رواية انا السئ الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سوما العربي 





رواية انا السئ

الجزء الواحد وثلاثين

فى قصر الحوفى بعد مرور أسبوعين 

جلست جيسيكا وهى تضع لنفسها الطعام الذى تحرص على ان تصنعه هى.

كذلك تقدمت سمر تجلس أمامها بغيظ وجيسيكا لا تفعل شئ فقط تغرس الخبز بالبيض تتناوله بهدوء خبيث تعلم ان الأخرى تتابعها بغيظ فى حين انتهز الحوفى فرصة عدم نزول شاهين حتى الان كى يخبر جيسيكا بما يريد منك مدة.

الحوفى :جيسيكا.. كان فى موضوع لازم تعرفيه.

دارت نظراتها بسرعه بين الحوفى وسمر التى تبتسم باستمتاع وشماته مدركه انهم يستغلوا فرصة عدم وجود شاهين الان وقالت:موضوع ايه؟

الحوفى :طبعاً انتى عارفه ان من زمااان... سنين والكل عارف ان شاهين لسمر وسمر لشاهين. 

كان شاهين يهبط الدرج بغضب شديد وهو يستمع لجده يستغل فرصة غيابه كى ينفرد بصغيرته ويخبرها بما يريد ولكن هدأت خطواته يبتسم بصدمه لها تقول:ايوه بس دلوقتي شاهين ليا وبس. 

توقف عن الهبوط وهو مطمئن عليها وسط ساحة المعركة وفى نفس الوقت يريد ان يستمتع وهو يستمع لباقى ردها وهى لم تخيب توقعاته حين أكملت وقالت :دلوقتي شاهين ليا وحقى لوحدي وانا مش هفرط فى ربع الحق ده... انا عايزاه ليا لوحدي. 

قالت ما قالت تنظر امامها بثقه تكمل طعامها وهى تنظر بجانب عينها لسمر المتشنجه ملامحها فقال الحوفى :هو حقك ماحدش قال حاجة بس ده ظرف وهيعدى ماحدش هياخد منك جوزك وانا جدك وبطلب منك ده. 

وضعت الشوكه من يدها تقول:هو ماحدش هياخده لانى مش هسيب حد ياخده وماعلش يعنى ماتزعلش منى انت لسه جدى من كام يوم مالكش عندى العشم الى يخليك تطلب مني طلب زى ده... وعلى فكرة هو حتى لو انت جدى من زمان ومربينى ده اصلا أساساً وجبك... يعنى واجب عليك مش حاجه تخليك ليك الحق اسلفكوا جوزى يومين.

قابلها الحوفى بالصمت بعد رده الفعل هذه التى لم يتوقعها منها وسمر تغلى مت الغيظ ولكن لا تستطيع التحدث فلو تحدثت سينكشف امرها. 

كذلك كان محمود وجميله صامتين يتابعون تلك الشرسة وهى تدافع عن حقها. 

كان الصمت يخيم على المكان فعاود شاهين إكمال خطواته على الدرج يظهر امامه كأنه يتبختر بارتياح بعد حديث صغيرته او بمعنى اصح امرأته عنه يذهب بعيداً عن كرسيه المعتاد الذى بجوار جده وتكون فى بالمقابل.. إنما استدار يقف يسحب كرسى له وهو يقبل اعلى حجابها يقول لها وحدها:صباح الخير. 

رفع الكل حاجبه بزهول واستغراب... مستغربين من شخصيه شاهين...فقد اعتادوه دائما متعصب... صلب.. مكفهر الملامح.. لا يبتسم الا ببرود او بتعالى. 

لكنه الان شخص اخر.. ربما تبدل... بالتأكيد تبدل.. كأنهم يرون طفل صغير يتيم عادت له امه من الموت. 

من بينهم كان الحوفى صامت محتار... محتار ما بين حفيدة وذراعه اليمين الذى قاسى معه كثيراً... لكنه رجل... يستطيع أن يتزوج مره واثنان وثلاثة ولكن سمر قد تقدم بها السن وهى مرهونه له ولجواره... لكن هو لم يرفض من البداية تلك العلاقه وهو يعرف انها له فلا ذنب لسمر بكل ذلك. 

تلك كانت وجهة نظر الحوفى الذى كان شاهين ينظر له بقوه يعلم انه استغل غيابه لينفرد بجيسيكا. 

كان الجد يفهم نظرات حفيدة فقال:ايه.. بتبصلى كده ليه؟

شاهين :يعنى مش عارف! 
الحوفى:الى اعرفه ان لما جدك يقول كلمه ويتفق معاك على اتفاق تنفذه. 

شاهين :لما يبقى الاتفاق ده هيضرنى ويضر الى يخصونى يبقى اكيد مش هنفذه. 

الحوفى :ماحدش جه جنب الى يخصوك... ده كله اتفاق بينا.. لكن انت كاتب كتابك على جيسيكا يعنى موضوعك معاها منتهى. 

شاهين :مين يقدر يستحمل وضع زى ده... كفاية تنازلات وضغوطات بقا... انتو فاكرين شاهين ده ايه... وحش ولا اله ولا الراجل الخارق... شاهين بنى ادم بيتعب وبيحب.. بيحس وبيتوجع.. انا مش انسان الى. 

تدخل محمود يقول:وسمر كمان بنى ادمه واترهنت ليك وجنبك طول العمر وانت الى ساعدت على كده لأنك ماوقفتش كل ده.... كل السنين الى فاتت دى كنت عادى ومش معترض... ماينفعش فجأة كده تيجي تقول لأ سمر كخ ومش عاوز... ده جواز مش لعب عيال. 

هب شاهين من مقعده يقول بصرامه:مش شاهين الحوفى الى يتشبه بالعيال الصغيرين يا محمود.. اعرف انت بتكلم مين والزم حدودك كويس... واعرف انت بتتكلم مع مين وبتقول ايه. 

جميله هى الأخرى متدخله:ماتفتكرش انك هتتوه الموضوع لما تزعق لنا... انت عليك غلط وغلط كبير كمان... من زمن الزمن والكل عارف وانت اولهم انك يوم ماتتجوز هتتجوز سمر. واختى مش وحشه وانت عارف دايما كان بيتقدم لها ناس وجدك يرفض لأنها هتتجوزك وانت عارف وعمرك ماقولت لا انا شايفها اختى... كده يبقى ظلم ولا مش ظلم والى عملته كان غلط ولا مش غلط. 

شاهين :تمام.... طب الكل يسمع بقا... اه الى عملته ظلم وغلط... و اه كنت موافق على جوازى من سمر وعارف ومش معترض. 

نظر لجيسيكا يوقفها لجواره ويضمها له يكمل:لكن لما هى ظهرت في حياتي كل حاجه اتغيرت.. ماكنش ينفع اسيبها واتجوز الجوازه الصح عشان أفضل شاهين بيه الحوفى كبير العيله... تولع العيله بالى فيها واولعوا كلكوا معاها بس سيبوهالى... كفايا تعب... بكفايه تنازلات وضغط عشان العيله دى.. انا ظالم ومفترى وفيا العبر... ابعدو بقا جناحتكوا عنى يا شويه ملايكه... واه قبل ما امشى... من هنا ورايح مافيش كبير عيله ومافيش عيله الحوفى... حتى انت ياجدى بالنسبة لي مافيش.. انت فكرت فى الكل الا فيا... فكرت فيهم كلهم مع انك عارف انهم اخدوا كل حاجه من صغرهم بس انا وهى الوحيدين الى اتبهدلنا واتيتمنا وشقينا... وربك من حكمته خلى نصيبنا مع بعض... تقوم انت تيجى علينا تانى... يعنى يتداس علينا زمان ويتداس علينا دلوقتي عشان عييييله الحوووفى.... تووووولع عيلة الحوفى طول ماهى مش بتفكر غير فى نفسها. ماحدش فكر في الى عمل العيله دى وخلاها كده... من هنا ورايح المجموعة هتتحل وهنفرد بشركاتى والقصر ده تلته ملكى وليا ورث فيه يعني يعتبر بتاعى ده غير نصيب مراتى... عايزين تعيشوا معانا باحترام وصمت فيه اهلا وسهلا مش عايزين... يكون احسن... اولعوا... اولعوا كلكوا. 

سحبها معه وهو يغادر بقوه ولكن توقف قائلاً :اه صحيح يا جماعه.. انا فرحى اخر الأسبوع الجاى... اه هو انا ماقولتكلكوش... حتى كنت عاملها مفاجأة لجيسى. 

قبل اعلى رأسها وقال :انا بجهز لفرحنا من مده بس ساكت لحد ماتخلص امتحانات... ابقوا تعالوا... تنورنا. 

سحبها وخرج يعم الصمت المكان غير مستوعبين مايحدث والجد يدرك الان حقيقية واحدة... لقد ضغط كثيراً على شاهين حتى طفح به الكيل وانفجر بوجه الكل حتى هو. 

وعلى الجهة الأخرى بسيارة شاهين كان يقود وهو يأخذها بحضنه وهى تضم نفسها له.. لم يشرح شئ ولم يتحدث وهى لا تحتاج لا لشرح ولا لحديث... كل منهم يفهم تلك الطلاسم المعقدة لمشاعرهم وما يحدث حولهم كأنهم جسد واحد بعقل وقلب واحد.. لا هو ولاهى محتاج ليفسر للآخر انه ليس بسئ... كل منهم يفهم ما لا يترجم لكلام ابدا... هناك أشياء لا تشرح ولا يستوعبها اى حديث. 

____________________________

مرت الايام على سلمى وهى لا تستطيع الصبر اكثر من ذلك.. أصبحت لا تطيق ذلك الأحمد ابدا تعيش كل تلك الأيام على اعصابها خوفاً من أن تكون قد حملت منه... وهاهى الان تقف فى المرحاض معها اختبار الحمل مرتعبه تنتظر النتيجه.. ثانيه واثنان ثم زفرت بارتياح وهى ترى النتيجة السلبيه للاختبار. 

فى نفس الوقت كان هو يدق الباب عليها بضيق يريد الدخول للاستحمام وقد تأخرت بالداخل كثيرآ. 

دق عليها بقوة يقول :ماتخلصى بقا ايه الارف ده.. ساعة جوا. 

فتح أخيراً الباب وخرجت هى منه تقول بابتسامة تحدى وقوة :طلقنى. 

اتسعت عينيه من المفاجئه ومن قوة حديثها وقال:ايه ده مالك في ايه.. هى هبت منك على الصبح.. وسعى من وشى عايز استحمى عشان انزل شغلى. 

هم بان يزيحها من طريقة بيده ولكنها لكزته بقوه بذراعه فارتد خطوة للخلف باعين مزهوله وهو يسمعها تكمل:لا تكون فاكرنى البت غرام الهبله... لااا.. اصحى معايا كده ياباشا... انا من الاخر كده مقطعة البطاقة ومابقاش عندى حاجة اخسرها ولا أخاف عليها خصوصا بعد الى عملتوه فيا انت وال****
طليقتك. 

وقف من مكانه يصفعها بقوه يقول:مافيش ****غيرك يابنت الكلب يا بتاعة الشقق...تيجي انتى ايه فى غرام... كانت محترمع وست بيت وصينانى... لكن انا الى استاهل لما سبت واحدة محترمه وبنت اصول وام ابنى الى صبرت عليا وجريت ورا واحدة ***زيك..... وكمان مش عاجب الى خلفوكى وعايزه تتطلقى يا حيلت امك... ده أنا سترت عليكى من الفضيحة.. يابت ده انتى كلها كام يوم ويسموكى صديقة الطلبه.

هوت صفعه قويه على وجهه جعلت الدم يجرى بعروقه.. ثم هجم عليها كأنه لا يرى يكيل لها الضربات تباعاً فى كل مكان يركلها بقدميه فى اسفل بطنها والعمود الفقرى. 

بعد مرور ساعتين 

جلست ام سلمى لجوارها في إحدى غرف العناية المركزة تبكى بقهر وصمت تتذكر حديث الطبيب:للأسف الى ضربها كان بيضربها بغل ووحشية اتسبلها فى كسر فى عظام الحوض وماثر على العمود الفقري. 

ام سلمى بصدمه تبتلع ريقها بصعوبه:يع.. يعنى ايه يابنى.. بنتى مش هتمشى تانى. 

تنهدت الطبيب وقال:لأ أن شاء الله خير ياحاجه... انا ماقولتش كده... هى بس هتحتاج لعملية او اتنين وبعد شهر نبدأ العلاج الطبيعي وان شاء الله خير.. انا كلمت البوليس عشان المحضر... ده تعدى بالضرب المبرح وشروع فى قتل... ماتعرفيش مين الى عمل فيها كده. 

ام سلمى :جوزها.. جوزها يابنى. 

عادت من شرودها على صوت ضابط الشرطة يجلس لجوارها يسترعى انتباهها يقول :احنا حررنا مجضر بالواقعه... هو هرب لكن احنا ميلغين عنه كل الكماين وأقسام الشرطة مش عايزك تقلقى... حق بنتك هيرجع إن شاء الله. 

هزت رأسها باسى والدموع تنهمر من عينيها فتركها وغادر فى نفس الوقت الذي تستفيق فيه سلمى كانت امها تقول :ليه كده... عملتى فى روحك كده ليه... اخرتها نايمه على سرير فى مستشفى مضروبة ومتكسره وال****الى اتجوزتيه بفضيحة وقهرتى قلب امك عليكى هرب بعد ما دشدش عضمك ولا حد من اهله سأل حتى.... ليه.. ليه دايماً مش راضيه بحالك ولا بنصيبك من كل حاجه... دايما عايزه تبقى أجمل مع انك مخلوقة جميله... اتقدملك جدعان ياما وانتى تملى رافضة رافضه وانا مش فاهمة... اتارينى مش فاهمة وماعرفتش اربى... تبصى لجوز واحدة تانية ليه... تخربى على واحده بيتها وتقهرى قلبها ليه وياريت هى وبس لااا ده كمان فى عيل صغير اتشرد وانتى كنتى عارفه ولا همكيش.... بس الغلط مش عليكى... انا الى عليا غلط بردو لما سبتك بس انا كنت فكراكى كبيره وعاقله وتعرفى ربنا.... لكن الغلط مردود... ومن هنا ورايح فى معامله تانية ودنيا تانيه. 

صممت ترجع رأسها للوراء حزينه على ما وصلت اليه ابنتها وسلمى تستمع لها وقد ادركت بعد فوات الأوان فضاحت تصرفاتها وأفعالها وكل شئ. 

_____________________________

بعد انتهاء امتحان جيسيكا خرجت من الجامعة وجدت شاهين ينتظرها بسيارته. 

ذهبت إليه بسرعة تجلس لجواره تحتضنه يسألها :عملتى ايه فى الامتحان؟ 

لوت شفتيها وقالت :اسكت ماتفكرنيش.. احنا اتنفخنا جوا... عكيت عك... بس هيعدى ماتقلقش. 

ضحك بهدوء وقال :لا وحياة امك لازم تنجحى خليكى تخلصى الست سبع سنين دول الحكايه مش ناقصه... انا مش عارف داخله كلية تدرسى كل السنين دى ليه ماكانت كليه من الى باربع سنين دى وخلصنا. 

جيسيكا :ياخويا والنبى قولت بس تعمل ايه فى ناديه بقا... مفتريه. 

شاهين بغيظ وحقد:انتى هتقوليلى... حماتى بقا. 
جيسيكا :لعلمك بقا انا مش بتاعت تعليم أساساً ودايما بطالب بعدم تعليم المرأة.. انا ياما قولت لماما سترينى وجوزينى وبلاها طب وتشريج وجثث. 

توقف بسيارته فجأة وقال:جثث؟؟! 

جيسيكا :اه... مالك خوفت كده ايه يا شاهينووو.. لا عايزاك تجمد كده وتتشطر عشان تجبلى جثه حلوه. 

شاهين :انا اجبلك جثه؟
جيسيكا :ايوه... مش لازم يبقى عندى جثه عشان العملى... اطلب من مين يعني غير جوزى... ابو شاهين الجامد.. فزى ما قولتلك بقا.. اتشتطر كده واجمد وهاتلى جثه حلوه. 

عاود قيادة سيارته وجذبها يضمها له بقلة حيله يقول :عارفة يا جيسى... على ايدك انتى انا شوفت العحب... انا اسمع دايما الناس تقول اتجدعن كده واتشطر وهاتلنا بيبى.. مش اتجدعن واتشطر وهاتلى جثه. 

ضحكت بقوه فقال بتنهيده:ااااه يا بختك المهبب يا شاهين. 

قالت من بين ضحكاتهم :خلاص مابقيناش عاجبين ياسى شاهين. 

ضمها له اكثر يقول :وانا اقدر بردو... ده أنا هموت عليكى. 

ابتسمت قائله:بجد. 

ابتسم هو الآخر وقال :بجد. 

انتبهت للطريق وقالت :بس احنا رايحين فين.. ده مش طريق البيت. 

شاهين :انا بعد الى حصل واتقال منى ومنهم النهاردة فكرت وقررت.... مش هفضل رابط نفسى وحياتى بالحوفى وقصر الحوفى حتى لو كان معظمه ملكى... انا عايز اعيش مرتاح مبسوط معاكى بعيد عن الكل وانتى كمان تبقى على راحتك. 

فرحت كثيراً وأخذت تصفق قائله :بجد يا شاهين. 
شاهين :بجد... انا الى كنت رابط نفسي بحاجات مش هتبسطنى بالعكس هتخلى عليا التزامات اكتر... خلاص انا تقريبا كل حاجه فيا اتغيرت... الحاجات الى كنت فاكر انها مصدر سعادتى مابقتش احس بيها كده دلوقتي.. حاسسها منعانى عن السعادة الى بجد... طول عمرى حابب فكرة كبير العيله.. بصراحة كانت بتعوضنى عن الى شوفته زمان والى حكيتهولك... بس انا دلوقتي مش عايز أبقى كده... عايز نعيش انا وانتى ننبسط.. كمان مش عايز حد يشوف شاهين الجديد الى بيبقى معاكى عشان انتى قربتى تضيعى الهيبه خالص وكده مش نافع خالص. 

ضمته لها اكثر وقالت مبتسمه :بجد كده احسن والله.. انت كنت لازم نفسك بحاجات مالهاش لازمه فى حين ان الكل عايش حياته وشاهين هو الى يشيل بقا. 

نظر لها بمكر وخبث قائلاً :ماهو شاهين هيشيل بردوا... بس هيشيل حاجات كده مربات.. حلويات.. عسليات. 

ضحكت تهز رأسها تقول:دماغك قذره ماشاءالله. 

ضمها له بذراعه وهو يكمل القيادة يضحك بقوه معها الى ان وصلوا الى وجهتهم... توقف امام مبنى عالى يطل على النيل مباشرة. 

صعدت معه سريعا الى ان وصلت للطابق الخامس. 

فتح الباب وهى دلفت سريعا تدخل كل غرفة فيها تنظر لها بانبهار وسعادة قائله :الله.. حلوه اووى... ولايقه عليا لعلمك. 

رفع حاجبه قائلاً :لايقه عليكى ازاى يعنى. 

جيسيكا :ايوه زى مابقولك كده... عصريه ومريحه.. مودرن... مش كلاسيك وجو النجف والانتيكات بتاعت قصر الحوفى ده. 

شاهين :يعنى عجبتك. 

جيسيكا :جدددا... بس استنى كدة.. هو انا وانت هنعيش هنا لوحدنا. 
شاهين :لا هجيب محمود ابن عمك يقعد محرم في النص.. اه طبعا هنعيش لوحدنا.. انتى عبيطه. 

جيسيكا :لا مش عبيطه.. انت الى فاكرنى عبيطه... بقولك ايه يا اخويا ده هو يادوب كتب كتاب... مش سداح مداح هيا. 

شاهين :هو انا ماقولتلكيش. 
جيسيكا :لا ماقولتليش. 
شاهين:مش انا حجزت فرحنا بعد اسبوع. 
جيسيكا :نعم؟ 
شاهين :ايه مش اخر امتحان ليكى الأربع الجاى.. احنا فرحنا الجمعه... مبروك عليكى انا. 

ثم قبل رأسا وغادر يأتى باشيائها التى جمعها بالسيارة وتركها خلفه مصدومه من قراراته المنفردة هذه. 

صعد لها يحمل باقى ملابسها وكتب الجامعه يفتح الباب فجأة وهى تخرج من المرحاض بعد حمام منعش وهى تحمد الله انها قد ارتدت ثيابها بالداخل.. لكنه ظل مبهور بها وبخصلاتها المبلله يقترب بتخدر يقول :وليه بعد اسبوع.. مانخليها النهاردة.. خير البر عاجله. 

وقفت تتمسك بقوتها تزجره بقوه :شاااااهين.. اقف عندك... وخلص عشان نلبس ونروح فرح حبيبه. 

شاهين :يعنى مش عيب لما وحيد الاصغر منى يدخل دنيا وانا لأ 

جيسيكا :ماعلش كلها اسبوع. 

زفر بغيظ وقال :ماااشى.. ماااشى.. انا عارف انا ايه اللي كان وقعنى الوقعه السوده دى... ما سمر كانت جاهزة. 

جيسيكا :بتقول حاجة يا شاهين. 
شاهين :بقول اخترتى فستان ولا اختار معاكى. 

ثم خرج وهو يتمتم قائلاً :والله وبقيت تخاف وتغير كلامك يابو شاهين... ياخسارة على الرجاله.

____________________________

بالسيدة زينب وقف سالم أمام سيارته يقول:انا لا هزعق ولا هشتم ولا اتعصب.. بكل هدووووء كده.. ايه.. إلى انتى. لابساه ده. 

كان بؤبؤ عينيها يتحرك بارتباك فى كل الاتجاهات تقول :فستات... ايه.. وحش... ده هياكل من امى حته اقسم بالله. 

مسح على وجهه بكفه:اهدى يا سالم اهدى ماتقتلهاش دلوقتي.. فرحكوا كمان شهر. 

تحدث لها يتحكم فى نفسه بصعوبه يقول :طيب بصى... يعنى بهدوء كده ومن غير خناق عشان احنا في الشارع والناس بتتفرج وكده... تتطلعى من سكات تغيرى الهشك بشك ده عشان انتى مش ماشيه مع مديحه... ده مش فستان محجبات خالص ده مش فستان يتخرج بيه من البيت اصلاً. 

هاجر :ماله بس.. ماهو مغطى الجسم كله اهو. 

سالم :ماتجادليش.. الكلمة الى اقولها تتنفذ وبس... تقولى حاضر.. حاضر وبس. 

دبت قدميها في الأرض تقول :دى مش طريقه أبدا. 

احتدت عيينيه يقول بغضب مكبوت :اتهزى يابت كمان اتهزى... ده فستان ده.. إلى لازق عليكى كانه جلدك.. وكمان بتتهزى فى الشارع.. انا هغمض عين وافتحها وف ثوانى الاقيكى قدامى بفستان تانى... يالااا. 

فى افخم قاعات القاهرة 

كانت تقف لجواره بتذمر يتهز ساقها من شدة الغيظ لا يعحبها ما ترتديه... تنظر له بسخط لا تحب تحكماته هذه. 

التفت لها يقول بتحذير:هتبطلى هز فى ليلتك دى ولا لأ. 

توقفت عما تفعل بصمت وغضب فقال:ماله الى انتى لابساه... ماهو محتشم وواسع وحلو بردو عليكى.. مش فاهم فى ايه... بصى على عمر ومراته... ماشاء الله تبارك الله لابسه اسود فى اسود وبتسمع الكلام ومافيش اى مشاكل... ماحدش مسحوب ومتبرى من لسانه غيرك يا اخرة صبرى وسبب غلبى. 

هاجر :انا يا سالم... طيب يا سيدى شكراً. 

رغماً عنه ابتسم وقال:خلاص بقا اضحكى... هتفضلى مكشره كده. 

هاجر :طبعا هضحك مانا عملت الى انت عايزه فاضل بس أنى اضحك اهو.. هههه.. شوفت. 

سالم :طب والله ده احلى عليكى.. ومخليكى قمر كده. 

ذهب غضبها ادراج الرياح ابتسمت ببلاهه له قائله :بجد.. عجبك عليا. 

وجدت من تقف خلفها تقول بسخط:اه عجبوا عليكى ياختى. 

التفتوا خلفهم وجدوا نيروز وامجد فاحتضنتها بقوه ونيروز تقول:لا والنبى..مافيش بنا لا سلام ولا كلام.. بقى كل ده مافيش واحدة فيكوا تسأل عنى. اخص على الصحاب اخص. 

هاجر :ماعلش غصب عننا والله... كل واحده فينا مشغوله عشان فرحها. 

نيروز :ولا حتى جيسيكا بشوفها. 

هاجر :اهى جت هناك اهى... خطيبها ده كبير عليها اووى بجد. وفرق السن واضح... بصى وهما ماشيين جنب بعض... كأنه ابوها. 

تدخل سالم وهو يلاحظ امتعاض وجه امجد هو الآخر فهم نفس السن والفرق وقال لتلك التى لا تستطيع التحكم بلسانها:هما حابين بعض ومرتاحين... مالناش دعوة. 

تقدمت جيسيكا بفستانها الرمادى تقف معهم فى حين وقف شاهين مع امجد وسالم وبعدها انضم لهم عمر واسيل ذهبت تقف مع الفتيات. 

دقائق وانطفئت الاضواء وارتفع صوت الموسيقى والكل عيونه على مدخل القاعه. 

دلفت حبيبه بيد وحيد تتبختر بفستانها الأبيض المنفوش مطرز بحبات صغيره مدويه من اللولى ترفع شعرها الأسود الكثيف لاعلى بتسريحه انيقه.. ترتدى حول معصمها ورقبتها سوار وعقد صغير وبيسيط من الألماس... سمرتها الفتاكه اضافت سحر عجيب لطلتها التى لم تخلو بالتأكيد من الكحل العربى الاسود خاصتها. 

كانت عيون الكل منبهره بها... ومعظم رجال الحفل يغيرون مفهوم ومقاييس الجمال بعقولهم والتى ترتبط دائما بالمرأة البيضاء.. فاللسمرا جمال خاص لا ينافسه شئ. 

تعالت اصوات الموسيقى الهادئة ووحيد يجذبها له بكل هدوء ولباقه ليفتتحوا الرقص برقصه هاددئه على أنغام موسيقي اجنبيه. 

فى حين مالت هاجر على سالم تقول بامتعاض:سالم سالم. 

سالم:قولى يا مصيبه سالم. 
هاجر :والله ظالمنى. انا بس عايزه اسال هما هيفضلوا مشغلين المزيكا الى تنيم دى لحد امتى... امال فين شاكوش وحمو بيكا... عايزين نفرح وننبسط. 

نظر لها سالم يقول :لا انا مش هتعصب.. مش هتعصب... هحاول احافظ على هدوء اعصابى... قوينى على الى جاى يارب. 

____________________________

بمكان اخر 
تحديدا بشقة غرام التى انتقلت لها هى وطفلها. 

كانت تضع بهاتفها شريحة جديدة للهاتف بعد تلك التى رمتها حتى لا يصل مروان إليها بعد ملاحقاته التى لا تنتهى خلفها.. يؤكد لها انه والله يحب طفلها ولن يفرق فى التعامل بينه وبين أطفاله منها إن شاء الله... لكنها بالطبع لن تجاذف. 

جلست امها لجوارها وقالت:وبعدين معاكى.. هتفضلى مغلبه الجدع ده وراكى لحد امتى... واحد غيره كان تعب وزهق وقال البنات على افى مين يشيل على الاقل لا مطلقه ولا معاها عيل... لكن ده باين عليه شارى.. فكرى.. فكرى تانى يا بنتى... انتى لسه صغيره والعمر قدامك والله يسامحه المخفى الى كنتى متجوزاه ماتهنتيش معاه يوم... الا صحيح ماعرفتيش الى حصل معاه هو والمخفيه الى اتجوزها. 

نظرت لها بفضول وقال:ايه. 

اخذت امها بكل شماته تسرد لها ما سنعته من الكل وهى تبتسم لأن هذا هو جزاءه وجزاء خرابة البيوت تلك. 

____________________________

عادت جيسيكا من الحفل تجر قدميها جرا بتعب تسرع حتى تدخل للغرفه التى خصصتها لنفسها حتى زفافها على شاهين. 

لكنه كان يدخل خلفها يقول:بتهربى من هولاكو.. فى ايه هو انا هاكلك. 

نظرت لها ترفع حاجبها بصنت فقال:هو انا نفسى الصراحة بس هأجلها والله اسبوع كمان. 

جيسيكا :مش بقولك مش مضمون... انا داخله انام. 
جذب يدها له يقول:طب تعالى نسهر قدام فلم ايه رأيك. 
جيسيكا :الوقت اتأخر وانت بتشتغل من بدرى. 

شاهين :مين قالك... ده احنا هنسهر للصبح. 

بعد ساعه فقط 

كانت تجلس تحاول كبت ضحكاتها وهى تراه يميل عليها رغما عنه وهو نائم.. بل غارق بالنوم.. رقبته تتدلى عليها... ثوانى واخذت تمرر يدها فى شعره بحنان تشعر كم أصبحت تحبه هى... تعلم أنها ولا مره نطقت او صرحت مباشره بهذا. 

قامت باطفاء التلفاز واحتضنته بحب تنضم له بنومه ودفئ احضانه. 

وفى نفس الليله بمكان اخر عند حبيبه ووحيد كانت تنعم باحضانه العاريه وهو يقبلها بمهم وتلذذ انتظره كثيراً.. 

كذلك نيروز التى كانت تأخذ امجد باحضانها هى بعد ليله عاصفه بينهم يحكى لها عن امه وابيه واخيه الذين توفوا بحادث وتركوه وحده. 

يخبرها كم اصبح يعشقها أكثر بكثير عن ذى قبل وكم اصبح يحب أيامه وبيته معها بعد ان غزت وسيطرت على حياته وأنه لا يهتم لحديث الكل عن فرق العمر بينهم.. مايهم ان سعيد جدا معها يشعر انها سعيدة معه أيضاً. 

كذلك عند عمر وحبيبه... ولكن عمر ماشاءالله عليه.. لا يجبذ الحديث... وهو يفضل الترجمه لافعال ذكوريه اكثر مع اسيل صاحبة الجسد المثير. 

وهاجر تتحدث في هاتفها بهيام مع الحمش خاصتها تستمتع بنبرة صوته المميزة التى تعشقها اكثر من اى شئ... تعد الايام حتى تصبح له. 

بعد مرور اسبوع. 

كانت ناديه تقف فى إحدى الغرف بافخم الفنادق تضع يدها بخصرها تقول:مش هجوزهاله يعنى مش هجوزهاله ياعزت... هو اسمه ايه ده... يعنى ايه ييجى ياخذنا فجأة ويقولى يلا عشان تحضرى فرح بنتك... هو فى كده.. دى بنتى حد قاله انى لاقياها فى كيس شبسى. 

هجم شاهين عليها بالحديث يقول:ماخلصنا بقا.. بنتك وخلصت امتحانات وانا كاتب عليها من زمان فى ايه بقا.. ماتتكلم ياعزت بيه ولا انت مش واخد بالك. 

لم تترك لاحد الحديث حيث قالت :مش هجوزهالك يعنى مش هجوزهالك يا شاهين. 

شاهين :طب طلاق تلاته لأكون متجوزها يا ناديه.. ولا تحبى اقولك يا ماما. 

تدخل عزت هذه المره يعلم ستحدث كوراث بسبب تلك الكلمة الآن وهى يرى تشنج وجه ناديه فاخذ يخرج شاهين لخارج الغرفه يقول:اتكل على الله انت دلوقتي يا شاهين روح شوف عروستك. 

وشاهين يخرج بغضب يقول:هديها يا عزت بيه ها.. هديها. 

اغلق الباب خلفه بخبث وهو يقول:ههديها حاضر. 

التفت الى ناديه بجسد يصرخ رغبه وهى تدرك ذلك تقول:فى ايه.. بتقفل الباب ليه. 

هجم عليها يلقيها على الفراش وهو معها لا يترك لها فرصة للكلام... يدرك أنه قد غرق بعشقها ولن يستطيع الاستغناء عنها ابدا. 

اما بالحفل كان الجميع ينظر باستغراب وزهول لشاهين وتلك الصغيره. 

كيف تزوجها ومتى... تبدو صغيره جدا عليه. 

جلست سمر يأكلها الغيظ وهى تستمع لحديث البعض عن كم ان العروس جميله جدا. 
سريعا ما ابتسمت بخبث وحقد وهى تسمع الهمهمات عن كم ان العروس صغيره جدا على شاهين بيه... وأنها تستحق شاب صغير مثلها. 

وفى وسط الحفل كان هو يحاول الاستمتاع معها ولكن يقدر صفوه نظرات الكل له ولها يدرك معنى تلك النظرات جيدا وهو يعلم كم هى بالفعل صغيره جدا عليه. 

جذبها للمقعد المخصص لهم يتلقوا المباركات من الكل. وهو يحاول التحكم باعصابه من عيون الكل التى تكاد تأكلها بعينهم... يرى طمع الرجال يقفز من عينيهم قفزا ينظراتهم لها... لكنه حاول الا يبالى بكل هذا ويستمتع بحب حياته الذى حظى به مؤخرا بعد عناء متذكرا حديث امجد وهو يراه يقف مع زوجته نيروز الصغيره ايضا غير مهتم براى احد.. تناول يدها يقبلها بسعادة يحاول الا يهتم بشئ غير سعادته معها. 

وقفت أسفل البنايه تودع امها الباكيه فى أحضان عزت تنظر لصغيرتها التى كبرت وتزوجت.. يحملها شاهين يقربها لقلبه يشعر بالسعادة خصوصا بعد حضور جده ومباركته لهم. 

بعد مدة 

كان يأحذها بين ذراعيه يحمد الله على السعادة التى حظى بها أخيراً فى احضانها... يشعر معها كم هو رجل شديد وقوى... شعور لم يشعر به من قبل رغم أنه له بعض العلاقات العابره... لكن مع صغيرته كل شئ مختلف 

___________________________

بعد مرور اسابيع. 

جلس محمد امام عزت وهو يستمع لناديه تحتضن نورا وهى تقول:ده محمد ابن ناس ومؤدب ومحترم... والله على ضمانتى ياعزت.. طب نقرا فاتحه ونجرب مش هتندم ولا هتخسر حاجة والله قولت ايه. 

كانت نورا ومحمد ينظرون له بتوجس ثم تهلل وجههم بسعادة وهو يقول :امرى لله موافق.. نقرا الفاتحة. 

اخذ الكل يقرأ الفاتحة حتى مروان الشارد بحزن على القناه الوحيدة التي احبها. 

_____________________________

مرت الايام سريعا وجاء اليوم المنتظر. 

حيث تهبط هاجر بجمالها الخارق على درجات سلم احد القاعات الجميله... ليست افخم قاعه لكنها حقا جميله ومنظمة فقد رفض سالم اى مساهمة من والد هاجر فى تكاليف العرس. 

اقترب منها وهو يرى حلم طفولته وصباه يتحقق أمامه يضمها له بعد عقد القران بقوه وهو يحمد الله انها واخيرا اصبحت له بعد عشقه المستحيل لها وحب من طرف واحد دام لسنوات. 

وهى تحتضنه تشعر كم تحبه وكيف انه بطل قصتها لكن.... هو ولا مره صرح انه يحبها... لكنها لن توقف سعادتها عند تلك النقطة ابدا... هى الان سعيدة... سعيدة فقط. 

وقف عمر بعد أن تسلل من بين أصدقائه ازواج صديقات هاجر يذهب تجاه امه الباكيه. 

وجاسم لجوارها لايصدق مايحدث كيف عرف موخرا انه لديه ابنه من حبيبته المصريه وكيف تزوجت هكذا سريعا. 

ينظر لليلى وهى باحضان ابنها يعلم أنها للان لم تسامحه يسأل نفسه هل ستسامحه يوما.. لا يعلم لما كل شئ لا يسير في مجراه الصحيح خصوصا بعد رفض زوجات جواد العودة إليه هم وأطفالهم فهن بنات عائلة كبيرة أيضاً. 

بينما عبدالله شقيق هاجر مستمتع جدا بأجواء الفرح المصري عينه تلتمع على فتاه منذ اول الحفل وماصدق انها أصبحت وحدها. 

تقدم بحماس واعجاب منها يقف خلفها يقول :يا مساء السعادة... هو فى جمال كده... احنا ليلتنا فل ولا ايه. 

شهقت هاجر وهي تجلس بجوار سالم تقول :الله يرحمك يا عبدالله. 

سالم :ايه فى ايه. 

اشارت له قائله :لا مافيش ده بس شاهين جوز جيسيكا هيعمل منه كفته الى بتتحط فى سيخ على الفحم. 

ضحكوا بقوه وهم يرون شاهين يحمله من ياقة ملابسه يقول :دى ليلتك سوده على دماغك ودماغ الى خلفوك. 

حمله يصرخ به وجيسيكا خلفه :خلاص يا شاهين... خلاص. 

والجميع يضحك على عبد الله المتعلق بيد شاهين كأنه فأر بالمصيده. 

***********

الفصل الثاني والثلاثون من هنا 

تعليقات



×