رواية انا السئ الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربيرواية انا السئ 10 كانت تستمع له باهتمام كبير وهو يسرد كل ماحدث.. تشعر بما يشعر به.. حزينه جدا لحزنه. انتهى من الحديث ورفع نظره لها... رأت فى عينيه نظره غريبه جديده مستغربه وحائره بها وميض لمعه خفيف. مستغرب حاله جدا... عمر الكتوم يسرد كل مالديه بمنتهى السلاسه هكذا.. لطالما لقبته امه بأنه (بير غويط).. هو كالبحر العميق... لأ احد يعلم عنه شئ ولا يوجد لديه رغم كثرة أصدقاءه من هو كاتم أسراره. حائر من نفسه وما يحدث لها... ماسر كل هذه الراحه ياترى. تحدثت هى تقطع الصمت قائله:اتظلمت اوى مامتك... ست حموله بجد... عايشه كل ده وهى على ذمة راجل تانى... راجل اقل كلمة تتقال عليه انه ندل وخسيس... الله يكون بعونها... هاجر كمان صعبانه عليا اوى.. رغم انى ماقبلتهاش بس حبيتها من كلام نيروز وأم نيروز عنها. كانت تتحدث بحزن.. يوجد خيبة أمل في عينيها وانطفاءللمعه وشغف كانوا متواجدين.. يقسم لقد رأهم قبل حديثه هذا. هل يسأل ام يصمت... قطع تفكيره صوتها تكمل:بس انت لازم تحتويهم اكتر الفتره دى.. هماملهومش غيرك.. انت راجلهم ربنا يخليك ليهم يارب... تعرف كان نفسى يبقى ليا اخ كبير يحبنى ويحمينى زيك كده... تقبل اعتبرك زى اخويا الصغير؟ اخ؟!! لما لا يحبذ هذه المكانة.. او بالاحرة لما يجدها غير لائقه له معها... مهلا مهلاً.. اخيها الصغير.. بما تهذى هذه؟ تحدث هو قاطبا جبينه : اخوكى الصغير!! شيفانى عيل اوى كده. تحدثت بألم اخفته جيدا : عشان انت اصغر منى فعلاً. اندهش بشدة وقال :ليه عندك كام سنة؟ اسيل:32. عمر مزهولا:بجد... طب ازاى... شكلك مايديش على كده خالص... اوعى تكونى كمان متجوزه. ابتسمت بفتور وقالت:لا لسه ماتجوزتش. عمر:طب ليه.. يعنى انتى من محافظة ارياف واعرف ان عندكوا البنات بتتجوز صغيره او يعنى مش ل... قاطعته متفهمه حرجه فى الحديث :مش لبعد ال30صح؟ اماء برأسه بحرج فردت:هو أولاً مابقاش فى الكلام ده فى الاقاليم خلاص.. البنت بقت تعدى التلاتين وسعات الأربعين كمان عادى.. انتو بس الى فاهمين ان بتوع الاقاليم دول قاعدين ليل نهار مع بعض على المصطبه بس الحقيقه البشعة من وجهة نظري ان احنا بقينا زى القاهرة وانيل كمان... لو اتقابلنا بيبقى في كافيه او مطعم ومش كله عارف كله زى زمان.. ممكن نبقى ساكنين فى عماره واحدة ومش عارفين شكل بعض... بس إجابة سؤالك الاساسى ان لسه النصيب ماجاش. عمر:طب ياستى براحه انتى داخله فيا شمال كده ليه. اسيل:ولا شمال ولا حاجة بشرحلك بس... بس اصلى بصراحه بتخنق من نظرة بتوع القاهرة واسكندريه لينا لما واحدة تقول انها من المنوفية ولا كفر الشيخ طنطا البحيرة بيبقوا متخيلنا جايين من ورا الجموسه... ده حتى الافلام والاعلانات يامؤمن لسه بطلعنا على أننا بنمط فى الكلام وبنلبس جلاليب منقوسه الى بسفره دى ومناديل بقويه... ولا تلاقى واحد يبص للفلاح ده على أنه واحد فقير.. انت عارف أفقر فلاح ده بيبقى عنده بيت واسع ملك وعلى الاقل بقرة او اتنين مع قيراطين قرد بالميت كده يعني يعملوا بتاع مليون او اتنين ويمكن اكتر ويجيلك بقى واحد ماحيلتوش من الدنيا غير شقه ايجار قديم ويشاور عليه ويقول فلاح.. انا ببقى عايزه اقوله قبل ماتقول عليه فلاح اتعلم جدعنته وحياءه كفلاح. كان يستمع لكل ماتقوله بزهول وانبهار حقيقى بها وبشخصيتها.. انفعال عينيها من خلف نقابها يبتسم لا اراديا ويقول :طب اهدى اهدى براحه كده.. ده ايه العداء ده مع أهل القاهرة... بس انا عايزه اقولك ان مش كلنا كده. زفرت بتمهل.. حسنا لقد تحامت كثيراً فقالت :سورى.. اتحمقت شويه. عمر:شويه؟! اسيل:احمم.. شويه كتير. ابتسم على روح الطفله بها فقالت:وعلى فكرة برود الحق يتقال مش كل الفلاحين طيبين.. ومش كلهم جدعان.. صحيح أغلبهم طيبين وجدعان بس بردوا فيهم الوحش. عمر:انا لسه مش مستوعب أنك اكبر منى.. يعنى روحك.. سورى يعنى.. روح طفلة.. بنت صغيره. ابتسمت هى لهذا الحديث.. فالنفس تحب من يدللها وقالت:السن ده بالقلب وانا قلبى لسه صغير. نظر لعينيها باعين لامعة وقال:عندك حق. فرحت وهى ترى تلك اللمعه ولكن ذركت نفسها بالواقع الصادم فقالت متحوله فجأة ببعض الجمود:العربيه هتخلص امتى؟ اندهش من تغيرها فقال:ساعتين زمن بإذن الله... هو فى حاجة حصلت ضايقتك؟ اسيل بجمود:وانا هتضايق منك ليه ماحدش يقدر يضايقنى اصلاً. عمر :يخربيت الدبش ياشيخه. اسيل:دبش...ماتتكلم كويس يا هندسة وراعى انى اكبر منك حتى. عمر:لأ ماهو مش بالسن... وصوتك مايعلاش على صوتى مره تانيه... سامعه. ارتعدت حقاً.. تباً لها لما ترتعد من هذا الصغير.. صغير!!؟ اى صغير.. والله هى تشعر انه لأ صغير بجوراه غيرها... ذلك العمر يحجم لسانها بكلمات قليلة وشخصيه صارمه. اكمل بأمر :واتفضلى خدى الكرسى وادخلى جوا عند مكتبى بدل قعده الشارع دى. همت بالرفض القاطع الصارم فقال:انا قولت ايه... اتفضلى. سريعاً... حملت المقعد سريعاً ودلفت للداخل تجلس بإذاعان لأوامره ____________________________ تجلس لجواره بالسيارة وهى منحرجه جدا... كيف تواجهه بعد قبلتهم هذه.. فى بداية اليوم اول ما رأته كانت منشغلة بمقابلتها لحسين لكن الان هى تشعر بحرج كبير تحاول السيطرة عليه.. ولكن ذلك المتبجح لما يتعامل طبيعي وكأنه لم يفعل شئ. على الجانب الآخر.. من قال انه يجلس طبيعي.. شاهين الحوفى يشعر بحرج... طفيف ولكنه موجود.. لقد انساق وراء شئ لا يعرفه طلب من تقبيل تلك الصغيرة.. لما فعل ولما اراد ذلك.. لا يعرف.. كل ما يعرفه انه يكرها.. بالتأكيد.. نعم نعم هو يكرها وبشدة أيضاً.. إذا لما قبلها.. كل مايعرفه انه من الازم عدم إظهار حرجه لها... لكن عاوده السؤال ماهية تلك الأحاسيس التى شعر بها وهى بين ذراعيه.. راحه.. رغبه.. لذه.. رعشة جميله.. رجوله شديدة.. اكتمال.. انها ناعمه... انثويه.. فاتنه.. مغريه.. تذيبه.. تحرقه.. يكرهها.. يريد المزيد.. لا يكرهها.. لا لا يريد المزيد. أخرجه من شروده رنين هاتفها وهى تحاول مداراته ووضعه فى حقيبة يدها الفاخره. شعر ببعض الريبه جلبت له الغضب وقال:مش بتردى ليه. لما تشعر بالارتباك المفترض أنها حره فقالت:مش عايزه ارد دل دلوقتي.. وبعدين ايه.. انا حره. شاهين :مين بيتصل ومش عايزه تردى عشان انا جنبك. جيسيكا :ايه عشان انت جنبى دى.. خايفه منك مثلاً. شاهين :مثلاً... وكمان استنى كدة... مش انا قولت مش هتخرجى بالموبيل العره ده تاني. جيسيكا بغضب :ماتقولش عليه عره.. ده هديه غاليه عندى. ماهذا الذى يشعر به... هل هذه غيره؟!! تحدث من بين اسنانه:من مين بقى. جيسيكا :على فكره وصلت خلاص... ولا تحب تدخل معايا جوا الجامعه كمان. شاهين :اتفضلى.. بس كلامى لسه ماخلصش.. النهاردة اخر يوم هتستعملى الزفت ده. لا وقت لها للجدال حسين بانتظارها.. زفرت بضيق وهى تهم لفتح باب السيارة ولكن تفاجئت به يقبض على يدها يسألها :جيسيكا.. احممم.. ااا.. امبارح وانتى. وانتى فى حضنى حسيتى ايه.. يعنى.. اغمض عينيه يشعر بصعوبة فى الحديث.. تباً له لما سالها ولكنه سؤال ملح جدا منع نفسه بصعوبه الا يسأله ولكن بلا اراده وجد لسانه يخونه ويتحدث. اما هى شعرت بالحرج والارتباك من جديد فقال بتلعثم ووجه محمر:عيب.. عيب اصلاً الى عملته ده احنا لسه ماتحسبناش... انت ازاى... قاطعها هو بحزم ووجوم:من غير حساب.. الى حصل ده غلطه ومش هتتكرر تانى. خرجت من السيارة وهو يتابعها تسير امامه للداخل.. ارتباك عينيها.. تأخرها في الاجابه.. حمرة وجهها أكدت أنها شعرت بشئ.. بالتأكيد كل ماشعر به مر ولو شئ بسيط منه عليها.. ولكن... تلك الصغيره... تلك الصغيره تحاسبه كطفل أخطئ.. لذا تحدث بكل حزم وجمود ان ذلك لن يحدث مجددا.. مجرد رغبة تكلمته فى تلك اللحظة وذهبت. غادر بسيارته وهو عازم على مقابلة نادين اليوم..فهو لديه دعوه لحفل وحيد الفايز سيذهب اليها وبعدها ربما يحظى بسهره خاصه _____________________________ جلست سلمى بتردد توقع على اوراق السلفه لا تريد اغضاب حبيبها.. له يومين يلح عليها بشأن ذلك الأمر.. ولكن المبلغ كبير الى حد ما.. وقعت مرغمه فتنهد بارتياح. خرج من المكتب فقال :ده وقت البريك.. هطلب لنا اكل. هزت رأسها موافقه وسارت باتجاه مكتبهم غافله تماما عن اعين الموظفين والموظفات يتحدثون عنهم.. تعتقد ان لا احد منتبه الى علاقتهم. بعد مده جاء الطعام فوضعه امامهم وقال لصديقهم الثالث:تعالى اتغدا معانا يا معتز. معتز:لا ياسيدي شكرا.. مابحبش اقطع على حد. ثم خرج من المكتب نهائيا فقالت هى باستغراب:هو قصده ايه.. هو شاكك فى حاجة. احمد:شاكك فى ايه بس.. انتى بيتهيئلك.. الناس هنا عارفين انى متجوز ماحدش هيفكر فى حاجة هو قصده مايقطعش علينا واحنا بناكل. وكالعادة... الغبى هو من يتعامل على انه ذكى... انه سيضحك على الجميع ولا احد سيكتشف خدعته فى حين الجميع يعرف كل شئ ويشير عليه من خلف ظهره. زفر بقوه دون ان يتحدث يحثها على سواله ما بك.. وقد حدث فقال هو :اتخنقت... بجد مابقتش قادر استحمل العيشه دى.. انا مش حاسس انى متجوز.. مافيش اى لغة حوار مابينا.. بنتكلم بس عشان الولد.. طلبات البيت.. انا عمرى بيضيع.. وهى ولا حاسه ولا بتسعى انها تحسن من نفسها عشان تعجبنى.. حتى بطلت اعلق على كلامها وتصرفاتها عشان مابتتغيرش.. لا لبس ولا تفكير ولا روح.. بجد تعبت. المعتاد... كلام جذاب معذب.. ينم عن مدى عذاب صاحبه.. مقنع الى درجة كبيرة للكثير من الفتيات وخصوصاً تلك التى بلا خبره كسلمى رغم كبر عمرها. هو غير مرتاح.. غير سعيد.. هى لا تريحه لا تناسبه.. دائما تصدقه.. دائما تتأثر من حديثه.. تتخيل تلك المرأة زوجته على أنها انسانه غبيه غير مهندمه المظهر مشاعرها جامدة قاسية.. حالها حال فتيات كثيره يخدعهم الرجال بتلك الكلمات.. لم تسأل نفسها يوم.. وماذا عن زوجته.. هل هى سعيدة هل هى كذلك حقا.. ولكنه احمد حبيبها.. بالتأكيد هو صادق.. زوجته هى الغير صالحه له.. ستظل معه هو يحتاجها. _____________________________ وقفت حبيبه بسعاده مجهولة المظهر تضع مكياج رقيق يناسب سمرتها الرائعه.. كحل عربى اسود يذيب قلوب ملايين.. روج يناسب ماترديه.. فستان محتشك ولكن مزهل.. تعلم هى تملك منحنيات رائعه.. خرجت سريعا من المنزل ووقفت حائره الى ان قررت:هركب تاكسى مش هستخسر فى نفسى واركب ميكروباص يعنى بالفتسان وشعرى.. يالا مش خسارة فيا. فرحة جدا.. وسعيده كان الغد عيد. هو أيضا كذلك.. لم يكن اقل منها.. بل يمكن الوصف انه اكثر.. تلك السمراء الفاتنة... ااااه والف اااه منها... شعرها الاسود الكثيف.. عيونها السمراء الجميله.. بشرتها اللامعه.. جسدها اللمتلئ قليلاً.. روحها واااه من روحها المرحة.. يعشق عفويتها. يقف وسط الحضور ينظر فى ساعته ينتظرها.. صوت اخته بجانبه حذبه وهى تقول :لسه شويه.. مش هتيجى دلوقتي. هل يعلم احد بمن يفكر.. هل كان يفكر بصوت قال :قصدك مين. داليا:هيكون مين غير نورا خطيبة معاليك.. بس انت عارف.. هى بتحب تروح اى مناسبة اخر واحدة.. مبدئها ان الضيوف المميزين بييجوا متأخر.. وعشان تخطف الانوار والانظار وتاخد السوكسيه كامل ليها. زفر بمهل.. نورا فعلاً تفعل ذلك ولكن مالم يكن يعمله ان هناك أحد يعلم ذلك. ابتسم باتساع وهو يراها تدلف للداخل بفستانها الهادئ.. شعرها المموج منثور حولها.. تبدو مزهله.. تذهب العقل. بلا استئذان حتى من اخته ذهب لها وداليا تتابعه بتسليه وحاجب مرفوع. اقترب منها وقال :فى ميعادك مظبوط. حبيبه :امال يعنى اجى على ميعاد البوفيه.. هيبقى شكلى وحش. ضحك بقوه.. ماذا تفعل هى به. وحيد بإعجاب شديد :شكلك حلو اووى النهاردة... الفستان يجنن عليكى. حبيبه:امممم. واضح ان مجال شغلك علمك ان لسانك يبقى حلو. وحيد:ده صحيح... بس مش مع كل الناس. حبببه :يعنى مش بتجامل اى حد. وحيد:لا طبعا مش اى حد بلص انى دلوقتي مش بجاملك اصلاً.. انتى فعلاً حلوه اوى يا حبيبه. اسمها جميل.. حبيبه اسم جميل.. رأته اليوم فقط جميل.. منذ قليل كان اسمها عادى.. لكن بعد نطق ذلك الوسيم له اصبح مميز... حلو.. غير عادي. نظر لها وقال مازحا وهو يرى صمتها :ايه سكتى ليه... اوعى تكونى اتفاجئتى انك حلوه. حبيبه:لا مش كده.. بس سرحت شويه. وحيد :بس برافو عليكى... شغلك هايل.. انا بحب جدا البنت الشاطر الطموحة. حبيبه:يعنى لو مش شاطره ومش بشتغل يبقى ماعجبش حد. وحيد :انا ماقولتش كده.. فى بنات كتير كويسين بس مش عارفين يشتغلوا. وفى الى مش عارفين يبدأوا ازاى ولا منين.. بس انا بتكلم عنك بالخصوص.. انك موهوبه لأ وبتطورى من نفسك كمان. حبيبه:شكرا جدا.. حضرتك زوق اوى. ظلوا يتحدثون براحه وانجذاب.. سعادة تحوم حولهم.. الى ان قطع الحديث صوت صديقه:اوووو.. نفرتيتى... لا أصدق. التف وحيد له وقال :جو.. مرحبا يا رجل. جون:رحبا بك انا عزيزي... أتذكر تلك ال... قاطعه منبها:انسه حبيبه مندور.. مصممة حمله الدعاية للمنتج الجديد تجيد التحدث بالإنجليزية. ليست غبيه... علمت أن هناك شئ يريد مداراته... ينبئ صديقه الا يطول فى الحديث فهى تعرف لغته. أخرجها من شرودها صوت صديقه :اسمحيلى انستى ان أبدى اعجابى بجمالك الغير عادي.. انتى بالتأكيد اميره فرعونية هاربة من أحد المعابد. وحيد بغيظ :جو... ماذا تقول. جو:اقول ما اراه صديقى... هى مجسد هى لأجمل ملكات العالم.. نفرتيتى .. سمارها غير عادى. وحيد:يكفي جو. جو باصرار:مارأيك عزيزتى.. لما لا تعملين معانا كموديل اعلانات. وحيد :اى هراء تقوله انت. جو :ماذا.. نحن نصنع كريم اساس للنساء لتوحيد لون البشرة مع الوجه وباقي الجسد.. نحتاح لكل درجات البشرة.. لن نجد فتاه ببشره مذهله مثل تلك السمراء الرائعه. وحيد بغيره جديدة عليه :جو... انسى الامر.. حبيبه ليست للعرض. هل يغار؟! .. وهى سعيده؟!.. نعم شعرت بذلك.. ليست صغيرة او ساذجة... هذه غيرة رجل.. يبدو أيضا من نطرات التسلية التى على وجه صديقه انه فقط كان يثبت لنفسه وله شئ ما.. النظرات المتبادله بينهم أكدت ان وحيد فهم الرساله واقر بالأمر.. هو يغار. سعادة شديدة تغمرها.. فرحة بشده.. انظار تلتفت ناحية باب الدخول وهمس من الجميع.. ثم وبدون مقدمات.. صفعه قوية اتتها دون لمس... خطيبته... نورا.. اقتربت منه تحتضنه تهمس له بدلال عن مدى اشتياقها وهو متخشب قد نسى أمر نورا إطلاقاً. رجفة سرت بجسدها.. شعور بالبروده بعد الدفئ.. الوقوع في سابع أرض بعدما كانت تحلق في سابع سماء.. مرتبط... هو مرتبط.. ولكن حديثة المعسول؟ .. اكيد دبلوماسية اعتاد عليها.. نظرات الإعجاب؟.. يهيئ لكى فقط حبيبه.. من انتى بجوار تلك البيضاء ذات الشعر الأحمر.. تستحقى تلك النار التى تشعرين بها.. انتى من تناسيتى من البداية انه مرتبط بأخرى. اذهبى لبيتك ولملمى شتات روحك... انقذيها قبل الغرق بذلك الرجل ذو اللسان المعسول والدبلوماسية الشديدة وكأنه ينقصه شيء على وسامته.. احترقى بصمت ارجوكى انتى فقط من تماديتى بما لا يحق لكى لا تجذبى انظار احد ارجوكى. يبحث عنها بعينيه ولم يجدها... تبا لنورا وله ولتلك الخطبه.. تبا لكل شئ.. يشعر بنار تكوى فؤاده.. بالتأكيد فهمت انها لا شئ له... مهلا وحيد... من المفترض أن يكون مايربطك بها العمل فقط... هل عشقتها يا تعيس الحظ.. ماذا عن نورا وماذا عن قلبه؟ اين ذهبتى حبيبتي الحزينه؟ فى نفس الحفل يقف شاهين على بغير راحه.. ينقصه شئ لا يعلم ماهو ولكن هناك شئ ناقص.. او ربما غير مرتاح. من من لا يعرف هو فقط غير مرتاح. نظر لمن وقق بجواره وقال:انا قولت حفلة زى دى مش هتفوت ابو حديده برضو. تحدث امجد بوجه مشرق على غير العادة :مانت عارفنى... اموت فى المليطه. رفع شاهين حاجبه وقال:ابو حديده بيضحك... ده أنا كنت قربت اسميك ابو تكشيرة بدل ابو حديده... مالك. تنهد بقوه يتذكر تلك الصغيره صباحاً :تقدر تقول كده انى لاقيت الى بقالى سنين بدور عليه. شاهين :وهو ايه بقا. امجد:الراحه... الحب.. الدفا.. انا عارف.. انا لا عيله ولا أهل ولا صحاب بجد غيرك. شاهين :ولاقيت كل ده فين. ابتسم بحب تذكر تلك الصغيرة صباحا ومعالم الصدمه مرسومة على وجهها.. فمها المفتوح بصدمه وهو يأمرها ان تغلقه لمصلحتها والا اغلقه هو بطريقة يرحب بها جدا. شاهين:اييييه... انت يا عم السرحان.. ماتحكى اخلص. امجد:بنت.. بنت صغيره قابلتها صدفه.. قابلتها صدفه وصلتها لأهلها واتغديت فى بيتهم... من يومها وهى مش بتروح عن بالى ابدا.. بقيت اتابع كل اخبارها من غير مل احس.. ويوم ماعرفت انها فتحت لجارهم من غير حجاب اتجننت.. عرفت ان دى نار الغيره وعرفت انى حبيتها. قاطعه شاهين :بس بس استنى انت هتغفلنى.. عرفت منين انها فتحت لجارهم بشعرها. امجد:احممم.. ماهو.. احمم ماهو انا مهكر موبيلها. شاهين :يخربيت دماغك.. عملتها ازاى دى. امجد :لا دى اسهل نقطة في الحكايه كلها مش ده المهم.. انا كنت عايز ابقى معاها طول اليوم بأى طريقة وهى طول ماهى متوصله بالنت تبقى قدامى صوت وصورة. شاهين :يابن الجنيه... طب وعندها كام سنه؟ امجد :19. شاهين :نعم يا اخويا. امجد:زى ما سمعت. شاهين :انت عبيط ولا اتهطلت على كبر.. دى عيله لسه. امجد :عيلة بس هى الى حركت جوايا الى غيرها ماعرفش يحركه.. راحه وحب بحسهم معاها لدرجة بنسى كل الناس وبنسى انا فين وبعمل ايه يبقى طظ في السن طظ في الناس طظ في اى حاجة غير الى انا عايزه طظ في اى حاجة غير راحتي الى لاقيتها أخيراً معاها. _____________________________ لم يستطع الذهاب الى نادين او اى سيده من نساءه... كلمات صديقه تتردد فى أذنه.. كأنه كان جهاز تنبيه له.. مايشعر به صديقة شعر هو به قبلا ومع من؟مع تلك الصغيره... لكن انت تكرها بشده. البيت كله ضوءه خافت... يبدو الجميع نائم. سيصعد لغرفته للنوم أفضل من اى شئ. صوت أخرجه من كل شئ... صوتها يناديه.. انظر اسفل السلم وجدها تقف على أعتاب المطبخ.. تقدمت هى تحاول ان تنحى كرهها ومقتها منه جانباً تذكر نفسها منذ الصباح (لو ليك حاجة عن الكلب قوله ياسيدي). نظر هو الى ثوبها الطويل وحجابها الملفوف باهمال بعض الشئ ولكن بديع عليها. جميلة جدا جيسيكا. نادت عليه مجددا قائله:ممكن اتكلم معاك ثوانى. رد هو :ايه الى مصحيكى وبتعملى ايه فى المطبخ. قالت :عندى مذاكره كتير اوى وكنت محتاحه ساندويتش وحاجه اشربها. تقدمت نحو الدرج قائله:عايزه اتكلم معاك ضرورى. لن يستطيع صدها.. بكل طواعيا هبط الدرج وذهب معها الى المطبخ. جلس على المقعد امام طاوله المطبخ الموضوع عليها طبق فاكهه كبير وبعض الادوات.. وضعت هى علبة المربى وفتحتها تضع القليل منه على عيش التوست.. وجدته ينظر لها ولما بين يديها فقالت بسجيتها:جعان؟ كلمه بسيطة.. سؤال من كلمه واحده ولكن قلب عليه مواجع كثيره.. لم يساله يوما احد جعان شبعان.. دافئ او يرتجف برودة.. هو شاهين.. الكبير.. لابد وأن يتحمل.. الكل يعتقد انه حمول لدرجة كبيرة.. شاهين لا يجوع لا يتعب لا يمرض لا يختنق. لم تجد رد فقط عين عليها وعين على ما بيدها. اقتربت منه ومدت ما بيدها لفمه ففتح فمه بطاعة اذهلتها. وجدته يقضم الطعام من يدها بهدوء كطفل يتيم لا يحمل قوت وجبته رغم أنه شاهين الحوفى يعتبر مالك هذا القصر وما فيه بما فيهم علبة المربى وقطعة التوست هذه. نست كرهها قليلاً من حالته هذه وقالت بطبيعة جيسيكا التى تظهر للكل الا عائلة الحوفى :شكلك جعان كمله بالهنا والشفا وهعملك حاجة سخنه معايا. كأنه تذكر للتو انه جوعان.. التهم باقى السندويتش بنهم وبقى ينظر لها.. صوت صديقه يتردد فى أذنه.. لا يهم اى شئ.. ولا يهم فارق العمر.. المهم راحته واين وجدها.. الدفئ والالفى.. وقف من مكانه وتقدم منها وهى تصنع القهوه لها وله. هى تنتمى له وهو ينتمى لها.. هذا ماشعر به.. مد يده وحاوط خصرها بحميميه شديدة.. شهقت بقوه وقالت :شاااهين.. بتعمل ايه... انت اتجنن... قاطعة هو :شششششش.. اكيد انا مش حاسس كده لوحدي.. اكيد. قال جملته بتأكيد ومال يقبلها بهدوء.. تمهل وكأنه يملك وقت العالم كله.. الهدوء من حولهم إضاءة المطبخ الخافته ساعدت على صنع جو رومانسى يقطع الانفاس.. هى من جديد بين ذراعيه وهو من جديد شغوف.. يصدمها كل مره والمفترض ان تبعده. بالفعل ابعدته وقالت بحزن :عايز تثبتلى ايه... أنى شمال.. مش كده. ضمها بدون حديث يغمض عينيه فى لحظة يعلم أنها ربما لن تتكرر.. يعلم فى الصباح ستعود جيسيكا الشرسة ويجب ان يكون هو شاهين الصلب الجامد. صوت انفاسه المرتاحه فقط مايصدر منه قال بعد صمت طويل :مش عايز اثبتلك ولا اثبتلى اى حاجة وماتساليش انا عملت كده ليه. جيسيكا وهى تتخبط بين ذراعيه تحاول أن تبعده:ابعد عنى... ابعد بقولك. ابعدها قائلاً بمحاولة ربما يرتاح مثل صديقه:جيسي.. ماتحاولى تنسى الى فات.. يمكن حياتى انا وانتى تتغير. جيسيكا :انسى.. انسى 18سنه..انسى انى كنت بطرد من على باب قصركوا بأوامر منك. شاهين بغموض:ما يمكن دلوقتي بس عرفت ان ده كان اكبر عقاب ليا.. راحتي كانت بتيجى على باب بيتى وانا الى بطردها بايدى.. مافيش عقاب أكبر من كده. جيسيكا :قصدك ايه مش فاهمة حاجة.. ماتخليك دوغرى كده. زفر بتعب وقال :كنتى عايزه نقوليلى ايه؟ تذكرت ما تريد فقالت بوداعه على قدر ما تسطيع :عايزه ماما تيجى تعيش معايا هنا.. انتو مش راضيين تسيبونى امشى وهى تعبانه ومالهاش غيرى.. ده غير أنها تعبانه اوى. حسنا.. تلك الصغيره تحاول ان تبدو ناعمه للحصول على ما تريد. ابتسم عليها وهى تنظر له بغضب وقالت:ااااه فهمت.. طبعا ربط الأحداث ببعض.. اوعى تكون فاكرنى سبتك تبوسنى عشان اطلب منك... قاطعها من جديد وقال:فاهم... هبعت بكرا حد يجيب مامتك.. وبالنسبة للى حصل فاهو مش مقابل خالص.. بالعكس ده اكيد عقاب ليا. تركها وغادر سعيد بتلك القبله وذلك العناق.. حزين لرفضها اى فرصه للنسيان.. وهى تنطر لاثره لا تحب ابدا الحديث بغموض وهو لاينفك يتحدث به. _____________________________ ببيت هاجر وحبيبه ونيروز فى كل شقه يتصاعد رنين الهاتف. واحدة تنظر له باستغراب واخرى بدموع واخرى بشغف وفرحه. تناولت هاجر الهاتف وهى تراه يعاود الاتصال فجابت قائله:الو. جاءها الرد :السلام عليكم. هاجر باستغراب :جواد!! جواد مبستما من سماعه لاسمه منها:كيف عرفتى؟ هاجر :مش محتاجه فكاكه... من عوجة لسانك ياخفيف. ضحك هو:غلبتينى يا مصريه. هاجر :من ساعة ما شوفت خلقه امى وانت عمال يا مصريه يا مصريه.. إلا تكون شتيمة مثلاً. جواد بشغف من روحها التى تخطفه:بتصدقى.. مابتقبل المصريين بالمره. هاجر :والله يا اخ جواد من القلب للقلب ولا احنا بنحب الخليجه وبنقول عليهم دمهم واقف. انتفض من مجلسه بعدما كان هائم:ايش.. دمنا واچف.. مين قال كدا. هاجر بشماته:دى آراء آراء... وبعدين تعالى هنا.. انت جبت رقمي منين.. مش كفاية طول اليوم قاعد وغذا وكلت صدر الفرخه وانا مش بحب الورك. ابتسم مجددا... هل كل المصريين هكذا ام لأنها تروق له فقط يراها هكذا. قال :بكرا بيكون عندك صدور مزرعة دجاج كامله. هاجر :اوباا.. الثرى العربى بقا. قهقه عاليا وقال :بريد اقابلك الغد.. مابى اعذار.. دقيقة.. رقم جوالك عرفته من امك.. تصبحين على خير. أغلق الهاتف وهو يتمدد على فراشه الملكي بحب وراحه.. وشغف رجل وجد اخيرا من تستحق ان يعشقها. ______________ على النقيض بشقة حبيبه. رنين الهاتف بأسم وحيد لا يتوقف وهى فقط تزرف الدموع بقهر وحزن.. ستقتل اى شئ بدأ في الظهور بداخلها قبل ان ينمو وتتعذب هى وهو لايشعر منغمس بحياته الممتلئه بالعمل واخواته وووخطيبته. _________________ فى شقه نيروز دلفت لغرفتها سريعاً قبل أن تراها والدتها.. تفعل شيئاً خطئ.. تشعر بذلك وهى تخفى على والدتها ما حدث معها اليوم.. اعتراف امجد لها.. تقضيتها اليوم برفقته.. عدم صدها له بعد اعترافه فى إشارة لقبولها بما قاله وربما لديها بدايه شعور له. إجابة هى:الو. امجد:وحشتيني. احمرت خجلاً وسعادة وقالت :وانت كمان. امجد كمراهق:بجد؟ نيروز :بجد. تنفس بسخونه وصلتها وقال:هشوفك بكرا؟ نيروز :امجد.. حاسه اني بعمل حاجة غلط انا لسه ماقولتش لماما. امجد بحب :حبيبتي مش وحشة ومش بتعمل حاجة غلط لو عايزة تحكى قوليلها ولو عايزه انى اكلمها اكلمها. نيروز ببعض الاطمئنان:بجد ممكن تعمل كده؟ امجد :بجد يا حبيبتى. نيروز:لا خلاص خليها بعدين اخاف تمنعنى اشوفك عشان يعنى.. انت عارف انى لسه صغيره وكده. امجد بالم وحب فى نفس الوقت :عارف يا حبيبتي.. اعملى الى يريحك المهم تفضلى معايا. تنهدت بحب وراحة تشكر الصدفه التى جمعتهم وهو كذلك.. ظلوا حتى الفجر يتحدثون الى ان غفوا والخط مفتوح. ********** الفصل الحادي عشر من هنا |
رواية انا السئ الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربي
تعليقات