رواية حب فوق الغصون الفصل الثامن 8 بقلم سارة نيلغصون8 ناد بأعلى صوته عندما رأها تختفي من أمامه شيئًا فشيء… ثــــــــم اسـتيقـظ بفزع وهو يتنفس بعنف ويتصبب عرقًا.. _أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ليه اختفت من قدامي كدا مرة واحدة، دا معناه أيه..؟! مسح على شعره ونظر في المنبة الذي يقبع بجانبه على وحدة الأدراج فوجد أن الوقت تقارب على الفجر، قام من سريره وقال:- _استغفر الله العظيم واتوب إليه، يارب احفظها يارب واحميها من أي أذي يا الله.. توضأ وبدأ يُصلى ركتي قيام ليل قبل أن يُأذن الفجر وظل يدعو بسجوده بالخير والصلاح لها ويدعو الله أن تكون حلاله ومن نصيبه بأقرب وقت.. _ربنا يجعل نصيبك أنا يا غصوني.. فرغ من صلاته وخرج من غرفته وهو يستغفر ليجد والدته تجلس ويبدو أنها قد فرغت من صلاتها للتو.. ابتسم ببشاشة واقترب منها قائلًا:- _تقبل الله يا بيلا.. _منا ومنكم يا حبيب بيلا، مالك يا عُدي وشك أصفر كدا..إنت تعبان ولا أيه..؟ تنهد وهو يجلس بجانبها ثم قال بعدما قبل يديها:- _إهدي يا أمي أنا بأفضل حال، بس حلمت حلم حلو وقلب في أخره وحش.. تسائلت بتعجب:- _غصون بردوه .. بس أيه الوحش يا عُدي ما بقالك فترة طويلة بتحلم نفس الأحلام.. _أيوا بس كانت كلها أحلام عادية وحلوة لكن بتاع النهاردة في أخر الحلم كانت بتبعد عني واختفت من قدامي… وتابع بحزم:- _إن شاء الله بعد الشغل بكرا هروح على بيت والدها أنا عرفت مكانه وهكلمه مبدأيًا وبعدين أخد منه ميعاد.. ابتسمت بسعادة وقالت:- _وأخيـــــــــــرًا يا عُدي .. أيوا خير البر عاجله وربنا يا بني يسهلك أمورك ويسعد قلبك ويجبر بخاطرك يا حبيبي.. متعرفش أنا قد أيه متحمسة إن أشوف غصون ونفسي بفارغ الصبر تبقى في بيتك النهاردة قبل بكرا.. _إن شاء الله يا أمي، دعواتك بس وأنا متأكد إنك هتحبي غصون جدًا.. _أنا بحبها من خمس سنين مش لسه هحبها يا عُدي هو إحنا كان ورانا كلام غيرها لمدة خمس سنين والله سيرتها كانت مهونة غربتنا.. _عندك حق يا بيلا فعلًا هونت عليا كتير .. التعب والغربة.. أنا كنت بحب أنام علشان أشوفها كانت بالنسبة ليا جايزة على كل حاجة حصلت في يومي.. _يا سلام على عم الرومانسي يا نااس .. دي كلت عقلك على الأخر يا ابن نبيلة.. ضحك بشدة وقبل رأسها وهو يقول:- _بس إنتِ طبعًا الأساس يا بيلا .. إنتِ حبيبتي الأولى ومفيش مقارنة بينكم… _كُل بعقلي حلاوة بقااا يا سي عُدي .. المهم أنا مرضتش أكلمك إمبارح لما لقيتك تعبان وقولت أسيبك تفوق.. أيه إللي أخرك كدا إمبارح .. كمان لقيت محمود صاحبك متصل يطمن ويقولي الحمد لله على السلامة ويسألني إنتِ كويسة .. وبعدين بيقولي هو في أيه وعُدي ماله.. أنا قلبي كان هيقف لما قالي كدا.. ولما ألحيت عليه حكالي وقالي إن إنت روحت وسحبت نفسك من المشروع وأخدت الفلوس وإنتَ مستعجل جدًا وخرجت وإنت شكلك ميطمنش.. في أيه يا عُدي إحكيلي.. تنهد مستغفرًا وقال:- _هو الواد محمود ده مابيتبلش في بوقه فوله … في الأول أنا بعتذر على موقفي لأن انسحبت من المشروع من غير ما أرجعلك وأنا عارف قد أيه كان حلمنا ونفسنا في المشروع ده .. عارف التعب إللي تعبناه علشان نوصله.. بس كوني متيقنة إن ربنا هيعوض بإللي أحسن.. _طب احكيلي حصل أيه .. طمني يا عُدي.. بدأ يحكيلها بموضوع عمّ سيد ومشكلته وكل حاجة حصلت وإنتهى من رواية ما حدث ثم نظر لها وقال:- _ودا بس إللي حصل يا ست بيلا… ترقرق الدمع بعينيها ونظرت له بإبتسامة ندية ثم رفعت كفها تمسد على شعره وقالت بفخر:- _الحمد لله يارب .. خير ما عملت يا ابني خير ما عملت يا حبيبي، ربنا يضع الخير فيك دايمًا يا ابني.. في ستين داهية الفلوس المهم فرجت كربة إنسان، ربنا يزيدك من نعيمة ويعوض عليك يا عُدي.. دا إبني إللي ربيته أنا فخورة بيك يا عُدي.. ط انحنى ولثم كفيها ثم لثم رأسها ومسح دمعها مرددًا:- _دا كله رزق الله يا أمي أنا وما أملك مِلكًا لله، الفضل لله ثم إنتِ من بعده يا أمي، أنا إللي فخور بإن إنتِ أمي وإن أنا إبن إنسانة عظيمة زيك .. ربنا يبارك في عمرك يا أمي.. _حبيبي ونور عيني يا عُدي.. قلبي راضي عندك دائمًا وأبدًا.. _وهحتاج أيه بعد كدا يا أمي، الدنيا وما فيها بين إديا.. _يلا الفجر هيأذن ألحق انزل على ما أحضرلك الفطار قبل ما تروح شغلك.. _لا يا أمي نامي إنتِ واستريحي النهاردة الأتنين نويت الصيام إن شاء الله.. _تقبل الله يا عُدي.. _منا ومنكم يا أمي .. هنزل المسجد بقاا يلا سلام عليكم. _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. خرج لصلاة الفجر وبقت هي تدعو له بالصلاح والفلاح من قلب أمّ صادق.. بينما أدى عُدي صلاته وعاد لمنزله يقرأ سورة البقرة كما إعتاد واتبعها بترديد أذكار الصباح ثم بدأ يتجهز ليخرج لعمله بنشاط وحيويه… ✲✲✲✲✲✲✲✲ بمنزل غصون لم يختلف الأمر كثيرًا، أدت غصون صلاة الفجر حاضرة ورددت أذكارها وبعض أيات الذكر الحكيم لتكون لها وقودًا وعونًا وطاقة ليومها وما سيحدث به… أخذت ترتدي ملابسها فوقع إختيارها على رداء ناعم من قماش الستان ذا لون سماوي رقيق وفضفاض وأكملت طلتها النقية بخمار من اللون الأبيض ذا نقوش من ورود الإقحوان الجميلة والمفضلة لديها .. أحكمته بلفة مختلفة ورقيقة فكانت بغاية الرُقي والنقاء والإحتشام.. سحبت من درجها إكسسوار رقيق من الفضة يتدلى منه ريشات صغيرة ووضعته حول معصمها.. وضعت كل ما تحتاجه في حقيبتها القماشية ذات اللون السماوي والمتناثر عليها سُحب بيضاء ضاحكة.. _يلا بينا .. توكلنا على الله.. خرجت من الغرفة وقالت وهي ترتدي حذائها الأرضي ذا اللون الأبيض:- _يا صباح الخيرات يا أهل الدار.. خرجت والدتها من المطبخ بينما والدها فكان يُتابع الأخبار على التلفاز:- _هتخرجي من غير ما تفطري يا غصون، أنا جهزت الفطار أهو استني تفطري يا بنتي.. _لا يا هدهد أنا نويت الصيام إن شاء الله.. _ربنا يعينك يا غِصن.. _يارب يا بابا.. يلا همشي أنا بقى وادعولي كتير، السلام عليكم.. وخرجت ودعوات والديها تلاحقها.. قالت وهي تهبط السلالم:- _بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء… وبعد أقل من ساعة كانت تدخل الشركة بهدوء وسكينة، دخلت مكتبها لتجد الجميع متواجد.. _السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محدش رد عليها غير أروى إللي ابتسمت بهدوء وقالت:- _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ابتسمت لها غصون وتسائلت:- _إزيك يا أروى عاملة أيه، أمال مجتيش إمبارح ليه لعل المانع خير.. _خير يا غصون ماما بس كانت تعبانة شوية وعملت أجازة على ما تشد حيلها شوية.. _ألف سلامة عليها يا حبيبتي ربنا يشفيها ويعافيها يارب. _الله يسلمك يا غصون تسلميلي يارب يا حبيبتي. صبا وأسيل كانوا بيبصولها بقرف وغل كبير وأحمد كان بيغلي من جواه… _أيه يا حاجة غصون الألوان اللوكل إللي لبساها دي .. الواحد عينه وجعته من ألوان الطيف دي ولا أيه يا أسيل.. ضحك كل من أسيل وأحمد بصوت مرتفع على كلام صبا وتريقتها بينما أروى حركت رأسها بعدم فايده ومسكت قلمها وأوراقها وبدأت تصمم نموذج لها.. أما غصون ابتسمت بهدوء وحركت يدها على ملابسها بنعومة وقالت ببرود أعصاب:- _ليه تتعبي نفسك كدا يا صبوبة أنا يا حبيبتي مش طلبت رأيك أصلًا … متجهديش نفسك في التعبير يا روحي وكفاية إن عجبني ومش تاعب عيوني.. اشتعلت عيون صبا بالغضب وأسيل حست بحرج من أجل صبا… أما أحمد فبصلها بغموض وبيستحلف لها من جواه، وقال من بين أسنانه:- _شايف إن الحاجة غصون طلع لها لسان وبقت ترد وتتريق علينا .. طب خافي على نفسك بقى علشان هتعيطي كتير يا غصون هانم.. تجاهلت الرد عليه فهي تبغض هذا الإختلاط ووجودها في نفس المكان مع مثل هذا الشخص، لكن كونهم فريق واحد بيستلزم هذا.. قطع تلك الحِدة دخول مدام ناهد فانتبه الجميع لها وأدركوا أن هناك خبرٌ هام…. قالت بعملية وهي تقف بمنتصف المكان:- _مسابقة التصميم الرسمي تم حسمها وتم إختيار التصميم من قِبل لجنة تحكيمية، في إجتماع الساعة 11 هيتم مناقشة الديزاين وعرض النموذج.. اللجنة كانت مكونة زيّ ما إنتوا عارفين من إتنين أجانب وهما السير جون والبرنسيس أوزلام بجانب البشمهندس عُدي وزيزي هانم.. والتفاصيل الباقية هتعرفوها في الإجتماع… أتمنى الجميع يكون موجود في قاعة الاجتماعات قبل 11.. ردد الجميع:- _تمام يا مدام ناهد… شعرت غصون بالتوتر وساد الصمت بين الجميع وهم ينظرون لبعضهم البعض بقلق فواحد فقط من بينهم الخمسة سيتم إختياره ليمثل الشركة والمؤسسة وهيبقى ليه مميزات كتير .. وأهمها إن هيتنقل من المحلية للعالمية.. قالت غصون بداخلها بيقن تام:- _يارب يارب أجبر بخاطري، أنا واثقة وراضية بأي نتيجة أنا اجتهدت واشتغلت كتير على التصميم ده وراضية بالنتيجة أيّ كانت.. وقفت أسيل تتخصر وقالت بكبرياء:- _الفوز حقي أنا وتصميمي هو إللي يستحق يكون في الصدارة لأن فعلًا مُميز.. قالت أروى بهدوء:- _لجنة التحكيم هي إللي قررت وهنعرف مين هو التصميم إللي طابق كل المعاير وتوافر فيه كل الجماليات إنتِ عارفة إن بيدرسوا كل تصميم من جميع الجهات.. _احلموا كلكم حقكم بس أنا إللي هفوز وهنشوف.. نظرت صبا لأحمد وهمست:- _هنفذ الخطة النهاردة؟ _هيحصل وهنفضحها النهاردة .. وهتنطرد من هنا شر طردة.. والكل يعرف حقيقتها بدل ما هي عاملة فيها الخضرة الشريفة.. ✲✲✲✲✲✲✲✲ فتحت عيونها واتلفتت حوليها وهي تشعر بألم فظيع في صدرها وإرهاق بروحها قبل جسدها.. هرولت إليها والدتها ووالدها بلهفة.. قالت فادية بلهفة ودموع تغرق وجهها:- _مِسك .. بنتي حبيبتي إنتِ فوقتي يا بنتي.. الحمد لله يارب الحمد لله.. قال العمّ سيد بلهفة:- _آآه يا مِسك أبوكِ ضهره اتكسر .. الحمد لله يارب، أنا أنا هروح أنادي دكتور عُبيدة.. وخرج مسرعًا لتظل فادية تمسد جسد مِسك بلهفة وتتحدث دون توقف:- _مِسك أيه إللي بيوجعك .. اتكلمي يا بنتي.. هبطت دموع مِسك بغزارة بألم نفسي قبل جسدي وهمست بضعف شديد ووهن:- _كل حاجة وجعاني .. كل حاجة يا .. أمي .. كل حاجة.. تعرفي قبل ما أجي .. المستشفى زمايلي في الكلية قالولي أيه..؟ وكان عندهم حق تعرفي يا أمي إن كنت بتمنى الموت وبقول يا ريتني ما أقوم.. نطقت والدتها بصدمة:- _مِسك .. بنتي إنتِ بتقولي أيه.. _الكل قالي حتى لو عملتي العملية يا مِسك إنتِ معدتيش هتنفعي لحاجة يا حرام .. متزعليش دا نصيبك إحنا كلنا شافقين عليكِ .. إنتِ مستحيل حد يقبل بيكِ وهتعيشي متعذبه طول حياتك بين الفقد ومرارة الرفض.. حتى هتفقدي أبسط حقوقك في كل حاجة .. مستحيل حد يقبل يتجوز واحدة زيك … أو حتى لو فرضًا جدلًا حصل عمرك ما هتبقي أم.. وفي نهاية دا كله .. يقولوا إحنا بنقولك الحقيقة وبنواجهك بيها أوعي تزعلي.. شوفتي يا أمي نظرت الناس ليا .. ياريت هما وبس دا أنا بشوف الشفقة في عيون الكل.. وقفت فادية مصدومة مش مصدقة إللي بتسمعه إزاي كانت غافلة عن كل الكلام ده ومقدرتش تحمي بنتها.. هي كانت فين وبنتها بتتعذب العذاب النفسي دا كله.. أيه المرحلة إللي وصلت لها مِسك تخليها بعد ما تفوق وربنا نجاها تزعل إنها عاشت واتمنت الموت.. إزاي دا حصل..؟! لم تستطع الرد حيث دخل والدها بصحبة عُبيدة الذي دخل مبتهجًا بإبتسامة بشوشة والسعادة ترتسم على وجهه.. _السلام عليكم. التفتت مِسك بوجهها بعيدًا وتشعر أنها تبغض هذا الطبيب لفلاحه في إنقاذها وكأنه هو السبب وليست أعمار وقدر الله.. اقترب عُبيدة بصحبة ممرضة وتفحص بعض الشاشات والأجهزة بينما تفحصت الممرضة المحلول المعلق بيدها.. لاحظ عُبيدة أثار الدموع على وجهها فعقد حاجباه وتسائل بإهتمام:- _آنسة مِسك عاملة أيه .. قوليلي حاسه بأيه .. وأيه بيوجعك.. رفعت أعينها له ونظرت له بحدة وهجوم وتحدثت بوجه محتقن ألمًا:- _كل حاجة بتوجعني … وجع فظيع في صدري .. ووو مش قااادرة… أتكلم.. تعجب عُبيدة من هجومها ونظراتها الحادة لكن شعر بالقلق من أجلها وقال:- _الوجع طبيعي يا آنسة مِسك .. لازم تكوني قوية علشان تقومي بالسلامة .. العملية مش ساهلة ولازم يبقى عندك عزيمة واستعداد إن تكوني بخير وأهم شيء العامل النفسي وتنسي كل حاجة تانية… وو…. قاطعته بحِدة ووقاحة:- _حضرتك دكتور شغلتك توصف العلاج وبس .. أي حاجة تانية مش شغلتك … مش معقول أقولك تعبانة وجسمي .. آآآه .. كله بيوجعني تقولي الدرس دا كله وتقولي أبقى قوية … سعلت بوجع لتنظر إليها والدتها بقلق وتهرول نحوها .. بينما عُبيدة وقف مصعوقًا من هجومها الحاد عليه ووقاحتها في الحديث.. همس بخفوت:- _استغفر الله العظيم .. أيه القطة الشرسة دي، هو أنا كنت عملت فيها علشان هجومها ده .. لا إله إلا الله.. قال العمّ سيد بقلق:- _هي مالها يا دكتور عُبيدة … إديها أي حاجة تخفف الوجع.. نظرت له مِسك بحِدة ورددت:- _أيه يا دكتور هتقف تتفرج كتير ولا .. أيه.. طلب عُبيدة بعض الإبر من الممرضة وهو يتمتم بسخط:- مِسك أيه دي سم ومكس على بعضه.. _بتقول حاجة يا دكتور.. _بقول هتاخدي حقنة مسكنة .. والعلاج ده هتاخديه في مواعيده وهتتبعي كل التعليمات وهتفضلي مشرفانه هنا شهرين.. _مش هيحصل … آآآه يا دكتور .. أنا مش بحب المستشفيات …قوله يا بابا هنطلع.. نظر عُبيدة للعمّ سيد وقال بحزم:- _لازم يبقى في إلتزام بالتعليمات يا عمّ سيد علشان ميحصلش انتكاسة .. ولازم آنسه مِسك تهدِي من أعصابها شوية… _طبعًا يا دكتور هنفذ كل التعليمات وكل إللي هتقول عليه.. نظر لها بتحدي وخرج وهو يقول:- _الحمد لله على سلامتها … السلام عليكم.. همست بغضب وجفونها تنغلق:- _دكتور غبي … دا مين … إللي عمله دكتور..! وذهبت بنومٍ عميق .. ليتغير خلف جدران تلك المشفى أقدار ويحدث ما لم يُتوقع ….. ✲✲✲✲✲✲✲✲ جلس الجميع داخل قاعة الاجتماعات بترقب شديد.. غصون … أروى … صبا … أسيل … أحمد… دخل مدحت بصحبة زوجته زيزي هانم.. وبجانبهم مدام ناهد وبعض الأشخاص الأخرين.. ثم وأخيرًا دخل عُدي وبيده بعض الملفات.. وقف مدحت قائلًا:- _خمس تصاميم تم اختيار تصميم واحد فقط هيمثل المؤسسة وهيفوز في المسابقة.. تم دراسة كل التصاميم من جهة خبراء أجانب وكان بشمهندس عُدي ضمن اللجنة وزيزي هانم.. هنعرض التصميم إللي اختارته اللجنة.. بشمهندس عُدي وزيزي هانم متحمسين علشان يعرفوا مين صاحبة أو صاحب التصميم.. شعرت غصون بالتوتر وظلت تردد بعض الآيات القرآنية والذِكر لتهدأ من روعها، رفع عُدي أنظاره نحوها فتبسم ويدعو الله لها بالتوفيق وحقًا لا يعلم من صاحب التصميم المُختار .. لحظة ترقب .. الجميع على أعصابه ومترقب.. أطفأت الإضاءة وأضاءت شاشة كبيرة بوسط الغرفة.. نظر الجميع بترقب بينما أغمضت غصون عينيها وقلبها يدق بسرعة.. ابتسمت أسيل بتشفي وتكبر وقالت:- _وأخيـــــــــــرًا… ظهر على الشاشة التصميم المُختار لينظر الجميع بصدمة غير متوقعة مُرددين:- _معقول… فتسائل عُدي بلهفة:- _مــيــــن صـــاحــب الـتـــصــمـيـم ده؟!. ساره نيل يتبع… الفصل التاسع من هنا |
رواية حب فوق الغصون الفصل الثامن 8 بقلم سارة نيل
تعليقات