رواية لأجل حقي الفصل الثالث3 بقلم ديانا ماريا

 


 رواية لأجل حقي الفصل الثالث 


الجزء الثالث

سقط الهاتف من يدها وهى تحدق أمامها بصدمة تامة، دلفت والدتها لتخبرها أن والدها قد حضر فوجدتها على هذه الحالة.

اقتربت منها بإستغراب: فى إيه يا بنتى؟

سقطت دموعها وهى تقول بصوت منخفض: علي طلقني.

شهقت والدتها بقوة وهى تضر'ب على صدرها بيدها: ايه طلقك؟ ليه ؟

أخفضت رأسها وهى تبكى: علشان مشيت واخدت الدهب معايا.

قالت والدتها بحنق: وهو ده سبب ده شكله كان بيتلكك لك هو إجبار ما يخلي أخوه يشوف له شغلانة بدل ما يجي يضغط عليكِ وأنتم أصلا ظروفكم الله أعلم بيها هو مش المفروض يراعي ولا خلاص الناس مبقاش عندها دم خالص كدة ياما يخليكِ تبيعي الدهب يأما يطلقك!

خرجت والدتها من غرفتها فجأة فعلمت أنها ذهبت للتحدث مع والدها ثم بعد قليل دلف والدها وجلس بجانبها، ضمها إليه فبكت بصوت عالى فى أحضانه.

قال والدها بنبرة رزينة: أوعي تنزلي دمعة اللي ميقدركيش ميستاهلش تبكى عليه لحظة واحدة.

قالت فرح ببكاء: ده طلقني يا بابا نسي كل اللي بيننا وطلقني من غير ما يتردد ثانية واحدة.

قال والدها: حتى لو ده يبين أصله ومعدنه وأنه حتى مفكرش لحظة واحدة ولا كان باقي على العِشرة اللي بينكم.









حاولت مسح دموعها ولكنها انهمرت فى البكاء مجددا فقال بغضب: هو يخرب بيته ويطلقك علشان خاطر يرضي أخوه اللي عايش يعيش على دهبك اللي مش من حقه ولا إيه؟ هو فاكر أنه كدة رجل وكويس يعني! ماشي أما يجيلي.

دلفت والدتها تهدئها فنهض والدها وغادر الغرفة بينما ضمتها والدتها إليها حتى هدأت وتوقفت عن البكاء.

فى المساء حضر علي برفقة والده وأخيه الأكبر.

جلس والدها أمامه يقول بصرامة: ينفع اللي أنت عملته ده يا علي؟

قال على بهدوء: وينفع اللي فرح عملته ده يا عمى؟

والدها بغضب: عملت إيه ها؟ لأنها بتدافع عن حقها؟ ولا لأنها بترفض حاجة من حقها أنها ترفض أو توافق فيها ؟

قال علي باندفاع: وأنا طلبت منها حاجة ورفضت تبقي مش بنت الأصول اللي كنت فاكرها.

نهض والدها وقال بصوت جهوري اهتز له الجميع: أنت لما تتكلم على بنتى تتكلم بأدب يا علي دى ست البنات كلها و لو أنت وأهلك مكنتوش ضيوف فى بيتي أنا كان هيبقي ليا تصرف تانى معاك.

نهض والد علي يحاول أن يهدئ الوضع: معلش يا أبو فرح علي مندفع شوية وهو مكنش قصده أقعد نتفاهم بس حقك عليا.

جلس والد فرح وعينيه توجه الغضب الشديد تجاه علي: أنا هقعد بس علشان نخلص الموضوع لكن نتفاهم ايه ده طلقها ولا كأنه الموضوع لعبة فى أيديه يطلق وقت ما هو عايز .

تدخل شقيق علي فى الحديث قائلا: بس يا عمي ماهى مرضيتش تساعد جوزها وده زعله جدا وخلاه يتصرف التصرف ده.











أجابه والدها بسخرية: جوزها ولا أخو جوزها اللي عايز يبدأ حياته كدة مستريح ولا يتعب ولا يشتغل لا عايز على الجاهز علطول، لو جوزها كان محتاج حاجة مكنتش اتأخرت لحظة ولو كان جوزها طلب بأدب كمان مكنتش اتأخرت إنما يجبرها تبيع دهبها علي سبب زي دي ليه؟
هو أخوك ده مش رجل ؟

عقد والد علي حاجبيه: هو ده سؤال يا أبو فرح بردو مينفعش!

والد فرح بحدة: هو انتوا خليتوا فيها حاجة تنفع! مش الرجل بردو بيشقي ويتعب لحد ما يوصل للي هو عايزه ؟ مش أخوك ده رجل يعني اتخرج يدور على شغل ويحاول مرة واتنين وتلاتة لو كان خلاص مش لاقي ومفيش حل كنتوا تفكروا فى موضوع الدهب ده ولاهو عايز كل حاجة على الجاهز علشان يشتغل ويتجوز وفى الآخر يطلبها منك يا علي وهو عارف أنك متجوز وظروفك مش أد كدة ومش بالاجبار كمان لأنه دهبها حقها شرعا ومش من حقك تجبرها على أي حاجة وفى الآخر بدل ما تتفاهم كدة زي الرجل العاقل نروح تطلقها دي اخرتها ؟

أردف بجدية شديدة: أنت فاكر انك كدة بار بأهلك يعني ؟ تخرب بيتك بايدك علشان حاجة زي كدة هو أنت فاكر أنه أخوك هيجي يسقف لك ولا هيعمل زيك لو كان فى نفس الموقف ؟

نهض ليختم حديثه: أنت عارف أنا أقدر أجيب لبنتي أد الدهب اللي جيبته ليها خمس مرات وميلزمنيش ولا يلزم بنتي فى حاجة لكن ده حق بنتي ودرس ليك بعد كدة علشان تعرف أنه بنات الناس مش لعبة، فى أقرب وقت نروح للمأذون علشان تطلقها رسمي.

لم يجد أحد أي شئ ليقوله بعد حديثه فنهضوا وحين كانوا يسيرون خارجين قال والد فرح بصوت جامد: وعلى فكرة يا علي أعرف أنه لما الرجل يبقي عايز يعيش لو يبني حياته على دهب ست يبقي مش رجل ولما الرجل يجبر مراته على حاجة هى مش عايزاها بحجة الأصول يبقي بردو مش رجل، ولو كان ليك أخت كانت فى نفس الموقف ده كنت هتخلي جوزها يجبرها بنفس الطريقة ولا يطلقها ولا كنتم هتدافعوا عن حقها لآخر لحظة لأنه ده حقها، الكلام أنتهي مع السلامة.

غادروا بينما توجه والدها إلى غرفة ابنته ليجدها تجلس رأسها لأسفل، حين دلف رفعت بصرها إليها وعينيها حمراء من كثرة البكاء، أقترب منها وقبل رأسها.

قال بصوت حنون: أنتِ غالية أوى يا فرح وأغلي حاجة عندي فى الدنيا دى كلها، اوعي تبكى على حد مكنتيش فارقة عنده يا بنتى وهونتي عليه.

قالت بصوت منكسر: ادعي لي يا بابا قلبي واجعني.

ضمها إليه وتنهد: ربنا يعوض عليكي يا بنتى.









بعد مرور ثلاثة أيام كانوا ينتظرون عن المأذون حتى يأتي علي ويطلق فرح رسميا ولكنه لم يأتي، تأخر عن الموعد فنهض والدها وحاول الإتصال به دون فائدة، حاول الإتصال بوالده فلم يرد.

قال والدها بغضب: ايه قلة المسؤولية دي وكمان مش بيردوا على تليفوناتهم!

نظرت له فرح بعيون حزينة ثم وأخيرا أجاب أحد على الهاتف لم تعرف فرح أي رقم.

لفت انتباهها قول والدها بصدمة: بتقول إيه ؟ فى المستشفى؟ وحصل أمتي ده؟


تعليقات



×