رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل الخامس عشر
#
ملاك كانت قاعدة في اوضتها و هي بتتجنب انها تشوف جاد أو تنزل تقعد معاه و خصوصاً بعد اللي عمله.... كانت مرتبكة من انها تنزل و مش عارفة تتصرف معه.. حطت ايدها على صدرها بخوف و افتكرت لما باسها خافت منه و افتكرت كلامه
أنه لسه بيحب چنا و انه جوازهم لغرض الخلفه
رغم انه مصرحهاش بموضوع الخلفة و معرفتها صدفة بالموضوع، و كمان كلامه الجارح ليها و كأنها شيء رخيص مالوش أهمية....رغم كل دا كان جواها شعور مخيف أنها مش كارهه قربه و دا اللي مضايقها من نفسها.
ملاك لنفسها بعتاب:
انجذبتي له؟! تبقى غبية و رخيصه فعلا زي ما هو قال.... بس بس كفاية بلاش الطيبة اللي هتكسرك دي أنتِ مراته فترة مؤقته و هتخرجي من حياتهم فبلاش تنجذبي او تقربي من حد فيهم علشان انتي اللي هتتوجعي لوحدك...
قامت جهزت شنطتها و جهزت نفسها علشان هيرجعوا قنا.....
وقفت أدام المراية تحط كحل أسود و مرطب شفاه .... ابتسمت بثقه و سعادة و هي بتفرد شعرها الأسود.... كل حاجة فيها جميلة و جريئة قصة شعرها.. عيونها... ابتسامتها
كانت بتدور على فردة الحلق بتاعها، دخلت الحمام تشوفها في نفس الوقت اللي جاد دخل فيه الأوضة، عرف انها في الحمام
وقف أدام المراية يعدل قميصه الأسود
ملاك خرجت و بصتله بلامبالة و فضلت تدور على الحلق تحت المخدة... على الانترية..
جاد ببرود و هو بيبص لنفسه في المراية
:بتلفي حوالين نفسك كدا ليه؟
ملاك :اصل فردة الحلق ضاعت مني مش عارفة فين بس أكيد هنا يعن...
جاد طلع الحلق من جيبه و هو لسه باصص في المراية :هي دي
ملاك بصتله و قربت منه :ايوه لقيتها فين؟
مدت ايدها تاخدها لكن رفع ايده بسرعة و لف يبصلها
:بلاش تتعبي نفسك و تعالي البسهالك
ملاك حست أنها على حافة الغرق حقيقي هي طول الوقت بتجاهل وجوده و قربه لكن هو مصمم على القرب، اتوترت و اتضايقت
:أنا من رأيي ممكن حضرتك تكمل لبس و انا خلاص قربت اخلص
جاد و هو بيقرب:واضح إنك مصممة
ملاك:بالظبط هات بقا
جاد مهتمش و هو بيبعد شعرها وراء ودانها و بيمسك شحمت اذنها، مال عليها يلبسها الحلق ملاك بصتله بارتباك و بلعت ريقها بصعوبة... جاد ابتسم و بعد
خرج من الأوضة :اجهزي عشر دقايق تكوني تحت..
بعد مرور وقت
كانت قاعدة جانبه في العربية في طريقهم لقنا و هو بيسوق العربية بصمت
جاد:أنا شايف أننا لازم نتكلم... في حاجات كتير لازم نتكلم فيها
ملاك بلامبالة و برود
:مظنش بس اوكيه اتفضل
جاد كان هيتكلم لكن موبايله رن، اخده ملاك لاحظت أسم جنا.... بصت من ازاز العربية و هي سامعه بيكلمها و بيقولها انهم راجعين
سكتت و هو سكت بعد ما قفل الموبيل و كمل في طريقه
بعد تلات ساعات
وصلوا القصر....سلم على أهله و هي كمان في الوقت اللي جنا كانت بتشيط و هي شايفهم و عقلها بيصور ليها انهم كانوا مبسوطين في السفرية، لكن كانت عايزاه تضايق ملاك باي طريقة و دا بأن في شكلها
نزلت السلم و هي لابسه فستان اسود لحد الركبة ضيق
اول ما شافته ابتسمت بسعادة مزيفه و هي بتحضنه بقوة و جراءة
:حمد الله على السلامة يا جاد وحشتني اوي يا حبيبي....
جاد ببرود:الله يسلمك.....
جنا:أنت وحشتني اوي و في حاجات كتير نفسي اتكلم معاك فيها بس مش هنا .. ممكن نتكلم في اوضتنا....
جاد :خلي الغفير يطلع الشنط يا أمي.... اتفضلي يا جنا
طلع معها و هو بيبص لملاك و شايفها بتتكلم
مع سما اللي نفسها حقيقي ان علاقة جاد و ملاك تكون كويسة و يقدر يحبها لأنها عارفه ان جنا مش بتحبه و بتعمل كل حاجة علشان تحافظ على الإسم و الفلوس مش أكتر
سما بمرح :خلينا نطلع فوق انتي وحشتيني اوي و نفسي اتكلم معاكي و تحكيلي كل حاجة حصلت في الساحل....
ملاك :أكيد بس انا محتاجة اخد شاور دلوقتي و ارتاح ايه رايك بليل نقعد سوا... هو دكتور... اقصد جاد هيبات اكيد مع جنا فممكن نتكلم بليل
سما:ماشي هيجيلك بليل ياله تعالي
ملاك :هو الحج المحمدي مش موجود
سما:لا يا ستي هو و سليم و مصطفى نزلوا من بدري
ملاك:تماَم..
بليل بعد رجوع جاد من المصنع
ملاك كانت فاكرة انه مع جنا من وقت ما رجعوا حاولت تلهي نفسها بالكلام مع سما لكن متنكرش انها كانت غيرانه...
سما خرجت من أوضة ملاك بعد ما اتكلموا، ملاك كانت هتنام لكن شافته داخل الاوضة
قامت بسرعة و اتعدلت :في اي؟
جاد باستغراب:ايه؟
ملاك بتوتر:أنت مش بايت.... و لا حاجة
جاد بصلها بارهاق و اخد هدوم و دخل ياخد دش
ملاك لنفسها :هو سابها ليه ؟ طب و أنا مالي... ايوة ايوة اهدي كدا انتي مالك... ماليش دعوة بيها، بلاش تبقى أنانية جنا معملتش اي حاجة وحشة ليكي
جاد خرج من الحمام بعد دقايق لقاها بتحط المخدة بينهم على السرير
اتضايق من نفسه لان هو اللي زرع جواها افكار وحشه عنه لكن هو مكنش قاصد اللي فهمته... عرف انه افقدها شعور الأمان معه
راح ناحية الانترية و نام عليها حط ايده على عيونه بضيق
:متخافيش مش أنا الراجل اللي اخد حاجة غصب... ثانياً أنا لو عايزاك مش المخدة دي اللي هتمنعنش عنك
أنتِ مش بتبعدي عني بمزاجك ده بمزاجي انا لو عايزك هاخدك وبمزاجك كمان
مش غصب عنك وانا قادر اعملها و انتي عارفة كدا كويس ..
ملاك مردتش و فضلت صاحية كانت بتبص للسقف بشرود و حيرة....اتاكدت انه نام قامت و حطت عليه الغطا و رجعت تاني مكانها بتحاول تنام...
تاني يوم
ملاك كانت في اوضة سما و مصطفى و هي بتتكلم عن اخوها و اد ايه اتوجعت منه و مراته اللي مكنتش بترحمها و كانت ناويه تهرب منهم في يوم من الأيام و أنها كانت بتدور على شغل من وراهم علشان لما تسيبهم و تمشي تكون ضامنه اي حاجة لكن موضوع الجواز هو اللي لغبط ليها كل حساباتها....
سما بحزن:طب و انتي ليه مكنتيش بتقولي لاخوكي على اللي مراته بتعمله
ملاك :علشان مكنش هيسمع.. خالد برمج حياته على اني الشخصية البشعك اللي في الكون عارفه لما كان حد بيضايقني او يعاكسني مكنش بيزعق و لا يتخانق مع الشخص دا بالعكس كان بيجي يلومني انا و يقولي انتي اكيد اللي غوتيهم... انتي متخيلة يعني ايه! أنا مكنش في أيدي حاجة.. عمري ما حسيت ان حد مهتم بوجودي أصلا بعد بابا الله يرحمه، الناس شايفني مجرد بنت جميلة كل من هب و دب عايز يقرب منها لسبب في دماغه .... اقولك الصراحة أنا نفسي بقيت بخاف منهم... بخاف من اي حد يقرب مني أو يهتم... لما جاد جيه يتجوزني أنا اترعبت كنت فاهمه انه مش متقدم علشان سواد عيوني..... و لما اتجوزنا اتاكدت
سكتت فجأة و هي بتبص لسما بارتباك لأنها مش عايزاه تعرف حد انها فهمت موضوع الخلفه
سما:تقصدي اي؟
ملاك بسرعة و تبرير
: اقصد انه شكله كدا ببغيظ بيا جنا واضح ان فيه بينهم خلاف فقرر يضايقها بيا مش أكتر، ايا يكن هي مراته و أنا اكيد فترة مؤقته و همشي
سما كان نفسها تحذرها من جنا و تقولها موضوع الحمل لكن حست ان جاد هو اللي لازم يفتحها في الموضوع
سما بجدية؛ ايا يكن يا ملاك دا جوزك بلاش تفكري في الموضوع كدا... جاد من حقك انتي كمان و من حقه عليكي أنك تحاولي تقربي منه و تفهميه و بلاش فكرة ان الجواز دا فترة مؤقته دا لا.... دا جوزك يعني لازم تعملي كل اللي تقدري عليه علشان تحافظي عليه جدا و تخليه ميقدرش يستغنى عنك َ.. و إذ كان جنا مبقاش فارق معها غير فلوس جاد فأنتي لازم يبقى جاد نفسه هو كل همك
انتي يمكن شايفاه الراجل الدبلوماسي... الهيبة و السكوت... مبيعرفش يعبر عن اللي جواه... صدقيني جاد ميعرفش يعني ايه حب....أنا و مصطفى لما اتجوزنا من خمس سنين تقريبا جاد مكنش كدا... بس هو اتصدم كتير في ناس كان فاكرهم قريبين و بقا الرجل الدبلومسي دا....
ملاك : جايز
الخدامة خبطت على الباب و دخلت
:سما هانم حضرتك كنتي عايزانى في حاجة
سما قامت بهدوء :اه يا ريم... بقولك تروحي الصيدلية بهدوء من غير شوشرة و تجبيلي شريط حبوب منع الحمل بس من غير ما حد يحس بيكي لو الحج عرف هتبقى مشكلة
ريم بود:متقلقيش
ريم مشيت و سابت سما و ملاك
ملاك :انتي بتاخدي حبوب منع الحمل
سما:لا مش أنا دي اختي يا ستي هي معها تلات أطفال و قررت تاخدها بس هي مش هتعرف تجيبها علشان حماتها لو عرفت هتعمل مشكلة و انتي عارفة في الصعيد الأمور أحيانا بتتعقد
فأنا بشتريها ليها و باخدها ليها معايا و حاجة كمان على فكرة ريم دا أمينة جدا تقدري تعتمدي عليها مش بتقول اي كلمة لحد هنا و ذكية
ملاك سكتت للحظات و قامت :
طب أنا هنزل اقعد مع ماما ....
سما:ماشي
ملاك نزلت بسرعة، لحقت ريم قبل ما تمشي
ملاك:ريم استنى
ريم بابتسامة:توريني بحاجة يا هانم
ملاك بكذب:هي سما بتقولك هاتي شرطين و لما تجبيه هاتيه انا هديهولها بس من غير ما حد يشوفك
ريم بود:من عيوني
ملاك بصت حواليها بارتباك ان حد يكون شافها... طلعت بسرعة
بعد مدة ريم رجعت و ملاك اخدت منها الحبوب و طلعت لسما اديتها شريط و راحت اوضتها بسرعة و هي خايفة ان حد يشوفها
قفلت الباب عليها كويس و فضلت تفكر تخبيها فين، لحد ما حطبته في الدولاب.
فضلت قاعدة في اوضتها لحد ما سمعت صوت عربيته، قامت بصت من البلكونة لقيته داخل القصر هو و ابوه
خرجت من الاوضة لكن لقيت چنا واقفه أدام الباب
ملاك باستغراب:في حاجة يا چنا
چنا بحدة و استنكار:چنا كدا حاف! .... انتي نسيتي نفسك و لا ايه يا بت انتي دا انتي حتة عيلة جايبك من الشارع أنا هنا اسمي جنا هانم.....
و بطلي شغل اللف و الدوران دا و اوعي تفتكري أنك هتقدرى تاخدي جاد مني و امبارح و ان اللي حصل امبارح دا هيعدي بالساهل و لا انتي فاكرة انه هيبات معاكي كل يوم.... و بعدين اقولك حاجة اوعي تنسيها
القديمة تحلى حتى لو كانت واحلة فاهمة يا خطافة الرجالة انتى و لا انتي مش مكفيكي كارم اللي جالك الساحل مخصوص و كمان جاد
ملاك بدهشة و احساس بالظلم
: كارم ايه... اخوكي هو اللي جيه ورايا هناك و انا من كرم أخلاقي مرضتش اقول لجاد لان صدقيني احتمال تقري الفاتحة على روحه و بعدين انا خطافة رجالة
چنا؛ هو غيرك هنا خطف مني جوزي يا زباله يا تربية الشوارع... كارم قالي على حقيقتك الواطية و اخوكي اللي باعك بالرخيص...
ملاك بابتسامة و ثقه نابعة عن احساسها بالقهر:
طب بصي بقا يا چنا هانم... مش انا زبالة و تربية شوارع و خطافة رجالة
انا هعرفك خطف الرجالة بيبق ازاي، عارفة جاد اللي انتي فرحانة بيه دا انا هخليه أدام عينك و عين الكل زي الصلصال في أيدي... خاتم في صابعي
هيدوب و هو معايا و يشهد ربنا أنك أنتي اللي خرجتي شياطيني....
أنا كنت بحط بينا حدود دايما علشان مخلهوش يجي عليكي بقربي له لكن انتي اللي اختارتي.....
ملاك سابتها و مشيت رغم أنها مش عايزه تظلمها لكن كل مادي بتحس ان جنا متستهلش لأنها مش عايزاه حاجة غير الفلوس و عايزاه طفل من ملاك تاخده هي و تربيه باسمها هو مش فارق معها و الدليل انها سابت جوزها يتجوز عليها عادي لكن مش هتسمح انه ياذيها و ناوية تخليه يوقع متعرفش انها هتقع معه في نفس الفخ...
فخ قلبها هو اللي هيدبروا ليها....