رواية جميلة الفصل الثامن8بقلم ديانا ماريا

 


 رواية جميلة الفصل الثامن



لم تعد قدماها تحملانها وهى تراه ممدد على الأرض يصرخ، تجمع الناس حوله يحاولوا أن يروا مدى سوء إصابته، لم تنتظر جميلة أكثر من ذلك وركضت بسرعة إلى باب الشقة تفتحه وتكمل ركض على السلم حتى وصلت لبوابة العمارة.

قابلتها ياسمينا التي أسرعت لها بفزع حين رأت وجهها المرتعب الباكي.












ياسمينا بفزع: في إيه يا جميلة؟

قالت بنبرة باكية وحرقة: قاسم وقع في الشارع، أنتِ مشوفتيهوش؟

عقدت ياسمينا حاجبيها بذهول: لا فين؟

أسرعت جميلة من أمامها: تعالي مش وقته الكلام ده!

تبعتها ياسمينا بسرعة حتى تقدموا ورأوا أناس يحملون قاسم ثم يضعوه في سيارة أحدهم حتى يسرعوا به للمستشفى.

كانت جميلة على وشك التقدم بغير وعى حين أمسكتها ياسمينا من يدها بسرعة: أنتِ رايحة فين؟

ردت جميلة: رايحة أشوفه.

اتسعت عيون ياسمينا وهمست بعدم تصديق: أنتِ اتجننتِ! رايحة فين أنتِ لا تقربي له ولا حاجة رايحة بصفة إيه؟

حدقت لها جميلة بألم وكأنها انتبهت توها لهذا الأمر وراقبت السيارة وهى تغادر للمستشفى بقلب مثقل.

عادت لغرفتها مع ياسمينا التى أعادتها رغما عنها قبل أن ينتبه أحد من عائلتها لها رغم أن جميلة كانت ثابتة مكانها مازالت تنظر إلى مكان سقوطه.

ارتمت على سريرها تبكي فجلست ياسمينا أمامها تقول بحيرة: طب حصل إيه فهميني؟

قالت من بين بكاؤها: كانوا بيلعبوا كورة وفيه واحد وقعه جامد وهو مسك رجله وقعد يصرخ من الوجع.

بقيت تحدق إليها بتشويش ثم سألتها: طب أنتِ بتعيطي كدة ليه؟

..








حدقت لها جميلة بإستغراب: هو ده سؤال يا ياسمينا؟

حدقت ياسمينا إليها بتركيز: طبعا! أنتِ بتعيطي عليه ليه مع أنه رفضتيه أصلا لما جالك ومفيش أي صلة ولا علاقة بينكم ومعتقدش يعني ده عياط واحدة على جارها!

صمتت جميلة بإرتباك وهى تنظر أمامها بتيه ولم ترد فتابعت ياسمينا: أنتِ بتحبيه يا جميلة؟

صُدمت جميلة من السؤال وهذه المرة لم تسارع للإنكار بل بقيت تنظر أمامها بعدم استيعاب ويظهر عليها التفكير العميق.

رفعت نظراتها لياسمينا وقالت بعدم تصديق: طب إزاي؟

أبتسمت ياسمينا ووضعت يدها على كتفها: دي بقا مفيش فيها إزاي خالص وعارفة حاجة؟ معتقدش أنه حب من اليومين دول وبس لا يمكن من زمان كمان.

عقدت جميلة حاجبيها بعدم فهم: يعني إيه؟

هزت ياسمينا كتفيها: يعني أنتوا يعتبر عِشرة طويلة ممكن الحب مكنش لسة جه بس أكيد كنتِ عارفة أنه رغم كل الحركات اللي بتتضايقي منها أنه ده إنسان كويس ومهما كان سنه يُعتمد عليه فاكرة لما كنتِ بتعيطي علشان ولد ضايقك وأنتوا في أولى إعدادي وسرق منك حاجاتك وهو راح ضربه ورجع الحاجة ليكِ؟..











 ولما كبرتوا بقا ورجعتوا تتقابلوا الفترة دي ويظهر قدامك الحب جه لوحده رغم ضيقك منه بس إعجابك بوسيم كان عامل زي الغشاوة على عينيك.

بقيت جميلة تفكر قليلا في كلامها ثم تنهدت: يمكن بس هو مش هيسامحني يا ياسمينا أنا خسرته خلاص، أنتِ مش بتشوفي نظراته عاملة إزاي، النظرات دي بتجرحني أوي.

قالت ياسمينا بتشجيع: هيسامحك يا جميلة هو بيحبك، بس هو مجروح حاليا.

قالت جميلة بأمل: تفتكري؟

أومأت ياسمينا وهى تبتسم فعانقتها جميلة وهى تبكي مجددا، ربتت ياسمينا على ظهرها بحنان لمواساتها.

سمعوا خطوات والدتها تقترب من الغرفة فمسحت جميلة دموعها بسرعة وهى تبتعد عن ياسمينا.

دلفت والدتها بوجه حزين: عرفتوا اللي حصل يا بنات؟

أجابوا نفيا فتابعت والدتها: قاسم محمد جارنا رجله اتكسرت وفي المستشفى.

هبط قلب جميلة من الأسى فنظرت لها ياسم








ينا بسرعة بتحذير حتى لا تشك والدتها ثم سألتها: طب هو عامل إيه دلوقتي؟

قالت والدة جميلة بشفقة: في المستشفى وهيقعد فيها كام يوم بس أمه زعلانة.

ثم نظرت لجميلة: أنا قولت لأبوكِ يا جميلة وهنروح كلنا كمان شوية المستشفى علشان نزوره ده واجب أمه ست أصيلة ومحترمة وهو شاب محترم جدا.

أومأت جميلة برأسها: حاضر يا ماما هقوم أجهز.

غمزت لها ياسمينا وحين غادرت والدتها قالت: اهى دي فرصتك بقا.

قالت جميلة بتعجب: فرصة إيه؟

زفرت ياسمينا بحنق: يا غبية علشان تعتذري له وتبيني أنه أنتِ مهتمة بيه يعني.

قالت جميلة برفض: أنا مقدرش أعمل كدة، مقدرش أقوله أني بحبه.











حدقت لها ياسمينا ببرود ثم ضربتها على رأسها: ومين قالك أنه هتعملي كدة.

ردت جميلة بنفاذ صبر: أمال هعمل إيه؟

قالت ياسمينا بجدية: يعني أنتِ ببساطة لو جات فرصة تتكلمي معاه لوحدكم هتعتذري منه على اللى حصل وأنه مكنش قصدك تجرحيه وطبعا أنتِ رفضتِ وسيم وده أكيد بقى معروف ف هو ممكن يحاول تاني.

جميلة بحزن: وهيحاول تاني إزاي بعد ما رفضته!

ياسمينا بملل: اعملي كدة وخلاص وسيبيها على ربنا، قومي يلا وأنا همشي.

تجهزت جميلة بشوق وتوتر لأن تذهب وتراه وتطمئن عليه، لا تعلم متى أحبته ولكن هذا الشوق والقلق الذي يسيطر عليها يؤكد لها ذلك بقوة وكل ما كانت تشعر به الفترة الماضية يتثبت لها صوابية ذلك بكل طريقة ممكنة.

حين وصلوا المستشفى أخبرتها والديها أنها ستسبقهم لأعلى حتى تعرف في أي غرفة هو بينما والدتها تنتظر والدها حتى ينتهى من ركن سيارته.

صعدت لغرفته والتوتر يزداد داخلها وكل الإحتمالات تعصف برأسها ولكن حاولت إخمادها وتفكر بأنها ستفعل ما تنويه مهما كان الأمر صعبا عليها.

وصلت أمام غرفته وهى تحاول أن تهدأ وتسيطر على دقات قلبها المتسارعة، دقت الباب وحين سمعت صوته يأذن بالدخول ارتجفت يدها للحظة على مقبض الباب قبل أن تفتحه.

كان لوحده حين رآها تحولت ملامحه ونظراته للبرود التام، ازداد توترها ولكنها خطت للداخل وهى تقول بخفوت وارتباك: ألف سلامة عليك.

رد بإقتضاب: الله يسلمك.











نظرت في أرجاء الغرفة ثم قالت بتساؤل: هى طنط مش هنا؟

رد ببرود: بتخلص حاجة في الحسابات تحت وطالعة.

حاولت الابتسام: يبقى أكيد هتقابل ماما وبابا تحت وهما طالعين.

لم يرد عليها وهو يدير وجهه للجهة الأخرى فشعرت بأن موقفها يزداد صعوبة.

تذكرت حديث ياسمينا وتشجعت وهى تقول بنبرة متوترة: قاسم أنا عايزة أقولك حاجة وياريت تسمعني.

أدار وجهه ناحيته وقال بعنف: وأنا مش عايز أسمعك ولا أشوفك ياريت تتفضلي برة!

                الفصل التاسع من هنا
تعليقات



×