رواية وانقطعت الخيوط الفصل العاشر 10 بقلم ميمي عوالي



رواية وانقطعت الخيوط الفصل العاشر 10 بقلم ميمي عوالي 







 فاطر السموات و الارض .. أنت وليى فى الدنيا و الآخرة.. توفنى مسلما و ألحقنى بالصالحين


10
#وانقطعت الخيوط
الفصل العاشر
مدكور و هو يكمل طعامه : يبقى المكتب ده يتصل بهدى .. لان هى اللى هيبقى معاها كل التفاصيل .. و ماتشغليش انتى بالك بالحكاية دى ، المفروض ان انتى العروسة .. فسيبك من التفاصيل دى و ماتشغليش بالك بيها 
ليظهر الامتعاض جليا على وجه تالا و هى تحاول العودة الى طعامها مرة اخرى .. لتقول هدى : لو انتى حابة حاجة معينة بلغينى بيها و انا هعملهالك يا تالا 
تالا و هى تحاول كسب تعاطف مدكور : مش حكاية حاجة معينة .. بس زى ما انتو عارفين .. احنا اتجوزنا من غير فرح .. فكنت حابة ان الحفلة تتنظم من ناس بروفيشنال عشان الحفلة تليق باسمى و باسم مدكور 
هدى ببساطة : ماتقلقيش خالص … و ياريت تأجلى حكمك لبعد الحفلة ، انتى نفسك بعد كده هتتمنى لو ينفع انك تطلبى منى انى اشرف على تنظيم اى حفلة تعمليها 
كان مدكور قد انهى طعامه فنهض من مكانه قائلا لزينب : تسلم ايدك يا زينب .. اكلك كان واحشنى جدا 
زينب بود : بالف هنا على قلبك يا مدكور بية .. و الله انت اللى كنت واحشنا كلنا 
مدكور و هو يتجه الى البهو الخارجى : طب انا مستنى القهوة بتاعتى 
ليلحق به مراد على الفور تاركا رهف بصحبة امينة و تالا بعد ان تركتهم زينب لاعداد القهوة لمدكور ، فقالت هدى : ها يا رهف .. احكيلنا .. اخبار تركيا ايه
رهف : احنا مش هيبقى لنا سيرة غير عنها لمدة طويلة .. خلونا نسمع تالا .. احكيلنا يا تالا .. عملتى ايه فى فرنسا .. انبسطتى 
تالا بكبر : اوى .. اد ايه بلد جميلة و شيك و راقية 
هدى : كل بلد فيها و فيها يا تالا .. انتى بس اللى ماشفتيش غير اللى على الوش
تالا : يمكن ، بس الحقيقة الجو هناك يجنن 
رهف بحمحمة : و يا ترى مبسوطة مع بابا 
تالا : الا مبسوطة .. مدكور ده راجل لكل العصور زى ما بيقولوا 
رهف : ازاى بقى 
تالا ضاحكة : يعنى تشوفيه تقولى راجل جد و دقة قديمة
و رجعى ، لكن فجأة تلاقيه بيعرف يعمل كل حاجة ، ده انا حتى متهيالى انه ممكن يكون بيعرف حاجات مراد نفسه مايعرفش يعملها 
رهف : ربنا يسعدكم  
هدى : اهم حاجة انكم تبقوا مبسوطين 
اما لدى مدكور .. فكان يرتشف قهوته باستمتاع فى حين كان مراد يتحدث قائلا : ها يا عمى طمننى .. عامل ايه 
ليضحك مدكور بصخب و يقول : عامل عريس 
مراد بمرح : واضح ان الموضوع جه على مزاجك
مدكور : حد يلاقى دلع و ما يتدلعش ياسى مراد
مراد : لأ ازاى .. يتدلع طبعا ، بس انا اقصد عامل ايه مع سليمان بية 
مدكور و هو بختلس النظر اتجاة غرفة الطعام : لسه ما اديتلوش فرصة انه حتى يشوفنى .. بس عازمنا على العشا عنده بكرة 
مراد : طب انا كنت محتاج انور معايا الفترة اللى جاية دى ، يا اما يجيني .. يا اما هضطر اسافر له انا 
مدكور بتفكير : خليه هو يجيلك كام يوم على ما ترتب حالك و تعرف الدنيا هتمشى بعد كده ازاى 
مراد و هو يلتفت بدوره ناحية غرفة الطعام : انور اشتكالى من سليمان و انا مسافر 
مدكور بفضول : ليه .. ايه اللى حصل 
مراد : فاجأهم بزيارة بحجة انه بيتابع الشغل اثناء غيابنا و طلب منه تقرير شامل عن المجموعة و المشاريع اللى شغالة و العملاء و حاجات زى كده 
مدكور بسخرية : و بعدين 
مراد : ابدا .. انور قال له انه يقدر يعمل له التقرير ده عن المشروع اللى هو شريك فيه .. لكن غير كده فهو مايقدرش لانها اسرار شغل 
مدكور باعجاب : برافو .. بس يا ترى الكلام ده بقى عجب سليمان 
مراد بسخرية : عمل انه مبسوط منه و انه بس كان عاوز يشوف الموظفين بتوعنا عندهم سرعة بديهة و اخلاص لينا و اللا لا 
ليضحك مدكور بشدة ليرى تالا و هى قادمة اليهم و من خلفها رهف و امينة و هدى ، و يظل على ضحكاته حتى جلست بجواره و قالت : خير يا حبيبى .. ايه اللى بيضحكك اوى كده
مدكور : ابدا يا حبيبتى … اصل مراد كان بيحكيلى على حاجة كده بس جامدة
تالا بدلال : طب ايه .. مش هتضحكنا معاكم
ليتبادل مدكور النظرات مع مراد ثم يقول : ماينفعش .. حاجة رجالى ، ماينفعش احكيها كده 
ثم التفت لرهف قائلا : اما جيبتلك شوية هدايا من فرنسا انما ايه .. هتعجبك اوى 
رهف بامتنان : ميرسى يا بابا .. مانحرمش منك ابدا
مدكور : و انتى يا هدى ، و أمينة و زينب و طبعا تميمة ، بس مالحقتش اجيبها معايا النهاردة .. كنت مستعجل عشان اشوفكم لانكم كنتم واحشننى جدا 
رهف : انا كمان جيبتلكم كلكم حاجات حلوة اوى من تركيا ، متأكدة انها هتعجبكم ان شاء الله
ليقف مدكور استعدادا للرحيل قائلا : طب انا هسيبكم بقى عشان فعلا محتاج انى انام .. و ان شاء الله اشوفكم قريب 
رهف بلهفة : طب ما تخليكم معانا يا بابا الليلة دى حتى ، اطلع نام و استريح و اما تصحى ابقى شوف اللى وراك
مدكور : لا يا حبيبتي ، و اتعودى بقى ان خلاص كل واحد مننا بقى له مكانه
زينب : قول لها يا مدكور بية ، احسن دى مفكرانى هقعد معاها هنا طول العمر 
مدكور : كل واحد يشوف اللى يناسبه و يعمله .. خلاص كده .. الكل بقى كبير كفاية .. ياللا سلام  
……………….
وصل مدكور الى شقته مع تالا التى كان الصمت حليفها طوال الطريق .. و ما ان دلفا من الباب حتى قالت بتردد و هى تحاول قياس رد فعل مدكور : احنا لسه بدرى اوى يا حبيبى .. انت هتنام بصحيح من دلوقتى 
مدكور : مش حكاية بدرى و وخرى ، احنا تقريبا مانمناش من امبارح ، و جينا من السفر يا دوب حطينا شنطنا و غيرنا هدومنا و نزلنا من تانى ، فاكيد جسمنا محتاج يستريح
تالا بامتعاض : انا دادى وحشنى .. و كنت عاوزة اشوفه
مدكور : طب ماحنا هنشوفه بكرة بالليل .. مش هو عازمنا بكرة على العشا
تالا : هو انا لسه هستنى لبكرة 
مدكور و هو يتجه الى غرفة نومهما : ماقدمكيش حل تانى يا حبيبتى 
تالا بتردد : طب ايه رايك .. على ما انت تستريح شوية اكون انا روحت شفته و سلمت عليه و جيت تانى بسرعة 
ليتوقف مدكور عن استكمال طريقه و يلتفت اليها قائلا بترصد كامن : هو دادى ساكن فين .. فكرينى كده
تالا بدهشة : انت ناسى بيت دادى فين !! .. فى مصر الجديدة 
مدكور : و انتى بقى عاوزة تنزلى و احنا فى الزمالك و لوحدك و دلوقتى عشان تشوفى دادى اللى فى مصر الجديدة 
لتشعر تالا انها قد وقعت بكمين فقالت بتردد : و ووو فففيها ايه .. عااادى يعنى ماهياش اول مرة اخرج لوحدى فى الوقت ده 
مدكور بحزم : سبق و قلت لك من قبل ما نتجوز انك تنسى كل ده ، و اعتقد انى نبهتك انك و انتى شايلة اسمى حاجة و وانتى من غيره حاجة تانية 
تالا بامتعاض و قد ارتفعت نبرة صوتها : و ده ايه علاقته بانى عاوزة اشوف دادى و اسلم عليه ، ما انت كمان روحت سلمت على بنتك اول ما جينا
مدكور بتحذير : حذارى نبرة صوتك تعلى تانى مرة و انتى بتتكلمى معايا يا تالا 
تالا بلجلجة : انا ما اقصدش .. انا بس … 
مدكور : و لا بس و لا ما بسش .. ، و ما فيش حاجة اسمها اشمعنى ، احنا متفقين من قبل ما ننزل من فرنسا اصلا ، و انتى ماجيبتيش سيرة انك عاوزة تشوفى دادى قبل العزومة اللى عاملهالنا ، لانك لو كنتى قلتيلى كنت انا من نفسى وديتك بعد ما مشينا من عند مراد و رهف او حتى قبل ما نروحلهم ماكانتش هتفرق ، لكن كونك جاية تقولى دلوقتى بعد ما وصلنا هنا .. فده مالوش تفسير غير انك مقررة مع نفسك انك عاوزة تنزلى لوحدك و تروحى من غيرى فى الوقت ده 
ليصمت لثوانى و هو يراقب ملامح وجه تالا الممتعضة و نظراتها الغير مستقرة على مكان واحد و اكمل حديثه قائلا .. انا اللى عندى قلتهولك .. ادخلى غيرى هدومك و نامى او اعملى اللى انتى عاوزاه ، لكن نزول و لوحدك فى الوقت ده مش هيحصل .. انتى فاهمة 🙄
لتمتعض ملامح تالا بشدة و تتركه و تذهب مسرعة الى غرفتهما و هى تتصنع البكاء
لتتناول ملابس نومها و تتجه مرة اخرى الى خارج الغرفة و هى ترسم على ملامحها الحزن الشديد ، ليتجه مدكور هو الاخر الى الغرفة ليقوم بتغيير ملابسه و دخل الى الفراش و ذهب فى نوم عميق فى وقت قصير جدا 
اما بالخارج .. فقد قامت تالا بتغيير ملابسها و تعمدت المكوث بالخارج و هى تظن ان مدكور سوف يأتى ورائها لمصالحتها و القيام بكل متطلباتها ، و لكن انتظارها طال لاكثر من اللازم .. لتمر ساعة تلو الاخرى و هى مازالت فى الانتظار و لا تعلم بأن مدكور فى عالم اخر بين غيامات احلامه ، حتى سحبها النوم هى الاخرى و هى جالسة بمكانها
………………..
فى فيلا رهف 
كان مراد قد ترك الاناث لشئونهن ، و جلس بغرفة المكتب ليتابع بعض من الاعمال المتراكمة التى فى انتظاره كى ينهيها ، و كان انور معه على الهاتف فى محادثة فيديو يقول : كل الملفات اللى باقية بعد كده تخص المشروع اللى مع جاسر و سليمان الانصارى ، بس فيهم ملف لازم يبقى قدامك و فى ايدك و انت شغال عليه يا مراد ماينفعش نظام الاون لاين ده
مراد : تقصد الحسابات 
انور : لا .. اقصد مقاولين التشطيبات 
مراد : مالهم 
انور : فى مكتبين مقاولين جداد .. سليمان صمم اننا نضمهم للناس بتوعنا 
مراد بحدة : يعنى ايه صمم و ازاى انت و جاسر تسمحوا بالكلام ده ، ثم فين الناس بتوعنا 
انور : ماتنساش ان مافيش فى العقد اللى بيننا و بينه حاجة تقول انه مالوش علاقة بالكلام ده 
مراد : ازاى يعنى 
انور : زى ما بقول لك كده ، انا هبعتلك ايميل حالا بصورة العقد … و انت هتتاكد بنفسك ، انا حاولت اطلع منه اى كلمة تقول انه يخليه فى حاله مالقيتش
مراد : طب الناس دى عندها مشاكل و اللا ايه النظام 
انور بسخرية : الناس دى ما هى الا سليمان ذات نفسه بس بيحسن دخله بعد الضهر
مراد : مش فاهم 
انور : يعنى مكتبين المقولات دول ملك سليمان الانصارى يا مراد .. ركز مع اخوك الله يبارك لك
مراد بدهشة : طب و ليه 
انور بتوضيح : عشان يبقى من دقنه و افتلله
مراد بتهكم : انت عاوز تفهمنى يعنى ان مكتبين المقاولين دول هم اللى هيفرقوا معاه
انور : انت مش فاهم
مراد : فهمنى 
انور : المكاتب دى بتقوم بشغلها على الورق بس ، لكن فى الواقع بقية المقاولين هم اللى قايمين بكل الشغل الفعلى 
مراد بحدة : و انت ازاى تسكت على الكلام الفارغ ده يا انور .. ده كده سرقة علنى
انور : هو انت دايما حمقى كده ، مين قال لك انى سكتت 
مراد : و عملت ايه بقى 
انور : خليت المحامى بعت انذار رسمى بفسخ العقد بعد ما عملنا محضر اثبات حالة بعدم الالتزام بالعقد 
مراد بابتسامة : و بعدين
انور بتهكم : و لا قبلين يا حبيبى .. شكل حما عمك حطنى فى دماغه و ناوى يسرحنى قريب بسميط و بيض و دقة
مراد بضحك : ايه .. عمل لك ايه
انور : ابدا يا اخويا .. لقيته بيكلمنى و بيقوللى لما تبعت للمكاتب عندى انذار بفسخ التعاقد يبقى الظاهر نسيت انك بتشتغل عندنا .. انا اللى بنذرك انك تلتزم بحدود شغلك يا هتلاقى جواب فصلك بين ايديك
ليضحك مراد بشدة و يقول : ها و بعدين 
انور ببراءة : و الله يا مراد ياخويا .. لما فكرت فيها قلت و ليه لا
مراد بفضول : هو ايه ده مش فاهم
انور : ماهو لو رفدنى هبقى فاضى .. فانا ايه بقى .. اروح للبت امينة و افرحها انى فضيت لها و نتجوز و نتلم بقى
مراد : هتتجوزها و انت عاطل و ماعندكش شغلانة 
انور : لا مانا هخليها تاخدنى معاها الاتيلية 
مراد ضاحكا : و هتعمل ايه بقى فى الاتيلية ان شاء الله
انور : الضم لهم ابرة .. اركب لهم زرار ، اقول لك .. هاخد لهم المقاسات 
مراد و هو يلتقط انفاسه من شدة الضحك : تصدق هتليق عليك .. و ابقى فكرنى اجيبلك متر لبان من بتاع مراتك 
انور بامتعاض : هى فين مراتى دى مانتو مستوليين عليها ، هو انتو مش خلاص رجعتوا بالسلامة و سلمتوا و حكيتوا و اتكلمتوا ، مراتى مارجعتش ليه انا عاوز افهم 
مراد : ترجع و اللا ما ترجعش انت مالك 
انور بحدة : مالى ازاى يا جدع انت .. دى مراتى 
مراد : يا عم بالراحة بس على حنجرتك ، انا اقصد انك حياللا كاتب الكتاب ، يعنى لسه فى بيت اهلها ، لما تبقى بقى فى بيتك يا معلم ابقى اعمل ما بدالك 
انور : بس كده .. و حياتك عندى هو شهر من دلوقتى و هتشيل لقب حرمنا المصون 
مراد ضاحكا : ده لو ربنا نجاك من سليمان و ماشاليتش لقب حرم المرحوم ، عموما .. ماشى يا عم .. مبروك مقدما 
انور : طب برضة هتسيبوها تيجى امتى 
مراد بمكر : ياعم هبعتهالك من الصبح .. بس ااه صحيح اعمل حسابك تبقى عندى فى القاهرة من بكرة 
انور باستنكار : و ليه بقى ان شاء الله
مراد : ما انت لسه قايل ان فى حاجات محتاجة تتراجع و هى فى ايدى ، فاتفقت مع عمى انك تجيلى يومين كده نخلص فيهم الكلام ده
انور بمرح : طب مش تقول من بدرى ، هتلاقينى عندك الصبح .. ااه .. و ياريت تسك على الاوردر .. لغيناه 
مراد : اوردر ايه ده بقى كمان
انور : اوردر حرمنا المصون .. اصلى قررت اجى استلمها بنفسى تيك اواى بلفة هدايا محترمة 
………………..
اما لدى رهف فكانت امينة تحدثها قائلة : احنا عاوزين ناخدك بكرة الصبح نفرجك على المكان قبل ما يتفرش .. ايه رأيك
رهف : طبعا .. بس ماقولتوليش .. هو مكانه فين 
هدى بخبث : فى الزمالك 
رهف : وااو .. طب يا ترى بقى قريب من شقة بابا و اللا بعيد
امينة و هى تتبادل نظرات ملؤها التسلية مع هدى : الا قريب .. الحقيقة مش هتصدقى الصدف العجيبة اللى خلتنا فى نفس العمارة بتاعة عمو
رهف بانشداه : مش معقوووول 
هدى : لا معقول .. بس احنا فى الدور الارضى و لينا مدخل خاص بينا لوحدنا 
رهف بفضول : و بابا عارف الكلام ده 
امينة بجدية : انا عاوزاكى تسيبك من الكلام ده و تركزى فى المهم .. احنا محتاجين تصميمات جديدة عشان خط الانتاج الجديد ، و كمان فى طلبيات جديدة كتير جدا اتفقت عليها هدى 
رهف بدهشة : هدى !!
هدى باعتداد مرح : ااه يا بنتى اومال ايه .. لا هو انتى فاكرانى كنت بلعب و اللا ايه .. ده انا فتحتلك شغل جامد مع ناس ليها اسمها و عشان كده استأذنت من عمى انى اعزم الناس دى على الحفلة .. لانى عاوزة اعرفك عليهم 
رهف بحب : انا مش عارفة اقول لكم ايه .. ربنا ما يحرمنيش منكم ابدا 
امينة : بس خدى بالك .. انا كلها كام يوم و لازم ارجع اسيوط ، ماينفعش اسيب الدنيا هناك لوحدها بالشكل ده اكتر من كده 
رهف بمحايلة : يا امينة الناس هناك اد المسئولية ، خليكى انتى معايا هنا 
هدى ضاحكة : شكلك عاوزة انور يصورلنا هنا قت/يل 
رهف باعتذار : انا عارفة انى واخداكى منه بزيادة حقكم عليا 
امينة : ماتقلقيش .. و هانت .. الدنيا قربت تتظبط 
هدى : ماحدش فيكم لاحظ حاجة على تالا لما كانت هنا 
امينة : الفستان اللى كانت لابساه من عندنا .. بس انا مارضيتش اعلق 
رهف : و انا كمان ، لانى حسيته مش عاجبها 
امينة بسخرية : الاحترام هو اللى مش عاجبها مش الفستان ، شكل السيد الوالد ممشيها على العجين ماتلخبطوش 
هدى : انا برضة لاحظت ده .. بس مش ده قصدى .. انا بتكلم على حاجة تانية 
رهف : حاجة ايه دى 
هدى : حسيتها اتضايقت ان انا اللى برتب للحفلة 
امينة بسخرية : سيبك منها ، هى كانت فاكرة انها هتؤمر و الكل يقول لها شبيك لبيك .. بس احسن حاجة عملها عمو مدكور انه قعدها بعيد عنك يا رهف و حط النقط على الحروف من اولها 
رهف : بس الصراحة .. هى برضة صعبانة عليا
امينة بذهول : و صعبانة عليكى ليه بقى ان شاء الله
رهف : حاسة بابا زى ما يكون بيتعامل معاها بجفا 
هدى : الصراحة انا كمان لاحظت ده 
امينة : و انا كمان 
رهف : مش معاملة عروسة لسه راجعة من شهر العسل ابدا 
امينة بمكر : الا هو صحيح يا رهف .. المفروض يتعامل معاها ازاى 
رهف بسلامة نية : يعنى .. يحتويها و يهتم بيها و اللا حتى يتكلم معاها .. دى كانت بتشد منه الكلمة ، رغم المفروض العكس تماما 
امينة بتنهيدة سخرية : تقصدى يعمل معاها زى ما مراد بيعمل معاكى كده 
رهف : انتى بايخة على فكرة و مش هتكلم قدامك تانى
امينة ضاحكة : و الله و نطقنا و عرفنا نتكلم يا زمن ، ياختى مش عاوزاكى تتكلمى معايا .. عاوزاكى تتكلمى مع هولاكو 
رهف بترصد : و ماتقوليش عليه هولاكو مرة تانية
امينة باعتراض : و ما اقولش ليه بقى ان شاء الله ، هو اتجوزنى انا و اللا اتجوزك انتى 
رهف : يعنى يرضيكى اقول على انور هولاكو 
امينة بمرح : ياختى اياكشى تقولى عليه بطليموس الرابع عشر .. كل واحد حر فى القابه
هدى : طب بغض النظر هنروح نبص على الاتيلية امتى 
امينة : بكرة الصبح طبعا 
رهف : لأ .. خلوها بعد الضهر ، عشان حابة ان مراد يشوفوا معانا 
امينة : الحب ول/ع فى الدرة يا جدعان .. ماشى يا نحنوحة .. يبقى بكرة بعد الضهر ، بس تعملى حسابك انك مطالبة تسلمينى كل يوم تصميم جديد على الاقل عشان الخط الجديد
………………
كان مدكور قد بدأ فى التململ بفراشه ليمتد بصره الى ساعة الحائط ليجدها اقتربت من السادسة صباحا لينتبه على انه وحده بالفراش ، ليستجمع تركيزه و ينهض ذاهبا للوضوء ، ثم خرج باحثا عن تالا ليجدها متكومة فوق الاريكة و هى غارقة فى سبات عميق ، فوقف امامها لبرهة و هو يحدث نفسه قائلا : ابتديتيها بدرى اوى يا بنت سليمان .. بس معلش ، هنشوف مين فينا نفسه اطول من التانى 
ليذهب لاداء صلاته .. و بعد الانتهاء من الصلاة .. بدأ فى ارتداء ملابسه استعدادا للذهاب الى العمل .. ليسمع دقات قصيرة على باب غرفته و عندما سمح للطارق بالدخول وجدها الخادمة تخبره بانها قد اعدت الافطار و قالت له : هى تالا هانم مش هتصحى 
مدكور : لا سيبيها براحتها ماتقلقيهاش عشان نامت متأخرة و بلاش تعملى دوشة جنبها لحد ماتشبع نوم و تصحى من نفسها
الخادمة : طب هتفضل مكانها كده 
مدكور : ايوة سيبيها و لما تصحى قوليلها انى مش عاوزها تروح فى حتة لغاية اما اجى .. عشان هنخرج سوا 
الخادمة : حاضر .. طب و الفطار 
مدكور : انا جاى حالا 
ليتناول مدكور افطاره و قهوته و يغادر الى العمل تاركا تالا على وصعها الذى استفاقت منه عند العاشرة لتتفاجئ بأن مدكور قد اعطاها اول صفعة بحياتهما معا
…………………..
فى مقر مجموعة مدكور بالقاهرة .. كان مدكور يجلس بصحبة مراد و هو يقص عليه كل ما أبلغه به انور عن ما حدث اثناء سفرهما ليقول مدكور : حاول تخلى انور يبعد تماما الفترة اللى جاية دى عن سليمان ، و ياريت ما يتعاملش معاه من اصله لفترة كده 
مراد باستغراب : و اشمعنى بقى 
مدكور : سليمان نابه ازرق ، و مهما ان كان .. انور ممكن مايبقاش واخد خوانة 
مراد : و هو يقدر يعمل له ايه يعنى يا عمى 
مدكور : من ناحية يقدر فهو يقدر يعمل كتير يا مراد ، انا سبق و فهمتك سليمان معظم شغله من تحت الحزام 
مراد : عموما .. حاضر ، و اعتقد ان طالما انا و حضرتك موجودين فالتعامل كله هيرجع من تانى من خلالى انا و حضرتك بعيدا تماما عن انور 
مدكور : هو ده بالظبط اللى انا عاوزه ، و مش عاوزك ابدا مهما حصل تجيب سيرة اللى حصل قدام سليمان ، اكن انور ماحكالناش اى حاجة 
مراد : ازاى بقى ، طب و الانذارات اللى اتبعتت دى 
مدكور : ده شغل القسم التنفيذى و الشئون القانونية ، فمش شرط اننا نبقى عارفين بالتفاصيل دى 
و قبل ان يقوم مراد بالرد على مدكور يستمعا لدقا على الباب وقبل السماح بالدخول يجدا ان تالا قد دلفت من الباب و هى بقمة زينتها قائلة بثبات : صباح الخير .. ليه ما استنتنيش عشان تيجى سوا 
لينظر إليها مدكور بابتسامة وراءها سخرية و ترصد و يقول موجها حديثه لمراد : طيب يا مراد .. نكمل كلامنا بعدين 🤫


الفصل الحادي عشر من هنا 




تعليقات



×