رواية رحم بديل الفصل الخامس عشر 15 بقلم زينب سعيداللهم أرحم أبي وأغفر له واسكنه فسيح جناته. اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنة. الفصل الخامس عشر أمام غرفة الرعاية المركزة. تخرج فرح بتثاقل وهي تمسح دموعها بحزن ليقترب منها أدم مردفا بإهتمام:أنتي كويسة ؟ لتنظر له فرح بشرود:أيوة. ليومئ أدم بهدوء:طيب يلا عشان أروحك. فرح بترجي:ممكن أرجع بيتي ؟ لينظر لها أدم بتركيز:في حد ضايقك في الفيلا؟! فرح بنفي:لا بس أنا حابه أرجع بيتي. أدم ببرود:لما تولدي أبقي أرجعي زي ما تحبي يلا عشان نروح. فرح بحزن: أنت ليه بتعمل فيا كده أنا عملت فيكم أيه حتي أبسط حقوقي في أني أرجع أعيش في بيتي رافضها. ليلتفت لها أدم مردفا بتهكم: والله أنتي إلي وصلتي نفسك ده لما رضيتي بوضعك. لتبتسم بحسرة:تفتكر كان قدامي إختيار أمي بتموت قدامي وأنا مقبوض عليها في تهمة مليش ذنب فيها كنت عايزاني أعمل أيه وقتها . يتوقف أدم قليلاً بعدم إستيعاب ويقترب منها بحذر ممسكا بإحدي ذراعيها ويردف بعدم فهم:قصدك أيه بإنك كان مقبوض عليكي ؟ لترفع بصرها وتنظر له بخوف ليردف بحنو:أتكلمي يا فرح قولي أيه الي حصل معاكي متخافيش. لتبتلع ريقها بتوجس وتردد بمرارة:مفيش حاجة حصلت أنا عايزة أروح بيتي وبس. ليمسح أدم علي وجهه بنفاذ صبر ويتحدث بهدوء:يلا يا فرح عشان أروحك وأوعدك أني هفضل جنبك وإلي أنتي عايزاه هيحصل بس مينفعش تقعدي لوحدك في شقتك وكمان بطنك هتبدأ تكبر هتقولي للناس وقتها أيه ؟ أنا مش فاهم أصلاً أزاي مفكرتوش في الموضوع ده قبل كده يعني لو كانت بطنك كبرت ووالدتك موجودة كنتي هتعملي أيه وقتها ما ينفعش ترجعي دلوقتي يا فرح يلا بينا ليتحرك أمامها متجهاً إلي الأسانسير وهي تتجه خلفه بألية…… …………………… في المنصورة. في منزل أهل ضحي. تجلس رقية تشاهد التلفاز بملل بينما ضي تجلس بجوارها تحاول إقناعها بشئ ما ورقية لا تعطيها إنتباه. ضي بترجي:عشان خاطري يا ماما وافقي أنا عايزة أشتغل وأبني كيان لنفسي. رقية برفض:لا يعني لا ومعاش أبوكي علي الفلوس إلي بتبعتها أختك مكفية والحمد لله. ضي بترجي:يا أمي قولتك ألف مرة متخديش حاجة من ضحي وبردو بتخدي منها أفهمي بقي يا ماما الفلوس إلي بنتك بتبعتها ليكي بتعتبرها صدقة منها . رقية بعصبية:يوه أنتي مش هتبطلي تغلطي في أختك ولا أيه أسمعي بقي شغل ما فيش وسفر القاهرة مفيش أنا راحة أنام زهقتيني لتنهض رقية بغيظ وتغادر غرفتها. لتتنهد ضي بحزن :ليه بس يا أمي تعملي فيا كده كل حاجة ضحي وبس وانا رأي مش مهم. …………………. في فيلا أدم. تصل سيارة أدم وتترجل فرح منها بحزن ليتابعها أدم ببصره حتي تأكد من دخولها وبعدها ذهب لعمله لتقترب فرح من باب الفيلا وتطق الجرس. لتفتح لها إحدي الخدم لتلقي السلام عليها وتدخل لتتفاجئ بضحي تجلس في البهو وعبير تقف بجوارها. لتتحدث فرح بحذر:سلام عليكم. عبير بمكر:وعليكم السلام. ضحي ببرود:كنتي فين يا فرح ؟ فرح بتوتر:روحت مع أدم بيه عند الدكتور. ضحي ببرود:وقالك أيه الدكتور ؟ فرح بهدوء:قال أن الجنين كويس . ضحي ببرود:تمام يلا أطلعي أرتاحي أنا خارجة وعبير جاية معايا. فرح بتوتر: حاضر لتغادر فرح إلي غرفتها تحت نظرات ضحي المشتعلة. عبير بمكر:أنا جاهزة يا هانم هنمشي. ضحي بغيظ:يلا بينا. ……………….. في المنصورة. تجلس أسيل في أحضان والدتها عليا ويجلس باقي العائلة ملتفون حولها فرحا لعودتها. عليا بدموع وهي تشدد من إحتضان أسيل:قلب ماما أخيرا يا سيلا أنتي وحشتيني أوي. أسيل بحب: وأنتي كمان يا ماما. صالح بحزن مصطنع:وبابا موحشكيش ولا أيه يا سيلا ؟ أسيل بنفي وهي تنهض وتحتضن والدها بسعادة:أخص عليك ده أنت الحب كله. صالح بحنان وهو ينشد علي ظهرها:أه يا بكاشة أنتي وحشتيني. أسيل بحب: وأنت كمان يا بابا. الجد بحزن: ما كفاية بقي يا أبو أدم سيب حفدتي بقي تسلم عليا صالح بضحك: حاضر يا حاي جايبة لينا الكلام يا ست سيلا. لتركض أسيل وترتمي في أحضان جدها فالطالما هو حصن الامان لها وبعدها تذهب لجدتها وعمها وزوجته. بعد ساعة. يجلس الجميع يتناول الغداء بفرح لعودة أسيل . ليتحدث أسر بتساؤل:روحتي لأدم عشان تباركيله يا سيلا ؟ أسيل برفض:لأ. الجد بعتاب:ليه يا سيلا كده ؟ أسيل بحزن:أنت عارف أني مش بحب أروح هناك عشان ضحي ثم تكمل بحزن تخيل آخر مرة روحت هناك أنا وصاحبتي قالت أيه إلي جابك من غير إذن ومين دي كمان إلي جايبها معاكي وأحرجتني قدام صاحبتي. عليا بهدوء: مش أخوكي لما عرف إنك جيتي كلمك وقالك مشيتي ليه. أسيل بسخرية:ماما أدم كان بيقولي أنتي تشتمي ضحي قدام صاحبتك رغم أنها هي إلي طردتنا. أم أسر بسخرية:نفسي أعرف أدم هيفوق إمتي من تأثير ضحي ويعرفها علي حقيقتها. الجد بحزم:قولت نقفل علي الموضوع ده ومنجبش سيرتها هنا خلاص دي أم حفيدنا ولا أيه يا أم أسر. سهير بإمتعاض: حاضر. لينهض الجد بهدوء:تعالي يا سيلا عايزك شوية في المكتب. أسيل بإيجاب : حاضر يا جدو. ………………… في شركة العمري. يجلس أدم في مكتبه يتابع أحد الملفات بتركيز شديد ليقطع تركيزه رنين هاتفه ليجد رقم جده . ليرد بلهفة:ألو أيوة يا جدي ليصمت قليلاً ثم يتحدث بعتاب أخيرا سيلا هانم قررت تسامح أخوها وتكلمه ليتنهد بضيق خلاص يا سيلا يا حبيبتي الموضوع أنتهي أتمني إنك أنتي إلي متكونيش زعلانة مني ثم يتحدث بمرح ماشي يا أوزعة عشان أخلي البيبي يقولك يا عمتو ثم يكمل بحب ماشي يا حبيبتي لما ترجعي لازم أشوفك ليضحك أدم بصخب ماشي يا ستي هنتقابل في مكان عام مبسوطة كده سلام يا قلبي ليغلق معها الهاتف ويكمل عمله وعلي وجهه إبتسامة واسعة. ……………… في أحد المولات الضخمة. تجلس ضحي مع عبير يرتاحوا بعد جولة شرائية كبيرة لشراء أغراض البيبي. لتتحدث عبير بإمتعاض:بس أنتي ليه جبتي حاجات لإبن فرح يا هانم أنا مش فهماكي وأزاي أصلا عايزها تكمل الحمل لا وكمان بتدعي أن ربنا يقومها بالسلامة بصراحة مش فهماكي. ضحي بضحك:كويس إنك صدقتي كده خطتي ماشية تمام. عبير بلهفة: خطة أيه أنا مش فاهمة حاجة ؟ ضحي بشر :هفهمك عشان أنتي إلي هتساعديني في إلي جاي. عبير بلهفة:أؤمريني. ضحي ببرود:هقولك …………………. عبير بفرحة:أيوة كده يا هانم يسلم دماغك طيب وهنفذ إمتي. ضحي بمكر :الصبر حلو لما أدم يطمئن من ناحيتي يلا عشان نروح. عبير بفرحة:يلا يا هانم. …………………. في فيلا أدم. مساء تجلس ضحي مع أدم في الريسبشن وتقوم بتفريجه علي ملابس الطفل ليبتسم أدم لها بغموض. سلام عليكم قالتها فرح التي حضرت للتو. أدم وضحي: وعليكم السلام. ضحي بفرحة:تعالي يا فرح أقعدي. لتجلس فرح بهدوء. لتمد ضحي يدها وتعطيها عدة حقائب :أتفضلي يا ستي دول شوية هدوم ليكي وللبيبي أتمني يعجبوكي . فرح بإمتنان:شكرا لحضرتك. ضحي بمرح : العفو علي أيه أعملي حسابك بعد كده هتنزلي تأكلي معانا بعد إذنك طبعا يا حبيبي. أدم بإبتسامة:أكيد طبعاً. فرح بهدوء: بإذن بعد إذنكم هطلع أنام. ضحي بهدوء:أتفضلي. لينتظر أدم صعودها ويتحدث بغموض:أيوة كده هي دي ضحي حبيبتي العاقلة. ضحي بإبتسامة:أهم حاجة عندي يا حبيبي إنك تكون مبسوط مني وبعدين إبنك هيبقي أبني أكيد. ليقبل أدم يدها بحنان:ربنا يهديكي يا حبيبتي يلا نطلع ننام. ضحي بإبتسامة:يلا يا حبيبي. …………………… في غرفة فرح. تصعد في غرفتها سريعا وترمي الحقائب أيضا وترتمي على سريرها وتبكي بشدة وتضع يدها علي طفلها وتحدثه :أنا مش عايزة فلوس ولا هدوم أنا بس عايزاك أنت ليه مش عايزين يسبوك ليا هما هيبقي معاهم إبنهم خلاص لكن أنا هبقي لوحدي من غيرك لتتنهد بمرارة فليس لديها ما تفعله. بعد مرور شهرين ها هي فرح في بداية شهرها الرابع وضحي في بداية شهرها الثالث والأمور مستقرة نوعاً ما فضحي أصبحت تهتم كثيرا بفرح ومواعيد علاجها وطعامها ودائماً يعود من الخارج يجدهم يجلسون سويا أو يتمازحون لكن ما يزعجه هو نظرة الحزن التي يراها دائما في عين فرح وأيضاً لاحظ دائما أنها تحاول أن تبتعد عنه وعن ضحي كثيرا حتي أنه أصبح يشعر أنها تغيير من ضحي لكنه نفض هذا الشعور وأرجعه لحزنها علي تعب والدتها. أما عند فرح فكلما يمر عليها يوم جديد فهي تحزن علي إقتراب فراق طفلها أصبحت تتمني الموت ألف مرة وألا تفارقه فمنذ أن بدأ طفلها في التحرك في أحشائها وأصبحت تشعر بحركته أينقت أن نزع طفلها من أحضانها بمثابة نزل قلبها من بين ضلوعها ويمكن أن يكون أهون من ذلك فكلما تري سعادة ضحي وهي تجهز من أجل الاطفال تحزن علي حالها واتمني أن تكون هي في نفس سعادتها بلقاء طفلها. أما ضحي فهي تقوم بفعل ما بوسعها حتي توهم أدم أنها تغيرت وأصبحت تتقبل طفل فرح في حياتها حتي أنها جهزت سريرين لأطفال توائم وليس لطفل واحد كما أن الملابس التي تشتريها تشتريها نفس الشكل بألوان مختلفة مما يدل أنهم لتوأم. ……………………. في صباح أحد الأيام. يجلس أدم وضحي وفرح يتناولون الإفطار بصمت ليقطع أدم هذا الصمت ويتحدث بهدوء:أنا هتأخر النهاردة يا ضحي في الشغل عندي إجتماع مهم. ضحي بتساؤل: الإجتماع إلي حابس نفسك في المكتب عشانه من إمبارح ؟ أدم بتأكيد:أيوة أدعيلي الصفقة دي لو كسبتها هتبقي نقلة كبيرة أوي ليا . ضحي بفرحة:إن شاء الله يا حبيبي تكسبها. أدم بهدوء:طيب هقوم أنا أروح شغلي محتاجة حاجة ؟ ضحي بنفي:لا يا حبيبي شكراً. أدم بتساؤل وهو ينظر لفرح الصامته:محتاجة حاجة يا فرح ؟ فرح بإمتعاض:شكرا بعد إذنكم لتغادر فرح لاعلي تحت نظرات أدم المستعجبة. لتتحدث ضحي بحزن:مش عارفة مالها يا أدم متغيرة أوي ! أدم بإستفسار:متغيرة أزاي ؟ ضحي بحزن:مابقتش تقعد معايا خالص بتكلمني بطريقة مستفزة وعلي طول بقت تطلع في أوضاتها حتي الغداء بتطلبه فوق ومش بترضي تأكل معايا غير وأنت موجود بس حتي عبير بقت تمنعها تقعد معاها كمان تخيل روحت أخد رأيها في ألوان الأوضة كلمتني بقلة زوق وقالت ميخصنيش وطردتني من الأوضة. أدم بعدم تصديق:مش ممكن فرح تعمل كده. عبير بحزن:أسأل عبير لو مش مصدقني أهي قريبة فرح يعني هتيجي في صفها . لينادي أدم لعبير التي جاءت علي الفور ليسالها عن كلام ضحي والتي أكدته علي الفور. ليغادر أدم بعدها إلي عمله مشتت العقل من تغير فرح المفاجئ. ………………. في غرفة ضحي. تجلس ضحي تضحك بصخب وبجوارها عبير التي تنظر لها بإنبهار شديد من خطتها الذكية. ضحي بفرح:كده كله بقي تمام التمام. عبير بفرحة:والله أنتي دماغك ألماظ يا هانم. ضحي:أخيرا حلو أوي كده يلا روحي نفذي إلي قولتلك ورنيلي فاهمة. عبير بفرحة: حاضر هوا يا هانم. لتنهض ضحى من مكانها بشر وتقف تنظر للمرأة:هتوحشيني يا فروحة. ……………….. في غرفة فرح. تجلس فرح أرضاً علي سجادة الصلاة تقرأ وردها اليوم ليطرق الباب وتدخل ضحي. لتصدق فرح وتنظر لها بإهتمام: محتاجة حاجة يا مدام ضحي. ؟ ضحي بإبتسامة مصطنعة:أه جيت أخدك ننزل نتمشي في الجنينة . فرح بهدوء: حاضر لتنهض فرح وتضع مصحفها مكانه تحت نظرات ضحي الساخرة وبعدها تأخذها ويتجهوا الدرج. في بداية الدرج من أعلي تقف ضحي بتشتت فهاتفها لم يرن حتي الآن معني ذلك أن عبير لم تنفذ الخطة لتفيق علي صوت فرح. فرح بتساؤل: حضرتك كويسة ؟ ضحي بشر خطتها يجب أن تنفذ اليوم مهما كان الثمن: طبعاً كويسة لتسمك يد فرح وتسحبها بقسوة لتطلق فرح صرخة مدوية وتقذفها من أعلي الدرج …… يتبع……….. بقلم زينب سعيد. الفصل السادس عشر من هنا |
رواية رحم بديل الفصل الخامس عشر 15 بقلم زينب سعيد
تعليقات