رواية نيره والفهد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد



رواية نيره والفهد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد 






الفصل الثاني و العشرين 

في المشفى كان الجميع يقف في حالة خوف شديد لا حد يعلم ما حدث معاها كل شي حدث فجأه خرج الطبيب بعد أكثر من ساعه. 

الطبيب : للأسف دي اخده سم قوي مفعوله بعد اسبوعين مش هنقدر نعمل لها حاجه الموضوع موضوع وقت. 
عدي بغضب : يعني ايه اتصرف امي مستحيل تموت بالطريقة دي اعمل اي حاجه. 

عاصم بهدوء : اهدي يا عدي. ثم نظر إلى الطيب : لو ينفع نسافر بره قول و احنا ممكن تعمل ايه حاجه لها. 

الطبيب بجديه : و الله يا جماعه المسأله وقت مش اكتر السم انتشر في جسمها بالكامل من اسبوعين أدعو لها بالرحمه. 

ذهب الطبيب أما عدي انهار في البكاء و ارتفع صوت شهقاته مثل الأطفال فمهما حدث هي والدته التي يعشقها لا يعرف لماذا توقفوا عند تلك النقطه نقطه النهايه اقترب منه عاصم و أخذه داخل احضانه أما رودي كانت تنظر إليه من بعيد و قلبها يعتصر ألما على معشوق قلبها و روحها. 

عاصم بحنان أخوي : اهدي يا عدي ده مكتوب قول قدر الله وما شاء فعل. 
عدي : انا تعبان. 

دلفت نيره إلى المشفى بعدما علمت من الخدم في القصر ما حدث نظرت إلى عدي بحزن جلست تتذكر تلك المشفى فهي التي كانت بها امنيه اول مره رأت فهد على الحقيقه هنا تغير كل شيء في حياتها في ذلك المكان الذي تكره بشده أغلقت عينها بألم و فرت دمعه هاربه منها كان فهد يتبع كل ذلك و يعلم فيما تفكر جدا فهو الآخر يتذكر كل هذا اقترب منها و جلس بجوارها. 

فهد باهتمام : انتي كويسه. 
نظرت إليه نيره بضعف قائله : يهمك كويسه و الا لا يهمك مشاعري أو وجعي. 
فهد بصدق : ايوه يهمني و انتي كلك تهميني نيره عارف إن اللي هقوله ده مش مكانه بس انا بعشقك. 

نيره بقهر : كفايه كذب مش كنت مجرد تعويض و بديل عن مراتك مراتك معاك اهي يا فهد بيه نيره البنت الصغيره اللي ضحكت عليها بكلمه بحبك خلاص انتهت و اللي انت بتتكلم معاها دي واحده تانيه انت اللي عملتها بايدك. 

فهد : اي كلام مش هيفيد بحاجه بس كل اللي اقدر اقوله لك انتي عشقي الابدي. 

قال ذلك و تركها حتى لا يأخذ الحديث مجرى لا يريده هو الآن يكفي ما يشعر به من وجع و هو يراها أمامه و لا يستطع الاقتراب منها. 

______شيماء سعيد______

ترك عدي المكان هو الآخر و ذهب ذهبت رودي خلفه بسرعه فهي تخشى أن تتركه بمفرده مهما حدث فهو عشقها و لا يجب تركه في تلك الحاله وجدت يجلس في حديقه المشفى جلست بجواره نظر إليها و دون سابق إنذار وضع رأسه على صدرها يبكي أخذت تحرك يديها على رأسه بحنان و تقرا له بعض آيات الذكر الحكيم. 

رودي : كفايه يا عدي اللي انت بتعمله ده مش هيغير حاجه بالعكس هي مش هتكون مبسوطه و هي شايفك بتنهار كده ادعي لها ده كل اللي نقدر نعمله و انت مؤمن و عارف ان الأعمار بيدي الله. 

عدي : عارف كل ده بس مكنتش عايز النهايه بتاعتها تكون كده تموت مسمومة تموت بالشكل اللي هي في ده نهايتها وحشه اوي يا رودي و انا مش قادر اعمل لها حاجه عاجز. 

رودي : محدش في الكون كله يعرف هيموت ازاي و انت مش عاجز بس ده قدر ربنا. 

عدي : هتسافري النهاردة.. 
رودي بجديه : لا طبعا مستحيل اسيبك في الظروف دي عدي انا بحبك و انت متأكد من ده و انت بتحبني و انا متأكده من ده بس احنا كل ما نقرب من بعض نجرح بعض اكتر انا هبعد عشان ما نوصلش اننا نكره بعض بس مش هسيبك إلا و انت كويس. 

عدي بغضب : امشي يا رودي روحي المكان اللي انت عايزها. 
كانت تريد الرد عليه و لكن صوت هاتفه منعها من ذلك رد عدي و وقع الهاتف من يده فجأه. 

رودي بخوف : في أيه مالك. 
عدي : ماتت أمي ماتت خلاص مش هتكون في حياتي تاني أنا عارف انها وحشه بس دي امي مش قادر اتحمل ألم فراق كل اللي بحبهم أنا بشر مش قادر. 

______شيماء سعيد______

شهر مر على وفاة السيده ماجده كان القصر بالكامل حزين عليها و عاد عاصم و عشق إلى القصر مره اخرى حتى يكون عاصم بجانب عدي أما رودي سافرت منذ أسبوع و عدي لا يخرج من غرفته أمنيه تحتل كل شيء و تتعامل مع الجميع على أنها سيده المنزل أما أمام فهد ملاك وديع تطورت علاقه نيره و وائل جدا فأصبح يأتي لها صباحا كي يأخذها إلى الجامعه و يرجعها في المساء فهد يذهب في الصباح إلى الشركه و الجامعه و يعود في وقت يكون الجميع خلدوا إلى النوم. 

في غرفه عشق و عاصم كانت عشق تقرأ في إحدى الروايات الرومانسية التي تعشقها دلف عاصم إلى الغرفه بتعب و جلس بجوارها على الفراش. 

عاصم بارهاق : الجميل بيعمل أيه. 
عشق بابتسامه : و لا حاجه دي روايه احضر لك العشاء.. 
عاصم : لا مش عايز. 

عشق : عاصم يا حبيبي انا متأكده انك زعلان على طنط ماجده بس مش عايز تظهر ده بس ده مش غلط مهما حصل هي الست اللي كبرتك و كانت بتعاملك زي ابنها و اكتر و الحاجات اللي حصلت في الاخر دي مش هننسي بيها كل اللي حصل زمان انت من حقك تحزن عليها. 

عاصم بوجع : كانت أمي كنت بحبها اكتر حتى من نفسي كانت بتتعامل معايا احسن من عدي مع ان هو ابنها مش أنا بس بعد اللي عملته ده مش قادر اسامحها اللي عملته مش قليل يا عشق دي كانت هدمر حياتي كانت عايزه تقتلك و تموت ابننا كل الحقد و الكره ده ليه انا مش عارف.. 

عشق : سامح يا عاصم عشان ترتاح سامح و انسى كل اللي فات هي دلوقتي بين أيادي ربنا مش عايزه مننا غير الدعاء و انا معاك اهو و كان عاصم الصغير بخير يبقى كفايه وجع قلب و سامح. 

نظر إليها عاصم بعشق : انتي ازاي قارده تكوني كده بالطيبه و الحنان ده ازاي قادره تسامحيها بعد كل اللي عملته فيكي ده. 
عشق بصدق : عشان أنا مش عايزه من الدنيا دي كلها غيرك انت و ابننا و انتوا الحمد لله بخير يبقى مش عايزه اي حاجه تانيه غير كده. 

نظر إليها بحب و عشق حقيقي واقترب منها و أخذها إلى عالمهم الخاص فهو لا يشعر بكامل رجولته إلا معاها و هي لا تشعر أنها أجمل نساء العالم إلا بين بيده فكل منهم خلق من أجل الآخر فقط و لا يكتمل إلا به. 

______شيماء سعيد_______

عند معتز و أروى كان يقف على باب المرحاض ينتظرها بقلق شديد أما هي خرجت و هي تضع يديها على معدتها بارهاق و تعب شديد.. 

معتز : مالك يا حبيبتي انتي كويسه. 
أروى بتوتر : اه يا حبيبي انا كويسه بس شكلي اخدت برد في معدتي. 

معتز بحنان : طيب تعالي نامي. 
و أخذها إلى الفراش جلس هو و بعدها ارحها على قدمه و أخذ يحرك يده على معدتها بحنان تغيرت حياتهم كثيرا خلال تلك الفتره أصبحت بالنسبه له إدمان لا يقدر على فارقها و هي أصبح هو محور حياتها لا تنم إلا فيا أحضانه لا تأكل إلا من يده تشعر ان الله أعطى لها العوض عن كل شئ سيئ كان في حياتها و سافرت السيده نعمه كي تتعالج في امريكا. 

معتز : احسن دلوقتي يا روحي.. 
أروى : طول ما انت جانبي انا هكون احسن.. 
معتز بحب : و انا جانبك على طول سامحتيني على كل اللى فات يا أروى؟ . 

أروى بهيام في ملامح وجهه : انت لسه بتسأل معتز انت حياتي كلها و أغلى من حياتي كمان و اللي فات انا خلاص مش هفكر فيه احنا هنعيش النهارده و بكره و امبارح انتهى و بعدين لو مكنش حصل كل ده مكنش هنكون مع بعض دلوقتي و السعاده اللي احنا فيها دي هتكون موجوده. 

معتز بحب : ربنا يخليكي ليا يا قلبي. 
أروى بحزن : عدي برضو رافض يخرج من الاوضه. 
معتز بحزن على صديقه : عدي خسر كل حاجه مامته ماتت و رودي سافرت و هو قرر انه يفضل بعيد عن الناس. 

أروى : معذور اللي بيحصل ده مش شويه خصوصا أن محدش عارف طنط ماجده الله يرحمها اتسممت ازاي و مين اللي عمل كده و يقصد مين باللي عمله. 

معتز : كل حاجه هتبان مع الأيام. 
ركضت أروى فجأه إلى المرحاض مما جعل معتز يشك في أمرها ظل ينتظرها في الخارج إلى أن خرجت. 

معتز بجديه : غيري هدومك عشان نروح للدكتور. 
أروى بتوتر : انا كويسه مش محتاجه دكتور. 
معتز : أروى انا عايز اعرف في ايه مالك قولي الحقيقه و بلاش كذب انتي من اسبوع على الحال ده. 
انهارت أروى في البكاء مما جعله ينظر إليها بذهول ماذا قال حتى تبكي لتلك الدرجه اقترب منها قائله بحنان : مالك بس يا روحي. 

أروى بخوف : انا حامل انا عارفه و الله انك مش عايز أطفال دلوقتي بس و الله حصل غصب عني و كنت باخد الحبوب. 

دون أي حديث أخذها داخل أحضانه بلهفة شديده و أخذ يشكر الله في سره على تلك النعم الذي أعطاها الله له. 

معتز : بس يا حبيبتي كفايه عياط و بعدين هو انتي كنتي لسه بتاخدي الحبوب.. 
أروى : لما انت حطيت الحبوب ليا في العصير انا شوفتك و لما حياتنا بقيت احسن و كل واحد اعترف لتاني بالحقيقه قررت أفضل اخد الحبوب لحد ما انت تكون عايز طفل. 

معتز بسعاده : انا أسعد راجل في الدنيا عشان حبيبه قلبي في بطنها حتى مني ربنا يخليك ليا و انتي و ابننا. 

ابتسمت أروى بسعاده و تعلقت في رقبته و لأول مره تقبله على بعشق شديد فكانت تفكر انه سوف يرفض ذلك الطفل. 

_____شيماء سعيد_______

في غرفه عدي كان يتذكر كل شيء في الماضي والدته و حنانها عليه و رودي التي كانت دائما خلفه في كل مكان كانت مثل ظله و اليوم كل شئ انتهى ماتت والدته و تركته رودي و رحلت بعيدا عن حياته يعلم أنه جرح رودي كثيرا و لكنه كان يتخيل أنه مهما فعل لم تتركه يعلم مدى عشقها له دق باب الغرفه فقال بغضب. 

عدي : هو انا مش قولت مش عايز اشوف حد. 
دلف فهد إلى الداخل و هو يقول بجديه : و لا حتى أنا. 
عدي : ارجوك يا فهد مش قادر اتكلم مع حد. 
فهد بصرامه : فوق لازم تعرف ان اللي انت بتعمله ده مش هيرجع حاجه من اللي راح فوق لمستقبلك و حياتك هتفضل كده لحد امتا. 

عدي : تعبان فكرت انها تموت بالطريقة دي هتموتي انا ماتت و انا عاجز اني أنقذ حياتها. 
فهد بجديه : ده عمرها يا عدي و خلص لازم تجيب حقها و الا ايه. 

عدي بغضب : لو اعرف بس مين اللي عمل كده هطلع روحوا في أيدي. 
فهد : انت عارف كويس مين اللي قتل امك. 
عدي بذهول : انت تقصد انها. 
فهد : ايوه هي. 
عدي : يا بنت الكلب و رحمه امي ما هرحمها. 

فهد بجديه : نتيجه التحليل طلعت و فعلا عشق مرات عاصم اخت نيره و امنيه الله يرحمها أما بنت الكلب دي مالهاش اي علاقه بينهم لازم نعرف البنت دي مين. 
عدي بجديه هو الآخر : ايه الخطوه اللي جايه. 
فهد : هقولك...................................... تمام كده. 
عدي بخبث : تمام. 

______شيماء سعيد_______

كانت نيره تجلس في الحديقه تنظر أمامها بشرود كل شيء تغير حياتها التي كانت تتخيل انها ستكون جنه الله على الأرض أصبحت أبشع من جهنم الحمراء فهد و أمنيه يعيشون حياتهم و هي تدفع ثمن حبها له بمفردها نظرت أمامها وجدت امنيه تأتي إليها. 

نيره : خير. 
امنيه ببرود : و الله ده بيتي و اقعد في المكان اللي انا عايزه أما انتي مش شايفه ان زيارتك طولت اوي و بصراحه طول ما انتي هنا انا مش عارفه اعيش حياتي يعني دايما خايفه على جوزي و اكيد انتي عارفه ليه. 

نيره بذهول : انتي عايزه تطرديني من القصر و خايفه على جوزك مني انتي مين و فين اختي اللي بتحبني بقيتي كده ازاي و امتا. 

امنيه : انا مش بطردك بس انا ست بتغير على جوزها خصوصا لما تكون عارفه إن في ست تانيه عنيها عليه و بعدين فهد الصغير في السكه عقبالك. ثم قالت بندم متصنع : معلش نسيت إن مفيش راجل هيرضي ياخد واحده معيوبه عن اذنك بقى و يا ريت اصحى تكون بره البيت. 

نيره بقوه : على ما اعتقد لو فهد عرف انك انتي اللي موتى طنط ماجده هيكون رد فعله وحش اوي معاكي ده ممكن يقتلك. 

امنيه بغضب : انتي بتقولي ايه يا مجنونه انتي ماجده مين هموتها انا و ليه اعمل كده. 
نيره : بصراحه مش عارفه ممكن تعملي كده ليه كل اللي اعرفه إني شوفتك و انتي بتحطي لها السم في العصير بتاعها بس وقتها مكنش اعرف ده ايه أو بتحطيه لمين لحد ما هي ماتت ساعتها عرفت إن انتي اللي وراء كل ده. 

اقتربت منها أمنيه و قامت بلف يديها حول عنق الأخرى و هي تقول : اه انا اللي قتلتها و انتي مش هتقولي لفهد حاجه عشان هتكون روحك انتي كمان طلعت عشان كده بقولك خافي على نفسك. 

ابتعدت عنها و رحلت أما نيره وضعت يديها على عنقها و هي تنظر إلى اختها الكبيره بذهول يجب أن تخبر فهد و لكن هو لم يصدقها فقررت أن تخبر عاصم بعد عودتها من الجامعه. 
______شيماء سعيد_______

خرجت نيره من الجامعه و معها وائل الذي كان ينظر لها بتردد و كأنه يريد قول شيء نظرت إليه هي الأخرى بتردد فهي أيضا تريد قول شيء دلفوا إلى أحد المطاعم الشهيره . 

نيره : خير يا وائل عايز تقول حاجه. 
وائل بتوتر : بصراحه انا كنت يعني عايز. 
نيره : قول عايز ايه انا سامعك. 

وائل بسرعه شديد : عايز اتجوزك. 
صمتت نيره و هي لا تستطيع الرد ماذا تقول له انها ليست انسه مثلما يريد هو أو تقول انها كانت تحمل في أحشائها من زوج اختها ماذا تقول فهي عاجزه عن الرد. 

وائل بحزن : نيره انتي مش موافقه انك تكون مراتي و الا ايه. 
أخذت نفس عميق ثم بدأت في الحديث : وائل انت شخص ممتاز و اي واحده تقبل انها تكون مراتك بس انا عايزه اقولك حاجه عني الأول انا مش انسه يعني أنا مدام. 

وائل بصدمه : ايه مدام هو انتي متجوزه. 
نيره بتوتر : لا. 
وائل بهدوء مريب : يعني ايه مش متجوزه و مدام. 
نيره : انا هقولك على كل حاجه ممكن تقول اللي انا هقوله ده فيلم هندي و ملوش اي علاقه بالواقع بس دي الحقيقه و اللي حصل معايا. بدأت تقص له كل شيء منذ البداية إلى تلك اللحظة كان يسمعها بذهول فهو لم يسمع عن شيء مثل هذا من قبل هل حدث معاها كل ذلك هل يوجد اخت بتلك الانانيه. 

نيره بدموع : ده كل اللي حصل انا مش عارفه إذا كنت هتصدقتي و الا لا. 

لم يقول اي شيء بل خرج من المكان بسرعه ابتسمت نيره بحزن و انهارت في البكاء كانت تعلم أن هذا سوف يكون رد فعله خرجت هي الأخرى من المطعم و لكن تغير كل شيء فجأه وجدت سياره سمراء فخمه يخرج منها ثلاث رجال ملثمون قاموا بوضع شيء على انفها جعلها تفقد الوعي و أخذوا ها و رحلوا بسرعه قبل أن يراهم أحد. 

______شيماء سعيد______

الفصل الثالث والعشرون من هنا 

 

تعليقات



×