رواية انا السئ الفصل الثالث عشر 13 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الثالث عشر 13 بقلم سوما العربي 





رواية انا السئ

الجزء الثالث عشر

اسبوعين مروا على الجميع بين فرحه وحزن وغيره وشغف وانكسار.

هاجر.... هاجر يوميا مع جواد.. تقريبا لا تذهب لعملها وجواد أكثر من سعيد.. لأول مرة يجرب هذا المدعو بالحب. هاجر الفتاه المصريه.. جميله جذابه تسحر العيون.. كل هذا لا يأتي شئ فى خفة دمها.. إنها قادره على انتزاع الضحكه منه مهما كانت همومه.. معها يعود شاب طائش مراهق.. يعشق تفاصيلها.. عصبيتها.. نزعة الجنون بها.. جمال ملامحها.. يود امتلاكها وان يدمغها بأسمه ولن يكف عن تكرار ذلك..

حبيبه... منذ ذلك اليوم ووحيد مبتعد.. يحاول الإبتعاد يعشقها يتوغل داخله.. حبيبه تحمل صفات عكس صفات فتاه أحلامه.. دائما كان يتخيل فتاه احلامه بيضاء بشعر ملون اصفر او احمر.. رقيقه هشه لا تعمل ولم تطحن فى الحياة العملية التى لا ترحم.. تتعرف على العالم من نافذته هو. سريعة البكاء يسهل مراضاتها..
واتت حبيبه.. عكس كل هذا وبدون سابق إنذار عشقها.. حبيبه فتاه صاحبة البشره السمراء.. شعر اسود غجرى.. قويه صلبة لا تهزم ولا تكسر... لها كيان وكرير عملت منذ ان كانت بالجامعة.. تعلم عن كل شئ شئ.. لها طاقة تحمل رهيبه.. بارعه فى مداراة حزنها بل والدعس عليه والسير قدماً للامام.. فتاه لا تهزم ولا تقهر... تضع كل همها في عملها.. رغم نظره الحزن والشجن فى عينيها والتى لا يستطيع أحد قرائتها عاداه هو.. رائها بوضوح وتحير فى تفسيرها ولكن.. هو لديه بعض اليقين انه سبب بها... هو ليس بغبى لقد كانوا يتعاملون باندماج رهيب بينهم.. يتحادثون لساعات طويلة في وقت متأخر.. راحه جميلة ولمعة عين خاصه بهم... كل شئ تغير وهم يصطدموا بالواقع الذى يبدوا ان كلاهم تناسوه.. نوراااا.. نورا خطيبة وحيد.. فتاه تحمل كل تلك الصفات السالف ذكرها.. صفات فتاة احلام وحيد.. تربت معه منذ الصغر والدها كان شريك والده.. للحق هى فتاه طيبه رغم طريقة لبسها وبعض التصرفات الغير محببه ولكن هى تحمل قلب طاهر وبرئ.. لو فقط كانت سيئه لضرب بكل شئ عرض الحائط وذهب لحبيبته.. ولكن ماذنب نورا.. وما ذنبه وماذنب حبيبه؟
بعد تفكير عميق وصل لحقيقه واحدة.. الحب لعنه.. تصيبك فى الوقت خطأ مع الشخص الخطأ.. الحب يؤذي ابرياء لا ذنب لهم.. هذا ما انتهى اليه تفكيره وكم ألمته تلك الحقيقه.

سلمى..... سلمى غارقه فى بحر الحب الذى تسبح فيه مع احمد.. تراه رجل الأحلام.. كل يوم يأتي يشكى لها همه من تلك السيدة التى لا تطاق.. وهى جزء بداخلها سعيد لأنه يفضلها على اخرى.. شعور المنافسه لديها للاسف كان له لذه خاصه اضيف لعشقها لهذا الاحمد فزاد الامر حلاوة.. غافله عن رجل حقيقى يعشقها حقا.. محمد شخص جميل الطبع والمعشر... صبر عليها كثيراً وهى حتى الآن لا تراه.. غارقه في لذة المنافسة بينها وبين تلك المرأة.. لا ترى سنوات عمرها التى تمر هبائا والرابح الوحيد هو ذلك الاحمد فقط.

نيروز.. علاقتها بامجد فى تطور مستمر.. اصبحت تقضى معه معظم يومها.. وهو يشعر انه يحلق فى السماء من السعاده.. تخشى معرفة والديها بذلك الامر.. تخشى رد فعلهم.

جيسيكا... تعتنى بأمها اعتناء شديد بعدما جعلتها تتابع علاجها في مستشفى خاصة متخصصه فى هذا المرض اللعين هى فقط استخدمت اسم العائلة وعلى الفور تمت إجراءات العلاج لوالدتها التى للان لم تتواجه مع الحوفى الكبير او شاهين او اى شخص من هذا القصر.. يومها مشغول بالفحوصات للبدء فى العلاج الصحيح.. وشاهين... بعد ذلك اليوم وه مبتعد... يشعر أنه صرح باكثر من اللازم.. هو ليس ذلك الرجل الذى يبرع فى قول كلمات الحب هو حتى لا يعرف... لكن لأجلها حاول. وكانت صدمته أكبر عقاب له.. هو من كان يبعدها عنه...جاءت اليه تفتح ذراعيها بالجنه له وهو بكل جهل وتجبر يطردها... جنته وراحته تتطرد لسنوات بأمر منه... شرد بعقله وكان شروده هذا اكبر عقاب على الإطلاق.. ماذا لو كان سمح بدخولها حياتهم منذ سنتين او ثلات.. لكانت تربت فى حضنه.. رباها على يده.. لاصبحت ممتنه له واستطاع كسب حبها.. لكان اقرب شخص لها بل والمميز ايضا.. لكان اليوم فى منزلة حسين... اااه من ذلك الفتى الوسيم.. لم يغار من رجل كما غار منه.. فتى وسيم بل جميل.. من نفس عمرها.. رباها على يده.. يعرف عنها كل تفاصيلها منذ كانت صغيره.. تحسب له الف حساب.. يفهمها من نظرة عينيها وهى تشعر بامتنان كبير ناحيته.. قالتها صريحه لو تزوجت فسيكون حسين... جيسيكا الفتاه الصغيره المحرومه اعتقد انها ستحرق هذا البيت وتشغل نار الفتنه به.. ستنتقم لكل سنوات النبذ التى عاشاتها هى ووالدتها.. ولكن تفاجئ هو وكذلك الجميع.. هم للحق لايعنوها فى شئ.. كل ماتريده حياة كريمة لها وامها.. هى حتى لا تحاول التعرف أو التقرب لهم.. باستثناء ذلك العلى الذى تراه طيب القلب عطوف حنون.. يود خنقه بيده أيضاً.

اما اسيل... فهى تسب وتلعن ذلك اليوم الذي تعطلت به سيارتها وذهبت للقاهرة لتعود بدون قلبها... كذلك عمر.. مشتت معظم الوقت.. يشعر بشئ ينقصه.. ولم يهتدى بعض الى ذلك الشئ أو ربما لا يريد أن يقر به.

____________

دلف شاهين داخل قصر الحوفى بعضب شديد... تلك الصغيرة تراوغ. اين ذهبت هى.. انتظرها خارج الجامعة لاكثر من ساعه ونصف ولم تأتى بل واغلقت الهاتف.
وهو يبحث عنها تصادف مع ناديه فى اول مواجهه واول حوار.

شاهين :هى فين؟
ناديه بسخريه:وعليكم السلام.. انا الحمد لله يابنى.
شاهين :بقول هى راحت فين؟
ناديه :هو فى حاجة ضايعه منك يابنى؟
شاهين :بنتك فين؟
ناديه :لاهو انت بتدور على بنتى.. ده أنا حاسه ان فى كيس مناديل وقع منك.
شاهين بغيظ:تصدقى انا دلوقتي بس عرفت هى طالعه لمين... هى فين.
ناديه:ما تستهدى بالله بس يابنى فى ايه.. هى عملتلك حاجه.. هى دى مقابله تقابلنى بيها لاول مرة.
شاهين :انا سؤالى محدد.. جيسيكا فين.. انا مستنيها بقالى ساعه قدام الجامعه وفى الاخر كمان الهانم قفلت تليفونها.

ناديه :وانت شاغل نفسك ببنتى ليه يا شاهين.

جاء صوت قوى من خلفه في مواجهة لأول مرة مع ناديه وقال :لأول مرة بنتفق على حاجه يا ناديه.. شاغل نفسك بيها ليه يا شاهين.

رغم كل شئ زفرت بتمهل وقالت بأدب :اهلا يا عمى.
الحوفى باستهزاء:هه... عمك.. ايه الادب ده يا ناديه؟
ناديه بثبات وقوه:وحد قالك انى قليلة الأدب.
الحوفى :بلاش تنبشى فى القديم ياناديه احسنلك.
ناديه بقوه:لا هنبش يا حوفى.. ترمينى ليه انا وبنتى الى مالحقتش تشوف ابوها ذنبنا ايه؟
الحوفى:ذنبكوا انك لفيتى على ابنى عشان يتجوزك.. سرقنى عشان يتحوزك.

ناديه :ابنك الى سرقك مش انا... الست ذبيده مراتك الى سرقتك مش انا.. وانا مالفتش على ابنك وسرقته زى ماهو صورلك.. انا اتغصبت على الجوازه دى... عارف يعني ايه عيله عندها 15سنه بتلعب فى الشارع مع بنات الحته يشوفها شاب صايع دلوعة امه فتعجبه يروح يجرى على امه تقوم تحوزهاله.. زى اى اب ابويا طلب مهر وشبكة وشقه.. فهمنا انك مسافر وسايبله مبلغ حلو بس مش هتقدر تحضر.. والشهادة لله الست زبيدة كانت تعرف تلين الحجر وتقنعه.. اخدت الفلوس منك بقا من غيرك هى فهتنا ان انت عارف ووافق وانت الى دافع... اتجوزنى غصب قعد معايا سنه.. كان دلوع امه وانا كنت عيله مش فاهمة.. والآخر مات وانا حامل فى بنتى لسه بعد ماجه يعيطلك وفهمك انى لوفت عليه واخدت فلوسو وده كان اتفاقه مع امه.. بتحاسبنى على ايه.

جلس الحوفى على أقرب مقعد خلفه وهو مصدوم وقال:كذابه.. انتى بتقولى كده عشان تطلعى بريئه.

ناديه:لا.. انت الى حبك ليها هو الى خلاك مش عايز تصدق اى حاجة عنها.. الست زبيدة كانت جارت اهلى من زمان من قبل مانت تشوفها وتتجوزها وتاخدها تعيش معاك في امبابه.. ستى حذرت ابويا منها ومن الجوازه دى بس هى عرفت تعمى عينه بالفلوس كويس اوى... عشان ابنها الغندور يبسطلوا شويه.. وأدى النتيجه.... عندى 36سنه وام وبنتى بقت عروسه.. بس بعد شقا وتعب ومرمطه.. المرض ركبنى وبنتى اتربت على الجوع والحوجه.. كل ده عشان صدقت كلام ابنك الفرفور دلوعة امه.. مراتك الى بوطت كل عيالها الصبيان ماكنش فيهم حد عدل غير يمنى الله يرحمها انا لسه فكراها من حبى ليها جيسيكا جت شبهها.

نظر لها الحوفى بصدمه سنوات وقال:انتى مش عارفة حاجة... مش عارفة الفلوس الى سرقها واتجوزك بيها دى كانت فلوس ايه.. انا وشاهين حفيدى شوفنا الذل اسبوع كامل بسببها.

اغمض شاهين عينيه يرفض تذكر اسوء فتره فى حياته.. تلك الأيام التى حولت شخصيته 360درجه..من شاهين فتى طبيبعى فى ال15من عمره لشاهين رجل غير طبيعي وغير سوى.

صوت احدهم يدندن اخرجهم من حرب الذكريات تلك.. ودلفت الحسناء وهى تتمايل بفستانها تدور به تغنى بشقاوه وسعادة.

شباكنا ستايره حرير.. من نسمة شوق بتطير.. شباكنا ستايره حرير.. من نسمة شوق بتطير... وبقالى كتير ياحبيبي.. يا حبيبي بقالى كتير.. بتمنى تجيب الفرحه.. والتوب الابيض والطرحه.. بتمنى تجيب الفرحه.. والتوب الابيض والطرحه.. ونطير.. نطير.. نطير زى العصافييير.... واقتوفلك من البستاااان عقدين حب الرماان.. واقتفلك من البستااااان عقدين حب الرماااان وتلت وردات اخوااات.. اشبكهم على الفستان.. وتلت وردات اخواات.. اشبكهم على الفستان.. ونطير.. نطير.. نطير زى العصافييير.

اقتربت من ناديه مقبلة خدها فقالت ناديه بحاجب مرفوع :مالك كده فى ايه؟

جيسيكا :اصلى كنت بتغدى مع حسين.. خلاص استلم باقى ورثه هو وأخواته.. فقررنا نتجوز الشهر الجاي.

هب الآخر من موضعه وقبض على رسغها بقوه تحركه غيرته فقط متناسيا ما قيل منذ لحظات وقال :يعنى انتى بكل بجاحه جايه تقولى انك كنتى بتتسرمحى مع واحد... وجواز ايه الى بتتكلمى عنه.. أنتى اتهبلتى.

تزامن ذلك مع نزول سمر من على الدرج قائله:وانت ايه مشكلتك يا شاهين.

رد بغضب :مالكيش انتى دخل خالص.

الحوفى بقوه :بس انا عايزك تجاوب على سؤالها يا شاهين... انت ايه مشكلتك إذا كنت أنا نفسي موافق.

تناست عدم تقبلها له واقتربت بسعادة قائله:بجد يا جدو.

ابتسم بحنان وقلبه يطعن بالندم على نبذه لتلك الطفلة :اول مره تقوليلى جدو.. يعنى قربتى تسامحينى.

نطرت للجهه الأخرى بتشويش فقال هو:ايوه موافق.. وهبقى وكيلك كمان واسلمك لعريسك.. مش ده كان حلم من احلامك.

يتحدثون بسعادة غير مبالين بذلك الذى يحترق.. إلا يكفى انها كانت معه.. أيضاً عازمون على الزواج.. جده موافق.

قال بحده:انت موافق على الكلام ده ياجدى.
الحوفى:اه موافق.. انا سألت على حسين.. شاب متعلم ومتربى ومن عيلة كبيرة وعنده ورث كويس يقدر يفتح بيت.. ده غير انه هو الى مربيها.. يعنى بصريح العباره هو اولى بيها اكتر.

جملة عاديه للبعض ولكن يعلم لقد ذبح حفيده وذراعهه اليمين بقوة... اكمب ضغطه قائلاً :انا مش عارف لحد دلوقتي انت ايه مشكلتك.

يعلم علم اليقين شاهين لن يقولها.. لن يبوح أمام أحد أنه يعشقها.. رغم طلبها صراحة منه (انا عايزها ياحوفى) لكن يظل طلب مغلف جامد صلب.. شاهين يعتبر اظهار الحب أمام الجميع ضعف لا يوجد به.

نظر له بغضب وتحرك للآخر تحت عيون ناديه وجيسيكا المتحيره وسمر الحاقده بشده.

_____________________________

يتحدث فى الهاتف بغضب للطرف الاخر :ايش يعني. ويش هذا الى تجوليه.. كيف ماراح شوفك اليوم.. هاااااچر.. لاتختيرى صبرى بريد اشوفك الحين... شغل... انتى ماقولتى انو عندك دوام.. بالأساس كيف بتشتغلى نساء ال مبارك مابيشتغلوا... خفضى صوتك هادا.. لا تعلين صوتك على مره ثانيه.. اقسم بربي يا مصريه إذا مابتكونى قدامى بعد خمسه دقايق.. راح تشوفى جنون لا قبله ولا بعده وانا بحذرك.

اغلق الهاتف بعضب كبير.. لا يستطيع تخيل يومه بدونها.. منذ اتى لمصر ورأها وهو يوميا معها لا يتركها الا بنهاية اليوم.. حتى صباح اليوم هاتفها كثيراً لا تجيب.. يحاول مباشرة أعماله لا يستطيع.. يومه لا يكمل بدونها.. اين الحياة واين الشغب.. اين الشغف واين النفس. هى نفسه وهواءه وعشقه.. ذاب بها تلك المصريه العنيده سليطة اللسان يبدو سيتطلب الامر وقتا لينال حبها.. يريد الطفر بها وبحبها. يمتلكها وتبقى له طوال العمر.

زفر بضيق فقد مر الوقت ولم تأتى فعلاً.. لن يرحمها وسيريها جنان رجال ال مبارك عندما تعشق.

بينما هى تجلس بتوتر تحاول انهاء عملها.. بعد اتصال موظف الاتش آر واعملها أن رصيد اجازاتها نفذ وتعدى المحدد أيضا واما ان تواصل الدوام او سترفد.

عمل كثير متراكم رغم مساعدة حبيبه لها.. تصميم جديد يتطلب تنفيذه اليوم والا الطرد.

شاهدت حبيبه توترها فقالت :اهدى بقا... بطريقتك دى مش هنعرف ننجز حاجة خالص... انا مش فاهمه بجد.. اسبوعين مش بتيجى الشغل.. انتى اتجننتى..ده انتى راجعه بمعجزه انتى ضاربه مدير يا ماما. وانا وزميلك عملنا البدع عشان نرجعك تقومى ترجعى يوم وتغيبى الباقى.

هاجر بتلاعب:زميللنا.. ولا قصدك على مروان.

حبيبه:قصدك ايه.
هاجر :الواد لف وراكى السبع لفات... جرى ايه يا سماره حنى بقا.

ابتسمت على ذلك اللقب وقالت :ماتقوليليش سماره قدام حد يابت... ومروان ده عيل ملزق عايش فى دور الكذا نوفا.. وماتزوغيش.. احكى اخلصى.

هاجر :هو الى كل يوم ساحبنى وراه وماسك فيا ومتبت.
حبيبه :همممم.. وعايزه تفهمينى ان هاجر الى لسانها مبرد مش عارفة تقول لأ.. ده انتى مبدئك من يوم ماعرفتك(خلقت لاعترض) ده انتى لسانك طوله مترين.. ولما بتجيبى اخرك الكهربا بتقطع عن مخك.

ابتسمت هاجر بفقالت الاخرى:إلا إذا كنتى مبسوطه وحابه لزقته فيكى.

تركت مابيدها وجلست لجوار صديقتها وقالت :بصراحة اه.. اووى.. من ساعه ما قالى انه بيحبنى وانا طايره من الفرحه.. ولا غيرته... نااار.. بيحسسنى انى أجمل واحلى واحدة في الدنيا.. مجنون بيا اوى ومش تمثيل انا حاساها.

حبيبه :طب وانتى؟
هاجر :مش عارفة.
حبيبه :لو مش عارفة اقولك انا.. هاجر الى قدامى حبت جواد.. انتى مش بتعرفى تعملى حاجة غصب عنك.. حتى الحب. كان ممكن ترفضيه.. ده انتى غامرتى بشغلك الى بتموتى فيه عشانه.. بتخافى على زعله وفرحانه بحبه.

هاجر :صح.... استنى يالهوووى.. دى مسدج منه... أنا تحت الشركة الحين يريدك قدامى.

لملمت اشيائها بدون تفكير وهرولت للخارج بسرعه لذلك المهوووس.

تنهدت حبيبه فرحه لصديقتها حزينه على قلبها الذى تعلق بما لا يحق له.. تنظر له من بعيد كالفاكهه المحرمه بل وعليها احترام علاقته باخرى فلا ذنب لها.

فى تلك الاثناء دلف صديقهم مروان كعادته كل يوم بحجه جديدة :مساء الخير يا بيبه.
حبيبه:مساء النور. بس بعد إذنك يا مروان. اسمى حبيبه.. انت عارف مايصحش.

مروان :ليه يا حبيبه كل ما حاول اكسر الحاجز واقرب تصدينى.

حبيبه :عشان انا مش شايفاك غير زميل.. زميل وبس.

تركت له المكان وخرجت فى حين قال هو:والله ابدا... الغزال لاسمر ده مش هيعدى من تحت ايدى ابدا... كله بالحنيه بيفك.. وانا بالى طويل اوى.

__________________________

فى غرفة الطعام بمنزل نيروز كانت تساعد والدتها فى وضع اطباق الطعام فقالت امها:روحى اندهى لابوكى.

ذهبت نيروز ودقت الباب عليه ثم عادت لتجلس على المائدة المتواضعه.. ثوانى وجلس والدها بتعب :ااااااه... كان يوم صعب اوى.
نيروز:ربنا يقويك يا بابا.
والدها :ويخليكى ليا ويحرسك.
ام نيروز :بس انت اتاخرت اوى النهاردة كده ليه؟
عبد المعطى بارهاق:منهم لله البعدا.. خلصت شغلى على الطريق الصحراوي.. بعدها اخدت مكان سواق البيه الى غايب النهاردة... وصلته لحفله والعياذو بالله.. شرب وسهر ونسوان عماله تتلزق فيه.

ام نيروز:اخص الله يخيبه.. على الله مراته تقفشه.
نيروز بمرح:ههههه دى هتعمل منه فراخ بانيه. 
عبد المعطي :مش متجوز.. هو ده بتاع جواز... ده ليه الحرام او بالكتير اوى العرفى لما واحدة تستعصى عليه... انا عارف عنه بلاوى... حمدى السواق الخصوصى بتاعه صاحبى الروح بالروح.. يا ساتر يارب... ده بيعمل بلاوى... بيبدل فى الحريم زى الشرابات. 

نيروز:معقول. 
عبد المعطى:وانيل.. ده امبارح... ولا بلاش.. خلينا فى حالنا. 

نيروز:صحيح دى سيره نتكلم فيها على الاكل.. تعالى احكيلك على خناقه هاجر مع ابن عمها انت كنت مسافر يومها. 

استمع لها باستمتاع وضحكات عاليه غير مصدق تلك القصة العجيبة. 

انهت الطعام وذهبت للحديث مع امجد فقد اشتاقت له. 

رن جرس الهاتف مده حتى اوشك على الانفصال ولكن جاء الرد :الو... عامل ايه... ايه الدوشه دى... فرح... فرح مين... امممم الف مبروك.. لا مش هنام هستناك بس متتاخرش عشان لازم انام بدري النهاردة... طيب طيب هستناك والله.. سلام. 

أغلقت الهاتف تتنهد بهيام وتحاول المذاكره قليلاً حتى يعاود ويحدثها فهو قد غضب بشدة لأنها ستنام وتتركه. 

على الجهة الأخرى ينظر له شاهين بزهول وقال:انت ياض انت مش هتبطل كدب.. بتقولها فى فرح وانت فى حفله ونسوان ومقضيها مسخره.. ده انت لسه نازل من مع دولى من اوضتها... مش بتقول بتحبها. 

امجد :مش بس بحبها.. ده بموت فيها.. بس.. مش عارف... مش عارف مالى. 

شاهين :يعنى ايه.. دى كده خيانة.. لو بتحبها مش هتعرف لا تشوف ولا تقرب لحد غيرها. 

امجد :قولتلك بعشقها.. عايزها ليا. بس.. بس انا.. انا راجل وهى لسه طفله.. ليا متطلبات زيادة شويه... انا حتى مش عارف اتجوزها دى لسه صغيره.. ووو
شاهين :ماتبررش لنفسك.. لو بتحبها فعلاً مش هتطيق تبص لغيرها. 

امجد:ايوه بس انا خايف.. خايف احبها واقطع نفسي ليها وهى فى الاخر ماتحبنيش. 

شاهين :بس الى انت بتحكيه دى تصرفات واحدة بتحب. 

امجد:انت ممكن بس تكون مش فاهم.. انا عارف.. البنات في السن ده سهل بسرعه تنبهر وتحب.. وده الى بحاول العب عليه دلوقتي انها تنبهر بيا وبتحبنى واعرف اسيطر على دماغها وقلبها... اعرفها الى عايز اعرفهولها واسستمها على طريقتى. 

شاهين :يا لعييب... طب ما ده حلو اوى اهو. 

امجد :ماهو مش زى مانت متوقع... البنت فى السن ده زى مابتحب بسرعه... سهل تكره بسرعه.. سهل حد تاني يقرب منها يبهرها ويجذبها ليه.. سهل اوى ياشاهين... المشكلة أن كل ده أوانه فات.. انا وقعت فيها والى كان كان.. بعمل كده بس عشان اثبت انى لسه ملك نفسي وأنها ماملكتنيش.. بس هى الحقيقة مالكتنى... جنبى ستات من كل شكل ولون.. ولسه نازل من مع دولى... بس مجرد انها هتنام بدرى وتسيبنى مخلينى اتعصبت عليها. 

شرد شاهين ببارقة امل من حديث صاحبه... ولكن كيف وهى ستتزوج. 

لكزه امجد بمرفقه وقال:لسه مش راضى تقول لصاحبك فيك ايه... بلاش... طب كارف نادين ليه بقالك مده. 

شاهين :ماتشغلش بالك بيا.. وبطل عك واعمل حساب انها ممكن تعرف. 

بهت وجه امجد ولكن عاودته الثقة فهو يظن أنه حتى لو حدث سيستطيع السيطره عليها وعلى غضبها واحتواء الموقف من جديد. 

_____________________________
وقف عمر أمام غلاية الماء يصنع الشاى. 

دلفت والدته وجدته على عادته من اسبوعين.. شارد دائماً.. به شئ ناقص. 

تحدثت وهى تمسد على ذراعه قائله :بردو مش ناوى تقولى فيك ايه. 

انتبه لها فابتسم بشحوب وقال:ولا حاجة ياست الكل. 
ليلى :يابنى ريح امك.. هتفضل لحد امتى تكتم جواك كده. 
عمر :مالى بس.. مانا فل اهو. 
ليلى :طب بلاش.. قولى فين البت الى كنت بتصلحلها العربية.. الى جت باتت عند ان نيروز. 

عمر وهو يهرب بعينيه بحركه تعمله من ولدته جيدا :سافرت بلدها.. عادي.. صلحت عربيتها ومشيت... مصلحتها هنا خلصت. 
ابتسمت يتلاعب وقال:وايه المشكلة يعنى اول مره تقول على حد جه صلح عندك حاجة كده. 
عمر:ككده الى هو ايه يعني؟ 

ليلى :خلصت مصلحتها ومشيت.. ماهو ده الطبيعي. 
كما توقعت صمت ولم يجيب فقالت بمكر:بس والنبى عثل وليها طله كده وقبول تدخل القلب على طول.

ابتسم رغما عنه يتذكرها وهى تتابع ردات فعل ابنها فالقت بآخر كارت:ايه رأيك فيها. والنبى عروسه حلوه... ماعرفتش عندها كام سنه. 

نهض من موضعه يعلم رد فعل امه المتوقع:32.

ليلى:اكبر منك... خسااره.

هزت رأسها بيقين وهى وضعت يدها على سر حزن ابنها ولكن ما باليد حيله.. فلماذا تزوجه من هى أكبر منه.. بنات الناس كتير. 

_____________________________

جلست ناديه تتحدث فى الهاتف مع خالة حسين التى تعمل بالخارج هى وزوجها منذ سنوات. 
ناديه:عاش من سمع صوتك يا سهير.. كده برضه كل ده ماسمعتش صوتك. 

سهير:سيبك منى دلوقتي... صحيح إلى انا سمعته ده.. هو حسين ناوى يتجوز جيسيكا بنتك. 
ناديه :اه وايه الجديد.
سهير بصراخ :جديد ايه وهبل ايه.. انا اول مره اسمع الكلام ده.. انتى اتهبلتى ياناديه... إزاى واحدة تتجوز اخوها. 

ناديه :اخو مين يا سهير انتى اتهبلتى. 

كان ذلك تزامنا مع مرور شاهين بجوار غرفتها فاستمع للباقى. 

سهير على الهاتف :انتى ناسيه أن ام حسين هى الى مرضعه جيسيكا.

ناديه:لا مش ناسيه.. مرضعاها على زين ابنها الى من سن جيسيكا.. يعنى هى اخت زين والى اتولدوا من بعدوا. 

سهير بصراخ وغضب على ذلك الجهل المنتشر:اغبيا... اغبيا ومش عارفين ابسط امور دينكم... الشرع بيقول ماجتمع على ثدى واحد فهم اخوه... يعنى طالما رضعت خمس رضعات مشبعات واكتر تبقى ام حسين وابو حسين ابوها وامها شرعاً وحسين وزين ومازن واى حد رضع من ام حسين يبقوا اخواتها. 

ناديه بصدمه:لا... انا ماكنتش اعرف... ازاى اخوها في الرضاعه. 

سهير :اوقفى المهزله دى... ده اسمه زنا محاااارم. 

ناديه :انتى متأكده يا سهير.. يعنى كده هو اخوها زيه زى زين؟!!

سهير:اغبيا..ونعد نفتى لبعض ليه مافى حاجة اسمها دار الإفتاء... روحى واتاكدى.. دى معصيه يتهز ليها عرش الرحمان يا شويه جهله. 

ثم اغلقت الهاتف فى وجه تلك الغبيه وناديه تحدق للإمام بصعقه... اما بالخارج شاهين يضحك ويبتسم وعينيه تدمع من الفرحه وهو يرفع عينيه يشكر ربه. 

**************


الفصل الرابع عشر من هنا 


 

تعليقات



×