رواية انا السئ الفصل الثلاثون 30 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الثلاثون 30 بقلم سوما العربي 





رواية انا السئ

الجزء الثلاثين

صعد شاهين الدرج لا يعلم لما دائما يحدث معه هكذا.... حتى الفتاة الوحيدة التي احبها علاقته بها في مهب الريح.

أصبح يعلم جيسيكا اكتر من نفسها ويحفظ ردود أفعالها.

جيسيكا بنت ناديه لن ترضى بذلك الواقع ابدا... ستتمرد وترفض وربما تتركه... تتركه بعدما عانى الأمرين حتى تكتب على اسمه.

تقدم يسير تجاه غرفتها شارد الذهن غير منتبه لسمر التى تراقب سيره لغرفة تلك الدخيله كأنه مسحور.

بالنسبة لسمر جيسيكا دخيله عليهم وعليها هى بالخصوص. اتت فأخذت منها خطيبها وزوج المستقبل فى غمضه عين... ولكنها لن تتركها تفعل ما تريد ابدا.

ظلت واقفه يأكل الحقد قلبها وهى ترى شاهين... شاهين بيه الحوفى الذى عهدوه شامخ متكبر صلب على الجميع حتى على نفسه.. يسير الان كأنه مسير لا مخير.. يتجه إليها كأنه يسير وهو نائم حتى انه لم يلاحظ وقوفها أصبح لا يرى أمامه غير تلك الصغيرة ابنه ناديه خادمة المستشفيات.. لكنها لن تكن سمر هانم الحوفى ان تركتها له... لقد خططت لكل شئ بمنتهى الدقه وهى موقنه انها فى القريب العاجل ستصبح مدام شاهين بيه الحوفى ولتذهب تلك المراهقه للجحيم.

انتفض جسدها بحقد اشد وهى تراه يدلف لغرفتها يغلق الباب بهدوء خلفه يخاف على افزاع تلك العقربه على ما يبدو.

مررت اصابعها فى خصلاتها الشقراء بعصبيه وغل ثم دلفت لغرفتها تغلف الباب بعصبيه شديدة تهدا روعها بأن غدا لناظره قريب.. هى من ستفوز بالنهاية لم تخلق بعد ما تأخذ شئ يخص سمر الحوفى.

اما عند شاهين فقد دلف لغرفتها وأغلق الباب خلفه بهدوؤ يبتسم بحب ونظرة حنان أصبح ولاول مره ينظر بها لأحد.. يخص صغيرته بهذه النظره... جيسيكا بالنسبه له لم تكن فتاه جميله احبها لصغر سنها او لعنادها الدائم كما يتيهئ للجميع... للان لا احد يعلم سر عشقه وتعلق روحه بها... الفتيات الصغار كثيرون وأيضاً يقفز العناد من عيونهم قفزا.

لكن جيسيكا هى توأم روحه... نصفه الثانى المعذب فى الارض من صغره مثله.

ظلت منكبه على كتابها شعرها الكثيف جدا مبعثر حولها لا تشعر بدخوله.

وكما عهدته يأتى لها من حيث لا تحستب.. وجدته يقف خلفها يلملم لها شعرها يغرز أصابعه فى فروة رأسها يمرر يده فيه من جذوره لأطرافه باستمتاع.

ابتسمت برضا واستمتاع.. اصبحت تحب تلك الحالة التى بينهم.. كذلك الحالة الغريبه لقصتهم وشخصية زوجها هذا... يقفز الى حياتها فجأة يقلب كل شئ رأسا على عقب... ليصبح بيوم وليله زوجها وهى زوجته.

شاهين الحوفى على الرغم من تعليمه المتوسط وعصبيته المفرطه وكبره وعنجهيته فى الحديث مع الصغير والكبير الا انه.... ضحكت بخفوت لا تجد به ميزة واحدة.. ازاد ضحكها وهى تفكر إذا لما يعجبها وما الذى يجعلها مرحبه بهذه الزيجه جدا هل لأنها تشعر بالانتماء له... إنها قطعه منه كما اخبرها من قبل.

رفعها عن مقعدها يلفها اليه بمنتهى السهوله يقبل بجنون وجنتيها وانفها شفتيها جبهتها.. يعتصرها بين يديه كأنه يقبض على سبب وجوده وحياته ويخشى ان يسرقها الزمن او الظروف منه.

وهى لا إراديا تحتضنه بقوه تلف ذراعيها حول ضهره العريض تتشبث به تستنشق عطره التى باتت تعشقها مستمتعه الى اقصى حد.
وهو مازال يقبلها بقوه يتجه بها للفراش يلقى بنفسه عليه وهى بحضنه ينعم بحضنها وقبلاته لها.

بمجرد ما شعرت بأنهم على فراشها استفاقت سريعاً ترفع وجهها بصعوبة من بين قبلاته الساخنه تقول :شاهين... فووق.. يالا روح اوضتك.

نظر لها بحب قائلاً :انا هبات هنا النهاردة.

نظرت له بخوف وزهول فقربها منه يحتضنها يتنفس بعمق قائلاً :ماتخافيش... عايز بس انام جنبك النهاردة مش هعمل حاجة.

تحدثت باعتراض:لا بردوا يا شاهين... مش صح.
شاهين :تؤ صح.. انا عايز اخدك فى حضنى النهاردة وانام ممكن؟

نظرت له برفض شديد ولكنه لم يبالى من الاساس وانما جذبها لحضنه يضمها له يشعر بها معه جسد ولحم وهو يخشى الغد.

مرت دقيقة وأخرى في صمت رهيب فقط احساسهم ببعضهم في احضان بعض الى ان وجدته بدون مقدمات يتحدث وهو ينظر للفراغ بشرود :من لما وعيت على الدنيا وانا ابويا تقريبا مش بشوفه... كان زى ابوكى وكل اخواته متدلع وصايع.. امهم كانت مدلعاهم.. كانت بتكره خلفت البنات عشان كده كانت دايما شديدة على عمتى يمنى مع انها كانت اطيب واحسن واحدة فيهم.... دلعت الصبيات لحد ما باظوا خالص وأولهم ابويا.. ماكنش حاسس بوجودى اصلاً لحد ما امى زهقت منه وطلبت الطلاق وعشان هو لا فارق معاه بيت ولا عيال طلق وهو مش همه حتى مااهتمش هى هتاخدنى ولا هتسيبنى.. هى بصراحة كانت عايزه تاخدنى بس جدى صمم انها تسيبنى ليه وهى برضه كانت خلاص هتتجوز وتسافر مع جوزها فطبعا الاحسن انها تبقى بطولها مش معاها عيل صغير يزهقه ويقرفه ويشيل همه.

سافرت ومن يومها ماعرفتش حاجة عنها وبعدها بكام سنه ابويا مات بجرعه زيادة من الهباب الى كان بيشمه ومضيع عليه فلوسه وبقيت ماليش حد الا جدى.. عارفة انا ساعتها حتى مش عارف كان عندى كام سنه... بس الى فاكره انى كنت ناصح وزكى بس فاشل فى المدرسه ومش بتاع تعليم... ماهو بردوا العيل بيبقى عايز اب يتابع وام تقريه وتكتبه فى البيت ههه وانا الاتنين ماكنوش عندى.. عمتى يمنى كانت بتحاول تاخد بالها منى بس ياحبيبتى كانت تعبانه كان عندها القلب واحنا ساعتها كنا لسه على ادنا مش زى دلوقتي خالص.

عمى ابو محمود وعلى اتجوز واخد مراته وعياله وسافر... فضل هناك سنييين مش بينزل بس كان عايش كويس كانت بتوصلنا اخباره بس ولا مره فكر او سأل فينا زيه زى عمى ابو سمر وجميله هو كمان اتجوز من بلدكوا هى اصلا بلد جدتى... واخد مراته وسافر اول ما جاله عقد عمل حلو.

بعدها مافضلش غير انا وابوكى وعمتى يمنى وجدتى.

جدتى كانت شديدة اوى وعمرها ما حنت عليا مش عارف ليه مافيش غير جدى وعمتى.

جدى كان واخدنى عيل من عياله واكتر. كان فى الاول بيشتغل فى الخرده.. بيلم بواقى الخرده من المحلات الكبيره والبيوت والربابكيا على عربيه خشب تقيله... كنا بنجرها بدراعنا..

ادمعت عيناه وهو يكمل:ههههههه انا لسة فاكر الفرح الى عملناه انا وهو وعمتى لما جبنا عجله صغيره نجرها بيها.

فضلنا على كده فترة كبيرة اوى وجدتى وابوكى كانوا بيتفرجوا علينا مع انه كان طول بعرض وكتفه يجر طاحونه بس كان دلوعة امه.

بدأت أكبر شويه وبدأت احاول أكبر الشغل مع جدى.. فكرت يبقى عندنا محل صغير زى اصحاب المحلات.. فضلنا نجمع القرش على القرش انا وجدى... بس ساعتها عمتى كان لازم تعمل عمليه صمام فى قلبها... بقى لازم نلم الفلوس الضعف لكن ربنا كرم وعرفنا وانا خلاص... كنت بدأت اشم نفسى والكل عرف اننا هنفتح محل لينا... اصحاب المحلات الكبار ماسبوناش.. حيتان كبار واحنا ساعتها كنا سمكتين صغرين يفعصونا برجليهم.. بس انا بقى كنت واثق اوى انه خلاص... كام يوم بس ونبقى زيهم راس براس وبدأت اتعامل على الاساس ده... بس عارفة ايه اللي حصل... ابوكى سرق الفلوس وراح اتجوز... ايوه سرق فلوس المحل وعملية عمتى وكله كله... قال ان فى واحدة بنت ليل لافت عليه ودبسته هى وشويه بلطجية شغالين معاها في جوازه وهى الى حرضته على السرقه... ساعتها ماكنش همنا كلامه كنا مهمومين فى دنيا تانيه. عمتى الى خلاص بتموت لازم تعمل العمليه... والمحل الى فى كذا واحد تاني عايزين يشتروه... بس بعدها سبنا موضوع المحل وبقى كل همنا نجمع فلوس العمليه لان عمتى كانت خلاص قدامها ايام زى ما الدكاتره قالوا.

أظلمت عيناه هو يكمل بوجع وشرود :أسبوع... اسبوع ياجيسيكا هو السبب فى شخصية شاهين الى معاكى دلوقتي.. كنا بنجرى هنا وهناك نشتغل اى شغلانه نلم بيها اى فلوس نجمع بيها فلوس العملية.. عارفة ايه اللي حصل... صحاب المحلات الكبار جابونا نشتغل شايلين ومرمطون عندهم انا وجدى... كانوا بيحطوا علينا... اهانه وذل.. جدى كان بيتزق قدامى وانا اتسحل فى الشيل والحط تحت المطر. 

اغمض عيناه يحاول الا يتذكر وهو يقول:لدرجه اننا اشتغلنا فى البيوت يعنى زى البوابين كده اجيب طلبات امسح سلالم... اتبهدلنا واتذلينا واتضربنا كمان وعارفه في الاخر بعد كل ده... مالحقناش عمتى... كنا راجعين والفلوس في ايدينا تحت المطر مبلوله بنجرى بيها ... دخلنا المستشفى لاقيناها ماتت.. ماتت وهى لسه عيله ماكملتش 20 سنه. 

رغما عنه سقطت الدموع من عينيه وهى معه يكمل :الى حصل ده كان حاجز كبير بينا وبين امك الى حتى ماحاولناش نعرف عنها حاجة من كتر الكره والقهره الى فى قلوبنا. 

بعد أن انتهى من حديثه رفعت عيونها لعيونه وجدت الدمع يملاؤها.. مسحت عيونه ووجنتيه بعيونها بقوه وقالت:شاهين بيه الحوفى مابيعيطش... هو اقوى من كل حاجه زى ما كان اقوى من الظروف الى عاش فيها واتغلب عليها... ممنوع حد غيرى يشوف الدموع دى تانى فاهم. حتى ممنوع تبقى ضعيف... الضعف مش ليك يا شاهين. 

كان يستمع لها مبهور بها يبتسم بحب وفور ان انتهت من كلماتها ضمها له بقوه يقول:اوعى تكونى فاكره انى اتجوزتك عشان شبه عمتى يمنى... لا... ولا عشان حاسس بالذنب ناحيتك وأنى ظلمتك طول عمرك وانتى مالكيش ذنب لأ... كان ممكن اعوضك واديكى نصيبك وتتجوزى جوازه مرتاحه وكده هبات مرتاح البال... ولعلمك انا حاولت اعمل كده... بس ماقدرتش... الى بينك وبينك مش حب أبدا ولا حتى العشق الى بيقولو عليه.. انا نفسي مش عارف ايه اللي بينا بس هو اكبر من كده.. أكبر بكتير اوى وصعب اصلا نعرف نسميه اسم معين وصعب كمان حد يقدر يفهمه. 

ابتسمت له بمشاكسه تقول :ده ايه العمق ده يا شاهينوو. 
ابتسم يغمز لها بعينيه يقول :عشان تعرفى بس... ولا يعنى لازم اكون في كليه عشان اعرف احس. 

جيسيكا :لا هو انت فى زيك. 

شاهين :لا فى... انتى. 

ضمها اليه يكمل:انتى حته منى... كأنك متقشره من عليا... نفس كل حاجه. 

اعترضت هى بمرح وقالت :لالا لا لو سمحت.. ده أنا عسل ودمى خفيف وحبوبه.. مش زيك كشر وتنك وماحدش طايقك. 

رفع حاجبه يضمها له اكثر قائلاً :هممممم.. مش مهم ماحدش طايقانى... مش هممنى حد فيهم غيرك.. وانتى طايقانى صح؟ 

جيسيكا بتلاعب :همممم مش اوى يعني بس اهو.. متقبلاك. 

شاهين: يابت.. طب ده انتى هتموتى عليا والصراحه انا عازرك بردوا. 

لكزته بقوه تقول:اتلم يا شاهين وقوم نام فى اوضتك يالا قووم. 
زاد من ضمها يلفها كى يحتضنها من ظهرها يقول بنعاس:لا انا هنام هما زى ما قولتلك. 
جيسيكا :قوم يا شاهين وبطل دلع.. لو حد عرف هيبقي شكلى ايه دلوقتي. 

شاهين :هو ايه اللي لو حد عرف... بقولك كاتب كتاااااب.
جيسيكا :اه بس لسه مافيش اشهار ولا حد عرف. 
شاهين :مالى في القصر هنا عارفين ده اشهار برضو.
جيسيكا :لا مش... قاطعها وهو يقف يستند بركبيته على الفراش يقول :بت انتى انا من الصبح بحاول اغلب شيطانى وانام لكن انتى مش ساكته.. عايزانى اصحى... هصحالك والله 
خلع عنه تيشرته يلقيه ارضا فقالت بذعر:انت بتعمل ايه يخربيتك... البس هدومك. 

شاهين :مانا كنت لابس... مانا منت متنيل على عين اهلى ولابس.. انتى الى حضرتى العفريت استحملى بقا. 

قفز عليها يقبلها فقالت من بين قبلاته :خلااااص... خلاص والله حقك عليا. 

اما هو كان بالأول يمزح معها ولكن بمجرد أن لمس جسدها على صدره العارى اشتعلت به كل براكين العالم ولا يستطيع اخمادها. 

لم يشعر بنفسه غير وهى تبتعد عنه بعد أن ارتخت يديه من عليها من حميمية مايشعر به معها فقالت هى بانفاس لاهسه تشير له ناحية الباب:اطلع لو سمحت يا شاهين.. اديك عرفت مش هتعرف تنام جمبى بس لحد الصبح. 

اغمض عينيه بندم يدرك ان وضع الإخوه هذا لا يناسبهم فهمو مجرد ان يقترب منها ينقلب كل شئ داخله وتتغير حرارة جسده... جيسيكا لا تصلح الا ان تكون زوجته فقط. 

سحب تيشرته وسحب نفسه معه من على الفراش يتقدم منها يضمها له ويقبل جبهتها بحب يقول:تصبحى على خير.

بعدها غادر الغرفه يشعر أنه اخف من الريشه بعدما افرغ صدره بما كان يثقله لسنوات.. أوضح لما حدث معها ذلك حتى ولو لم يكن مبرر.. ممتن لها جدا انها لم تجادل وتتذمر تشكو ان لا حجه له بما حكى بأن يحدث معها ذلك وهى طفله. 

شعر انه اجتاز حاجز صعب بينهم... قربها منه حتى باتت ضلع من ضلوعه. 

_____________________________

فى نفس المساء 

وقفت غرام فى شرفة غرفتها ببيت والدها لا تعلم ماذا تفعل بعدما اتصل بها مروان يخبرها انه بالاسفل ولن يتزحزح من مكانه الا بعدما يتحدث مع والديها ويطلبها للزواج منهم. 

اخذت نفس عالى براحه وهى تنظر مره ثانيه ولم تجد سيارته... حمدت الله فيبدو انه قد غادر. 

دقائق ودلفت والدتها بوجه مشرق تتطلب منها ان ترتدى شيئا وتخرج للضيوف. 

خرجت وهى ترتدى فستان هادئ من الاوف وايت مع حجاب مناسب تسير بلا اهتمام ولكن صدمت وهى تراه يجلس يحمل طفلها على ساقيه يداعبه باهتمام ويعطيه بعض الحلوى. 

تسمرت قدميها بالارض وهر تجد والدها يقول:تعالى يا حبيبتي...ده استاذ مروان الحبشى.. بيقول شافك فى فرح سمر وجميله وعايز يتقدملك.. ايه رأيك. 

نظرت بغيظ تجاه مروان الذى يلاعب 
لها حاجبيه خفية عن والدها الذى قال:هروح استعجل القهوه. 

تركهم وحدهم دقيقه التفتت فيها له بغضب وقالت:مش كنت مشيت... ايه اللي رجعك... وايه شغل العيال ده. 

مروان :مامشيتش لأ انا بس مالقتش ركنه غير بعيد.. وبعدين شغل عيال ايه ده انا داخل البيت من بابه. 

لم تجد فرصة للحديث وهى تجد والدها واخيها انضموا إليهم من جديد وهو يداعب صغيرها الذى اعتاد عليه سريعا.. لا تعلم هل مايحدث حقيقى وهو متقبل وحابب وجود طفلها ام انها مجرد مجامله وتمثيل كى يصل إليها وبعدها يتحول لزوج الام الشرير فلا احد يتحمل طفل ليس من صلبه كثيراً... سيلاعبه قليلاً ومع مرور الأيام سيضيق صدره بالتأكيد وقد رأت حولها الكثير من هذه الحالات. 

مرت دقائق وهى تصدم الكل بردها وهى تجيب بقوه:بس انا بقا مش موافقة ولا عمرى هوافق. 

تقدمت امها تقول :ليه بس يا بنتى.
غرام :انا مش هتجوز اصلا يا ماما.. انا اخدت حظى من الدنيا خلاص وعايشه لابنى وده آخر كلام عندى... بعد اذنكوا. 

ثم غادرت سريعاً بعد أن انتشلت ابنها منه بقوه عاقده العزم انها لن تتزوج وتبلى طفلها المسكين بحياة بائسه مع زوج ام لا يتحمله الا يكفيه انه سيكبر وسط اسرة مفككه بسبب والده الانانى الفاسد فتذهب هى الأخرى وتترزوج وتحول حياته للجحيم وربما تحمل بطفل اخر ويستحيل عندها الطلاق مره ثانيه.

اغلقت الباب بقوه تستلقى على الفراش تحتضن صغيرها عاقده العزم على العودة إلى بيتها الذى اخذته من طليقها فتعيش به على راحتها مع طفلها كى لا يربيه كل شخص منهم ويتدخل بتربيته. 
_____________________________

جلست سلمى بعد مكالمة اسيل لها تغلى من الغضب تكبته داخلها ولا تعرف كيف تخرجه. 

وجدت احمد يجلس لجوراها يتحسس جسدها وكتفيها بحرارة استشعرتها. 

ابتعدت عنه قليلا وقالت :نعم خير في ايه؟
أقترب منها بنعومه يعرف طريق هدفه وهو مازال يكمل فى مداعباته:ايه بس يا لومى يا حبيبتي... من يوم ما اتجوزها وانتى مصدره الوش الجبس... ايه بقا... مش هتفك ولا ايه. 

سلمى : ده باماره ايه ايه ان شاء الله. 

واصل دغدغته لحواسها يقول :هو مش ده إلى كان نفسنا فيه انا وانتى من زمان ايه الى جد بقا يا حبيبتى... بقولك ايه.. ماتيجي ننسى الى فات ووووو. 

لم يكمل حديثه بالكلام إنما اكمله بالفعل وهو لا يمهل لها فرصه يبتسم بثقه وهو يراها تستجيب معه. 

وفى الصباح

استيقظت بكسل تنظر حولها ولم تجده. 

وقفت وهى مقرره ان تبدأ بالفعل حياه جديده... تشعر بأن حديث اسيل كام صفعة قوية لها... فمنذ الأمس وهى تقارن نفسها .. حياتها.. أفكارها.. تصرفاتها... قوه ايمانها.. باسيل.. رفيقتها وقرينتها فى كل شئ... وكيف انتهى المطاف والنصيب بكل منهم. 

هى تزوجت بعد فضيحة وفطرت قلب امها بينما اسيل تزوجت معززه مكرمة من زوج تتمناه كل فتاه بل وهو من سعى خلفها أيضاً 

تنهدت بقوه تحاول ان تصفى زهنها وتصلح ما يمكن إصلاحه.

فلتحاول فتح صفحة جديدة مع احمد وإقامة حياة على الاقل تكون لائقه تصلح للسير بها.

غسلت وجهها وادت فرضها لأول مرة بعد انقطاع طويل.

واتجهت للصاله بحثا عنه وكى تعد طعام الإفطار لكليهما.

بحثت عنه بالصالة لم تجده فاتجهت الى احدى الغرف المغلقه ولكن.

تسمرت قدميها وهى تستمع لقهقهاته العاليه في الهاتف يحدث فتاه ما.

وجدت نفسها تتلقى نفس الصفعه التى وجهتها لأخرى وكأن الزمن انقلب عليها هى... انقلب عليها بعدما تقدمت كى تفتح صفحه جديده مع حقير يتنقل من واحدة لأخرى ولا يبالى لأحد.

واقفه على الباب تستمع لا تستطيع ماذا ستفعل.. هل تصيح وتهلل وتقلب الدنيا رأس على عقب.. ام تصبر تربيه على مهل. 

_____________________________

فى نفس الصباح بقصر امجد ابو حديده استيقظت نيروز من نومها فى الفراش بغرفة نومهم مستغربه جدا. 

تتذكر انها جلست فى بهو القصر تنتظر عودته بعدما عزمت على أنها ذلك الخلاف والبدئ في صفحه جديده خصوصاً بعد ذلك الحديث المعذب الذى تحدث به. 

لم تخبر احد من صديقاتها شئ.. متبعه مبدأ ان لا تخبر المقربين منك كل اسرارك... نيروز لا تخبر احد عنها الا القليل او الذى لن يضر ان عرفوه.. متبعه دائما مبدأ صديق اليوم عدو الغد.. لذا لم تستشر هاجر او حبيبه او اسيل او جيسيكا. احتفظت بخصوصيتها لنفسها. 

ولكن كيف اتت الى هنا.... ثوانى وبدات تستوعب... يبدو أن امجد قد حملها وهى غافيه واتى بها لهنا. 

لكن اين هو.. هل نام لجوارها ام ماذا... هل ذهب لعمله بعد يومين من زفافهم فقط. 

نفضت كل شئ عن رأسها.. يكفيها انه سيعود اليوم بالتأكيد كما فعل ليلاً ولن تسمح للخصام ان يعود مجددا. 

_____________________________

بقصر الحوفى

كانت جيسيكا تهبط الدرج سريعاً لتناول الفطور قبل أن تذهب لجامعتها. 

وجدت سمر تتقدم من خلفها وتقف أمامها تعيق تحركها فامتعض وجهها وقالت:يا صباح الشكل على الصبح.. والنبى وسعى من خلقتى ماتقفليليش اليوم. 

سمر:ايه.. شوفتى بتضايقك اوى كده. 

ابتسمت جيسيكا وقالت :تؤ.. خالص...انا اقصد انك معطله طريق نزولى.... لكن انا شوفتك ماتضايقنيش.. انا اتضايق من حد متغاظه منه وانا مش متغاظه منك يا سمر.

نظرت لها سمر التى اتت تكيدها فردت الضربه لها هى بقوه من نظره الثقه والقوة بعيون تلك الصغيرة تخبرها انها لا تراها من الأساس كأنها هواء. 

فى حين أكملت جيسيكا ضرباتها المتتالية تقول :ولاااا اقولك يا ابله سمر؟ 

سمر:ابله؟! ابله ايه ياحبيبتى؟ 
جيسيكا :اصل انا مؤدبه وأحب احترم الى اكبر منى... خصوصا لما يبقى الفرق فوق ال11.. ولا 12...12 سنه صح؟ 

رفعت سمر حاجبيها وهى ترى وجود شاهين خلفهم من البدايه يراقب ويستمع لكل شئ فقالت:وياترى بتقولى لشاهين يا ابيه هو كمان؟ ماهو تقريباً نفس السن. 

عضت شاهين على شفتيها السفليه عن قصد لاغاظتها قائله وهى تميل عليها :تؤتؤتؤ... انتى عمرك شوفتى واحدة بتقول لجوزها يا ابيه.. مش مستغربه من اول يوم جيت هنا دايما بناديه باسمه... مكتوبلى بقا... وبعدين اقوله يا ابيه ازاى يعنى بعد سفالته معايا... مانتى مش عارفة... شاهين بيه ابو بدله وكرافته طلع سافل اوووى. 

تركتها تحترك بنارها التى اشعلتها بجداره وهمت للتحرك ولكن سمر جذبتها تتحدث باحتراق وغل بعيون جاحظه:مش هتلحقى... فى مفاجئه مستنياكى على الفطار.. هدية منى ليكى.. يا صغيره. 

اما عند شاهين فكان يقف على الدرج منذ البداية يستمع بترقب وزهول لقصف الجبهة الذى تقوم به زوجته الصغيره... يستمع لكل ردودها وهو يرفع حاجبيه بزهول واعجاب عليها... يعلم كم هى قويه... واكثر ما يهشقه بها انها رغم قوتها محتاجه له.. لامانه وحمايته بحبه لها. 

نزل الدرج بعدهم سعيد بحديثها عنه. 

جلس امامها مباشرة وعيونه تبتسم تلقائيا مع شفتيه يخصها بحديث طويييل صامت وهى تنظر له مستغربه من نظراته لا تعلم سرها. 

حاول الجد الحديث قائلاً :جيسيكا... فى موضوع مهم عايز اتكلم فيه معاكى. 

نقلت جيسيكا نظراتها بين سمر التى تبتسم بجانب فمها بثقه والحوفى وهو متردد.. بينما شاهين تدخل قائلاً بهدوء :انا كمان عايز جيسيكا عشان اوصلها.. بعد اذنكوا. 

تصرف غريب غير مفهوم او مفسر... يجذبها وهو يحيط خصرها يقربها له ثم يخرج بها الى سيارته ثم الى خارج القصر كله سمر تلقى ما بيدها وتذهب لغرفتها بغضب. 

بينما جيسيكا جلست لجواره بالسياره تقول:هو فى ايه... ايه اللي حاصل ومش عايزنى اعرفه. 

ابتسم شاهين قائلاً :عجبنى اوى ردك على سمر. 

جيسيكا :ماتحورش يا شاهين. 
شاهين :مش بحور عليكى.. خالص على فكره...انا بحور عليهم هما. 

زوت مابين حاجبيها وقالت:يعنى ايه؟ 

سرد لها كل ما قاله جده وطلبه منه فقالت هى:يا سلام.. باين اوى انه حوار.. انا ذنبى ايه.. هو انا هعيش عمرى كله في عذاب... مش مكتوبلى ارتاح مثلاً زى باقى الناس. 

توقف بسيارته فجأة يضمها له قائلاً :مش هيحصل ابدا... لا انا ولا انتى هنتعذب تانى... هما كل واحد فيهم عاش طفولته ومراهقته وشبابه... إلا أنا وانتى... وسبحان الله نصيبنا نكون لبعض... فعشان كده الى جاى كله بتاعى انا وانتى وبس.. تولع عيلة الحوفى كلها.. ونعيش انا وانتى وبس... مش مهم اى حد تاني.. بس.. انا اخدت جدى على اد عقله يومين.. هو غلبان بردو وشقى كتير... لكن أسمعى بقا.. انا مش هصبر اكتر من الشهر بتاع الامتحانات.

اكمل بمرح قائلاً :انتى شايفه اهو.. الكل باصصلك فيا... الحقى يابنت الناس اتجوزينى قبل ما واحدة كده ولا كدة تخطفنى منك. 

لكزته فى مرفقه قائله:ياسلام.. انت بتستغل الفرص.. بس ماما قالت بعد ما اخلص دراسة. 

شاهين :يابنتى اشترى منى وسيبك من امك هتخرب عليكى. 

جيسيكا :شاهين مش بنهزر دلوقتي. 
شاهين:مش بهزر انا كمان.. احنا هنتجوز بعد امتحاناتك اكتر من كده مش نافع... انتى لسه قدامك ولا ست سنين.. مافيش عقل يقول كده.

همت للحديث فقال:فرحنا بعد شهر.. خلصانه... وبصى قدامك وانتى حلوه كده.. 100 مره قولت مانلبسش احمر برا البيت... انا هفضل واقف برا تصورى الورق الى محتاجاه وتخرجى..

غمز لها مكملا:هنتغدى برا. 

هللت بيديها فاقترب قائلاً :احمم.. ماتيجى نخليها عشا... واحجزلك احسن سويت انا حاسس انك مش بتنامى كويس.. شكلك مش جايه على هوا القصر... انا اعرف فندق ممتاز فيه سويت مريح اوى.. اوى اوى بالفتسان الأحمر الى انتى لابساه ده. 

رفعت حاجبها قائله بشر:شكلك كنت بتريح كتير فى السويت ده يا شاهينووو. 

اتسعت عينيه وقال:انا؟ ابدا والله مظلوم... ده أنا كنت بحجزه لامجد.. طول عمره قذر اعمل ايه. 

جيسيكا وهى تهز رأسها :ايوه انا عارفه.. انت مالكش فى حاجة.. بتبيع مسك وطواقى بيضا وفى الاجازات بتعمل عيش ولحمه لمجاذيب السيدة. 

قاد سيارته وهو يقول بورع وإيمان :بالظبط.. ربنا يجعله فى ميزان حسناتى. 

____________________________

اما عند هاجر 
فكان سالم يقف يغلى من الغضب منها وهو يراها تقف مع العامل فى شقتهم تطلب منه ان يصنع لها مايريده بستائر البيت. تصف الالوان والرسمه.. تتعامل بتلقائيه والرجل مرحب. بذلك. 

يريدها أن تخبره هو وهو يخبر الرجل وهكذا.. ان تتصرف على اساس ان لديها رجل... ايام علة هذه الحالة وهى تتعامل مع كل الصنايعيه بلسانها وتلقائيتها المعهودة.. حتى العمال الذين يقومون بطلاء الحوائط. 

هى ترى أنها على حق ولا داعى لهذه المتاهه بأن تخبره ثم يخبرهم فيحدث شئ غير المتوقع فيحدثونه ثم يحدثها ثم..... متاهه متاهه كبيره ترى أنها فى غنى عنها فى حين انه يرى ان ماتفعله ينقص من رجولته ويجب ان يكون هو حلقة الوصل بينها وبين اى رجل والا تتعامل زوجته مع الرجال... حاله كحال معظم الشباب وهاجر معارضة. 

اما عند وحيد وحبيبه كانت الامور تسير بشكل اهدئ واكثر تفاهما. 

وحيد يترك لها حريه اختيار وانتقاء كل شئ.. يسعى لإصلاح ما افسده وهى تحاول أن تنسى فهو الرجل الوحيد الذى احبته. 

اما عند نيروز 

فقد وقفت امام سفره مليئه باشهى انواع الطعام. ترتدى فستان ذهبى بقصة صدر منخفضه لا يكاد يصل لمنتصف فخذيها وقد صففت شعرها على شكل كيرلى ترتدى حذاء ذات كعب عالى.. تنتظر قدوم امجد من الخارج الذى وما أن دلف وراها نسى كل شئ واتجه إليها يبتسم قائلاً :ايه الجمال ده يا روزا. 

ابتسمت نيروز تهز رأسها باسى عما فعلته تتأكد يوميا ان امجد طيب القلب لدرجه كبيره وينسى الزعل سريعاً عكسها تماما فمجرد أن رآها هكذا نسى كل شيء واتجه اليها. 

لم تشعر بنفسها الا وهى تحتضه بقوه تهمس له بأسف :انا اسفه... انت طيب اوى.. صحيح غلاط وكلك ذنوب بس طيب اوى يا امجد. 

ضمها امجد له يحمد الله وهو يغمض عينيه مبتسماً وأخيراً فهمه شخص آخر غير صديقه الوحيد شاهين.. أخيراً عرف شخص آخر انه على رغم من ذنوبه التى يغرق بها الا انه لديه قلب طيب ومؤمن لكنه غافل.... يحتاج من ينير بصيرته ويشجعه على الطاعه... والاهم ان هذا الشخص ليس شخصا عادياً.. إنما هي اهم من لديه بالحياة... حبيبته التى تعب كثيراً حتى رضت عنه واصبحت له. 

تقدم معها وهى تقوده كأنها امه وهو يسير خلفها مقاد بحماس... تجلسه على رأس المائدة تضع له شوربه ساخنة ليبدأ بها وجبته الدسمة التى اعدتها له بحب شديد مصره على ان تطعمه بيدها بكل حنان الدنيا. 

**************


الفصل الواحد والثلاثون من هنا 

 

تعليقات



×