رواية رحم بديل الفصل الحادي عشر 11 بثلم زينب سعيد



رواية رحم بديل الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب سعيد 




 اللهم أرحم أبي وأغفر له واسكنه فسيح جناته.
اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنة 

                الفصل الحادي عشر 

ليقترب أدم منها ويردف بإستغراب من فعلتها:في أيه أتخضيتي كده ليه ؟وأيه إلي فرح هتقوله ليا ؟

عبير بتوتر وهي تجذب الهاتف الواقع أرضاً :ها لأ مفيش يا باشا أصلها يعني قلقانة علي أمها وعايزة تشوفها.

ليردف أدم بعدم إقتناع:وأيه إلي هيضايقني في كده دي والدتها وطبيعي تطمئن عليها وتشوفها.

عبير بتوتر وهي تنظر أرضاً هاربة من نظراته التي تكاد أن تخترقها:يعني عشان هي لسه تعبانة و قايمة من عملية كانت فاكرة حضرتك هترفض .

أدم بهدوء:تمام أدخلي ليها وأجهزوا عشان نمشي من هنا 

عبير بتوتر:هو فرح هتروح مع حضرتك الفيلا ؟

أدم بإيجاب :أيوة يلا عقبال ما أخلص حساب المستشفي وهنعدي علي المستشفى إلي فيها والدة فرح تطمن عليها.

عبير بتردد:تمام يا باشا بس مدام ضحى عارفة أن فرح هتروح مع حضرتك ؟

لينظر لها أدم بتهكم ويرفع إحدي حاجبيه ويردف ساخرا: هو أنا المفروض أخد الإذن منها ولا أيه ؟

عبير بإرتباك:مش قصدي يا باشا..

لينظر لها بتحذير:أحسن ليكي تخليكي في حالك ويلا روحي نفذي إلي قولته ليكي قالها وتركها وغادر لتتنفس عبير الصعداء ثم تتجه للداخل لغرفة فرح.

في غرفة فرح.

تدخل عبير الغرفة بلهفة وتبدأ في إيقاظ فرح النائمة بغيظ شديد 

لتفيق فرح بتململ وتنظر لها بحيرة:في أيه يا خالتي؟

عبير بضيق : أه قومي يلا أدم باشا جه عشان ياخدك هنروح الآول تشوفي أمك وبعدين تروحي الفيلا الفيلا معاه.

لتنظر لها فرح بتوتر: هو لازم أروح معاه أنا خايفة وعايزة أرجع بيتنا.

لتردف عبير بضيق: لا الباشا قرر وأحسنلك بلاش ترجعيه في حاجة قالها عشان متجبيش مشاكل لنفسك بصي يا فرح الناس دول كبار وأحنا مش قدهم فلازم نرخي عشان المركب تعدي فهماني ؟ لتكمل بتحذير أوعي عقلك يوزك وتعرفي الباشا عملتك السودا وإنك كنت هتسقطي نفسك.

لتبتلع ريقها بمرارة: فاهمة يا خالتي أطمئني .

لتتنهد عبير براحة:طيب قومي يلا عشان تلبسي.

لتومئ لها بإيجاب وتنهض بتثاقل وترتدي ملابسها بمساعدة عبير وبعدها تجلس على الفراش بوهن شديد.

ليطرق الباب ويدخل بعدها أدم بطلته الجذابة .

لينظر لها أدم بتقييم ويردف متسائلا:جاهزين؟

عبير بإيجاب:أيوة.

أدم بهدوء:تمام يلا بينا….   

علي الطرف الآخر في شقة عبير.

تغلق سحر هاتفها بغيظ بعد سماعها لمكالمة والدتها .

سحر بغل: بعد ده كله يا فرح الكلب نفدتي لا وأيه هتعيشي في الفيلا ماشي الصبر حلو وأنا وراكي والزمن طويل يا ست فرح.

……………..

في فيلا أدم.

تجلس ضحي في غرفتها تهز قدمها بعصبية شديدة وهي تفكر في حديث والدتها فقد أخبرتها والدتها أن تنفذ أوامر أدم لكي تكسب رضاه من جديد بعد فعلتها الشمطاء مع عائلته فهو لم يمر الموضوع مرور الكرام لتذفر بضيق 

لتنتفض عبير من مكانها بغيظ وتحدث حالها:ما بقاش غير الخدامة دي إلي تعيش معايا ثم تكمل بتوعد هخليكي تتمني الموت يا ست فرح صبرك عليا لتتجه لخزانة الملابس تنتقي أشيك ما لديها لإرتدائه كي تعرف هذه الحمقاء ما هي مكانتها هنا…..

………………..

في سيارة أدم.

تجلس عبير في الأمام بجوار السائق بينما تجلس فرح بتوتر بجوار أدم بصمت تام.

بينما أدم يجلس ينظر للخارج بشرود حتي يقف السائق أمام مستشفى العامري.

السائق بأدب : وصلنا يا أدم باشا.

أدم بإنتباه :تمام لينظر لفرح بهدوء يلا يا فرح .

فرح بإيجاب :حاضر لينزلوا سويا ليجدوا عبير في إنتظارهم.

أدم بأمر:خليكي هنا يا عبير.

عبير بغيظ مستتر:تمام يا باشا.

أمام غرفة الرعاية المركزة.

يقف أدم وفرح مع الطبيب أمام الرعاية المركزة يتحدثون مع الطبيب.

الطبيب بعملية:زي ما قولت لحضرتك يا أدم باشا حالتها صعبة جداً.

أدم بتساؤل:طيب العملية ينفع تتعمل إمتي ؟

الطبيب بعملية:هي حالتها في مرحلة متأخرة هي واضح أنها كانت عايشة علي المسكنات هنستني لغاية ما تفوق من الغيبوبة ونبدأ في جلسات العلاج بالكيماوي.

فرح بلهفة:هي هتفوق إمتي ؟

الدكتور بهدوء:دي حاجة في علم الغيب ممكن النهاردة بكره بعد أسبوع شهر سنة بس لو أتأخرت عن أسبوع هنضطر نعمل ليها الجلسات وهي في الغيبوبة.

أدم بعملية:تمام نقدر نشوفها ؟

الطبيب بعملية:أيوة الممرضة هتعقمكوا وتدخلوا بعد إذنكم.

أدم بهدوء:أتفضل ليلتفت أدم لفرح بهدوء يلا أدخلي وانا هستناكي هنا.

فرح بتوتر: حاضر.

بعد دقائق تسير فرح بخطوات بطيئة بعد أن إرتدت الملابس المعقمة وعيونها ممتلئة بالدموع حتي وصلت لسرير والدتها لتنظر لها بحسرة وهي تجد جسد أمها متراخي علي الفراش بلا حول ولا قوة والأجهزة والأسلاك موصلين بجسدها ووجها شاحب كالموتي.

لتقترب منها بحذر وتجلس أرضاً بجوار السرير وتمسك يدها بحنان وتقبلها وتتحدث بدموع وندم :سامحيني يا أمي عارفة إنك زعلانة مني حقك عليا والله ما هزعلك تاني بس فوقي أنتي وحشتيني أوي.

لتنتفض فرح من بكائها علي يد حانية تمسد لي كتفها :يلا يا فرح كفاية كده. 

فرح بدموع وهي تلتفت لأدم:تفتكر هتسامحني ؟ بعد ما عرفت بإلي عملته ؟

آدم بحنان وهو يساعدها على النهوض:إن شاء الله هتسامحك قومي يلا عشان نروح. 

لتنهض فرح بقلة حيلة :حاضر. 

……………….

في حارة الشعبية التي تقنط فرح. 

في الصيدلية. 

يجلس الدكتور أحمد بشرود وهو يشرب سيجاره يفكر في سحر وكيف يجعلها تلين معه.

ليدخل أحد أصدقاء السوء ويتحدث بمزاح:مالك يا دوك شايل الهم كده ليه ؟

أحمد بشرود:مفيش يا شاكر. 

شاكر بخبث:علي شاكر بردو مالك أحكيلي في موزة معصلجة معاك ولا أيه ؟

أجمد بسخرية وهو يطفئ سيجاره:بتقول فيها أه يا أخويا. 

شاكر بمكر:طيب وإلي يخليها تجيلك راكعة ؟

أحمد بلهفة :أيدي علي كاتفك بس أزاي. 

شاكر بمكر:هقولك….

………………….

في فيلا أدم. 

تصل سيارة أدم الي الفيلا آخيرا ويترجل هو وفرح وسويا وبرفقتهم عبير ليرن الجرس وتفتح الخادمة الباب. 

ليدخل أدم أولا وخلفه فرح التي تتمسك بعبير بذعر وقلبها يكاد أن يخرج من بين ضلوعها من شدة نبضاته التي تكاد تجزم أن أدم وعبير أستمعوا لها.

أدم بتساؤل للخادمة:جهزتي الأوضة إلي قولتلك عليها ؟

الخادمة بأدب:أيوة يا باشا. 

ليومئ أدم برأسه بهدوء ثم ينظر لفرح وعبير بهدوء: أطلعي معاها علي الأوضة إلي جنب أوضتي وخليكي معاها يا عبير لغاية ما تاخد علي المكان .

عبير بطاعة:حاضر يا باشا. 

لتجذب يد فرح ويتحركوا تجاه الدرج متجهين لأعلي وخلفها أدم يصعد الدرج بثبات واضعاً يده بجيبه حتي أطمئن لدخولها عرفتها وإتجه هو الآخر لغرفته بعد أن آخذ نفس عميق يحاول تهدئة أعصابه من الإعصار الذي سيحدث الأن ليفتح الباب ويجد ضحي تجلس علي الفراش وتنظر له بغيظ بعد رؤيتها له وهو يدخل المنزل ومعه المدعوة فرح. 

ليردف ببرود: مساء الخير.

لتحاول ضحي السيطرة علي حالتها وتنهض من مكانها وتقبله في خده وتتحدث بإبتسامة :حمد الله على السلامة يا حبيبي. 

ليضم أدم حاجبيه بإستغراب من حالتها:الله يسلمك أنتي كويسة ؟

لتردف ضحي بإبتسامة :أيوة يا حبيبي أنا كويسة وبخير المهم إنك ما تكونش زعلان مني ؟

أدم بعدم إقتناع وهو يحتضنها بحنان:طول ما أنتي عاقلة كده يا حبيبتي مش هزعل منك.

ضحي بخبث :أطمئن يا حبيبي حتي لو عايز نسافر نعتذر لأهلك معنديش مشكلة. 

ليومئ أدم برأسه مؤكدا:هيحصل بس لما يهدوا شوية ثم يبعدها عنه بهدوء خدي بالك فرح جت معايا وفي أوضتها دلوقتي أتمني إنك تخليكي بعيد عنها ومتضيقهاش. 

ضحي بإبتسامة مصطنعة :أطمئن يا حبيبي دي في عنية لغاية ما تقوم بالسلامة.

أدم براحة:تمام يلا هدخل أخد شور عقبال ما الأكل يجهز. 

ضحي بإبتسامة :وأنا هروح أسلم على فرح.

أدم بريبة:ماشي يا حبيبتي. 

………….. …….

في غرفة فرح. 

تجلس فرح علي الفراش وهي تنظر للغرفة بإنبهار شديد فهي لم تري غرفة مثل هذه الغرفة بحياتها إلا في الأفلام. 

بينما تقف عبير تنظر للجنينة بشرود تام ليطرق الباب. 

للتدخل عبير سريعاً وتتجه لباب الغرفة وتقوم بفتح الباب لتجد ضحي أماما لتبتلع ريقها بتوجس وتردف بتوتر:أتفضلي يا هانم. 

لتنظر لها ضحي بتوعد ووتتخطاها متجهه للداخل بغرور لتنهض فرح من مكانها بفزع وهي تسلط بصرها أيضاً هروباً من واجهة ضحي. 

لتتحدث ضحي بهدوء:نورتي يا فرح. 

فرح بتوتر:شكرا يا هانم. 

لتنظر ضحي لعبير بهدوء:أعملي حسابك تفضلي جمب فرح يا عبير وأنتي إلي تخدميها بنفسك فاهمة. 

عبير بصدمة:أوامرك يا هانم. 

لتغادر ضحي الغرفة بغرور تاركة فرح وعبير في صدمة من حديثها ….. 

………………..

بعد مرور شهر. 

مرت الأيام بروتينية شديدة ظلت فرح طوالها حبيسة غرفتها بعد تحسن صحتها وإستقرار وضع الجنين ولم تحتك بها ضحي إطلاقاً. 

بينما ضحي فسافرت مع أدم وإعتذرت لأهله مما آثار تعجبهم من تغيرها المفاجئ و تحسنت علاقتها مع أدم كثيرا. 

بينما أدم أصبح أكثر راحة بعد تغير ضحي الملحوظ الذي مازال لا يفهم سببه حتي الأن. 

أما والدة فرح فلم تفق حتي الأن من غيبوبتها وقد إضطر الطبيب لعمل جلسات الكيماوي لها أثناء غيبوبتها حتي لا يتضخم حجم الورم أكثر من هذا كي يستطعوا أن يقوم بإستئصاله في أقرب وقت….. 

أما عند عائلة أدم فهم رغم فرحهم بمجئ أدم وإعتذار ضحي لهم لم يسترحوا لها فهم يعرفونها جيدا فليست ضحي من تتغير بهذه السهولة . 

أما ضحي فهي أصبحت تنفذ جميع ما يطلبه أدم وتنفذ كل ما يطلبه منها فهي تريد أن تكسب رضاه من جديد حتي يعود لها كما سبق عهده. 

في أحد الأيام. 

يجلس أدم في شركته يتابع عمله بتركيز شديد ليرن هاتفه ليرد بهدوء وسرعان ما ينهض متجها لمنزله سريعا…….

يتبع… …….

بقلم زينب سعيد القاضي.


الفصل الثاني عشر من هنا 




تعليقات



×