خاتمة رواية لأجل حقي
خاتمة لأجل حقي.
عادت سحر هى وزوجها إلى المستشفى تجر الخيبات ورائها بعدما لم يستطيعوا أن يلحقوا بالسارق ولم يجدوا أي شئ ليفعلوه غير العودة للمستشفى حتى يخبروهم عن سرقة الذهب.
اندهشت حماتها التى كانت تقف خارج الغرفة: ايه اللي رجعكم؟ ومالكم عاملين كدة ليه؟
قالت سحر بخيبة أمل: الدهب اتسرق مننا.
شهقت حماتها بقوة: اتسرق ؟ اتسرق إزاي ؟
قال أشرف أبنها الكبير: كنا طالعين من المستشفى وهو فل ايد سحر سبقتها أوقف تاكسي حرامي هو وصاحبه على موتوسيكل خده منها وملحقناهمش.
رفعت والدته عيناها لفوق: يارب صبرني يااارب.
عادت تنظر إليهم بغيظ: هو أنتوا عيال صغيرة لو كنتوا عيال صغيرة كنتم حافظتوا على الحاجة أكتر من كدة.
لم يتكلم أحد منهم فتنهدت بتعب: ده إحنا كنا هنرجع الدهب لصاحبته.
قالت سحر بصدمة: ترجعوه! ليه ؟
نظرت حماتها بهم أمامها: علشان ده حق صاحبته وأحنا مبقناش محتاجينه وأحنا فهمنا دلوقتى أنه إحنا ظلمنا فرح.
نظرت سحر إلى أشرف بذعر وقالت باندفاع: بس الدهب ده حقنا وطالما هى جابته ببقي خلاص يبقي خلاص هى مش عايزاه.
حدقت بها حماتها بشك فقالت بإرتباك: اا قصدي حق علي وهو اللي اشتراه أصلا ورجع له أهو.
رفعت حماتها حاجبها: وأنتِ مالك أصلا يا سحر بتاعه ولا بتاع مراته وهو حر يتصرف فيه وكنا هنرجعه لصاحبته زي ماكظة دهبك يا حبيبتي بتاعك حتى لو اطلقتي من أشرف.
سقط فكها من حديث حماتها: أطلق من أشرف! أنتِ بتقولي إيه يا حماتي؟
نظرت لها بطرف عينيها: بديكِ مثال بس علشان تفهمي قصدي والدها أهو اتسرق فى الآخر علشان أنتوا شاطرين وبتعرفوا تحافظوا على الحاجة.
حدقت إلى أشرف: أنزل شوف أبوك هو راح يشوف الدكتور علشان يحددوا ميعاد العملية يمكن تبقي بكرة.
أومأ أشرف بطاعة ثم ذهب بينما بقت سحر بجانب حماتها التى تجنبت النظر إليها فأغتاظت سحر بشدة.
تمت عملية علي بعدها بيوم وخرج من المستشفى فى خلال أسبوع، وطبعا بسبب مرضه كان يقيم فى شقة والديه فى غرفته القديمة بدأ يتعافي ببطء حتى شُفي كليا فى خلال ثلاثة أشهر ولكن طوال هذه المدة كان حديثه مع الجميع قليلا للغاية بدء من والديه انتهاء بشقيقه أحمد الذى يلاحظ أنه لا ينظر فى عينيه عندما يتحدث إليه.
بعد أن تعافي قرر قرار نهائي بترك المنزل والعيش فى منزل مستقل خاص به، عارضه والديه كثيرا حتى قالت والدته بأنها ستحزن ولن تتكلم معه ولكن ذلك لم يثنيه عن قراره.
كان يوضب حاجياته حين سمع طرق على الباب فقال بنية عادية وهو يضع ثيابه فى حقيبته: اتفضل.
دلف أحمد وهو ينظر له بحزن: أنت هتمشي دلوقتى؟
حدق إليه ثم عاد بحزم حقيبته: اه.
أقترب أحمد وجلس على السرير: أنا آسف يا علي آسف جدا.
عقد علي حاجبيه:
_أسف على ايه ؟
حدق إليه أحمد وشعور الذنب مرتسم على وجهه: لأني كنت سبب فى أنه بيتك يتخرب وتطلق مراتك.
جلست علي بجانبه وتنهد: مش غلطك يا أحمد ده غلطي أنا من البداية أنا اللي كنت اعمي عن حاجات كتير أوى ودلوقتى بس فهمت.
أحمد بندم:والله يا علي أنا مكنتش عايز اطلب منك من الأول بس أشرف...
ثم قطع حديثه فقال علي بتعجب: ماله أشرف ؟ رد عليا يا أحمد!
قال أحمد وهو ينظر فى الأرض:
_أشرف قالي أنه أنا لازم أطلب منك وأنه أنت معاك فلوس هيكفي وأنه دي حاجة عادية اطلبها منك علشان أبدا مشروعي وأنه أنت مش هتقول لا ولما قولتله أنه ظروفك صعبة قالي ده كلام بس وأنه ظروفك اتحسنت من مدة وحتى ممكن تبيع دهب مراتك وأنه ده مش عيب طالما إحنا أخوات وهنساعد بعض ولاني مكنتش فاهم كليت منك مساعدة لكن والله مكنتش أعرف أنه كل ده هيحصل وأنه أنت مفيش غير دهب مراتك أنا كنت فاكر زي ما أشرف قالي ولاني طول الوقت بخطط لمشروعي كنت بخرج طول الوقت معرفش حاجة عن اللي بيحصل هنا علشان كدة معرفتش حاجة غير لما روحت المستشفى .
رفع عيونه له بندم: أنا مكنتش ناوي أخطب أصلا غير لما اشتغل شوية بس أبوك قالي عادي نخطب لك دلوقتى حتى لو بدبلة والله العظيم مكنتش أعرف أنه الموضوع كله على دهب مراتك حقك عليا.
نظر له علي بنظرة غريبة قبل أن يضع يده على كتفه ويقول : ده مش غلطك يا أحمد، ده كان غلطي أنا من البداية بس الواحد بيتعلم هون على نفسك وربنا يوفقك فى حياتك.
أحمد بتساؤل: وأنت هتعمل ايه؟
علي بتأمل: أنا هحاول أشوف لي شغل وسكن مستقل أعيش فيه لوحدي ده أحسن واريح لينا كلنا لازم أنا كمان أشوف طريقي وأبدأ من جديد.
نهض ثم عانق شقيقه وودعه، خرج ليجد والدته تنتظر مع سحر وأشرف.
أقترب وسلم على والدته التى قالت بهم:
بردو هتمشي.
أبتسم لها: ضروري يا أمي دعواتك ليا بس.
قالت بحزن: ربنا يكرمك ويجبر بخاطرك.
تقدم منه اشرف وقال: مش هتسلم عليا ولا إيه يا علي؟
حدق إليه علي بغموض قبل أن يقول بجفاء: مع السلامة يا أشرف.
غادر ثم تبعه أشرف الذى عاد لشقته و أحمد الذى ذهب لغرفته، جلست والدته حزينة فجلست سحر بجانبها.
قالت سحر بتأثر مزيف: علي مشي أهو يا ماما بسبب الحرباية فرح ياريت تكون ارتاحت بقا.
قالت حماتها بإنزعاج: متجبيش سيرة فرح البنت فى حالها .
ثم قالت بغضب: وبعدين أنتِ قاعدة جنبي ليه؟ ما تقومي تشوفي اللي وراكِ فى الشقة.
نظرت لها سحر بذهول هذه أول مرة تعاملها حماتها بهذا الشكل، انتفضت مجددا على صوت حماتها وهى تقول بتوبيخ: قولتلك قومي شوفي شغلك والا والله لأقول لجوزك.
نهضت سحر بسرعة وهى تستعجب تغير حماتها عليها وتتسائل ماذا حدث لها وخافت أن تكون هذه إشارة إلى ما تحمله لها الأيام.
مرت أشهر قليلة على فرح التى تخطت ماحدث لها لأنها تعلم أن ماحدث لها تجربة ولن تكون نهاية بل بداية جديدة لها فى حياتها.
كانت تبحث عن عمل لتلتحق به بمؤهلها ولكن لم يكن إيجاده سهلا ولكنها لم تيأس، فى يوم طلب والدها محادثتها.
قالت بإبتسامة: حضرتك عايزني يا بابا؟
قال والدها بهدوء: اه يا حبيبتي وبما أني بحب أدخل فى الموضوع مباشرة عايز اقولك رؤوف زميلك اللي قابلنا قبل كدة طلب إيدك مني.
حدقت إليه بدهشة: رؤوف! إزاي الكلام ده؟
والدها بضحك: هو إيه اللي ازاي ، عايز يتجوزك ف جه وطلب إيدك.
فرح بتوتر: بابا بس أنا مش بفكر أتجوز تاني دلوقتى خالص.
قال لها بحنان: مفيش حاجة مفروضة عليكِ يا حبيبتى أنتِ اقعدي معاه لو ارتحتِ ماشي مرتحتيش براحتك بردو وكتب خيره الرجل استني شهور عدتك تخلص علشان يكلمني.
أومأت برأسها بتردد فقبل والدها جبينها ثم أخبرها بأن رؤوف سيحضر فى المساء.
قالت بذهول: بسرعة كدة! ده أنا لسة موافقة حالا!
ضحك والدها مجددا: معلش أصله مستعجل شوية.
أحمر وجهها بخجل ونهضت من أمام والدها والتوتر يمتلكها بالكامل، ظلت على نفس الحال تفكر حتى ألمها رأسها حتى حضر رؤوف مع عائلته.
خرجت وسلمت على عائلته بتوتر ثم جلست على مقعد قريب منه دون أن تنظر إليه، بعد قليل خرج الجميع ليتحدثا سويا.
قالت بتوتر: ليه يا رؤوف ؟
رؤوف بتعجب: ليه ايه ؟
فرح بإحراج: ليه تتقدم لي يعني أنا عمري ما حسيت كول فترة ما كنا زمايل أنك ممكن تكون عايز تتجوزني وبعدها سافرت ومشيت ورجعت دلوقتى تطلبني بعد ما اتطلقت.
تنهد رؤوف وأجاب ببساطة: طول ما إحنا كنا زمايل كنت منجذب ليكِ يا فرح ولما سافرت كان علشان أكون نفسي بسرعة واجي اخطبك لما عرفت أنك اتجوزتي على قد ما زعلت بس اتمنيت لك السعادة ودلوقتى لقيت أنه قدامي فرصة تانية تفتكري أنا هضيعها من ايدي؟
كانت مندهشة من حديثها ومأخوذة به بالكامل حين أبتسم وقال: تفتكري واحد زيي ميستاهلش دلوقتى أنك تديله فرصة يثبت بيه حبه؟
أحمر وجهها خجلا ثم أشاحت ببصرها بعيدا والراحة تجد مكان فى قلبها اتجاهها، ربما رغم ظنها أنها لن تحب أو تتزوج مجددا كانت مخطئة ربما رؤوف اتي الآن فقط لأنه هذا الوقت المناسب حتى يجتمعا معا لقد أصبحت واثقة الآن أنه الشخص الذى سيحبها حقا ويقدرها، إذا كان فعل ذلك طوال سنوات فى السر الن يفعلها بعد أن تصبح زوجته؟
مؤمنة بهذا الإعتقاد التفتت له وأبتسمت ثم قالت بنبرة ثقة: يستاهل طبعا.
الفرح الذى أضاء وجهه من إجابتها كان كفيل ليؤكد لفرح ثقتها به وأنه هو الشخص المناسب الذى سيحبها ويجعلها سعيدة حقا هذه المرة.