رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل الثالث
في مساء يوم كتب الكتاب
جاد وصل لبيت ملاك نزل من العربية بغرور و أمر الحارس الشخصي انه يجيب الماذون، طلع البيت و هو حاسس بالاشمئزاز من المكان و الضيق من الخطوة اللي هو بيعملها.
عمره ما تخيل ان هيجي اليوم اللي يتجوز فيه على "چنا" مراته
كان بيحبها مش عارف يحدد او يوصف بس اللي متأكد منه انه من بعد جوازهم بست شهور كل حاجة اتغيرت... بأن الطمع في چنا
هو مكنش بيعترض على حاجة لأن هو زوجها و حقها عليها تطلب الحاجات اللي نفسها فيها لكن مش بالطريقه اللي تخليه يحس انه مجرد بنك او مصرف او محل للمجوهرات
مع الوقت بدا يحس ان كل حياتهم غلط لدرجة انه اتأكد انها مكنتش بتحبه و أنها بتحب المظاهر جدا
زوجة جاد المحمدي الشخص اللي كلمته مسموعه على الكل اللي يقدر ينفذ ليها اي حاجة
كان منتظر منها انها تحسسه باي مشاعر طبيعيه بين اي زوج و زوجة لكن كانت أنانيه و طماعة جدا
و هو كان بيعدي اخطائها الكتير علشان يركز في حياته و شغله و مركز عيلته
لكن في لحظة يكتشف أنها خدعته طول الوقت.... و يعرف أنها مش هتقدر تخلف له طفل و أنها مخبيه عليه انها عملت عمليه استئصال رحم و هي صغيرة بسبب مشكله عندها.
يمكن لو كان عرف من البداية كان وافق يكمل معها لكن بعد تلات سنين يعرف بالصدفة...رغم أنه مكنش فارق معه موضوع الخلفه حتى مع ضغط الحج المحمدي عليه انه عايز وريث لكن هو مكنش بيعقد الموضوع من الناحية دي.. لكن اكتشف حقيقي انه محبش جنا و لا هي حبيته هي بس حبت المركز اللي هي فيه معه
بدليل انها معترضتش حتى على قرار ابوه في انه لازم يتجوز من واحدة تانية
بالعكس وفقت بسرعة جدا في مقابل انه ميطلقهش.
نفض كل الأفكار من دماغه و هو بيحط ايده في جيب بنطلونه الأسود و بيرن الجرس
سماح فتحت الباب و على وشها ابتسامة طمع
:اهلا اهلا يا باشا اتفضل
جاد بصلها باشمئزاز و تكبر و دخل بهيبه... قعد على الكرسي و حط رجل على رجل
خالد:نورت يا باشا...
جاد ببرود:هي فين؟
خالد بسرعة
:بتجهز يا باشا أنت عارف البنات بيقعدوا وقت طويل بس حضرتك جبت الفلوس
جاد بقرف :
؛ اه ومش هتاخدو حاجه غير لما الماذون يكتب
سماح :حقك يا باشا حقك....
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في اوضة ملاك
كانت قاعدة على السرير عيونها حمرا من الحزن و البكا، حاسه بوجع كبير في قلبها، حاسه ان قلبها هيقف من كتر الحزن و تتمنى لو دا يحصل... تتمنى لو تنتهي الحياة و ينتهي حزنها من يوم وفاة أبوها من سنتين و هي حاسه بحزن و إهانة
و كره كل الناس ليها و هي في المدرسة مكنش عندها صحاب و بسبب جمالها معظم البنات كانوا بيكر"هوها و لما كبرت شوية بقيت تخاف من الناس اللي دايما طمعانين فيها رغم سنها الصغير لدرجة انها مش فاكرة عدد الشباب اللي تقدموا ليها و اللي عكسوها، ودلوقتي اخوها باعها للي دفع أكتر
شخص سواد عنيه مخيف بالنسبة ليه.
اللي يشوفها دلوقتي يفتكر أنها مطلقه مش بنت هيتكتب كتابها احساس مؤلم
خبت وشها بايديها و هي بتعيط من القهر اللي حاسه بيه
بعد دقايق الحارس الشخصي وصل و معه الماذون
خالد قعد مع جاد يكتبوا الكتاب لكن الماذون طلب انه يتأكد من موافقة العروسة.
دخلت سماح الاوضة و بصت لملاك بتحذير :وافقى من غير اى كلام عشان انتى لو و البيه اللي برا دا مشي و مدناش الفلوس قسما بالله لاوريكي النجوم في عز الضهر و ساعتها لو مخلتش خالد يجوزك واحد يمسيكي و يصبحك بعلقه مبقاش انا... توافقي بهدوء خلينا نخلص
خرجت ملاك من الأوضة و هي ساكتة بمنتهى الهدوء
الماذون : انتى موافقه يا ابنتى على جوازك من جاد المحمدي؟
ملاك بصت لجاد بغضب و كره لكن كانت عارفة ان مبقاش ليها حياة مع اخوها و مراته تاني
:موافقة
الماذون :على بركة الله....
كتبوا الكتاب و هي ساكته بمنتهى الهدوء، الماذون مشي، جاد قام وقف و بصلهم ببرود
جاد بحدة لخالد
:ده تمن اختك من دلوقتى انا مش عاوز اشوف خلقتك ولا انت ولا الحربايه إلى جانبك دى تانى فاهم
واخذ تلك المسكينه وترك المكان بأكمله .
سماح و خالد ابتسموا بسعادة و كأنهم فاكرين ان دا انتصار ليهم لكن ميعرفوش ان دا بداية عقابهم
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في عربية جاد
ملاك كانت جانبه ساكته و هي بتبص للشوارع من الازاز و كأنها مش عايزة تفكر في حاجة
جاد بجدية و قسوة:
؛ هنسافر دلوقتي الصعيد في بيت العيلة، مش عايز مشاكل مع حد، ابويا راجل صارم مبيحبش شغل بنات البندر، ماليش دعوة بسكان القصر اللي هتدخليه، أمي لو اشتكت منك يبقى ادعي لنفسك بالرحمه هتلاقي نفسك مرميه في الشارع.
و حاجة كمان لما مش عايز اي حد يعرف أي حاجة من اللي بتحصل بينا
لو حد سألك هتقولي أنك مبسوطة معايا جدا، و متقلقيش هيجي يوم و اطلقك....
ملاك كانت هتزعق له بغضب من طريقته المتكبره لكن شاور لها بايده بتحذير
=لو حد سألك اتعرفنا ازاي هتقولي اي حاجة غير الطريقه اللي اتجوزنا بيها و اظن كدا ابقا عملت معاكي واجب و مرخصتكيش ادامهم
سكت و طلع موبايله يتكلم مع شخص في الشغل....
بعد مرور ثلاث ساعات...
ملاك كانت متوترة جدا و بتضغط على ايديها بقوة و رهبه
جاد بص لحركة ايدها بطرف عنيه و مهتمش و هو بينزل من العربية و هي معاه...
ملاك بصت للمكان باعجاب و انبهار
يمكن لأنها اول مرة تروح الصعيد او اخرج اصلا من اسكندرية
بصت للأراضي الخضراء المزروعة بانبهار و للقصر اللي بالنسبة ليها ضخم جدا و الأجمل انه مبنى قريب من ضفه النيل...
جاد شاف أفراد العيلة خارجين مد ايده و مسك ايدها، ملاك بصتله بصدمة و بتحاول تسحب ايدها بتوتر لكن مع صوت ضرب النا"ر قربت منه بخوف و هي بتبص للغفر
جاد ببرود:متخافيش ...
دخلوا سوا و هي ماشيه جانبه و ملاحظه فرق الطول بينهم، ابتسمت بسخرية من فكرة انها مراته، كتمت ضحكتها بسرعة و هي بتبص للي موجودين
الحج المحمدي كان بيبصلهم بصرامة فيه نفس ملامح جاد الحادة، ملاك بلعت ريقها بارتباك و هي بتبص لحريم العيلة
كان واقف ادامها چنا و هي بتبص لها بصدمة و غيرة من جمالها الرقيق و جانبها أمها و فاطمة والدة جاد و اخوات جاد سليم و مصطفى
الحج المحمدي بصرامة:
؛ تعالي المكتب ورايا يا جاد عايز اتكلم معاك
جاد سابها و راح وراء والده، فاطمة ابتسمت بطيبة و هي بتقرب من ملاك
:نورتي قنا يا....
:اسمي ملاك...
فاطمة بطيبة:سبحان الله اسم على مسمى نورتي يا حبيبتي، أنا والدة جاد
ملاك بطيبة:اهلا بحضرتك يا طنط...
فاطمة:لا طنط ايه انتي تقوليلي يا ماما انا معنديش بنات و هكون مبسوطة لو قولتي يا ماما...
چنا بخبث:و أنا روحت فين يا ماما مش انا بنتك برضو؟
فاطمة بحدة : لا يا حبيبتي انا مخلفتش بنات...
چنا بضيق:ازايك يا عروسة.... قوليلي بقا انتي ايه حكايتك، صحيح متعرفناش انا چنا مرات جاد
ملاك :ايه؟!
هناء بخبث:هو ايه اللي ايه هو جاد مقالكيش انه متجوز و لا ايه يا ملاك...
ملاك معرفتش ترد و هي بتبص لفاطمة
فاطمة بود:تعالي يا حبيبتي نطلع لاوريكي اوضتك..
في المكتب
جاد كان واقف أدام مكتب ابوه اللي قاعد و هو بيبصلها بغضب
:جبتها منين البت دي يا جاد بيه؟
جاد بضيق:
و هيفرق مع حضرتك في ايه و أنت فارق معك ايه غير الخلفة هتفرق بقا بنت ذوات و لا من الشارع أظن مش هيفرق كتير
ابوه بحده:اتكلم عدل يا جاد و بعدين أنت نسيت اني ابوك و لا ايه
جاد بقوة : منستش يا حج بس انا زهقت من الزن انا اتجوزت مخصوص علشان الزن دا، فاظن دلوقتي محدش يكلمني في الموضوع دا تاني و اللي ربنا عايزه هيكون
المحمدي:يعني ايه؟
جاد بحدة:يعني حصل خلفه او محصلش انا مش مضطر اتجوز تاني أنت عارف اني كا"ره صنف الحريم كله
المحمدي بعتاب:
=متنساش أنت اللي اختارت في الأول و محدش ضربك على ايدك
جاد بابتسامة
:عارف بعد اذن حضرتك اطلع اشوف عروستي....
في أوضة جاد
فاطمة كانت قاعدة مع ملاك بتتكلم معها
فاطمة باعجاب:بس و الله عنده حق يقع في غرامك و يحبك دا انتي زي القمر الصراحة مكنتش متخيلة انه ممكن يتجوز تاني بس فعلا دي قسمة و نصيب...
ملاك :ليه مكنتش متخيلة انه يتجوز تاني
فاطمة بتوتر:ها؟ لا أبدا أصله كان رافض موضوع الجواز دا و...
ملاك بمقاطعة و هدوء :بيحب مراته؟
فاطمة ابتسمت بحب و مسكت ايدها
:بصي يا ملاك انا ارتحت لك و هقولك الصراحة جاد يبقى ابنى و أنا اكتر واحدة عارفه يمكن يبان معندوش قلب بس دا بسبب التجارب اللي مر بيها في حياته بس و الله طيب اوي
و لو عايزاه تحافظي على جوازكم مقالكيش دخل بچنا....
ملاك ملقتش و حست ان چنا مهمة بالنسبه له و كمان واضح انه بيحبها من طريقه والدته لكن مش فارق معها كتير.
جاد كان طالع السلم چنا كانت مستنيه لحد ما عدي أدام اوضتهم خرجت بسرعة و قفت ادامه و حطت ايدها على صدره
=وحشتني يا جاد...