رواية انا السئ الفصل العشرون 20 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل العشرون 20 بقلم سوما العربي 







رواية انا السئ

الجزء العشرين

يجلس متحير وعقله مشوش يشعر ببعض من تأنيب الضمير بعد أن عرضها لذلك الموقف... فكر فى نفسه فقط يريد تخطى اى عائق كى يصل لها.... كانت تبدو مياله له ولكن متحفظه بسبب خطبتها لآخر لذا وبكل هدوء أراد ان يريها ذلك الاخر على حقيقته... على شخص عير ناضج وغير مسؤل بعد.

ولكنه لم يضع بالحسبان اى اعتبار كونها ستنجرح من غدر ذلك العلى... وتفريطه فيها بهذه السهولة امام الجميع بدون اى تفكير... شعر بمدى الحرج الذى وضعها به وامام الجميع من بنات واولاد عمها.

زفر بضيق وقام من مقعده ليذهب لها... حبيبته التى اتعبت قلبه من عشقها... هى من جهه وشموخه من جهه... تباً لكل شئ.

توقف أمام غرفتها وقد اشتعل الغضب بعيونه ونفرت عروقه وهو يستمع لصوت ذلك العلى داخل غرفتها... كيف له ان يسمح لنفسه بالدخول إليها.... هو فقط من له هذا الحق... وهى أيضا سيسحق عظمها فلتصبر فقط.

دفع الباب بغضب اجفل له من بالغرفة جميعاً.

تقدم بغضب لا يرى امامه وقبض على مقدمة تيشرت على وقال بغضب:انت يالا انت بتعمل ايه هنا... ازاى تتجرأ وتدخل اوضتها... انت اتجننت فى عقلك... شكلها هبت منك ولا ايه؟

قال الاخيره بصياح عالى وكأنه تاجر مخدرات فى احد الحوارى الشعبيه.

احتد على وتجرأ عليه لأول مرة وقال:ايه يالا دى... وبعدين تعالى هنا... انا الى شايفك داخل من غير استئذان.

تحفز فك شاهين بغضب واستنكار وقال ببجاحه يقصدها :انت هتساوى نفسك بيا يالا.... غلطك ده مش هيعدى بالساهل... لا ليك ولا ليها.

على :انا خطيبها وليا الحق اتكلم معاها في اى مكان.

صدر صوت ناديه قائله:انت مابقتش خطيبها خلاص... الخطوبه دى ماتلومناش... وانت نفسك ماتلزمناش.

الآن فقط انتبه على وجود امها معهم... وقد خفف ذلك من غضبه بعض الشئ.

نظر له وقال:سمعت... اتفضل يالا... لم شنطك عشان تسافر من هنا.

على:مش قبل ما اتكلم معاها... انا عايز افهم هى مكبرة الموضوع كده ليه... هو انا اول واحد اسافر واسيب خطيبتى.. هنزل اتجوزك ووووو.

لم يكمل كلمته فقد عاود شاهين قبضه على ثيابه يهزه بغضب:تت ايه... ماسمعهاش منك تانى... انت فاهم.

نفض على يده بصعوبه وقال :لا مش فاهم... ثم انت مالك بينا... واحد وخطيبته تدخل بينا ليه؟

هم للرد بغضب فقالت هى بصراخ :انا مش خطيبتك... انت فاهم ومايشرفنيش انى ابقى خطيبتك انت بنى ادم انانى.

تقدم منها وقال :لأ يا جيسى.. بلاش.. بلاش تعملى فيا كده.. فيها ايه يعني لما ابقى عايز احقق حلمى... عمرك ما سمعتى عن واحدة خطيبها مسافر يكون نفسه ويرجع يتجوزوا... بتحصل كتير... ماحدش بيعمل الدراما الى انتى عملاها دى.

ناديه بتقزز:دراما... تصدق انك عيل ماعندكش دم وانا شكلى اتخدعت فيك... بقا شايف قهرت قلبها وتقول دراما... ده انت عيل بايع دمك صحيح.

على:لو سمحتي ياطنط... قاطعته جيسيكا بغضب:اياك ترد على امى انت فاهم... انا لا بقيت طايقاك ولا طايقه ابص فى وشك.

على:اييييه... كل ده ليه... فيها ايه لما اسافر يا ناس.

جيسيكا بمقت شديد :فيها انى مش زى البنات العاديه... فيها انى عيشت طفله يتيمه بين كل بيت شويه... امى غلبت عشان مش لاقيه تاكلنى اضطرت تسيبنى عند الجيران الى عيالهم كانوا بيضربونى ويهنونى وهى كانت مضطره... فيها انى عيشت طول عمرى با أهل ولا سند ولا حتى اخ يحمينى... ماكنش فى غير حسين هو الى اهتم بيا... العيال كانوا بيضربونى ويغلسوا عليا ويعايروا فيا عادى... حتى ماحدش كان بيرضا يصاحبنى.. لدرجه ان فى ناس كانوا بيلسنوا عليا كتير وانا مش قادرة ارد وفضلت على كده سنين لحد ما حسين بدأ يقف لاى حد يضايقنى او بس ييجى ناحيتى... بقى هو ضهرى. سندى عشان كده فضلت ممتنه ليه... كنت دايما محروجه عشان ماليش اهل ولا ليا ناس حتى لو كان هو فضهرى.... لكن كمان حسين الدنيا استكترته عليا وطلع اخويا فى الرضاعه جيت انت وقالوا يبقى خطيبك وافقت قولت شكله طيب ويمكن يعوضنى واهو ابن عمى... طلعت عيل لسه وكمان انانى... انت عيل اوى يا على رغم انك قريب من سن حسين بس هو راجل وانت لو بقى عندك أربعين او حتى خمسين سنه هتغضل عيل... لأ وجاى تقولى بمنتهى الاستفزاز وفيها ايه... ما كذا واحد بيسافر ويسبب خطيبته عشان يشتغل.... ده انت عيل ساقع... الى بيسافر يابيه بيسافر سنه ولا اتنين لكن انت رايح تدرس طب يعنى اكتر من سبع سنين والى بيعمل كده ويسيب خطيبته مش بتبقى في نفس ظروفى.. ده غير إنك مش مسافر تشتغل عشان الحال ضاق بيك هنا.. لأ.. انت مسافر تتعلم تعليم احسن وتصاحب وترافق بنات اوربا وتسيبنى انا هنا وياعالم هترجع باقى عليا ولا تشوفلك شوفه بعد ماتكون ربطنى جنبك... مع انك هنا يعنى مش قاعد من غير تعليم لأ انت بتتعلم وهنا زى بره حتى لو أقل شويه بس انت مش محتاج لانك عارف جدك الحوفى بيه الكبير هيبنلك أكبر مستشفى فيكى يابلد ويمسكهالك... مش هنستعبط ونلف وندور على بعض وبطل قرف بقا... انت مسافر تتدلع مش اكتر... وتقولى بمنتهى البرود ايه الدراما دى.. ياخى يلعن ابو برودك... انا مقروفه منك.

ينظر لها الجميع بصدمه..كل ذلك تحمله بقلبها.

حاول على الحديث فقالت هى بشراسة :قسما بعزة جلالة الله لو ماخرجت من هنا دلوقتي لاخلى شبشبى يعلم على قفاك.

شخص بارد حقا لم يغضب لكلامها انما تقدم وقال :جيسيكا... بلاش كده.. انا بحبك.

حمله شاهين بغضب من ملابسه وكأنه لا يحمل شئ وسار به يلقيه بالخارج وهو يقول بهياج:لو لسانك نطقها تانى هقطعهولك... انت سامع.. تروح تلم شنطك وتغور من هنا قبل ما ارجع فى كلامى.

هاج على هو الآخر يريد الا يخسر اى شئ وقال:وانت مالك... محموق كده ليه... ولا عينك عليها من الاول... لا تكون فاكرنى عبيط مش شايف لهفتك عليها من اول يوم جت فيه هنا... ولا عيونك الى كانت بتبقى هتاكلها اكل طول ماهى قدامك... بس فوق لنفسك.. هى بتكرهك... وعمرها ما هتسامحك... وانت تستاهل.. تستاهل الكره يا شاهين.

اقترب منه شاهين بفحيح وقال:ولما انت دكر اوى كده وواخد بالك من الاول... ماعملتش ليه زى الرجاله وجيت واجهتنى... ووقفتنى عند حدى وقولتلى دى تخصنى ولو رفعت عينك فيها هصفيهالك... طالما واخد بالك انى ببقا هاكلها بعينى وانا مش هكدبك... حصل.

زاغت نظرات على واهتزت فقال هو:اقولك انا ليه... عشان عيل ومش راجل وكل حاجه عندك بيس يا مان... واه من اول يوم وهى عجبانى... بس انا ماكنتش طايق حسين ولا سيرته وكان بيبان عليا بس انت كنت عادى وبتتعامل عادى.

اعتدل شاهين فى وقفته بشموخ وقال:تصدق انا نفسى ادخل جوا جلدك ولحمك اشوف الى جواه ده ايه... دم زى الرجاله والبنى ادمين ولا ميه صاقعه.

تشنجت شفت على وابتسم باستفزاز وقال:ههههه... ماتفرحش اوى كده.. هى عمرها ما هتسيب على الدكتور وتاخد شاهين ابو دبلوم تجارة.

تشنجت كل معالم شاهين بغضب واعر فاكمل هو باستفزاز :ده غير ان مين قال ان خطوبتنا اتفسخت انا مش هسيبها اصلاً.

لكمه شاهين بغضب فى حين صرخت ناديه وجيسيكا فقط صامته لا تحرك ساكناً.

اجتمع كل من بالقصر فقال الحوفى :ايه ده.. فى ايه.. ايه اللي بيحصل هنا.

على:اسأل شاهين بيه... الكبير بتاعك.

شاهين بغضب:لم لسانك واتكلم عدل... والله وطلعلك صوت وبقيت تتكلم.

الحوفى :شاهين سيب الولد ماهوش حملك.

محمود :سيبه يا شاهين فى ايه... انت فاكره لقمه طريه... مالوش ضهر... سيب اخويا بقولك.

الحوفى:بس خلااااص.. مش عايز اسمع نفس... انا لسه عايش وبتاكلوا فى بعض من دلوقتي... كلوا يدخل على اوضته وانت يا شاهين انت وعلى.. تعالوا ورايا.

محمود :انا جاى معاكوا انا مش هسيب اخويا... قاطعه الحوفى:جرى ايه يا واد انت... انا جده وموجود انت اتجننت ولا ايه.

تحرك على ببطء أثر ضرب شاهين له وهو ينظر لجيسيكا التي جلست على ركبتيها أرضا تشاهد كل شئ بانهيار صامت.

نظر لها شاهين بحزن وغضب على كل ما مرت به... ود الاقتراب منها وضمها إليه بحنان ولكن.. صوا جده يناديه وينتظره..ذهب خلفه وهو عازم على العودة إليها بعد أن ينتهي.

تقدمت سمر بحقد بعد أن شاهدت كل شئ ولم تستطع النطق فهى تعلم شاهين جيدا وقالت :كلو بسببك.. انتى ايه... طلعتيلى منين... لو فاكره انى هسيبهولك تبقى غلطانه.. انتى بالنسبه له عيله. واحدة فلاحه... ماتحلميش كتير... حتى على الى على اد مقامك باعك في اول محطة وبرخص التراب. فياريت تعرفى حجمك وتحلمى على اده وماتبصيش لحاجة اسيادك.

اغمضت عينيها بحزن وضيق شديد.. ولكن جيسيكا تظل جيسيكا.. وقفت على قدميها بهدوء لا يخلو من الحزن والانهيار وقالت بكل برود :اه عشان كده ضرب على وخطط انه يسفره برا.. خليكى كده عايمه في مية البطيخ.

ثم اغلقت الباب بوجهها ببرود صقيعى تاركه إياها تتميز غيظا تود كسر عظامها.

وجيسيكا خلف الباب تبكى فى حضن والدتها بتعب شديد.. فقد تعبت حقاً.

__________________________

داخل ذلك الصرح العملاق دلفت نيروز بغضب مستعر لا ترى امامها... كل ما فعله وقاله واهانته لوالدها بكفه وما فعله هذا بكفه اخرى.

وقفت أمام سكرتيرته التى عرفتها للتو فقالت :عايزه اقابل امجد بيه.

السكرتيره:أهلا وسهلا... اتفضلى.

دلفت وهى معها فقد علمت هذه حبيبته تعرفها من قبل حينما اتت له.

وقف بلهفه كبيره وفرحه ولم يبالى لأى شئ: روز.. حبيبتي.. وحشتينى... وحشتينى اوى يا روحي.

هم لكى يحتضن كتفيها تزامناً مع خروج السكرتيره فنفضت هى يده وقالت بحده:ايدك لا توحشك يا كبير.... ايييه.. هى ميغا.

حجظت عيونه وقال بصدمه:نيروز... ازاى بتكلمينى كده... فى ايه؟

نيروز :انت ازاى تعمل حاجة زى دى... ازاى... وشوفت ايه... قولى شوفت ايه.

امجد:انا مش فاهم حاجة.. شوفت ايه.

نيروز:بقولك ايه. بقولك ايه انت هتلف وتدور.
امجد:بت انتى بتردحيلى.

نيروز:وهفرشلك الملايه كمان... انت فاكرنى كيوت... ده أنا فى ثانيه اقلب دكر واوقف اجدعها شنب عند حده... هى وصلت بيك الخسا انك تهكر موبيلى.. وتبقى شايفنى وسامعنى ليل نهار وف اى وضع... ازاى تعمل حاجة زى دى.

صدم بشده فكيف عرفت ولكن لم يبالى كثيراً... استدار بلا مبالاه قال:وفيها ايه... مانتى هتبقى مراتى... عادى.

اغتاطت اكثر واكثر وقالت:انت ايه ياجدع انت.. معمول من ايه... انت ازاى كده.. وازاى ماشوفتش كل العيوب دى فيك من زمان... انا ازاى كنت بحب واحد زيك.

احتدت ملامحه واستدار لها بتحفز لا يهتم سوى بالجمله الأخيرة وقال:كنتى؟! ... ايه كنتى دى؟! يعني ايه كنتى بتحبينى.... انتى هتفضلى طول عمرك ليا.. وخليكى فاكره كلامى ده كويس.

نيروز بغضب:اه كنت.. كنت ومابقتش وانا عايزه اعرف دلوقتي شوفت ايه... انطق.

امجد :بحذرك لآخر مره وماتختبريش صبرى... واه شوفت. شوفت كل حاجه... وبصراحة... اشتعلت عينيه رغبه وقال :جامده... الحجاب مدارى كتير.. بس احسن.

تعالى تتفسها بغضب شديد وقالت :انت سافل ووو.. قاطعها بغضب ساحق قائلا من بين أسنانه :قولتلك ماتختبريش صبرى.

نيروز :انا مش خايفه منك.. فاهم.. مش خايفه منك.

نظر بتعجب لشجاعتها الشديدة وقال :اقسم برب العزه عيالى ماهتكون غير منك يا نيروز.. تخيلى كده لما يبقوا ميكس من شخصيتى وشخصيتك دى يخربيتك.

نيروز:انت بتحلم يا امجد....كل الى عملته وقولته عن اهلى كوم وانك تتجسس عليا كوم تانى.

صرخ بنفاذ صبر:ايييه ماخلاص... وانا قولت ايه... لو على اهلك ما دى الحقيقة... ياستى اعتبريها غلطه ولا ذلة لسان.. وانا اتجسس واعمل الى انا عايزه فيكى انتى بتاعتى وانا حر فيكى... وهتكونى ليا طال الزمن ولا قصر... حطى الكلمتين دول حلقة فى ودنك احسنلك.

زاد غيظها من طريقته المتملكه بها وقالت:بجد... طب بالمناسبه عايزه انتهز الفرصه واعزمك على شبكتى.

احتدت عينيه ودفعها فارتطم ضهرها بالحائط يحبسها بينهم وقال :انتى اتجننتى ولا جرى لعقلك حاجة.. فوقى بدل ما افوقك.

ابتسمت بشجاعه واستفزاز وقالت :لا زى ما سمعت بالظبط... اتقرا فتحتى إمبارح.. على واحد مهذب وابن ناس مش سرسجى.. من سنى... اقتربت اكثر واكلمت تتكئ على كل حرف:ابن عم محمود.. سواق زى ابويا.. من توبى.

تناظره بتحدى سافر وهو أيضاً كذلك مال عليها يقبلها بغضب لأول مرة يفعل ذلك معها... وهى صعقت من رد فعله فنفضته عنها بغضب شديد فقال هو:ورحمة ابويا وامى لاندمك على كل الى بتعمليه ده واربيكى من اول وجديد بس بعد ما اتجوزك الاول.

نيروز :انت اتجننت.. ازاى تعمل كده.

امجد:احسنلك تخفى من قدامى دلوقتي... انا مش ضامن نفسي...حسابك تقل معايا اوى... اوى يا نيروز.

تحركت تغادر وهى تقول بغضب ووعيد:مش لو خليتك تشوف وشى تانى.

امجد :تبقى لسه ماتعرفيش مين هو امجد ابو حديده... مش كنتى تسالى عنى الاول قبل ماتخلينى احبك.

نيروز:على اساس انى عملت حاجة.. محسسنى أنى كنت بجرى وراك.

امجد :حظك بقا الى وقعك فى طريقى وخلاني اتعلق بيكى كده... ومش هتكونى لغيرى يا نيروز... وحسابنا يجمع.

جرجت من عنده هى تسأل نفسها :ايه العبط ده.. هو انا فرحانه كده ليه.

____________________________

سارت اسيل وهى تقدم قدم وتأخر اخرى... لا تملك الشجاعة لتلك الخطوه التى حستها عليها نيروز وجيسيكا مجمعين انه فعل كل ما عليه وهى أخطأت بشده والان جاء دورها لكى تتنازل قليلاً... على الأقل كى ترد له اعتباره.

توقفت امام ورشته وشردت به بهيام شديد... كم هو رجل كأبطال الروايات بالضبط... تشعر حتى انه كثير عليها... ما سر عشقه وتمسكه هذا بها... كيف ترك كل الفتيات من عمره ونظر لها هى.

حاولت اخراج صوتها وقالت بصعوبه:السلام عليكم.

ألتفت خلفه وتقدم منها بقلق وقال:اسيل... بتعملى ايه هنا... فى حاجة... جرالك حاجة.

يالله كم هو شهم.. ماكل هذا... كم ان اسمها جميل منه بدون القاب... ما كل هذه الرجوله... كيف فرطت فيه هى... لعنت غباؤها ميئات المرات فى صمت ثم قالت بجرح شديد :ااا.. لا.. اا.. انا الحمد لله تمام.. انا. انا جيالك انت.

تتفس براحه وقال بوجه متجهم قليلاً :خير في حاجة.

فركت يديها بحرج كبير وقالت:انااااا... انا اصلى.... هو فى الحقيقة... انه يعنى انت سبق واحمم.. طلبت ايدى ووو قاطعها هو مكملا:ورفضتى.

اسيل:لأ... مانا كنت متبرجله ومتفاجئه وغلطانه ووو.. يعنى خوفت من فرق السن وانك... قاطعها مجدداً بغضب من بين اسنانه :ليه شيفانى عيل قدامك... انتى فكراها يابنتى بالسن.

اسيل وهى مازالت تنظر ارضا :عرفت وفهمت والله وو... و وعشان كده انا فسخت خطوبتى.... همت لتكمل قاطعها هو بغضب حاد جدا :ايه... سمعينى تانى عشان ماسمعتش... لاهو انتى كنتى اتخطبتى... سنتك سودا ويومك مش فايت.

اسيل بخوف:ياعمر بس اسمعنى... قاطعها للمره التى لا يعلم عددها وقال:مش عايز اسمع حرف منك... وحسابى معاكى مش دلوقتي... انتى دلوقتي لسه ماتحليليش... مش هعرف أدبك على عملتك دى... كتب كتابنا هيبقى كمان اسبوع وبعدها نصفى بقا حساباتنا والله لاربيكى.

اسيل بغيط طفولى وضعت يدها بخصرها:ايه ادبك دى هو انا عيله صغيره.

نظر لموضع يدها بحده وقال باعين محذرة :نزلى ايدك وماتزوديش غلطك... ماتستغليش انك لسه مش حلالى ومش هعرف اقربلك فتعملى الى انتى عايزاه احنا في الشارع ياهانم يامحترمه... عموما ماعلش آخر الأسبوع نتحاسب.... تعالى يالا اوصلك.

اسيل :معايا عربيتى.

عمر :لا هتسبيها هنا ابصلك عليها عشان ماكنتش مظبوطه من آخر مره وهتروحى مواصلات.. تعالى اوصلك للموقف.

اسيل بطفوله وغضب:لا هروح لوحدي.

عمر :قدامى ومش عايز لماضه.

دبدبت بقدميها أرضا وصارت بغيظ.. ضرب هو كف بآخر قال:معديه التلاتين ازاى دى... دى شكلها فى خمسه رابع.

بعد مده كانت تجلس في احدى السيارات عائده الى المنوفية وهى تستمتع بطعم الشيكولاتة التى ابتاعها لها مع بعض الشيبس والكيك والعصير والمثلجاتكى تتسلى بالطريق كأنها طفلته وكم مستها فعلته هذه وانعشت قلبها مع تحذيراته المشددة على ان تحتاط وهى تاكل من تحت نقابها... عادت إلى بيتها وهى غير نادمه على خطوتها تلك.. بعد أن كانت خائفه من ترخص وتقلل من نفسها بخطوتها تلك فاى رجل آخر بالتأكيد كان سيستهين بها ويعلب بها الكره بعدما قدمت هى إليه ولكن... مع عمر سيد الرجال كل شئ مختلف... اغمضت عينيها بارتياح تحسد حالها عليه.. تشعر انه كثير عليها.

___________________________

فى قصر الحوفى غادرت سياره على المكان متجه الى مطار القاهرة الدولي. بعد أن ودع والدته واخيه.

وقف الحوفى مقابل شاهين وقال:خلاص ارتحت.. عملت الى فى دماغك... انا مارضتش افتح فى حاجة قدامه ولا قدام حد ولميت الموضوع... بس الى حصل ده مايتكررش تانى.

شاهين :وانا مش عايز الم الموضوع... انا عايز اتجوز جيسيكا... مافيهاش حاجة دى.

الحوفى بغضب :وسمر الى مخطوبالك دى.
شاهين :انا ماضربتهاش على ايدها... هى الى راميه نفسها ومن زمان... ومش اول واحدة تفسخ خطبتها من ابن عمها عادى.

الحوفى :سمر ليك من زمان... صعب اى حد يتقدملها والكل عارف انها محجوزالك وسنها كبر جنبك لكن جيسيكا لسه صغيرة والف واحد هيتقدملها.

شاهين بحده:مافيش حد هييجى ناحيتها تانى... انا مش هسمح بده.... وسمر انت الى عملت فيها كده مش انا... لأن لو عليا كنت اتجوزتها من زمان انا راجل وعندى الى يكفيني انى اتجوز من زمن بس انا اللي مش موافق عليها وعلى على اى واحدة... ويوم ماتيجي الى انا عايزها وتحركنى تقولى انت لأ.

الحوفى:الكلام خلص يا شاهين... انت كبير البيت من بعدى... كفاية اوى على كمان هتبقى سمر... انت كده هتولع البيت حريقه.

خرج من المكتب بغضب وترك شاهين خلفه لا يهتم باى شئ سوى جيسيكا.. يريدها... وفقط.

_____________________________

وقفت سلمى أمام مدير الشركة التى تعمل بها وهو يطلع لها باشمئزاو وقال :قولتلك ماينفعش لا تستقيلى ولا تتنقلى اى فرع تانى غير لما تسددى السلفه الى عليكى... مش كل شويه هتنطيلى هنا.

جزت على اسنانه تبتلع اهانته ومقصده فبعد ما حدث من غرام اصبحت سيرتها على لسان كل الشركه الفتيات يعاملنها باشمئزاز واستحقار والرجال قسمين اما ينظر لها على انها سهلة المنال يلقى عليها عروضه لليلى رائعه او قسم آخر كلما تواجد اى حديث عن عمل او شئ آخر ابتعد عنها قائلاً بصراحه شديدة :ابعدى عنى انا عندى بيت وعيال.

دلفت لمكتبها بغضب شديد تناظر احمد سبب كل شئ.. كل منهم ينظر للاخر بسخط.. هى تراه فضحها بين الجميع وهو لا يبالى ولم يخسر شئ ولد يعد حتى يرغب بها وهى أيضا لا تريده بعدما أصبح وراءه مسؤوليات كثيره من بعد الطلاق حتى السياره باعها.. وهو يراها كانت السبب بطلاقة وخراب بيته كل شئ وهو لا تبالى ولم تخسر شئ ولم تعد ترغب به وهو حتى أصبح لا يريدها بعدما اصبحت علقه فى لسان الجميع واصبح الكل يراها خارجه عن الاخلاق.

بينما غرام تجلس تحاول كتم صوت هاتفها الذى لم يتوقف عن الرنين وهى تحاول هدهدت طفلها كى يعاود النوم.

دثرته جيدا وخرجت من غرفتها تجيب على الهاتف :الو... مين.

رد الطرف الآخر :انا مروان.. مروان الحبشى.. واياكى تقفلى الخط.

صممت لا تعرف ماذا تجيب ولا ماذا يريد هذا المروان ولما كل هذا الإصرار حتى استطاع الوصول الى رقم هاتفها.

__________________________

وقفت هاجر بفرح شديد تحزم امتعتها فاخيرا هى عائده للديار... موطنها الاصلى الذى تكن له كل الحب والحنين والراحه.. لا تكن لهويتها وجنسيتها الجديده غير مشاعر الحزن والضياغ.

انتهت من كل شئ وخرجت من الغرفة بسعادة عارمة تكاد ترقص فرحا ولولا الملامه لفعلتها ولكن لتؤجل كل شئ وتفعلها فى فرح اخيها... فرحتها فرحتين فهى عائده لمصر واخيها ستزوج.

كان خبر سعيد جدا جدا ومفاجئ لها ووالدتها التى استغربت استعجال الأمر فاسبوع واحد لا يكفى ولكن امام إصرار وشخصية عمر وافقوا.

تقابلت مع بيان زوجة جواد التى قالت:ويش فيك.. ايه كل هذا.

هاجر :اصلى فرحانه.. فرحانخ اوى.... عمر هيتجوز.... واخيرا هرجع مصر.

~ايش.. ترجعى عمصر.. ليش؟

كان هذا صوت فواز المصدوم بشده فقالت :عمر... عمر هيتجوز.

فواز بغيره شديدة :مين عمر هاذا؟
هاجر:اخويا.

صمت بصبر وقال:ومتى العرس.
هاجر :كمان اسبوع.
فواز :كثير والله... اسبوع ماراح شوفك مابقدر.

ابتسمت بيان لهم وانسحبت بهدوء تاركه لهم مساحه شخصية فقالت هاجر :فواز انا.... قاطعها هو:انتى لا تقولى شى.. انا الى راح اقول... انا بعسقك ياهاجر... عشقت روحك وقلبك.. حتى لسانك السليط هذا عشقته والله... انتى جميله جميله جدا يا حبيبتي ومافى متلك كثير..تقدم منها وامسك يدها وقال بعشقك ومابقدر بعد عنك... لا تبعدى انتى عنى الله يخليكى وعطينى فرصة.

صدمت هاجر حقاً لا تدرى ماذا تقول... تشعر أن هذا خطأ الاخ واخيه يعشقانها... ولكن لما تشعر ان فواز شخص يجذبها له ويستحق ان تفكر بانانيه.

ظل ينظر لها بخوف وترقب الى ان تنهد بارتياح وهو يرى البسمه تشق وجهها.

جاءت الخادمة تخبرهم باستدعاء الشيخ جاسم لهم.. فهبطوا معا السلم وه يضحك على حبيبته التي تخاف من المصاعد.

احتدت أعين جواد وهو يراهم قادمين معا.

جلست بالقرب من امها الفرحه بشده فقالت هى:ها هنسافر امتى بقا.

تفاجأ جواد وقال:سفر... لوين.. وليش؟

جاسم بحزن:عمصر... لأنه عمر راح يتزوج بعد اسبوع.

جواد:وليش يسافر من هلا.. يوم العرس يسافروا.

هاجر :نعم؟ لأ مؤاخذة في السؤال لأ مؤاخذة في ايه... فى السؤال... انت مالك.

جواد بغضب من بين اسنانه:لسانك هاد... قاطعته هى:شيخ جواد... المدام بتنادى عليك... مش قادرة احدد مين فيهم اصلهم اتنين ماعلش.

لا تكف دائما عن تذكيره بدنائته وخداعه لها ولهم وللجميع.. تراه مستفز ومتبجح أيضاً.

جواد بغضب وهو يقوم من مجلسه :هالسفره بتتاجل لحين خلص مواضيع مهمه بشغلى وسافر معهم.

قال ما قاله وتركهم وغادر فقالت هى:ده ايه الكلام ده أن شاء الله... مش هستنى.. ده فرح اخويا.

فواز بحنان وحب:اهدى ياهاجر.. انا راح سافر وياكوا مابتركك ابدا.

جاسم:لا تتعبوا حالكوا.. انا بسافر مع مرتى وبنتى وبعرف الكل بى.

فواز باعين لامعة :بس ودى كون مع هاجر من بعد اذنك.

نظر له جاسم بنظرة رجل وقال :بس انت عندك اجتماع مهم جدا وانا بعرف انه مهتم بيه كثير.

فواز:بيتاجل.. كل شئ يتاجل.

ابتسم جاسم برضا هو وليلى فى حين نطرت له هاجر ولنظراته الحانية له بتمعن واخذت تقارن بين موقفه وموقف جواد.

___________________________

بعد مرور اسبوع

جلس شاهين فى غرفة الصالون مع جده والحاج ابو النجا وحفيده يتحدثون عن العمل الى ان قال ابو النجا:بص بقا يا حاج.. من الاخر كده احنا مش جايين نتكلم في شغل.

الحوفى باستغراب :امال ايه.. خير قلقتنى.
ابو النجا:لا ده كل خير.. احمم.. بص. انا هجيلك دوغرى.. خالد حفيدى.. مهندس اد الدنيا... وانت مربية على ايدك.

ابتسم الحوفى قائلاً :طبعا ده ابنى.

فى حين شاهين ينظر لهم بحده وترقب الى ان قال ابو النجا:احنا وصلنا ان حفيدتك الصغيره فسخت خطوبتها وهو معجب بي.... الى وهنا ولن يحتمل ذلك المسكين شاهين... طفح بخ الكيل منها ومن جده ومن الجميع هاج وصائحا:معحب بمين؟... هو اتجنن ولا ايه... ايه الكلام الفارغ ده.

الحوفى بغضب:شاهين... الزم حدودك.

شاهين ولم يعد يحتمل او حتى يرى امامه:بلا حدود بلا زفت.. انتو خلتوها خل... انا استحملت وشيلت الطين عشان العيله دى كتير.. مش كل شويه هقعد اشوف بعينى واستحمل الى بييجوا يخطبوها ومنى كمان... انا ادبت العيله دى كتير وجيت على نفسى. بس مش هسكت ولا استحمل تانى... والى عايزه هاخدوا غصب عن عين اى حد...

صعد بعضب عارم وترك جده يناديه وابو النجا وحفيده مزهولين لما يحدث.

فتح الباب بعضب وجدها مرتديه ثوب اخضر يفصل جسدها ببراعه وحجاب من نفس اللون.. تهم لوضع احمر شفاه قالت بحده:انت ازاى تدخل كده.

جاءت والدتها على الصوت العالى وهى مستعدة للذهاب لكتب كتاب اسيل وقالت :ايه ده فى ايه؟

تجاهل أسئلتهم وقال بغضب:انتى رايحه فين؟

جيسيكا :كتب كتاب بنت خالتى.

قبض على معصمها يجرها خلفه وهى وناديه يصرخون به بغضب.

جيسيكا بغضب عارم:سيب ايدى.. واخدنى على فين.... سيبنى عايزه اروح كتب كتاب اسيل.

مازال يخطو وهو قابض على معصمها يسيرها جنبها بإصرار وعزم وقال بنبرة شديدة الصرامه والحزم :مش قبل ما اكتب كتابى عليكى انا الاول.....

***********

الفصل الواحد والعشرون من هنا 

 

تعليقات



×