رواية الماضي يلاحقني الفصل الثاني
و ما إن دخلتا البيت حتى بادرت سما أمها بالأسئلة_أمي ، ما الذي فعله ذلك اللئيم أخبريني، إن علمت فعلته اللئيمة قسما سأقطعه تقطيعا، ماذا يظن نفسه، و من هو حتى ينعت أبي بتلك الألفاظ، و أمامي أيضاً؟ و حتى لو لم يحترم وجودي فليحترم كون أبي أخاه، آآه نسيت، إنه شيطان، شيطان في هيئة إنسان، لحظة يا أمي،سمعتك تقولين أن له علاقة في
موت أبي أأنت محقة، أخبريني حتى أهشم رأس ذلك الحتالة د؟_لالالا يا بنيتي، إنني كنت غاضبة لدرجة أنني لم أكن أعي ما أقول، الحق عليقالت ذلك و هي مرتبكة، ذلك الإرتباك الذي لم ترتح له سما فبادرت قائلة_أمتأكدة يا أمي؟_نعم، نعم أنا متأكدة_إذا دعيني أذهب إلى الحديقة لكي أتمم زرع الزهور، ذلك الجاهل تبا له! أفسد علي متعتيو ما إن ذهبت سما حتى دخل خالها الذي استمع الى الحوار منذ بدايته و قال لأخته:ألن تخبيريها؟ عليها أن تعلم كل شيء_أخبرها؟! هي تكرهه بدون سبب حتى فما بالك إنأ خبرتها بذلك، ستقتله لا محالة، و أنا لا أريد أن تضيع حياة ابنتي بسبب دنيء مثل ذاك، آآه حسني كان يعلم أنه يدبر له مكيدة حتى في آخر أيام حياته لا زلت أذكر تلك الرسالة التي كتبها قبل ثلاثة عشر سنة^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^عودة للوراء بثلاثة عشر سنة:في جنازة حسني:_سيدة هناء، سيدة هناء_نعم و من أنت_أنا محامي زوجك السيد حسني رحمه الله_رحمه الله_قبل أن يموت زوجك ترك وصية يؤكد فيها أن أعطيك هذه الرسالة و أن لا يقرأها غيرك حتى لو كان أنا_نعم شكرا لك_لا شكر على واجب فتحت هناء الرسالة و صدمت بمحتواها:"عزيزتي هناء، أنا الآن في ذمة الله، و أكتب هذه الرسالة لكي أخبرك بأمر هام جداً، قد تسألين من كان السبب في تعاستنا، و تلعنينه، لن تتخيلي من هو، إنه ذلك المدعو عابد، الذي لا يشرفني أن يكون أخا لي، لقد أمضى شهادات مزورة، و عقد سنادات كاذبة، مما أدى إلى تراكم الديون ووصولنا إلى ما نحن عليه، ابتعدي عنه، و أبعدي سما، فإنه كالثعبان لا يفتأ يرمي سمه على كل من أمامه"^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^عودة إلى الواقع_لا أستطيع يا نجم، لقد أوصاني حسني بأن لا أقول شيئا لسما، و أن أبعدها عنه،
مرت الأيام و أصبحت سما في عامها الدراسي الأخير،اجتازت الإمتحان، و تنتظر النتائج بفارغ الصبر ..كانت تعلم أنها ناجحة لا محالة، لكن ما هو تقديرها يا ترى؟كم تتمنى أن تحصل على نقطة عالية جداً كي تكتمل فرحتها، نعم فهذا هو السبيل الوحيد لإدخال البهجة إلى قلبها، فهي لا تمتلك أصدقاء، تعيش داخل قوقعة أحكمت إغلاقها تساعد الجميع، و تضحك للكل ، لكنها لم تسمح لأحد بأن يطلع على خبايها، حتى عندما سألوها عن سبب مجيئها للقرية أخبرتهم أن أمها ملت هرج و ضجيج المدينه، لم تخبر أحداً يوماً بقصتها، و لم يتجرأ أحد على أن يبحث في ماضيها ..مرت الأيام و ذهبت سما لاستلام النتيجة، و كانت المفاجأة، لقد كانت في الرتبة الثالثة مكرر على صعيد الدوله، و أقام لها مدير المدرسة احتفالا كبيراً حضره كل من بالثانويه من تلاميذ و أطر، أمضت يومها سعيدة جداً، لكن حاستها السادسة تخبرها أنهناك شيء ما سيحدث، ففرحتها لم تكتمل يوماً، فما الذي يخبئه لها القدر يا ترى؟انتهى يومها، ودعت زملاءها و عادت إلى البيت لتخبر أمها بما حدث، كانت أمها نائمة، فأيقظتها، لكن أمها لم تستجب، ظلت تحاول و تحاول لكن بدون جدوى، نادت جارتها و ما إن تفحصت الجارة الأم حتى قالت لها بصوت تشوبه المرارة:_ إنا لله وإنا إليه راجعون_ماذا تقصدين يا خالتي؟_أمك رحمها الله_تمازحينني يا خالتي أليس كذلك، أمي زالت حية سأريها حصيلتي المدرسية، و سأخبرها برتبتي و ستدعو لي بالرضا و التوف
يق والنجاح الدائم أنت تكذبين، تكذبين! واتجهت سما نحو أمها تضمها و تبكي بشده، و بعد عناء طويل استطاعت تقبل خبر وفاتها..هي من تولت غسلها،و هي من تكلفت بمراسم الدفن كانت شامخة كالجبل، رغم أن بداخلها كالوردة الذابلة، جلست قرب تلك النافذة تراقب النجوم و تمسح دمعة متلألأة فرت من جفونها رغما عنها كلها سنوات مرت كلمح البصر، حتما هي لا زالت تلك الطفلة، لكن غفل عنها العمر ، أصبح هذا البلد كالمقبرة في عينيها، لا يحمل سوى الذكريات المؤلمة..في الصباح أخذت جوازها و حقيبتها الصغيرة، لا تريد أن تأخذ شيئا ،، كل شيء يحمل في طياته ذكرى بائسة من حياتها ثم اتجهت نحو المطار،،المرجو من ركاب الطائرة رقم )""( التوجه إلى المدخل رقم )""( سيتم إقلاع الطائرة بعد عشر دقائق ذهبت، اتخدت مقعدها و تنهدت، هي ذاهبة لكن كانت تدري أنها ستعود،، ستعود حتما..
كانت تراقب وجوه المسافرين منهم السعيد و منهم المهموم، كل منهم منهمك في شيء ما، تطلع عليهم و تتساءل في داخلها، : هل هناك من هو أبأس منها؟ أخذت هاتفها و وضعت سماعاتها و شغلت أغنيتها المفضلة"Ainsi bat la vida" أو هكذا تنبض الحياة، هي تشعر أن هذه الأغنية هي ملاذها كل ما ضاقت بها الحياة ترددها، و هذا هو الوقت المناسب للانصات لها، كانت تلك العبارة تريحها، نعم هكذا تنبض الحياة، لا تعطي إلا قبل أن تأخذ ،، و الحياة أخذت منها الكثير، و الآن عليها أن تعطيها و لو القليل، لقد تخلت عن كل شيء، عن بلدها، عن ذكرياتها، عن أرضها، فقط لكي تهرب من هذا الكابوس، فكل زاوية من تلك البلاد تحمل في أحشاءها ذكرى مؤلمة، فهناك فقدت بيتها، و هناك مات أبوها و هنالك توفيت أمها، كانت هذه الأشياء كفيلة بأن تدمرها، لولا إيمانها القوي و ثقتها في أن الله لن ينساها، لذا قررت أن تبتعد فعساها تشفى و لو بعد حين.بعد تحليق دام ثلاث ساعات حطت الطائرة في مطار الإسكندرية،، لطالما سمعت عن هذه المدينة وأحبتها، و ها هي اليوم تأتي إليها ، لم تكن تعرف أحدا هنا و لا أحد يعرفها، قررت أن تذهب لتحتسي قهوة في كافيتيريا المطار، و بعد دقائق أتت إليها فتاة بدت في مثل سنها، و سألتها:_كيف حالك؟_بخير،و أنت؟_الحمد لله، لوهلة ظننت أنك لست من هنا، كنت أريد أن أساعدك، لكن عندما وجدتك مصرية، أظن أنك لا تحتاجين مساعدة، سلام..كانت سما تتقن اللهجة
المصرية و هذا هو ما جعل تلك الفتاة تحسبها مصرية،لكنها بادرتها بالجواب:_عفوا أنا لست مصرية، و هذه هي أول مرة أزور فيها مصر، و بصراحة أنا في أمس الحاجة إلى المساعدة، فأنا لا أعرف أحدا هنا._واو بس إنت بتتكلمي مصري مظبوط، و ذه هو اللي خلاني افكر إنك مصريه، بعرفك بنفسي أنا رؤى، ثمنية عشر سنة و بكرة هكون أول عام بالجامعة و انتي؟_أنا سما، من المغرب نفس سنك و نفس مستواك الدراسي و إن شاء الله هالتحق بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية ، بس أنا مليش و لا أحد في مصر، و كمان معنديش بيت، بس معايا مبلغ محترم، و إن شاء الله هدور على شغل._ما تشيليش هم، رح تسكني معايا، أنا بدور على رفيقة سكن، لأنو أنا عايشة وحدي، و مش هلاقي أحسن منك،_ثانكس، أنا كنت بسأل ربنا يعينني، و هو مخيبنيش وبعث لي ملاك زيك._يا بينا عشان نلحق نروح للسوق ندور لك على هدوم و أغراض_أوكي طبعا.أحست سما براحة تامة مع صديقها الجديده رؤى، لقد كانت نعمة سخرها الله لها، ذهبت الفتاتان للسوق اشتريتا كل ما تحتاجانه و عادتا إلى البيت، كان بيت رؤى جميلا، رتبت
سما ملابسها في دولاب،و أخذت حماما ساخنا، صلت صلاتها و قرأت ما تيسر من القران، و شكرت الله كثيرا على لطفه معهاو نزلت إلى غرفة التلفاز، حيث وجدت رؤى تتفرج على أحد الأفلام، فجلست تتابعه معها، و أخذتا تتسامران،فقالت سما:_يبقى ماماكي و باباك فين،؟_ماما الله يرحمها، ماشوفتهاش طول حياتي، هي ماتت لما كانت تولدني و بابا عايش في أوروبا._و انتي وحيدة هنا؟_لأ ، في ماما سرية و مالك و ملك و سامي_ودول يبقوا مين؟_ماما سرية هي اللي ربتني و أرضعتني و دول أولادها زي إخواني_وانتي ليك أصدقاء؟_لأ ، كانت يارا بس هي سافرت عشان تكمل دراستها في انجلترا، و انتي ما خبرتنيش عنك؟ما إن قالت رؤى هذه العبارة، حتى انهارت سما باكية،لم تفهم رؤى شيئا، لكن كل ما فهمته هو أن لسما قصة حزينة..
ما إن قالت رؤى هذه العبارة حتى انهارت سما باكية، لم تفهم رؤى شيئاً، لكن كل ما فهمته هو أن لسما قصة حزينة ،.._قوليلي يا سما أنا زي اختك، يبقى لازم نتقاسم أسرارنا بصعوبة كبيرة نطقت سما :_أنا مات بابا لما كنت صغيره، بسبب جلطة و اظطررت أنا و ماما نترك المدينة و نسافر للقرية عند خالي، سافرنا و كملنا حياتنا، بس ماما ماتت و بقيت وحدي.._و خالك؟_خالي سافر من سنتين و مرجعش،،ربتت رؤى على كتف سما، لم تعرف بماذا ستواسيها، إنها تعيش مأساة، لم تتخيل أن تكون حياة رفيقتها بهذه القساوة، فمن سيصدق أن وراء هذه الطيبة و البراءة و الهدوء ظروف صعبة لهذه الدرجة، أصبحتا في نشيج و بكاء جماعي، ٱلى أن استطردت رؤى:_بصي يا سما، أنا بدي أبقى أختك قبل ما أكون صديقتك، و قرايبي هم قرايبك، ما تشيليش هم، أنا هحاول نسيك كل اللي فات، و نبدا صفحة جديدة، بس انتي لازم تساعدني، لازم تنسي كل شيء، رحنقضي عطلة حلوة مع بعض، و بكرة ندخل سوى عالجامعة، أوكي، هتوعدني إنك تركتي سما المتشائمة المتألمة بالمغرب، و كونتي سما حلوة في مصر ، إنتي حلوة كثير، يبقى ما تخليش الأيام تضعفك، كلها مسألة وقت.. اصبري يا سما_رح افعل كذا يا رؤى، بوعدك إنك هتلاقي سما جديدة،_رح أعد لك قهوه، ايش نوع القهوه اللي بتشربيها_قهوة فرنسية_أنا رهن اشارتك يا مس سمافضحكتا سويا و شربتا قهوتهما و أتمتا سمرهما سويا=_==_==_==_==_==_==_==_==_==_=في مكان آخر من هذا العالم، كان يجلس فتى مفتول العضلات بعينان زرقاوان و شعر أشقر،
يشبه ليوناردو دي كابريو إلى حد كبير، يقود سيارته الفورد، و ينصت إلى أغنية où t es papaكان يعشق هذه الأغنية فهي تعني له الكثير، فمنذ أن توفي أبيه، لم يعد هو مالك القديم، أصبح أكثر قوة و صلابة، صحيح فقد مات الذي كان يمثل له مصدر الأمان، و أصبحت كل المسؤولية على عاتقيه، فهو رجل البيت ،يترجل من سيارته و يفتح الصندوق فيأخذ منه عدادا محترما من الهدايا، و يطرق باب ذلك البيت الهادئ، الذي لم يغير منه الزمن شيئا، طرق مرة ثانية فأتاه صوت مشاكسته الصغيرة من الداخل_أنا جاية ابتسم عندما سمع نبرة صوتها التي لم تتغير، و كأنها تأبى أن تكبر، و عندما فتحت الباب تفاجأت عندما رأته، كيف أتى بسابق إنذار_ما فيش حمدلله على السلامهقالها بفكاهة فارتمت و تعلقت برقبته و قالت بفرحة_لوكي معقول اجيت، وحشتني كثير ياروح قلبي_و انتي كمان يا نور عيني خرجت أمهما على صوت الضحك، كانت السيدة سرية امرأة خمسينية تظهر على محياها سيمات الوقار و الحنان و ما إن رأت إبنها حتى هرولت نحوه، و هوأيضاً جرى نحوها فقبل جبينها و كفيها بشوق وحنين_وحشتيني اوي يا ماما_و انت وحشتني أاوى يا روح ماما دخلوا البيت سويا فسأل مالك أمه:_الواد سامي وين_عارف ياحبيبي هو بيجي متعب من التدريب، هو نايم بس لو بدك أصحيه بكرة.._لا لا لا خليه نايمو أتم الثلاثة ليلتهم يتسامرون حتى ناموا، و هم لا يعلمون ما يخفيه لهم الغد من مفاجآت
أشرقت الشمس تعلن عن ميلاد يوم جديد، استيقظ مالك، و توجه نحو غرفة المعيشة حيث وجد أمه تقرأ قدرها اليومي من كتاب الله، جلس أمامها، كم يعجبه صوتها الشجي في تلاوة القرآن، كانت تلاوتها تحسسه بالراحة التامة، و ما إن أكملت حتى لثم يديها و قال:_الله يتقبل أجابته بحنو:_آمين يا ابني حتى أتاهم صوت سامي من خلفهم:_هوو إزيك يا باشا_سمسم حبيب قلبي ودخل الإخوة في عناق لم يقطعه سوى صوت ملك و هي تدعوهم للافطار.أفطروا سويا في صمت ثم استطرد مالك:_رؤى إزيها_الحمد لله، بكرة عندها جامعة.أجابت سرية، فتابعت ملك:_أيوة عندها جامعة و رح ندرس مع بعض_اوووه، يا عذاب الطلاب يا اللي راح يكونوا معاكو، مساكين رح يجيهم صداع مزمن هههههههههه، قالها مالك بفكاهة فضحك الجميع الجميع و تابعوا إفطارهم، و عندما انتهوا، قام مالك إلى قبو البيت و أخذ معداته و بدأ بالرسم، كان الرسم هو ملاذه الوحيد، يصب به غضبه و يعبر به عن فرحه، لم يتخلى عن هذه الموهبة منذ الصغر رغم أنه الآن مهندس ناجح، إلا أنه يخصص وقتا للوحاته و ألوانه، اتجه نحو غرفته و أخد ورقا أبيض كبير ثم شرع في الإبداع.^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^سماأمضيت وقتا جميلا جدا مع رؤى، لم أفهم معنى الصداقة سوى معها، كانت هي أختي التي لم تلدها أمي، أنستني كل الهموم و الأحزان، كنا كل يوم نخرج للتنزه أو التسوق، وجدت عملا في محل للعطور، الآن أصبح لدي مدخولي الخاص، صحيح رؤى وفرت لي المسكن جازاها الله خيرا، لكنني لا أريد أن أزعجها بطلباتي، و سأحاول أن أساعدها على مصاريف البيت، و أن نتعاون سويا .
ذات يوم و بينما كانت رؤى في الحمام، و كنت أنا أوظب البيت سمعت صوت طرق على الباب فذهبت لكي أفتحه، و ما إن فتحت الباب حتى ظهر لي فتى يحجب الشمس بقامته،
عيناه مفهوم آخر للبحر، و شعره ذهبي، و كانت تعلو وجهه ابتسامة شبيهة بابتسامة الأمير فيليب، لم يكن ذهوله يقل عن ذهولي، ربما هو صديق رؤى أو حبيبها لا أعلم، أفاقني من شرودي صوته الجوهري يقول:_آسف ، هي رؤى موجودة؟_أيوة، هي موجودة بس عم تاخذ حمام_ممكن أدخل؟_ممكن تقعد في البستان، ريتما أعد لك كوب قهوة وتخرج رؤى_أوكي ذهبت لكي أعد القهوة لضيف رؤى، لم أرد أن أدخله، فليس من عادتي إدخال الغرباء للبيت، من يكون يا ترى؟أخبرت رؤى عن ضيفها، و طلبت مني أن أجالسه ريتما خرجت هي من الحمام،،حملت له القهوة و جلست في الكرسي المقابل لكرسيه و خيم علينا الصمت إلى أن قال هو:_تسلم إيدك، قهوة حلوة أوي_شكرا ،_مش رح تشرفيني بنفسك؟_أنا سما، صديقة رؤى_عجيب رؤى عمرها ما قالت إنه ليها صديقة زيك_صح ،، ذه لأنه نحن بقينا صحبات مؤخرا،، لسة شهر قطع حديثنا صوت رؤى و هي تأتي نحو ضيفها و تعانقه، تفاجأت من جرأتها، و بالأخص عندما قالت:_لوكي ، اجيت ياحبيبي_أيوة يا رورو اجيت، بس انتي مقلتيش لي من قبل إنه ليكي صديقة جديدة يبقى أنا زعلان منك_ااه نسيت، ذي سما صحبتي و عزيزة عليا قوي و بعتبرها زي أختي و سما بقدم لك مالك، أخويا في الرضاع و ابن ماما سرية_اتشرفت قلت أنا، و قد فهمت الآن، يبدو أنني حكمت قبل أن أفهم، قطع صمتي صوت قريب رؤى عندما قال_يلا بينا يا بنات ، ماما عزماكو على الغذا_واو يا سلام أنا وحشني أكل ماما سرية يالا أنا رايحة أغير هدومي دقيقة و أكون معاكذهبت رؤى لتغيير ملابسها، و بقيت أنا مع قريبها، حتىقال لي:_مش رايحة تغيري هدومك؟_ليه؟_عشان تمشي معانا_لا لا خليني في البيت_لالا لا انتي معزومة كمان_بس أنا مش بعرفكو_إنتي صديقة رؤى، و رؤى أختنا، يعني إنتي تبقي صحبة أحتنا_اوكيذهبت لكي أغير ملابسي ثم نزلت إليهم و ركبنا سيارة قريب رؤى و اتجهنا سويا إلى بيته
وفي الطريق تجاذبنا أطراف الحديث ، كنت نادرا ماأتحذث، إلى أن أخبرت رؤى قريبها أنني مغربية، تفاجأ قليلا ثم سألني عدة أسئلة:_هو إنتي من أي ولاية؟_من الجديدة، ذي موجودة قرب الدار البيضاء_آآه سمعت بيها من قبل، ، و أنا ليا الشرف أعرف حدا مغربي، أحلى ناس_الله يبارك فيكعندما وصلنا للبيت فتحت لنا فتاة تشبه مالك، و التي تبين لنا أنها أخته، بدا عليها الذهول إلى أن عرفتها رؤى علي ، كانت لطيفة جدا معي و طلبت مني أن نبقى أصدقاء، دخلنا لغرفة كبيرة تملؤها التحف و اللوحات، خرجت إلينا امرأة بدت في عقدها السادس، سلمت علينا و عرفتها رؤى علي بدت سعيدة جداً بي و
خصوصا عندما أخبرتها رؤى أنني مغربية، و قالت لي:_يعني هتعملي لينا أكلة مغربية_أيوة على راسي و عيني أؤمريني_ هههههه ما شاء الله، إنتي شو حلوه و طيبه شعرت بحنان افتتقدته عندما كلمتها و بقينا نتحدث حتى دخل ولد بدا في السادسة عشر من عمره عانقته رؤى بحرارة بينما صافحته أنا بيدي تعرفت من بعد أنه أخو مالك، كان لطيفا جدا و قال لها:_إنتي جديدة في مصر يبقى لازم نعمل جولة عشان تتعرفي على بلادنا هههههههههه_إن شاء الله هه_إنتي بتتقني فرنسي؟_أيوة_يا سلام يبقى انتي هتساعديني مش كذا؟_أيوة طبعاًهم سامي بالنهوض لكي يحضر لي فروضه لكن استوقفه صوت مالك:_ميصحش كذا يا سامي، سما ضيفة عندنا يبقى لازم ترتاح أجبته فوراً:_لا لا أنا رح ارتاح لو ساعدت سامي قال سامي بنبرة ملؤها المرح:_تسلميلي بدي تصيري أختي يا سما ممكن_طبعا ، اعتبرني بقيت أختك ضحكنا سويا، تناولنا الغذاء ثم هممنا بالخروج من البيت
سلمنا على أهل البيت و بينما أنا أخرج نادتني الخالة سرية قائلة:_بكرة لما هتيجي لعندنا هتعدي ليا طاجين مغربي_من عيوني يا طنط خرجت سعيدة من ذلك البيت، على الأقل أصبح لدي أصدقاء الآن، كانوا لطفاء جدا، بينهم شعرت و كأنني بين عائلتي الحقيقه ، عندما ركبنا سيارة مالك بدأت رؤى في إضحاكي، لكنني لم أستسلم لها، وصلنا إلى البيت سلمت رؤى على مالك بينما اكتفيت أنا بالإبتسام، دخلنا البيت ، غيرت ملابسي ثم توضأتو ذهبت لأصلي، و عندما صليت ذهبت لكي أسامر رؤى ، طلبت مني أن أعد لها الشاي المغربي، فأعددته لها و شربناه سويا، فبادرتني قائلة:_إزاي كانت عيلتي_عيلة حلوة اوي، أنا حسيت نفسي فرد منكم،_شوفتي قلتلك رح تفرحي معانا_طنط سرية فكرتني في ماما الله يرحمها_أيوة طنط سرية عمرها ما خلتني أحس إنه ماما ميتةكانت ديما ملاذي و دنيتي_ربنا يحفظها_آمين^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^مالك تفاجأت كثيرا عندما فتحت سما باب البيت، لم أتوقع أبداً أن تكون لرؤى صديقة بمثل ذلك الجمال،كانت جميلة حتى في أدق التفاصيل، شعرها الذي يعكس ظلمة الليل، ووجهها الذي كان كالبدر، عينيها البنيتين ، و فمها الذي كان كحبة الفراولة الحمراء، حياؤها كان يزيدها جمالا ، و الذي زادني مفاجأة هو أنها ليست مصرية كانت
مغربية، كم سمعت عن جمال نساء ذلك البلد، لكنني لم أتخيل أبداً أن يكن بجمال سما، يا لروعتها، لباقتها في الحديث أسرت قلبي، لا أستطيع أن أجزم أنني وقعت في الحب من أول نظرة وقعت فيه حتما،و صلت إلى البيت كان الجميع يجلسون أمام التلفاز ألقيت التحية ثم جلست بقربهم، قالت أمي:_ أحسن حاجه فعلتها يا بني هي أنك جبت رؤى تقعدمعانا شويه_أيوةيا ماما أنا اشتقتلها كثير_شفت صحبتها، الجمال و الحياء و الطيبة ربنا يخليها و يحفظهاأسعدني رأي أمي في سما كثيرا ، لا أعلم لماذا لكن هذا ما أحسست به بادرت ملك قائلة:_أيوة سما حلوة كثير، أنا حبيتها و حسيت نفسي أعرفها من زمان، و بتعرفو هي كمان رح تدرس معايا أنا و رؤى_و الأحسن من كل ذا إنها تتقن فرنسي اوي، يا سلام صار عندي مساعد منزليقالها سامي فضحك الجميع على قوله على مائدة العشاء وضعت سرية أكلة من أكلاتها المتقنة أقبل عليها أولادها بشهية مفتوحة، و عندما انتهو خلدو جميعاً إلى النوم عدا مالك الذي أخذ حاسوبه و بدأ بالبحث ، و بينما هو يبحث ظهرت له صورتها في اقتراحات الصداقة و عليها اسم : "سما المرابط" ،حار حيرة شديدة، هل يرسل طلب صداقة أم لا ، احتار كثيرا ، فقرر أن يتصفح حسابها ، كانت رائعة في كل الصور، يا لروعتها بقي يرى صورها حتى غلبه النعاس.استيقظ من النوم على رنين الساعة، أخذ حمامه ثم نزل ليتناول إفطاره ، وجد أمه تجلس في مكانها المعتاد جلس قربها ثم التحق بهم سامي، قال مالك:_ملوكة فين؟_نايمة_هو في نوم لحد دلوقتي؟_يا بني اليوم ذا عيد ميلادها ، لازم نخليها تفعل اللي يحلى ليها_آآه إزي نسيت، أنا ماشي أجيب ليها هديه مع السلامه_مع السلامة يا ابني_مع السلامه يا لوكي^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^ذهب مالك إلى محل العطور الذي اعتاد على الذهاب إليه دائما لكي يشتري عطرا لأخته.دخل إلى المحل، و عندما دخل اختار
عطرا جميلا بنكهة اللافندر، و عندما أراد أن يدفع وجد أحدهم يعاكس الفتاة العاملة، كان يود أن يوبخه لكن عندما رأى وجه الفتاة، لم يتمالك نفسه و اتجه نحوه ثم انهال عليه ضربا و لكما مما أثار ذهول كل من بالمحل حتى العاملة_التي كانت هي سما_اندهشت كثيرا لتصرف ذلك الشاب، و لم تقل دهشة عندما رأت وجهه، إنه قريب رؤى، شبيه ليوناردو دي كابريو ، أحست بفرحة مختلطة بالخوف، فهذه هي أول مرة يدافع عليها أحدهم هكذا، ، بدأ الناس في محاولة إخماذ نيران الغضب التي تملكت من مالك ، لكن لم يستطع تهدأته سوى صوتها الرقيق ، كانت همسة واحدة منها كفيلة بإذابة جبال الثأر داخله،_مالك ، مااالك التفت إليها و سألها بلهفة:_ إنتي كويسة، ؟ الحيوان ذا عمل لك حاجة؟_لا لا لا، ربنا جابك ليا في اللحظة المناسبة_الحمد لله إنه ما عملش ليكي حاجة_بص يا مالك إيدك مجروحه، لازم أضمدها ليك_لا لا ما تكلفيش نفسك، ذي حاجة بسيطة_لا لازم أضمدها ليك ذي بتنزفذهبت سما لاحضار حقيبتها بينما تابعها مالك بنظراته، أسعده تصرفها كثيرا، أحس أنها تخاف عليه و تهتم له ، لكنه سرعان ما طرد هذه الأفكار ، فهو لا يريد أن يتعلق بأمر غير موجود