رواية خان غانم الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربي

 

رواية خان غانم الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربي



رواية خان غانم الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربي





رواية خان غانم

الفصل العاشر


بدأ يلتف رويداً رويداً ينظر لها و النيران في عينيه مستعره يتذكر هيئة عزام مساء أمس 


وحينما سأله ما به جاوب بنفس الجواب تقريبا


بدأ يتقدم منها بخطوات مخيفه عينه يقدح منها الشرر ثم سال بصوت مرعب : وجالك منين البرد بقى


مسحت انفها بمنديل ورقي تقبض عليه ثم قالت : هيكون جالي منين يعني دور برد زي اللي عنده كل الناس


غانم : عند كل الناس ؟ صح ، على أساس إنك بتخرجي وبتروحي وبتيجي ف أتعديتي ، يا ترى مين هنا عنده برد ؟ مين؟ مين يا غانم؟ .... عزام


قبض على رسغها وشدها اليه بطريقة أرعبتها حتى بات وجهه مقابل وجهها

وسأل من بين اسنانه : أتعديتي منه ايه؟ كنتوا قريبين من بعض للدرجه دي ؟


اتسعت عيناها من حديثه المشين انها إهانه لن تقبل بها ... دفعته في صدره بكل غضب ثم قالت وهي تقلص ما بين حاجبيها : أنت قصدك إيه 


زاد غضبه فهي بدلا من ان تشعر بالخزي بدأت في التبجح بل رفعت صوتها عليه ايضا محتجه


زاد من القبض على رسغها يؤلمها بشدة ... ألم يضاهي الألم الذي ينهش في قلبه حالياً من شدة الغيره والحقد وسال مجددا باصرار شديد غير قابل لاي نقاش : بقولك أتكلمي... أنطقي... قرب منك؟ لمسك وانا مش موجود؟ اتكلمي بدل ما أقتلك دلوقتي و أدفنك مكانك


تفاقم غضبها منه و تخطى كل الحدود ، لا يحق له ما يفعل فقالت : أنا اعمل اللي اعمله مالكش اي دعوه بيا .. اعتبرني ماشيه على حل شعري ، ليك إيه عندي ، روح شوف مراتك


كلماتها فصلت الكهرباء عن عقلك لقد عُمى تماما ولم يعد يرى امامه 


غرس اصابعه في لحم ذراعها ، الألم في صدره ينهشه نهشاً ، يجرها خلفه لا يرى أمامه مطلقاً ، و هي جسدها منهك تماما لقد سيطر عليه التعب وهو لا يهتم ولا يرحم دفش باب غرفتها و دفعها للداخل فأرتمت على الارض وهي تتأوه


لم تعد قادرة على التحمل، ما يحدث كثير عليها فصرخت فيه : حرام عليك انت بتعمل معايا كده ليه؟


صرخ هو الاخر بما يعبر عن الغضب المكنون في صدره : إنتي تخرسي خالص سامعه .... أخرسي 


خرج وأغلق الباب خلفه ، ذهب ليبحث عن هاتفه كي يطلب لها الطبيب لكنه تفاجأ بعزام يدخل ومعه الطبيب ثم قال : صباح الخير يا بيه ، معلش يعني أستسمحك الدكتور هيدخل لحلا


حرفيا وبكل معنى الكلمه عزام هو أخر شخص قد يرغب غانم في رؤيته الآن.


فهو على مشارف إرتكاب جريمة ، يشعر بنار كلما رآه وعلاوة على ذلك لم يكتفي عزام بعد... لا فحبيب القلب قد جلب لها الطبيب يعلم أنها مريضه قبلما يعلم هو وذهب لإحضار الطبيب ...يخشى عليها كثيرا و في العلن .


أستعرت عيناه أكثر ونظر لعزام بغيظ وحقد شديد 


يرغب في تهشيم وجهه و سحقه ضرباً ، لكنه كذلك لم ينسى أبداً تلك المريضة التي تقبع بالداخل.


نظر للطبيب بتردد وهو يذكر نفسه بحالها يجب ان يتغلب على غيرته و هوسه بها الآن هو بالأساس كان سيستدعي لها الطبيب


لكن ، و بتصرفات صبيانيه لشاب مراهق يعشق لأول مرة نظر للطبيب الذي جلبه عزام وقال له : أمشي اطلع بره


بهت وجه عزام وأتسعت عيناه فقال لغانم : ليه يا بيه بس كده دي حلا تعبانه قوي من امبارح خليه يدخل يشوفها بالله عليك


زاد الغضب والكره في قلبه ، يتفاقم بصوره غير طبيعية حتى أن قلبه وجسده يحترقوا من شده الغيظ ولا يستطيع التحكم في نفسه حاول تجنب الحديث معه وقال بترفع : روح شوف شغلك


تصرفات هوجائية متصابية من شخص لأول مره يجرب ما يشعر به الان فقد صرف الطبيب وصرف عزام لكنه ذهب ليطلب طبيب اخر


جلس بقلق شديد وتوتر وهو ينتظر مجيء الطبيب ليلوم نفسه قليلا لأنه طرد الطبيب الذي احضره عزام.


 لكن الغيره وإحساس أنه هو الوحيد المسؤول عنها دفعه لذلك وجعله يتوقف عن لون نفسه و أخذ نفس عميق وهو متجهم الوجه يردد انه فعل الصواب


دقائق معدوده و كانت سياره الطبيب تتجه لداخل البيت العتيق .


وقف عزام يراقب كل ما يحدث بصمت تام يدرك تماما الوضع


تقدم منه العم جميل وسأل عزام : إيه اللي حصل ؟ دكتور رايح.. ودكتور جاي ،أيه الحكايه؟


نظر عزام لجميل ثم قال : والله يا عم جميل انا نفسي مش فاهم، حلا تعبانه طلبت لها دكتور عشان يجي يشوفها ودخلت بيه البيه طردنا مع ان هو هو برده راح طلب لها دكتور بصراحه تصرفاته عجيبه وغريبه


همهم العم جميل بتفهم، فكر لثواني ثم قال : شكلك انت مهتم قوي بحلا ، عجباك يا واد ؟


أرتبك عزام قليلا و نظر في الارض ، لكزه لعم جميل في كتفه يمازحه قائلا : عجباك باين عليك


ابتسم عزام موافقا لكن ما لبث أن تلاشت إبتسامته وقال بحزن شديد: بس البيه شكله عينه منها يا عم جميل


جميل : أنت بتقول ايه البيه راجل متجوز ومستني ابنه اللي جاي في الطريق


عزام: وهو ده يمنع هو اول راجل يعملها يعني ؟


العم جميل : أيوه مش أول واحد ولا حاجه بس أكيد غانم بيه مش هيبص يعني لخدامة شغالة عنده


هز عزام رأسه بيأس وقال بتاكيد تام : القلب وما يريد يا عم جميل


هز جميل راسه بأسى وقال : أي والله عندك حق يا ابني


لكنه عاود رفع رأسه ينظر لعزام وقال : بس لو أنت رايدها ما تسيبهاش لحد غيرك .


أستغرب عزام طريقة جميل كثيراً ثم قال له : حد ايه بس يا عم جميل ، ده البيه اللي كلنا شغالين عنده اللي بيقبضنا اخر الشهر


حديث عزام استفز جميل لأقصى حد.


 كأنه ذكره بماضي ما ...... وقال بغضب نابع من داخله : وفيها ايه يعني هو ربنا اللي بيرزق ولا ألبني آدم اللي انت شغال عنده ؟ يزيد في إيه عنك؟ ده انت راجل قد الباب وكتفك يجر طاحونه .


صمت ثواني و شرد ثم قال بحزن: المهم تفضلك عليه فاهمني .


صمت عزام مبهوتاً كأنه تفاجأ من رد العم جميل وقال له: فاهمك يا عم جميل، بس..... مش غريبه


تنهد جميل قليلا ثم قال له : هو ايه اللي غريب ، الحق عليا يعني اني عايز اساعدك


عزام : لأ مش قصدي ، أنا قصدي يعني انك انت اللي مربي غانم بيه ، انا قلت انك هتبقى واقف في صفه


صمت جميل شارداً قليلا ثم قال : هو أبني و أنت أبني بردو ، أنت عشره يا عزام يا ابني وزيك زي كرم عندي بالظبط ، وبعدين البيه واخد من الدنيا كل حاجه هياخد كمان البت الوحيدة اللي عجبتك ، أنت لو دكر بصحيح ما تخليش حد يقرب منها غيرك وخليها كمان تسيب الشغل هنا لو ده هيجيب لكم وجع الدماغ .


صدم عزام من حديث العم جميل و الذي يحمل الكثير من الإصرار و كذلك الخبايا في طياته .












أستغرب حديثه جدا، لكنه في نفس الوقت شرد مفكراً، يرى أن معه حق وليطرح الامر على حلا لديه شكوك بانها لن تمانع


بينما جميل جلس أرضا منزوي على نفسه وقد غرق في ماضي أليم لا يفارقه أبداً.


دلفه بالطبيب لعندها وجدها مفترشه السرير تبكي بتعب وألم شديد لم يكن الم من المرض بقدر ما هي منهكة القوة متعبة من كل الجهات


رق قلبه لحالها كثيراً كأنه هو المريض وليست هي.


 كان وجهها ذابل باهت، ليست تلك حلا المشرقه التي يعرفها .


تحدث بصوت متعاطف كثيرا يغلب عليه مشاعره وقال : حلا ... أنا جبت لك الدكتور عشان يكشف عليكي ، أتفضل يا دكتور .


تقدم الطبيب وقال : مساء الخير ، حاسه بأيه ؟


حاولت حلا شرح ما تشعر به والطبيب يسمعها متفهماً ثم نظر لغانم و قال : طيب أتفضل اطلع انت يا غانم بيه .


التهبت أعين غانم بغضب شديد ، النار في عينيه قادره على حرق ذلك الرجل بالغرفه كلها و قال له : نعم أطلع بره ازاي؟! واسيبك معها ؟


هز الطبيب كتفه وقال باستهجان : ما أنا لازم أكشف عليها ما ينفعش وحضرتك واقف


فقال غانم : أه ف أسيبك انت بقى معها لوحدكم مش كده ؟ أتفضل اكشف عليها وانا واقف غير كده ما فيش


نظره له الطبيب وجد الاصرار في عينه ، غير مقبول تماما ولا تفسير له لكن امام ذلك الجحش الماثل أمامه أضطر لمسايرته وقال للحلا : ممكن ترفعي الفستان عشان اكشف عليكي


لكنها لم تستطع ، تجد صعوبه في أن تفعل، لا تستطيع الفكره مطلقا حتى لو كان هو الطبيب 


كانت متردده في ان تفعل ليصدر صوت غانم الذي قال : فيه إيه دكتور ما تكشف عليها من فوق الفستان هي السماعه مش هتوصل لك يعني ، أتفضل لو سمحت


ثار غضب الطبيب وقال له : غانم بيه كده كتير بجد، هاكشف عليها إزاي يعني هو انا اول مره اكشف على حد عيب اللي بيحصل ده، لما هو كده كنت جبت لها دكتورة ست .


غانم : فكرت فيها وحياتك بس ما فيش دكتورة ست في الخان للأسف ، ف أنت هتضطر تعمل اللي انا باقوله عشان ما فيش اي حل غيره أتفضل لو سمحت .


تنهد الطبيب وحاول كبح جماح غضبه ، فلولا تلك المريضه والأعياء الواضح عليها لذهب وترك غانم.


 حاول فعل كل ما يستطيعه الى ان انتهى تماما وقال : طيب تمام احنا هنحتاج نمشي على الأدويه دي الفتره الجايه لازم ناخذها بانتظام مع راحه تامه يا ريت ما تعملش اي مجهود وما تتعرضش لتيارات هوا بارده ، المضاد الحيوي ده هنمشي عليه لمدة ثلاث ايام وبعدها اشوفك ثاني


كان غانم يستمع له بأنتباه شديد مركز لكل التفاصيل كي يتبعها ويحافظ على سلامتها.


 كاد الطبيب ان يغادر لكن اوقفه صوت غانم الذي سأل : هو اللي عندها ده من إيه يا دكتور


هز الطبيب كتفيه وقال : دور برد عادي منتشر اليومين دول هي بس ممكن تكون أتعرضت للهواء خصوصا ان امبارح كان في مطر فالموضوع زاد عندها شويه


غادر الطبيب وأغلق غانم الباب ثم التف لها وسأل : دور برد منتشر .. و أتعرضت لشويه هوا .


مال عليها بغضب شديد يصر على أسنانه و هو يقول من بينهم: إيييه .. كنتي بتلعبي معاه تحت المطر؟


نظرت له بصدمه وقالت : انت إيه اللي انت بتقوله ده.


غانم : إللي انا بقوله ده اللي عايزه اعرف، ايه اللي بيحصل في بيتي من ورايا وانا مش موجود


كانت تنظر له بغضب شديد يضاهي غضبه تماماً ولكن هذا لم يكن ما يريده فصرخ فيها : أنطقي 


أغرورقت عيناها بالدموع، ما يحدث معها يفوق طاقتها فصرخت بقهر و تعب : ما عملتش حاجه


أقترب منها و سألها و كأنه يستجيها لكن بصوت مازال غاضباً : أمال ايه اللي حصل و أنا بره ، قالوا لي أنه رجع عشان ياخذ هدوم من هنا مع اني حرجت عليه ما يرجعش بس رجع ، وجيت لاقيته عنده برد، والصبح ألاقيكي أنتي كمان عندك برد ده تفسيره ايه .


مال على الفراش يمسك كتفيها بذراعيه ويهزها بغضب لكنه ما زال يستجدها ان تريحه وتجيب بما يشفي صدره ويهدئه مرددا : أتكلمي جا لك برد منين؟


كان جسدها منهك تريده ان يبتعد ويرحمها فقالت بقهر والدموع بدأت تزرف من عيناها : كنت بمسح إمبارح واتبليت والجو كان بيمطر وهدومي مبلوله فاخذت دور برد انا ما عملتش حاجه .. والله ما عملت حاجه


دخلت في نوبت بكاء شديده وهو شعر بطعنة في قلبه.


 لقد أرهقها وأرعبها كثيراً، سدد لها التهم و لم يرحمهم مطلقاً 


نهش القلق قلبه وعرف طريقه اليه ، أغمض عيناه وهو يسب نفسه لطالما هرب من ذلك الشعور حتى ان حياته التي يعيشها الان قد اختارها بنفسه فقط ليهرب من هكذا شعور


إحساسه بالعجز امامها الان هو أبشع شعور قد يشعر به اي رجل على الاطلاق خصوصا و هو غير قادر على مساعدتها فالشفاء ليس بيدها


سحب نفس عميق يمسح على وجهه وهو يذكر نفسه بانه دور انفلونزا بسيط وسيذهب بإذن الله وتعود حلا الجميلة المشرقة إليه من جديد هي فقط تحتاج لبعض من الرعايه والاهتمام وهو سيتولى ذلك بالتأكيد 


اقترب منها وغرس اصابعه في جذور شعرها يدلكها لها ووجه قريب من وجهها و بأنفاس سخينة ردد : حقك عليا ما تعرفيش حسيت بأيه لما لقيتك انتي كمان تعبانه شعور وحش أوي، ما تزعليش مني


لكنها كانت ما زالت تبكي وقالت وهي تستجديه : عايزه أروح ، أرحمني وأرحم نفسك انا عايز اروح عند امي ، سيبني أرجع بيتي .


مرر عيناه على ملامحها الجميلة و هز رأسه مردداً : ياريتني أقدر .


أبتعد عنها مسرعاً و ذهب ليجلب الدواء و يستعد للأعتناء الفائق بها.


في منزل سميحة 


جلست على طرف الأريكة و هي تهز قدميها بتوتر شديد تنظر لدعاء صديقة أبنتها بغيظ شديد و دعاء تدور بعيناها في المكان بتوتر شديد ثم قالت : طب أنا مالي طيب .


سميحة: أنتي إلي جبتي لها الشغل المهبب ده.


دعاء: هي إلي طلبت.

سميحة: تقومي تجيبي لها شغل في خان غانم ، و عند غانم نفسه .


نظرت لها دعاء بجهل و قالت : هي إلي أول ما سمعت الأسم شبطت في الشغلانه زي العيال بعد ما كانت رافضة ، و بعدين هو انا كنت أعرف أنه هيعمل معاها كده ؟ 


صمتت قليلا ثم أقترتب من سميحة مرددة : ألا قوليلي يا طنط هو إيه الحكاية ، مش غريبة إلي حصل ده ، و حلا إزاي يومها ماكانلهاش أثر و إزاي هي موجودة و بتكلمك يومياً عادي .


نظرت لها سميحة بصمت و هي تتجنب الرد فرفعت دعاء إحدى حاجبيها و قالت: لأ ده كده يبقى في حوار و أنتي راسية عليه من أوله طالما ساكته كده.


عادت سميحة برأسها للخلف بصمت تام تتنهد بتعب شديد ، نعم هي تعلم ، و من يعلم أكثر منها هي و حلا ... هما من تجرعا وحدهما تبعات ما حدث.


ثم رددت : أاااه ، ناس تعشق و تغرق في العسل و ناس تتفضح و تتبهدل في البلاد .


أقتربت منها دعاء و سألت بفضول قاتل : قصدك إيه يا طنط.


وقفت سميحة متنهدة ثم قالت : أنا هروح أعمل غدا و أحاول أكلم حلا 


ذهبت شاردة متعبة تتذكر ذلك اليوم ، حين تواجهت مع من تسبب بطيشه و لنزوة عابرة في أن يهدم عائلة ... و ليست أي عائلة ، لقد كانت أحد أكبر عائلات الزقازيق .


في بيت غانم.


وقف كرم متوتراً بسبب الضغط الذي يمارسه غانم عليه ، و قد أحترقت يداه و هو يصب حساء الخضار في الوعاء بسبب صوت غانم الذي هدر بعنف: خلصت ؟


كتم كرم تأووه و قال : أيوه يا بيه و هوديه على طول.


لكنه صدم من تقدم غانم منه و قد أزاح يد كرم عن الصينيه و حملها هو دون أن يقول أي يضيف أي شيء و خرج 


دلف جميل من الباب المتصل بالحديقه للمطبخ و سأل أبنه : كان بيزعق لك ليه ؟


كرم : أنا عارف له !

جميل: لمين صينية الأكل دي ؟


كرم : لحلا ، أصلها تعبانه .


جميل : و الله ، كل الزعيق ده عشانها ؟ و كمان واخد لها الأكل ؟


كرم : بقولك ايه يابا ، أنا خلاص بقا عايز أمشي من هنا ، أنا ماعدتش طايق.


جميل: تمشي تروح فين يا واد ؟


كرم : أنا أجدعها فندق سبع نجوم يتمناني ، مش هغلب.


نظر له جميل بطرف عينه ثم قال: مافيش مشيان من هنا ، على الأقل دلوقتي ، روح كمل شغلك.


خرج و ترك أبنه و ذهب حيث غرفة حلا يسترق السمع متلصصاً .


في غرفة حلا


كانت مغمضة عيناها و هي تتذكر ذلك اليوم الذي لم تجد فيه حل هي و أمها سوى الفرار.


عودة بالزمن للخلف


جلست سميحة مقابل أحد الرجال و هي تردد : بس ده حرام يا حاج ذكي ، ده كده تبقى كل حاجه ضاعت .


ذكي : أحمدي ربك إنك هتخرجي من هنا إنتي و بنتك بشنطة هدومكم ، الديون إلي سابها المرحوم جوزك كتيرة و أنا شهامة مني هسدها مقابل البيت و المحلات ، قولتي إيه ؟ قدامك من هنا للعشا ... بكره لأ ، جايز أغير رأيي ما إنتي عارفه كلام الليل مدهون بزبدة لو طلع عليه النهار يسيح .


تقدمت حلا و صرخت فيه : حرام عليكم ، بتعملوا كده ليه ؟ بنت عمي غلطتت إحنا ذنبنا أيه ده و لا تذرو واذرة وذر أخرى . ربنا هو إلي قال كده .


وقق ذكي يضرب بعصاه الأرض ثم قال: أهو أنتي نطقتيها بلسانك يا بتي ، ربنا و إحنا مش ربنا ، إحنا فلاحين و بت عمك جابت لكم عار هيفضل ملازمكم العمر كله ، أهل البلد كلها مش عايزين يتعاملوا معاكم و تجارة أبوكي وقفة عشان كده و ديونه زادت .


حلا : و هو ذنبه إيه ؟


ذكي : ذنبه إنه ماعرفش يربي بنت أخوه و كمان لما حصل إلي حصل ما سمعش الكلام ، قولت له صفي شغلك بسرعه و أمشي أنت و مراتك و بنتك .. لكن ركب دماغه و فضل لحد ما أهل البلد اتفقوا أنهم يقطعوا شغلهم معاه .


فقالت حلا بصوت مختنق : لحد ما مات من القهرة .


ذكي : رحمة الله عليه ، أنا خلصت كلامي و نصيحة مني ليكي أنتي و الحاجة سميحة بلاش تغلطوا غلطة المرحوم و تنشفوا دماغكم ، لو كان سمع الكلام كان زمانه طالع من البلد براس ماله على الأقل.


فهتفت سميحة محتجة : كنت عايزه يمشي عشان يثبت كلام الناس و يقولوا هرب من الفضيحة.


ذكي : و هي يعني ماكنتش فضيحة ، طب أهو فضل إزاي الحال بقا ، نصيحه أمضي لي على العقد و أمشي بشنطة هدومك أنتي و بنتك و ماتعانديش لا تزيدي الطين بلة ، أنتي بتك ما شاء الله عروسة وضعكوا هنا في البلد وحش .


عادت من شرودها حينما شعرت بدموعها الساخنة تلهب وجنتيها و يد حنونه تمسحهم لها.


لم يكن سوى غانم الذي وضع الصينيه بجوارها ثم قال: بتعيطي ليه ؟ معقول كل ده من دور برد ؟


اشاحت بعينها بعيد عنه و قالت : و لا حاجة ؟


تنهد بتعب ثم قال: طيب ممكن تاكلي.. أنا خليتهم يعملوا لك شوربة خضار ، لازم تاكلي و تاخدي الدوا .


نظرت له بصمت تام ثم قالت: شكراً.


زم شفتيه بعدم رضا ثم قال: لأ شكراً إيه ، أفتحي بوقك أنا هأكلك .


حلا بسخرية موجعة: بنفسك يا بيه ؟













رد بصوت لين مبحوح : مش بيه يا حلا ... أنتي ماتعرفيش أنتي بالنسبة لي أيه ؟


فباغتته متسأله : أيه ؟


أرتبك كثيراً ثم قال: أنا ... أنا ...


لتباغته من جديد : أنت حبيت قبل كده ؟


هز رأسه و هو يردد بصدق : عمرها ما حصلت .


صدمت كثيراً و سألت بجنون :خالص ؟


أستغرب رد فعلها و رد : أيوه .


نظر لها بشك ثم سأل بضيق شديد : هي غريبة تحصل و لا أيه ؟


حلا : أيوه.


أحتمل الغيظ قلبه و سأل : أه ، يعني إنتي حبيتي قبل كده .


حلا : لأ... بس انا غيرك ، أنا متعقده .


غانم: أممم ، و مين ده اللي عقدك إن شاء الله.


حلا: مش واحد ، دي واحده ، كانت بنت عمي .


رفع معلقة ممتلئة بالشوربة يجبرها على فتح فمها و هو يسأل: طب و أنتي مالك و مال بنت عمك ؟


أبتعلت ألطعام تحت مراقبته ليبتسم لها بسعادة و يستعد كي يطعمها أخرى و هي تجيب : أصلها حبت قبل كده و كانت تملي تقعد تحكي علي عليه ، و تتغزل فيه و في جماله ، كانت بتقولي أنه عامل زي الأمير الوسيم إلي بيطلع في كل الأفلام و أحلى منه كمان ، طويل و عريض و أسمر.. تقيل في كلامه و ريحته تجنن .


نظر لها بغضب و هو يردد : هي وصلت لريحته كمان ، إزاي تحكي لك حاجة زي كده.


حلا : كنت لسه صغيرة... في ثانوي و هي كانت في الكلية في القاهرة.


اهتز فك غانم بغيظ شديد و ردد : كمان .. إزاي تحكي لبنت في السن ده كلام زي كده ؟


أطعمها من جديد ثم قالت: أنا كنت مبسوطة عشانها و نفسي أنا كمان في أمير زيها ياخدني على حصانه.


أحتقن وجهه بغيظ و ردد بغيرة شديدة: أممم عجبك من وصفها ليه مش كده ... أتمنيتي واحد زيه بالضبط مش كده .


ردت و عيناها في عيناه : كده .


وضع الصينيه من على قدميه بغضب لتستقر فوق الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش وهتف : و الله ، و بعدين.


نظرت له و قد التوى فمها بإبتسامة متألمة : و بعدين الأمير رماها من فوق الحصان عشان تقع على جدور رقبتها .


بهت مما يسمع و بقى صامت في حين أكملت هي : و يا ريتها وقعت لوحدها... دي ضيعت عيلة بحالها معاها .


ردد غانم بذهول : أزاي ، و أنتو مالكم .


نظرت له بإتهام مبطن و قالت: إحنا فلاحين يا بيه و الشرف عندنا مافيهوش كلام و لا اخد و رد .


فسأل بحزن عليها : إيه إلي حصل ؟


نظرت له بحقد تفكر على تخبره أم لا ، شردت ثواني لتقرر أنه ربما حانت ساعة المواجهة ....


***********


              الفصل الحادي عشر من هنا 

لمتابعه باقي الروايه زورو موقعنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-