رواية بسمة الصعيد الفصل الثامن
بتتحدتي اكده كانك عاشجاني يا بت خالتي
اتصدمت بسمة من جملة صالح اللي قالها بهدوء الدنيا كله بس قلبت كيانها وخلتها خدت بالها من كل كلمة قالتها ومشاعرها اللي مقدرتش تتحكم فيها فاتوترت بسمة وسحبت ايديها منه بهدوء وهي بترد بتهتهة :
اننت بتقول ايه يا صالح ،، عاشقاك ازاي يعني ؟
ضحك صالح بصوته كله وبسمة كانت مركزة في تفاصيل ضحكته اللي سمعت في قلبها وانتبهت ليه وهو بيقولها بخبث:
ايوة بتتصرفي اكده كانك عاشجاني وبتغيري عليا ،، وبعدين حجك مش احنا برضك مخطوبين وهنتچوز
بسمة اتلغبطت ومكنتش عارفة تؤد تقول ايه وحاولت تغير الموضوع وقالت بتوتر وهي بتفتح باب العربية :
اانا بقول نروح بدل وقفتنا في الشارع دي
اعترض صالح ومنعها تفتح الباب ووقف قدامها وهو بيقول بابتسامة جذابة:
مش لما اتوكد انك لساتك مش زعلانة مني
بسمة افتكرت اللي حصل فوق في الشركة وكشرت وقالتله بضيق:
خلاص يا صالح متجبليش سيرة البت دي عشان بتخنق وعلي العموم انا مش زعلانة
صالح رفع حاجبه باستنكار وقالها :
كيف بجي وانتي مكشرة اكده ،، خلاص اجولك ايه رأيك نروح نتغدي مع امك وبعدين بليل اخدك نسهر في مكان هيعچبك جوي
ابتسمت بسمة بفرحة وبصت لصالح وقالتله بتأكيد:
طبها موافقة يا صالح ،،بس هو انا كدة مش هعطلك عن شغلك
ابتسم صالح وقالها وهو بيفتحلها باب العربية :
وهو عندي اغلي منك عشان اعطل نفسي عشانها
ابتسمت بسمة وهي باصة لصالح بهدوء وبعدين ركبت العربية واول ما قفل صالح باب العربية اتنهد بحيرة وركب هو كمان العربية ورجع عالڤيلا
...................................
بليل كانت واقفة فتون قدام المراية وبتبص لنفسها بحيرة وفي نفس الوقت خرج سالم فلفت فتون وهي بتسأله بتلقائية وحسن نية :
سالم بص اكده اني حاسة ان الكحل الاسود مش لايق علي عيوني مش صوح اكده وامسحه
سالم كان واقف مصدوم من جمال فتون يمكن مش اول مرة فتون تحط ميكب او تلبس فستان بس يمكن عشان اول مرة يشوفها وياخد باله من تفاصيلها ،، انتبه سالم علي صوت فتون وهي بتقوله بحزن لما مردش عليها :
شكلي وحش مش اكده يا سالم ؟
سالم قرب من فتون ووقف قدامها وركز في عيونها العسلي وهي متحددة بالكحل الاسود وكان شكلهم يخ*طف القلب وقالها وهو بيبلع ريقه بتوتر :
انا شايف انك تمسحيه فعلا ،، عشان مبين چمال لون عنيكي واني مهخلكيش تخرچي بيه يا فتون وحد يلمحهم
ابتسمت فتون بعد ما كانت مكشرة وقلبها كان بيدق من فرحته بكلام سالم فردت فتون بخجل :
يبجي مش همسحه طالما عاچبك يا سالم
سالم اتوتر من رد فتون وحاول يغير الموضوع وقالها بهدوء:
مش يلا بينا بجي عشان منتأخروش
وفعلا خلصت فتون بسرعة ونزلو سوا راحو الفرح ووصل فتون لمكان الحريم واطمن انها دخلت وراح هو مكان الرجالة وبارك لصاحبه وفضل واقف معاه بس كان عقله مشغول بفتون وفي نفس الوقت كانت هي كمان قاعدة مع الحريم بس عقلها مشغول بسالم واتمنت لو حبها يسكن قلبه زي ما حبه متملك من قلبها ،، بس وهي سرحانة انتبهت علي صوت قمر وهي بتقولها بخبث:
كيفك يا مرت الغالي
اتصدمت فتون وعرفت قمر علطول اول ما شافتها فقالت ببهتان :
زينة ،، انتي تبجي ...
سبقت قمر بالكلام وردت علي فتون وكأنها بتأكد كلامها:
ابجي حبيبة سالم ،، البنتة اللي عاشجها،، هي وبس يا حبيبتي
فهمت فتون قصد قمر ومردتش عليها فكملت فتون كلامها وقالت بثقة:
سالم مهيحبش غيري يا حلوة واني مهسمحش لحد انه ياخده مني بعد ما تعبت كتير عشان اخليه يحبني ودلوك بجي ،، ودلوك مش رايدة تعرفي اني عرفت كيف انك اهنه ؟
بهتت ملامح فتون وردت بتهتهة وهي خايفة من رد قمر اللي هتقوله :
جصدك ايه بحديتك ده عاد
ضحكت قمر بصوت عالي وردت بهمس في ودن سالم :
هو اللي فهمتيه يا حلوة ،، اصلي انا وسالم كنا متفجين نتجابل اهنه اكمني واحشاه يعني وهو اللي جالي انك هتيچي معاه اكمنك يعني مرته جدام الناس وعشان محدش يتحدت ،، انا بس جولت اعرفك عشان عقلك ميوزكيش وتفكري انه ممكن يعشجك ،، سالم مهيشوفكيش اصلا يا حلوة
انتي كدابة
قالتها فتون بحرقة ودموعها متجمعة في عنيها بس رافضة تنزل ،، وابتسمت قمر اول ما فتون قالتلها كدة وهمست ليها قبل ما تقوم :
ابجي بصي عليه وانتي تشوفي بنفسك
قالت قمر كدة بابتسامة خبيثة وسابت فتون وخرجت وفضلت فتون شوية عقلها مشلول ومش عارفة تفكر كل اللي شاغلها انه سالم بيضحك عليها جابها معاه مش عشان زعلها فارق معاه ،، عشان بس كلام الناس ويعرف هو يقابل حبيبته ،، وقامت فتون بسرعة وخرجت ورا قمر ولسة كانت بتبص علي سالم اتفاجأت بيه ماشي مع قمر بعيد فدموعها نزلت من سكات ومشيت وراهم بغضب وغيرة بتا*كل في قلبها
..............................
كانت راكبة بسمة العربية مع صالح اللي كان كل شوية يخ*طف نظرات ليها وهي قاعدة جمبه وكان مبهور بفستانها الرقيق وشكلها البرئ من غير الميكب وشوية واتكلمت بسمة بحماس:
ها هتوديني فين بقي يا صالح
صالح ابتسم وقالها بتشويق :
استني وانتي تعرفي ،، احنا خلاص اهو جربنا نوصل
وفعلا شوية ووقف صالح قدام باخرة كبيرة عالنيل ونزلت بسمة وهي بتبصلها بانبهار ولقت صالح بيمد ايده ليها فابتسمت ومدت اديها ليه وطلعو هما الاتنين عليها والجرسون استقبلهم وقعدهم علي ترابيزة مباشرة للنيل واول ما قعدت بسمة سألت صالح بصدمة:
انت ازاي عرفت مكان زي ده يا صالح
ضحك صالح وقالها بغرور مصطنع وهو بيعدل لياقة قميص بدلته :
والله دي امكانيات بجي ،، مش اي حد يعرف الاماكن دي
ضحكت بسمة واترجته يتكلم وكانت من جواها غيرانة احسن يكون جه هنا مع البنت اللي كانت في الشركة فابتسم صالح وقالها بجدية:
بصي يا ستي انا حضرت عشاء عمل مع راضي بيه اهنه وكان فيه ناس كتير جوي وعچبني المكان وقررت ابجي اچيبك تشوفيه
حركت بسمة راسها بموافقة وفي نفس الوقت سألته بتلقائية :
طب والبت الملزقة دي بتاعة الشركة كانت برضه في الاجتماع اللي كان هنا ؟
صالح بص لبسمة وحس من سؤالها بالغيرة فابتسم ورد بهدوء:
لا متجلجيش مكنتش موچودة اهنه ولا انا اصلا افكر اتحدت معاها بس،، مش اخرچ كمان
بسمة ابتسمت بفرحة وسألته باندفاع :
افهم من كدة انك مخرجتش مع اي واحدة قبل كدة ولا كان ليك حب قديم وكدة زي باقي الرجالة
صالح فجأة ابتسامته اختفت واتوتر وبص عالنيل ولاحظت بسمة تعبيراته فسألته بخوف :
حبيت قبل كدة يا صالح ؟
صالح غمض عينه وكأنه مكنش عايزها تسأله السؤال ده او خايف تسأله فاتنهد بحيرة وقال وهو لسة باصص للنيل :
هتفرج معاكي يا بسمة لو عرفتي
بسمة اتأكدت ان صالح كان بيحب او ما زال لسة بيحب عشان كدة اتأثر بسؤالها فمقدرتش تمنع نفسها انها تعرف هي مين وفين وردت عليه بتردد:
مش احنا بقينا صحاب ،، يعني لازم نكون صرحا مع بعض ومحدش يخبي حاجة عن التاني ،، قولي بقي هي مين
كانت بسمة خايفة وقلبها بقي دقاته كلها قلق وتوتر متعرفش ليه حاسة بكدة فبصت هي كمان عالنيل وسمعت صالح بيتكلم بهدوء وصوت مهزوز ....
......................................
كان واقف سالم بيتكلم مع قمر وباين علي وشه،الضيق والغضب وواقفة متابعاهم من بعيد فتون ورغم انها مكنتش سامعة كلامهم بس المشهد بالنسبالها وهي شايفة حبيبها وجوزها واقف مع واحدة تانية صعب عليها وخصوصا لو هي عارفة انه مش بيحبها وبيحب البنت دي ،، مسحت فتون دموعها بايديها وانتبهت لصوت شاب من وراها وهو بيقولها باعجاب :
بجي في جمر يطلع لحاله اكده في وجت زي ده ،، بس تستاهلي والله يتجال عليكي جمر
خافت فتون ورجعت لورا كام خطوة وهي بتبصله بخوف وبتحاول متبينش خوفها فقالتله بحد*ة:
احترم نفسك يا چدع انت ،، مش عيب لما تطاول علي حريم من نفس البلد ،، اومال فين النخوة
ابتسم الشاب بخبث وهو بيبص لفتون بتقييم من فوق لتحت وقرب منها وهو بيقولها بسخرية :
طب اديكي جولتي من بلد واحدة ،، واني بجي مش من بلدكم يا حلوة ،، ف ايه رأيك بجي نتعرف علي بعض اكتر بهدوء ومن غير خنا*ج
قال كدة الشاب الغريب ده وهو بيمسك فتون من اديها وبيشدها عليه فصرخت فتون برعب صرخة قبضت بيها قلب سالم اللي اتنفض بسرعة علي صوتها ولف بسرعة وشاف الشاب ده بيشدها عليه وبيحاول ياخدها معاه بالعافية فساب قمر وجري بغضب الكون كله وهو شايفه محاوطها بايديه وهي بتصرخ بأسمه هو فقرب بسرعة منهم واتفاجأت فتون بسالم وهو بيشدها وبيخبيها وراه وبص للشاب ولسة هيسيبها ويه*جم عليه مسكت فيه فتون برعب وهي بتقوله بخوف :
لا يا سالم خلاص متروحلوش
انتهز الفرصة وجري الشاب بسرعة وهرب وفي نفس الوقت بص سالم لفتون وطلع غضبه فيها وهو بيقولها بغضب وصوت قوي من خوفه عليها من اللي كان ممكن يحصلها :
انتي خابرة لو مكنتش موچود دلوك كان حصلك ايه ،، ايه اللي خلاكي تخرچي وتيچي لحالك اهنه
فتون اتتفضت من صوت سالم القوي ودموعها ذادت وهي بصاله وفجأة بصت يمينها وكأنها بتجاوبه لما بصت علي قمر اللي واقفة بعيد ففهم سالم وغمض عينه بغبا*ء وكأنه استوعب انها كانت واقفة وبتشوفه وهو واقف مع قمر ،، وفتح سالم عينه وبص لفتون وكان لسة هيتكلم بس فتون وقتها انهارت وكأنها اتحملت فوق طاقتها ووقعت قدامه مغمي عليها فقلب سالم اتقبض ونطق اسمها بلهفة وهو بيلحقها ...
...............................
كانت قاعدة بسمة ساكتة بعد ما سمعت كل كلام صالح عن اللي حصله من جده وحبه لفتون بنت عمه اللي كان السبب في مشيانه من البلد ،، فاكانت بسمة مش عارفة توصف شعورها،، صالح صعب عليها وفي نفس الوقت حاسة انها مضايقة ومخنوقة عشان كان بيحب وسألت نفسها هل ممكن يكون لسة بيحبها وفجأة ابتسمت بغبا*ء وردت علي نفسها ان اكيد لسة بيحبها ولحد هنا وفجأة لقت نفسها بتتكلم بصوت مسموع وبتسأل صالح باندفاع :
انت لسة بتحبها يا صالح ؟ لسة بتحب بنت عمك فتون ؟
صالح كان متابع كل تعبيرات بسمة وهي بتفكر من اول ما خلص كلامه وحكالها وراهن نفسه انها هتسأله نفس السؤال فابتسم واتأكد انها في مشاعر من ناحيتها ليه فابتسم واتفاجأت بسمة بيه وهو بيمسك ايديها:
خابرة لما تعيشي عمرك كله متعلجة بشخص ويبجي كيف الحلم بالنسبالك ونفسك لو يتحقق وتبجي بتتمني اليوم اللي تجدري تحققي فيه الحلم ده وبعد اكده بتصادف انك بتجابلي شخص مختلف خالص وبيكون غير اللي حلمتي بيه شخص قدر يسكن جلبك ويعلجك بيه و يثبتلك ان الحلم ده اللي كنتي بتتمنيه مكنش غير وهم وكنت معيشة نفسك فيه مش اكتر وان الواقع اجمل وارق والطف بكتير جوي من الوهم ده يا بسمة
بسمة قلبها كان بيدق وفجأة ابتسمت بتلقائية ووقتها بس اللعبة قلبت جد ومش بس صالح حبها ده هي كمان حبت صالح وبقي بالنسبالها الامان وطوق النجاه وانتبهت بسمة علي صوته وهو بيسألها بابتسامة:
فهمتي اچابتي ولا اجولهالك تاني
ابتسمت بسمة بخجل فكمل صالح كلامه وقالها بعد ما قرب ايديها من شفايفه وطبع بو*سة رقيقة عليها :
انتي بالنسبالي الواقع ده يا بسمة ،، عشجك اتسرب لجلبي وخلاه ينكر انه ممكن يكون حَب جبلك حد ،، وعشان اكده بسألك،، تتچوزيني يا بسمة؟ ...