رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الثاني 2 بقلم سوما العربي
-سوسو سو....سوسو سو
-عصفوري .
قالتها حورية ترد بها على محمود خطيبها الذي وقف خلفها قائلاً:
-أنا جيت .
=خيبة الأمل راكبة جمل.
قالتها فوزية وهي تطالعه بضيق شديد فقال:
- إيه يا حماتي بس في إيه مالك ...ماتروقي أمال...ماتكلمي ماما يا حورية.
تقدمت حورية من والدتها وهمست لها:
-جرى إيه يا ماما ... مش كده ...ده إحنا حتى في الشارع.
-و هو انا مسكتني غير أننا في الشارع.
لكنها ألتفت تناظر محمود وقالت بحدة وحزم:
-أسمع يا أبني أما أقولك...خير في سلامة وسلامة في خير وإنت أديلك سنتين داخل خارج بالخطوبة والدبلتين بتوعك وقولنا ماشي لكن كده كتير بقا وأنت زودتها ... أسمع يا أبن الناس أخرك معايا الشهر ده لو جه يوم تلاتين منه وأنت ماتممتش الجوازة دي يبقى أعذرني.
تقدمت حورية وقالت بغضب:
- كلام إيه ده ياماما ما.....
قاطعها فوزية بحزم وقالت:
-ولا كلمة يابت.... أنا إلي عندي قولته ماذا وإلا.....
قاطعها محمود هذه المرة وقال :
-ماذا وإلا إيه بس يا حماتي...ده حتى الشقة ماجهزتش .
-ماهو من لاكاعتك ... وأنا ماليش فيه .. أنا إلي عندي قولته .
تطلعت لابنتها وقالت:
-قدامي على البيت
-طب والفراخ إلي أتدبحت دي؟
-ماشي ...تجبيها وتيجي ورايا أنتي فاهمه.
ثم غادرت وتركت محمود ينظر عليها بضيق شديد وأقترب من حورية قائلاً:
-هي الست دي بتعمل معايا كده ليه؟
-معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر..واقف محلك سر وبتتفرج عليا.
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مردداً:
- وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
-ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل .
-مابحبش النجارة يا حورية.
-حبها عشاني يا محمود.
تحرك حولها بضيق شديد ..كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق:
- بقا ده كلام تقوليهولي وأنا إلي جاي مزقطط وفرحان أول ما جالي الخبر.
اقتربت منه تسأل:
-خبر أيه؟
لمعت عيناه ورد:
-قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار.
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة:
-بجد يا محمود...بس أنت مابتعرفش تغني ..طول عمره صوتك وحش.
-أيش عرفك أنتي.. أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني ..هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم .. إحنا في زمن الهجايس .. وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة .
شعر بيد قويه وضعت على كتفه وقد زمت حورية شفتيها بأسف عليه وخوف ممن خلفه لينتفض على صوت رخيم يعرفه جيداً وقد ردد :
-ماله زيدان بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش ؟
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك:
-ولا حاجه ؟
-ولا حاجه أزاي؟ مش عايز تقول.
صمت وتطلع لحورية يسألها:
-خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه ؟
أبتلعت رمقها بصعوبة...تتوتر بوجوده ..هي بالفعل تخاف فقالت طالما هو مصمم و كي ينتهي الموقف :
-كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين .
نظر لها زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال:
-علمك الكدب؟
فردت بسرعة وغضب ممزوج بالضيق الشديد:
-لأ طبعاً..ده ...ده حتى أنا كمان رأيي كده .
نظر أرضاً وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلاً تختبئ خلفه من خوفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود :
-الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك.. في إيه ؟
-يادي النهار الي مش فايت ..شوفتي يا أختي أمك.
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان:
-في إيه يابني أنا بكلمك.
-بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني.
-أودشن؟ ده إيه ده بقا إن شاء الله ؟
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر:
-اخوك وبكل فخر هيبقى مغني.
تحولت ملامح زيدان للغضب الشديد وسأل:
-أنت بتقول أيه أنت أتجننت .
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد بخوف:
-أيه بس يا كبير مالك .
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها:
- أنتي موافقاه على الهبل ده ؟
-وفيها إيه هو حد....
قاطعها بغضب يقول:
-فيها أيه؟ ده عادي يعني؟!
ضم أصابع يده في كفه من شدة الغضب و قال:
-واحد دماغه مفوته وخطيبته مطوعاه في الهبل .. أكيد مش هحرق في دمي معاهم ... أنا ماشي أحسن .
قالها وغادر على الفور فتنهدت حورية وبدأت تلتقط أنفاسها مرددة:
-الحمد لله.. أخيراً مشي... أنا بخاف منه قوي يا محمود.
-ومين سمعك... أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا.
-بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز.. أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ..ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي.
-أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا ...يالا زمان الفرارجي خلص ..خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها .
وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعاً فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعاً للبيت.
__________________________
ألتفت رنا ببطئ والخوف ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت برعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض عاري الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت بخوف:
-يعني إيه ؟ مش فاهمه..
نظر لها بعينه المرعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية :
-عربية؟
-أيوة ... الحمدلله...أنت بتتكلم عربي ؟
-قليلاً من أين أنتي ؟
-مصر
-لما الكذب إذاً ..أنتي لستِ عربية.
-ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس...طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا.
أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة:
-أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريباً الشبكة واقعة هنا.
نظر لها بتدقيق ثم قال:
-أتبعيني إذاً
نظرت له بشك ثم قالت:
-أتبعك فين؟ لأ أنا مش عارفاك وبصراحة نظراتك مش مريحاني.
ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه:
-جيد إذاً ،ظلي هنا حتى تتحلل حثتك.
ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه :
-يا أستاذ..يا أستاذ..أستنى بس مايبقاش خلقك ضيق .
توقف بنزق يسألها:
- ماذا ؟
-هتساعدني إزاي؟
-سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي.
بالطبع ذهبت خلفه ...لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة .
سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة:
-أنت ياحضرت...مش قولت هتساعدني.. إحنا فين؟
إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها .
شحب وجهها و وقفت مبهوته وهي ترى مجموعة من الرجال عرايا الصدر فقط يلفون قطعه من القماش على جزعهم السفلي وبيد كل واحد منهم عصا خشبية يتكئ عليها رغم قوة بنيانه يصدح منهم صوت واحد في نفس اللحظة بطريقة سحبت الدماء من جسدها وزاد الطين بلة وهي تراهم يلتفون حولها ويطوفون في حلقة مغلقة بطريقة جنونية، بدوا وكأنهم لأول مرة يرون أنسي ثم توقفوا وهم يسحبونها معهم للأمام يرغبون في أخذها لمخيمهم.
فلم تتحمل كل تلك الصدمات بداية من تيهها ثم غدر ذلك الخبيث وختاماً بمايحدث الآن فسقطت أرضا فاقده للوعي بين أيديهم وهم حولها مازالوا يهللون، يتعارك كل منهم مع الآخر على من سيحملها ولم يتوقفوا إلا على صوت أنچا الجهوري التي رددت بحزم:
-توقفوا .. ملكنا في قيلولة ...ستزعجونه هكذا...ماذا هنا وما سر كل تلك الضوضاء.
توقفوا جميعاً فسقطت رنا أرضاً منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم :
-آه ...فتاة بيضاء...الآن فهمت .
نظروا كلهم أرضاً بخوف ورمقتها أنچا بنفور، فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضاً:
-أسمحي لي سيدتي لكن أنا من جلبتها لهنا و أنا من سأبيعها .
تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت بغضب:
-نحن هنا جميعاً في خدمة الملك راموس ...لسنا بالجزيرة كي تفعل .. أنها عطلة الملك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه .
ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء الموقف وقالت :
-حسناً سأضمها لجواري الملك ...كم تريد فيها .
لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغاً كبيراً... كبيراً جداً و قال :
-مئتي دولار.
-ماذا ؟
-أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها؟ أنه الملك راموس.
نظرت أنچا للفتاة بضيق شديد ثم قالت:
-حسنا لك ما أردت.
ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء:
-خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري الملك .
ثم أقتربت من الرجل تدفع له المال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية المخيم.
____________________________
في صالة شقة فوزية جلست أمام محمود وأهله مرددة بحسم:
-المدة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة ما شبك من سنتين ومافيش أي حاجة جدت .. أعذرني بس احنا ولايا من غير راجل وكلام الناس كتير.
فرد الحاج راشد بهمة:
- كلام إيه ده يا ست فوزية أنتي على راسنا وحورية بنتنا ومتربية وسط عيالنا .
-كلام حلو يا حاج... بس ما تأخذنيش أهو كلام إبن عم حديت ولو دي نظرتك لينا فأنت مش كل الناس وأحنا مش عايشين لوحدنا.
صمت راشد يقر أنها تتحدث الصواب وتدخل زيدان:
-طلباتك ياست فوزية .
-الفرح وكتب الكتاب يكونوا آخر الشهر.
صمتوا جميعا من طلبها وهتف محمود:
-ده إلي هو إزاي هو أنا ساحر..أجيب منين ده الشقة على الطوب.
-مانت لو كنت بتشتغل زي الحاج راشد و المعلم زيدان كان زمانك مشطب ومخلص، ألا أنت مش غاوي شغل وإلي بتاخده بتفرتكه، وأنا يابني صبرت عليك كتير وطولت بالي على الآخر لكن لاقيتك سارق الود و زودتها قوي .. يابني ده حتى المثل بيقول إن كان حبيبك عسل ماتلحسهوش كله .
حاول زيدان التفاهم معها وقال بمهاودة:
- عداكي العيب يا ست فوزية بس بالعقل كده هو في حد هيعرف يخلص كل الطلبات دي في شهر؟
-معاك حق بس ماعلش اعذرني يا معلم زيدان، أنا لو رخيت له الحبل و زودت المهله هيرجع يسوق فيها، أنا سيبته سنتين بقولك ..خاطرك على عيني يا معلم بس ده آخر كلام عندي .
-طيب ماحنا ممكن نكتب الكتاب عشان نسكت الناس وبعدها نرتب للجواز براحتنا .
أحتدت ملامح فوزية ورفضت رفض قاطع مرددة:
-لاااااا ... كتب الكتاب مع الفرح .. أخوك ده أنا ما استأمنوش على بطه بلدي وبعدين ماتأخذنيش أنا أضمن منين أنه هينجز و يتجوز مش يمكن يكتب الكتاب ويضرب على الجواز والفرح عوافي ويبقى بقا هو إلي مسكني مش أنا إلي مسكاه وأفضل تحت رحمته لا ماعلش مش موافقة وهو شرط زي ما أتفقنا .
في منزل الحاج راشد
جلسوا جميعاً بالصالون يفكروا بحل فقالت والدة زيدان و محمود:
- وبعدين إيه الحل؟ دي الشقة على الطوب الاحمر.
نظرت لابنها وقالت من بين أسنانها بضيق:
-مانت لو كنت بتسمع كلام ابوك وأخوك وبتشتغل زي الرجالة ماكنش ده بقا حالنا وحالك ...أتصرف بقا .
-أتصرف أزاي يعني .
صمت لثواني ثم زاغت عيناه وردد :
-أاا...أحمم..كده مافيش حل غير أني أخد أنا بقى شقة زيدان و أمري لله.
أنتبهوا كلهم له وتطلعوا له بأعين متسعه مصدومة ومنهم زيدان فتحدث راشد:
-أنت أتجننت يالا ..دي شقته وهو إلي شقي فيها وعارف أنه بيحب الشقة دي وأسسها من الصفر بعرقه .
تهرب محمود من أعينهم خصوصاً عين زيدان وقال:
-ماهو مافيش حل تاني.
وقف زيدان و تركهم يخرج للشرفة المجاورة للصالون يشعل سيجاره و قد تجلت على ملامحه علامات الحزن و الضيق يسمعهم وهم مازالوا يتحدثون حيث قال والدهم موبخاً محمود:
-أنت إيه...مافيش دم بقولك شقته وبعرقه وبيحب الشقه دي وهو إلي مختارها .
- وفيها إيه يا حاج بس ما ياخد هو الدور التالت إلي كان هيبقى ليا ولا يعني عايزين الجوازة تبوظ .
-كلام إيه ده بقولك شقة أخوك وهيتجوز فيها.
-يتجوز مين بس هو في واحدة راضيه بيه ...بيخاوفوا منه ..ما على يدك أتقدمت للي يسوى والي مايسواش وماحدش راضي بيه.
ليغمض زيدان عيناه بحزن دفين يجاهد على مواراته ،قد كان على علم بما يقال عنه أن كل فتيات الحي ترفضنه خوفاً منه حتى كبر بالعمر حتى إبنة عمه رفضته، ووصل به الحال أنه بات يصدق ما يقال عنه فأطفأ سيجاره قبل أن يخرج على والده ثم دلف للصالون من جديد في الوقت الذي وقف فيه راشد وصرخ بغضب:
-أخرص يا قليل الأدب و لو عايز تتجوز أتجوز بشقاك مش بشقى أخوك .
لكن زيدان وضع كفه على كتف والده وردد بنبرة هادئة:
-هدي نفسك ياحاج.... أنا شايف إن مافيهاش حاجه والمليان يكب على الفاضي .
رفض راشد بحدة :
-أيه إلي بتقولوا ده أنت كمان
-أنا ومحمود واحد يا حاج
-لأ أنا مش موافق
-ماعلش بقا يا حاج عديها...خلي الفرح يدخل بيتنا.
ثم نظر لمحمود وقال:
-مبروك عليك يا محمود ... أنا هبقى أطلع أشيل حاجتي من فوق لما أفضى وأنت هات خطيبتك عشان لو عايزه تغير حاجه في الشقه وتفرشها على زوقها وطبعا عفشك كله من عندي .
-شكراً يا زيدان..طول عمرك كبير في كل حاجة.
راقبت أمه ضحكته المتأملة وأستأذنه ليذهب للمواصلة عمله ثم قالت لمحمود:
-تصدق وتؤمن بالله أنت ماعندك دم وأنا ماعرفتش أربيك.
-أنتو عاملين حوار ليه انتي و أبويا...طول عمركم بتحبوا زيدان اكتر مني و مدلعينوا.
جلس راشد بإنهاك على كرسيه بينما يردد ساخراً بخيبة أمل:
-أه أهو حتى عشان كده طلع بايظ وعواطلي ومش بيعمر في شغلانه وعايز يتجوز بس مش مشطب شقته... إحنا فعلاً دلعناه عنك.
-يووووه ...أعملوا لي عزا بقا ...ما صاحب الشأن وافق .
فقالت الأم:
- حتى لو هو وافق كان المفروض انت تستحي وتقوله لأ ده شقاك أنت لكن ده أنت أصلاً إلي طلبت..يا خسارة تعبي .
فقال راشد:
خلاص يا فردوس .. خلاص المفروض نفرح .. عندنا فرح .
وقف محمود وغادر بغضب شديد و ضيق من حديثهم بينما راقبته فردوس حتى خرج من الباب وجلست بحزن لجوار زوجها تردد:
-كان نفسي أفرح بزيدان الأول ومش على أي واحدة...ده احنا وصل بينا الحال إن بقينا نتقدم لأي بت والسلام...اااه يا راشد أاااااه...ياما كان نفسي اجوزوا لواحدة مافيش منها ..كان نفسي حظة يبقى ضارب زي أخوه محمود وياخد واحدة زي حورية كده ولا رنا بنت خالتها ... لكن هقول إيه نصيب .. أنا عارفة بيخافوا منه ليه .. هو صحيح زي ضلفة الباب وصوته عالي بس والنبي طيب.
-أنتي هتقوليلي يا فردوس ..بس هنعمل ايه..أدي الله وأدي حكمته... أدعي له .. أدعي له يا فردوس ربنا يهنيه.
- وأنا بأيدي حاجة غير الدعا يا راشد.
قالتها فردوس بحزن وبداخلها تدعوا وتبتهل من أجل عزيزها .
_______________________________
في مخيم حريم الملك
دلف الغلمان وهم يحملون رنا فأنتهت كل الحريم و وقفن بتأهب يتابعن ما يحدث مستغربين و زاد إستغرابهن وهن يرون أن الوافدة فتاة بيضاء البشرة، شقراء الشعر.
وأمرت أنچا بمقط:
-ضعوها هنا .
تقدمت سيدة في منتصف الأربعين عريضة الجسد و طويلة وسألت :
- من تكون ؟
-جارية جديدة للملك ..أشتريتها له كهدية، حضريها كي تلتحق بالحفل السامر الليلة، وأتمنى أن تضعي بعض التغييرات فلليلة الأمس أصابت ملكنا بالضجر هااا..
هزت السيدة رأسها بإذعان بينما عادت أنچا تنظر على رنا بنفور ثم نظرت لعدد الفتيات ذوات البشرة البيضاء في المكان و رددت ببغض:
-لقد كثر عدد البيضاوات هنا ..لكن لا بأس سأجد حل لهن.
ثم غادرت على الفور وتركت خلفها رنا وقد بدأت بعض الفتيات بحملها لفراش بدائي صغير .
ومر الكثير من الوقت حتى قربت الشمس على المغيب ورنا لم تستفيق بعد فقالت السيدة الأربعينية:
-لا وقت أمامنا يجب أن تتجهز .
تقدمت منها فتاة كانت سمراء البشرة بعيون مستديرة مليحة الوجه وقالت بمهادنة:
-لكن سيدة "أنكي" أنها لم تستفق بعد...المخلوقة يبدو أنها مجهدة لما لا نتركها الليلة.
رفعت أنكي إحدى حاجبيها وقالت بحسم:
-لا تتدخلي "سوتي" فلا أنا ولا أنتي يمكننا الإعتراض على أوامر السيدة أنچا فهي شقيقة الملك بالرضاعة و صديقته المقربه و أوامرها لا تعصى في مملكة جزر الذهب كلها، وطالما أمرت أنچا بتجهيز تلك الفتاة للملك فيجب أن نفعل وإلا فلن نسلم من غضبها ...أذهبي وخذي معكي بعد الفتيات لتجهيزها حتى لو كانت غافية ....هياااا.
بالفعل بدأت الفتيات بقيادة سوتي بجر رنا للأستحمام ولم يجدوا بد من ألقاء الماء البارد عليها.
-هييييييييييييييي.
كانت شهقة عالية صدرت عن رنا التى وثبت من مكانها إثر سقوط الماء عليها مع جحوظ العينين وبدأت تتلفت حولها بجنون تسأل أين هي؟
فأقتربت منها سوتي وقالت بتريس :
-أهدي أهدي عشان أفهمك.
تطلعت لها رنا بلهفة كالغريق وقبضت في ثيابها تردد:
-بتتكلمي عربي صح؟ صح والنبي... قوليلي.. أنا فين.. أنا..أنا ..أنا المركب ..و..شكلهم غدروا بيا والراجل... الراجل ابن الكلب الأسود و...و...وطلع عليا ناس زي الي بياكلوا لحم البني أدمين..و.. عملوا عليا داوارية .. عملوا عليا داوارية و.. أنا فين.. أنا بعمل إيه.. وأنتو.. انتو مين...يالهوي...تعالي خديني ياما .
جلست لجوارها سوتي تحاول تهدئتهة ثم قالت:
-حاولي تهدي .. لأن ده مش كويس عشانك ..شكلك تعبانة شديد .
-أنتي سودانية؟
-أيوة وعشت بمصر فترة كبيرة قبل لأجي هنا؟ دي قصة طويلة
- أنا فين وبعمل إيه..و المهم هخرج من هنا إزاي عشان أرجع على مصر .
هزت سوتي رأسها بأسف ثم قالت:
-أنسي مصر خلاص... إنتي بقيتي جارية عند الملك راموس وملك يمينه.
رفرفت رنا أهدابها بغباء ورددت بعدم إستيعاب:
-هو أنا ركبت مركب للجزيرة ولا آلة الزمن ...رمسيس مين .. ده التاني ولا التالت أنا شخصياً بحب التاني أكتر عشان بيقولوا أنه أبو كل المصريين الموجودين دلوقتي .
-مش وقت هزار
-أنتي يا حبيبتي إلي بتهزري وأنا قسماً بالله ما حمل هزار ...ملك مين وجارية إيه.. أنا واحدة مسلمة وحرة هو لسه في أصلا زمن عبيد وجواري.
زمت سوتي شفتيها وقالت:
- النظام هنا مختلف عن كل بلاد العالم.. الجزيرة هنا فيها كل الخيرات وأقتصادها قوي خصوصاً بعد ما أكتشفوا الدهب إلي بقا زي النفط ونقل أقتصاد الجزر كلها حتى غيرو أسمها وسموها جزر الدهب ..هي في الأصل كانت جزيرة واحده لكن جد الملك راموس بدأ بالحروب والمعاهدات يفرض سيطرته على كل الحزر المحيطة ويعملوا زي مملكة ليها قواعد بدائية غير قابلة للتغير و بيحكمها دلوقتي الملك راموس إلي أنتي بقيتي جارية عنده.
شبت رنا واقفة تردد بغضب و هستيريا
-بردو هتقولي جارية ... أنتو كلكوا مجانين... أنا مش هسكت على الجنان إلي أنتي بتقوليه ده.
-مش أنا إلي بقول ...ست أنچا هي إلي قالت.
فزاد صراخها و غضبها بينما تردد:
-مين أنچا دي عشان تقدر تعمل كده و تحول واحدة حرة لجارية ... أنتو فاكرين الدنيا سايبة .
تحركت من مكانها وبدأت تهتف بحدة و غضب :
-هي فين إلي أسمها أنچا دي .. أنا مش هسكت على الجنان ده.
ظلت تهتف بحدة و غضب وهي تتحرك بهوجائية لم تتحمل ما قيل لها، فلم تستطع أي من فتيات الحرملك أن يتصدوا لها وأستمرت رنا في صراخها حتى خرجت من مخيم الجواري وأصبحت في منتصف المعكسر تهتف بجنون:
-أنا لازم أمشي من هنا ... أنا مستحيل يحصل فيا كده .. أنا مش هسكت .
وعلى أثر صوتها أجتمع المعسكر كله وخرجت أنچا من خيمتها تسأل بحدة :
-ماذا هناك ..ما هذة الغوغائية...
تطلعت لرنا وقالت بقسوة:
-أنتي أيتها البيضاء.... شغب من البداية...حسابك معي عسير ؟
-أنا لازم أمشي من هنا .. مستحيل أقعد هنا لازم أمشي.
لحظتها خرج الملك راموس من خيمته بسبب صوتها العالي مستغرب يسأل ماذا هناك.
ليبصر أمامه فتاة متوسطة الطول ملفوفة القوام شعرها أشقر وكان أشعس يصنع حول وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة هالة من البهاء، كانت كمقاتل شرس وقع في الأثر ومازال يقاوم غير قابل للخضوع أو الهزيمة.
بينما رنا مستمرة في الصراخ الغاضب تردد:
-مشوني من هنااااااا.
أقتربت منها أنچا وقالت بحزم:
-خفضي صوتك أيتها البيضاء...عن أي ذهاب تتحدثين لقد أصبحتي جارية للملك راموس أنا أشتريتك له.
أشتغل جنون رنا وصرخت فيها:
-جارية مين و راموس مين يا ولية يامهبوشة أنتي.. أاااه... أنا عارفة الدماغ دي .. أنتو شكلكوا ضاربين حاجة.
ظلت تتحدث وتهذي بجنون بينما راموس يتابعها بتركيز وهو يتقدم من خلفها رويداً رويداً حتى بقا خلفها تماماً.
توقفت فجأة عن الحديث تسأل بترقب:
-الصهد ده جاي منين؟
شعرت بأنفاس ساخنة خلف عنقها تقريباً فالتفت وما أن فعلت حتى صرخت برعب:
-عاااااااااا.
بقى يناظرها بصمت تام وحاجبه مرفوع بإستنفار وهي بدت كمن نست النطق تتطلع له بخوف شديد إلى أن تحدث ببطء مثير يقول لها:
-أنا هو الملك راموس وقد أصبحتي جاريتي من الآن.
أرتفع صوته أكثر يحدث أنچا بينما عينه مازالت مثبتة على رنا بتدقيق وإستفزاز:
-هدية مقبولة أنچا بل ورائعة كذلك .
رفع رأسه وفرد جسده ثم ردد أمراً بشموخ:
- وأريدها الآن بغرفتي .
شهق الجميع بصدمة وكذلك أنچا ...لأول مرة يطلب الملك فتاة بنفسه كانوا دوماً يعرضونهن عليه .
نظرت أنچا للفتاة بضيق وسخط تشعر بالخطر، لكنها هزت رأسها بخضوع وسحبت رنا التي كانت تصرخ وتركل بقدمها في الهواء معترضة تحت أنظار راموس الذي وقف يتابع تمردها بإنتباه حتى أختفت مع الفتيات داخل الخيمة.
_________________________
وقف زيدان في شقته أو التي كانت شقته، يجمع منها أغراضه قبلما يأتي محمود مع خطيبته
وقف في إحدى الغرف ومعه كرتونة كبيرة يهم بجمع أشياءه فيها ليستمع لصوت من الخارج يردد:
-تعالي يا حور...هاااا ايه يا ستي رأيك في الشقة ..تحفة مش كده .. شوفي عايزة تغيري فيها ايه وأفرشيها على ذوقك .
لم يستمع زيدان لرد من حورية لكن أستمع لصوت محمود يقول:
-ماتردي عليا يا حور... مبوظة كده ليه يابنتي؟
-مش عارف ليه يا محمود..الشقة دي بتاعت أخوك وهو إلي مشطبها ...هتستحلها إزاي؟
-وفيها إيه ماهو قاعد من غير جواز ومن ناحية تانية أمك مش رحماني ولا عايزاني افرط فيكي يا حور...طب لعلمك بقا زيدان هو إلي عرض عليا أخد الشقة ...ده أتحايل عليا كمان ...فكي بقا يا حور...هاا..هتفرشي الشقة إزاي بقا.
لحظتها خرج زيدان من الغرفة فتفاجئت حورية بوجوده وأرتبكت في وقفتها فقال محمود ينتهز الفرصة:
-تعالي يا زيدان قولها أنك موافق أخد الشقه أصلها مستحرمة تاخدها.
فنظر زيدان لحورية وأغتصب إبتسامة خفيفة على شفتيه ثم ردد:
-لأ يا حورية خلاص دي بقت شقتك..عايزك تفرشيها على ذوقك وأي فلوس أنا سداد فيها.
تطلعت له حور بتفاجئ فقطع الأمل من تلقي أي جواب منها، بالتأكيد مثلها مثل بقية فتيات الحي تخشاه .
فتنهد بصمت ثم خرج بهدوء لكنه توقف على السلم وهو يسمعها تقول لمحمود:
-طب ما هو طلع طيب أهو يا محمود.
أبتسم بخفة فقد حدث لمرة في حياته ولاحظ أحدهم أنه شخص جيد بخلاف والديه .. أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه .
_________________________
وقف راموس بجوار غرفته القريبة من مخيم الجواري يضحك بقوة وهو يستمع لصوت تلك الفتاة الذي خرج من المرحاض بالمخيم تردد:
- أنتو بتعملوا إيه؟
اقتربت منها أنكي تردد:
- لقد طلبك الملك لذا يجب أن تتجهزي .. وسنبدأ بالحموم ...هيا يا فتيات اخلعوا عنها ثيابها .
زادت ضحكات راموس وهو يسمعها تصرخ:
-تخلعوا إيه إنتي وهي وتحموا مين أنتو أتهبلتوا ولا إيه ؟ ده عادي عندكوا يعني؟
-كفي عن الصراخ...يجب ألا تتاخري على ملكنا.
- مللكك أنتي أنا مالي ... أنا ماتكشفش على حد أبداً أنتي عبيطة ولا إيه؟
-لقد سئمت صراخك ... ألم يفهمك أحدهم قواعد وقوانين الحرملك ؟
ضحك الملك وهز رأسه بيأس منها ثم تحرك تجاه غرفته ينتظرها .
وتقدمت منها سوتي تردد:
-رنا ... أسمعي الكلام..ده عادي هنا .
-هو إيه إلي عادي .. أنت شاكة في أمركم أصلا.. أنتو ملتكوا إيه ؟
-كلهم هنا مسلمين بس دي القواعد هنا..لازم يحموكي ويعطروكي قبل ما تدخلي غرفة الملك ده هو اللي طالبك ودي أول مرة تحصل...عارفة يا رنا لو ...
قاطعتها رنا وقالت بهمس :
-مش عايزة أعرف...بصي أنا عايزاكي تساعديني...وقبل ما تعترضي ولا تخافي أنا مش طالبة منك غير تليفون اكلم بيه أي حد ييجي ينجدني .. أبوس أيدك أستجدعي معايا .
زمت سوتي شفتيها بأسف تردد:
-أسمعيني...هنا لافي موبايلات ولا شبكة محمول ولا أنترنت .
-أه هو أنا كنت حاسة ..ركبت آلة الزمن .. احنا في العصر العثماني ولا احنا في القرن الكام.
-لأ أحنا 2023 عادي بس هنا كل وسائل التواصل ممنوعه... مجلس الشيوخ في المملكة مانعها شايفين إنها بتقلل إنتاج الشعب وتأثر على النشئ ... العيشة هنا بدائية جداً...ويالا عشان أتأخرتي على الملك .
سارت رنا معهم تجاه غرفة الملك بصمت تام تشعر بالعجز خصوصاً بعدما أستمعته من سوتي ... لا تعرف كيف ستخرج من هنا.
وقفت عند الباب تلاحظ إنسحاب الفتيات ثم مد أحد الحرس يده وفتح لها غرفة الملك فتقدمت بخوف و رهبة.
وجدته يجلس عاري الصدر يرتدي بنطال من الكتان..كانت هيئته مهيبة ومخيفة في نفس الوقت خصوصاً مع ظلام الليل الذي لا ينيرة سوى بعض كلوبات الإنارة .
و وقف من مكانه يتقدم منها ليزيد طوله هيبة على هيبته ثم أقترب منها بحاجب مرفوع من وقاحتها .
فقد كانت تنظر له برأس مرفوع وقال بصوت غاضب:
-ألم يعلموكي أن تخفضي عيناكي وتنكسي رأسك أرضا وأنتي بحضرة الملك.
أشتعلت عيناها بغضب ...هذا ما كان ينقصها فعلاً.
وصرخت فيه:
-أنا مابوطيش راسي لحد...لا عاش ولا كان إلي يكسر عيني.
أهتزت شفتيه بإستفزاز منها وتقدم يقبض على ذراعها مردداً:
-تأدبي وأنتي بحضرة الملك.. أخفضي عيناكي ورأسك.
-لأ
قالتها بإباء و رفض تام جعلته يصرخ بغضب:
-كاااكاااا .
عادت للخلف خطوتين أثر صوته الجهوري ثم رددت بصوت مرتعش:
- كاكا ايه...عايز فاكهة ولا أنت حكايتك إيه ؟
لكنها أنتفضت تلتف خلفها على صوت جمهوري وبعدها رأت شخص تقريباً ليس من بني البشر
تحدثت بصوت باكي :
-أنت كاكا ... ده حتى مش أوانك ...هتعملوا فيا أيه؟
نظر كاكا لراموس وبعدها خفض كتفيه ورأسه يحيه بخضوع مردداً:
-أمر مولاي
-خذها للسجن .
لم يتوانى كاكا وسحب معه رنا التي كانت تصرخ بخوف ورعب.
توقف بها أمام حرفة عميقة محددة بقفص من الحديد والأغلال ثم ألقاها فيها و هي تصرخ فتقدمت أنچا تسأل :
-ماذا حدث
-هذا أمر الملك.
وأخيراً تنفست أنچا الصعداء وقد زال خوفها ترى كاكا وهو يغلق الاقفال عليها ورنا تردد:
-ليه كده حرام عليكم.. طب طلعني وأنا هسمع الكلام.
لكن كاكا لم يعيرها اهتمام كذلك أنچا التي أستدارت تغادر وعلى شفتيها إبتسامة إنتصار.
لكنها تلاشت على الفور وهي تسمع رنا تردد بعويل ودموع:
-ليه كده ..طب فكوني النهاردة بس...ده انا النهاردة عيد ميلادي يا ناس .
تخشبت قدمي أنچا في الأرض ونظرت للسماء الصافية لتصعق وهي ترى أن القمر مازال بدر في كماله .
لتشعر أنها محاطة ومحاصرة بقدمها في الأرض والبدر بالسماء وتلك الفتاة من خلفها .
إستدارت لها ببطء مخيف تنظر عليها وهزت رأسها بجنون ....لااااا ...لن تسمح لذلك بأن يحدث.
لكنها تحركت وتركت رنا في محبسها ..يجب أن تتريث وتعيد ترتيب أوراقها .
في ساعة متأخرة من الليل...مالت رنا برأسها على طرف الحفرة وقد غلبها النعاس ودمعها على خدها.
لتشعر بيد تهزها بغلظة ...فتحت عيناها تصرخ برعب :
-في إيه ؟
لتجد أنچا امامها تردد:
-ششششش ..أخفضي صوتك ...ألم تريدي الهرب ...أنا سأساعدك...هيا.
تهلل وجه رنا وبدأت تتنفس بسرعه تسأل:
-بجد والنبي.... ربنا يخليكي .. أنتي شكلك طيبة وأنا إلي فهمتك غلط .. ربنا يردهولك في عيالك..مانتي لازم تساعديني احنا ولايا زي بعض ربنا مايغلب لك ولية ابدا..
-ششششششششش ...كفي عن الثرثرة ... وآلان اركضي بهذا الإتجاه حتى تصلي للشط ستجدي قارب بأنتظارك والباقية عليكي..هيا ..أذهبي سريعاً ولا تنظري خلفك .
هزت رنا رأسها بجنون وبدأت تركض في الإتجاه المطلوب.
ظلت تركض وتتعسر من شدة التعب.. تلهث بخوف وإرهاق لكنها تحاول الوقوف كي تصل لهدفها .
لكن توقفت في منتصف الغابة على صوت جهوري أمرها بالتوقف .
ألتفت ببطء وخوف لتشهق برعب و هي تجد نفسها في حضرة الملك .......