رواية سجن الحب والظلام الفصل العشرون
في اليوم التالي ،، دخل روهان وشمس الي الشركة و هما ممسكين بيد بعضهما البعض و البسمة تعلو ثغرهما .. قررا اولا اطلاع أيهم علي ما ينويانه في الفترة القادمة من حياتهما بعد ان عرف انهما يحبان بعضهما بالامس
في منتصف الطريق قابلهم أدهم ببسمة جميلة ، نظر الي يديهما المشبكتان ببعض قبل أن يهتف لروهان بابتسامه حنونه :
_ أقول مبروك يا روهان و لا لسه مستقرتوش ؟؟
_ لا قول يا عمو مبرووك
قالها روهان بسعادة فاقترب منه أدهم يحتضنه بفرحة و يربت علي كتفه هاتفا :
_ الف مبرووك يا روهان ،، انا عارف انك بتحبها و هتشيلها جوا عنيك .. اوعي تأذيها
ابتسم روهان بسعادة هاتفا :
_ متقلقش يا عمو في عيني و الله
ابتعد عن روهان ينظر لابنته بحنان و سعادة .. مد لها يده ليسلم عليها هاتفا :
_ مبرووك يا شمس .. الف مبرووك يا حبيبتي
نظرت له شمس بطرف عينيها بضيق ، و اشاحت بوجهها دون ان ترد عليه او تجيبه .. ظلت يده ممتدة في الهواء لفترة ، حتي انزلها أدهم يشعر بالخذلان بينما يبتسم بألم هاتفا :
_ براحتك يا شمس .. ألف مبروك يا بنتي !
قالها و ألقي عليها نظره حزينة قبل ان يتركهم و يغادر .. نظرت شمس الي روهان بعد ان غادر أدهم .. فرمقها بنظرات غاضبه و متضايقه هاتفا لها بعتاب :
_ مسلمتيش عليه ليه يا شمس ده كان بيباركلك حرام عليكي !! ..
_ حرام عليا ايه يا روهان .. ده واحد دمرلي حياتي و خلاني بقيت مرعوبه من فكرة الجواز اصلا
_ بردو مهما حصل يفضل ابوكي و سبب وجودك في الدنيا دي .. أنتي مشوفتيش نظرة القهر في عينيه لما مرضيتيش تسلمي عليه و الله حرام عليكي
نظرت له تهتز حدقتيها بتوتر قبل ان تهمس بعدم فهم او تصديق :
_ بجد ؟؟ .. كان المفروض اسلم عليه ؟؟ .. مش عارفه يا روهان ، أنا موجوعه و مجروحه من اوووي
تنهد روهان بألم قبل ان يهتف :
_ خلاص يا شمس .. مش حاجه جديدة علي عمو أدهم يعني .. ربنا يسمحك أنتي و اخوكي و الله
ثم سحبها و اتجه بها الي مكتب أيهم بينما حاول ان يخرجها من ذالك الموود الذي عكر مزاجها
#################
في مكتب أيهم .. دخل أدهم يجلس أمام مكتب رفيقه ، نظر له أيهم يتفحصه بينما يهتف بتساؤل :
_ أدهم انت كويس ؟؟ .. عمال تاخد اجازات من الشغل ، و خاسس كده و وشك بهتان .. أنت كويس يا صاحبي ؟
ابتسم أدهم بسخرية هاتفا له بألم :
_ كويس أه .. متقلقش عليا
نظر له أيهم متفحصا قبل ان يلاحظ بعض العلامات فوق ذراعه .. فهتف بصدمة :
_ اي دا يا أدهم .. مالو دراعك ؟؟
_ ملوش يا أيهم
_ أخلص يا أدهم قولي فيك ايه !
نظر له أدهم بالم بينما ينحني يستند بذراعيه فوق ركبتيه .. أمسك برأسه بين يديه يهتف لرفيقه بألم :
_ عندي لوكيميا "سرطان الدم"
اتسعت عينا أيهم بصدمة بينما يهتف :
_ ايه عندك ايه ؟؟
_ زي ما سمعت كده يا أيهم
_ طب ازااي و امتي .. و ليه ما قولتليش ، و بتتعالج و لا لا ؟؟
استقام أيهم من مكانه سريعا و التف حول المكتب ليجلس في المقعد المقابل لأدهم .. نظر له أدهم يبتسم بمرار هاتفا :
_ مش عارف ازاي و امتي .. لكن انا مش بتعالج و مش عاوز اتعالج
_ يعني يا أدهم مش عايز تتعالج ؟؟ .. لييه ايه السبب ؟؟
نظر له أدهم بقهر بينما يخبره :
_ أتعاالج ليه يا أيهم و انا معنديش حاجه في الدنيا أبقي عليها .. فلوسي و أتسرقت من زمان .. مراتي و عيالي خسرتهم من زمان أوي .. بقيت بشوف عيالي مش بيردو يسلمو عليا ، و لو في اجتماع و لا حاجه مروان موجود فيه بخاف اقابله لرد فعله يوجعني .. قولي هتعالج علشان مين ؟؟
_ علشان نفسك يا أدهم .. اتعالج علشان نفسك
ابتسم أدهم بسخرية هاتفا :
_ لا مش عايز أتعالج علشان نفسي
ثم مد يده له بورقه مطوية هاتفا :
_ دي استقالتي يا أيهم .. بعد اذنك
ثم نهض و تركه في صدمته و خرج من الغرفه .. علي الباب قابل روهان و شمس فابتسم لهم برفق قبل ان يترك المكان و يغادر
دخل روهان و شمس الي المكتب فوجدا أيهم جالسا بحاله متصلبه منذ كان أدهم موجودا ، اتجه روهان يهزه هاتفا :
_ بابا احنا جينا
ابتسم لهم نصف ابتسامه بينما يستقيم ليترك لهم المقعدين المقابلين لمكتبه و يلتف حول المكتب يجلس علي مقعده هاتفا لهما :
_ تعالو يا ولاد
ابتسم روهان بسعادة و جلس قبل ان يبادر بالهتاف :
_ بابا أنا و شمس جايين نطلب من حضرتك تجوزنا .. انت عارف اننا بنحب بعض ، جايين عااوزين نتجوز
لم ينظر له أيهم بل بقي عقله منشغلا و هو يهتف :
_ مبروك يا ولاد مبروك
_ بابا انت مش معاانا خاالص .. انت كويس ؟؟
نظر له أيهم ثم التفت ينظر الي شمس بضيق .. لم يكلف نفسه عناء ابقاء الامر سرا و هتف :
_ أدهم عنده كانسر .. و مش عايز يتعالج ، اداني ورقة الاستقالة دي النهاردة .. و عايز يموت ف بيته لواحده من غير ما نعرف عنه حاجه !
تسعت عينا كل من روهان و شمس بصدمة .. روهان كان الاسرع تجاوبا فهتف :
_ ازاي يعني يا بابا و احنا لازمتنا ايه ، احنا لازم نقف جمبه !
اما شمس فنظرت في الارض بألم و هي تتذكر معاملاتها الاخيرة مع أدهم و التي كانت فظه للغاية ،، و أخرها انها لم تسلم عليه هذا الصباح .. شعر بالألم و الحزن لانها أدركت كم كان والدها وحيدا بعد أن قال أيهم انه يريد الوفاة وحيدا في منزله ...
بكت بشدة و هي تنظر ارضا الي قدميها ،، بينما نظر لها روهان بألم و لم يستطع فعل شيئ .. نظر الي والده الذي رفع كتفيه بعدم معرفه لما سيفعلونه قبل ان يهتف :
_ احنا اكيد مش هنسيب أدهم لواحده .. و هنفضل معاه لحد ما هيتعالج بس انا مش عارف أصلا هو المرض وصل بيه لانهي مرحلة .. احنا لازم نروحله البيت نشوفه و نطمن عليه
_ ماشي يا بابا انا هاجي معاك
نظر أيهم لشمس بينما يهتف :
_ و أنتي يا شمس ؟؟
_ هاجي معاكو يا عمو
_ طيب يا ولاد روحو خلصو شغلكو و نخلص كلنا و نروحله البيت !
اماء كلاهما بصمت و استقاما يخرجان من الغرفه .. بينما كل منهم يفكر بطريقه مختلفه .. فروهان يحب أدهم بشدة و لا يريد ان يخسره ، و شمس تشعر بالالم و الذنب لتلك المعاملة التي كانت تعامله بها من قبل
##################
في شركة مروان ... اتجهت نور الي شركته للمره الثانية و لكن تلك المره لم تسأل الاستقبال فهم سيخبروها مثل المره السابقه انه ليس موجود .. اتجهت الي احد العمال هاتفه له بتساءل :
_ ممكن اعرف فين مكتب مروان بيه ؟
_ عايزة تعرفي ليه ؟؟
_ عندي معاد معاه و مش عارفه مكان المكتب
_ طب ما تسألي الاستقبال
_ الدنيا زحمة هناك و انا مستعجله و متأخره مش عايزة المعاد يفوتني .. ممكن حضرتك تقولي فين مكان مكتبه
اماء لها العامل البسيط بينما يهتف :
_ بصي اركبي الاسانسير ده لحد اخر دور .. اطلعي منه في طرقه طويلة كده مكتب مروان بيه اخر مكتب في الطرقة علي ايدك الشمال
_ شكرا جدا
قالتها و انصرفت بسرعه تتجه ناحية المصعد .. وصلت امام مكتبه وقفت بعض الوقت تأخذ انفاسها قبل ان تقتحم غرفة السكرتيره .. نظرت لها بطرف عينيها هاتفه :
_ مروان موجود ؟؟
_ مين حضرتك أقوله مين ؟؟
_ انا هدخل اقوله بنفسي
قالتها بينما اسرعت تقتحم غرفة مكتب مروان و السكرتيرة خلفها تشعر بالخوف هاتفه :
_ يا فندم مينعش كده يا فندم .. لازم يكون عندنا علم سابق بوجودك
دخلت نور الي مكتب ابنها فرفع رأسه ينظر لها بينما السكرتيره تهتف :
_ انا اسفه يا مروان بيه حاولت امنعها بس هي مصممه تقتحم المكتب بالشكل ده .. تحب حضرتك اطلب الامن ؟؟
اشار لها مروان بيده بينما يهتف :
_ لا خلاص روحي انتي .
قالها لتنصرف هي سريعا ، بينما دخلت نور تغلق الباب خلفها .. تراجع مروان بظهره في مقعده بينما يربع ذراعيه هاتفا لها ببرود :
_ اتمني يكون عندك حجه قوية دفعتك انك تيجي هنا تاني ! .. جيتي امبارح و مكنتش عايز اقابلك اظن
اقتربت منه نور بغضب و لم تكترث للتفاهات التي يلقيها ، ضربت بشدة سطح المكتب بينما تهتف :
_ انت لازم تسمعني .. لازم تاخد بالك من فلوسك و شركتك و حيااتك !
التقي حاجبيه بتساؤل بينما يهتف :
_ قصدك ايه يعني ؟؟
نظرت له بقوة قبل ان تهتف :
_ زي ما سمعت .. سليم مش بيخطط انه يقتلك بس ده عايز يستولي علي كل املاكك و فلوسك الي انت عملتها بتعب السنين .. مش بعيد تلاقيه راشي اقرب حد ليك علشان يمضيك علي ورق التنازل عن املاكك من غير ما تعرف .. انا سمعته بيقول كده لابوه في رسالة صوتية بعتهاله !
ابتسم مروان ساخرا و نهض يستقيم من مكانه هاتفا لها :
_ و انا ايه الي يخليني اصدقك و اشك في اقرب الناس ليا .. اعتقد انك مش محل ثقة اصلا و طول عمرك مش بتخافي علينا ، جاية الوقتي و تخافي علي فلوسي ليه ؟؟
شعرت نور بالغضب الشديد و لم تدري بنفسها و هي ترفع يدها تسقط بها علي وجهه تصفعه بشدة بينما تبكي و تصرخ في وجهه :
_ علشااان انت غبي يا مروواان .. غبي زي ابوووك بالظبط .. أنا وقفت نفس الوقفه دي اودام ابوك من 20 سنه فاتو أحذرو من بكري التهامي (أبو سليم) و بردو مصدقنيش ...
نظر لها بصدمة شديدة من صفعتها بينما هي نظرت له بقهر و دمعاتها تسقط بينما تصرخ بشدة :
_ بكري كان حاطط عينه عليا و كان بيبتزني يا اما اطلق من أدهم و اتجوزه ياما هيسرق فلوسه و يمضيه علي تنازل علشان منلاقيش انا و هو ناكل ! .. حذرته .. حذرت أدهم كتير بس ركب دماغه و قالي متخافيش و متعمليش .. و فجأة لاقينا بكري سرقه و خد كل الي وراه و الي اودامه
_ أدهم بقي بيواصل الليل بالنهار و يشتغل 24 ساعه علشان يقدر يعوض الخسارة الي خسرها و يجيب فلوس ليك انت واختك علشان تعيشو زي اي طفلين في سنكو .. فضلنا علي الحال دي اكتر من سنه ، و رجع بكري يبتذني تاني لما لقي أن سرقته لفلوس أدهم مهزتش فينا شعره و أن حبنا لبعض كان اقوي من اي مشكلة هنتحط فيها
اغمض عينها بألم و اكملت ببكاء :
_ ابتذني يخطفكو و يقتلكو زي ما بنت نجمة ماتت .. كنت ممكن اقبل اي حاجه في الدنيا الا ان عيالي يتأذو او ان حد يمس منهم شعره .. كنت خايفه عليكو جدا علشان كده اطلقت من أدهم رغم أنه كان صعب عليا و كنت حسه أني بموت بس اطلقت .. لما روحنا امريكا حاولت اكرهكو في أدهم علشان مترجعوش ليه .... أدهم كان في الفترة دي ضعيف و 24 ساعة في شغله لو كنتو رجعتوله بكري كان هيقدر يخطفكو و يأذيكو .. كنت سايباكو في حماية أيهم و نجمة و أنا عارفه انكو هتعيشو احسن عيشه عندهم و هتتربو احسن تربية .. و مش هتحسو بفرق علشان مستواهم الاجتماعي كويس .. لكن أدهم كان معهوش فلوس و عايز يتعب علشان يجيبلكم فلوس
فتحت عيناها تنظر له بقهر بينما تحاول أن تمسح دمعاتها هاتفه له بقوة :
_ أنا ضيعت عمري كله علشان خاطرك أنت و أختك .. معنديش استعداد اشوفكم بتتدمروا و تعيشو المرار الي عشته أنا و أدهم .. لو أنتو كارهينا و ساخطين علينا علشان اطلقنا و سيبناكم لأيهم فليكو حق علي الرغم اننا مسبناكوش في الشارع ... لكن أعرف يا مروان أني هعمل الي عليا لحد أخر نفس و لو سليم فكر يقرب منك هاكله باسناني و اقتله .. انا مش باقية علي حاجه في الدنيا دي .. لكن انه يقرب منك و يهدلك كل الي انت تعبت علشان توصله ،، أنا مش هسمحك بكده
تنهدت بشدة بينما تنظر لعينيه اللتان اتسعتا بصدمة و ذهول و هو يستمت لحديثها .. ابتسمت شبح ابتسامه بينما تهمس :
_ خد بالك من حياتك و شركتك و نفسك يا مروان .. و خد بالك من مراتك علشان هي حلوة اووي و ممكن تكون نقطة ضعف يضربك سليم فيها .... باي باي
لوحت له و غادرت مسرعة .. بينما بقي مروان في مكانه ينظر بصدمة شديدة لكل ما قالته و هتفت به ، سقط فوق مقعده ينظر في الفراغ بألم و عدم تصديق بينما يهتف بعدم فهم و تصديق :
_ يعني أنا عشت حياتي كلها بكرههم و هما طلعو بيضحو عشانا ؟؟ .. أنا عشت حياتي كلها في كدبة ؟!
وضع رأسه بين يديه غير مصدق لما حدث و استمع له للتو ، كانت لتتركه علي عماه و كرهه لهم بدل تلك الفوضي التي احدثتها به و جعلته يكره نفسه مئات المرات عليها !!
و لكنه لن يستسلم و يصدقها بسهولة قد تكون تجذب تعاطفه فقط لا غير .. اسرع يرفع هاتفه بينما يحدث يوسف هاتفا :
_ في خلال ساعتين تجيبلي كل المعلومات عن بكري التهامي و تعرفلي جاب ثروته دي منين ؟؟؟
ايه رأيكو ؟ تفتكرو مروان هيعمل ايه بعد ما عرف ان أبوه و أمه اتظلمو ؟ هيجيب لهم حقهم و لا مش هيصدق نور ؟؟
يتبع ...