رواية وانقطعت الخيوط الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي




رواية وانقطعت الخيوط الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي 






 لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، أستغفرك ربى و أتوب إليك


11
#وانقطعت الخيوط
الفصل الحادى عشر 
غادر مراد مكتب عمه بعد ان رد التحية على تالا التى اغلقت الباب خلف مراد و ذهبت تجاه مقعد مدكور و انحنت مقبلة وجنته بدلال مقرون بالامتعاض قائلة : رغم انى زعلانة منك .. بس اول ما شفتك ماقدرتش افضل زعلانة 
مدكور بتهكم : و يا ترى زعلانة من ايه بقى 
تالا و هى تعبث بوجهه : يعنى مانتش عارف انت عملت ايه
مدكور بتهكم : مش واخد بالى 
تالا بنبرة حزينة : سيبتنى انام امبارح و انا زعلانة منك ، و كمان سيبتنى نايمة على الكنبة فى الليفنج و قمت و فطرت و شربت قهوتك كمان و عملت كل ده من غير ما تفكر حتى انك تصحينى تقوللى قومى نامى مكانك ، و اللا حتى تقولى ماتناميش بعيد عن حضنى مرة تانية .. و اكنى مش فارقة معاك
مدكور : و يا ترى بقى عرفتى منين انى لما صحيت فطرت و شربت قهوتى كمان قبل ما انزل 
تالا : من الشغالة 
مدكور : اممممم .. و ياترى بقى الشغالة و هى بتقول لك كل الكلام ده .. ما قالتلكيش انى منبه انك ماتخرجيش لحد اما ارجع
تالا و هى تزدرد لعابها : مانا ماخرجتش 
مدكور : اومال جيتى لحد الشركة ازاى ، فى نفق من الدولاب مثلا بيوصل على هنا 
تالا : انا اقصد انى مجرد نزلت الشغل ، هو ده اسمه خروج 
مدكور بجدية : بالنسبة لى خروج ، ثم انتى ماقلتيليش انك عاوزة تكملى شغل بعد الجواز 
تالا بصدمة : ايه .. تقصد ايه بانى اكمل شغل .. هى دى محتاجة كلام و نقاش 
مدكور : طبعا محتاجة ، لازم شغلك يبقى بموافقتى 
تالا بجدال : طب و هو انت معترض انى اشتغل ، انا ما اقدرش ما اشتغلش ، و بعدين دادى ما يقدرش يستغنى عنى .. انت عارف ده كويس 
مدكور : يبقى لازم تلتزمى بشروطى عشان اسمحلك بالكلام ده 
تالا بذهول : شروط !!
مدكور : طبعا شروط ، و لازم تفهمى ان رفضك لاى كلمة هقولها … فده يعتبر بمثابة اقرار منك انك قررتى تتنازلى عن شغلك ده عشان تتفرغيلى 
تالا و هى تضم ذراعيها حول صدرها بامتعاض : و ايه بقى الشروط دى 
مدكور : اولا .. اللبس اللى انتى لابساه ده ممنوع ، سواء فى شغلك او براه و انا سبق و نبهت عليكى اكتر من مرة و اتمنى ان دى تبقى اخر مرة اتكلم معاكى فيها فى الحكاية دى 
ثانيا ، المكياچ الاوفر ده ممنوع .. انتى متجوزة راجل ، و الراجل ده مش عارضك للبيع و لا فى بترينة للى رايح و اللى جاى و برضة سبق و اتكلمت معاكى فى النقطة دى 
ثالثا .. فطالما بقى انك بتشتغلى مع دادى و عشان دادى .. يبقى وجودك فى مجموعة دادى مش هنا ، وجودك هنا بس لو المشروع اللى بيننا يستدعى وجودك هنا ، غير كده .. لا 
تالا بذهول : انت مش عاوزنى ابقى موجودة معاك هنا 
مدكور : انا اتجوزتك عشان تبقى معايا فى بيتى مش فى الشغل
تالا : بس انا عاوزة ابقى معاك على طول فى البيت و برة البيت
مدكور بسخرية : و تسيبى دادى 
تالا : مانا هبقى معاه و معاك 
مدكور : ما ينفعش .. انتى مع دادى بتصونى و بتتابعى مالك و مال دادى و بتحافظى عليه ، لكن هتعملى ايه هنا 
تالا بتردد : مانا برصة هنا هراعى مالك و احافظ عليه
مدكور : طب ما اصحاب المال موجودين و بيعملوا ده .. يبقى الافضل انك تخليكى فى مكانك الاصلى ، لكن لو مش فارق معاكى المكان يبقى قلته احسن و اتفرغيلى يا حبيبتى على الاقل اما ارجع البيت تعبان الاقيكى بتستقبلينى و بتنسينى تعب يومى .. مش ده كان كلامك ليا قبل الجواز 
تالا : انا قلت هبقى معاك على طول عشان اريحك واخد بالى منك طول الوقت و فى كل مكان
مدكور : ماينفعش 
تالا : و ليه بقى 
مدكور : انتى فى الشغل هتبقى تالا الانصارى سيدة الاعمال ، لكن فى البيت .. هتبقى تالا مراتى .. مراة مدكور العزيزى و بس .. فهمتى بقى 
تالا : طب ما انا هنا و فى كل مكان هفضل تالا العزيزى .. مراتك
مدكور : و هتودى تالا الانصارى فين 
تالا : و ليه اوديها فى حتة .. ما هم الاتنين نسخة واحدة .. يبقى ايه المشكلة 
مدكور بحزم : المشكلة انى مابشغلش معايا اى حد عنده ولاء لاى مكان تانى او اى حد تانى حتى لو الحد ده يبقى ابوكى يا تالا .. انتى هتفضلى تالا الانصارى و ولائك الاول و الاخير لمجموعة الانصارى .. و ده شغل يا حبيبتى مافيهوش و لا ينفع يبقى فيه عواطف
تالا بذهول : انا مش مصدقة .. انت كده فعلا رافض وجودى هنا معاك 
مدكور بحزم : سبق و قلتها و هكررها من تانى .. انا مابحبش خلط الاوراق يا تالا.. سيبى الشغل للشغل و البيت للبيت 
لتنهض تالا من مكانها و هى تقول بحدة : ماشى يا مدكور .. انا رايحة على المجموعة عند دادى 
مدكور : استنى عندك 
تالا و هى تدعى الحزن : ايه .. فى حاجة لسه عاوز تقولهالى 
مدكور : الظاهر انك مافهمتيش اللى انا قلته
تالا : و ايه بقى اللى انا ما فهمتوش 
مدكور و هو يشير بإصبعه تجاهها : انك مش رايحة فى حتة بمظهرك ده ، عاوزة تروحى الشركة عند دادى يبقى تروحى البيت تغيرى هدومك و تلبسى من اللبس اللى انتى عارفة انى موافق عليه و تشيلى المهرجان اللى انتى عاملاه فى وشك ده
تالا بغيظ : هبقى اعمل الكلام ده من بكرة ، سيبنى النهاردة عشان اليوم قرب يخلص اصلا 
مدكور : كلامى واضح .. عاجبك و هتنفذيه يبقى تمام اوى ، و لو انتى معترضة على كلامى ده …. اكيد هيبقى فى كلام تانى 
تالا بفضول : كلام تانى ازاى يعنى
مدكور و هو يتجه بنظره الى احد الملفات الموضوعة امامه على مكتبه و قال دون ان ينظر اليها : لكل مقام مقال يا زوجتي العزيزة 
ااه و على فكرة ، لو معتقدة ان حركة انك تسيبى سريرك و تنامى فى حتة تانية ممكن تخلينى ارجع فى كلمة قلتها .. تبقى غلطانة .. مدكور ما بيرجعش فى كلمة قالها ابدا مهما كان السبب .. ياريت تفضلى فاكرة الكلام ده
لتقف تالا و هى مشدوهة من رد فعله فاتجهت الى الباب و الغضب حليفها لتقول قبل ان تفتح الباب : ماشى يا مدكور .. انا راجعة البيت و مش هخرج تانى 
ثم خرجت و اغلقت الباب وراءها فى غضب مكبوت ليرفع مدكور عينه ناظرا للباب الموصد بنظرة تحدى قائلا : و لسه يا بنت الانصارى … يا اربيكى من اول و جديد و اعمل منك بنى ادمة تانية ، يا هرجعك بيت ابوكى و انتى بتستجيرى 
…………………..
كانت تالا تقود سيارتها باتجاه منزل الزمالك و هى تحدث ابيها بانفعال شديد قائلة : لا يا دادى .. ده بيتحدانى 
سليمان : اهدى بس يا بيبى و احكيلى اللى حصل بالراحة عشان افهم 
تالا بغضب : ده عاوز يتحكم فى كل حاجة .. لبسى و خروجى و حتى شغلى 
سليمان بفضول : و ماله شغلك 
تالا بتهكم : البية بيقوللى انى لو عاوزة اشتغل يبقى اقعد على طول عندك فى المجموعة و ما اروحش عنده خالص الا لو فى اجتماع بيضم المجموعتين سوا 
سليمان : هو بيغير عليكى و اللا ايه
تالا بتفكير : تصدق ممكن … لانه عمال يقوللى مراتى و مش مراتى و لبسك و الناس و تتفرج عليكى 
سليمان ضاحكا : شكلك جننتيه على الآخر يا بيبى
تالا بامتعاض : ايوة بس كده هيخنقنى على الاخر يا دادى ، ثم ده مش عاوزنى اروح المجموعة عنده خالص .. طب ازاى بقى هعمل اللى احنا عاوزينه و انا بعيد بالشكل ده 
سليمان : اللى احنا عاوزينه .. وجودك فى المجموعة من عدم وجودك مش هيفرق كتير .. الحكاية مش اكتر من تكتيك صح و تنفيذ بيرفكت
تالا بزهو : و انت عارف انى دايما بيرفكت فى شغلى 
سليمان : عارف يا بيبى .. بس عاوزك تحرصى و تاخدى بالك كويس ، و زى ما قلتلك قبل كده .. مدكور مش سهل .. مش سهل ابدا
تالا بتحدى : ماتقلقش عليا يا دادى .. انا برضة تالا .. و مش عاوزاك تنسى اللى اتفقنا عليه
……………..
عند عودة مدكور الى المنزل وجد تالا تجلس امام حاسوبها و هى توليه كل اهتمامها ، ليقترب منها قائلا : مساء الخير لترفع تالا عينيها عن شاشة حاسوبها و تنظر اليه بهدوء قائلة : مساء الخير يا حبيبى .. حمدالله على السلامة 
ليجلس مدكور و هو يقول بتهكم : حمدالله على السلامة و بس كده ، ده انا قلت هتستقبلينى استقبال المحاربين ، عموما ماشى .. الله يسلمك 
لتنهض تالا من مكانها و تتجه اليه لتنحنى مقبلة اياه و تقول : معلش .. اصل مودى مش حلو النهاردة
مدكور و هو يتجاهل تماما ماترمى اليه بحديثها : لا الف سلامة على مودك يا حبيبتى ، يا ترى الغدا جاهز 
تالا بغيظ دفين : انت هتاكل .. مش احنا معزومين عند دادى 
مدكور : دادى عازمنا على العشا ، انما دلوقتى انا عاوز اتغدا و اللا مافيش غدا و اللا ايه
تالا : انا قلت للشغالة ماتعملش غدا لاننا معزومين برة 
مدكور بصوت عالى جعل تالا تنتفض بوقفتها : سميرة
لتأتى الخادمة و هى تهرول قائلة : اوامرك يا مدكور بية 
مدكور : هو انا قلت انى مش هتغدا النهاردة 
سميرة بتردد و هى لاتدرى ما الامر : لأ .. حضرتك ماقلتش حاجة زى كده
مدكور : اومال الغدا ما اتعملش ليه 
سميرة و هى تنظر لتالا بقلق : اصل الهانم 
مدكور بحدة : بصيلى هنا و مالكيش دعوة بالهانم ، طالما انى ماقلتلكيش انى مش هتغدا هنا يبقى تجهزى الاكل فى معاده زى ما سبق و فهمتك قبل كده 
سميرة بوجل : انا اسفة .. مش هتتكرر تانى 
مدكور بامر : روحى اعمليلى اى حاجة سريعة .. و اياك تتكرر تانى .. انا معاد الغدا بتاعى مقدس 
سميرة و هى تلتفت مسرعة لانجاز ما طلبه منها مدكور فقالت : امر حضرتك 
ليلتفت مدكور الى تالا قائلا اليها بتحذير : تانى مرة قبل ما تتصرفى اى تصرف تبقى تسألينى الاول 
تالا بامتعاض : هو انا عملت ايه لكل ده ، انا قلت بما اننا رايحين عند دادى ……..
مدكور مقاطعا اياها بحزم : تسألينى الاول ، دادى عازمنا احنا الاتنين مش انتى لوحدك … لو انتى مش عاوزة تاكلى براحتك ، لكن انا عندى مواعيد الاكل بتاعتى مقدسة و مابحبش اغيرها ، المفروض تكونى عرفتى و حفظتى بقى الفترة اللى فاتت دى 
تالا بتردد : يا حبيبى انا اما لقيت نفسى مش جعانة قلت اكيد انت كمان هتبقى زيى ، و ما اعتقدتش انك هتتضايق للدرجة دى 
مدكور : انا فطرت الساعة سبعة و نص الصبح .. مش زيك من ساعتين 
تالا : ااه صحيح .. طب معلش .. دلوقتى الشغالة هتجيبلك الغدا 
لينهض مدكور قائلا : هروح اخد دش و اغير هدومى على ما تخلص 
ليتركها و يتجه نحو غرفة نومهما تحت نظرات تالا الحانقة 
…………………
كانت رهف بصحبة مراد و هدى و امينة و ايضا انور فى المقر الجديد للاتيلية الخاص برهف و هى تتجول بسعادة بالغة بين أرجائه ليقول مراد : المكان فعلا حلو اوى .. مبروك عليكى 
رهف : المكان يجنن فعلا و كبير و متقسم بطريقة لو انا مصممة التقسيمة بتاعة الاتيلية بنفسى .. ماكنتش ابدا هعرف اقسمه بالشكل ده 
امينة : احلى حاجة ان فى مكان واسع للورشة تستوعب كل المكن مع بعضه
رهف : و دى فعلا اكتر حاجة عجبانى 
هدى : و ماتنسيش البروفة 
امينة : و مكتبك 
هدى : و كمان مكتب ادارى 
انور : شطارتكم بجد انكم تعرفوا تفرشوا المكان بطريقة تحطه فى مستوى عالى بين المنافسين .. لازم تعملوا برومو للمكان قبل حفلة الافتتاح 
رهف بتردد : بس انا مش ناوية اعمل حفلة للافتتاح
مراد : و ليه 
رهف : يعنى .. مالوش لازمة و عطلة و تكاليف على الفاضى 
انور : بس انتى محتاجة تعملى ده عشان الدعاية على الاقل
هدى : احنا ممكن نستغنى عن الحفلة باننا نعمل فيديو بامكانيات متخصصة نعلن فيها افتتاح الفرع الجديد و نعرض فيه جزء من شغلنا 
رهف : الفكرة دى تناسبنى اكتر 
هدى : و انا هستلم بكرة كتالوجات للاثاث المكتبى تقدرى تختارى منه اللى انتى عاوزاه
امينة : و انا عملت اعلان طلبت فيه صنايعية خياطة و تطريز و فنى مكن و عمال تشطيب
رهف و هى تحتضنهم بسعادة : مش عارفة كنت هعمل ايه من غيركم
انور بمرح : اعملى فينا ثواب و عشينا بقى احسن عصافير بطنى بتنهق 
رهف ضاحكة : ماشى .. ياللا بينا
……………..
فى تمام الثامنة .. كانت تالا بصحبة مدكور قد وصلا الى فيلا سليمان الانصارى ، ليستقبلهم سليمان بحفاوة بالغة و هو يفتح ذراعيه لتالا قائلا : حبيبة دادى .. حمدالله على السلامة .. وحشتينى يا بيبى 
تالا و هى تحتضن سليمان : انت اللى وحشتنى اوى يا دادى 
سليمان و هو يحيى مدكور : حمدالله على السلامة يا عريس .. شكلك جيت على الجواز و صغرت ييجى عشرين سنة ، عامل ايه .. طمننى 
مدكور ضاحكا : ايه .. ناوى تجرب حظك و اللا ايه
سليمان بقلة حيلة : و اجيب منين عروسة حلوة كده و صغيرة و تدوب فى هوايا زى ما حصل معاك يا نمس .. انت بس اللى محظوظ زيادة عن اللزوم 
مدكور بسخرية : ربنا مايجعللناش جار و له عينين
تالا : العشا جاهز و اللا ايه يا دادى .. احسن هموت من الجوع
سليمان : جاهز يا بيبى .. ياللا بينا .. اتفضل يا مدكور انت مابقيتش غريب .. انت بقيت صاحب بيت
مدكور : يجعله عامر يا سليمان 
و اثناء العشاء 
سليمان : ها احكولى بقى .. انبسطتوا فى شهر العسل 
تالا بابتسامة و هى تنظر لمدكور : اوى يا دادى
سليمان : طول عمرك بتحبى باريس
تالا بغنج و هى تنظر لمدكور من تحت أهدابها : و حبيتها اكتر و مدكور فيها .. كان ليها طعم تانى 
سليمان بتهليل : يا سيدى يا سيدى على الكلام الحلو .. اوعدنا يارب
ثم نظر الى مدكور قائلا بايعاز : و انت يا عريس 
مدكور : انا ايه
سليمان : انبسطت فى فرنسا 
مدكور بمرح : و مين ماينبسطش فى بلد العشاق 
ليضحك سليمان بصخب قائلا : انتو هتخلونى افكر جديا انى اعملها .. فتحتوا نفسى على الجواز 
تالا : لو حضرتك حبيت تعملها يا دادى انا عمرى ما هقف ابدا قدام سعادتك و راحتك .. بس ….
سليمان : بس ايه يا تالا
تالا : لازم تختار واحدة تكون بتحبك بجد عشان ماتبقاش طمعانة فيك 
سليمان : تعرفى يوم ما الاقيها .. هكتب لها نص ثروتى 
تالا : يبقى مبروك عليها 
سليمان : مش هتزعلى 
تالا : و ازعل ليه .. لو لقيتها بتحبك بجد يبقى مش خسارة فيها أبدا .. و انا كمان مايهمنيش غير سعادتك و راحتك
سليمان : يبقى ايدى على كتفك بقى يا بيبى 
تالا : ماحنا متفقين بقى يا دادى ان شرط اساسى انها تكون بتحبك زى مانا بحب مدكور كده
كان مدكور يتناول طعامه و هو يرسم ابتسامة سخرية على شفتيه متجاهلا حديثهما تماما حتى قال سليمان موجها حديثه إليه : و انت ايه رايك يا مدكور 
ليقول مدكور و هو يدعى عدم الفهم : رأيى فى ايه
سليمان : انى ادور على عروسة حلوة كده تحبنى و تدلعنى و اكتبلها نص ثروتى 
مدكور دون ان يهتم بالنظر اليه : هتعمل اعلان و تقول عروسة تحبنى يا اولاد الحلال .. الحكاية دى بتبقى بالنوايا يا عم سليمان .. ربنا بيدى كل واحد على اد ضميره
سليمان : و انا ضميرى زى الفل .. ده انا بقول لك هكتبلها نص ثروتى 
مدكور : يا عم اكتبلها .. كل واحد حر 
سليمان : اصل بينى و بينك لما واحدة حلوة وصغيرة تتنازل عن حياتها و تقرر تسيب كل حاجة عشان تعاشر واحد فى عمرى .. يبقى تستاهل انى اديها عمرى بحاله .. و اللا انت ايه رايك
مدكور بعدم اهتمام : يا عم اديها اللى تديهولها مبروك عليها بس اما تبقى تلاقيها الاول 
لتتبادل تالا نظرات الامتعاض مع ابيها الذى قال : طب سيبك من الكلام ده .. قولى بقى .. اخبار الشغل ايه 
مدكور : على حسب ما سمعت من مراد ان كله تمام ، و المشروع ماشى كويس زى ما الخطة الزمنية موضوعة بالظبط 
سليمان : طول عمرى بحب اشتغل معاك عشان فعلا بتقدر تظبط كل حاجة 
مدكور و هو ينهض تاركا المائدة : يدوم العز يا سليمان ، سفرة دايمة 
سليمان : ما اكلتش كويس .. اوعى يكون الاكل ماعجبكش 
مدكور : ابدا .. بس مابحبش اتقل على العشا عشان اقدر انام كويس .. انا هقعد برة أدخن سيجاره على ماتخلصوا اكل 
ليتركهم و يذهب الى الخارج ليفول سليمان بتأفف : عامل زى حيطة الصد ، ماتعرفيش تجيبيه كده و لا كده 
تالا بامتعاض : اومال انا بقول لك ايه من الصبح
سليمان : يعنى ايه .. هترفعى الراية البيضا من اولها كده
تالا بتحدى : ما ابقاش تالا ان ما اخدت منه كل حاجة .. انا مش فاهمة هو عاوز ايه من الدنيا اكتر من كده .. مش كفاية عليه اوى كده 
سليمان : تقصدى ايه بكلامك ده 
تالا بحقد : يعنى انا لسه جعبتى مليانة بحاجات كتير ، و فى النهاية لازم اللى عاوزينه هو اللى هيكون حتى لو وصلت انى اورثه
سليمان بتحذير : تؤ تؤ تؤ .. متتسرعيش ، احنا مش مستعجلين ابدا .. خدى وقتك ، و بعدين احنا عاوزين المجموعة كلها مش التمن و بس
تالا : ماتخافش عليا يا دادى .. كل شئ باوان 
سليمان : هى دى تالا حبيبة دادى .. واحدة واحدة و على مهلك خالص .. احنا ماوراناش حاجة 
كان مدكور يدخن و هو يقف بالشرفة يراقب الاجواء و المنظر بالخارج حتى سمع صوت اقدام تالا فالتفت اليها و قال بابتسامة : ها يا حبيبتى .. شبعتى من دادى و اللا لسه
تالا : هو دادى ده حد يشبع منه
سليمان : ايه يا مدكور ، زهقت منى و اللا ايه
مدكور : ابدا .. بس انت عارف انى بصحى بدرى عشان الشغل
سليمان : كان فى مشروع كده عاوز اعرضه عليك ، و كنت مستنى رجعوكم من شهر العسل
مدكور : اوى اوى .. ابعته لمراد على ايميل المجموعة و نشوف 
سليمان : لا مراد ايه.. ده شغل كبار ، و مراد لسه عضمه طرى على الشغل ده 
مدكور : مين ده اللى عضمه طرى ، مراد هو اللى شايل المجموعة كلها و ممشى الشغل من سنين ، و اللا مش واخد بالك 
سليمان : اصل انت اللى مش واخد بالك .. ده شغل خاص بعيد عن المجموعة .. عاوز ناس قلبها من حديد ، ناس دماغها فوق اوى ، و الصراحة مش هلاقى احسن منك للشغل ده ، و خصوصا انك خلاص بقيت جوز بنتى 
مدكور بفضول : شغل ايه ده بقى
ليلتفت سليمان الى تالا قائلا : ماتخليهم يعملوا لنا عصير يا بيبى 
تالا بمرح : انت بتسربنى و اللا ايه يا دادى 
سليمان ضاحكا : بيعجبنى فيكى ذكائك 
تالا : ماشى .. انا هطلع اوضتى اخد منها حاجة و ارجعلكم تانى 
وبعد انصراف تالا التفت سليمان ليقول لمدكور بجدية : الكلام ده مش عاوز مخلوق يعرف عنه حاجة و لا حتى تالا .. ده كلام يطير فيه رقاب 
مدكور بفضول : و شغل ايه ده بقى اللى يطير فيه رفاب مش فاهم  
سليمان : شغل مع الجيش
مدكور : شغل ايه اللى هنشتغله مع الج/يش و ايه اللى يقلق من الشغل مع الج/يش
سليمان : سل/اح 
مدكور : و احنا هنشتغل فى السل/اح مع الج(يش ازاى مش فاهم .. هنصنعهولهم 
سليمان : لا .. هنبيعهولهم
مدكور ضاحكا : احنا اللى هنبيع السل/اح للج/يش ، ده شغل دول و مؤسسات الدولة ايه اللى هيفهمنا احنا فى الكلام ده
سليمان و هو يحك جبهته : أصل الشغل ده .. مش مع الج/يش بتاعنا 
مدكور : اومال انهى ج/يش 
سليمان : هتفرق معاك الدولة 
مدكور : هيفرق معايا الشر/عية يا سليمان .. انت عارف الكلام ده عقو/بته ايه
سليمان : ده لما يكون فى تلبس و حيا زة ، انما احنا كل شغلنا هيبقى مجرد اتفاقات و بس
ليصمت مدكور و كأنه يفكر فى الامر ليقول سليمان بتحفيز : انت عارف الكلام ده ممكن ينقلنا نقلة شكلها ايه .. احنا فى خلال سنة واحدة هنعدى المليااار بمراحل 
مدكور : بس لا انا و لا انت عندنا خبرة فى الكلام ده 
سليمان بحماس : ماتقلقش .. عندى الناس اللى هتساعدنا و هتخلينا نعدى بسرعة .. احنا بس محتاجين نخطى خطوة صغيرة تخلينا مستعدين لكل حاجة 
مدكور : خطوة ايه دى 
سليمان بتروى : الدمج
مدكور : دمج ايه مش فاهم 
سليمان : دمج مجموعة العزيزى بمجموعة الانصارى 
مدكور : و اشمعنى 
سليمان : حجم التعاملات اللى هتتعمل محتاجة اساس راسماله عالى اوى ، و ده مش هيحصل الا بدمج المجموعتين مع بعض
مدكور : طب ما نتشارك و خلاص
سليمان : للاسف ماينفعش ، الناس دى مابتتعاملش غير مع اسم واحد بس ، ما بتشتتش مجهودها 
مدكور : و مين بقى الناس دى 
سليمان : ما اقدرش اقول لك قبل ما اخد موافقتك فى البداية 


الفصل الثاني عشر من هنا 




تعليقات



×