رواية رحم بديل الفصل الرابع عشر 14 بقلم زينب سعيد



رواية رحم بديل الفصل الرابع عشر 14 بقلم زينب سعيد 






 الفصل الرابع عشر

آدم بارتياب:
- هدوم؟ بس إنتي وفرح لسه حملكم في الأول ليه هتجيبوا من دلوقتي؟ لسه بدري أوي. 

ضحى بفرحة مصطنعة:
- يا حبيبي أنا فرحانة أوي وحابة أشتري حاجات البيبي وقلت آخد فرح معايا.

آدم برفض قاطع:
- لأ يا ضحى، عايزة تروحي روحي لوحدك إنما فرح مش هتروح. ثم يكمل بقسوة مصطنعة: لأنه مفيش داعي من ده؛ لأنها مش هتشوف ابنها أصلًا عشان تشوفه هيلبس إيه ولا إيه.

فرح بصدمة وعيونها ممتلئة بالدموع:
- آدم باشا بيتكلم صح، أنا مش هشوف ابني أصلًا، يبقى ملوش لازمة آجي مع حضرتك، بعد إذنكم هطلع أنام.

ضحى بهدوء:
- اتفضلي.

لتغادر فرح سريعًا وهي تحاول حبس دموعها التي تهدد بالنزول أمامهما.

ضحى بود مصطنع:
- ليه يا آدم أحرجتها كده؟ ليه حرام عليك؟

آدم ببرود:
- ممكن أفهم الفيلم الهندي اللي حضرتك بتعمليه ده آخرته إيه؟

ضحى بعدم فهم مصطنع:
- مش فاهمة قصدك إيه؟

آدم بسخرية:
- لا والله، عليا أنا؟ من شوية البيبي ده لازم ينزل ودلوقتي عايزاها تخرج معاكي تجيب هدوم البييي، ناوية على إيه يا هانم؟ أقسم بربي لو ابني حصله حاجة مش هرحمك يا ضحى. 

ضحى بحزن مصطنع:
- أنا فكرت في كلامك يا آدم وطلع كلامك صح، وفرحتي بابني مش لازم تنسيني فرحتي بابن فرح؛ لأن الاتنين ولادك ولازم يبقوا ولادي، لما قعدت مع نفسي وفكرت لقيت إن ده الصح فعلًا.

آدم بعدم تصديق:
- تمام يا ضحى، هعمل نفسي مصدقك لما أشوف آخرتها معاكي إيه؟ 

ضحى بلهفة:
- طيب ينفع بقى آخُدها معايا برضه نفرحها يعني.

آدم ببرود:
- لأ، الاتنين ولادك إنتي زي ما بتقولي، فهاتي ليهم اللي إنتي حاباه، تصبحي على خير.

لينهض آدم ويغادر لغرفته ببرود، لتنظر ضحى في أثره بغل:
- ماشي يا آدم، براحتك أوي.

*****
          
في الأعلى.

يقف آدم أمام غرفة فرح بشرود، فهو يستمع إلى صوت نحيبها في الداخل يعلم أنه قسى عليها بشدة، لكن ما باليد حيلة، فهذا أفضل لها فهي ما زالت طفلة صغيرة، فالأفضل لها أن تختار ما تريد وتعيش حياتها كما تختارها هي، ليمسك مقبض الباب لكي يدخل ليغير من رأيه ويتركه ويتجه لغرفته.

****

في غرفة فرح.

تجلس فرح على سجادة الصلاة بعد صلاة العشاء، تنتحب بشدة وتناجي ربها:
- يا رب متحرمنيش منه يا رب، مليش غيرك. لتضع يدها على جنينها: غصب عني والله فراقك يا حبيبي، مش عارفة إنت سامعني وحاسس بيا زي ما أنا حاسة بيك ولا لأ؟ أتمنى إنك تسامحني لما تعرف إني سيبتك ليهم، والله غصب عني الحاجة للفلوس كانت أكبر مني، ولو رجع الزمن بيا كنت أشحت في الشوارع ولا إني أوافق على كده، كان زمان أمي جنبي وإنت مكنتش جيت، مش قادرة أفكر إني هقدر أعيش من غيرك إزاي؟ ثم تسجد أرضًا ودموعها تسيل بغزارة: يا رب إنت تقدر متفرقناش عن بعض. ثم تكمل بغصة: لو كتبت علينا الفراق يا رب اكتبه بموتي يا رب. ثم تنهض بتثاقل وهي تحمل سجادة الصلاة وتضعها في مكانها.

****

في الأسفل.

تجلس ضحى على السفرة تبتسم بكره فخطتها تسير على أكمل وجه، وقريبًا ستنتهي من فرح وطفلها دفعة واحدة.

لتفيق من شرودها على صوت عبير التي تقترب منها بحذر:
- مالك يا هانم؟ إنتي بخير؟

ضحى بمكر:
- ده أكتر وقت أنا بخير فيه، يلا تصبحي على خير.

عبير بقلة حيلة:
- وإنتي من أهله.

**** .
 
في شقة أمير.

يجلس مع زوجته ويسرد لها ما حدث بحزن شديد على حال هذه المسكينة فرح.

حنين بصدمة:
- حامل؟! مش مصدقة بجد! طيب إزاي؟ مش ممكن بتضحك على آدم؟

أمير بهدوء: 
- لأ طبعًا آدم كان معاها، ويا ستي ربك لما يريد.

حنين بعدم فهم:
- طيب مش هي راحت لدكاترة كتير وسافرت برة، كله ده مجابش نتيجة، وحملت لوحدها كده؟ سبحان الله بجد! 

أمير بهدوء:
- مفيش حاجة بعيدة عن ربنا، الطب والدواء مجرد سبب مش أكتر، ربنا لما بيريد بيرزق من غير حساب، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿والله يرزق من يشاء بغير حساب﴾ (البقرة:212) صدق الله العظيم.

حنين بهدوء:
- صدق الله العظيم، عندك حق ودي هدية من ربنا يا ريت يقدروها.

أمير بتمني:
- يا رب، آدم طيب ويستاهل كل خير، والله أنا قلتله يسيب فرح على ذمته ويعلن جوازه منها عشان تربي ابنها بس مع الأسف رفض.

حنين بحزن:
- ربنا يصبر قلبها، أنا مش متخيلة هتقدر تتحمل تسيب حتة منها كده!

أمير بهدوء:
- أكيد ربنا ليه حكمة في كده، يلا ننام 
أنا أصلًا مش شايف قدامي.

حنين بإشفاق:
- يلا يا حبيبي.

****

في شقة عبير.

تصل عبير في وقت متأخر، فهذه عادتها منذ أن مكثت فرح في الفيلا، تغادر في وقت متأخر برفقة السائق ويأتي في الصباح الباكر ويأخذها.

لتدخل بتثاقل لتجد ابنتها تجلس تشاهد التلفاز بملل:
- إيه يا ماما اتأخرتي كده ليه؟

لتجلس عبير جوارها بتعب:
- اسكتي ده النهارده كان يوم طويل أوي وحصل فيه مصايب.

سحر بلهفة:
- خير. فرح سقطت؟
عبير بنفي:
- يا ريت يا أختي، ألعن.

سحر بفرحة:
- احكي بسرعة إيه اللي حصل؟

لتبدأ عبير في سرد كل شيء حدث اليوم.

سحر بصدمة:
- ضحى هانم حامل؟ طيب إزاي؟!

عبير بهدوء:
- حكمة ربنا كده يا بنتي.

سحر بفرحة:
- طيب والبت فرح لما عرفت عملت إيه؟

عبير بسخرية:
- قعدت تدعيلها.

لتضحك سحر بصخب:
- هي البت دي مجنونة ولا إيه؟ 

عبير بضحك:
- والله كنت هتشل.

سحر باستفسار:
- طيب ورد فعل ضحى إيه؟

عبير بغيظ:
- بتدعيلها هي كمان، ده شكلهم اتجننوا.

سحر بتفكير:
- لأ الموضوع ده فيه سر، ضحى مش هتقلب ملاك كده مرة واحدة، شكلها ناوية على حاجة.

عبير بحيرة:
- حاجة إيه؟

سحر ببرود:
- مش عارفة بس كله هيبان، يلا هقوم أنام تصبحي على خير.
عبير بهدوء:
- وإنتي من أهله.

****
في فيلا آدم.

في غرفة فرح.

تستيقظ فرح على صوت طرقات على باب الغرفة لتنهض بوهن -فهي لم تنم جيدًا طوال الليل-. 

لتجد إحدى الخادمات لتنظر لها فرح بتساؤل، فمنذ مجيئها هنا على أنها قريبة آدم من بعيد وستمكث معهم قليلًا لم يدخل أحد غرفتها سوى عبير فقط، لتفيق من شرودها على صوت الخادمة.

الخادمة بقلق:
- مدام فرح حضرتك سمعاني؟

فرح بانتباه وهي تبتلع غصة بحلقها من كلمة مدام، فقد أخبروا الخدم أنها قريبة لهما من بعيد وانفصلت هي وزوجها:
- أيوة معاكي.

الخادمة بأدب:
- آدم باشا قالي أصحيكي عشان الميعاد بتاعكم.
فرح بهدوء:
- حاضر.

الخادمة بأدب:
- بعد إذن حضرتك.

فرح بهدوء:
- اتفضلي.
لتغلق فرح الباب خلفها بهدوء وتتجه إلى المرحاض لكي تتوضأ وتصلي ركعتي الضحى وبعدها تستعد للذهاب مع آدم.

في غرفة آدم.
يقف آدم أمام المرأة يصفف شعره ويضع عطره بعد أن ارتدى ملابسه، ليترك فرشاة الشعر من يده وينظر لانعكاس صورة ضحى النائمة بعمق، ويحدث حاله بشرود:
- يا ترى ناوية على إيه يا ضحى؟ 

ليتنهد بضيق ويأخذ أغراضه ويتجه للأسفل.

****
على السفرة.

يجلس آدم يتناول طعامه بصمت، لتنزل فرح بتوتر وتلقي السلام بهدوء.

فرح بهدوء:
- سلام عليكم.

آدم بهدوء وما زال ينظر لطعامه بصمت:
- وعليكم السلام، اقعدي افطري.

فرح برفض:
- لأ شكرًا مليش نفس.

آدم بأمر:
- قلت اقعدي افطري عشان متتعبيش.

لتجلس فرح بقلة حيلة، وتبدأ في تناول الطعام بصمت تام.

لينظر لها آدم بهدوء بدءًا من وجهها الشاحب وعيونها الحمراء من كثرة البكاء.
آدم بإشفاق:
- إنتي كويسة؟

فرح بلامبالاة:
- الحمد لله، أنا شبعت ممكن نمشي.

آدم بهدوء:
- يلا بينا.

****
           
في مستشفى العمري.

بعد ساعة.

يصل آدم وفرح لينزل آدم من السيارة وينتظرها حتى تنزل، ليشير لها بالدخول لتنزل هي بتوتر.

في غرفة الكشف.
تتمدد فرح على الفراش وهي تنظر للشاشة التي بجوارها بدموع، بينما آدم يقف بجوار الطبيب وينظر للشاشة التي أمامه.
آدم بتساؤل:
- عمره قد إيه يا دكتور؟

الدكتور بعملية:
- هتبدأ في الشهر التالت خلاص.

آدم باستفسار:
- يعني الفرق ما بينها وبين ضحى شهر، صح كده؟

الدكتور بإيجاب:
- أيوة.

آدم بهدوء:
- طيب ووضعه إيه؟

الدكتور بهدوء:
- وضعه كويس جدًّا الحمد لله.

آدم براحة:
- تمام.

لينهي الطبيب فحصه ويغادر الغرفة.
لينظر آدم لفرح الباكية بإشفاق ويتحدث:
- هستناكي برة.

فرح بدموع:
- حاضر.

 بعد دقائق.

يقف آدم وفرح أمام غرفة الرعاية المركزة ليتحدث آدم بهدوء:
- ادخلي وأنا هستناكي، بس متطوليش.

فرح بدموع:
- تمام. 

في غرفة الرعاية المركزة.

تجلس فرح بجوار والدتها على الفراش وتحتضن يدها بين يدها وتقبلها بشدة ودموعها تنهمر على خديها.

فرح بدموع:
- سامحيني يا أمي وقوميلي بالسلامة أنا محتاجالك أوي، كل حاجة راحت مني مش فاضلي غير... ثم تكمل بحسرة: عملت ده كله عشانك وعشان تفضلي جنبي، وفي الآخر بردو هتسيبيني. 

لتنهض بتثاقل وتقبل جبينها وتغادر، غافلة عن العيون التي ترمش بوهن، واليد التي أغلقت على فراغ! 

****
         
في فيلا آدم.

تستيقظ ضحى وتنزل لأسفل، لتتناول إفطارها لتطلب من الخادمة أن تنادي فرح.

لتفاجئها الخادمة بخروج فرح مع آدم، لتأمرها ضحى بالانصراف.

ضحى بغيظ:
- ماشي يا آدم براحتك أوي، الصبر حلو وإنتي يا فرح الكلب نهايتك على إيدي قربت أوي، وهرجعك مقلب الزبالة اللي جيتي منه. 


الفصل الخامس عشر من هنا 




تعليقات



×