رواية ودعة و اخواتها السبعة الفصل التاسع 9 بقلم قصص وروايات كامله



رواية ودعة و اخواتها السبعة الفصل التاسع 9 بقلم قصص وروايات كامله 




#ودعة_وأخواتها_الجزء_التاسع
......... وافق الإخوة على ما طلبت منهم ودعة هو ان تشعل نارا وتقفزن عليها زواجتهن فمن وقعت نالت جزائها ومن لم تقع كانت بريئة
لكن نسائهم كن خائفات ورفضن ذلك ولم تقفز سوى زوجة الأصغر ونجت 
قالت ودعة للتنين: أحرقهن فلن يمر مكرهن دون عقاب وعندما فعل ذلك لم يبق منهن إلا الرماد و عظاما محترقة

لم يبد إخوة ودعة أي أسف على زوجاتهم فلقد حصدن ما زرعت أيديهن ثم إلتفتوا إلى أختهم وقالوا لها لقد قصرنا في حقك كثيرا من المرات و نرجو أن تسامحينا فلن يتكرر ذلك 

والآن أخبرينا عن حكاية المملكة الضائعة وكيف أصبحت ملكتها ؟
حكت لهم عن الأمير الذي نجا من الوباء وعلى الشامة التي على ظهورهم (وليست شامة لي موجودة في كتف برهان) وعن المنجل السحري الذي يحمله الملوك

وقالت : حان الوقت لإحياء المدينة بعد كل هذه السنوات التي قضتها بين الأشجار والحشائش لقد رحل الأمير ومن معه من صيادين و عبيد وجواري وبنوا قرية رأس الجبل التي ولدنا و عشنا فيها وهذا ما يفسر المباني والتماثيل التي لا يوجد ما يشبهها في القرى المجاورة ولأنها في قمة الجبل لم يختلط سكانها كثيرا مع غيرهم .

والآن ستأتون معي ونخبر أهل القرية بالحكاية ثم نجمع كل ما نملك ونرحل إلى المدينة مع من يريد مرافقتنا
عندما وصلوا دخلت ودعة مزرعتهم ونادت على أمها ولما رأتها حضنتها وبكت Lehcen Tetouani 

قالت البنت : كفى يا أمي هناك من يريد رؤيتك إلتفتت الأم ورائها فرأت أبناءها السبعة يبتسمون لها لم تصدق المسكينة عينيها فلقد مضى عشرة سنوات على مغادرتهم البيت

قبّلتهم واحد واحدا والدموع تنهمر من عينيها فلقد كانت تخشى أن تموت ولا تراهم قصوا عليها ما جرى لهم وحكاية العبد الذي خدعهم وكاد أن يفعل ذلك مرة أخرى عندما قابلهم قرب الغابة

لما ذكروا لها أمر المملكة الضائعة دهشت وقالت : روت لي جدتي مرة أن كارثة أصابت مدينتهم ولم ينج إلا القليل وأنها مليئة بالذهب لكن الآن يسكنها الجن ومن إقترب من طريقها قتلوه وعلقوا جمجمته على بابها

أجابت ودعة :هذه أساطير ولقد دخلت المدينة وهي مهجورة منذ قرون وما هو مأكد أني وإخوتي من نسل أحد أمرائها وأهل القرية من أتباعه الذين كانوا معه في الصيد وأريد منك أن تكلمي جيرانك وأقاربك ليجتمعوا في الساحة العامة غدا مساءا

في الغد وقفت مع إخوتها وسط الناس الذين سمعوا برجوعها مع إخوتها وحكت لهم قصة الأمير الذي جاء إلى القرية وقالت: لقد حان الوقت لنرجع إلى مملكتنا

وأنا سأقودكم فمن يأتي معي؟
صاح الناس كلنا سنذهب معك ولن يتخلف منا أحد وبدأ القوم في بيع ممتلكاتهم وجمع أموالهم وبعد أسبوع خرجوا بأنعامهم وأطفالهم وعجائزهم وفي المقدمة الساحر إبن عبد البار يدلهمم على الطريق

وعندما وصلوا بدأوا بقطع الأغصان وإزالة النباتات والأتربة وبعد أيام بدأت المدينة تظهر وكانت كبيرة وذات طرقات واسعة وفي النهاية رجعت كما كانت وعاد إليها جمالها
فأقام الناس حفلة كبيرة في القصر وقرروا تنصيب ودعة ملكتهم

لما رجع الأمراء الأربعة إلى أبيهم السلطان محمد بن منصور حكوا له عن المملكة الضائعة ورغبة ودعة في أن تكون ملكتها قال لهم : لا مانع عندي ليكن ذلك مكافأة لها على إنقاذكم من الساحر لكن ابنته الصغيرة حدثته عن السرداب المليء بالكنوز فإشتدّ طمعه وقال في نفسه : سأستولي على كل ذلك الذّهب والمال فالمدينة دون حماية

في الغد إستدعى وزيره وأعلمه بشأن المملكة وبأنها تمثل خطرا على ملكه ويخشى أن يعظم أمرها وتنظم لأعدائه لذلك سيزحف عليها ويحرقها

أجاب الوزير أقترح أن نتخذهم حلفاء لنا ونستفيد من مكتباتهم وعلومهم
قال السلطان: لقد إتخذت قراري ولن أتراجع فيه هيا أعط الأمر للجيش بالإستعداد سنتحرك خلال سبعة أيام

سمعت القرى المجاورة بخبر المدينة الضائعة فجائوا بأموالهم وأبنائهم ورحبت بهم ودعة فهي محتاجة إلى الصناع والعمال فما زال هناك الكثير لفعله فالخشب داخل البيوت تآكل والأسوار بحاجة إلى ترميم وكذلك الأبراج وكل ما فعلوه لحد الآن هو إزالة الأشجار وتنظيف الأزقة من الأوراق والحصى والأغصان الجافّة

إختارت كل عائلة بيتا وأصلحته لكن ما زال الكثير من البيوت والدكاكين الفارغة ويلزم على الملكة أن تملئها وترسل القوافل تفكر في الدفاع عن مملكتها وكل ذلك لا يمكن أن يقوم بها أهل قريتها بمفردهم

ذات يوم جاء رجل وإمرأته وطفل صغير وطلب مقابلة الملكة على عجل فالأمر لا يحتمل الإنتظار عندما رأته ودعة أشفقت عليه فقد كان يعلوه الغبار وكأنه يريد ان يخبرها بسر 

وقال لها: لم أنم أنا وزوجتي منذ يومين وسرنا ليلا نهارا لنصل إليك ظهر الإنزعاج على وجهها وقالت : لا شك أن الأمر خطير



الفصل العاشر من هنا 




تعليقات



×