رواية حب فوق الغصون (كامله جميع الفصول) بقلم سارة نيل




رواية حب فوق الغصون الفصل الاول 1 بقلم سارة نيل 







شوفت كلهم بيقولولي إنِّ عجوزة، وكمان أكتر الناس في الشارع بيقولوا مدام وفي ناس تقول يا حجة وأنا يدوب ٢٥ سنة، الكلام دا بيوجع قلبي أووي.
قالت وهي بتبكي وبتبص للسما بعيون مليانة دموع..
-أصلًا كلهم بيقولوا إن مستحيل حد يبصلك أو يفكر يتجوزك أصل إنتِ بصراحة مش فيكِ حاجة حلوة وشكلك مش أوي.
تعرف في حد قالي جملة كدا..
قال إن البنت أول ما بتخلص جامعة خلاص محدش بيبصلها بتقعد في البيت ومحدش بيعرفها أصل فاهم دماغ الشباب وعارف بيفكروا إزاي..
البنت لما تعدي سن الخامسة وعشرين خلاص كدا فاتها قطر الجواز ومحدش بيبصلها وإللي بيجلها واحد متجوز قبل كدا أو أرمل وعلى الشاكلة دي..
عملوا نفسهم قضاه وبيحكموا همّا..
الحمد لله إن الرزق بإيدك إنت، على فكرا أنا عندي يقين كبير بالرزق إللي عندك.
أصل بيقولولي إن الخمار ده عملك زي ماما الحاجة ومعجزك، دا أنا حتى كنت بفكر ألبس النقاب أمال هيقولوا أيه ساعتها بقاا.
أنا مش حكاية مهتمة ولا بهتم بكلامهم بس غصب عني يارب غصب عني … جرحوني يارب خدلي حق قلبي منهم..
-غصون يا بنتي جيبي شوية الطلبات دول معاكِ.
-حاضر يا ماما عيوني.
-ربنا يسترها معاكِ يا بنتي ويرزقك من أوسع أبوابه ويريح قلبك.
-اللهم آمين يا ماما، ويجعل دعواتك دي من نصيبي يا غالية ويباركلي فيكِ.
-عوضك كبير أووي يا غصون، وهتقولي أمي قالت، ربنا شايلك ياامه أوي يا بنتي أصل ربك كريم.
رمت نفسها في حضنها، والدتها بلسم الجروح دي كلها وجودها كنز ونعمة كبيرة بتخفف عنها كتير.
-ربنا يخليكِ ليا يا ماما ويديم حضنك دا يا غالية.
يلا همشي بقى علشان متأخرش على الشغل…
-روحي يلا ومتنسيش طلبتنا يا غصون.
-حاضر يلا سلااام.
نزلت السلالم جري وهي بتدعي جواها علشان ربنا يوفقها النهاردة وتصميمها يتقبل في الشركة إللي بتشتغل فيها؛ فعلى الرغم من إللي بيحصل إلا إنها كانت متفوقة جدًا في دراستها وكانت الأولى على دفعتها واتقبلت في شركة كبيرة للفاشون ديزاينر .. عندها أحلام كتيرة وطموح كبير.
بتعشق تصميم الملابس ونفسها تبقى المصممة الأولى في مصر وبعدين تحقق حلمها براا البلد..
-يارب تصميمي يتقبل النهاردة علشان اتنقل على المرحلة الأخيرة، يارب أجبر بخاطري.
ووقفت انتظرت اتوبيس وركبت وهي معلقة شنطتها على كتفها وعلى إيديها ألواح ورقية بيضاء كبيرة..
وفضلت تكرر باستمرار “لا حول ولا قوة إلا بالله” على لسانها.
بعد مدة وصلت قدام الشركة ودخلت واتجهت للمكتب وإللي بيضم أربع أشخاص غيرها ‘أحمد-أسيل-أروى-صبا’
أربع مصممين علاقتهم بيها غير مترابطة، بيكرهوها وبيسمعوها أسوء الكلام مع العلم إنها بتتجنبهم على قد ما بتقدر..
-السلام عليكم.. صباح الخير.
جلست خلف مكتبها الصغير الذي يقبع بأخر الغرفة..
وضعت صبا قدمًا فوق الأخرى وقالت وهي بتبصلها من فوق لتحت:-
_أهلًا .. ماما غصون وصلت يا ولااا
قلبت أسيل عنيها وقالت وهي بتعدل شعرها:-
_صباحك زي وشك يا حجة غصون..
بينما أحمد فأكتفى بضحكة ساخرة وأروى فاكتفت بالصمت.
ابتسمت غصون وهي بتقنع نفسها أنها مش هتسمح لحد يعكر مزاجها وقالت بهدوء:-
_الله يسامحكم.
رتبت الأوراق قدامها وقربت الأكواب الممتلئة بالأقلام منها وحاولت تتجاهلهم قدر الإمكان..
قالت صبا بغل وهي بتبصلها:-
_أوعي تكوني مفكرة إن ممكن تكسبي في المسابقة يا ماما الحاجة، أصل هما لو شافوكِ هيتخضوا لأن أكيد تصميمك شبهك يا حجة غصون.
ردت أسيل:-
_متشغليش بالك بيها يا صفا هي متستاهلش..
شوفي شوفي تعالي أفرجك صوري أنا وخطيبي شادي.. وأقولك على المفاجأة إللي عملهالي..
_واووو بجد ربنا يحفظك يا حبيبتي ويبعد عنك الحساد.
قالتها وهي بتبص على غصون بحقد دفين..
_يارب يا بنتي، وقولولي بقاا إنتِ وأحمد هتتجوزوا إمتى.
قال أحمد وهو بيبص لصبا بحب:-
_أنا وصبا قلبي براحتنا، خلينا نتمتع شوية..
قاطعت وصلة سخريتهم أروى وهي بتقول:-
_على فكرا بيقولوا خبير التصميم المتخصص هيوصل النهاردة وهو إللي هيطلع على التصاميم وهيصفيهم ويختار منهم مع لجنة تحكيم..
أحمد بجدية:-
_طب دا شكله أيه ولا طبعه أيه، ويا ترى هيبقى عامل إزاي.
_محدش يعرف لأنه مسافر برا أصلًا .. بس كل إللي بيقولوه إن فظيع وحاجة كدا برفيكت وعلى فكرا هو إللي هيبقى المسؤول هنا..
همهمت أسيل بتعجرف:-
_إن شالله يكون مين أنا واثقة من تصميمي كويس وهيختاره غصب عنه..
كانت غصون بتسمع وفضلت تدعي من جواها بخوف ويقين:-
_يارب إنتَ الأقوى، يارب أجبر بخاطري.
مرّ عامل المشروبات عليهم وسألهم بطيبة رجل كبير:-
_تحبوا تشربوا حاجة يا أساتذه..
قالت صبا:-
_سانكس.
وأحمد وأسيل طلبوا قهوة، وأروى شاي..
وقالت غصون بوِد وابتسامة هادية:-
_ممكن كوباية شاي بلبن يا عمي سيد لو سمحت الله يكرمك ومعلش هتعبك.
قال الرجل بطيبة:-
_تعبك راحة يا ست البنات.. عنيا يا بنتي..
بصتلها صبا بإشمئزاز وهتفت:-
_بيئة ولوكل..
_أكلك وشربك كله غير صحي يا ماما الحاجة لغاية ما بقيتي شبه الدب..
_باكل إللي بيعجبني يا أستاذة أسيل ومطلبتش رأي حضرتك ولا يهمني وكفاية إن بحب شكلي .. أحسن دبدوب والله.
شعرت أسيل بالإهانة وخبطت المكتب بقوة لتُأزرها صبا وتربت على كتفها قائلة:-
_إنسانة جاهلة يا سيلو متعمليلهاش قيمة.. سيبك منها.
جذبت غصون حاجز على مكتبها يحجب رؤيتها عنهم ورؤيتهم عنها وبدأت في تصميم جديد لمجموعة الشتا بتاعتها..
بصلهم أحمد وقال:-
_ متقلقوش بأي طريقة هخرجها من مكتبنا .. مكتب تصميم الدرجة الأولى ونتطردها برا لأن دا مش مكانها وهي وصلت لهنا بالنصب…
*****************
_ خبير التصميم طالب مصممين الدرجة الأولى والدرجة التانية في إجتماع عاجل.
بصوا لبعضهم بعد سماع الخبر ده وبدأ يجهزوا نفسهم علشان المقابلة دي…
قالت أسيل:-
_يلا بينا..
خرج أحمد مع صبا ..
بصت أروى لغصون وقالت:-
_مش هتيجي معانا يا غصون.
ابتسمت غصون بهدوء فأروى هي الوحيدة إللي فيهم هادية ومش بتتصادم معاها في الكلام، وأجابتها:-
_هصلي الضهر وهاجي وراكم عالطول إن شاء الله مش هغيب.
_تمام.
وخرجت أروى ووراها أسيل إللي نمت على شفتيها إبتسامة شريرة وانتظرت أروى تبعد عنها وغصون تبدأ في صلاتها وقفلت الباب بالمفتاح من براا..
_ابقي وريني هتخرجي إزاي بقاا .. هيبقى يوم طردك يا بومة.
************
اتجمع أربع مصممين من الدرجة التانية ومصممين الدرجة الأولى … أحمد وأسيل وصبا .. وبقت غصون..
الكل منتظر الرئيس الجديد وإللي هيتوقف عليه كتير..
وبخطوات رزينة دخل …….«عُـــــــدي»
_السلام عليكم.
وقف الكل بإحترام مرددين السلام وهم يتأملوا هذا الشاب الثلاثيني حازم الملامح طويل القامة ذا لحية خفيفة ومليح الوجه..
_أهلًا بيكم يا شباب .. أنا عُدي الحصري هكون معاكم إن شاء الله من النهاردة مسؤول عن التصميم هنا في المجموعة وعن المسابقة إللي هنختار منها تصميم واحد ..
التعامل بينا هيكون قائم على الإحترام وكل إللي بطلوبه منكم الإلتزام بالمواعيد وإللي بقوله ولو في أي مشكلة نتناقش فيها..
أنا المفروض يكون قدامي مجموعة الدرجة الأولى والدرجة التانية .. وإللي هما ٨ مصممين وأنا شايف قدامي ٧ بس..
دا بيسيب عندي إنطباع مش كويس من أول مقابلة..
فين المصمم التامن…
همست صفا لأسيل:-
_أمال فين البومة مجيتش ليه .. يلا كويس يارب ما تيجي ومعدتش تدخلها تاني..
همست أسيل:-
_متخافيش مش هتيجي ولا هتطلع أصلًا من المكتب.
_فهمتك يا سيلو برافوو عليكِ والله مطلعتيش سهلة بردوه.
_تربيتك يا صاافو.
ولسه ما خلصوا كلامهم وتفاجأوا بدخول غصون..
دخلت وهي بتتنفس بقوة وبين إيديها دفترها وأوراق طويلة رفعت رأسها لفوق موجهة نظراتها لذلك الذي وقف ينظر لها بصدمة كبيرة لا يُصدق ما يرااه .. هذا مُحال …!!!
إنـهـا هـــــــــي..!!!!

يتبع


الفصل الثاني من هنا 




 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-