رواية انا السئ الفصل الثاني عشر 12 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الثاني عشر 12 بقلم سوما العربي 





رواية انا السئ

12

تجلس فى غرفتها تهز ساقيها بغضب

ذلك الشاهين اجبرها على الاعتذار.. رسالته واضحه (لو انا مش جنبك هسيبهم يهزئوكى) ابنة ناديه المنبوذه ل18عام كانت تعيش على الفتات لا تأكل اللحم الا مره كل ثلاث شهور او يمكن اكثر وليس ببيتهم بل عند خالتها.. ملابسها دائما مهترءه تأخذها من بنات خالتها وتقوم بتضييقها وتقصيرها حتى تناسبها وبعد كل هذا تظل باهته قديمة رغم أن جسدها الجميل وملامحها الحلوه كانت تبرز فيه ويليق بها اى شئ لكن تظل قديمه باهته مضطرة ان ترتدى من ثياب اسيل الواسعه زيادة عن اللزوم بالوانها وزوقها الذى لا يناسبها. تربت فى غرف النظافه بالمستشفيات مع زميلات والدتها بسبب عمل امها ليل نهار وأحيانا مع اولاد الجيران وبمنزل حسين.

حسين...قصة اخرى هو.. تحبه جدا لو ظلت طوال عمرها تمتن له على مافعله معها من صغرها لن توفيه حقه.. لطالما اهتم بها.. أحياناً كثيره يحتد عليها ولكن تعلم من شدة حبه لها وخوفه عليها.. الغريب أن جيسيكا سليطة اللسان العنيده تقف امامه طفله منكمشه مستعدة ومرحبه يعقابه... حسين لا يكبرها بالكثير من الاعوام ولكن هى وضعته فى كل أنواع الرجال فى حياتها.. الاب الذى لم تراه.. الاخ الذى يراعها.. الصديق.. الحبيب.. الزوج بالتأكيد.. تعلم علم اليقين انها لو تزوجت فلن يكن إلا حسين.. عريس يعنى حسين.. لم تفكر في القبول او الرفض هى معروفه هى لحسين ولن تتزوج غيره.. كمسلمه من المسلميات.. الزوج هو حسين.

وبعد كل هذا ويأتي ذلك الشاهين يطلب صفحه جديده.. اى صفحه ها؟ لم يعطيها هو كراس من الأساس لتكتب به.. لم يعطيها اى شئ.. كم طردت من امام بيته ذليله مكسوره... تذكر يوما جاءت الى هنا فى محاولة من محاولاتها القديمه رفض الحارس ادخالها وقال إن لاحد بالداخل...جرت اذيال الخيبه والذل وتراجعت خطوتين.. خطوتين فقط وراته.. شاهين بيه الحوفى يرتدى افخم الثياب يقود سياره كلمة فاخره قليله عليها وهى بالاساس لا تعرف بمراكات السيارات ولا اساميها.. الى جواره تجلس فتاه شقراء يقفز الكبر قفزا من عينيها.. سمعت احد الحراس ينادي على زميله ليقم بفتح الباب لشاهين به وسمر هانم.. لم تكن تلك اول مره لها تراه... رأته كثيراً في المجلات والحرائد بجوار اى شئ يخص المال.. سمر خطيبته المرتقبه رغم علاقاته المتعددة والمستمرة بالمغنيات والممثلات والتى لم تنقطع لكن لو تزوج رسمياً فهى سمر هانم ابنه عمه.. اغمضت عينيها وهى تتذكر محاولاتها المستميته لمحاولة فقط الدلوف لداخل القصر والتحدث معه موقنه انها ستطيع اماله قلبه وجعلها تاخد ولو جزء من حقها لمعالجة والدتها فقط.. لم تريد الطرف ولم تريد البزخ ولولا مرض امها لكانت ظلت بعيده كما هى. ولكنها جاءت العديد والعديد من المرات التى أصبحت من كثرتهم لا تتذكر عددهم وفى كل مره تتطرد بأمر من شاهين بيه.. ويصادف القدر في كل مره تأتى وتطرد يكون هو اما خارج او داخل بسيارته يرمقها بنظره جانبيه مشمئزه يعتقدها خادمه او عامله من مظهرها من بعيد وهو داخل سيارته بسبب ملابسها المتواضعه التى لا تناسب عمرها وبعد المسافه لا تظهر تفاصيل وجهها.. اااااااااااه. والان يريد صفحه جديده.

بدون دق على الباب وجدته يدلف للداخل.. داخل غرفة نومها.. هبت واقفه وقالت:مش من الاتيكيت والاصول بردو انك تخبط على الباب ياشاهين بيه.. لو مش عارف خلى ست سمر خطيبتك تديك كورس مكثف بدل مانت مسيبها علينا كده زى الكلب المسعور.

ابتسم هو لاكثر من سبب.. شقاوتها فى الرد.. لا تنسى شئ وارادت الاخذ بثارها من حديث سمر.. ولما تذكر انها خطيبته هل تغار تلك الصغيرة عليه... مغرور ومسكين شاهين جدا.

تحدث بكل ثبات وهو يضع يديه في جيوب بنطاله:مش محتاج اخد كورس من سمر وسمر لو روحتلها مش هتدينى كورسات اتيكيت هى عايزانى انا.

جيسيكا :انت يابنى ادم انت قلعت بورقوع الحيا.. مافيش حاجة اسمها كسوف عدى عليكوا فى المخروبه دى بتقول كده عادى.. ده ايه ياختى البجاحه دى.

تقدم بغضب وقال:لمى لسانك وانتى بتتكلمى.
جيسيكا :مش لما تتلم انت الاول.. فى واحد محترم يدخل اوضه واحدة من غير مايخبط.. ماحدش قالك انه حرام طيب طالما انتو مش عارفين العيب.

تقدم اكثر حتى ثار وجهه لوجهها انفه لانفها وقال بثبات:تؤ... انا شايفه مش حرام ومش عيب.. وبعد كدة مش هخبط عليكى ومش هتفضلى في الاوضه دى اصلاً.

اخرجته من المود بسبب غضبها منه وقالت :انت عبيط ياعم الحج انت.

شاهين :يخربيت فصلانك.

جيسيكا :ابعد بس كده الاول وانت بتكلمنى.. واخرج اصلاً من اوضتى انت ايه الى جابك هنا.

زفر بتمهل ربما يفلح فى استمالتها وامسك يدها بحب وقال :طب تعالى معايا هوريكى حاجة.

وكعادة شاهين لا ينتظر رد من احد هو فقط سحبها خلفه.. سار قليلا حتى وصل لجناحه قالت بغضب وهى تراه يدلف بها للداخل:انت جايبنى هنا ليه يا اخينا انت.

شاهين بثقه :بوريكى اوضتة نومك المستقبليه.. يعنى حابه تغيرى الدهان الستاير السرير التلفزيون او اى حاجة.

جيسيكا :انت لاسعت صح.
شاهين :لأ.. انا طلبت منك نفتح صفحة جديدة وو

قاطعته هى بنفاذ صبر:وايه.. ها.. ايه.. مافيش صفح ومافيش كلام بينى وبينك اصلاً.. كنت فين انت.. كنت فين 18سنه.

تقدمت منه بحزن وقالت :بتعمل كل ده ليه.. لأ انا ولا انت بنطيق بعض.. يبقى كل ده ليه.. بقالى كذا يوم بفكر هتستفيد ايه من الى انت بتعمله.

شاهين بحزن وتأثر:مش بعرف اعبر عن اللي جوايا ولا بعرف أقول كلام حلو بس انا راحتى معاكى.. لما حضنتك وبقيتى جوا حضنى حسيت انى كنت بجرى بقالى سنين بدور على حاجه مش عارف ايه هى ولقيتها خلاص.. مستنيه منى انى اقول كلام حلو يدوب قلبك بس انا مش بعرف ومش هعرف ومتنتظريش منى كده.. حتى الكلام الى بقولو دلوقتي لاول ولاخر مره هقولو.. الرجاله انواع وانا مش بعرف ولا بحب اعبر عن اللي جوايا... مش هجيب ورد ولا هفضل ليل نهار اقولك كلام حب انا كده.. او يمكن قسوة الدنيا خلتنى كده.. بس انتى راحتى يا جيسى وانا عايزك.. عايز ارتاح بقا. يوم ما قربت وحضنتك لاكنت مخطط ولا ناوى بس لاقتنى باخدك فى حضنى انا حتى كنت مستغرب الى بعمله.. معقول انا وجيسيكا.. بس بعد ما ضميتك ليا عرفت وفهمت.
تنهد بقوه لا يستطيع التعبير فقال :مش عارف اقولك ايه بس حسيت ان ده الصح.. ده مكانى ووو.. مش عارف بس انا راحتى معاكى.. ولازم هرتاح.

تقدمت منه وهى مزهوله وبداخلها الكثير من الافكار ولكن الشئ الرئيسي ان حقها رد لها بدون مجهود.. اغمض عينيه مستمتع بقربها ولكن... فتحهم بصدمه وهو يستمع حديثها:عارف يا شاهين بيه انا من يوم مادخلت بيتكوا وانا بفكر هاخد بتارى منك انت وجدك إزاى بس عقلى الصغير ده ماعرفش يوصل لحاجه.. بس شوف ربك ياخى.. اسمه المنتقم الجبااار.. انتقملى هو وجبر بخاطرى.. قالى يا جيسيكا اقعدى وحطى رجل على رجل انا لا بغفل ولا بنام.. شاهين الى كان بيطردك من قدام بوابة بيته جه دلوقتي يقولك راحتى معاكى عايز ارتاح.. جده الى هو السبب الرئيسي برضو ماهو لو كان فرض عليكو حقى ماكنتوش هتعترضوا.. هو كمان هاخد حقك منه ماهو الحوفى الكبير من زمان ناشر فى كل المجلات والاعلام انك لسمر بنت عمك.. هاخد حقك لما يختلفوا بسببك ولا تكون فاكرنى عيله صغيرة وماخدتش بالى من تلميحاته كتير.. لااا خد بالك.. ده أنا مرقعه اتمرمط كتير واتربيت فى كل بيت شويه.. مارضعتش من لبن امى حتى.. وكل ده طبعا يرجع الفضل فيه لجدك وليك.. بتقول راحتك معايا.. عارف يا شاهين انا كام مره جيت هنا وشوف ياخى كل مره كنت بقابلك.

اتسعت عينيه بصدمه اكبر فقالت :اه.. وكنت بتبصلى على انى خدامه جايه ادور على شغل.. وتاخد السفيرة عزيزه وتمشى سمر هانم... عارف يا شاهين انا كنت باجى هنا عايزه حق علاج امى بس.. مش عايزه البس احسن لبس زي سمر ولا اركب عربية زيها ولا اشبع زى اى حد ولو ان ده ابسط حقوقى.. كنت عايزة حد يدافع عنى.. راجل فى ضهرى.

لمعت عينيه بدموع وتأثر نادراً ما يحدث معه.. وجد حالها يتبدل وتتغير نظرة عينيها وقالت :بس انا دلوقتي عايزه كل حاجه.. هلبس زيكو.. واعيش زيكو.. حقى.. وما تخافش.. مش هطمع فى حق حد ولا هعمل خطط واخد حق حد ناديه وحسين ربونى كويس.. امى هتيجى تعيش هنا وهتتعالج فى احسن مستشفى.. ولو هتجوز هيكون حسين.

افرغت كل مافى قلبها وتركته مصدوم وخرجت.. صوت الخادمة بالخارج تحدثها أعلمه ان والدتها وصلت... سقط هو على أقرب مقعد خلفه ووضع يديه على رأسه.. ماذا فعل هو واين كان عقله.. طفله وحيده جائعه وحزينه.. نعيمة كان يتردد على بيته وهو بكل قسوه وغباء يترده.. مالك الملك والسموات جعله ينتقم من نفسه بنفسه.
_____________________________

مازالت الصدمه تعتليها... تجلس بالخلف فى سيارته وهو لجوارها.. كتفه لكتفها.. يود احتضانها ولكن يخشى لسانها السليط.. منذ قال ما بداخله وهى متسعه العين لا تحرك ساكننا جرها جرا للسياره بعدما استدعى سائقه المصرى.اجلسها بالداخل واستدار يجلس ملتصق بها بشدة. 

همس بجوارها وقال :ويش بيك يا هاچر.. ليش ساكته ما قولتى شى على الى قولته. 

نظرت له ياستغراب وقالت:اصل.. بصراحة ولا مستوعبه ولا مصدقة.. ماهو بردو ماحدش بيحب حد فى يومين. 

جواد:معك كل الحق.. انا نفسى مستغرب حالى.. مابعرف شو الى صار وياى من وجت الى شوفتك فيه.. بتعرفى.. من لما اجى عمى خبرنى عنك وانا مانى راضى ابدا عن الفكرة.. مارضيت حتى اجى لكن هو اصر.. اجيت من المطار على بيتك كنتى اول حدا بشوفو.. عيونى تاهت منى فيكى.. عيون غزال واسعه.. وجه ابيض متل التلچ.. كل شى فيكى شدنى.. حسيت انه اول مره بشوف بنت.. خفة دمك وطوله لسانك.. لما وقعتى قدامى حسيت قلبى وقع بالأرض.. أول مرة بحس بهاى النار وانا شايف رجال داخل يكشف عليكى... نار جديدة عليا.. ضليت طول الليل بالى مشغول عليكى.. ماطمنت الا بشوفتك لما اجيت تانى يوم.. صوتك بالجوال بيريح بالى ويهدى قلبى.. عشقتك يا مصريه ولا تسالى ليش مره ثانيه.. العشق مالو أسباب.. جواد ال مبارك عشق المصريه. 

تنظر له منبهره.. منبهره جدا جدا.. حديثه يخطف القلب.. لاول مره تتعمق فى ملامحه.. وسيم.. وسيم بدرجة كبيرة.. جسده عضلى رياضى.. عيونه حادة مثل الصقر.. شعره اسود ليل ناعم.. لحيه خفيفة زادت وسامته.. انف حاده مستقيمة.. طول جدا زيادة عن اللزوم. 

تحدثت بحنق :بس انت طويل عليا. 

انفجر بالضحك لا يستطيع التوقف... جنيه جميله بلسان سليط وقع بها:ههههههه... بعشقك يا مصريه بعشقك. شسوى بحالى.. شسوى بيكى وبلسانك هذا.. روحك حلوه كتير حبيبتي. 

نظرت له بهيام وعيونها تقطر قلوب وقالت ببلاهه:حلوه منك اوى.. قولها تانى. 

جواد:حبيبتي.. انتى حبيبتى هاچر. 
هاجر:هيييييييح. 
جواد:هههههههه شو بتسوى فيني ها؟ دمك.. حركاتك... روحك.. بتاخدى عقلى. 

هاجر:كلامك حلو يا مضروب. 
جواد:ههههههه.. على الأقل احترمينى يا مصريه.. انا اكبر منك وولد عمك. 
هاجر :انت عندك كام سنة صحيح؟ 

جواد:بتعتقدى كام؟ 
هاجر :امممم.. معدى الثلاثين... مش عارفة باد ايه بس اكتر من تلاتين. 

جواد:عندك حق.. انا عمرى 25 عام. 

هاجر :بتيجى مصر من زمان. 
جواد:اى صحيح بس لاول مره بحبا كدا... اول مره بعرف انه عشقى بمصر وانا ماكنت بعرف.. راح تحبيني مش كده. 

هزت رأسها وقالت :اممم.. مش عارفة.. ماقدرش اوعدك بحاجة يا اخ جواد... انت وشطارتك بقا.

هز رأسه بيأس منها وقال:كيف يعني.. مانى فاهم؟

ابتسمت قائله بتلاعب:الحب ده مش بايدينا.. ياحبك يا لأ... وانت الصراحة فاجئتنى.
جواد :ياحبك يا لا.. كيف يعني؟ 
هاجر :امال انت كنت مفكر ايه.. هتنزل من الطياره تلاقى بنات مصر واقعين فيك.. اخدت على هزارنا لما نقول عايزه ثرى عربى ونهزر وكده.. ده كلام واول ما ييجى حد زيك تلاقينا خفنا وكشينا ونقول لأ الى نعرفه احسن من اللي مانعرفوش... طبعا دى مش قاعده بس بيحصل. 

جواد :بس لو حدا بتحبيه الامر بيختلف صح؟ 
هاجر :صح.. الحب بيغير كل الموازين وكل التوقعات.. بس انا لسه مش عرفاك اصلا عشان احبك. 

جواد:والحب من اول نظره ايش.. ماسمعتى عنه؟
هاجر :لا سمعت بس انت ناسى ده انا اول مره كنت ماسكه فى زمارة رقابتك وحبيبه حاشتنى عنك. 

ضحك جواد مجدداً بقوه وقال من بين ضحكاته:لا تذكرينى.. ههههههه كان شكلك لطيف چدا.. مابتتخيلى وجه احمر وعيون واسعه بنت شقيه معصبه وبتصرخ فيا.... ههههههه حلوه كتير.. ولا كلماتك ههههههه بحبك كتير هاچر. 

هاجر :احمم.. طب بس عشان بكسف. 
قهقه مجددا فقالت:اه انا وش كسوف اووى.... وبس عشان وصلنا. 

نظر لجواره وجدهم وصولوا لبيتها فقال وهو يقبل باطن يدها:راح شوفك بالغد. 

هاجر :ده طلب ولا امر عشان ابقى فاهمة بس. 
جواد :لازم تچادلى يامصريه.. امر من ابن عمك.. ريال بيعشقك كتير. 
هاجر :لا خلينا فى الاخيره.. لكن ابن عمى دى بلاش لمصلحتك. 

جواد :هاچر.. ليش منك متقبله الموضوع؟ 

اشاحت بوجهها وقالت :لو سمحت بلاش نتكلم في الموضوع دلوقتي. 

وفرت بضيق وقالت:وبعدين بقولك ايه.. اليوم كان حلو ومش عايزه اختمه.. شكلك كده نكدى وانا واحدة فرفوشه ومابحبش النكد وده مش فى مصلحتك. 

جواد:كيف يعني؟ بيقولوا المصريات... قاطعته وقالت:إشاعات مغرضه يا اخ جواد.. وبكره تشوف. 

قالت الأخيرة وهى تغمز له بعينيها وتخرج بمرح من السياره وهو يتابع أثرها بحب. 

_____________________________

انهت حبببه هذا الاجتماع السخيف جدا... يجلس لا يتحدث لا بعمل ولا بشئ... حديثه غير مرتب وغير واضح... وحيد الفايز لا يعرف ماذا يريد.. هذه كانت محصلة اجتماعها معه ومع مديرها بالعمل.

رغم اناقتها المعتادة لكن وجهها حزين.. تسير الى البيت بلا روح.. حبيبه خفيفة الظل ساكنه هادئه صامته. 

ارتطمت باحدهم نظرت.. وجدت هاجر تنظر لها باستغراب :مالك يابت فيكى ايه. 

حبيبه بابتسامة فاتره :مافيش حاجة.. عامله ايه؟ 
هاجر :الحمدالله.. انتى فيكى ايه.. ومختفيه كده من اول امبارح ليه... ده انتى حتى ماسألتيش عن الغلبان الى كنت ماسكه فى خناقه.. مش طبعك يعنى. 

حبيبه:اه صحيح طلع مين وعايز منكو ايه؟ 
هاجر بحاجب مرفوع :بت.. اخلصى فيكى ايه.... استنى استتى.. دى السندريلا جت اهى هى كمان.. كلنا جايين متأخرين كده... الانحالا صاب بنات البيت كله. 

نظرت خلفها وجدت نيروز تتقدم بوجه يشع سعادة.. رفعت حاجبها مجدداً وقالت:وانتى فيكى ايه انتى كمان.. وراجعه متأخره ليه؟ 

نيروزبسعاده:كنت.. كنت بكمل المشروع مع صحابى واخد وقت وكده. 

لن تتحدث نيروز..نيروز بطبعها فتاه تخاف من الحسد.. مؤمنه بشدة بأن العين حق.. لم تحكى لاصدقائها خائفه من الحسد.. لم تحكى لوالدته خائفه من ان تمنعها.. قالت بمراوغه:مالك يا حبيبة.

هاجر :امممم.. شوف السوسه.. بيتغير الموضوع... هعرف بردو. 

نيروز :ياختى اتهدى وشوفى البت فيها ايه. 

حبيبه بضيق :يوووه.. خلاص يا جماعة. قولت كويسه كويسه ايه هنعرفونى اكتر منى. 

ثم صعدت الدرج بضيق. 

نيروز :هطلع لاحسن اتاخرت على ماما.. شويه هنزل لحبيبه وهندهلك. 
ثم صعدت هى الاخرى وهاجر خلفها تقول :زوغى زوغى...هجيبك بردو وهعرف... البيت اتشقلب حاله فى يومين. 

دلفت للداخل تنادى على والدتها.. وجدت عمر يجلس امام التلفاز رد هو :راحت تشترى شويه حاجات مع ام حبيبه. 

من رده عليها علمت أن به شئ. اقتربت منه قائله :مالك يا عمر. 

نظر له.. لا يعرف ماذا يقول.. هو بالأساس لا يعرف ماخطبه.. منذ الامس وهو كالذي فقد شئ.. هل لأنها رحلت.. كلمة اخى الصغير تتردد فأذنه و... زفر بقوه لا يعرف كيف يشرح ولا يحب البوح بمكنون صدره.. تعود على ان يتحمل ويستمع لكن لا يبدى ما بداخله. 

تنهد قائلاً :مافيش حاجة.. خلصت بس شغلى بدرى.. الجو مش حلو ماحبتش اخرج..انتى جايه متأخرة ليه. 
هاجر :لأ مش ده إلى فيك.. ماتحكى.. طب جرب. 

نهض هو قائلاً محاولة المرح:انتى طول عمرك زنانه ورغايه.. بس اليومين دول زادو بصراحة.. انا سايبلك المكان وقايم. 

هاجر :هتفضل طول عمرك بير مالوش قرار ياعمر. 

____________________________

فى غرفة جيسيكا تجلس بحضن والدتها التى جاءت منذ ساعات.. لم يكن فى استقبالها احد غيرها. 

صعدوا للاعلى وارتمت بحضن والدتها فقد اشتاقت لها كثيراً. 

بعد مده ابعدتها ناديه وتحدثت بجديه قائله:حسين حكالى على الى حصل.. بس بردو زعلانه منك... كده توجعى قلبى عليكى يا جيسيكا.. ده انا ماليش غيرك. 

جيسيكا :غصب عنى والله يا ماما.. زى ماحسين قالك منعونى اخرج. 
ناديه:وجيبانى هنا ليه.
جيسيكا :نعيش هنا يا ماما. 
ناديه:نعم؟ نعيش هنا.. ده ازاى وليه؟ 

جيسيكا : ازاى ببساطة لانى هنا وهما عايزينى اعيش هنا فأنا مش هعيش من غير امى.. نعيش هنا ليه؟ عشان ده ابسط حقوقنا... انتى ارملة مختار الحوفى ليكى فيه زيك زى اى واحدة بتورث فى جوزها.. كفاية عليكى شقا وتعب بقا يا امى. ابسط حقوقك تعيشى في مكان نضيف.. تاكلى اكل كويس.. تتعالجى صح.. ومش كتير عليكى تلاقى حد يخدمك...وانا زيك.. انا كمان حقى اعيش زى ما بنات عمامى عايشين والبس زيهم.. لا ده احنا كمان المفروض ناخد حق كل السنين اللي فاتت دى. 

ناديه:الفلوس مش بتشترى كرامه يا جيسيكا.. الناس دي مش هيعاملونا كويس.. انتى شوفتى كام مره روحتيلهم ورفضوكى. 

جيسيكا بتفاجئ:انتى كنتى عارفة؟
ناديه :عرفت متأخر بس كنت حالفه مش هسيبك تجيلهم تانى.

جيسيكا :لا ماتخافيش.. هيحترمونى ويحترموكى غصب عنهم.. كل حاجه اتغيرت... كان ليكى حق لما اصريتى ادخل طب.. العين مش بتحترم غير الى اعلى منها. 
ناديه :مش كل الناس كده. 
جيسيكا :بس ولاد الحوفى كده. 
ناديه :ايه الى اتغير.. ايه اللي جد خلى الحوفى يوافق أنى اجى هنا...لا ويبعت عربية تجيبنى مخصوص كمان. 

جيسيكا :مش هو الى بعت.. ده شاهين.
ناديه :شاهين... وده من امتى؟ 

همت للرد ولكن قاطعهم دق الباب.. أمرت الطارق بالدخول وكانت الخادمة تحمل فى يدها علبة مغلقة وقالت:شاهين بيه قالى اوصل دى ليكى. 

جيسيكا مبتسمة :شكرا جدا... اتفضلى انتى. 

ذهبت الخادمة بهدوء فاستدارت لامها وهى تفتح العلبه وجدت هاتف من ابل احدث موديل. شهقت بتفاجئ وفرحه فقالت ناديه بحده:ايه حكاية شاهين معاكى ياجيسيكا... من امتى حنية القلب دى. 

جيسيكا :مش قولتلك كل حاجه اتغيرت... تعالى خدى دش وهقول لحد يجبلك غدا عشان تاخدى دواكى وتنامى. 

ناديه :مش لما اعرف فى ايه الاول... ايه اللي بيحصل مع بنتى... وانتى هتاخدى الموبيل ده بجد؟ 
جيسيكا :اه هاخده.. زى ما قولتلك ده من ابسط حقوقى. 
ناديه :وانا قولتلك الفلوس مابتشتريش كرامة ومابتشتريش راحة بال. 
جيسيكا :عارفة بس بتشترى دوا وعلاج.. بتشترى سرير نضيف في مستشفى نضيفه.. بتشترى كتب ومصاريف جامعة... وفوق ده كله ده حقنا... ربنا يحاسبنا لو سبناه.. ربنا مابحيبش عبده الضعيف.. اسيب حقى ليه وماعافرش عشان اخده... افرق ايه انا عن محمود ولا سمر ولا على ولا جميله ولا حتى شاهين نفسه... ليه شايفه ان الى بعملوا مش مشروع.. ده حق بشرع الله مذكور فى كتاب ربنا. نجوع ليه ونعيا ومانلاقيش الدوا فى حين أن احنا عندنا الى يكفينا بس ماسعيناش ليه.. امى انا مش بأذى حد ةلا ناويه حتى.. كل الى عايزاه اخد حقى وحقك ولو ساعتها حابه نرجع المنوفية تانى نرجع بس ناخد حقنا ونرجع معانا الى يكفينا... تقدرى تقوليلى هتجوز حسين منين... انا حتى مش معايا حق جهازي. 

ناديه :والله ماعارفه اقولك ايه يابنتى. 
جيسيكا :تقولى لا إله إلا الله.. وادعيلى ربنا يوفقنى ويبعد عنى ولاد الحرام الا كتروا اليومين دول اوى. 

ضحكت ناديه فقالت هى:ايوه كده.. انبى تبسم... كفاياكى حزن وشقا بقا ياناديه مش كفاية الى عملوا فيكى ابويا.. قومى خدى دش سخن يشيل تعب السفر وانا نص ساعه وهجيبلك صينية عشا عليها من خيرات ربنا يكفى قبيله.. لازم تتغذى عشان دواكى. 

سحبت يد امها ودلفت بها للمرحاض الذى انبهرت بتصميمه مثله مثل غرفة ابنتها وباقى القصر.. ثم توجهت جيسيكا لجلب الطعام. 
_____________________________

يجلس وحيد في بيته على العشاء الذى يضم شقيقتيه وخطيبته نورا.. جاءت فجأة للعشاء معهم ودت جعلها مفاجئه. 

صوت نداء اخته أخرجه من شروده:فى اية يا وحيد.. مش معانا خالص.. نورا بتكلمك مش بترد. 
وحيد :لا مافيش حاجة انا معاكو اهو. 
نورا :لا يا وحيد.. فيك ايه.. انت من يوم الحفله وانت متغير.. حصل حاجة معاك. 

ووحيد:لا ماتشغليش بالك انا تمام. 
نطرت لشقيقتيه ثم له وقالت:ماشغلش بالى ازاى.. يعني تبقى فى حاجة مضيقاك واسيبك...مش لازم اشاركك. 

اغمض عينيه بحزن هو يحدث نفسه(عايزانى اقولك ايه بس.. اقولك انى حبيت واحدة تانية وانا خاطبك.. انى مش قادر اعيش من غير واحدة تانية.. واحدة المفروض كنتى تاخدى انتى مكانها.. المفروض احس كده ناحيتك انتى مش هيا..وبعدين ياوحيد)

لم تتلقى منه رد صمتت وهى تنظر ناحيته بحزن.. تشعر منذ فتره أن به خطب ما ولكن لا تستطيع التوصل له. 

____________________________

خرجت اسيل من احدى العيادات الخاصة بالتجميل.. لا تكل ولا تمل ابدا من مواصلة البحث عن علاج لذلك الحرق بوجهها.. تفاجئت بمحمد ابن خال سلمى امامها مرحبا:اسيل.. ازيك.. عاش من شافك يا شيخة.. انتى فين بقالك يومين مختفيه خالص. 

ابتسمت بفتور:ازيك يا محمد.. فيك الخير والله يابنى بتسأل عليا مش زى الندله بنت عمتك. 

محمد :ازاى كده... هى مش بتكملك.. انتو متخانقين؟ 
اسيل:لا خالص... بس حصل معايا ظروف وانشغلت وهى ولا حس ولا خبر.. هى فيها حاجة؟ 
محمد بضيق من تصرفات سلمى:لا هى تمام لسه مقابلها الصبح... تحبى اوصلك؟

اسيل:كتير خيرك معايا عربيتى.. سلام عليكم. 
محمد :وعليكم السلام. 

ذهب هو غير راضى ابدا عن تصرفاتها... دلف لبيتها ودق الباب.. ففتحت له.. رغما عنه ابتسم باعجاب.. هى رغم انفه جميله.. ترتدى عباءة استقبال من اللون النبيتى به تطريز عريض من الذهب.. حجاب ذهبى اللون أظهر روعه تفاصيل وجهها. 

اخرجته من شروده بها قائله:خير يا محمد فى حاجة. 

بنبرة الضيق فى حديثها والتى دائما ما تحدثه بها.. اخرجت كل ضيقه منها وذكرته بها ونسى هيامه.. لابد من بعض الحزم. 

تحدث بحده وقال:لما تستقبلى حد تستقبليه كويس.. ايه خير يا محمد دى.. هو انا بشحت منك..هتبطلى النفخه الكدابه دى امتى وفاكره انى هفضل مطول بالى.. صاحبت عمرك الوحيدة نفسها مقصره معاها.. انتى ايه حكايتك بالظبط... انا صبرر عليكى خلص خلاص... العمر جرى بينا.. فوقى لا فوقك انا... ومرة تانيه ابقى ابتسمى وانتى بتفتحى الباب تستقبلى حد.. مش ناقصه تقفلى للواحد الباقي من يومه. 

انهى حديثه وغادر وهى فقط متسعه العين مزهوله
***********************



الفصل الثالث عشر من هنا 




 

تعليقات



×