رواية انا السئ الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي 




رواية انا السئ

الجزء الثامن عشر

جلست اسيل والى امامها سلمى ووالدتها لا يروق لها ما يحدث أبدا.

تحدثت بضيق قائله:بس انا بقا عاجبنى الراجل اللي اسمه عمر ده... انا مش عارفة انتى مش موافقة ليه...وايه الى خلاكى توافقى على صاحب محمد ابن خال سلمى ده ماهو سبق واتقدملك ورفضتى... انا مش بحب النوعية دى الصراحه.

سلمى بخبث :وفيها ايه بس يا طنط.
فوقيه:فيها انه سبق وجه واتقدم ورفضناه ايه اللى يخليه يتقدم تانى... مش مرتحاله. 

سلمى :وهو سى عمر ده الى مرتحاله... كنتى تعرفيه منين عشان تقولى انه كويس. 
فوقيه بقوه:سيماهم على وجههم وانا مش عيله صغيره... انا واللى من سنى شوفنا فى الدنيا دى كتير ونعرف نقيم البنى آدم الى قدامنا من نظره. 

سلمى :بس انا بصراحة شايفه ان صاحب محمد ده افضل ومناسب اكتر. 

رفعت اسيل عيونها تنظر لها فاكملت هى بغل تداريه قدر المستطاع :يعنى هو نفس سنها ومن مدينتها وموافق انها تكمل شغل لكن عمر ده الى عرفته انه صغير عليها اوى ويعنى سورى يعنى... اقصد انه... قطعت حديثها مصطنعة البراءه فقالت فوقيه :تقصدى ايه.

أكملت اسيل بقوه صارمة :ماما خلاص انا واخده قرارى... انا هتخطب لصاحب محمد عمر صغير عليا اوى. 
فوقيه:لو ده سببك فأنا بقولك عادى سيدنا النبى اتجوز ستنا خديجة وهى كانت اكبر منه وهى الى طلبت كمان والرسول حزن اوى على موتها العمر مالوش دعوه. 

اسيل :ده سيدنا النبى يا ماما... احسن الخلق مش بشر عادى ماينفعش نقيس عليه. 
فوقيه :يابنتى ربنا خلى سيدنا النبى قدوه لينا وخلاه يعمل حاجات عشان ناخده مثل وعبرة نعتبر بيها و... قاطعتها هى :خلاص يا ماما لو سمحتى انا اخدت قرارى... هتخطب لصاحب محمد. 

فوقيه :ده انتى حتى ماتعرفيش اسمه. 

اندفعت سلمى بلهفه:مهاب... اسمه مهاب يا طنط. 

التوى جانب فم فوقيه بعدم رضا وقالت :مهاب اه... ماشى ياختى. ثم نظرت لابنتها وقالت:على راحتك... انتى الى هتتجوزى.. بس صلى استخاره الاول... انا هقوم احضر الغدا. 

ذهبت والدتها فهبت سلمى من مقعدها وجلست لجوارها وقالت بتأكيد شديد جدا :براافو عيلكى عملتى الصح... عمر ده حته عيل صغير... الجواز محتاج نضج وهو لسه 26 سنه فرق بينكوا كبير اوى بصراحة لكن مهاب صاحب محمد من سنك هتلاقيه ناضج ومناسب اكتر. 

اغمضت اسيل عينيها بحزن تتنهد بضيق وهى تخالف أوامر قلبها وتسير خلف العقل متألمه بشده ولجوارها سلمى صديقة العمر تتنهد براحه شديدة فهل كانت ستتزوج اسيل وهى الاكل جمالاً بكثييير عنها من ذلك الوسيم.. لا تعرف سبب الضيق الذى اصابها منذ اشارت لها فوقيه عليه فى حفل خطبة جيسيكا.. فهو حقا كبطل رواية او فيلم... هل اعحبته اسيل بجمالها المتواضع جدا هذا؟!! 

_____________________________

فى قصر ال مبارك 

خرجت هاجر من غرفتها بضيق تبحث عن والدتها. 

توقفت بتيه شديد جدا وعصبيه تهتف بغضب :اووووف. 

جاءها صوت من خلفها ضاحكا :وايش فى... ليش كل هاالضيق. 

نظرت خلفها وجدت فواز يبتسم لها فقالت:زهققت يا اخى... ده ايه البيت ده... مش عارفة الاقى امى... حتى موبيلها مقفول.... فى بيتنا فى السيدة كانت يا فى المطبخ يا عند ام حبيبه. 

فواز:ومين حبيبه هاى؟ 
هاجر بفخر:شى اذ ماى بيست. 
فواز:هممممم. طيب يا ست هاجر يمكن امك جوالها مغلق لأنه غيرت الخط المصرى انتو هنا خارج مصر. 

رفرفرت بعينيها بغباء وقالت:تصدق عندك حق... شكلك قريبى اكتر منهم. 

قهقه عاليا وقال :هادا شرف لى.... تعى نقعد هون. 

اشار لها على شرفة مزينه بالحضره والورود تطل مباشره على حمام سباحة ضخم جدا. وضعت بهذه الشرفه كل سائل الترفيه والتسالى والقهوه. 

تقدمت معه وجلست فقال:ما قولتليلى... اديش عمرك. 

هاجر :هممممم.. والله هو سؤال اختلفت عليه الآراء والاقاويل. 

عقد حاجبيه يمنع ضحكته بصعوبه وقال:كيف يعنى. 
هاجر :هقولك يعنى مثلاً انا مش عارفة بعد الفيلم الهندي اللي حكته الست والدتى انا عندى كام... المفروض انى كنت توأم عمر وعندنا 26 سنه...هوب طلع مش توأمى وهو مولود قبلى بسنه وان ابويا مش ابويا والمفترض ان عمك المبجل المحترم ده ابويا... ابقى انا كده كام سنة؟

نظر لها باعين متسعه مزهول ببلاهه فضحكت هى وقالت:توهت صح. 
خرج من حالة التيه تلك وقال ضاحكاً :فى الحقيقة اى. 
هاجر :انا مش عارفة انا دلوقتي 25 سنه وعمر 26 ولا انا اللي 26 وهو 27.

هز فواز رأسه ينفض اى افكار بطريقة اضحكتها وقال:لالا.. شوى شوى واحكى من البداية. 

بدأت تقص عليه ماصار مع والدتها الى ان فهم هو فقال :اى فهمت... الحين انتى عمرك 26 واخوك 27 لأنه اتسجل للناس بتاريخ ميلادك انتى. 

هاجر وهى تزم شفتيها :برافو... لا فعلاً برافو... تصدق انا كنت حاسبه العكس وقلت انى كده صغرت سنه. 

صمتت قليلاً وقالت:همم وانت بقا كام سنه؟ 

فواز:32.
هاجر :نزلت مصر قبل كده. 
فواز :بتعرفى انى سافرت كثير لكن ولا مره روحت على مصر. 
هاجر :ليه؟
فواز :مابعرف.. بس ولا مره جه على بالى كنت بفضل سافر على أوروبا تركيا.... اووووف على تركيا... جميلة. 

غمزته قائله:يا ولااااا... تركيا بردوا ولا بنات تركيا. 

قهقه مجددا يشعر بالراحة وان الحديث يسحب منه لا اراديا معها يحكى لها عن سفراته وبعض الطرائف التى حدثت معه... ومر الوقت وهو يتحدث الى ان وصل بالحديث عن زواجه وكيف انتهى منذ شهر تقريبا..شهقت هى بتأثر وقالت:طب ليه كده طلاق... ماكنت حاولت تقرب المسافات وكل مشكلة وليها حل. 

تنهد هو مطولاً وقال :زواجى من عنود كان مجرد زواج لانها عجبتنى... ما ديرت راسى بالتفاصيل... بأول زواجنا اخدت اهم قرار وهو الى فادنى داحين... انه نأجل موضوع الانجاب والأطفال... كنت بدى نسافر ونتجنن ونستمتع بالأول بس مع الوقت حسيت انى منى مرتاح وياها... هى جميله... جميله وبس. 

عقدت هاجر حاجبيها وقالت :يعنى ايه مش فاهمة.. ماحاجه حلوه انها تبقى جميله. 

فواز:صحيح لكن ماحلو انه تكون هى الميزة الوحيدة فيها.

هاجر :ااااااه فهمت.من برا هالله هالله ومن جوا يعلم الله 

لم يستطع حقا... انفجر في ضحك هستيرى وهو يقول من وسط ضحكاته:مو معقول... انتى كيف كده.. ههههههه صارلى زمن ماضحكت كده. 

هاجر بزهو:اى خدمه. 

فواز:روحك حلوه كتير ياهاجر... مثل جمالك... بتعرفى انك حلوة كثير. 

نظرت له بحرج وقالت بتلعثم وهى تنظر أرضا :ااشكرا.. 

راقب خجلها باعجاب شديد جدا جدا وقرر ان يرحمها منه فقال :تحبى تخرجى شوى. 

هاجر :لأ ماليش مزاج. 
فواز :ليش. 
هاجر :مش عارفة... يمكن لانى لسه مش عارفة اتاقلم مع الوضع الجديد.. وان بقا ليا جنسية تانيه ووو..مش عارفة. 

صمتت لم تكمل... لن تخبر احد ان جرحها فى حبها اكبر من اى شئ.. جرحها من جواد ال مبارك.. ههه واين هو جواد... بالتأكيد ينعم باحضان إحدى زوجاته. 

تضايق كثيراً من رؤية الحزن بعينيها فقام من مقعده بحماس واصرار وقال:قومى.. والله راح فرجك على البلد كلها اليوم. 
نطرت له برفض فقال:مابى اسمع رفض... بتقولى حاضر فواز... بتقولى ايش؟ 

هاجر :حاضر فواز. 
فواز :حلو كتير.. والحين فوتى يلا.. غيرى ثيابك وانا بنتظرك تحت.

ذهب هو وهى تنظر لاثره باستغراب... ممتنه جدا له يحاول إخراجها من حزنها هذا المتسبب به المدعو حبيبها. 

اخذت شهيق عالى وهمت من مقعدها وذهبت لغرفتها. 

بعض قليل من الوقت خرجت بعد ان ارتدت فستان صيفى من اللون الابيض ووضعت وشاح من الحرير البمبى على كتفها يغطى نصف ظهرها ثبتته بحزام ذهبى لامع. مع حجاب بمبى اظهر نصاع وبياض بشرتها فكانت قمه فى الاناقه والحشمه مع مكياج هادي جدا. 

فتحت باب غرفتها وهمت لنزول الدرج... فوجدت والدتها تناديها. 

استدارت لها تحاول عدم اظهار حزنها وقالت:الست ليلى بذات نفسها... فينك يا ماما... من ساعة ما دخلنا مغارة على بابا دى ومحدش شاف طرف هدومك. 

ضربتها ليلى بتأذيب على يدها وقالت:بس... بس... تملى كده لسانك متبرى منك. 

هاجر :وكمان بتضربنى... امال فين ليلى نبع الحنان... ست الحبايب يا حنانا ننتا... انتى الفلوس غيرتك. 

ليلى :وانا لحقت. 
هاجر :ههههههه.. بكره تلحق يا جميل... قوليلى... عملتى ايه مع ابو جهل ده.. اوعى يكون جه ناحيتك... اه دى يطير فيها رقاب... ماهو مش عل. آخر الزمن ييجى راجل فجأة يعمل فيها جوزك و... قاطعتها امها وقالت:اتادبى.. اتادبى... انا ماعرفتش اربى.. ماعرفتش اربى... فى بنت تقول على ابوها ابو جهل. 

هاجر :ياريت ماتفتحيش فى السيرة دى. انا عاصره على نفسي 100لمونه عشان اجى هنا واقعد كمان ولحد دلوقتي هو مش راضى يبرر هو عمل فينا كده ليه. 

ليلى متنهده:وانا زيك بالظبط والله مش سهل اسيب بلدي وبيتى كده بسهوله... انتى رايحه فين ولابسه كده. 

رفعت حاجبها بضيق وقالت :وفين الزفت الى اسمه جواد... ده أنا كان ناقص عليا اقوم اكله بسنانى.. بقا كان عايز يتجوزك على غش وهو على ذمته اتنين ومش قايل... لا ومستعجل اوى وعايز يكروتنا... ده أنا نفسى كنت هوافق لولا عمر الله يكرمه كان زى مايكون قارى كل ده وقال لا واصر على كده. 

تنهدت بشده وقالت :انسى يا ماما... انسى زى مانا هنسى. 

ليلى وهى تنظر في اعين ابنتها بتركيز:هتعرفى تنسى. 

هاجر بقوه واصرار:هنسى يا ماما... هنسى واعيش. 

صمتت قليلاً وقالت:صحيح عمر مش عارفة اكلمه. 
ليلى :انا هخلى حد يجبلى خط عشان أعرف اشغل الموبيل واكلمه. 
هاجر :وما قابلتيش مرات الى اسمه جاسم ده. 
ليلى :اسمه بابا يا هاجر. 
هاجر بضيق:ماشى... قابلتيها؟او ولادها؟ 
ليلى :الولاد مسافرين كل واحد فى دوله شغل... وهى لأ... شكلها بتتجنبنى وهى صح... انا كمان هعمل كده. 

هاجر :وهو؟ 
ليلى بضيق:بتجنبه هو كمان وهو حاسس بكده وسابنى بيقول لحد ما اهدا واتأقلم. 

هاجر :واحنا هنرجع امتى مصر؟ 

~مافى رجعه ع مصر نهائي. 

نظرت بضيق به بعض اللهفة للذى خلفها وقالت:ومين بقا الى اصدر الفرمان العثمانى ده. 

جواد:ايش؟
هاجر :انت لسه هتقولى ايش وبيش... اوعى كده من سكتى خلينى انزل. 

نظر بغيره شديدة لما ترتديه وكيف ابرز جمالها وجمال جسدها قال بغضب:لوين رايحه.. وايش هاى التياب. 

هاجر :وانت مالك مش فاهمة. 
جواد بصوت عالي :جاوبينى بالأول... وانتى بتعرفى انه الى دخل بكل شى فيكى حتى بالنفس الى صايره تتنفسيه. 

فاض بها هى ووالدتها الكيل فقالت ليلى:جرى ايه يا جواد... انت بأى حق تتحكم فى بنتى كده... انا لسه عايشه وموجوده انا بس الى ليا الحق ده. 

جواد :وانا هلأ بحكم زوجا يعنى الى كل الحق. 

ليلى:مين قال كده... معاك عقد بالكلام ده. 

جواد:انا سبق وجيت واتقدمت وطلبتا للزواج. 
ليلى :اه ياحبيبي بس ماقولتش انك على ذمتك اتنين تانيين... ده غير أننا قولنا هنفكر ماقولناش موافقين وحتى لو.. رجعنا في كلامنا. 

جواد :وايش معناه هالحكى. 
ليلى:معناه ان بنتى لا عورا ولا عارجعه ولا مكسحه عشان تتجوز واحد متجوز مرتين. 

ينظر لها باعين متسعه قائلاً :شالى تقوليه... ايش هالكلام... الحين بس اتاكد من وين جايبه بنتك لسانها هادا.

ليلى :انت هتسيب الفرخه وتمسك فى الريش!

جواد بصعقه:ريش؟!

ردد صوت بالخلف:ريش؟! لسانك بعدوا متل ماهو يا ليلى.

نظرت له ليلى بضيق ثم اشاحت بوجهها للجهة الأخرى.

كذلك هاجر التى قالت :انا همشى دلوقتي يا ماما.
جاسم :من المفروض تاخدى الاذن منى انا يا هاجر.

هاجر :نعم؟ ماعلش مش واخده بالى.

جاسم :بقول انو المفروض الاذن يكون منى انا.

تقدمت منه بخطوات واثقه امام أعين جواد المنبهر بها وقالت بنبرة سخرية يملؤها الألم :هعمل ايه بقا يا حاج... اصلى متعوده من 26سنه انى باخد الأذن منها هى... حكم التعود بقا نعمل ايه... اصل انا اتولدت ووعيت على الدنيا قالولي انتى يتتتييمه.

قالت الأخيرة بتأكيد على كل حرف أحرق ذلك الواقف حيا يعلم أنه يستحق اكثر من ذلك منها.

صمت والدها فهمت للخروج فقال جواد بغضب:انتظرى عندك... مافى روحا لاى مكان.

هاجر بصياح:نعم وده بأى حق ان شاء الله.
جواد :هاجر... لا تخلينى اضطر لاسلوب ماراح يعجبك ابدا.

ليلى:فى ايه يا خويا... الا انت مركز مع بنتى كده ليه... ده انت حتى رجل متجوز اتنين ومش فاضى تلتفت وراك.

فهم ماترنوا اليه بحديثها هذا فنظر لها بغضب فقالت :عجايب والله... ده ايه ياختى ده... روحى يابت يا هاجر مالكيش دعوة بحد.

هاجر :حاضر اماما.

استدارت الاثنتين هاجر تهبط الدرج لا تحب المصاعد. وليلى ذهبت لغرفتها وأغلقت الباب بحدة تاركه اثنين من الرجال ينظرون لاثر كل واحده منهم بزهول فقال جواد:مالاقيت الا هى وتعشقها... سامحك الله ياعمى... سامحك الله.

نظر له جاسم بقلة حيلة فهل العشق اختيار.

_____________________________

جلست نيروز تتنهد بسخط للمره التى لا تعلم عددها تقوم بوضع رقم من الارقام التى يهاتفها منها امجد فى قائمة الحظر(البلاك ليست) منذ حفلة الخطبه وهو لا ينفك عن مهاتفتها من رقم جديد وكل مره تهديد ووعيد... ذلك الغبى لم يكلف خاطره بكلام ناعم حتى يستميل به عقلها.. امجد حاد الطباع سيظل امجد.. غاضبه بشده قلبها اللعين مازال يحن إليه.

انتبهت لامها تجلس بجوارها بابتسامة أثارت الريبه فى نفسها فقالت بترقب:ايه يا ماما... مش مرتاحه للضحكه دى.

والدتها :ليه بس يا روزا.

رفعت حاجبها ورددت:روزا... عملتى ايه بالظبط؟

والدتها :ماعملتش حاجة... انتى بس جايلك عريس.

هل صدمت.. هل وقع قلبها بين قدميها... لماذا؟ اليس من المفترض انها أغلقت صفحة امجد للأبد خصوصاً بعد ذلك الحديث المهين عن والدها.

ام نيروز:ماسألتنيش يعنى مين العريس.

نيروز :احممم.. مين؟
والدتها:اكرم بن عمك حامد صاحب ابوكى فى الشغل... مانتى عارفه أكرم كنتوا بتلعبوا مع بعض لما كنا بنروح ساعات المصيف سوا... كبر دلوقتي وماشاء الله اتخرج من سنه وشغال فى مكتب محاسبة بس ايه بقا قمر.. انا شوفتوا... عارفاكى... بتطلعى القطط الفاطسه فى اى حد... واد ابيض كده وشعره اشقر قمر قمر عينى بارده عليه..وو..بت انتى ساكته وسرحانه كده ليه... رفعت حاجبها وقالت بحده خفيفه:اوعى تكونى لسه بتكلمى الراجل النسونجى ده.

نيروز :لا يا ماما والله قطعت علاقتي بيه.
ام نيروز :جدعه... هى دى بنتى حبيبتي.. ها اكلم خالتك ام أكرم امتى؟

نيروز :وانا لحقت يا ماما.
ان نيروز:بقولك الواد اخلاقه فل الفل وابوه صاحب ابوكى يعنى من توبنا... ومتخرج وبيشتغل يعنى سنه قريب منك ده غير انه قمر قمر يابت ابيض بياض وشعره ايه لو شوفتيه هتسمى وتصلى.

نيروز بامتعاض:هو انتى فاكره ان الى بتقوليه ده حاجة حلوة... ماهو ماعلش يعني لما يبقى الراجل البيض وشعره اشقر انا كبنت اعمل ايه... سابلى هو ايه بقا... الراجل لازم يكون اسمر وملامحه خشنه كده وعيونه صقر و أكملت والدتها بتهكم حاد :ويكون اسمه امجد ابو حديده النسونجى الخمورتى صح؟

نيروز باستدراك وتوتر:اييه الى جاب سيرته بقا دلوقتي.

ام نيروز :اتلمى يا بنت بطنى... ده أنا الى والداكى مش انتى الى والداني ها... فكرى كدة وصلى استخاره وانا هقول لابوكى يجيبهم بعد بكره العشا.

نيروز :هو انا لحقت... وايه بعد بكره دى.. ماهو معاد يعنى وافقت.

وقفت والدتها منهيه الحديث متجهة للمطبخ وقالت :ماهو انتى ان شاء الله هتوافقى.. بقولك قمر.. واد ابيض وشعره اشقر. فتى فتى يعنى.

نظرت نيروز لاثرها بشرود.. هل اقرت والدتها مصيرها وانتهى الأمر.

ولكن حسمت أمرها ستصلى استخاره وليفعل الله لها الصالح.

____________________________

تجلس نورا تتصفح هاتفها بتركيز شديد تبحث عن شئ ما... دقائق من البحث حتى لمعت عيناها بفرحه شديدة.

ولم يكن غير طلب صداقه عبر الفيس بوك من محمد بعثه لها للتو وهى التى ظلت منذ الامس نبحث عنه ولم تجده.

ابتسمت بفرحه شديدة فهو يجلس يبحث عنها فى نفس الوقت الذي تبحث هى فيه عنه.

اخذت تفكر قليلا.. هل تقبله بسرعه هكذا وتحادثه ام تنتظر كى تعزز نفسها وتتدلل. وبالفعل هذا ما فعلته بالتأكيد لن تجيب عليه من اول دقيقة... نورا دائما تحب خطف الأنظار والانفاس فى اى حفله تأتى متاخره لينتظرها الجميع فى اى محادثه لا ترد سريعاً تاخذ دقيقة او اخرى حتى تجيب كى لا يظن الذى يحادثها انها تتلهف عليه.. لا بل هى مشغوله وتجيب بصعوبه.

هذا هو طبعها... لا تأخذ الامور ببساطه ابدا ولكن ماتفعله يصنع حولها هاله كبيره من القوة... قوه لا تتحلى هى شخصيا بها. هذه القوة مظهر امام الناس فقط.

وعلى الجهه الأخرى

يجلس محمد يقضم أسنانه غيظا:هترد ولا مش هترد... هترد ولا مش هترد... هممم. هتتقل من اولها وبتاع بقا... طب الغى الاد... طب اعملها ايه.

زفر بضيق وقرر الانتظار قليلاً ربما نائمه

_____________________________

فى قصر الحوفى

تجلس سمر بكبر لجوار شاهين وها قد تحقق ما حلمت به اصبحت خطيبته وفى اقرب فرصه ستصبح زوجته.. او هى كذلك بالفعل.. هى معتبرة الامر تحصيل حاصل.

اما هو يجلس ينتظر معذبته. بعث لها أحد الخدم يخبرها باجتماع شباب العيله كما يحدث كل فتره ولكن لم تحضر حتى الآن.

جز على أسنان خفيه بغضب فهى تتفنن فى اغضابه. لا يعلم أنها حقا لا تبالى للأمر... هى لا طلبات لها كى تجلس فى هذه الجلسة.

حمحم بجديه يحاول الا يؤثر عشقه لها على هيبته فقال :همم.. قول يا محمود.. كنت عايز ايه.

محمود :بقول ان لازم نمول المشروع كده الدنيا واقفه بقالها مده مع ان المشروع فى تقدم حلو وملحوظ وعايزين ندخل مكن جديد.

تدخلت سمر قائله :ومكن جديد ليه.. القديم يشتغل وبنفس الكفاءة لسه هنستورد وجمارك ومصاريف.

شاهين بهدوء :الكلام هنا ليا وبس يا سمر.. تمام... مش هعيد تانى... ثم نادى بعلو صوته لا يحتمل المزيد :يا فرج... فرج.

اتى فرج مهرولا :افندم نعم يا بيه.
شاهين بحده:ابعت حد من البنات ينادى على الهانم الى فوق.

على متدخلا:اصلها تعبانه ونايمه.

شاهين بعيون تقدح عضب من الغيره :وانت عرفت منين انها تعبانه ونايمه... انت بتدخل عندها ولا ايه.

سمر بغضب :وانت مالك يا شاهين.
شاهين :اسكتى انتى خالص... رد عليا يا بيه.. انت ايه الى عرفك؟

على :قى ايه يا شاهين كلمتها فون وردت عليا... انت مكبر الموضوع ليه.

شاهين :اااا..و..وهى تعبانه ليه.. يعنى دى روح ومسؤولة مننا.
محمود بخبث:هو انت مش دكتور ياعلى.. ماتطلع تكشف عليها.

انتفض شاهين بحده:محموووود... خليك في حالك يكشف على مين انت اتجننت.

محمود :وفيها ايه يا اخى.. انت معصب نفسك ليه ماهو دكتور زى اى دكتور ممكن نجيبهولها ده غير ان كلها شويه ويبقى جوزها ويعمل الاكتر من...قاطعه شاهين بعضب:اسكت خالص.... قاطعهم على :يا جماعة اهدوا... مافيش حاجة لكل ده... احنا بس عندنا امتحان عملى آخر الأسبوع صعب شويه وهى بتحاول تلم المادة بس كده.

محمود باستفزاز:شوفت. اهدا بقا واقعد.

جميله بتحذير:محمود... خلاص.

نظر لها محمود وهز رأسه بمعنى تمام لكنه لازال يناظر شاهين باستمتاع شديد.

_____________________________

بعد مرور اسبوع على هذه الأحداث.

جلست اسيل مع جيسيكا داخل إحدى الكافيريات ف الجامعه وقالت:مش عارفة اعمل ايه فعلاً... هتجنن.

جيسيكا :يعنى مهاب ده ايه مشكلته.

اسيل:يا شيخه جخ بنى ادم سايح على نفسه جابلى المراره.

ضحكت جيسيكا وقالت :ازاى يعنى.. احكيلى.

اسيل:يابنتى مابقالناش اسبوع قاريين الفاتحه وده نازل نحنحه فى الفون... لا وبيرغى كتير.. ابقى بكلمه يقولى تعالى فى حضنى الاول وانا بتكلم... أحاول اصده وأقول مره على مره هيتعلم لكن ده مافيش.. ابقى بتكلم واقوله مثلاً خليك معايا ثوانى هرد على ماما يقوم يقولى بسهوكه كده بردوا هتقومى من حضنى وجو نينى نينى نينى خالص وانا مش حمل الفقعان ده.

ظهر على جيسيكا علامات الاشمئزاز فقالت اسيل:ده انا كده لميت نفسي وماحكتش على الانيل.. جيسيكا :هو لسه فى انيل.
اسيل:اه والله... امال انا مش طايقاه ليه.

جيسيكا :انتى قولتيلى عنده كام سنة؟
اسيل:36.
جيسيكا :عشان تعرفى ات النضوج مش بالسن.

اسيل:عارفة.. فعلاً عمر ماكنش يعيبه حاجة.
جيسيكا :انتى بتحبيه صح؟

خجلت اسيل بشده فقالت جيسيكا :امم بتحبيه.. ورفضتيه ووافقتى على الكائن اللزج الى اسمه مهاب ده... ياشيخه منك لله.

اسيل:انا هتجنن.. طب اعمل ايه.. بصى انا كده كده هفركش مع الى اسمه زفت مهاب ده.. بس عمر. اعمل ايه... اعمل نفسى ان عربيتى باظت تانى روحتله ولا اروح اعمل نفسى بسلم على ام نيروز ولا... قاطعتها جيسيكا :بس.. ايه الجو ده.. فاكس وقديم مكشوف.

اسيل بغضب:طب امال اعمل ايه؟
جيسيكا :هنمخمخ لها بس لما اطلع من الامتحان الاول.

اسيل:ماشى.. انا هروح وابقى كلمينى... سلام.

بعد مرور ثلاث ساعات

هبطت جيسيكا من سياره الأجرة ف حديقه قصر الحوفى.. تسير بتخبط وتعسر لا ترى أمامها... كادت ان تسقط لولا يد شاهين التى التقطتها بلهفه حمايه.

ابتسمت باتساع على الفور وقالت:ايه ده.... شاهينوا..

نظر لها بزهول وردد :شاهينوا!! انتى مالك... مش فى وعيك ولا ايه؟

هزت رأسها ببلاهه وقالت :ههه.. الاختبار فرقع فى وشى فى قلب الامتحان..... ههههههه نسيت انشف الانبوبه كويس... ههههىىىهههههى... ملى ميا بهدلنى... ههههههه مش قادرة..... هموووت... الا انت حلو النهاردة كده ليه.

شاهين بزهول:حلو النهاردة... ياريتك مانشفتيش الميا من زمان.

ضحكت مره اخرى وكادت ان تسقط قائله:هههههههه الحقنى هقع على الجنب التانى.

مال عليها يحملها قائلا :وهى دى فرصه اضيعها بردو.... تعالى ياروحى اشيلك اطلعك فوق.

جيسيكا مدندنه :ههههههه... فى إيدك قوه تهد جبااال. فى اديك قوه وعليك صبر وطوله باااال وعنيك حلوه.... ماقدرش ماحبكشى... وحياتك ماقدرشى. ماقدرشى ماحبكشى... وحياتك ماقدرشى.

احتضنها وهو يحملها يصعد بها الدرج بسعادة شديدة يتمنى لو تظل على تلك الحالة دائما.

وضعها برفق على الفراش واتجه يجلب لها شئ يدثرها به فقالت :رايح فين يا رشدى.

تشنجت عضلاته واستدار لها بتحفز وقال:قولتى ايه؟ رشدي مين؟

ابتسمت باتساع بلاهه قائله:رشدى أباظة.... وانا بقا شادية.

اغمض عينيه بتعب منها ومن عشقها مبتسما.

ماذا سيحدث لو ظلت هكذا طول العمر فقال:طب اتغطى وتعالى اقلعك الحزمه.

جيسيكا وهى تمرر اصابعها على ملامح وجهه: انت عارف إنك حلو.

ابتسم لها بحب وقال :اه.

جيسيكا :بس مغرور... ورخم.. ودمك تقيل وبتكرهنى.

شاهين متنهدا بتعب:انا اكرهك؟ انتى مش فاهمة حاجة.

جيسيكا ببلاهه :بس والنبى عسل.
شاهين :انتى عامله دماغ ايه.
جيسيكا :مجموعة ادخنه نتيجة عن التفاعل.. ههههههه.. انا شايفاك اتنين.. لأ لا تلاته... ههههههه. استنى.. غطينى هنام.

دثرها جيدا بحنان وحب يمسح على رأسها من فوق الحجاب بحنان لم يدرى بحاله وهو يسقط معها فى نوم عمييق جدا بجوارها.

*


الفصل التاسع عشر من هنا 




تعليقات



×