رواية انا السئ الفصل التاسع عشر 19 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل التاسع عشر 19 بقلم سوما العربي 





رواية انا السئ

الجزء التاسع عشر

فتح عينيه ببطئ واسترخاء شديد يبدو قد نام طويلاً.. اول ما فتحهم وجدها تنام بعمق شديد تبدو متعبه جدا.. ابتسم بعشق لها... لما لا يصحو كل يوم على وجهها وحضنها هذا.. كل شئ معها له مذاق خاص. لن يستطيع الابتعاد بعدما جرب احساس النوم لجوارها فقد ظن انه نام لساعات وهو لم يغفو الا ساعه واحده فقط.

اعتدل قليلاً واسند ظهره للفراش يمرر يده على وجهها اللامع وهو يبتسم بعشق شديد. يفكر مليا هل يذهب الآن فهو يعلم عندما تستيقظ ستعود لشراستها من جديد التمعت عينيه بخبث وحب وقد قرر الإستمتاع بشراستها يريد رؤية صدمتها عند اسيقاظها وبعدما تعلم ما قالته وغناءها له وايضا نومه لجوارها.

ضحك بخفة يتخيل مظهرها امامه. مرت دقائق وهو كذلك حتى اتى صوت من الخارج... تبدو والدتها ستهم بالدخول وهى تحدث الخادمة.

تبا تبا... لا يريد أن يراه احد فى هذا الوضع.

زفر براحه عندما استمع لصوت جده يناديها وصوت اقدامها تبتعد.

اغمض عينيه بهدوء ثم تسلل من الفراش ثم خرج ببطئ كاللصوص وهو يتمتم :على اخرة الزمن بقيت شبه المراهقين... الا ماعملتها وانا صغير... الله يسامحك يا جيسى جننتى الى جابونى.

هكذا هو شاهين الحوفى شخص يعذب نفسه بنفسه. يفضل الانسحاب كاللصوص على ان يشاهده احدهم بهيئته هذه رغم علمه انه من الممكن أن يقوم جده بتزويجها له... ولكن ههه... هيبته تمنعه... هيبته اللعينة هى السبب فى كل شئ.. وما الغريب اذا كانت منعته من الاعتراف لاول فتاه يعشقها كيف لن تمنعه من الظهور بهكذا موقف.

___________________________

وقفت ناديه مقابل الحوفى ووجهه لا يدل على الخير ابدا.

. ناديه :خير يا عمى.
الحوفى:انتى قابلتى الراجل اللي اسمه عزت ده تاني؟
ناديه:عزت! عزت مين؟!
الحوفى:مش عارفة عزت مين.. عزت الحبشى الى جه اتكلم معاكى فى خطوبة بنتك وانا عرفته عليكى.

ناديه :اه افتكرته... بس لا انا لا شوفته ولا اعرفه.

وقف الحوفى بحده وقال:كدابه.

ناديه باعين غاضبة :لو سمحت انا ماسمحلكش... انا مراعيه بس انك اج ابويا.... لكن انا مابكذبش.

الحوفى:امال ايه الى يخلى عزت الحبشى الى بيبدل فى الحريم انه ييجى ويطلب يتجوزك.

صدمت بشده لما تسمعه ولم تجد ما تجيب... هذا اخر شئ قد يأتى ببالها... زواج... كيف نست هذا الأمر.

____________________________

تجلس هاجر فى شرفة غرفتها بقصر ال مبارك العملاق تنظر الى ذلك المدعو جاسم والدها يجلس لجوار امها يتحدث معها وهى تبدو منحرجه جدا.

رفعت حاجبها باستنكار:انتى هتنكسفى وكدا... دوبتى خلاص با لولا... اصحيلوا كده واديه على دماغوا... زفرت قائله:لا انا لازم اديها كورس في السك على النافوخ.... وجدته يقترب منها يمرر يده على وجنتيها بغزل واضح فهبت من مقعدها قائله :لالا لااا.. الكلام ده مايتسكتش عليه ابدا... رافعه اريل انا ولا ايه.

ارتدت حجابها سريعاً وخرجت من غرفتها متجهة لهم بالاسفل

فى الحديقه

جلس جاسم لجوار ليلى يتابعها بعشق لم يهدأ يوماً... ااااه لو تعلم انه ابتعد مرغما.... منذ اتت وهى تطلب بعينها تبرير لكل ماحدث ولكن ماذا يقول... يجب أن لا يعلم احد بما صار.

يعلم عدم تبريره يزيد الأمر سوءاً ويظهر وكأنه لا يبالى لكل تلك السنوات ولكن العكس صحيح فقد تعذب كثيراً.. وزاد عذابه حينما اكتشف مؤخرا ان لديه ابنه.

تحدث لها وهى تتحاشى النظر اليه:ليلى... بعدك ما سامحتينى.

نظرت له :ومش هسامحك ابدا... انت عايزنى بالسهوله دى انسى 26 سنه مرمطه... متجوزه واحد وانا على ذمة واحد تاني... ولا هاجر وحكايتها... ولا ولا ولا... أقول ايه ولا اوصف ايه.

اغمض عينيه يجلد نفسه لا يعفيها من الذنب ابدا قال :راح ييجى اليوم الى بتعرفى فيه كل شى... مابتعرفى اديش اتعذبت بغيابك يا بعد عمرى... ليلى انتى قطعه من قلبي.. عشقك ما بينتهى من قلبى.

اقترب منها بشوق وقال:مابتعرفى اديش ضليت احلم فيكى كل ليله... صورتك ما فارقت خيالى... والله اتعذبت.

مرر اصبعه على وجنتها وهو يقول بغزل:الليل يا ليلى يعاتبنى... ويقول لى سلم على ليلى... الحب لا تحلو نسائمه الا اذا غنى الهوا ليلى.. دروب الحى تسألني... ترى هل سافرت ليلى وطيب الشوق يحملني الى عينيكى يا ليلى الى عينيكى ياليلى... اليل يا ليلى ياعتبى ويقول لى سلم على ليلى.. الحب لا تحلو نسائمه الا اذا غنى الهوا ليلى.... لأجلك يطلع القمر... جخول كله خفر... لاجلك يطلع القمر... خجول كله خفر... وكم يحلو له السفر مدى عينيكى يا ليلى مدى عينيكى ياليله.

يتغنى لها وهو ملتصق بها بشده وهى تحاول مداراة وجهها عنه حتى لا تظهر ابتسامتها ولا خجلها.

الله الله الله.... ماتشيل ايدك كده يا استاذ... ايه.... هى سويقه.

كان هذا صوت هاجر الغاضب جدا وعلى الفور ابتعدت والدتها عن جاسم كالملسوعه وكأنها مراهقه ضبطت مع ابن الجيران يتغزل بها.

نظر جاسم لابنته بعدم استيعاب ثم للتى من المفترض انها زوجته وقال:ايش فى؟

هاجر باستنكار:ده انت بتسأل كمان ماشاءالله... ولا كأنك زانق الست وهاتك يا تحسيس... ايه هى ميغا... وكالة من غير بواب... ولا فاكرها لحمه عند الجزارين.

نظر لها باعين متسعه... هل هذه ابنته؟!!

ولم يكن جواد ولا فواز القادمين من الخارج من عملهم اقل اندهاشا منه.

جواد :وايش صاير يا جماعه.
هاجر :إلى صاير يا اخويا انى مش قاعده هنا تانى اه... ما كملناش اسبوع وبيعمل كده امال لو قعدنا شهر شهرين ولا سنه هيعمل ايه.

ناديه:اهدى يا هاجر. خلاص ماحصلش حاجة لكل ده.
هاجر :وكمان بتقولى ماحصلش حاجة... ماشى.. لينا راجل يشوف الموضوع ده.

جاسم بحزم:بنت... اتادبى... انا ابوك. شالى صار لكل هادا.

هاجر :يانهار ابيض. انت شايف ان ماحصلش حاجة... بقا لازق فى ال..... لسانى مش قادر يكملها....

تقدم فواز المندهش باعجاب شديد وواضح جدا :اهدى.. اهدى يا هاجر... بس فهمينا ايش صار.

هاجر :لااااا... انا ماجبش سيرة بنتنا فى حاجة... عمك هو الى غلط... وانا مش هسكت... لازم ولابد نمشى من هنا.

جواد:اى... يعنى كل هاى القصه لحتى تقدرى ترجعى عمصر... سبق وقلت مافى راجعه عمصر نهائيا.

تحاول منذ ان اتت لهنا وعلمت كذبه وخداعه ان تتجنبه ولكن هو من يحشر نفسه فى اى حديث او شئ يخصها... فليشهد الله هى تحاشته ولكن هو المصر على أن يلتقى بلسانها السليط.

هاجر :ماشاءالله شايفاك كده بتتكلم بقلب جامد وكأنك ليك حكم عليا مثلاً... لا برافو.. عضلاتك مقويه قلبك.

ضحك فواز رغما عنه بشدة.. تلك الهاجر تروق له جدا .

نظر جواد لأخيه ونظراته لها تكويه حقاً.. عاد بنظره اليها وقال:هاجر... ديرى بالك.. ترى انا غضبى شديد.

هاجر :شديد على نفسك... ولا على مراتاتك... الا انت مالك بيا اصلاً.

قالتها لتذكره بخداعه لها وانه زوج الاثنين يبدو أن بجاحته قد تعدت كل الحدود لا يرى أنه مخطئ ويتعامل وكأن لا شئ جد.

فواز:اهدوا شوى يا جماعه.. جواد. اللعن ابليس. اللعن ابليس يا اخى واستعيذ بالله وتعال اجلس.

هاجر بتلاعب:اسمع كلام اخوك واهدى كده على نفسك ها... اهدى انت متجوز اتنين ومحتاج صحتك.

نظر لها بغضب شديد يعلم مقصد كل كلمه تتفوه بها وهناك حرب نطرات بينهم.

نطق فواز:وين راح عمى... هلأ كان هنا... وينا والدتك.

هاجر مستدركه بغيظ :طلع وراها فوق... طلع وراها واحنا بنشد قصاد بعض... بيغفلنى.. ايه حركات العيال دى... ودينى ما هسيبه.

همت للذهاب خلفهم ولكن تقدم منها فواز :هاجر. اهدى... هادا زوجا... خليهم يصفوا خلافاتهم... والدتك من حقا تدلل كثير.

نظرت له تدرك معنى كلماته وطريقة اللين بها جعلتها تهدأ وتستوعب ان معه حق... حقا هذا الفواز هادئ لين الطباع والقلب عكس ذلك الجواد إطلاقا.

_____________________________

دلف وحيد داخل شركة الدهشان بخطوات واثقه واعين متلهفه منذ تلك الخطبة وذلك اليوم وهو لم يراها... حتى على حسابات التواصل الاجتماعي لا تقم بنشر شئ جديد يكاد يجن... تلك السمراء التى وقع لها ستصيبه بالجنون بالتأكيد...

لم يدهب الى مالك الشركه بل ذهب لمكتبها هى. 

دلف للداخل واحتدت عيناه بغضب شديد. 

وجدها تجلس وشاب اخر بجوارها يميل على مكتبها مقتربا منها جدا. 

ايه اللي بيحصل هنا بالظبط. 

كان هذا صوته الغاضب بشدة.. تعميه الغيره ان اى شئ واى حسابات. 

تفاجئ الاثنين بوجوده وحديثه... وارتبكت حبيبه جدا فقال ذلك الشاب:فى ايه حضرتك... انت 
مين وباى حق تكلمنا كده. 

وحيد :انت كمان ليك عين تسأل وتستفسر كمان... وانتى يا هانم ساكته ليه. 

نطرت له ببعض الثبات وقالت:مستنياك ترد على مازن وتجاوب على سؤاله... انت باى حق تكلمنا كده. 

حسنا لن ينتظر المزيد.... اقترب منها وبكل هدوء جز على اسنانه قائلاً :اتفضلى قدامى.

حبيبه :انا مش رايحه فى حته. انت فاكرنى عيله صغيره ساحبها وراك. 
وحيد:اتفضلى احسنلك ولا عايزه كل الناس اللي هنا تتفرج عليكى. 

نظرت لعينيه بغضب وسارت أمامه لا تجيب هى او هو على نداءات مازن المستعجب جدا. 

ادخلها سيارته وسار بها بغضب شديد لا يتفوه بحرف فقط يضغط على مقود السياره. 

لن تحتمل صمته كثيراً فقالت بغضب:ممكن افهم ايه اللي عملته ده؟ 
وحيد :انا الى عايز تفسير وبسرعه للى شوفته فوق ده. 
حبيبه :ايه الى شوفته.
وحيد :حبيبه ماتعصبنيش ده كان ناقص ي.... قطم حديثه بغضب لا يستطيع نطقها فقالت :انت ايه اللى بتقولو ده... انا ماسمحلكش... انا عارفه حدودى كويس مازن كان بيشرحلى حاجة فى التصميم الجديد وبس ايه اللي بتقولو ده. 

زفر بعمق يحاول أن يهدأ وقال :اللى حصل ده مايتكررش تانى... اى تجاوز مش هسمح بيه... انتى فاهمة. 

اغمضت عينيها بحزن شديد... تعشق تلك الشخصية جدا... الرجل العاشق الغيور بشده يصدر فرمانه بكل التفاصيل بمنتهى الحزم ولا يبالى لأى شئ سوى الا يقترب احد من حبيبته... شخصية قرأت عنها في كل الروايات ولكن دائما كان البطل للبطله فى النهاية إنما هنا من المؤكد أنها ليست البطله وإنما تلك الصهباء نورا. 

نظر لها بحزن بعدما اوقف السياره جانبا.. يفهم مغذى صمتها وحزنها هذا. 

فتحت عينيها بهدوء وقالت :رجعنى الشغل تانى لو سمحت. 

وحيد :حبيبه... ان... انتى وحشتينى وكنت عايز اشوفك انا... قطعت حديثه وقالت:انت ايه... انت واحد خاطب والى بنعملوا انا وانت ده دلوقتي اسمه استهبال.

وحيد بقوه:حبيبه انا مش عيل صغير... انا خلاص اخدت قرارى... انا هسيب نورا. 

هل تفرح ام تحزن حقاً لا تعلم تحدثت برفض شديد وواضح :لا طبعا.. مستحيل... وهى ذنبها ايه...رغم لبسها الكشوف وطريقتها لكن باين عليها طيبه ماتستاهلش الغدر. 

وحيد:فعلاً هى طيبه وغلبانه وماتستاهلش الغدر عشان كده هسيبها. 

زوت ما بين حاجبيها وقالت بضياع:ازاى.. يعني ايه؟

وحيد :حبيبه تقدرى تقوليلى هى ذنبها ايه تعيش مع واحد بيحب غيرها... جسمه معاها وقلبه وعقله وحتى خياله مع واحدة غيرها... متخيلها هى مش متخيل الى بين ايده... دى ابشع حاجة على ست او حتى على راجل... وهتكتشف. مسيرها ييجى يوم وتكتشف وساعتها مش بس هتتهمنى بالخيانة لا... ده هيبقي فوقها كمان سنين وايام عمرها الى كان ممكن تعيشها نع راجل بيحبها هى لنفسها مش مغمض عينه ومتخيل واحدة تانية... والكارثة هتبقى الضعف لو ساعتها فى اولاد... حبيبه ممكن وجودنا انا وانتى مع بعض يأذى نورا بس برضه عدم وجودنا هيأذيها... كده ولا كده هتتأذى يبقى الصح يتعمل. 

تحاول استيعاب ذلك الكم الهائل من الافكار الاى طرحها التى اجتاحت عقلها وهو لا يردد عير جمله واحدة :حبيبه انا بحبك ومش هعرف اعيش مع حد غيرك... احنا مش بنأذيها بالعكس... احنا بنديها فرصه تعيش وتقابل حد يحبها هى.

___________________________

وقفت نيروز امام غرفة الصالون بشقتهم ووالدتها تحسها على الدخول:يابت ادخلى بقا... هما هياكلوكى.... مش كفاية أجلنا المعاد كذا مره. 

نيروز :ياماما انا.... قاطعهم صوت والدها يناديهم فقالت امها :يالا بقا... ماتصغريش ابوكى... يالا يا ضنايا ربنا يكملك بعقلك ويهديكى. 

اخدت شهيق بعمق تطرد ذلك التوتر. 

دلفت للداخل فتهلل وجه الجميع. 

ام أكرم :بسم الله ماشاء الله... الله أكبر.. عروسه زى القمر. 

والد نيروز :سلمى على الست ام أكرم. 
نيروز :ازيك يا طنط. 
ام أكرم :الحمدلله... قمر ماشاءالله. 
واد نيروز:وده عمك فتحى ابو أكرم. 
سلمت عليه فقال:ماشاءالله كبرتى يا نيروز انا فاكرك وانتى لسه صغيره... كنتى شقيه اوى. 
والدة نيروز:لا بس دى عقلت وهدية خالص. 
نيروز متمته:اه اوى. 

والد نيروز:ده اكرم... كنتوا بتلعبوا مع بعض وانتو صغيرين. 

نطرت له وجدته ينظر لها بتمعن واضح عليه الإعجاب والرضا بجمالها. 

اماهى فى حالة زهول... هو كما قالت والدتها شاب ابيض البشرة يمتلك شعر أشقر بلحيه شقراء جعلتها تود ان تصرخ من وسامته... لا يوجد به غلطه... لا يوجد... والله ده انا اكون مفتريه لو رفضته... اقول ايه بس... منك لله يا امجد... كان لازم تطلع زفت كده... اكيد هنساه... الواد ده شكله سمح كده وابن حلال واهو من توبى وانا من توبه يعنى لا هيعايرنى ولا هعايره. 

كان هذا حديثها لنفسها وقد قررت مصيرها وانتهى الأمر. 

تزامنا مع قول والد اكرم بابتسامة :انا شايف ان القبول موجود والحمد لله... ايه رأيك يا عبده... مانقرا الفاتحه. 

والد نيروز :بس مش لما ناخد رأى نيروز. 

اتجهت كل العيون اليها وخصوصا ذلك الوسيم فقالت امها:اقرا يابو نيروز اقرا... بنتى وانا حفظاها. 

ابتسم اكرم برضا وارتياح وهى تذوب حرجا من تصرفات والدتها تلك. 

وفى خلال دقيقتين كانت قد تمت قراءت فاتحتها عليه. 
___________________________

استيقظت جيسيكا من نومها بكسل شديد... جلست معتدلة تستند إلى ضهر الفراش تحاول استيعاب ماحدث. 

قفزت على ركبتيها تستعيد كل ما فعلته. 

هل حملها شاهين... احتضنها... هل تغزلت به... والاكثر.. غنت له. 

اخذت تقول:غنتيلو... غنتيلو يابت.. هاررسووود... هيقول عليا ايه دلوقتي... طب ايه.. اعمل فاقده الذاكرة انا ولا ايه.. يالهوووى... نفسي الأرض تنشق وتبلعنى.

صمتت تحاول ترتيب أفكارها وقالت :لا اثبتى كده... انا ماكنتش لا فوعى ولا حالتى الطبيعيه... وهو لازم يفهم كده... اه مانا لو سكتله هيسوق فيها... وهو مش ناقص اصلا.

غيرت ثيابها سريعا تريد التواجه معه كى لا يطنها تخشى أن تلتقيه. 

بالاسفل كان يجلس يحتسى قهوته يروقان شديد... سعادة لا توصف من مجرد دقائق راضيه عنه فيها وهى مغيبة فما باله لو العمر كله. 

اتسعت ابتسامته بحب شديد وهو يراها تهبط السلم وقد غيرت ثيابها... كم يعشق اللون الازرق عليها. 

تقدمت منه بثبات زائف تستشعر نبضات قلبها العاليه رغماً عنها.... تباً له ولوسامته وهالة الهيبه المحيطة به خصوصاً مع تدخينه لسيجاره الكوبى الفاخر هذا. 

حاولت التحدث:احممم. شاهين. 

تبتسم بصفاء واعين لامعه بسعادة :عيون شاهين. 

اتسعت عينيها حتى استدارت... معقول شاهين هذا من يتحدث 

حاول كتم ضحكته على صدمتها... معها حق لم يفعلها مع احد مطلقاً.. هو نفسه مصدوم. 

حاولت استدراك نفسها وقالت :انا كنت عايزة اتأسفلك. 

شاهين :على ايه.
جيسيكا :على الى حصل من كام ساعه... صدقني انا ماكنتش فى وعيى وووو. 

قاطعها هو:عارف انك ماكنتيش فى وعيك... هو لو انتى فى وعيك كان معقول هتتعاملى مع شاهين البوعبوع كده... شاهين وحش ومايستاهلش غير القسوه. 

نطرت له لا تعلم لما دقات قلبها تتعالى :انا مش قصدى... انا بس... اقصد لا كون ضايقتك. 

وقف قابلتها وضمها له بحنان شديد :ضايقتينى!! .... لو تعرفى اد ايه فرحتينى... لو تعرفى انى.... قطم حديثة لا يعرف الكلام المعسول. 

وهى لا تعرف لما تتمسح فى صدرخ تستمد منه الدفئ من المفترض انها تكرهه. 

ابتسم على حركتها هذه وقال :جيسى... انا مش هستنى اكتر من كده... ولا حتى هستنى موافقتك.... انا تعبت هتجوزك حتى لو الكل عارض. 

ابتعدت عنه كالملسوعه وقالت بصدمه :تتجوزنى... تتجوزنى انا... انا وانت.. مستحيل... انا.. انا.

رأى نظرت التيه بعينيها فقال :هتوافقى... بس شكلك قدامك وقت كتير.. وانا مش هتحمل كل ده... انا اخدت القرار خلاص. 

نظرت له بغضب من هيمنته هذه وقالت :ده الى هو ازاى يعنى اخدت القرار... بقره انا ولا ايه.... الكلام ده مش هيحصل... انا واحدة مخطوبه. 

شاهين بسخريه وثبات:اه صحيح نسيت. مخطوبه اه... مخطوبه لعلى... ههه انا هوريكى على ده النهاردة بليل كويس اوى... النهاردة اجتماع لشباب العيله وعايزك تحضرى. 

نطرت له بتهيه لا ماذا يقصد وعلى ماذا ينتوى. 

___________________________

جلست هاجر تحاول محادثه اصدقاءها على فيسبوك. ولكن اين نيروز. 

زفرت بضيق شديد وقالت:راحت فين دى كمان. 

جاءها صوت من خلفها :مين هى؟ 

نطرت لها وجدتها إحدى زوجات جواد... لا تعلم اسمها حتى الآن فقالت:مساء الخير. 
ردت الأخرى :مسا النور... منوره القصر. 

لا تعلم هل تشعر بالغيرة ام بالشفقه على تلك المرأة. 

قالت :ماتعرفنا... انا ابرار زوجة جواد.

نزلت الكلمه عليها كسكاكين حاجه تقطع قلبها فنطقت بصعوبه :اهلا بيكى. 

ابرار:يتعرفى انى بحب مصر والمصريين كثير... كان ودى ازورها بس جواد ما بيوافق. 

هاجر :ده انتى تتورينا... انا هفسحك هناك بنفسى... هتحبيها اوى. 

ابرار:اكيد ان شاالله.. اااا... مين هى صديقتك الى كان بيتزوجا جواد... قوليلى الصدق. 

زاغ نظر هاجر وجف حلقها :اااا.. دى.. دى زميلتى فى الشغل... بس ماعرفش تفاصيل كتيره يعنى. 

همت للاستفسار أكثر فقاطعها صوت فواز:هاجر... شلونك ؟
هاجر بوجه باهت:الحمدالله. 
. وجدت ابرار ان فواز قد جلس ولن تستطيع التحدث فغادرت معتذره وهاجر تنظر لاثرها بندم واسف شديد فهى كانت على وشك الوقوع فى جريمة بحق امرأتين. 

قطع شرودها فواز :هاجر... وين شردتى... لا يكون ليكى حبيب.

هاجر بفزع:انا.. لالا خالص. 

فواز بارتياح :جيد... انا اشتريتلك هديه اليوم الصبح... بتمنى تعجبك. 

نطرت لوجهه وابتسمت له قائله :بجد.. شكرا اوى. بس ليه كدا. 

فواز:ياستى اعتبريها بمناسبة مرور اسبوع على وجودك معنا... مابتتصورى اديشنى فرحان... أشياء كثيرة اتغيرت بوجودك ومعى انا بالخصوص. 

نطرت له بتمعن ولكلماته وعينه الامعه لا تعرف ماذا يحدث حقا. 

_________________________

وقفت نيروز فى محل خاص بتصليح الهواتف وقالت للعامل:ايوه انا بقى عايزه اعرف باقتى بتخلص ليه... دى ماكملتش اسبوع. 

العامل :ممكن بتفتحى فيديوهات كتير. 
نيروز :وانا كنت فاضيه. لا مافتحتش. 
العامل:ده معناه حاجة. 
نيروز:ايه؟ 
العامل:لا هاتى موبيلك الاول اتاكد. 

اعطته الهاتف بعد ان فتحت قفل الشاشة فظل يتفحصه لثواني بحاجب مرفوع وقال:زى ما توقعت... حد مهكر موبيلك. 

اتسعت عينيها بصدمه وقالت :ايه؟!! 

العامل:زى مابقولك كده وده الى مخلى باقتك مش بتقعد. 

ابتلعت ريقها وقالت :طب.. طب وانت تقدر تعرفلى هو مين. 

حك وجهه باصبعه وقال:هو صعب بس مش مستحيل... بس هتدفعى شويه. 

نيروز :ماشى... بس اعرف. 

اخذ منها الهاتف مجددا وبدأ رحلة البحث وهى تقف تنظر له بترقب ورعب. 

__________________________

وقفت نيروز تتحدث في الهاتف مع اسيل فقالت:يعنى فركشتى الخطوبه ولا لسه. 

اسيل:فركشتها طبعا... هموت يابت... عمر وحشنى اوى... هتهبل عليه. 
جيسيكا :ادعى عليكى بأية بس.
اسيل:بدل ما تدعى تشوفيلى حل كل ما اقولك على فكره تقولى مفقوسه. 
جيسيكا :بقولك ايه سيبك من الى قولته.. مفقوسه مفقوسه أصلا حقه والله تبقى مفقوسه قدامه.. الواد راح طلبك وانتى رفضتى... اعتبريها رد اعتبار. 

اسيل:ايوه بس اخافظ على برستيجى قدامه بردو. 
زفرت جيسيكا وقالت:طب ايه... نعمل ايه. 

جاءت الخادمة تخبرها باجتماع الشباب كما امرها شاهين. 

أغلقت مع اسيل وذهبت اليه وجدته في المكتب. 

دقت الباب ودلفت فابتسم لها بحب وحنان فقالت:احممم.. بص.. بما انك راجل يعنى... عايزه استعين بيك فى حاجه. 

شاهين باندهاش:بما أنى راجل!! وتستعينى... عايزه ايه بالظبط. 

جيسيكا :دماغه قذره. 

شاهين :بتقولى ايه. 
جيسيكا :لأ ماتاخدش فى بالك... احمم بص.. هسالك في حاجة مهمة وجاوبنى عشان مش عارفين نعمل ايه. 
شاهين :انتو مين. 
جيسيكا :ركز معايا انا دلوقتي... بص لو واحد عرض على واحده الجواز.. وهى رفضت.. بس دلوقتي ندمت وعايزه ترجع فى كلامها ويجدد عرضه تانى تعمل ايه. 

ابتسم باتساع.... مسكين اخذ الحديث عليه فقال :هى بس تقولو بس.. ولا تلمحله... ولا نظره.... اى حاجة وهو هيكتب عليها مش يجدد العرض بس. 

جيسيكا :يكتب امتى. ده امه مسافره. 

احتدت عينيه:هو مين ده يا بت. 
جيسيكا بصدمه :بت؟!
شاهين :انطقى لا كسر دماغك... مين ده؟ 
جيسيكا بخوف :ده عمر.. عمر الى جه حفلة الخطوبه. 

شاهين :وانتى مالك بيه. 
جيسيكا :مش انا... دى بنت خالتى. 
شاهين :على الله تجيبى سيرته تانى من قريب ولا من بعيد... فاهمة. 

هزت رأسها بخوف فقال :يالا قدامي... الكل مستنينى برا. 

خرج وهى بجواره تتقدم منهم وسمر ترشقها بحقد وغيظ تود الأنقضاض عليها تفترسها تلك التي تقترب من خطيبها وزوجها ولكن تعلم شاهين لن يصمت. 

جلست بثبات وترقب تستمع لمطالب الجميع وهو يجلس بشموخ وكبر يرفض ويقبل وكأنه يلقى لهم الفتات. 

تترقب ما قاله وحديثه عن على ماذا هناك. 

الى ان قال هو:على... كنت سبق وقولتلى انك عايز تسافر تدرس برا... انا موافق. 

على بسعادة لا توصف :بجد.
شاهين بثبات ومكر :اه بجد... بس طبعا السيولة مش مكفيه غير لحد فيكو... انت او جيسيكا... فانا قولت انت اهم. 

على :بجد شكرا... مش عارف اقولك ايه. 
شاهين :بس دول كذا سنه وانت عارف كده ولا ايه. 

على:عارف عارف. 

نطرت جيسيكا له بصدمه قالت:على... انت هتسيبى لوحدي بالسهولة دى وتسافر... وياعالم هترجع امتى... وازاى توافق انى ما سافرش معاك. 

على:جيسى... افهمينى.. ده حلمى من زمان. وهو قال مافيش سيوله. 

جيسيكا :وانت صدقت.. بقا ثروة الحوفى دى كلها مافيهاش سيوله تسفر غير واحد بس... انا مش مصدقة بجد. 

على:انتى مكبرة الموضوع ليه ماهو.... قاطعته بصراخ :عشان انا مش زى غيرى... انا ظروفى مش عادية.... انا ماليش حد...قطعت حديثها كانت تود المزيد ولكن الحديث لا يفيد مع تلك العقليه وذلك الواقف أمامها. 

تحركت سريعا لأعلى تلعن كل شئ.. كل شئ بلا استثناء. وشاهين ينظر برضا لكل مايحدث ومحمود يبتسم بمكر وإعجاب بلعبة شاهين تلك. 

**********

الفصل العشرون من هنا 


تعليقات



×