رواية انا السئ الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوما العربي 






رواية انا السئ

الجزء الرابع عشر

يجلس شاهين على مقعد وثير يضع قدم على قدم بثقه.. كل شئ يرد له.. كل شئ يعود لمالكه هو مالك جيسي.

يشاهد بفرح ذلك المسلسل الدرامى.

_يعنى ايه الكلام ده.. اختى ايه وبتاع ايه.. هى رضعت على زين يبقى زين بس الى اخوها.

كان هذا صوت حسين المصدوم غير قابل لذلك الواقع المر.

هزت ناديه رأسها باسى وحزن.. لقد ظلوا لسنوات موهوبين لبعضهم.. جيسيكا لحسين وحسين لجيسيكا.. نظرت ناحية ابنتها المصدومه منذ ان علمت وهى صامتة.. لا رد فعل لها.

تحدث الحوفى :اهدى يابنى... العصبية مش هتغير الواقع.. الشيخ احمد اهو قدامك.. شغال فى دار الافتا... وهو اكد لنا كذا مره... جيسيكا اختك.. واخت كل اخواتك.

حسين :اززاى... ازاى اختى.. انا بحبها.. ومن زمان... احنا كنا هنتجوز خلاص.. جيسيكا مش اختى.

تحدث الشيخ احمد وقال :يابنى اهدا... الرضا بالمقسوم عبادة.. لازم نحمد ربنا... الحمد عند الصدمه الاولى عشان ندخل الجنه من باب الصبر... استغفر ربنا يابنى.. استغفر ربنا... الى انت بتعملوا ده قنوط على إرادة المولى عز وجل... وانت ربنا بيحبك.

نظر له حسين باستغراب فاكمل بهدوء:ايوه ربنا بيحبك انو نور بصيرتك قبل ماتتجوزوا.. انا شوفت حالات زى دى كتير ومش بيعروفوا غير بعد مايتجوزوا وفى ناس بتقعد كمان سنين وبيكون فى اطفال نتيجة للزيجه دى.. تخيل انت معايا الوضع.. استهدى بالله يا ابنى.. وارضى بقضاء الله.. واعلم ان حب الاخوه تقوى وابقى من حب الحبيبين... خير.. ربنا الى بيعمل... وكل الى يعملوا ربنا خير... استغفر الله... استغفر.

اغمض عينيه بألم.. بعض السكينه نزلت على قلبه من كلمات الشيخ وقال :استغفر الله العظيم.. استغفر الله العظيم.

نظرات حائرة ضائعه... وأخرى حزينه.. واخرى بها بريق الثقه والتملك.

____________________________

فى دقائق وكانت هاجر أمام سيارة جواد الذى فتح لها الباب الخلفى بغضب لتجلس وما ان جلست حتى أمر السائق بالانطلاق.

طوال الطريق وهو يقعد حواجبه بعضب ... غضب شديد من تلك التى حرمته هواءه.. الا تعلم الى درجة وصل عشقه بها. 

حاولت التحدث له:جواد... جواد مالك.. ياجواد رد عليا.... اووووف.. طب احنا رايحين فين طه. 

ومجددا لم يجيب.. دقائق وكانت تجر جرا لداخل صرح عملاق جدا.. تبدوا مجموعة شركات. 

يسير بسرعة كالعاصفه الهوجاء وهى خلفه مقاده كالبقره مظهرهم جعل كل العاملين يحدقون بهم بين الزهول والفضول الشديد. 

مازال يمسك يدها وهى بصعوبة تحاول مسايرة خطواته فهو طويل القامة جدا. قابلته سكرتيرته تتحدث بمهنيه كالاله :اهلا مستر جواد.. عندك ميتج كمان ساعه مع الوفد الفرنسى.. وفى كمان ربع ساعه معاد مع مدام نسرين حداد صاحبة شركة.... لم يستمر فى الاستماع انما كان يسير باتجاه مكتبه حتى دلق واغلق الباب بوجهها فتمتمت بسخط:قليل الزوق.. ومين الغلبانه الى جاررها وراه دى.. حيوان. 

عدلت من وضع نظارتها بشموخ ثم عادت لمباشرة عملها. 

اما هو ما ان اغلق الباب حتى انفجر بها بغضب:وايش هادا الى تسويه... يوم كامل ما شوفك... كيف بتقدرى تسوى كدا.. ها... مين عطالك الحق.. مابتعرفى لاى درجة وصلت بعشقك يا مصريه.. سمعى.. هادا الى صار اليوم مابيتكرر مرة ثانيه والا لا تلومين الا نفسك... اى شغل هادا ها... بتشتغلى يا مصريه.. اى واكيد عندك زملاء عمل.. بتتعاملى وياهم وتصيروا تحكون وتضحكون..اسمعى...انتى لجوااااااد.. لجواد وبس.. فهمتى ولا لا.. راسك اليابس هادا كيف يفكر... الى صار هادا غير مقبول و اذا.... قاطعته :بحبك. 

صمت بفرحه:ويش قولتى؟ 
هاجر باعين لامعة وانبهار:بحبك يا جواد.. المصرية حبت جواد. 

بدون حديث ضمها اليه بحب وبقوه يتنهد شوقا.. فصلها عن حضنه وبدون اشتئذان التقط شفتيها بقبله جميله. 

يقبلها بنهم كأنه جائع محروم يتلذذ بقطعه لحم شهيه بعد صوم لاسابيع. 

وهى فقط سعيدة.. فجأها بقبلته ولكن لن تنكر هى سعيدة. 

بصعوبة كبيرة فصل قبلته عنها ونظر لها بهيام وهى الان فقط شعرت بحرج مما فعله. 

نطقت بتلعثم:جوواد..قاطعها هو:يا عشق جواد.. جواد بيعشقك يا هاجر... لا تبعدين عنى.. مابتقدرى تتصورى حالتى وانتى بعيد.. يومى مابيكمل الا بيكى.. انتى روحى.. لا تبعدى عنى.. واحذرى.. احذرى من غيرتى يا مصريه.. حتى لا تقولين انى ما حذرتك.. غيرتى نااار بتحرق كل شى. 

هاجر :عارفه.. وحبيتها اوى... ممكن تسمى ده تخلف... بس بصراحة حبيت جنونك بيا.. بيحسسنى بنفسى... بحبك يا حبيبي. 

احتضنها مجدداً يتنهد بعشق:يا الللللللله... ما أحلى العشق.. بعشقك يا مصريه.. لاول مره قلبى يعرف معنى العشق ويدوقوا على ايدك انتى. 

نظرات بالعين تتحدث عشقا..ثم دقات على الباب السكرتيره تعلمه بوصول ضيوفه.. وتلك المصريه اصرت على حضور الاجتماع بعدما رأت تلك المرأة الثلاثينيه صارخة الانوثه. 

_______________

على احد الشواطئ الخاصه تجلس نيروز تقريباً في حضن امجد.. تشعر بالجنون والتهور.. اصبحت تتغيب عن محاضراتها كثيرا.. واليوم اخذها دون قول اى شئ الإسكندرية لقضاء يوم مميز. على رغم الخوف الذى تشعر به من والديها بسبب إخفاء الامر عليهم حتى الآن. 

اما هو غارق حد النخاع.. يعشق تلك الضئيله... هى صغيرة جدا لجواره.. تقر بالامر.. لقد وقع بها وانتهى الجدال.. لبس بيده شئ سوى ان يظل يعشقها اكثر واكثر... رغم كل نزواته التى لم تتوقف حتى الآن... هو راجل.. راجل برجوله طاغيه لا يعرف السيطره عليها... وهى صغيره.. صغيره بعض الشئ على ما يريده.. ماذا يقول وماذا يشرح... لابد من الزواج بها.. لابد من ذلك. 

قطع الصمت الجميل هذا وقال وهو يقبل رأسها :حبيبتي. 
نيروز باندماج مع احضانه وصوت امواج البحر:همممممم. 
امجد:احنا لازم نتجوز بقا. 

رمشت بعينيها عدت مرات بتفاجئ واستدارت له :ايه... نتجوز؟ 
امجد:ومالك مصدومه كده ليه؟

قالها بزهول حقيقى.. اى امرءة تتمنى أن توضع بوضعها... تلك الصغيرة المزهوله من عرض الزواج عليها لو تعلم كم مرآة تسعى لذلك.. كم مراه تدبر للأمر. 

تحدثت هى بتيه:مش عارفة بس... انا... لسه مش قايله لماما او صحابى اى حاجة... وو.. انا اه بحبك بس.. قاطعا بفرحه:بت ايه؟ بتحبينى صح؟ قولتيها... مافيش بس... انتى بتحبينى.. قولتلك من بعد ماتقولى الكلمه دى مافيش بس مافيش اعتراض... انا قررت.. احنا لازم نتجوز... وهنتجوز. 

نيروز:يا امجد... قاطعها بحزم شديد :مافيش امجد... اول مانرجع تكلمى اهلك وتاخديلى معاد معاهم.. مش هصبر اكتر من كده تانى. 

تنهد بلا حيله.. اصبحت تعشقه ولكن تخشى ردة فعل والديها

____________________________

وقف اسفل شركة الدهشان يتنهد بحزن... لوقت طويل يجاهد الا يغرق بالتفكير بها ولكن بلا اراده تعود أفكاره وخيالاته لها... حبيبه.. سمراءه.. نفرتيتى قلبه.. سيصعد يشبع عينه وقلبه من رؤيتها وليحدث ما يحدث.

بالاعلى تجلس هى تحاول التركيز بالعمل. دلفت احدى زملائها قائله:بيبه... فى حته مطعم فتح هنا جنب الشركه بيعمل ميكس جبن وطاسات ايييه.. يمممىىىى.. تجنن.. تعالى نروح نجرب. 

سال لعاب حبيبه ولكن قالت:اروح فين يا مى... اتهدى مش معايا فلوس.

مى:يابت قومى ده عامل عروض بمناسبة الافتتاح. 
حبيبه :بقولك مش معايا فلوس.. اصوت. 

مى بتذمر:اوووف.. طب خليكى.. خليكى يافقر.اوووف.

خرجت مى وهى حاولت معاودة التركيز دقائق ودلفت صديقتان اخرتان:بقولك ايه يا بيبه.. احنا طالبه معانا نحل.. تضربى سينابون معانا. 

سال لعابها من جديد ولكن:تغريد.. انتو متفقين علينا...طب وعليا النعمة من نعمة ربى ما معايا غير عشرين جنيه.. اهى. 

قامت بإخراج العمله الورقيه ووضعتها بقوه بجبهتها حتى التصقت بشدة. 

قهقت الفتاتين بقوه.. حبيبه ذات حس فكاهى عالى غير مقصود بالمره.فقالت تغريد: ههههههههخ يخرب عقلك هموت... طب خلاص نزليها خلاص عرفنا انك مقشفره. 

حبيبه :لأ.. وامشوا بقا عشان اكمل شغلى. 

خرجت الفتاتين يضحكون بشده تصادفوا مع وحيد ينظر باستغراب ولكن علم السبب يخرجون من عند حبيبة خفيفة الظل.فلما الاستغراب إذا. 

دلف للداخل واتسعت عينيه بزهول... يريد الضحك.. لم يستطع.. انفجر ضاحكاً بقوه وهو يرى تلك العمله ملتصقه بجبهتها وقال:ايه الى عملاه ده؟ 

نظرت له بحنين وقالت بخجل وهى تزيلها :مستر وحيد.. ازى حضرتك؟ 

اقترب منها بحب وقال:حضرتى كويس... عامله فى نفسك كده ليه؟

حبيبه ببساطة :كل شويه واحدة تيجى تقولى ناكل في مطعم ميكس جبن.. واحده تانيه عايزه تحلى.. كل شويه هقعد أقول مش معايا غير عشرين جنيه... حطيتها على وشى تحسبا لأي احد ييجى تانى. 

يعشق روحها... يعشق بساطتها.. يعشق خفة ظلها.. حتى طريقة التعبير.. حركة يديها.. ابتسم لها بحنان وقبل جبهتها.. ثم ضمها له متناسى اين هو.. وماذا يفعل.. وهى أيضا.. لم تحرم نفسها من ذلك الحضن المميز.. ربما لن تسنح لها الفرصة ويعاد مره اخرى. 

بعد ثوانى انفصلت عنه بهدوء.. استدارت مدركة مدى خطئها.. تشعر بعار.. لا تستطيع وصف نفسها سوى بسارقه حقيره.

تحدثت بحزن وقالت:امشى لو سمحت يا استاذ وحيد. 

وحيد :حبيبه اسمعينى.. انا بحبك.. انا... قاطعته بقوه:انت راجل خاطب.. خطيبتك مالهاش اى ذنب. 
وحيد :ولا انا ليا ذنب... ولا انتى... ماتحاوليش تنكرى.. انتى جواكى حاجة ليا.. انا متأكد.. واتاكدت اكتر دلوقتي وانتى فى حضنى. 

حبيبه :مامنوش فايدة الكلام ده دلوقتي.. اكيد هننسى... لكن وضعنا ده غلط. 
وحيد :مانكرتيش كلامى.. يعنى انتى بتحبينى زى مانا بحبك. 

استدارت تواجهه:وهيفيد بأية.. مش انا اللي هقعد اتدلع واحب فى واحد لواحدة تانيه.. فى وعد بينه وبين واحدة تانية بالجواز.. المفروض انى اعمل ايه.. شوق ولا تدوق.. اقولك بحبك وبموت من غيرك عشان اقوى قلبك انك نسيبها... دى بنى ادمه زيى... حتى لو اختلاف بينا بس انا عمرى ما اكون سبب وجع واحدة... كله الا وجع القلب وهى شكلها بتحبك... مش انا الى هعمل كده.. الوقفة دى مش من حقنا.. وده مكان شغل. 

وحيد :حبيبه.. اكيد فى حل... مش معقول ربنا حطنا فى طريق بعض عشان نتعذب وبس...اكيد فى حكمه من كده. 

حبيبه :الحكمه الوحيدة اللي طلعت بيها.. ان الحب ده لعنة... مرض.. حاجه غريبه مالهاش وصفه ولا دوا.. الى يقول انه فاهمه يبقى مش فاهم حاجة... يخلينا نحب الى مش لينا.. وممكن يخلينا نحب الد عدو لينا.. نقعد نقنع فى نفسنا ده مش لينا... ماينفعش نحبه.. بس الى بيحصل اننا بحب اكتر واكتر.. ليه انا اتعذب... وليه انت تتعذب.. وليه هى تتعذب.. هى مش اله ولا حجر.. اكيد حست انك متغير.. اكيد حست ان فى حاجة غلط.. مش عايزه اوجع حد... ومش عايزه اتوجع بردوا.. اعمل ايه.. قولى انت اعمل ايه. 

لأول مرة اغرورقت عينيه بدموع تخشى هيبته وترفض النزول.. تقدم خطوتين يحاول الحديث... اوقفته بإشارة قاطعه من يدها وقالت:كفاية لحد كده... انا هنسى.. عشان لازم انسى.. وانت كمان.. كل حاجه لازم تمشى والدنيا لازم تدور.. مافيش حاجة هتقف...اتفضل يا استاذ وحيد.. وفرصه سعيدة جدا. 

اغمض عينيه بحزن شديد لا يعرف ماذا يفعل... لو كان بيده ولكنها محقة.. نورا لا تستحق الغدر او الخيانه. 

جمعت شتات حالها بقوه واستدارت تجلس خلف مكتبها تحاول التركيز او تدعى ذلك.. قاطعه عليه اى وصيله لمواصلة الحديث. 

حاول تحريك ساقيه وغادر بحزن شديد وما ان فعل حتى انهارت قواها المزعومه وبكت بحرقه كما لم تبكى من قبل

____________________________

اسبوع آخر مر.. الصيف على وشك البدء 

انه يوم الجمعه.. هاتف هاجر يدق بقوه وهى مشغوله بتنظيف البيت المقلوب رأسا على عقب. 

خرج عمر من غرفته يحاول محو الضيق من على وجهه.. ولكن بلا فائدة حيث قالت هاجر :بقى ده منظر واحد رايح يتقدم لواحدة. 

نظر لها من اسفل لاعلى وقال وهو يمسك طرف ثيابها :مش هتبطلى تلبسى تيشرتاتى.. انا كام مره زعقتلك وانتى جبله... وايش ده.. عامله شعرك كده ليه. 

هاجر بفخر وزهو:ده عشان مايتبهدلش من التراب يانجم.. ووسع ايدك دى بهدلت برستيجى وانا بمسح... وميت مره قولت تلبس جزمتك على الباب لما اكون بمسح. 

تحرك ببطئ يتعمد غيظها وقد نجح بقوه فى عدم الاجابه على سؤالها الاول. 
وهى تصرخ خلفه :يابارد ياعديم الإنسانية. 

عمر :وطى صوتك يا خدامه واشتغلى بضمير. 

صرخت مجددا فخرجت امها من غرفتها قائله :ماهو لازم كل جمعه تسمعوا بيا الجيران... مخلفة جوز هبل... يالا ياعمر اتاخرنا على الناس. 

على مضض ذهب معها وهو غير راضى ابدا. 

دقائق واستمعت هاجر لدقات مفزعة على الباب كأن الطارق يقصد كسره. 

بدون تفكير ذهبت لترى من بالخارج. 

فتحت الباب وتفاجئت ببركان اللهب:وينك انتى.. وين جوالك.. ليش مابتجاوبين عليه... فوق ال100مره اتصلت... كيف ما شوفك اليوم.. انا ما سبق وحذرتك.. ترى خطر اللعب معى يا مصريه. 

زهول. زهول فقط هو كل ما تشعر به... متى جاء. وكيف.. هل رأته امها وعمر. 

أجلت صوتها وقالت :ماسمعتش الفون... كنت بمسح. 
جواد:ايش؟ 
هاجر :بمسسسح.. بمسح.. النهاردة الجمعه اجازه ولازم اقلب البيت. 

الان فقط ركز فيما ترتديه... اقترب منها بخطوات متمهله تبعث القلق لأى انسه... تياب مين هادى.. انطقى قبل لا اقتلك. 

هاجر بذعر:ده تيشرت عمر اقسم بالله. 

جواد:اذا بتتكرر يا هاجر ما بتعرفى الى بيحصل.. فاهمه. 

هزة رأسها بقوه وخوف... اقترب منها وزرعها داخل احضانه بقوه واشتياق شديد وتحدث:اشتقتلك... اشتقتلك كثير هاجر... انا مو سبق وحذرتك لا تبعدى عنى. 

هاجر :النهاردة الجمعه وكل حججى خلصت عشان اخرج اشوفك.. طول الاسبوع بشوفك بحجة انى فى الشغل.. وانا اساسا قربت أترفض والفضل ليك.. وكل جمعه قبل كده كنت بحور على ماما عشان اعرف اخرج... لكن النهاردة حسيتها مكشوفه اوى فكان لازم اقعد. 

جواد:وعليش صايره تسوى حجج واعذار... اليوم بتقدم واخطبك للزواج.. انا ماراح اصبر اكثر من كده. 

هاجر بفرحة :بجد والنبى. 
جواد :اى.. بجد يا مصريه.
هاجر :طب هتكلمهم امتى. 

جواد :اليوم.. بالأساس عمى اتصل فيني.. قال إنه انتى وامك ضروري تسافرين له.

هاجر :لا مش هروح... انا مش معتبراه ابويا اصلا. 
جواد :بس هى الحقيقة.. هو ابوكى.
هاجر :قولت لأ يعنى لأ... مش لاقيه له اى عذر اىى رميتوا ليا ولامى كل السنين دى.. انا كبرت يتيمه وهو عايش. ومش بعيد يكون عندى اخوات كمان وانا ماعرفش . 

جواد :اى صحيح.. عندك ثلاث رجال اخوة. 

ابتسمت بمراره:كمان... وتقولى ابوكى... ياشيخ قول كلام غير ده. 

جواد :هاجر.. ابوك مقرر إذا رفضتى راح يسوي تحليل دى ان ايه... ولا تنسين ولدتك للحين مرته.. لازم تواجهين.

هاجر بضيق :لأ.. عايز تتجوزنى نتجوز هنا وهعيش هنا.. عمر هيبقى وكيلى ويجوزنى ليك لكن اعترف بيه كأب لأ. 

جواد بارتياح :انا كمان بفضل نتزوج قبل لا تسافرى... اليوم راح فاتح امك وعمر. 

هاجر :طب يالا امشى مايصحش كده.. وكمان لو ماما رجعت. 

جواد :هاجر.. انا حبيبك.. وراح صير زوجك.
هاجر :يعنى هقول كده لامى لو جت شافتك يعنى.. يالا استناها تحت. 

جواد :بتعطينى اوامر يا مصرية...بس اتزوجك وبتشوفين. 

غادر بسخط كطفل صغير وهى سعيدة جدا.. يريد الزواج بها. ستتزوج من تحب. 
__________________________

جلست نيروز امام والديها بتلعثم وارتباك. فقالت والدتها :جرى ايه يا ينتى قولتلى عايزانا فى موضوع.. وقاعدة ساكته ومسهمه.. فى حاجة حصلت معاكى.. جرى حاجة فى الكليه. 

نيروز :لا.. لا هو.. لا ماحصلش حاجة.. لا حصل.. بصوا انا جايلى عريس. 

والدتها يغبطه:والنبى صحيح.

عبد المعطي :عريس مين وده شافك فين.. وليه ماجاش كلمنى انا وقالك انتى... انتو فى كلام بينكوا بقا ولا ايه. 

شعرت بحلقها قد جف وقالت بتلعثم :هو.. هو عارفنى انا... ماما شافته قبل كده... الراجل اللى جه وصلنى يا ماما من فتره. 

ضربت امها على صدرها وقالت :يا ندامتى... ده شكله كبير.. ومش بعيد يكون متجوز وعنده عيال. 

نيروز بسرعه :لأ يا ماما لأ مش متجوز ولا مخلف. 

عبد المعطى بقوه :ايه الى بيحصل في بيتى وانا مش عارف.. راجل مين الى امك عارفاه وجه وصلك لهنا. 

ام نيروز :اهدى بس ياخويا وانا هحيلك.. ثم اخدت تقص عليه كل ماحدث.. حسنا من الحديث علم أنه رجل غنى جدا.. يمتلك سياره فاخمه جدا وكومبوند كامل تحت الإنشاء.. يبدو عريس جيد. 

عبد المعطى:كل ده حصل مع بنتى وانا مش عارف.. وهو جه قالك انتى ليه.. مالكيش اب.. مالكيش اهل. 

نيروز :لا يا بابا هو بس مش عارف عنى حاجة وقالى اهو احدد معاكو معاد. 

والدتها بخبث:شكلك موافقه يالئيمه. 

ابتسمت بحرج وكذلك ابتسم عبد المعطى لسعادة ابنته وقال :اسمه ايه الراجل ده عشان اسال عليه. 

نيروز:اسمه امجد... امجد ابو حديده. 

شهقت ام نيروز باضطراب ووقف عبد المعطى وقال بعصبيه وصدمه:ايه... انتى قولتى ايه... امجد... امجد ابو حديده... عايز يتجوز... يتجوزك انتى... مستحيل... انسى الموضوع ده... شيليه من دماغك نهائى. 

صدمت بالكليه من ذلك التحول الرهيب بمجرد معرفة اسمه.. ماذا هناك لماذا رفض.. اختفى والدها خارج البيت منهيا الحديث وملعنا الرفض التام. ونيروز فقط تشعر يالحيره والحزن. 

_________________________

عادت معه وهى تتمتم:انا مش عارفه العروسه مش عجباك في ايه... دى زى القمر وصغيره وشيك. 

عمر:هو ده كل الى اخدتى بالك منه... بقا معقول الحاج بركات يخلف ويربى دى... دى معداش عليها نص ساعه تربية.. يافرحتى بحلاوتها الى ماشيه تتعايق بيها.. دى عيله بجحه ومابتتكسفش.. حركاتها وكلامها كله جرئ.. ولا لبسها وكيلو البوهيه الى على خلقتها... ده أنا ماعرفتش اوصل لشكل ملامحها. 

ليلى بحنق:وبعدهالك يابن بطنى.. انت عايز ايه. 

عمر:وطى صوتك يا امى احنا ماشيين في الشارع.. بصى انا هقولك يمكن تفهميني. انا عايز واحدة جدعه وقويه.. برا البيت مع الرجاله تبقى دكر.. ماحدش يقدر يهوب منها تصد زى الحيطة... وجوا البيت تبقى ست ست بجد.. تعرف تفتح بيت وتطبخ لجوزها وعيالها وتشاركنى شغلى وتعبى ونجاحى.

ليلى :ماشى من عنيا.. على آخر الأسبوع هكون مفصلالك واحدة عل المقاس... هو انت مفكر ان فى كده. 

عمر :لا فى.. فى يا امى. 

ليلى:هممممم... لا ده موضوع كبير.. بينا على البيت. 

__________________________

داخل الشركة التى تعمل بها سلمى.. دلفت امرءة انيقه محتشمه.. ترتدى فستان نهارى من اللون الأصفر الانيق.. بحجاب ابيض ومكياج هاجئ منمق. 

سارت بخطوات واثقه. وقفت تتحدث مع إحدى الموظفات.. تسال عن زوجها.. أحمد.. لم تخبر احد بعد انها زوجته.. لقد ساورها الشك منذ مدة... هى امرءة شعرت بخطب جديد فى زوجها.. شبه متأكده انها احدى الفتيات فى العمل.. لذا جاءت اليوم... وتفاجئت بحديث العاملين مع زوجها حول وجود علاقة بين ذلك الأحمد مع موظفه تدعى سلمى عزيز.. هذه الزوجه المبجله تفاجئت ان جميع العاملين يعرفون ما يحدث ويتحدثون عنهم بأبشع الحديث والصفات فهم يعلمون انه متزوج ويعلمون أيضاً ان تلك السلمى تعلم انه متزوج ومع ذلك لم تمانع من الدخول معه فى حالة عشق. 

دلفت بثقه سيده مجروحه وفى ثوانى كانت سلمى تقف فى مواجهة المرأة التى سلبت منها زوجها.. لا تعلم ماذا تقول فى تلك المواجهة. 

_____________________________

جلست جيسيكا في حديقة القصر تحاول أثناء حزنها جانباً والتركيز على الكتاب الذى بيدها. 

وجدت على يجلس لجوارها بيده طبق به مجموعة من شطائر الجبن والانشون وقال باهتمام :طول اليوم ما اكلتيش.. حالك مش عاجبنى. 

تنهدت بتعب :الى حصل ماكنش سهل. 

على:يمكن ده خير ليكى.. انا معاكى... تعرفى أن انا اكتر واحد فرحان فى إلى حصل. 

همت للتساول باستغراب ولكن جاء السؤال من ذلك الواقف خلفهم :وليه بقا يا سى على. 

نظروا له فقد كان غاضب بشدة وقال:ماسمعتش رد... اتفضل رد. 

وقف على وقال:شاهين... جيت امتى؟ 
شاهين :ده مش رد على سؤالى على فكره. 
على:ايه يا شاهين مالك... انا من زمان معجب بجيسيكا.. انا بح.... قاطعه بغضب :انا بحذرك يا على... انت مش اد زعلى وانا زعلى وحش اوي... اتفضل على اوضتك. 

زمجر برفض:شاهين انا مش صغير عشان.... قاطعة بصراخ :اتفضل. 

استدار بحزم وجدهم الاثنين يصعدون لأعلى. 

صعدت هى الاخرى هممم. 

تمتم بغضب :ما صدقت اخلص من الزفت حسين عشان يطلعلى الدكتور على هو كمان... لا وفى بيت واحد وسن واحد وكلية واحدة... اشرب بالشفا يا شاهين.. بس لأ.. لأ. 

ذهب بقوه وصعد للأعلى.. كانت تسير تجاه غرفتها.. وجدته سحبها لداخل جناحه وبدون أي مقدمات مسك وجنتيها بقوه وانقض على شفتيها بجنون. 

**************


الفصل الخامس عشر من هنا 
 

تعليقات



×