رواية حب فوق الغصون الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة نيل– غصون12 ملئت الفرحة قلب العقربتان وأحمد عندما سمعوا هذا الحديث من عُدي.. – مش قولتلك خلاص دي نهاية البومة غصون.. – بصراحة مش مصدقة نفسي. أمّا غصون فكانت ثابتة راسخة بفضل حُسن ظنها بخالقها وبقت تُشاهد فقط.. قال مدحت برضا:- – دا المفروض إللي يحصل يا بشمهندس عُدي، الله ينور عليك. سار عُدي بصمت حتى وقف أمام شاشة عرض رئيسية ثم قام بتغير البرنامج المُكرر ووضع شريحة صغيرة بجهازٍ ما.. – أيوا فعلًا كلامي صح بس تسمع كلامي للأخر يا مدحت باشا.. نظر الجميع بتعجب ينظرون لبعضهم البعض.. وقال عُدي:- – الحقيقة إن شركتك العظيمة ومؤسستك المبجلة بيحصل جواها مكايد وخطط على أعلى مستوى .. في هنا خبراء في نصب الفخاخ.. أصابت الحيرة الجميع وبالأخص أحمد الذي تسائل بتوتر داخلي:- – قصدك أيه يا بشمهندس ممكن توضح كلامك .. وأكيد النصاب الوحيد إللي هنا بتكون غصون… – هنعرف يا أستاذ أحمد دلوقتي .. بس تعرف ربنا كبير أووي ومش بيطلع حاجة في دماغ الإنسان كدا والسلام.. صدق رب العزة حين قال “إن ربك لبِالِمرصاد” استدار لمدحت وقال:- – لما استدعتني لهنا وقولتلي إنك عايز تنهض بالشركة وتغير من أسلوب التصميم وإن عندك لغبطات كتيرة وأخطاء مش عارف لها حلّ … لما أنا وصلت هنا أول حاجة عملتها إن مريت على أقسام التصميم والتنفيذ وبصراحة لقيت الدنيا سايبة جدًا ومفيش أي ربط .. وأول الأخطاء يا بشمهندس مدحت إن إزاي مكاتب المصممين المشتركة مش فيها كاميرات مراقبة ودا يعتبر أهم مكان في الشركة وأهميته لا تقل عن قسم الحسابات.. ودا أول غلط أنا صححته والحمد لله إن عملت كدا ودا إرشاد من رب العالمين مش شطارة مني ولا حاجة… اصفرت وجوه كلًا من أحمد وأسيل وصفا وأدركوا أن هناك من كشف مكائدهم.. ابتسم عُدي برزانة وقال:- وبدون ما أرجع لحد هنا استدعيت المسؤول وتم وضع كاميرات مراقبة خفية في جميع المكاتب.. المطلوب بقاا .. هينعرض دلوقتي قدامكم فيلم هندي من طراز خاص عايز حضراتكم تستمتعوا بالمشاهدة وهتعرفوا مين النصاب والكذاب هنا… ضغط على أحد الأزرار فأضاءت الشاشة بمقطع فيديو داخل مكتب غصون وأسيل وصبا وأحمد.. انتظارهم لغصون حتى خرجت وترقبهم لها ثم فتحهم لهاتفها المحمول ومراسلة أحمد لصبا التي قامت بدور غصون من خلف الشاشة في إرسال رسائل بشعة قبيحة مثلهم… ثم توالى بعد ذلك مقطع أخر وهم يدسون في مكتبها مع تصاميمها تصاميم أخرى مزورة وأخرى خاصة بصبا.. وجميع المكائد التي حاكوها ضدها… خيم الصمت على المكان وهم يرون تلك الخطط الشيطانية.. أما الثلاثي الشياطين فوقفوا عاجزين عن النطق وكأنهم انفصلوا عن الواقع …خابت أمالهم وتهدمت خططتهم.. وقفت المدام زيزي خجلة من غصون وتنظر لكلًا من أحمد وصبا وأسيل بغضب شديد وعقلها لا يصدق ما كان يحدث بداخل مؤسستها وكأنها تشاهد فيلمٌ هندي حقًا.. بينما غصون ظلت على هدوءها وابتسمت برضا وهي ترى كيف نفض عنها تلك الأكاذيب بتسخيرٍ من الله.. تخجل من نفسها على الظنون التي اعتقدتها ضده.. حقًا هو شخصٌ مختلف.. تقدمت وقالت بهدوء:- – مدام زيزي الصبح هتكون استقالتي على مكتب حضرتك للأسف مش هقدر أكمل مع حضرتك ولا أبقى في المكان إللي إتهان في كرامتي، أنا صدمتي فيكم أكبر من صدمتي في صبا وإللي معاها على الأقل كنت عارفة إن هما بيكرهوني.. كنت معتقدة إن إللي بينا مش مجرد شغل وبس لأن كنت بتعامل معاكم بكل وِد وتقدير ومعتبرة الجميع أخواتي.. بس يبدو إن الناس مش بيهمها ألا مصلحتها فقط لا غير.. نظرت لهم ثلاثتهم وقالت:- – مع كل الأذية إللي كنت بتسمعوها ليا كل يوم بس عمري ما كرهت حد فيكم .. عدل ربنا كبير أووي وبجد أنا شفقانه عليكم.. قال مدحت متأسفًا:- – آنسة غصون أنا بعتذر جدًا .. حقك هتاخديه بس خلينا نصلح إللي حصل ونحل كل حاجة بينا من غير إستقالة ومندخلش الشغل في الموضوع.. – إشمعنا دلوقتي مندخلش الشغل في الموضوع يا أستاذ مدحت ومن شوية حضرتك كنت هتجيب الشرطة.. إنتَ في عمر والدي متعتذرش وأنا مش هرجع أبدًا عن قراري زي ما بشمهندس عُدي قال فعلًا أنا مليش مكان في الشركة دي ومش هبقا فيها يوم زيادة … وأنا مسامحة حضرتك.. ثم استدارت راحلة وهي تقول:- – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. – مدحت بلغ الشرطة علشان يجوا يشوفوا الفيلم إللي عندنا ده ويتفرجوا على المواهب.. اتصدم أحمد وصبا وأسيل وإللي كانوا ناوين يعملوه في غصون دار وحصل لهم هم… التفت أحمد حوله بتوتر ثم وفجأة عندما شعر أن البساط ينسحب من تحت أقدامه.. هرول يجري نحو مخرج الشركة… اتصدمت صبا وأسيل لما شافوه بيهرب وسابهم في موقف زي ده .. ناد مدحت بصوت مرتفع على الأمن:- – امسكوه … وقفوه بسرعة بيهرب.. أسرع رجال الأمن خلف أحمد الذي أخذ يركض بتيهة كبيرة شرع يعبر الطريق السريع ولم يلحظ تلك الشاحنة المسرعة.. حاول السائق الضغط على المكابح مسرعًا لكن كان قد فات الأوان واصتدم جسد أحمد بالشاحنة بقسوة شديدة.. المنظر مروع مهيب يجعل الأبدان تتخشب.. سكن كل شيء فجأة وتجمهر الناس بعدما سقط أحمد جثة هامدة غارق في بحرٍ من الدماء… ✲✲✲✲✲✲✲✲ – السلام عليكم. – وعليكم السلام، الحمد لله على سلامتك يا غصون. – الله يسلمك يا ماما. اترمت على الأريكة بإرهاق فجلست والدتها بجانبها لتتسائل غصون بتعب:- – المغرب باقي عليه قد أيه ويأذن؟ – خلاص مش باقي ألا ربع ساعة خلاص هانت.. – الحمد لله ربنا ييسر.. – أيه شكلك مهبط خالص. – أيوا تعبت جدًا النهاردة وكان يوم مليان مشاكل بس الحمد لله عدا على خير.. – خير يا غصون! .. وأيه الموضوع إللي قولتلي عليه في الرسالة ده .. احكيلي يا بنتي أنا مش فاهمة حاجة خالص.. – هحكيلك على كل حاجة يا ماما بس أفطر الأول وهقولك على الموضوع كله. – طب أنا هحضر الفطار على ما تغيري هدومك.. – تسلمي يا هدهد هتاخدي أجر إفطار صائم يا بختك يا عم.. – ربنا يتقبل يا حبيبتي.. – أمال فين بابا يا هدهد.. – نزل لصلاة المغرب وعلى فكرا هو عرف بموضوع حازم والرد إللي قالهولك .. حصل موضوع كدا واضطريت أقوله يا غِصن.. – خير يا ماما أيه إللي حصل؟!. – قولتلك لما تفطري في كذا موضوع هنتكلم فيهم.. ثم ابتسمت لها وقالت بسعادة:- – بس خير أووي يا غصون.. ابتسمت غصون ودخلت الغرفة وهي تردد أذكار المساء وقالت:- – يارب يا أمي… نظرت للسماء وابتسمت بأعين مليئة بالدموع ثم قالت:- – الحمد لله يارب .. على الرغم من كل إللي حصل النهاردة بس كان قمة الخير .. أنا راضية يارب العالمين راضية جدًا أكيد دا كله خير وإنت دفعت شر عني.. تنفست بعمق وقالت بصدق نابع من قلبها:- – تشاء يا الله وأرضى فأنت أحن وأرحم وأدرى.. – إنت سخرت المهندس عُدي النهاردة علشان يكشف كل الحقيقة وبينت ليا حاجات كتير أنا مكونتش واخدة بالي منها وأولها إن كنت ظلماه بتفكيري عنه.. سامحني على أخطائي وذلاتي يا الله.. بدلت ملابسها ثم أخرجت دفتر صغير لها وكتبت بخط عريض .. ” إذا كان المانع من عند الله فهو قمة العطاء.” وفي منزل عُدي وبنفس الوقت بدل ملابسه واستعد للخروج لصلاة المغرب لكن قبل ذلك أخرج دفتر صغير وكتب بخط عريض.. ” – وكيف حالك معها؟! = ليس لي بها صلة, سوى أنني أُحدث الله عنها واطلبها منه في كل ليله, لا! بل في كل سجدة، فهي حقًا لا يليق بها إلا حلالًا.” ووضع القلم على الدفتر ثم خرج لصلاة المغرب وهو يحمل تمرتان بجيبه… ******************** وضعت أكواب الشاي أمام والديها ثم جلست أمامهم بهدوء.. – خير يا غصون قوليلي يا بنتي أيه إللي حصل.! – أنا سبت الشغل يا بابا.. تعجب في البداية لعِلمه أهمية العمل بالنسبة لها ومدى سعيها وتعبها للوصول لهذا الحد لكن لن تفعل غصون هذا من فراغ.. تسائل قائلًا:- – أكيد في سبب يا غِصن إحكيلي يا بنتي .. بدأت تسرد الأحداث من البداية وسخرية أصدقائها وتنمرهم وكيف كانت تتجاهلهم مرورًا بما فعله أحمد من مكائد وموقف حازم الحاد وأخيرًا اتهامهم إياها بالسرقة والنصب وكيف كشف عُدي الحقيقية للجميع.. صُدم كلًا من والدها ووالدتها مما كان يحدث مع إبنتهم وهي لم تُبدي أي ضجر أمامهم دون علمهم.. – دا كله كان بيحصل وإحنا منعرفش يا غصون.. – ملوش داعي أقلقكم يا ماما بمشاكل تافهة زي دي أنا مكونتش بركز معاهم بس إللي حصل في الأخر مكانش ينفع يتسكت عنه.. – لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا على الظالم والمفتري يا بنتي ربك عادل ومش بيظلم أي حد يا بنتي وكل إللي حصل ده في خير لكِ واعرفي إن عوض ربنا كبير وبينسي كل الألام.. – ونعم بالله يا بابا.. – الحمد لله حازم شر وربنا بعده بما شاء وكيفما شاء.. – الحمد لله.. – اسمعي بقى إللي عندي .. وعايز رأيك.. – قول يا بابا.. – تعرفي مين كان هنا النهاردة؟! – يا ترى مين؟!!! – عُدي يا ست غصون.. رددت بصدمة وأعين متسعة:- – بشمهندس عُدي… ليه وكان عايز أيه؟!!!!!! – طلب إيدك يا غصون…. يتبع… الفصل الثالث عشر من هنا |
رواية حب فوق الغصون الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة نيل
تعليقات