رواية حب فوق الغصون الفصل الثالث عشر 13(الخاتمه 1) بقلم سارة نيل




رواية حب فوق الغصون الخاتمه 1 بقلم سارة نيل 








غصون13

الــــخــــــاتـــمـــة- ج1
– بصراحة يا غصون الشاب محترم جدًا وإللي لفت نظري إن صادق وسيمات الطيبة وحُسن الخُلق والأخلاق واضحة على ملامحه .. الشاب جه وقال أنا فلان الفلاني وكل كبيرة وصغيرة في حياته قالها بس طبعًا قولت أقولك الأول قبل ما حتى يقعد معاكِ ونسأل عنه.
غرقت في بحر من الحيرة والتيهة .. ماذا تفعل وماذا تقول؟!
ولِما تلك السعادة الخفية التي غمرتها!!!
تخضب وجهها لسببٍ مجهول وتوترت لتقول مسرعة:-
– إللي إنت شايفه يا بابا وأنا هصلي استخارة بردوة ولو في خير ربنا هيقدمه ولو شر ربنا يبعده عني يارب..
ثم تحركت قائمة وهي تقول:-
– أنا هدخل بقاا بعد إذنكم عندي تصميم مهم هشتغل عليه..
واسرعت للداخل فابتسمت والدتها ثم نظرت لوالدها وقالت:-
– مشي في الموضوع ده يا أبو غصون والله أنا قلبي مرتاح..
– بصراحة أنا حبيته وارتحتله بردوة يا أم غصون، هسأل عليه وإللي فيه الخير ربك يقدمه..
– ربنا يسعدك يا بنتي ويرزقك بكرمه يارب يا غصون إنتِ تستحقي كل خير..
دخلت لغرفتها بأعصاب مهتزة..
– أنا متلغبطة أووي ومحتارة وحاسة إن غرقانة وحاسة بحاجات كتير مختلفة … رتبني يارب أنا تايهة..
ااه مفيش حاجة هتريحني ألا الصلاة .. صلي ركعتين كدا يا غصون وتوكلي على الله وخلي عندك يقين بالله ربنا مش هيجيب لكِ ألا كل خير صدقيني..
فردت سجادة الصلاة وبدأت تصلي ركعتين قضاء حاجة حتى يرتب الله دواخلها المبعثرة..
– يارب ارشدني للطريق الصح ومتسبنيش يا الله أنا من غيرك والله ولا حاجة، متوكله عليك ومليش غيرك … أنا لا أملك في نفسي شيء يارب ومش معتمدة على نفسي في حاجة..
تعرف يارب أنا مواصفات فارس أحلامي أيه..

نفسي يكون بيخاف منك يارب .. أيوا بيخاف منك وبيخاف من غضبك لأن لو خاف منك عمره ما هيزعلني أبدًا وهيحافظ عليا .. نفسي يكون همه الأول هو إنتَ يارب ويراعيك..
يكون هين لين وطيب القلب حسُن الخُلق والأخلاق يكون سند ليا بعدك يارب يكون مثل رسول الله حينما احتمت السيدة عائشة خلف ظهره خوفًا من أبيها..
يقومني نصلي ركعتين قيام ليل ويبقى إمامي ونقرأ مع بعض قرآن لغاية الفجر ونشجع بعض على تسميع القرآن..
دمعت عيونها وأكملت بحماس:-
– تعرف يارب أنا هكون صريحة ومش هكذب عليك .. أنا فعلًا نفسي في الحب والرومانسيات وكل الحاجات إللي بيقولوا عليها دي بس تكون في الحلال يارب..
بيتنا يكون كله طاعة وراحة ومودة مش شرط تكون شقة قد أيه ولا عفشها بكام لا يكفيني بيت دافي صغير زي بيتنا كدا..
رفيق يكون مُعين ليا على طاعتك أخذ بيدي إلى الجنة يارب مش يهمني لا وظيفته ولا شكله لا لا .. بس نفسي يكون بلحية خفيفة كدا..
يشوف عيوبي مزايا ويتقبل عاديتي المفرطة .. من الأخر يشوفني جوهرة ويكون يستحق قلبي إللي هيكون هو أول وأخر ساكنيه..
أنا بفضلك حافظت على قلبي يارب من كل المغريات وجاهدت علشان أطلع من المعركة بقلب طاهر .. نفسي أخوض كل المشاعر دي بس في حلالك يا الله وبرضاك..
أنا طبيعي كبنت نفسي أجرب دا كله ومش هكذب وأقول لا بس منتظره إختيارك إنت..
تعرف يارب يا حبيبي أنا واثقة بكل إللي عندك وراضية بيه..
اللهم أختار لي ولا تُخيرني…
تنفست بعمق وقالت وهي ترتب أوراقها:-
– أنا كدا إرتحت وقولت كل إللي جوايا .. أما كلامي معاك يارب بيريحني راحة وبيخليني قوية أووي..
أكمل بقاا المجموعة دي علشان أقدم في المسابقة دي وإن شاء الله فرصة أعوض بيها الوظيفة إللي طفشت منها..
✲✲✲✲✲✲✲✲
استيقظت تنظر بأرجاء الغرفة فلم تجد والديها..
اعتدلت على الفراش وهي تتنهد بحزن..

– أنا عارفة إن تعبتهم معايا نفسيًا وجسديًا وفكريًا كمان، يارب فكها من عندك وأخف علشان أشتغل وأقدر أساعد بابا وأشيل الهم من عليه ..
أنا مش وحشة والله يارب بس أنا مش بعرف أعبر وممكن أقول كلام أنا مقصدوش يمكن دا بسبب الظروف إللي مريت بيها والتعب والضيقة..
التنمر إللي كنت بتعرضله بسبب مرضي كان بيخليني حادة في كلامي وأسخط على كل إللي أنا فيه..
متزعلش مني يارب أنا راضيه بكل شيء والله، أكيد دا كله خير واختبار ليا بس أنا للأسف رسبت في الإختبار ده..
أنا مكسوفة منك يارب من بعد التفكير إللي كنت بفكره والحزن إللي كنت حاطة نفسي فيه..
على الرغم من إن كلام الدكتور عُبيدة إللي قاله كان قاسي بس كان هو الحقيقة .. هو قدر يقول حقيقتي في كام كلمة ولما فكرت وراجعت الكلام تاني عرفت فعلًا إن حطيت نفسي في دايرة من دايرتي..
ولما شوفت الحالات إللي أسوأ من حالتي كل يوم في المستشفى منهم أطفال ومنهم ناس كبيرة في السن ومع ذلك كلهم راضين وبيبتسموا وإللي بيموت وإللي مستنين يموت علشان يرتاح من العذاب .. وأنا هنا عملت نفسي في دور الضحية وصدقت شوية كلام ملهمش أي أساس من الصحة وعيشت نفسي في وهم فعلًا..
الحمد لله يارب .. أنا اتعلمت الدرس واتعلمت الرضا بيكون إزاي..
تذكرت هذا الكابوس الذي عاشته والذي كان بمثابة إنذار شديد اللهجة لها..
كانت تغرق في وحل أسود يكاد أن يبتلعها وأفاعي سوداء تلتف على عنقها وكأنها تلك الكلمات السامة التي جعلتها طوق حول عنقها وتبرر بها سخطها على القدر..
وضعت يدها على مكان الجراحة محل قلبها ثم قالت وهي شاردة:-
– يا بختك يا دكتور عُبيدة .. إنسان متزن وواضح إنه سعيد في حياته .. دكتور وليه مركز وكفاية إنه قريب من ربنا وراضي بحياته واضح عليه النور والرضا الصراحة..
كمان مثقف وناجح في شغله ..
يلا اسكتي يا مِسك وكفاية نق على الراجل هتجيبي أجله..
ربنا يوفقه ويرزقني يارب..
بإذن الله هشد حيلي وربنا يشفيني وأبدأ من جديد هركز في أخر سنة دراسة وأجيب تقدير حلو وكمان هكمل مسيرتي ..
أنا كنت ناوية أتخرج وبس كدا بس خلاص هنجح وأحقق ذاتي وكياني وهحضر ماجستير ودكتوراه كمان..
شكرًا يارب هعتبر دي رسالة وهتعلم من أخطائي..
جلس على مكتبه بتهالك يُفكر بطُرق شتى..
– هقول أيه .. ولا أجيبها إزاي .. مش عارف أفاتح أهلها في الموضوع دا إزاي..
قام وظل يجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا وردد بتوتر:-
– بس يا عُبيدة دا مش وقته صح .. يعني مينفعش أفاتحهم في الموقف ده وكدا..
زفر وهو يشد شعره للخلف:-
– أووف والله ما بقيت عارف أعمل أيه .. أشوف الواد عُدي كدا خبرة وممكن يفيدني..
آآآه يا مِسك طفلة مشاغبة ومش عارف أعمل معاكِ أيه!!
دا حتى رصيدي معاها مش كتير خالص يعني يا عالم لو وافقت .. يا حظك البمبي يا عُبيدة هترفض بالثُلث..
✲✲✲✲✲✲✲✲ 

بصباح يومٍ جديد..
{واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فلا ينالُك عدوٌّ، ولا يصل إليك طاغيةٌ، ولا يغلبك حاسدٌ، ولا يعلو عليك حاقدٌ، ولا يجتاحك جبارٌ.
رددت غصون هذا قبل أن تدخل إلى غرفة المكتب…
– السلام عليكم.
وقفت المدام زيزي حينما رأت غصون تلج للغرفة وقالت بلطف:-
– وعليكم السلام .. اتفضلي يا غصون أهلًا بيكِ..
– أهلًا بيكِ يا مدام زيزي ..
وقفت غصون أمامها ثم وضعت على المكتب ورقة، وقالت:-
– استقالتي يا مدام زيزي .. كدا وصلنا لنهاية الطريق ومش هكمل معاكم الموسم الجديد أخر حاجة بينا كان التصميم الرئيسي..
توترت زيزي فهي تعلم مدى أهمية غصون لهم وما هي مهارة غصون بعملها، حاولت استعطافها وهمست:-
– خلينا نفتح صفحة جديدة يا غصون ونكمل مع بعض إحنا….
قاطعتها غصون بقوة:-
– الكلام ده بقاا مفروغ منه يا مدام زيزي .. كل شيء إنتهى ولو سمحتي متحرجنيش أكتر من كدا..
– بس يا غصون …
– مفيش بس يا أستاذة زيزي أنا مشواري معاكم لغاية هنا إنتهى عن إذنك هروح مكتبي أخد حاجتي…
وخرجت حيث مكتبها فلم تجد به سوى أروى التي هرولت نحوها فور أن رأتها..
– غصون إنتِ عاملة أيه وأخبارك.
– أنا بخير يا أروى الحمد لله إنتِ عاملة أيه وأخبارك.
– أنا بخير … بردوة هتمشي يا غصون..
– همشي يا أروى مقدرش أقعد هنا ولا دقيقة بس رقمك معايا وهتفضلي صديقة عزيزة عليا وهنتكلم عالطول وكمان هنتقابل..
– إنتِ من أنضف الناس إللي شوفتها في حياتي يا غصون ومصدقتش ولا كلمة من إللي سمعتها ولا شوفتها عنك..
ربنا يوفقك يارب وينصرك دايمًا.
احتضنتها غصون بتأثر وقالت:-
– وإنتِ من أطيب الناس والله يا أروى وبحبك في الله .. وربنا يسعدك دايمًا يارب في كل حياتك.
– ربنا أخدلك حقك يا غصون وحقيقي ربنا عقابه أشد .. أنا اتعلمت منك درس كبير أووي يا غصون أنا عيزاكي تعلمني كل إللي إنتِ عارفاه نفسي ابقى شبهك كدا..
انفجرت غصون في البكاء وزادت فصُدمت أروى حتى ظنت أنها قالت شيء خطأ..
– أنا قولت حاجة غلط يا غصون .. ليه بتبكي..

– علشان أنا مش حلوة وعلشان دا ستر ربنا إللي إنتِ شيفاه ده مش شطارة مني .. دا فضل الملك الواسع وعطاياه إللي ملهاش حدود …
نظرت لأعلى وقالت:-
– إنت بتجملني في عيون الناس رغم أخطائي .. نعمك مغرقاني يارب لو قعدت أحمدك عمري كله مش هوافي منها حاجة . الحمد لله على كل شيء..
– إنتِ إنسانة جميلة من جوا ومن برا يا غصون بجد يا بخت كل إللي إنتِ في حياتهم..
– خلاص بقاا يا روري هتكثفيني وهتخليني أنفش ريشي عليكِ..
– آآآه الدلع ليه ناسه يا ست غصون..
تسائلت أروى بحزن:-
– عرفتي إللي حصل لأحمد إمبارح؟
تغيرت ملامح غصون وقالت بإقتضاب:-
– لا..
– بعد ما إنتِ مشيتي إمبارح بشمهندس مدحت قال للأمن يبلغوا الشرطة وأول ما أحمد سمع كدا ولقى نفسه اتكشف طلع يجري برا الشركة والأمن طلع وراه يمسكوه بس وهو بيعدي الطريق عربية نقل كبيرة ضربته..
شهقت غصون واتصدمت ثم تسائلت بفزع:-
– طب هو ماات..
– حالته وحشه خالص واتنقل على المستشفى بس بيقولوا مفيش أمل في نجاته.
– لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. ربنا ينجيه يارب.
– والشرطة أخدت صبا وأسيل..
– يلا الله يسهل لعباده..
✲✲✲✲✲✲✲✲
– عُدي .. عُدي … عُـــــــدي..
نهض بفزع على نداء والدته .. ثم وثب من الفراش وأسرع للخارج..
– في أيه يا أمي.. مالك .. أيه إللي حصل..
– رزق ربنا واسع أووي يا عُدي .. ربنا كريم وعوضه ملوش زيّ..
تسائل بتعجب وهو يراها تحمل بعض الأوراق:-
– أنا مش فاهم حاجة يا أمي .. أيه إللي حصل؟!
قصدك أيه!!
مدت له الأوراق وقالت:-

– ورث أبوك الله يرحمه .. لقيت موظف جاي مع عمك نصر وبيقولوا أن أبوك الله يرحمه كان عامل كام مشروع قبل ما يموت مع بعض الشركاء وفضل المشروع في تزايد وكسب ما شاء الله وهما بلغوا عمك لأننا مكوناش هنا وهما كانوا بيدوروا على الورثة بس هو مقبلش يقولنا ولا يعرفهم طريقنا..
وقف عُدي مصدوم ولا يكاد يُصدق ما تقول واستفهم بتيهة:-
– عمي نصر؟! .. أيه فكروا بينا مش هو مقاطعنا!!!
– بيقول ضميرة صحي لما تعب ودور على مكانا لما عرف ان احنا رجعنا مصر وجاب الناس لغاية هنا..
شقيت ياامة يا حبيب أمك واتغربت واتعذبت لغاية ما وقفت على رجلك وكنا في أمس الحاجة لأي دعم بس الأبواب اتقفلت في وشنا وشوف بعد كام سنة حقك رجع .. وعوض عن سنين عمرك إللي اتبهدلت فيها ..
مترددتش وانت بتسحب نفسك من المشروع إللي كان بالنسبة لك حلم وسعيت علشانه كتير علشان تساعد راجل قليل الحيلة بنته كانت بين الحيا والموت واتكفلت بالعملية بنفس راضية .. والنهاردة ربنا يعوضك بأضعاف أضعاف الرزق ده..
ابتسم عُدي وقال بهدوء:-
– أنا معملتش حاجة يا أمي .. دا رزق الله وأنا مليش دخل فيه أنا مليش أي فضل على عمّ سيد وبنته دا فضل الله ياريت هم الدنيا كله فلوس يا أمي..
والله فلوس الدنيا ولا حاجة قصاد جبر خاطر إنسان أو فك ضيقة إنسان .. أنا أحسن من غيري مليون مرة يا أمي..
نعمة من الله إن لهاني بالشغل والتعب وضيق عليا في بداية حياتي علشان يجعل مني إنسان مش هقول صالح .. لا إنسان مقبول…
كان ممكن يحصل إللي أسوأ من كدا .. الكد والتعب دا فخر ليا وإنجاز لولاه مكونتش وصلت لهنا أبدًا..
رعاية ربنا كانت محوطانا يا أمي.. الكل قفل بابه في وشنا بس إللي أقوى وأكرم من الكل فتح لنا بابه أرحم الراحمين.
قبلت والدته جبينه ومسحت على رأسه قائلة:-
– بحمد ربنا إن رزقني بيك يا كبد أمك .. أنا فخورة بيك يا عُدي..
قبل يديها ورأسها:-
– أنا ولا حاجة من غيرك يا أمي .. إنتِ تاج راسي والسبب بعد ربنا سبحانة وتعالى في إللي وصلتله..
إنتِ لكِ حق في الفلوس دي وكمان هنروح زيارة لعمي نصر أطمن عليه وأصله وكمان ياخد حقه..
– ربنا يجبر بخاطرك يا عُدي .. كل إللي ليا ليك يا حبيبي..
بس قولي هتكلم والد غصون ولا أيه!
ابتسم بسعادة وقال:-
– ايوا هرن عليه أشوف الدنيا فيها أيه..
– مستعجل إنتَ أنا عارفة ..
– دا أنا طاير من الفرحة يا بيلا..
– ربنا يسعدك دايمًا يا عُدي …والله أنا فرحانة أكتر منك ومستعجلة أضعافك..
– هانت يا بيلا هانت .. أما أشوف عم عبد القادر هيقول أيه..
رفع هاتفه يتصل بوالد غصون فأتته الإجابة ليقول بتهذيب:-
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

– وعليكم السلام مين معايا ..
– أنا عُدي يا عم عبد القادر..
– أهلًا إزيك يا ابني عامل أيه..
– الحمد لله بخير يا عمي .. إن شاء الله أجي أشرب الشاي معاك إمتى؟
ضحك والد غصون وقال بمرح:-
– ليه الاستعجال ده يا عُدي بس..
– خير البر عاجله يا عمي ولا أيه..
– ماشي يا سيدي .. إن شاء الله تشرفنا يوم الجمعة على بعد صلاة العصر كدا..
– ربنا يباركلك يا عم عبد القادر .. دعواتك بقاا..
ضحك والد غصون وقال:-
– ربنا يسهلك يا عم دا إنت حالتك صعبة..
– جدًا يا عمي ومتأخرة خالص..
وانتهت المهاتفة على هذا النحو ليُحلق عُدي في السماء ويدعو الله أن يسهل له الأمور ويجعلها من نصيبه…
✲✲✲✲✲✲✲✲
داخل زنزانة مُظلمة ينبعث منها ضوء أصفر خفيف وبها عدد لا بأس به من السجينات منهم صبا وأسيل اللتان يجلسان وعلى وجههم غضب العالم أجمع..
قالت أسيل بغل وهي تنظر لصبا:-
– كله بسببك وبسبب كرهك للبومة دي إنتِ إللي ورطتيني معاكِ بسبب غرورك..
وثبت صبا واقفة وقالت بصوت مرتفع:-
– دي كلها أفكارك الغبية إنتِ هتعملي نفسك بريئة ولا أيه..
إنتِ نسيتي غيرتك منها ولا أيه وإنك عايزة تاخدي مكانها..
متحطيش فشلك عليا..
غضبت أسيل وهي تدرك أنها خسرت كل شيء حتى أهلها قد تخلو عنها:-
– إنتِ إللي فاشلة وإلزمي حدودك يا صبا علشان معملش وشك إللي بتتباهي بيه دا خريطة وأعلمك الأدب..
هبطت صبا بيدها على وجه أسيل وهجمت عليها:-
– تربي مين يا بت إنتي … لتكوني نسيتي نفسك دا إنتي كنت ماشية ورايا زي الخدم..
تشابكت معها أسيل وأخذت تجذب شعرها وتقطع بشرتها باظافرها بينما بقية السجينات تشاهد هذا الصراع بحماس..
أسقطت صبا أسيل وجلست فوقها وهي تبرحها ضربًا والأخرى تقاوم وتقاوم..
ظلت أسيل تقاوم حتى قلبت الوضعية وجذبت شعر صبا تقطعه ..
ضربتها صبا بأقدامها حتى إرتدت للخلف..
وقفت كلًا منهما أمام بعضهم .. حتى هجمت صبا على أسيل تخنقها وتقبض على عنقها ..
ظلت أسيل تتلوى تحاول إبعادها..
– علشان تحرمي تعلي صوتك وتمدي كمان إيدك عليا يا كلبة..
لمحت أسيل قدر الزيت الساخن الموضوع أعلى موقد صغير  بجانبها.. ظلت تعافر وتحاول مد يدها وهي تشعر أن أنفاسها أوشكت على النفاذ وأنها ستسقط لا محالة..
نجحت بإمساكه ثم وبقوة ألقت محتواه على وجه صبا التي صرخت صرخة رجت الأرجاء وسقطت وجلدها يذوب ويفنى ما كانت تفتخر وتتباهى بهِ ….
ساره نيل
يتبع…




الفصل الرابع عشر من هنا 









 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-