رواية الماضي يلاحقني الفصل الثالث3 بقلم اسماء بشراوي

 


 رواية الماضي يلاحقني الفصل الثالث

أتت سما و هي تحمل حقيبة الإسعافات الأولية ثم بدأت بتضميد جراحه، كان يراقبها ببلاهة و هي تداويه، و عقله سافر بعيداً، رفعت عينيها لتراه فتلاقتأعينهما فأخفضت عينيها خجلا، كم يحب خجلها جلسا في هدوء تام لم يقطعه سوى صوت جشع، تبين أنه صوت مديرة سما:_أهاا إنتي عملتي مهزلة و قاعدة هنا،_آسفة يا مدام روان_آسفة ايييه، إنتي جالسه انتي و البوي فريند بتاعك..لم تتم عبارتها حتى تلقت صفعة من عند سما أوقفتها عند حدها، كانت ستعيد لها الصفعة لولا مالك الذي تنحنح ثم قال:_تجاوزتي حدودك يا هانم التفتت في ذهول، إنه السيد مالك أكرم المنشاوي، أهم زبون عندها،_مستر مالكلم يعرها اهتماما ثم قال لسما بلهجة آمرة:_سما ، خذي أغراضك و يلا بينا حملت سما حقيبتها دون أن تنبس ببنت شفة و خرجت وراء مالك وسط ذهول كل من بالمحل.‏
و ما إن خرجوا حتى بدأت سما بالبكاء، بكاء رق له قلب مالك، كان يود لو كان بإمكانه أن يضمها لصدره و يربت على رأسها لكن مع الأسف هو لا يستطيع، لكنه قال محاولا أن يواسيها:_يكفي يا سما ذا مش غلطك_ليه ، ليه الكل عم بيعاملني كذا ، كلهم يزعقوا فيا و يهينوني، أنا مش قادره اق_خلص ، أنا رح أعلم الهانم درس مش رح تنساه_شو رح تعمل معاها؟_رح أتكلم مع المدير بتاعها عشان يطردها_لا لا ميصحش كذا، حرام عليك..تفاجأ من إجابتها، أيعقل أن تكون هناك فتاة بهذه الرقة؟ أهي بريئة لهذه الدرجة؟ لدرجة أنها لا تستطيع الإنتقام من شخص جار عليها؟_انتي مش انسانة عادية تعجبت من قوله، ثم ردت عليه و هي تكفكف دموعها:_ايه اللي مش عادي فيا_يعني الشريره ذي هانتك و انتي مش بدك تنتقمي منه اقالت له بلغة عربية أضحكته:_أنا لن أمضي لاهثة وراء كلب لكي أعظه كما عظني_يا سلام على حفيدة سبويه أضحكتها عبارته، فابتسمت ابتسامة أنسته العالم حوله و بقي ساكنا لا يتحرك للحظات حتى أيقظه رنين صوتها الرقيق من سباته العميق:_مالك_أ،، أيوة_ممكن تقلني للبيت؟_لا_ليه؟_على شان أنا محتاج ليك_محتاج ليا في ايه؟_البت ملك عيد ميلادها النهار ده و أنا مش هعرف أختارهدية مثلك، يبقى لازم تساعديني_اوكي_يلا اركبي ركبت سما في المقعد الخلفي، لم يرد مالك أن يطلب منها أن تجلس في الكرسي الأمامي، و استحيت هي أن تجلس قربه، ساد بينهما صمت طويل، إلى أن توقف مالك أمام متجر الهدايا، و قال:_احنا وصلنا_سوري ما انتبهتش
نزلا من السياره و ما إن دخلا حتى بدأت الفتاتين العاملتين في المحل في التطلع إلى مالك بلهفة و إعجاب شديدين، مما أثار غضب سما، حتى شعرت لوهلة أنها تريد اقتلاع عيونهما، بينما لم يعرهما مالك اهتماما.بدأت سما في التجول بين










 الرفوف، و بينما هي تختار وقف قربها مالك ينظر إليها بعفوية إلى أن وقعت عيناهما على دبدوب زهري ووضعا يديهما عليه في نفس اللحظة؛ أزالت سما يدها بسرعة و في حرج بالغ، بينما بدأ مالك يضحك، و خاصة عندما لاحظ احمرار وجنتيها الممتلئتين، استطردت سما قائلة:_الدبدوب ذه كيوت رح تحبو ملك اوي_أيوة ملك بتفرحها الحجات ذي كثير واصلا التسوق، كانت تشعر معه براحة تامة، و أمان مطلق ، مواقفه الرجولية تهز أنوثتها، تحس بحنان كبير في صوته، و بسحر رائع في عينيه. اشترى مالك عدة هدايا لأخته بينما اشترت لها سما عقدا جميل، غادرا المحل ثم ركبا السيارة. ساد بينهما صمت قطعه مالك عندما قال:_احنا تعبنا كثير اليوم، لازم نروح نتغذى_لا لا بلاش أنا رح أروح على البيت و انت روح اتغدى، بلاش أزعجك_ما فيش ازعاج، خلينا نتغذى سوى
انصاعت سما لطلب مالك، فذهبا سويا لأحد المطاعم ، تناولا غذاءهما معا، و عندما أكملا طلب مالك بعض المثلجات، أسعدها طلبه، فهي تحب المثلجات كثيرا.تجاذبا أطراف الحديث، و قد كان مالك هو من بدأ، سائلا سما:_سما ، انتي كام عمرك؟_ثمانية عشر عامتفاجأ قليلا، أيعقل أن تكون فتاة في هذا السن بكل هذه الرزانة و الأدب و الثقافه ، أجابها:,_ما شاء الله، عقلك كبير اوي على سنك.أخجلتها عبارته، لم تنجح أبداً في إخفاء خجلها، فلطالما فضحتها حبتي التفاح على وجنتيها، انتبه لهامالك، فضحك رغما عنه، و التقت أعينهما في لحظة، بدت كأنها أطول لحظة، طأطأت سما رأسها، ثم بترت ذلك الصمت السائد بينهما بسؤالها:_و انت مقلتش لي كام عمرك؟_أنا عندي أربعة و عشرين سنة_يبقى إنت خلصت دراسة_أيوة_بتشتغل ؟_أيوة ، أنا مهندس معماري،_اه_ و إنتي شو بدك تشتغلي؟_بصراحة أنا برده مقررتش_إن شاء الله رح تقرري، بس ثيفي في ربنا و هو مش هيخيبكابتسمت سما، و قابل هو ابتسامتها الصغيرة بابتسامته الشبيهة بابتسامة الأمير فيليب، آه كم تذوب في هذه الابتسامة، أنهيا مثلجاتهما، و كانت نقطة بوظة على شفاه سما، لمحها مالك فأخذ منديلا ورقيا و مسحها، صدمت سما بفعلته، بينما لم يشعر هو بخطورتها حتى بدأ الجلوس حولهما بالتصفيق، حملت سما حقيبتها و غادرت في حرج بالغ، بينما اكتفى مالك بالابتسام لهم، دفع ثمن الغذاء، ثم لحق بسما التي كانت تنتظره داخل السيارة، في الكرسي الخلفي، شعر بحرج بالغ تجاه ما فعله، حتى أنه لم يجرؤ على أن يكلم سما أو أن يسألها حتى عن أين سيأخذها، قرر أن يذهب بها إلى رؤى.بينما يقود مالك سيارته،
سمع صوت انفجار، و لم يكن هذا سوى صوت انفجار إحدى عجلات سيارته، نزل ليتفحصها، و ما إن نزل حتى حدث مالم يكن في الحسبان، تلقى طعنة غادرة في بطنه ، صدمت سما كثيرا ثم نزلت مسرعة إليه، كانت خائفة عليه جداً، هزته و سألته بخوف مختلط ببكاء_ مالك، اتماسك ، اصبر اصبر بليزأجابها بصوت ملؤه الضعف:_ما تخافيش ياسما، أنا كويس، ب...بس ما تسيبينيش،بكت سما كثيرا على حال مالك، و عندما لاحظت نزيفه، نزعت شالها و غطت جرحه ثم حملته إلى السيارة بينما تولت هي القيادة:_سما انقذني، ما










 تسيبينيش_مش هسيبك لا بس متتعبش نفسك ارتاح كانت تقود بسرعة جنونية ، فهي لم تمتلك رخصةالسياقة بعد، نقلته إلى المستشفى، و حملته على كتفيها حتى الداخل، و عندما لم تجد أحداً بدأت تصرخ:_هو ما فيش حد يساعدني، معايا مريض بينزف، وينكو،سمعتها إحدى الممرضات و أتت مهرولة إليها:_المريض ماله؟_اتلقى طعنة بالسكين شهقت الممرضة، و نادت على زملائها، الذين نقلوه إلى غرفة العمليات، تبعتهم سما و هي تبكي حتى كاد أن يغمى عليها من شدة الخوف، جلست بقاعة الانتظار، و دعت الله أن يحفظ مالك و أن لا يلحق بهأي أذى، تذكرت أنهما تأخرا جداً عن البيت فقررت أن تهاتف رؤى، و ما إن فتحت الهاتف حتى ذهلت بعدد الاتصالات الفائتة ، كلمت رؤى ثم أخبرتها بوضع مالك، و بعد مرور نصف ساعة أتى الجميع بمن فيهم رؤى و سرية و سامي و ملك و آدم الذي تبين أنه ابن عم مالك و خطيب ملك، كلهم اتجهوا نحو سما التي لم تتوقف عن البكاء، لكنها توقفت عندما خرجت الممرضة و طمأنتهم عن وضع مالك،وأخبرتهم أنهم أحضروه في الوقت المناسب، و أفادوه كثيرا بحبس النزيف حمد الجميع الله، و شكروا سما عن مجهودها، خرجت ملك مع آدم و رؤى لاشتراء وجبة خفيفة لسما فهي متعبة، أكلت سما، و بعد مرور ربع ساعه خرجت الطبيبة من عند مالك، و سألتهم عن سما، فتقدمت لها سما فقالت لها الطبيبة:,_لازم تدخلي عند المريض، ذه كان بيردد اسمك طول مدة التخديرشعرت سما بالخجل، و خاصة عندما سمعت همزات رؤى و ملك، لكنها دخلت.كان مالك مستلق على السرير ، تنحنحت عندما دخلت، فاعتدل مالك عندما رآها و قال لها,:_سما ، أنا بشكرك على مجهودك معايا،_هذا واجب_آسف إني خضتك عليا- و صمت قليلا ثم تابع بخبث- الممرضة قالت إنه إنتي كنتي خايفه عليا اوي، لدرجة إنها افتكرتك مراتي.أخجلتها عبارته الأخيرة كثيرا، فقالت له:_ذي دماغها مش مظبوطهثم خرجت بسرعة جعلت مالك يضحك؛ فعلى الأقل أصبحت تخاف عليه.عندما خرجت سألتها رؤى بخبث:_إزاي قيس بتاعنا؟_عايز يشوفكوقالت هذا ثم غادرت سريعاً نحو المرحاض، نظرت لوجهها في المرآة، و لاحظت احمرار وجهها، أهي شفافة لهذه الدرجة؟⁦=_=⁩⁦=_=⁩⁦=_=⁩⁦=_=⁩­⁦=_=⁩⁦=_=⁩⁦=_=⁩⁦=_=⁩­⁦=_=⁩في غرفة مالك آدم:خضتنا عليك يا لوكي مالك:آدم إجيت يا دبدوب وحشتني أاوى رؤى: إزيك يا روميو مالك:إيه روميو ذي، و مالكم بتتطلعو فيا كذا ملك:لأ مافيش، اتكلم بقى، شو مخبي علينا, مالك: بجد أنا مش عارف على ايه بتتكلمو انتو سامي: على يا اللي كنت بتردد اسمها لما كنت في التخدير حتما لآ يعلم على ماذا يتحدثون، أيعقل أن يكون قد فضح نفسه، أ ذكر اسمها حقا أم أنهم يمزحون معه، لم يعلم بماذا يجيبهم، فقال مستفسرا:,_مين ذي ؟أجابته رؤى بخبث:_يا اللي كنت معاها قبل الحادثة_آه ، سما بصو ذي حاجة عادية، أنا قلت اسمها عشان هي آخر وحدة كنت معاها_آه آلك آخر وحدة كان معاها آل، بالمناسبة، هي جولييت فين؟أجاب مالك:_المسكينة خنقتيها بهمزاتك، ممكن هربت، هي مامافين؟_ أنا هنا يا











 ابني_ماما حبيبتي أكيد انتي مش بتشككي فيا زيهم
لا يا بني أنا مش بشكك فيك، أنا واثقة من إنك وقعت_ذا حتى انتي يا ماما_بص يا بني، أنا حملتك في بطني تسع شهور و ربيتك حتى صرتي راجل و لا أحلى، بتفتكر إنه الموضوع ذا رح يخفى عليا؟_اعترف يا لوكي الكل عندهم أدلة ضدك، بتحبها؟_أيوى أنا بحبهافرح الجميع بهذا الخبر، فالكل يحب سما، و لن يجدوا أحسن منها زوجة لأخيهم، ساد بينهم صمت قطعه مالك عندما قال:_بصوا يا جماعه، محدش يقول لسما حاجة، أنا نفسي أعترف ليها وحدي_أووه نحنا بقينا رومانسيين قال سامي بنبرة ملؤها الضحك فضحك الجميع.في الليل عادوا كلهم إلى البيت بعد أن اطمأنوا على حالة مالك،و أنه بمقدوره العودة إلى دياره بعد أن أجرى استجوابا مع الشرطة، كان يعلم أنه ذلك الوغد الذي كان يعاكس سما، و مع ذلك فلم يرد أن يطول عداوته معه، ثم أغلق المحضر ضد المجهول.على مائدة العشاء تمركزت كل الأنظار على سما و مالك، و بعد العشاء صعدت البنات إلى الأعلى، فقد طلبت سرية من رؤى و سما المبيت معهم في البيت تلك الليلة، و ما إن دخلن الغرفة حتى انهالت الفتاتين على سما بالأسئلة، روت لهما سما ما حدث بالتفصيل و ما إن أنهت حتى قالت رؤى:_ذا إحنا بنغيرو تابعت ملك:_و إحنا بنخاف على بعضنا احتقن وجه سما بشدة، مما جعل رؤى و ملك تضحكان عليها.نام الجميع و في الغد استيقظوا جميعا أفطروا سويا ثم ذهب كل منهم إلى مشاغله، إلا مالك الذي ذهب إلى رؤى، دق باب غرفتها ثم دخل:_رؤى ممكن أسألك؟_أيوة طبعا_والدين سما فينحكت له رؤى كل شيء عن سما، صعق حقا لسماعقصتها، هو الرجل لم يصبر لفراق أبيه، فكيف يمكن لفتاة مثلها أن تتحمل، قرر أن يكون هو ملاذها و دنياها و أن يعوضها عن كل شيء، غادر غرفةرؤى و اتجه نحو البستان حيث كانت تجلس هي وحيدة شاردة الذهن، لولا تنحنحه الذي أفاقها من غفلتها، ثم بادر قائلا:_سما بدي أكلمك في موضوع ضروري_طبعا ، اتكلم_سما أنا،، أنا،،،_إنت ايه يا مالك؟_أنا بحبكلا تعلم ما الذي حدث لها في تلك اللحظة، مزيج من الفرحة و المفاجأة، لكن بماذا ستجيب لا تعلم،هي الآن حقا لا تعلم ما الذي ستفعله_و أنا........_بصي يا سما أنا مش هغصبك على حاجة، خذي وقتك و لو ما بتحبنيش قولي لي_ لا،،،،،أنا ........... أنا بحبك كمان يا مالك أنا بحبككانت إجابتها مثل طوق نجاة تمسك به بعد أن كاد أن يغرق، جلس ينظر في عينيها لوهلة، لم يباليا بشيء حتى صوت التصفيق من حولهما، كانا في مكان آخر، بعيداً عن هذا العالم‏ 
بعد مرور شهر تزوج مالك و سما و آدم و ملك في نفس الليلة، و عاش الجميع حياة سعيدة تمت بحمد الله
تعليقات



×