رواية انا السئ الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سوما العربيرواية انا السئ الجزء الثالث والعشرين يجلس بمجلس الرجال مع جده الحوفى وعزت الحبشى. وعندما تنظر اليه ياللهى تجده يجلس بكل وقار قميص ابيض مشدود مع جاكيت بذله من اللون النيذى وبنطال اسود.. حذاء اسود لامه ترى انعكاس وجهك به وهو يضع قدم فوق الأخرى. كميه هيبه وشموخ رهيبه من يراها لايتوقع ان داخل ذلك الرجل صبى عالمه يرتدي نظاره سوداء يمسك (صاجات) بيده يضرب بها بفرح شديد ويميل فى كل الاتجاهات وهو يدخن سيجار ابيض. وأخيرا وجد طريقه للتخلص من حصار ناديه. الحوفى:بصراحة ياعزت بيه وماخبيش عليك انت عارفنى راجل دوغرى. عزت:اتفضل يا باشا الحوفى :انا مستغرب اوى طلبك ده... انت راجل جوزاتك كتيرة وبصراحة الى واصلنى عنك يقول ان ناديه مش جوك خالص. اغمض شاهين عينيه وتمتم:هيبوز الجوازه ولا ايه. تحدث سريعاً لهم وقال:كل وقت وله اوانه ياجدى.. ولا ايه يا عزت بية. عزت:صح... وانا دلوقتي محتاج لحد زى ناديه.. ست هاديه ومحترمه... وانا بعد الى عرفته عنها حاسس انها محتاجنى وانا محتاجها يعنى بنكمل بعض... وان شاء الله تبقى اخر جوزاه. الحوفى :بس الى ماتعرفوش ان ناديه مريضة كانسر. عزت:لا عارف... وعرفت بردوا ان حالتها في تحسن وانا متقبلها زى ماهى. صمت قليلا وأكمل :ياحوفى باشا افهمنى.. انا خلاص عايز الهدوء والسكينه والألفة حد ياخد بحسى واخد بحسه ويونسنى. شاهين :نقرا الفاتحة. الحوفى :ها؟ شاهين :نقرا الفاتحه. الحوفى :مش بس لما ناخد رأيها. شاهين :انا هعرف اقنعها بإذن الله... ماتعرفش انت يا عزت بيه هى بتحبنى اد ايه يانهار ابيض.. اقرا اقرا. الحوفى:لا طبعا توافق هى بنفسها.. ده جواز. عزت:طب هترضوا عليا امتى. شاهين :فى اقرب وقت إن شاء الله. عزت :تمام. استأذن انا بقا. الحوفى:نورتنا يا عزت. عزت:شكراً يا باشا... مع السلامة. خرج عزت فقال شاهين :ايه يا جدى.. ايه يا جدى ماكنا كتبنا الكتاب واخدها وهو ماشى... انا مش فاهم مالك. شمله الحوفى بنظره مدققه وقال:مستعجل على نفسك انت اوى... لما تبقى تعمل فرح يا خفيف... وشوف هتتصرف ازاى وسمر جايه بكره بعد الضهر. شاهين :وانا مالى بسمر مش فاهم. الحوفى:مالك بسمر...هو انت مش كنت خاطبها. شاهين :اديك قولت.. كنت. الحوفى:والله... هو الى حصل انك اتجوزت وانت خاطب لكن هى سافرت وهى مخطوبه ليك والى عرفته أن ماحدش راضى يقولها.... خايفين عليها من الصدمه. شاهين :صدمه... صدمة ايه. الحوفى:يابنى دى محجوزه ليك من وانتو فى ثانوى... شوف انت بقا. تركه وغادر وشاهين ينظر له باستغراب... ماذا يفعل لسمر يعنى.. وما المطلوب منه مثلاً... هز الآن تزوج من حبيبته ولا يريد شئ آخر لما يعقدون الامر. ____________________________ دلف والد نيروز للداخل وجلس على اول اريكه يمدد قدميه بتعب شديد... يومين وهو يبحث عن عمل جديد ولم يجد حتى الآن. تقدمت منه زوجته وهى تضع له قدمه بمياه داخل طبق بلاستيكى وهو يتاوه بتعب وارهاق. ام نيروز:حمدالله على السلامه يا خويا. عبد المعطي :الله يسلمك...يومين لف على رجلى مش لاقى شغله عدله... ياما ساعات سواقه كتير ياما المرتب قليل... مش عارف اعمل ايه. تقدمت نيروز تجلس معهم تعلم هى السبب في كل ذلك. لولاها ولولا علاقتها بامجد لظل والدها يعمل بانتظام كما هو ولا علاقه له بما هى عليه اخلاق امجد فليفعل ما يفعل ولكن قبل ان يرفض زواجه من ابنته عليه ان يترك العمل لديه.. والان خز يبحث كل يوم عن عمل له. تحدثت له قائله :انا اسفه يا بابا.. كل ده حصل من ورايا.. انا اسفه. تنهد عبدالمعطي بقوه فهو قد ادبها خلال تلك المدة بما فيه الكفاية ويكفى انها تركت من تريد أن تتزوجه كى تنفذ أمره ولم تعترض او تثور كما توقع. رد عليها بهدوء وقال:سيبك من كل ده... ده انتى عروسه وفاضل على فرحك كام يوم... ولو على الشغل مسيرى الاقى شغل وانا يعنى هغلب فى لقمتى انا وامك. نيروز:جواز ايه بس يا بابا فى الظروف دى... ده لازملوا مصاريف كتيره اوى.. مش وقته. عبدالمعطي :لا ماتعوليش هم... مصاريف جوازك موجوده انا محوشهالك من زمان على جنب ده انتى الحيله ياحبيبتى.... اجدعنى انتى بس وانزلى مع امك واشتروا باقى الحاجات اللي نقصاكى... جيبى كل الى نفسك فيه عشان اما اموت تترحمى عليا وتقولى الله يرحمك يا بابا جبتلى كل الى نفسي فيه.... هتترحمى عليا يا نيروز ولا زعلانه عشان رفضت الجدع الى كنتى عايزاه. ادمعت اعينهم كلهم فارتمت فى احضانه وقالت :بعد الشر عليك يا بابا ماتقولش كده...ربنا يطولى فى عمرك انت وماما يارب.... كل حاجه تتعوض الا انتو. عبدالمعطي :كان نفسي اعملك كل الى انتى عايزاه بس الجدع ده لا يمكن اجوزك ليه.. لا يمكن. تنهدت بهدوء تعلم مايصل اليه الحديث عن امجد كل مره. _____________________________ فى بيت عمر واسيل جلس هو قائلاً :صحابى جايين دلوقتي.. مش عايز المح خيالك برا... تجيبى الحاجه الى هيشربوها وتقفى ورا الستاره تندهى.. تمام. اسيل:تمام. عمر بتلاعب:لا قولى كده تمام يا سى عمر. ضحكت اسيل وقالت بدلال:تمام ياسى عمر. عمر:يالهوووى... انا بقول ان انتى خلاص مابقتيش خايفه وخدنا على بعض خلاص.. انا هتصل خليهم مايجوش وافضالك يا وحش. اسيل بخجل:وحش.. انا. عمر :اووف طبعا وحش اسالينى أنا. اسيل:طب بس عيب. عمر:هو احنا هنفضل اخوات كده لحد امتى انا شكلى بقا وحش... اقول لامى ايه وهى جايه بكره. ضحكت بقوه تزامناً مع دق الباب فانذرها بعينيه بحده وقال :صوتك. اماءت له وحاولت السكوت فقال هو:انا رايح افتح وزى ماقولت... فاهمه... اه وصوتك ده. اسيل:مااااله. عمر:تخنيه شويه... مفهوم؟ اسيل:حاضر..افتح بقا الناس خللت برا عيب كده. عمر :عيب... وانا عارف اخد فرصتى فى العيب... سبينى ساكت. انفجرت في الضحك مجددا وحذرها هو مجدداً قبل ان يختفى ويفتح لأصدقاءه. قبل ذلك بقليل كانت حبيبه تجلس بجوار هاجر بعد أن استدعوا نيروز. حبيبه :ماتهدى بقا ياست كخه انتى فى ايه.... من ساعة ماشوفتيه وانتى مش على بعضك. هاجر :عايزين الصراحة...عجبنى اوى.. هى دى الرجاله... حمش كده.. مش تقوليلى جواد. نيروز :الله وانتى اول مره تكتشفى كده... محسسانى انك اول مره تشوفيه.. ده أنا الى جديده عن المنطقة وحفظاه. حبيبه :لا انتى متوغله ماشاءالله... بقيتى عارفه الحته اكتر منى. هاجر :مانتوا عارفين انا ماليش علاقات كتير حتى طلبات البيت ماكنتش انا إلى بنزل ودايما فى شغلى وهو كمان ورشته بعيده شويه. حبيبه :بس ده صاحب اخوكى وكان معانا في نفس المدرسة. هاجر :مانا كنت بشوفوا ساعات مع عمر.. انا افتكرت دلوقتي بس. من الصبح عماله اعصر دماغى لحد ما افتكرت.. بس مش عارفة ليه بعد مره واحده.... من سنين... تقريبا من بعد الإعدادية. نيروز:سيبك من كل ده... انتى عايزه ايه دلوقتي. هاجر :مش عارفة... انا كنت خلاص هتضرب فى نفوخى وابعتله رساله. حبيبه :ههههههه وهتقوليلو ايه بقا؟ هاجر :هقولو ماتحن ياجن... ولا بصى ايه رأيك اقولك مساء الزبادى يامعذب فؤادى بتحبنى ولا اصلاً عادي. انفجروا جميعاً ضاحكين وتحركوا ناحية الشرفة فقالت نيروز:همووووووووت مش قادرة بجد.... يخربيتك اتقلى... لازم هو الى ييجى يكلمك ده لو انتى عجباه اصلاً.... ماهو ممكن هو كمان يكون فى حد فى حياته مثلاً. هاجر :ههههههه ولا يكون متجوز... عادى انا جتتى نحست. حبيبه :ههههههه. كفاية مش قادرة بجد. نيروز:ايه ده بصوا بصوا... مش هو الى جاى هناك ده مع الراجلين دول. حبيبه :اوبس... شكلهم جايين على هنا... تقريبا جايين يباركوا لعمر. هاجر :ياخراشى... شوفوا مشيتوا.. هيبه كده وفارق عن صحابه... بصوا... تحسوه زوجى قرة عيني اوى. حبيبه :يابت اتهدى... اتهدى اما نشوفلك صرفه... مش حلو يلاقيكى مدلوقه عليه كده. نيروز:وصرفه ليه.. عمر اخونا وحبيبنا ورايحين بمنتهى البراءه نباركلوا. حبيبه بإعجاب لهاجر:19سنه بس نينجا. نيروز بزهو:احممم مابحبش اتكلم عن مواهبى. هاجر: طب.. يالا بينا بسرعه. حبيبه :يالا ايه... استنى اما نشوفلك حاجة عدله تلبسيها... قال بنت ثرى عربى قال. فى شقه عمر جلس مرحبا بشده باصدقاءه. عمر :منورين يا رجاله... عقبالكوا. نطق الاول:احنا كلنا خاطبين... مافضلش غير سى سالم... مش عارف محبكها ليه... مش عارف ان بعد الجواز الستات كلها بتبقى شبه بعض. سالم:بس ياد انت... انت فاكرنى زيك... انا مش عايز اتجوز والسلام. قال الثاني :ياعم لو فى واحدة معينه قول.. لكن قعدتك كده من غير جواز مش حلوه... ده الجواز ستره. قهقهوا جميعاً فقال عمر :ماتخلص بقا يابنى... ده انت قربت على الثلاثين. سالم :انتو شغالين بالكوا بيا ليه... خليكوا فى حالكوا... انا مرتاح كده. عمر :لا بجد يا سالم... انت كنت متحجج باخواتك البنات... والحمد لله اصغر واحدة فيهم اتجوزت من شهرين.... حجتك ايه دلوقتي... لو فى واحدة معينه قولى وانا هاخد جوز التيران الى جنبك دول ونروح نخطبها. سالم بألم :كان في.. بس خلاص... احنا مش نصيب بعض. عمر:ليه بس بتقول كده؟ سالم :ماتشغلش بالك انت ياعريس... سيبك منى.. طمنى عليييك.. ايييييه. هنا دق جرس الباب فقام عمر من مكانه وتحرك ناحيه الباب المواجه لمقعد سالم. فتح الباب وتزايدت دقات قلبه... خصوصاً وعيونها تقع على عيونه.... نظر اليها باشتياق... لطالما كانت بديعة التكوين والهيئة... ترتدى دريس من اللون الاصفر به كور سوداء وحجاب اسود مناسب... تفضل دايما ارتداء احذيه رياضيه... يعلم هو ذلك.... رفع نظره مجدداً وجدها مازلت عيونها عليه.... هنا صدم واتسعت عينيه ولكن دون أن يلاحظه احد... هل معنى ذلك انها تركز معه... تنظر إليه بقصد... تأكد انها ليست صدفه فلو صدفه لما عينيها المرتبكه لم تذهب ناحية صديقيه... ولكن عقله حذر قلبه المسكين فمن المؤكد أن كل ذلك تخيلات وتخمينات لا اكثر. اما هى كانت تقف تنظر له بين لحظه وأخرى وهى تحادث عمر وتبارك له... تخطف النظر اليه.. ترتبك وقد تلاقت أعينهم مرة بعد اخرى. افسح لهم عمر الطريق سريعاً ليدخلوا لاسيل. ظل سالم على دهشته وصراع القلب والعقل الى ان جذب اصدقاءه الحديث معه مجدداً. فى غرفة اخرى جلست حبيبه على رأس اسيل تبكى وتعدد:يالهوووى.... اصوت.... ماحصلش اى حاجة... خايفه... خايفه من ايه يا لوزه.... يالهوووى... هتطير الواااد. اسيل:مابراحه يا حبيبة.. بقولك الرهبه اتملكتنى. حبيبه :خليكى ياختى.. خليكى لما بت مولعب تشقطوا منك ياختى... ونقعد كلنا نندب حظنا معاكى ياختى. اسيل:انتى هتولولى من دلوقتي... براحه عليا انا مش عارفة اعمل ايه. نيروز:مش ايه... سمعينى تانى كده... مش عارفة تعملى ايه.... اه ياخيبتك السودا يا عمر. هاجر :مابراحه عليها يابنات...البت هتعيط. فتحت اسيل فى النواح وهى تقول :عااااااا... انا محتاسه اووى.. ماتقطمونيش وقولولى اعمل ايه. هاجر وهى تهدد على يدها :استهدى بالله يا بنتى وقومى اقلعى. . انفجر الثلاثة بالضحك مجدداً فقالت اسيل:طب انا هقوم اطلع حاجة للضيوف واجى. حبيبه :يانهار ابيض... ودى تيجى... هاجر... شوفى شغلك. قامت هاجر من مكانها على الفور فمالت نيروز على حبيبه وقالت:ماتيجي نروح وراها لاحسن دى مصيبه وممكن تبهدل الدنيا... انا خايفه تهجم على الراجل تبوسو وتقولو مساءك لذيذ. حبيبه :ههههههه... عندك حق والله تعملها. اسيل:بتقولو ايه. حبيبه :بنقول تقومى تورينا هتلبسى ايه حالا عشان كده كتير على. الراجل.. كتر خيره يعنى... لحد دلوقتي هو عامل الصح.. فوتى قدامنا يالا. بالخارج همت هاجر للخروج إليهم بالمشروبات ولكن اعين عمر حذرتها وفهمت تحذيره... يريدها الا تخرج وهو سيأتى لياخد ما بيدها. اعطه الصينية وذهبت لصديقاتها للداخل بإحباط... لا تدرى بذلك الذى قرر ان يأخذ فرصته... توافق او ترفض ففى الحالتين سيرتاح. بالخارج وقف وحيد يدق باب منزل حبيبه... فتحت له سوسن فقال:سلام عليكم... حضرتك مامت حبيبه. سوسن مبتسمة :ايوه.. خير يا بنى. وحيد:طب هنتكلم على الباب... مافيش اتفضل. سوسن:ماتأخذنيش يابنى... اتفضل.. بس ثوانى بس. وحيد :فى حاجة يا امى. سوسن بحرج:هنادى بس لعمر اخو هاجر... اصل يعنى ابو حبيبه سايبنا من زمان ومافيش راجل هنا. صمت مستوعبا لما تريد. دقائق ودلف عمر ومعه سالم بطله تهم عن شهامة ولاد البلد وجلسوا معه. وحبيبه تقف ترقص من الفرحه لا تصدق.... هل جاء لخطبتها. دلفت هاجر للداخل بفرحه شديدة... صديقتها ستخطب... وهى سترى سالم مجددًا. بشقة اسيل كانت تنقى شئ يناسبها من ملابس اسيل الجديدة ترتديها ونيروز تساعدها هى واسيل وهاجر ذهبت لمساعدة سوسن فى المضايفه. عند سوسن عرف وحيد نفسه لعمر وسالم وبدأ في موضوعه الذى جاء من أجله. بالخارج وقفت اسيل تنادى لعمر تريده بشئ ما. بنفس الوقت دلفت هاجر تحمل الضيافة بيدها.. بنفس هيئتها الساحرة تلك. احتدت اعين سالم يرسل لها موجات غضب بعينيه... وهى تنظر له تهز رأسها بمعنى:انا عملت ايه. طال غياب عمر وتلك الغبيه مازلت تميل تضع الكاسات أمام كل شخص... غير مراعيه ذلك الحمش الغيور. نطق بخشونه لاول مره لها وقال :هاجر. نظرت له بصدمه هل نطق اسمها للتو.. أكمل هو يصطك على اسنانه:سيبى كل حاجه وادخلى انتى جوا. نطرت له بغباء فكرر من جديد :قولت ادخلى جوا. نظر له وحيد بتلاعب ومكر وقال:شكلكوا بتحبوا بعض اوى. نظر له سالم بصدمه واسهجان فاكمل وحيد :مانستغربش... شكلك غيران عليها موووت.. وهى سمعت الكلام... اصلى حبيبة حكتلى عليها قبل كده لسانها مترين ومابتسكتش. نظر له سالم بتحذير الا بخطئ بها فقال هو:ههههههه.. سورى... بس هى كده فعلاً... باين عليها اللماضه اصلاً.. خلقت لتعترض... ربنا يعينك. نظر سالم أرضا يفكر بامعان فى كلماته فقال وحيد :بس قولى... ايه اللي مانعك.... فلوس؟ هز سالم رأسه بقلة حيله بمعنى لا ابدا فقال وحيد :طالما كده يبقى اتقدم لها... اوعى تسيب حد بتحبه لاى سبب.. اسالنى انا. رفع سالم نظرة له بصمت وعيون ممتلئة الم فقال وحيد:انا استجدعتك.. وهحكيلك حمكايتى. ثم اخذ يسرد عليه كيف تعرف على حبيه وعن خطبته من نورا والمتاهه التى وضع بها هم الثلاثة الى ان قرر مصارحة نورا بكل شئ والتى تقبلت الموضوع وكأنها كانت تعلم ولم تندهش ابدا. وحيد :شوفت الموضوع سهل وبسيط بس احنا الى بنصعبها على نفسنا... أدى لنفسك فرصه.. وشوف. بعد دقائق دلفت حبيبه للداخل مع عمر واسيل ونيروز... وجاءت هاجر مع سوسن. وقفت حبيبه وهى ترتدى دريس روز بكم يغطى كل جسدها ورفعت شكلها بطريقة بسيطه ولكن مناسبه. ولم يخلو الأمر بالطبع من كحلها العربى الذى تعشقه. لا تصدق نفسها من مفاجئته لها.. لم يخبرها بشئ ولا بأنه قد حل الأمر مع نورا واصبح لها وحدها دون تأنيب ضمير. ووحيد يناظرها بعشق شديد مسحور بجمالها الشديد...سعيد فاخيرا ستصبح له. اما هاجر تقف تضحك مع الفتيات وسوسن سعيدة لصديقتها تخطف النظرات لسالم تراه يخطف النظر لها هو الآخر تتلاقى اعينهم أحياناً تحمل معانى كثيره. وعمر يقف ينظر لاسيل بغضب مستعر من صوت ضحكاتها العاليه جدا بالنسبة له وهى تقف تنظر له باستغراب لا تعلم لما نظرات الغضب والتحذير هذه. _____________________________ فى صباح يوم جديد جلست ناديه تفكر بحديث اختها فوقيه :حقك تتجوزى بقا يا ناديه... ده انتى مافرحتيش بشبابك.. اتجوزتى سنه واحده بس وبعدها فلسع.. انتى اتمرمطى كتير اوى وحقك تفرحى... واهى جيسيكا خلاص اتكتب كتابها على واحد ماكناش نحلم بيه... عيشى بقا يا ناديه.. عيشى وخدى حقك من الدنيا.. ده انتى اللى زيك وفى سنك لسه ماتخطبوش حتى.. ولو على جيسيكا انا هكلمها. ظلت تحدق بالفراغ بشرود وهى عازمه على الموافقة. __________________________ كانت نيروز تتدول مع امها على المحلات في إحدى المولات الضخمه... تبتاع كل حاجيات الزواج وفرش البيت وملابس لها غافلين عن ذلك الذى يراقبهم بغضب. ولكن فقد كل الصبر وهو يراها تدلف لمحل ملابس نسائية خاصه. امجد :هى حصلت.. راحة تشتريلوا زفت على دماغك... شكله آخر يوم في عمرك ولا ايه. وقف على باب المتجر يراها تاخذ شئ وتدلف للداخل. ذهب لاحد العاملات واعطاها مبلغ من المال وهو يأمرها بشئ. ثوانى وذهب هى تلهى والدتها فى الحديث وعدة أشياء وهو دلف لغرفة القياس خلفها. كانت تهم لخلع ملابسها حين شقهت بخوف وتلعثم وهى تراه أمامها بنظراته الشيطانية تلك. نيروز :امجد... بتعمل ايه هنا هتودينا فى داهيه... وازاى تدخل ورايا كده. امجد بحده وغضب:مانتى هتروحى فى داهيه اكيد وعلى ايدى... امسك ذلك القميص الذى بيدها وقال بحده:ايه ده.. احمر... بتجبيلو احمر... ده انتى سنتك سوده.. سوده يا نيروز.. انا لحد دلوقتي ساكت وبتفرج وبديكى فرصه ترجعى في الجوازه دى بنفسك... وتنقذى نفسك من الى ناوى اعمله فيكى... انا.. انا تبعينى... بتتجوزى.. والله عال. نيروز :مالكش دعوة بيا يا امجد.. وعيب اوى عمايلك دى... اللى عملته ده كان اخر خيط بينى وبينك.... هزات اهلى وقدامي وماعملتش حتى خاطر ليا... وكنت بتخونى ليل نهار لا وكمان كمان بتجسس عليا. امجد :ها... خلصتى... تمام... ودينى يا نيروز لاوريكى... الزفت الى فى ايدك ده يرجع... فاهمة. نيروز باستفزاز:لا مش فاهمة... وهيجب ده... اصل كرومتى بيحب الأحمر اووى هو قالى كترى من الاحمرات القصيره. قالت الاخيره بغمزة عين فضرب الحائط خلفه بغضب وقال :هى حصلت... الكلام بينكوا وصل لكده... هتندمى... هندمك انتى وهو. تركته بسرعه تخشى نظرات عيونه الحمراء لا تضمنه اذا ظلت لاكثر من ذلك امامه... خرجت واخذت والدتها سريعا تهرب من المول كله. . أما هو قاد سيارته بعضب متجهاً لصديقه الوحيد. _____________________________ خرجت جيسيكا من الجامعة لا ترى أمامها من شدة الحزن والغضب. حديث خالتها مازال يصدى باذنها. والدتها ستتزوج... كيف... وتتركها... خالتها تطالبها ان تتركها تعيش السعادة... وهل هى ترفض ان تحيا امها سعيدة.. ولكن معا... هم دائما معا ولم يفترقا... عمرهم متقارب وعقولهم أيضاً... هى صديقتها الأولى.... لأول مرة تظهر نزعة التملك لدا جيسيكا. بدون اى تخطيط وجدت نفسها تذهب لأول شخص خطر ببالها.... اخذت تاكسى وتتبعت جوجل إرث. _____________________________ من الأمس واسيل على ذلك الحال.. تحاول مراضاة عمر الغاضب... للان ترى أنها وان كانت اخطئت فالأمر فعلاً لا يستدعي كل ذلك الخصام. ولاول مره يظهر لها اول عيب فى شخصية عمر... غيرته الغير عاديه وغضبه الواعر.. لا يصفو بسهوله فهو منذ الامس لا يحدثها. ____________________________ ارتدت هاجر ثيابها تنوى الذهاب لرؤية امها ثم تذهب معها لانتقاء شئ لعرس نيروز فهو قد اقترب كثيرا وقفت تنتظر سياره اوبر وهى ترتدى جيب ازرق اللون مع قميص ابيض وحجاب ازرق جعلها ايه من الجمال. ينظر إليها سالم من بعيد باعين عاشقه مشتاقه حد اللوع. يقاوم بصعوبه حديث قلبه بأن يذهب اليها خصوصا بعد حديث وحيد معه ولكن دائما يظل امامه كل الفروق التى يضعها المجتمع والناس... يعلم تفكير فتيات هذه الأيام... لن يقبل او يتحمل ان تستهين به او ترفضه... ظل على موقفه لمدة الى ان وجد سياره تقف امامها. همت لفتح الباب بعد ان أتت السياره لها ولكن... وجدت يد سمراء غليظه تقبض على الباب تمنعها من الدخول. هاجر بخوف :ايه فى ايه؟ سالم :عربية مين دى؟ هاجر :ده اوبر والله. اغمض عينيه بغباء شديد كيف لم ينتبه. حمحم وقال بخشونه:اااوانتى رايحه فين؟ تهلل وجهها... هل يهتم؟ هاجر :رايحه لماما وبابا. سالم :وانتى صحيح سيباهم وقاعدة لوحدك عند حبيبه ليه؟ هاجر:وفيها ايه يعني؟ سالم :فيها انك بنت ماينفعش تباتى برا لوحدك. هاجر :وهو انا بايته في الشارع مانا مع صحبتى وجنب اخويا. سالم :هو لماضه وخلاص... الصح يتعمل. هاجر:لما اقتنع الاول. سالم :من غير ماتقتنعى. قالها بحده غير قابله للنقاش لاول مره تصمت هاجر عن اى جدال. تحدث السائق بملل:لو خلصتوا خناق يا باشا يالا بينا. سالم:لا خلاص يا كابتن لغينا الرحلة. هاجر :لغينا ايه... امال هروح ازاى؟ سالم :انا هوديكى. هاجر بمكر :لا انا ماركبش مع راجل غريب عربيته. سالم :ولا كأنى سمعت حاجة.. وبس كلام ها بس كلام الكل بقا عارف عنك انك بلسانين. ذهب وهى خلفه تتمتم :حمش... لا وشكله مركز... هنسمى عيالنا ايه بقا. اما هو يتوعد انه سيقص لسانها هذا. __________________________ وصلت جيسيكا لمقر شركات الحوفى وصعدت لاعلى مباشرة تسأل عن مكتبه. بعد دقائق وقفت امام السكرتيره تسألها :فى معاد سابق؟ جيسيكا :لا... بس انا جيسيكا.. بنت عمه. السكرتيره:طب اتفضلى يا فندم.. انا اسفه ماكنتش اعرفك.. اتفضلى. ذهبت خلفها وهى تردد:حصل خير. دلفت السكرتيره للداخل وهى خلفها تقول :شاهين بيه.. انسه جيسيكا بنت عمك. انتفض من مجلسه واتجه لها يحتضنها بحب وشوق واستغراب والسكرتيره تغادر بزهول شديد فهى تعرف شاهين منذ زمن لاول مره تراه هكذا... وهذه الصغيره المفترض انها ابنة عمه فقط وهو رجل خاطب... ماهذه التجاوزات. بينما جيسيكا اول ما رأته ارتمت فى احضانه بدون تفكير تشكى له ماحدث وهو يتمتم:بركاتك يا عزت ياحبشى. جيسيكا :انا زعلانه اوى...عارفه انى غلط بس ماعرفش انا عايزاها على طول معايا ماحدش ياخدها منى. شاهين مبتسماً بحب وراحه:وانا مبسوط انى اول واحد جه على بالك ولجئتيلوا. رفعت نظرها إليه فهذا ماحدث فعلاً.. مال عليها يلتقط شفتيها بحب شديد وهى لاول مرة تستمتع ولا تقاطعه. بينما هم كذلك جاء امجد ياعصاره يريد التحدث مع صديقه.. تركته السكرتيره باتت تعلم.. لن تعترض طريق ذلك الضخم بالتأكيد. فتح الباب فجأة على شاهين وهو يقبل تلك الصغيرة يذوب بها ومعها... لاول مرة يفعل ذلك بمكتبه مع قزمه. جفل شاهين وجيسكا معه وخباءها داخل طيات كاجيت بذلته يضم وجهها داخله يخبئ حرجها ويخبئها أيضاً. امجد بزهول:فى المكتب يا شاهين... يخرب عقلك... بس انت غيرت الصنف ولا ايه... دى عيله شاهين بغضب :لم لسانك يا امجد.... دى مراتى. امجد بصدمه:ايه.... الكل اتجوز الا امجد.... ***************** الفصل الرابع والعشرون من هنا |
رواية انا السئ الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سوما العربي
تعليقات