رواية انا السئ الفصل الرابع 4 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الرابع 4 بقلم سوما العربي 




رواية انا السئ

البارت الرابع

تقف أمامهم لا تعرف ماذا تجيب. سيعرفون من هى.. وشاهين يقف امامها يناظرها بقوه وشك. 

الجميع في حالة ترقب... ما الأمر.. من هذه الفتاه ولما لاتريد الافصاح عن هويتها. 

ردد من جديد بقوه :كارنيه الكليه يا انسه مش عايز اخده غصب عنك. 

جيسيكا بقوه وكره زاد من تهديده:انت بتهددنى. 
شاهين :انا مش بهدد انا بنفذ وبس. ثم صاح بعلو صوته يا فررررج. 

اتى رجل فى الأربعين من عمره مسرعا وقال:اوامرك يابيه. 

شاهين وهو مازال ينظر عليها باستحقار وااضح جدا لها وللجميع :خد شنطها هاتلى الى فيها.. ثم اكمل بتشمئزاز:مش هعمل كده بايدى اكيد وامسك حاجتها. 

اشتعلت عينيها وقالت بهدوء قوى تنظر فى بوءبوء عينيه ولاول مره يهتز:لأ استنى انت ياعم فرج. وشرعت في إخراج مايريد. 

ابتسم الجميع بجانبيه ظنا منهم انها قد خافت وهذا ماهو طبيعي ولكن... إنها جيسيكا اتسعت أعينهم غير مصدقين فعلتها. 

فهى قد قامت باخراج بطاقتها الشخصية ورمتها ارضا باحتقرار وتكبر قائله وهى تشير له:البطاقة اهى.. وطى هاتها. 

شهق الجميع واشتعلت النيران بعينيه فهى اول شخص يفعل به هكذا.. فعلت مالم يقدر عليه اى رجل. 

صحيح هو لن ينحنى ارضا يلتقتطها فلديه من الخدم الكثير ولكن مجرد انها فعلتها.. مجرد انها لم تخافه.. انها فكرت فى تحديه واهانته بهذا الحد.. لم تخف مثل الجميع رغم أنها أصغرهم سننا. 

زهول اصاب الجميع وهو يقف يعتصره العضب من شدة الاهانه.. هذه الصغيره التى لا تتعدى بطولها خصره قلبت الاهانه رأسا على عقب ووجهتتها له بضربه اشد من ضربته اصابته فى الصميم. 

انحنى فرج ارضا واعطاه البطاقة.. التقطها منه وقال لها :انا هعرفك ازاى تعملى كده. 

رغم خوفها الشديد فهى فى عقر منزلهم بمفردها إلا أن شعور الكره ورد الاهانه التى حظت بها طوال سنوات عمرها كانت الأقوى. 

رآها لم يرمش لها جفن.. زاد غضبه وشد قبضته على بطاقتها. 

أخرجه من حرب النظرات التى بينهم جده شاهين الكبير الذى كان يتابع كل ردود فعلها بانبهار ولكنه يريد أن يتأكد من حديث قلبه :قولنا من دى يا شاهين. 

اغمضت عينيها لا تعلم ماذا تفعل سيعرف الجميع الان من هى وايضا على... استعدى جيسيكا استعدى. 

حاول أبعاد نظره عن عينيها ونظر لما بين يديه وقال بزهول:جيسيكا مختار شاهين الحوفى.

شهق الجميع بصدمه.. كيف؟ ولما لم تقول؟ 

تقدم شاهين الكبير بتخبط:انتى بنت مختار!
ابتعدت عنه لا تريد قربه برساله واضحه فهمها هو وكذلك الجميع ;لأ بنت ناديه... فاكرها ياحوفى؟ 

مازالت تدهش الجميع ولا سيما ذلك الذى ينظر لها بقوه. 
شاهين الكبير :حوفى؟ اسمى جدى ولا ناديه ماعرفتش تربى. 
جيسيكا بقوة وكره سنوات :ناديه اجدع من اجدع راجل ربتنى احسن تربية.. خلتنى دكتوره.. انت بقى ربيت ايه. 

شاهين بقوه:لمى لسانك لاقطعهولك. 
جيسيكا :وهتقطعوه بايدك ولا هتجيب حد يقطعهولك عشان ماتوسخش ايدك. 

حسنا هذه الصغيرة تتحداه.. تستطيع قلب كل اهاناته بسرعه لتصبح اهانه له شخصيا... للحق هو مندهش منها. 

هم للرد ولكنها قالت:خلاص عرفت انا مين.. اخلص بقا هات بطاقتى عشان امشى.. امى ناديه الى ب100راجل زمانها قلقانه عليا. 

تحرر على بصعوبة من صدمته وتقدم منها قائلاً :معقول...انتى بنت عمى؟
تحولت ملامح جيسيكا معه فهى لا تريد خسارته هو بالفعل شخص جيد :على انا ماكنتش بسعى لحاجه انت نفسك عارف انا اتعرفت عليك ازاى ولولا الحادثه بتاعتى ماكنتش هعرفك.. حتى انت الى اثريت انى اجى معاك النهاردة. 
على:فكرانى زعلان.
جيسيكا بترقب:اه. 
ابتسم بحب:بالعكس دى حاجة فرحتنى وو قاطعهم شاهين بغيظ :نجيب اتنين ليمون؟

انتبه على فقط فجيسيكا كانت واعيه لكن هو لا. نظر حوله وجدهم ينظرون لمشهدهم بغمز ولمز.. الا شاهين المغتاظ بشده من هذه الصغيره وذلك الهائم بها. 

نظرت لكل شخص منهم. ثم الى على قائله وهى تستعد للمغادرة :على رغم اى حاجة حصلت.. علاقتنا هتفضل زى ما هى.. انا حاسه إنك غيرهم.. واكيد هشوفك في الكليه دايماً. 

شاهين الكبير :استنى عندك.. انتى فاكره نفسك رايحة فين. 

جيسيكا :هكون رايحه فين.. ماشيه. 
شاهين الكبير :انتى هتفضلى هنا.. فى البيت ده. 
ارتعدت لاول مرة.. ماذا.. مامعنى هذا الحديث وقالت :ده زى يعنى.. ايه عافيه واقتدار. 
شاهين ببرود :اه. 
جيسيكا :دلوقتي افتكرتوا ان ليكوا بنت عايشه لوحدها.. مانا ياما حاولت اوصلكوا وكنت بطرد من على البوابة زى الشحاتين. 
شاهين :وعرفتى تدخلى المره دى إزاى.. وليه جيتى لما انتى عايزه تمشى اوى كده. 
جيسيكا :جيت لأن على اصر هو ومامته وعلى غالى عندى اوى وليه جميل في رقابتى.. مش هنكر انا كنت عايزة اشوف بيتكو من جوا. 

ابتسم بزهو وكبر :وشوفتيه؟
قراءت سريعاً نظره الكبر والتفاخر بقصرهم الكبير وعلى الفور قلبت الموازين وسددت الهدف معلنه جيم اوفر:شوفت. ثم هزت كتفيها باستياء مكمله:والصراحه بعد ماشوفت عايزه اخد ديلى فى سنانى واجرى... ده انتو عيله تعر.. ماشاءالله. 

احمرت عينيه غضبا وجهر بصوته هز جدران البيت جعلها ترتعد حقا وتتصنم فى موضعها :يافرررررج... قفل كل الأبواب... ممنوع تخرج ولا تشوف الشمس.. مفهموم. 

_____________________________
فى صباح يوم جديد
كانت سلمى ترتدى ثيابها على استعجال فقد استيقظت متاخره جدا لأنها وبكل بساطة نامت عند شروق الشمس. ظلت طوال الليل تتحدث في الهاتف مع حبيبها احمد حيث ان زوجته باتت ليلتها فى منزل والدها لذا فهو متفرغ لها تماما. لم تريد تركه كى تنام تستغل وتتلهف لكل دقيقة للحديث معه. بينما هو لا يهتم إلا فى أوقات فراغه. 

همت للمغادرة فتحت الباب وجدت محمد ابن خالها كان يهم بالطرق على الباب. ابستم قائلا :صباح الخير يا لومه. 

سلمى بجمود:صباح النور.. لو سمحت يامحمد اسمى سلمى. 
محمد :حاضر يا سلمى زى ما تحبى. 
سلمى :عن أذنك متأخره. 
محمد :مانا طالع عشان كده لما لاقيتك مانزلتيش واتاخرتى على ميعاد شغلك قلقت عليكى وقولت اطلع اطمن. 

تقدمت للخروج فافسح لها الطريق وقالت:انا كويسه الحمد لله.. ماما جوا صاحيه لو ختدخلها عن أذنك. 

هبطت الدرج وهى تتمتم:قال تطمن عليا قال... يايتجوزنى هو او حد من اخواته عشان ياخدوا ورثى يا يفضل راقبنى يمكن اموت ويورثوا. 

ثم غادرت وهى مسرعة فقد تأخرت كثيرا. 

دلفت للمكتبها سريعا مشتاقه لحبيبها. 
القت السلام على الجميع فرد هو كأنها شخص عادي. 
نظرت له باستغراب فبعد حديثهم المعسول ليلة امس الذى اذاب قلبه وجعل عينيها تقطر قلوب توقعت عكس ما يحدث الآن.. حقا لا تعرف ماذا حدث. 

تعالى رنين هاتفه نظرت له وهو يجيب سريعاً.. من حديثه علمت انها زوجته.. اكلتها الغيره.. يحدثها امامها والأغرب لا يبدو عليه نفس الامبالاه التى حدثها منها منذ قليل.. حديثه عادى فقد ظنت ملتمسه له العذر ان لديه مشكلة جعلته هكذا ولكنه هاهو امامها طبيعي. 

نظرت له وهى تتمتم بشرود :وبعدها معاك يا احمد هتفضل تلعب بيا يمين وشمال كده. 
_____________________________
يجلس وحيد الفايز فى مكتبه منشغل بالعمل.. تتاكله يده ليفتح هاتفه ولكنه يجاهد.. زفر بقوه :جرى ايه يا وحيد.. هى بقت عاده فيك.. لازم تشوف صورها.. فيك ايه وعايز منها ايه.. انت حتى مش عارفها. 

زفر مجددا وكالعادة لم يستطع المجاهده اكثر فتح هاتفه يتصفخ صفحتها الشخصية ككل يوم ولكن توقف قلبه على النبض.. ماذا تريد منه هذه ها... رفقا به ولو قليلاً... تلك السمراء ماذا تريد.. تضع صورة مجمعه تظهر جمال سمرتها الفتاكه.

قطع انفصاله عن العالم صوت يقف خلفه:اوووه من هذه... نفرتيتى؟ 

التفت بسرعه متفاجئ:جون... كيف دخلت.. ومتى جئت من الأساس. 
جون بسخرية :انا هنا منذ عشرة دقائق تقريبا أيها الولهان.. طرقت كثيرا على الباب ولكنك لم تنتبنه.. اقتربت لأرى ماهو الشيء الذي يفصل صديقي عن العالم والاهم عن عمله.. هذه اول مره تحدث. 

تنحنح بمراوغه:احممم.. حمدا لله على سلامتك... متى جئت من نيويورك. 
جون:لا ترواغ يا فتى.. هيا حدثنى سريعاً من هذه الفاتنة التى تشغلك حتى عن اهم شيء لديك. 
وحيد:ماذا تقول انت.. كنت اتصفح الهاتف فقط لا شيء. 
جون بمكر:وتصفحك للهاتف يجعلك تنفصل عن عملك وعن طرقات الباب العاليه وتظل تحدق بصورة واحدة فقط؟ 
وحيد :جوون.. دعك من هذه التراهات وخبرنى عن احوال العمل. 
جون:همممم.. حسنا سادعك الان ولكن لن اتركك حتى اعرف من هذه الفتاة وماذا تعنى لك. 
وحيد :قلت لك لا شئ.. لا تنسى انا مرتبط بنورا ها. 
جون:لا يشترط عزيزي فليس على القلب سلطان. 

زفر وحيد بقوه فصديقه محق جدا لأول مرة يصدق هذه المقولة عن تجربة شخصية. 
حاول الاندماج في العمل واخباره للتخلص من سحر تلك الفاتنه خفيفة الظل. 
____________________________
وقفت نيروز مع مجموعة من زملائها تستمع لتعليمات المعيد. 
الذى تحدث قائلاً :دلوقتي زى مادرسنا نظرى عرفنا ازاى ناخد الابعاد بالمنظار ونحدد كل شيء... احنا رايحين دلوقتي لمكان تبع رجل أعمال كبير ومهم عشان نشتغل نظرى... خلوا بالكوا مش عايز اى شغب هو متبرع بيها لصالح الطلبه بس مش عايزين مشاكل مفهوم يا شباب. 

الجميع :مفهوم. 
المعيد:يالا بينا. 
تحركوا فى باص صغير يسع عددهم وبعد ساعتين بسبب ازدحام القاهرة وصلوا إلى جهتهم. 
منتجع كبير تحت الإنشاء على أطراف المدينة. 

وقفوا فى صفوف كى يتعلموا عملى مادرسوه. 

بعد أن شرح لهم المعيد كل شيء عملى وراء كل منهم على حدا بنفسه. 

قال:دلوقتي يا شباب فى امتحان عملى حالا... كل واحد فيكوا هياخد سؤال ويستخدم التليسكوب عشان الإجابة... عايزين نتحرك ونتعامل بهدوء.. تمام يا شباب. 
الجميع :تمام. 

بدأ كل شخص فيهم يجد مكان يجلس به ويحاول التركيز للإجابة. 

ظلت تجول قليلاً الى ان وجدت مقعد خشبى تحت شجرة كبيره فجلست تحت ظلها. 

جاء احد الأشخاص سريعا محدثا المعيد بلهفة :باشمهندس يا باشمهندس... لازم تمشوا حالا... امجد باشا صاحب المكان جاى فى الطريق عشان يشوف الشغل.... لازم تمشوا حالا. 
المعيد بغيظ:انت هتستهبل... وماكنتش عارف تعرفنى قبلها مش انا واخد منك الاوكى النهاردة. 
العامل:بقولك ايه لازم تمشى حالا قولتلك عايز يطب فجأه يشوفنا شغالين ولا لأ.. ولا انت عشان تضرب فلوس الجامعة الى كان المفروض تدفعا تمن ايجار الموقع فى جيبك اتأذى انا. 
المعيد :شششششش.. وطى صوتك هتفضحنى... ايه مانت واخد ربعهم. 
العامل:ربعهم نصهم ماليش فيه لازم تمشوا دلوقتي. 

زفر بضيق ونادى على الجميع :يالا يا شباب... لازم نمشى حالا. 
طالب 1:والامتحان؟ 
المعيد :بعدين الجو هيقلب... فى حد ناقص
طالب2:فى بنت كده عيونها خضرا. تقريبا إلى محوله من كليه تانيه. 
المعيد :حد يشوفها فين. 
العامل :انجز يا باشمهندس مافيش وقت. 
طالب1:مش لاقينها. 
المعيد :يعنى راحت فين. 
العامل:لا مش نافع كده.. لازم تحركوا دلوقتي والا انا مش مسؤل قدام الباشا. 

أمرهم بالتحرك سريعاً على عجاله غير عابئ بتلك المسكينه التى تركها وحيده وسط عمال رجال لم يروا امرءه منذ أسابيع. 

انتهت من الإجابة على الاختبار وهبت من موضعها للذهاب للفرقتها. 

بحثت عنهم لم تجدهم... هنا وهناك لم تجدهم. 

عادت إلى موضعهاتحت الشجره واخرجت هاتفها ولكن لا يوجد تغطيه. 

ماذا تفعل هى.. ماذا؟ 

بينما على الطريق المؤدى للكومبوند الذى يملكه يجلس ذلك الرجل حاد الملامح بطوله المهيب وعضلاته المشدوده.. دلف الى الداخل فى زيارة سريعه لتفقد سير العمل هناك فمبداه فى العمل (المال السايب يعلم السرقه). 

أثناء مروره لفت انتباهه فتاه تجلس تحت احد الأشجار... ماهذا.. لما ستأتي فتاه لهنا. 

أمر السائق بالتوقف وترجل بنفسه من سيارته. 

تقدم منها بكل ثبات وثقه بينما هى تستمع لصوت اقدام قويه ثابته تقرب منها.رفعت وجهها بعدما كانت تدفنه على ساقيها. وناظرت ذلك الضخم أمامها. 

اول مارفعت عينيها الباكيه له ردد عقله (هممم جميله). 

ولكن مازال الاستغراب سيد الموقف. 

وقفت هى بخوف فقال:انتى مين.. وبتعملى ايه هنا. 
جاوبت بخوف :انا نيروز. 
تمتم من جديد بابتسامة جانبيه لم تظهر للتى امامه(اسمها جميل). 
قال من جديد :وايه الى جايبك فى مكان كله عمال رجاله يا نيروز. 
ردت:مانا.. اصلى... ومن الخوف لم تستطيع الحكى. 

تقدم منها بهدوء وقال :اهدى بس بتعيطى ليه دلوقتي؟
نيروز بخوف:خليك مكانك لو سمحت.. انا كنت هنا مع جروب الكليه وهما مشيوا بسرعه وسابونى.. اه والله.. كنت قاعده هنا بجاوب الامتحان وما.... 
قاطعها هو بزهول:امتحان؟!! ... انتى لسه تلميذه؟
تمتم داخل عقله(وانا الى قولت مزه شديدة وهتشعلل الليله طلعت تلميذه لسه.. خسارة ماليش انا فى العيال الصغيره مع إنها جامده) 

نظرة له وقالت:اه مانا كنت جايه عشان نطبق الى خدناه عملى قعدت بعيد عن زمايلى عشان اعرف اركز... بس شكلهم نسيونى... وانا خايفه اوى ومش عارفة اكلم حد ييجى ياخدنى مافيش هنا شبكة خالص... ومش عارفة اعمل ايه. 

انهت كلماتها بشهقه وهى تمسح انفها فى طرف ملابسها كالاطفال. 
رد بدون تفكير :تعالى معايا هوصلك. 

لا يعرف لما قال ما قاله.. هو رجل لا مشاعر لديه مبدأه فى الحياة أن لا شئ بدون مقابل وهو لن يجد مقابل من تلك الصغيرة هو يفضل المرأة الثلاثينيه. 
قالت هى:لأ يا خويا... ده انت عنينك يندب فيها رصاصة. 

ضحك بقوه من تلك الصغيرة لأول مرة يتحدث مع شخص بهذه العفويه. 

قال من بين ضحكاته:ايه يا بنتى ده.. وش كده... انتى مش عارفة انا مين ولا ايه. 
نيروز:اه صحيح.. فاتح معايا تحقيق من الصبح انتى مين وبتعملى ايه هنا وانا زى البطه عماله اجاوب انت الى مين وبتعمل ايه هنا. 
قهقه مجدداً وقال:ده انتى لمضه بقا.. انا يا بطه ابقى امجد ابو حديده.. صاحب الكومبوند ده. 
عقدت حاجبيها تحاول التذكر:امجد ابو حديده.. انا سمعت الاسم ده قبل كده. 
امجد بزهو:اكيد سمعتيه.. انا من اهم رجال الأعمال في البلد. 
نيروز بعفوية :حرامى يعنى. 

انفجر ضاحكاً :ههههههه مش ممكن ههههههه انتى إزاى كده ههههههه اتفضلى يابطه عشان اوصلك. 
نيروز بغيظ طفولى وهى تتقدم منه:نيرووووز... اسمى نيروز. 
امجد بخبث وهو يرمق جسدها من كل الجوانب :انتى الى قولتى على نفسك بطه.. والصراحه لايق عليكى.. مألوزه كده زى البطه. 

شهقت نيروز :عيب عليك... انت عايز منى ايه. 
امجد :هههههههه ماتخافيش ماليش فى العيال... اتفضلى اركبى. 

تقدمت منه وقالت:شكراً على فكره. 
صعد لجوارها وقال:عفوا يا بطه. 

نيروز :قولت نيروز. 
التفت للطريق وقالت :انت رايح فين.. احنا كده داخلين جوا اكتر. 
امجد :ماهو انا مش شغال عندك يعنى.. جيت لشغل لازم يخلص.. هتستنى معايا لما اخلص وارجعك فى طريقى. 

نيروز بمنتهى العفويه :ماشى بس ياريت يعنى تنجز. 
امجد:اتلمى يا بطه انا مش شغال عندك. 
نيروز :نيرووووووز... اسمى نيروز. 
امجد:لا بطه... واستنى هنا اوعى تنزلى... العمل دول ماشفوش ست داخلين في شهر اهو... انا مش مسؤل. 

انكمشت على نفسها وقالت:حاضر. 

هم للترجل من السيارة فقبضت على ثيابه بخوف قائله:ماتتأخرش عشان خايفه لو سمحت. 

لا يعلم ماهذا الشعور الذي داهمه وهو يرها تنكمش به ولكن اكتفى بهز راسه وغادر. 

_____________________________

فى بيت اسيل 

كانت ناديه جالسه بخوف شديد انقضى يوم وابنتها لم تعود وهاتفها مغلق. 

دق جرس الباب ركضت أسيل بفتحة. وجدت حسين الذى قال:روحت القسم قالوا لازم يعدى 48ساعه عشان يتعمل بلاغ... انا هنزل مصر ادور عليها.. مش هفضل قاعد كده. 

ناديه ببكاء:ياترى روحتى فين يا بنتى.. اول مرة تعملها وموبيلها مقفول. 
حسين:ماتخافيش يا طنط ولو ان الحق عليكى انك لسه قايله النهاردة. 
ناديه :مانا عارفه هتتعصب وتهد الدنيا فوق دماغها قولت يمكن اتاخرت زى ماحصل قبل كده.
حسين :هنزل الجامعه دلوقتي هسال عليها. 
اسيل:النهاردة الخميس الطريق زحمه على ماتوصل مش هتلاقي حد. 
حسين بغضب:امال هقعد اتفرج... لازم اروح.. هدور عليها فى كل مكان... ان شاء الله هلاقيها.. عن اذنكوا. 

خرج هو فقالت فوقيه:استهدى بالله ياناديه وإن شاء الله نلاقيها. 
ناديه :مش عارفة اقولك ايه يا فوقيه.. بوزنالك اليوم.. المفروض العريس ييجى النهاردة. 
شهقت فوقيه :ياخبر ابيض.. ده أنا نسيته خالص... هقوم اتصل بامه اعتذرلها. 

همت لالتقاط الهاتف ولكن جرس الباب اوقفها. 

ذهبت لترى من وإذ بالعريس ووالدته ووالده. 

تفاجأت بشده ولكن لم تجد بد من استقبالهم. 

بسرعه دلفت اسيل للداخل.. تتمنى ان يكون شخص جيد ويحدث قبول بينهم.. تريد رجل يحتويها.. يكتشف روح الطفله التى بداخلها.. يعلم أن تلك التى تصرخ وتعصب مثل الرجال ماهى الا طفله صغيره تريد الإحتواء.. تفعل ذلك فقط كى تصنع لنفسها هاله حولها كى لا يستضعفها احد. 

وضعت نقابها وهى تعلم انه لابد من رؤية شرعية ولكن ليحدث قبول أولاً.. هذا ما كنت تحدث به نفسها. 

نداء والدتها جعلها تخرج من شرودها.. دلفت للداخل وجدت شاب مقبول إلى حد ما.. جلست معهم قليلاً ولكن.... 

لم ترتاح ابدا.. تلك السيده والدته تبدو صعبه الطباع.. من هذا الرجل الذي يتعدى ال35ولا يتحدث ويترك والدته تنوب عنه حتى والده صامت.. لا لا.. مرفوض مرفوض. 
_____________________________

اما فى منزل هاجر يوجد نفس المشهد. 

هاجر تجلس أمام مرأتها تحدث نفسها:اممم ماشى يا ليلى.. عايزه تجوزينى وتخلصى منى يالوله.. بقى الحلاوة والطعامه دى تتجوز وتقوم من النوم تدور على فردة الشراب الضايعه وتطلع الفرخه تفك بسرعه وتجيب الخضار من السوق وتخلف عيلين شبه ابوهم. 

دلفت والدتها للداخل وقالت:لاسعتى خلاص ياجوجو.. بتكلمى نفسك فى المرايا.
هاجر :مانا لو وافقت اتجوز يبقى هو ده الجنان. 
ليلى :يالا ياجوجو الله يهديكى العريس وابوه مع عمر بقالهم ساعه يالا... طب اقولك اقعدى معاه ولو ما ارتحتيش ارفضى. 

فى الشقه المجاورة بغرفة حبيبه كانت سوسن والدتها تلملم أشياءها المعثره فى كل غرفة بغيظ ام استنفذت كل قوتها وهى تتمتم:كل يوم أفضل ألم وراها... اوضه دى ولا ذريبه... هدوم مرميه هنا وهنا.. الا مافى حاجه فى مكانها.
التقطت الهاتف وحادثتها قائله:ماشى يا بيبه برضه مرميه لبسك وشنطك وجزمك كلهم على الأرض والسرير ايه... برضه.. 100 مره قولت لو مالمتيش حاجتك عدل هرميهالك على السلم.. قلبى مش هيطاوعنى... طيييب ماشى.. هتشوفى.
وأغلقت الهاتف فى وجهها. 

فى منزل هاجر ذهب العريس فقالت ليلى بلهفة ام:ها ياجوجو. 
هاجر :مش قولتيلى اقعدى معاه ولو ما ارتحتيش خلاص.. مارتحتش يا ماما. 
ليلى :ومين فينا مرتاح.. مبروك يا قلب ماما. لولولولولولولولى. ذهبت وجلبت شربات وفتحت باب الشقة وهى مازالت تزغرط فاجتمع كل من بالعماره.. فى نفس الوقت سوسن والدة حبيبه خرجت عازمة على تأديب حبيبه. 
تهلل وجهها وقالت :خير يا ليلى. 
ليلى:هاجر وافقت على العريس.. تعالى اشربى الشربات. 

تقدمت سوسن وكذلك والدة نيروز وباقي سكان العمارة وهاجر تقف خلفها فمها مفتوح بزهول.. هل خطبت للتو!!؟
____________________________

اتتفض جاسم من مقعده بقوه وقال:شتجول جواد.. كيف ماوصل لشى. 

جواد بلا مبالاه:الريال جابلها وضاحين مافى اى جديد. 
جاسم :جواد... اسمع.. هادا الموظوع لازم اتسويه انت.
جواد :يعنى بترك الى وراى و بدور لف ورا هاذى الى اسما هاچر.. انا منى فاظى. 
جاسم باستعتاف:جواد... ود اخوى.. انا مابجدر اسافر على مصر.. انت مثل ولدى واكتر.
تنهد جواد بضيق:الله بالخير.. الله بالخير. 

تنفس جاسم الصعداء فى حين تمتم جواد بضيق :مو ناجصنى غير هاى المصريه.. عووف عليش يا عمى. 

**********

الفصل الخامس من هنا 



تعليقات



×