناناس اكتر طعم قريب من طعم الهرمونات دى فمش هيحس بطعمها لما احطهاله فى العصير 
سليمان : طب مش ممكن يشك فيكى بسبب العصير ده
تالا بخبث : لا .. ما انا اول ما بقدمهوله بشرب معاه فى قعدة صفا قبل النوم 
ليضحك سليمان عاليا و هو يقول : معلش بقى يا مدكور ده بيبقى نصيب يا حبيبى 
ثم اردف قائلا .. بس احنا كنا عاوزين نخطط و نشوف ازاى هنلف على السيلامى ده بعيد عن مدكور و مراد 
تالا : مش هنقدر نفكر فى حاجة معينة قبل مانقابله و نفعد معاه 
سليمان : مش هنستنى كتير ، ده هو بكرة ، و من هنا لبكرة عاوزين نجمع اكبر قدر من المعلومات عنه
………………
و باليوم التالى كان حفل استقبال فاخر بقصر علم الدين و الذى كان قصرا منيفا قريب الى حد كبير من قصر العزيزى ، و لكنه يركن الى الحداثة فى اثاثه و مقتنياته ، ففى قصر العزيزى مازال محتفظا برونقه الاصيل الذى يرجع الى ربما قرن مضى من الزمان 
الا ان قصر علم الدين ينتمى اثاثه الى احدث الصيحات و ارقاها على الاطلاق بجانب الكثير من التحف و الانتيكات التى وضعت بعناية شديدة فى مدخل البهو الضخم للقصر 
و كان جاسر و مؤمن فى استقبال مدكور و من بصحبته و قاموا بالترحيب بالجميع ليجلسوا معا فى جو من الود و الالفة و قد نالت رهف القدر الاكبر من ترحيب السيدات بعد ان انضمت اليهم شريفة زوجة جاسر و التى كانت المرة الاولى التى يراها فيها الجميع فقالت لها رهف : انا سعيدة انى اتعرفت عليكى ، ما تعرفيش انا حبيتك ازاى من كلام رقية و سميحة و بثينة عنك 
شريفة برقة متناهية : انا اللى مبسوطة انى اخيرا شفتك ، لان انا كمان كان نفسى اتعرف عليكى من كتر ما اتكلموا و حكوا لى عنك
رهف : طب كنتى مستخبية عننا ليه المدة دى كلها
رقية بمرح : يا ستى جاسر بيغير عليها موت ، ده لو طال هيخبيها عننا احنا كمان
جاسر ضاحكا : وكمان لولا ان الحفلة عندنا مكانش حد شافها المرة دى كمان يا ست رقية 
تالا : بس جاسر بية طلع ذوقه يجنن 
جاسر : ده يا ترى عن ايه بالظبط 
تالا : الحقيقة فى كل حاجة ، و اولهم الديكور
جاسر : عجبك
تالا : يجنن ، انا مش مصدقة انى قاعدة فى قلب الصعيد 
مؤمن : اومال لو شفتى فيلته الخاصة 
سليمان : اومال احنا هنا فين
جاسر : ده قصر العيلة ، يعنى كان ملك جدى الكبير علم الدين ، و زى ما مدكور بيه عارف اننا فى العيلة قررنا نسيب كل حاجة زى ما هى ، حتى القصر هنا قررنا نسيبه عشان نتجمع فيه و نعمل فيه مناسباتنا 
سليمان باعجاب : الحقيقة كل ما دا و اعجابى بيك و بتفكيرك بيزيد يا جاسر بيه
جاسر : ده شرف كبير يا سليمان بيه
سليمان : اومال يا ترى فين الضيف اللى سمعت عنه
جاسر : هينزل حالا
مدكور : ينزل منين 
جاسر : انا مستضيفه هنا .. مايصحش اسيبه ينزل فى اوتيل و انا موجود و اللا ايه
مدكور : طول عمرك صاحب واجب يا جاسر 
ليستمعوا لصوت خطوات مسرعة على الدرج ليجدوا رجلا اربعينيا يبدو عليه النشاط و القوة يأتى عليهم مسرعا و يقول : مسا الخير .. لا تأخذونى على التأخير 
لينهض الجميع فى استقباله فى حين قال جاسر : اقدم لكم زيد بية السيلامى اللى منورنا و منور مصر كلها
ليتبادل الجميع التحية فى حين قال زيد بمرح : و الله مصر منورة بكل اهلها  
سليمان : الحقيقة انا اسمع عنك من زمان يا زيد بية و كنت متخيل انك اكبر من كده بكتير ، بس يا ترى بقى مش جايب معاك المدام ليه 
زيد ضاحكا : انا مانى متزوج سليمان بية
ثم نظر زيد الى النساء و قال بمرح و هو يركز بنظراته على تالا : لكن و الله ما تعتبروها معاكسة .. بس ستات مصر خلونى افكر اتجوز 
ليضحك الجميع على تعليق زيد بينما قالت تالا : بس انت بتتكلم مصرى كويس اوى 
زيد : ده لانى متعلم بمصر و قضيت فيها اوقات كتير حلوة 
تالا : و يا ترى ناوى تقعد فى مصر كتير المرة دى 
زيد و هو ينظر لمدكور : و الله لسه مش عارف ، على حسب راى مدكور بية 
مدكور : انا ما اقدرش اقول رايى قبل ما تبقى اوراق المشروع بالكامل قدامى يا زيد بية
زيد : و اوراق المشروع بالكامل هتبقى بين ايديك بكرة الصبح ، و انا الحقيقة سمعت عنك كتير من جاسر بية ، و عن سليمان بية كمان و يسعدنى لو المنتجع تم بتعاون كامل ما بيننا كلنا 
سليمان بتأييد : طبعا طبعا يا زيد بية ده شئ يسعدنا كلنا 
زيد : يبقى بكرة ان شاء الله نجتمع كلنا مع بعض و اعرض عليكم المشروع بالكامل 
مدكور : هو مشروع و اللا منتجع
زيد : الحقيقة هو ميكس
مدكور : مش فاهم 
زيد : طبعا فى الاساس هو منتجع سياحى ، لكن كمان هيبقى ملتقى تجارى لمرسى علم بالكامل ، لانى ناوى اعمل زى مركز تجارى يبقى زى ملتقى لكل احتياجات المدينة 
مدكور : تقصد سوق تجارى 
زيد : الحقيقة اكبر من كده بكتير 
مراد : يعنى عاوز تعمل ملتقى لرجال الاعمال
زيد ضاحكا : انا رجال الاعمال .. انا بشتغل فى كل حاجة ، يبقى ليه استعين بحد تانى ، اللى اقصده انى هعمل منطقة حرة يبقى فيها كل مالم تراه عين من قبل 
مراد : بس الحكاية دى هتبقى محتاجة تصاريح كتير اوى 
زيد : الاجراءات القانونية دى اخر حاجة ممكن تشغل بالى ، الناس بتوعى بيبقى ليهم طرق كتير يخلصوا بيها الكلام ده .. ها يا مدكور بية .. قلت ايه
مدكور بعد فترة صمت قصيرة : جاسر يعرف عنى انى بحب الوضوح و الصراحة ، و انا شايف ان مشروع زى كده اكبر من امكانيات شركتى بكتير 
زيد : مش فاهم .. يعنى بتعتذر عن المشروع و اللا محتاج دعم 
مدكور : ياريت تاخدها بصدر رحب ، لكن انا فعلا مش هقدر فى الوقت الحالى انى …
ليقاطعه سليمان قائلا : رغم اننا متعودين من فترة نشتغل بشراكة واحدة ، لكن لو انت فعلا بتنسحب فانا يسعدنى انى احل مكانك بالكامل يا مدكور بية ، مشروع زى ده نقلة تانية فى دنيا المعمار و المقاولات
زيد : تقصد انك هتقدر تقوم بالمشروع بالكامل لوحدك يا سليمان بية .. هتقدر 
تالا : و انهى شركة مقاولات فى مصر تقدر لو مجموعة  الانصارى ماقدرتش يا زيد بية 
زيد بابتسامة : يبقى اتفقنا 
تالا : مبروك علينا و عليك ، و نجتمع بكرة نناقش كل التفاصيل


الفصل السادس عشر من هنا 




تعليقات



×