رواية وانقطعت الخيوط الفصل السابع 7 بقلم ميمي عواليسبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله وحده لا نعبد إلا إياه و الله اكبر 7 #وانقطعت الخيوط الفصل السابع كانت تالا يبدو عليها الامتعاض الشديد حين قالت : و يا ترى امينة تبقى شريكتك ازاى بقى رهف و هى تنظر الى امينة بحب : احنا شركا بالنص انا بالتصميم و هى بالادارة و التنفيذ تالا : ايوة .. بس المفروض راس المال بالكامل …… ليقاطعها مراد قائلا : اعتقد ان مافيش مجال لمناقشة الكلام ده دلوقتى ، الوضع ده قائم من اربع سنين فاتوا ، و فعلا امينة نجحت انها تروح بالاتيلية لحتة تانية خالص مدكور موجها حديثه لرهف و امينة : المهم انكم تقدروا تحافظوا على اللى وصلتوا له رهف بابتسامة : ان شاء الله يا بابا مدكور : و انا كلمت الناس بتوعنا فى تركيا يتابعوا معاكى العقد بتاعك اللى هتمضيه هناك رهف بسعادة : بجد يا بابا مدكور : ايوة ماتقلقيش ، دول ناس يبقوا شراكات جاسر ، كان عرفنى عليهم من فترة و اتعاملنا مع بعض اكتر من مرة .. مصريين برضة بس عايشين هناك من سنين ، هيساعدوكم كتير انكم تفهموا الدنيا ماشية ازاى و لو العقود اللى هتمضوها هتبقى محتاجة ترجمة هم هيتصرفوا رهف بامتنان : انا متشكرة جدا لحضرتك و بعد العشاء ، التف الجميع حول كعكة الاحتفال و هم يعيدوا التهنئة لرهف مرة اخرى ، و اثناء تناولهم للحلوى قال انور موجها حديثه لزينب : بقول لك ايه يا خالتى زينب زينب : اتفضل يا ابنى .. خير انور و هو ينظر لامينة بتحدى : والدتى كانت عاوزة تجيلك البيت تتعرف عليكى زينب بطيبة : يا خبر يا ابنى و بتستأذن ، اهلا وسهلا بيها ، تنور وقت ماتحب ، بلغنى بالمعاد اللى يناسبها و انا هكون فى استقبالها انور لرهف : معلش بقى يا انسة رهف .. هطمع بس انك تسيبيلى خالتى بعد بكرة بالليل على ما الزيارة دى تتم على خير رهف بابتسامة خبث وهى تنظر لامينة : الحقيقة يا استاذ انور انا مابقدرش ابدا استغنى عن دادة زينب لحظة واحدة ، لكن لو الموضوع مستعجل اوى كده فزى بعضه.. انا موافقة مراد : و هو يعنى لازم فى بيتها هناك يا انور ، ما هنا و هناك واحد انور و هو ينظر لامينة بحب : معلش يا مراد لكل مقام مقال زى ما بيقولوا مدكور و قد استوعب ما وراء الحديث : انور بيتكلم بالاصول يا مراد ، هو صحيح هنا بيتها و هناك بيتها ، بس الاصول اصول ليرتسم الخجل على معالم امينة و هى تحاول الادعاء بان الحديث لا يخصها من قريب او بعيد وسط نظرات التسلية المرحة من رهف و انور لها لتقول تالا : انا مش فاهمة حاجة لينهض مدكور من مجلسه قائلا : بكرة هتفهمى كل حاجة ، و دلوقتى تعالى معايا هنفعد فى الجنينة عشان كنت محتاج اشرحلك شوية حاجات و عندما جلسا بالخارج قالت تالا بدلال : من ساعة ماوصلت بالسلامة و انا نفسى اقول لك وحشتنى و مش عارفة مدكور بابتسامة : طب مانتى قلتى اهو تالا بامتعاض مقرون بالدلال : تؤ … اول ما شفتك كنت هقولهالك بلهفة اكتر من كده بكتير و اكيد كنت هتحسها اكتر من دلوقتى بعد ماقعدنا و اتكلمنا و كلنا .. يعنى قضينا وقت طويل مع بعض قبل ما اقولها او تسمعها فاللهفة اكيد بردت مدكور بعبث : ياترى هتفضلى تقوليلى كلام حلو كده برضة بعد الجواز ، و اللا هيبقى خلاص المولد انفض و كل واحد وصل للى هو عاوزه تالا بلجلجة و تردد : تقصد ايه بكلامك ده مدكور ضاحكا بصخب وبادعاء المرح : اقصد انك هتبقى حطيتينى فى جيبك و ضمنتينى و اللى كان كان و خلاص لتبتسم تالا و تقول : اوعدك انك هتشوف منى حاجات عمرك ما تخيلت انك تشوفها مدكور : و انا كمان .. اوعدك انى هعيشك عيشة عمرك ماكنتى تتوقعيها و لا فى احلامك تالا و هى تنظر اليه من اسفل اهدابها : قوللى بقى ، عملت ايه مع دادى مدكور بسخرية : زى ما دادى حكالك بالظبط تالا بامتعاض : بس انا عاوزة اسمع منك انت ، بحب اسمعك و انت بتتكلم و خصوصا لو كلامك ده عن مستقبلنا مع بعض انا و انت مدكور بضحك : بس كده يبقى هنفضل نعيد و نزيد كتير اوى فى كلام مامنوش اى لزمة ، و عمرنا كمان ما هنتكلم فى المفيد تالا : طب و ايه بقى هو المفيد ده ليعتدل مدكور فى جلسته و ينحنى بجذعه مقتربا منها قائلا بجدية شديدة : اسمعى يا تالا .. انا يمكن من ساعة ام رهف الله يرحمها ما ماتت و انا عمرى مافكرت ابدا فى موضوع الجواز ده نهائى ، و كان كل هدفى و تفكيرى ، انى اتطمن على رهف و ولاد المرحوم اخويا لانى ماليش غيرهم فى الدنيا دى ، و لا عندى اعز منهم ابدا و لا هيكون .. و دى اول حاجة لازم تحطيها حلقة فى ودانك من و احنا لسه على البر تالا بقلق : تقصد ايه بكلامك ده ، تقصد انى مش هيبقى ليا عندك قيمة زيهم مدكور : انا ما قلتش كده ابدا .. انا بس عاوزك تفهمى ان رهف و مراد و هدى عندى فى حتة تانية لا يمكن ابدا حد يقدر يهزها او يحركها من مكانها مهما حصل تالا : طب و انا مدكور : انتى هتبقى مراتى ، يعنى وضعك غير وضعهم ، هم من دمى و طول عمرهم اللى راح و اللى جاى اسمهم مقرون باسمى ، لكن انتى … تالا بوجوم : تقصد انك فى اى وقت ممكن تطلقنى و تبعد عنى و ما ابقاش على اسمك .. مش كده مدكور : و ليه بس يبقى فى طلاق .. انتى ناوية تعملى مشاكل مع حد فيهم او تعاديهم او حتى تقارنى نفسك بحد فيهم تالا بدفاع : لا طبعا خالص ، و اديك شايف علاقتى برهف و بمراد عاملة ازاى ، و هدى انا لسه ما اعرفهاش ، و لا عمرى حتى شفتها مدكور : خلاص .. تبقى قلقانة ليه ، طالما كل واحد هيبقى فاهم حدوده فين يبقى ماحدش ابدا ممكن يزعل من التانى تالا باستسلام : ماشى يا حبيبى .. ها .. فى حاجة تانية عاوز تقولهالى مدكور : ايوة تالا : يا ترى ايه مدكور : لازم تفهمى انى راجل غيور بطبعى و نشأتى ، و طبعا لازم دايما تفتكرى انى راجل صعيدى ابا عن جد تالا بابتسامة دلال : و انا هبقى اكتر من سعيدة بغيرتك دى مدكور : يبقى لازم تاخدى حذرك و انتى بتتعاملى مع الكل ، و فى كل الاوقات ، و مش عاوزك ابدا تشيلى الكلفة بينك و بين اى مخلوق مهما ان كان هو مين تالا و قد بدا عليها التأفف : ها و ايه كمان مدكور : لبسك تالا بامتعاض : و ماله بقى لبسى كمان ، طول عمرى لبسى كان بيعجبك ايه اللى اتغير مدكور : كان بيعجبنى صحيح ، بس على اساس انك بنت سليمان الانصارى ، لكن اما تبقى حرم مدكور العزيزى فالوضع مختلف ، انتى هتبقى شايلة اسمى انا مش اسم ابوكى .. فلازم تكونى جديرة بده تالا باعتراض : و هو اللبس هو اللى هيخلينى جديرة او مش جديرة ، المفروض انى جديرة بقيمتى عندك مش بمظهرى مدكور بجدية شديدة و هو يضغط على كل حروف من حروف كلماته : المظهر مهم جدا ، و انا ما ينفعش مراتى تبقى سلعة مكشوفة لكل عين هنا او هناك .. انا عمرى ماكنت و لا هكون راجل ديوث تالا باستغراب : ديوث مدكور : مانتيش عارفة معناها و اللا معترضة على استخدامى ليها تالا : لا .. ما اعرفش معناها مدكور بتوضيح : الديوث ده هو الراجل اللى ماعندوش غيره على حرمة اهل بيته .. مراته بقى .. بنته .. اخته ، حتى امه ، اللى يسيب لحمهم لكل من هب و دب يتفرج و يجرب .. ده يبقى راجل ديوث يا تالا و انا مش كده ابدا و عشان كده انا حبيت انى احطلك النقط على الحروف عشان تبقى كل حاجة واضحة و على نور من البداية تالا بشئ من التردد : انت تقصد ان دادى ….. مدكور بحزم : انا ما اقصدش حاجة .. و ده اللى لازم تتعودى عليه من دلوقتى ، انا دايما كلامى واصح و مباشر و يوم ما اكون بقصد حاجة معينة هتلاقيها فى كلامى على طول مش ما بين السطور ااه .. و اهم حاجة لازم تفهميها من دلوقتى .. علاقتى بسليمان الانصارى فى الشغل ده شئ انتى كتالا مراتى مالكيش بيه اى علاقة ، و لا سليمان الانصارى رجل الاعمال له علاقة أبدا بتالا مراتى تالا : مش فاهمة مدكور : كلامى واضح يا تالا .. علاقتى بيكى مالهاش علاقة بشغلى مع سليمان و علاقة الشغل مالهاش علاقة بحياتنا الخاصة تالا بلجلجة : اااه طبعا .. من غير ماتقول مدكور : يعني متفقين تالا بتردد : اااه .. اااه متفقين مدكور : انا حبيت بس اوضحلك كل حاجة من البداية عشان ماترجعيش بعد كده تقولى انى ضحكت عليكى لتصمت تالا و قد بدأت تلوم نفسها على مازجت نفسها به و لكنها انتبهت على مدكور و هو يسألها قائلا : و انتى .. ماعندكيش اى حاجة تحبى تقوليهالى تالا : لأ .. مافيش مدكور : عموما انا اتفقت مع سليمان اننا هنكتب الكتاب بعد سفر مراد و رهف تالا : هو انت ليه مصمم ان كتب الكتاب بكون بعد سفرهم مدكور : لان مهما ان كان موافقة رهف على جوازى منك الا انها برضة مش هتبقى مبسوطة ابدا و هى شايفانى بتجوز واحدة تانية تالا : تقصد عشان هاخد مكان مامتها مدكور : ماحدش ينفع ياخد مكان حد يا تالا ، لكن اللى اقصده انى مش عاوز اوجعها و هى لسه بتبتدى حياة جديدة مع جوزها و عموما بعد كتب الكتاب هخدك و اطلعك رحلة شهر عسل انتى اللى هتختارى مكانها بنفسك و لما نرجع هيكون مراد و رهف كمان رجعوا و هنعمل حفلة ريسبشن نستقبل فيها كل الناس اللى حابين ييجوا يباركولنا .. قلتى ايه تالا بدلال : رغم ان دادى كانت امنية حياته انه يشوفنى بالفستان الابيض ، بس انا ماعنديش مانع ابدا مدكور : و انا ما قلتش انك ماتلبسيش فستان ابيض .. هتلبسى طبعا و هتتصورى زى اى عروسة ، لكن زفة بقى و فرح و الكلام ده ما اقدرش انا هسمحلك تنشرى صورة فرحنا على الميديا كاعلان لجوازنا و اللى هنستقبل المهنئين و المباركين بيه بعد رجوعنا تالا : ماشى يا حبيبى اللى تشوفه انا موافقة عليه مدكور : وبالنسبة لفستان الفرح .. ده هديتى ليكى عشان اضمن انه يكون بالمواصفات اللى انا عاوزها تالا بدون مبالاة : اللى يريحك .. مش هتفرق كتير مدكور بايعاز : تالا .. احنا لسه على البر .. و قدامنا مش اقل من تلت اسابيع على ما نتجوز .. عاوزك تفكرى كويس فى كل كلمة قلتهالك ، و صدقينى لو اتراجعتى انا مش هزعل منك .. بالعكس ، هحترمك و هعزك اكتر تالا بدهشة : يعنى معزتى عندك هتبقى اكبر لو ماتجوزناش مدكور : مش قصدى ابدا .. القصد … فكرى كويس و بلغينى لو غيرتى رأيك و ما ان حاول النهوض من مجلسه حتى وضعت كف يدها على يده الممسكة بجوانب المقعد و قالت : لازم تفهم ان مافيش اى كلام ممكن يخلينى ابعد عنك بعد كل ده ، انا ماصدقت انى قدرت ابعد خجلى منك و اصارحك بمشاعرى من ناحيتك ليتنهد مدكور بعمق ثم يقول بابتسامة واسعة : يبقى اهلا بيكى تحت جناحى يا بنت سليمان الانصارى فى اليوم التالى .. وصلت هدى الى ارض الوطن و بصحبتها تميمة او كعكة السكر كما يحلو لمراد ان يلقبها ، و كم كانت السعادة تطغى على مراد لملاقاة شقيقته فطالما كانت له كابنته المدلله و برغم اهتمام مدكور الدائم بها الا انه كان يحب القيام بجميع شئونها بنفسه و فى السيارة بعد تبادل العديد من عبارات الشوق و السعادة ، قال مراد : عمى قاللى انه كلمك امبارح هدى : ايوة فعلا .. كلمنى و حكالى على موضوع جوازه مراد : و انتى رايك ايه هدى : رايى مش هيفرق يا مراد و مش هيغير حاجة مراد : افهم من كلامك ان الموضوع مش عاجبك هدى : الموضوع مايعجبش حد يا مراد ، عارف لو اللى اختارها دى تناسبه سنا على الاقل .. ماعتقدش ان كان ممكن حد يعترض ، لكن دى تقريبا من سنى انا و رهف ، الفرق بيننا حاجات بسيطة اوى مراد : عندك حق ، لكن انتى قلتى ايه لعمى هدى : قلت له نفس اللى قلته لك ده مراد : قوليلى قولتيله ايه بالظبط هدى : قلت له رايى مش هيغير شئ و سواء موافقة او معترضة دى حياتك الشخصية ، و طبعا فهم من بين السطور معنى كلامى فقال لى .. اللى انا عاوزه منك انك تصبرى على ماتشوفى النتايج و ماتحكميش بالمظاهر مراد : انا كمان عاوزك تعملى كده ، اتعاملى عادى و كأن الموضوع مايفرقش معاكى هدى : نفس اللى احمد وصانى بيه ، و ده اللى انا فعلا ناوية اعمله ، و صدقنى اتمنى من كل قلبى ان عمو أمله مايخيبش فى الحكاية دى ، رغم ان رهف صعبانة عليا جدا ، اكيد برضة الحكاية دى مش سهلة عليها ابدا مراد بتنهيدة : هى مش سهلة على حد و لا حتى على عمى ، بس كلنا بندعى ربنا انه يبقى خير و عند وصولهم الى القصر وجدوا رهف تنتظرهم اعلى درجاته ، لتهبط إليهم مسرعة لتحتضن هدى قبل ان تخرج من السيارة و هى تقول بسعادة جارفة : وحشتينى وحشتينى وحشتينى هدى ضاحكة و هى تبادلها الاحضان بحب شديد : مش زى مانتى وحشتينى .. انتى هنا معاكى عمو و مراد و امينة و دادة و كل الناس اللى تعرفيهم و يعرفوكى ، لكن انا مافيش غير احمد و تميمة و بس اللى معايا لتمسكها رهف من كتفيها قائلة بصدق : انتى عارفة ان كل دول حاجة و انتى حاجة تانية لتقبلها هدى بحرارة و تقول ضاحكة : عارفة طبعا ، بس لازم احسسك بمأساتى كل مرة لتدور رهف بعينيها متسائلة : اومال تميمة فين ليعتدل مراد الذى كان ينحنى بداخل السيارة و هو يحتضن تميمة النائمة فى سبات عميق و يفول بابتسامة جذابة : كحكة السكر نايمة من ساعة ما خرجنا من المطار لتقترب منه رهف بلهفة و هى تقبل تميمة من وجنتيها و يديها حتى قدميها ، لتقول هدى ضاحكة : خلاص يا بنتى ايه كل ده رهف و هى تتناولها من احضان مراد لتضمها الى صدرها بحب و هى تلتهم ملامحها الطفولية الآثرة بعينيها قائلة : كبرت شوية ماشاء الله يا هدى هدى : انا قلت لازم نحتفل بعيد ميلادها التالت معاكم و عشان كده جيت بدرى مراد : احلى و اكبر عيد ميلاد فيكى يا بلد عشان خاطر سمو الاميرة تميمة هدى برفض : لأ.. مش عاوزة عيد ميلاد كبير ، عاوزة احنا بس اللى نبقى حواليها عشان تحفظكم بسهولة و تفضل فاكراكم ليضمها مراد الى جناحه قائلا : حاضر يا حبيبتى زى ماتحبى ، شوفى انتى عاوزة ايه و انا هنفذهولك بالحرف الواحد مدكور من اعلى الدرج : و انا هفضل واقف مستنيكم كده كتير و اللا ايه لتسرع هدى و تعدو و هى تصعد الدرج و ترتمى باحضان مدكور باشتياق قائلة : عمو مدكور … انا ماصدقتش مراد اما قاللى انك واخد اجازة مخصوص النهاردة عشانى مدكور بحب و هو يضمها الى صدره مقبلا راسها : و انا عندى اغلى منك اخد له اجازة هدى بمشاغبة و هى تتظاهر بتعديل ربطة عنقه : انا قلت هاجى الاقيك زهقت من الانتظار و اتحججت باى حاجة عشان تنزل الشغل مدكور بضحك : يا عفريتة و هو انا لو عاوز انزل محتاج اتحجج برضة هدى ضاحكة و هى تبادله الاحتضان : الصراحة لا .. مدكور العزيزى لما بيعوز يعمل حاجة بيعملها مدكور ضاحكا : كويس انك لسه فاكرة ، و اتصرفوا ياللا صحولى العفريتة الصغيرة دى عشان اعرف اسلم عليها براحتى كانت تالا تقف من وراء مدكور و هى تراقب هذا الاستقبال الحافل لتتاكد بان العلاقة بين مدكور وأبناء شقيقه ليست مجرد صلة دم ، بل هى اعلى مرتبة من ذلك بكثير ، و عندما انتبهت لها هدى قالت بحيادية : انتى اكيد تالا مش كده تالا بثقة : انتى تعرفينى ! كنت مستنية حد يعرفنا على بعض هدى : لا ماتقلقيش .. عمو كلمنى امبارح و عرفنى كل حاجة .. مبروك تالا بابتسامة دبلوماسية بحتة : الله يبارك فيكى .. ميرسى و قبل ان تضيف هدى اى كلمة هرولت مسرعة الى الداخل عندما لمحت زينب و امينة من على بعد لترتمى باحضان زينب و هى تصيح : احلى دادة زينب فى الدنيا كلها وحشتينى مووووت زينب ببهجة : حمدالله على السلامه ياقلب دادة زينب وحشتينى و وحشتنى ايامك ، اومال فين تميمة هدى ضاحكة و هى تبادل امينة هى الاخرى الاحضان : سايباهم بياكلوها برة بس على الله يخلوا لى حتة ليمضى اليوم سريعا وسط سعادة الجميع بعودة هدى و تميمة ، اما باليوم التالى فانتقلت البهجة الى منزل زينب حين انتهت زيارة والدة انور بقراءة الفاتحة ، و عندما طلب انور من زينب تحديد موعد لتقديم الشبكة ، صممت هدى ان يكون هو نفس يوم الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و الذى يأتى موعده بعد اربعة ايام و قد لاقى اقتراح هدى استحسان و مباركة مراد و رهف ، و اسعد زينب و امينة ، اما انور فكانت سعادته فى تتويج حبه بالاشهار ليعلم الجميع ان امينة أصبحت زوجة المستقبل و فى اليوم التالى كانوا يلتفون حول مائدة الطعام لتناول وجبة الافطار ، و كان مدكور يستعد للمغادرة بصحبة تالا و مراد عندما فالت هدى : كنت عاوزة اقوللك على حاجة يا عمو عشان احنا رجعنا امبارح من عند اميمة و دادة زينب لقيناك نمت مدكور : قولى يا حبيبة عمو هدى : امبارح انور و امينة قروا الفاتحة مدكور بانشراح : ربنا يتمملهم بكل خير تالا : لايقين على بعض الصراحة هدى : و انور طلب من دادة انه يلبس الشبكة لامينة فى اقرب وقت ، و انا اقترحت عليهم يلبسوها فى عيد ميلاد تميمة .. ايه رايك مدكور بإماءة من رأسه : رغباتك اوامر يا حبيبتى ، طالما ده شئ يبسطك فانا موافق لتنهض هدى من مكانها لتقبل رأس عمها ثم تعود مرة اخرى لمكانها و لتناول طعامها و هى تقول : خلاص انا هخليهم يوضبوا القاعدة فى الجنينة برة هتبقة تحفة رهف : بابا .. كنت بعد اذنك عاوزة اشترى هدية لامينة بمناسبة خطوبتها مدكور : محتاجة فلوس مراد متدخلا : ما تشغلش بالك يا عمى بالحكاية دى .. انا هتصرف هدى بمشاغبة و هى تنظر لرهف : ايوة يا عم .. يابخت من كان مراد جوزه ليكسو الخجل وجه رهف و هى تنظر شذرا لهدى التى تنخرط فى الضحك و تشاركها تميمة الضحكات بسجية طفولية جميلة لينتهى الافطار و يتجه كل الى عمله فى سيارة مدكور .. كانت تالا تجلس الى جوار مدكور و هى يبدو عليها التجهم الشديد ، فقال مدكور : ايه يا تالا .. شايفك مش على طبيعتك النهاردة تالا و هى تحاول انتقاء كلماتها : الصراحة خايفة اتكلم لا تزعل منى مدكور : و هزعل منك ليه .. اتكلمى تالا : ربنا خلقنا طبقات با مدكور ، و كل طبقة عارفة اللى ليها و اللى عليها و كنت اما بشوفك تتعامل مع الناس اللى شغالة معاك .. كنت بلاقيك بتتعامل بحزم و جد ، بس الصراحة انا شايفة انكم خالطين الورق اوى فى السراية ، خصوصا مع دادة زينب و امينة مدكور : ممكن توضحي كلامك اكتر من كده لتقول لتالا باريحية اكتر : يعنى يا حبيبى .. مهما كانت معزتكم للى اسمها دادة زينب دى و بنتها امينة .. ما توصلش ابدا ان رهف تشاركها فى مشروعها و كمان هدى عاوزة تحتفل بخطوبتها فى القصر عندنا مدكور بابتسامة : عندنا تالا : ااه عندنا ، لانى خلاص بقيت اعتبر نفسى واحدة من اصحاب البيت ، و اللا انا لسه غريبة يا مدكور مدكور : لا يا حبيبتى مش غريبة ، بس دادة زينب و امينة دول مش شغالين عندنا تالا : اومال دول يبقوا ايه غير شغالين مدكور : لولا ان ربنا ايدلى زينب بعد موت والدة رهف ماكنتش قدرت ابدا اربيها لوحدى ، خصوصا ان شغلنا مابيخلينيش استقر فى مكان واحد اسبوع على بعضه ، و عشان كده استأمنتها عليها و الحقيقة هى كانت اد الامانة و زيادة .. كفت و وفت ، اخدتها فى حضنها و عوضتها و ربتها زى امينة بالظبط ، و عشان كده مابعتبرهاش شغالة أبدا تالا : بس توصل انها تساركها فى مشروع ممكن ارباحه بعد كده توصل للملايين مدكور : الموضوع ده يخص رهف لوحدها ، هى بس اللى تقدر تبت فيه مش حد تانى ، و بعدين المشروع ما ابتداش بملايين يا رهف ، المشروع ابتدى بسيط ، و ماينفعش تشاركها فى التعب بس و اما المشروع ينجح و يكبر بتعبها و مجهودها تقوللها خلاص كفاية عليكى كده مابقيتش محتاجالك طول عمر امينة و انور كمان و احنا كلنا بنعتبرهم مننا مش مجرد بيشتغلوا معانا ، و دى فرصة كويسة جدا انك تقدرى تفهمى الكلام ده و تتقبليه 😉 الفصل الثامن من هنا |
رواية وانقطعت الخيوط الفصل السابع 7 بقلم ميمي عوالي
تعليقات