رواية سجن الحب والظلام الفصل الرابع عشر
وقف مروان خلف سعاد يستمع الي كلماتها بشر دفين يدرك انها لا تشعر بوجوده .. تراجع عدة خطوات للخلف بصمت ثم التفت عائدا الي رهف و كأن شيئا لم يكن
وصل الي رهف حاول رسم بسمة بسيطة علي وجهه و لكنها شعرت بأنه مختلف لذا سألت :
_ أنت كويس ؟؟ .. مجبتش الفشار ليه ؟؟
_ افتكرت ان الدكتور مانعك تاكلي حاجه فمنعت نفسي منها انا كمان .. لما تخفي و تبقي كويسه نبقي ناكل الفشار سوا .
ابتسمت بامتنان ، بينما هو اتجه يجلس الي جوارها يفتح اللاب علي قدميه هاتفا :
_ عايزه تشوفي ايه بقي ؟؟ .. عربي و لا اجنبي
_ لا مش بعرف افهم الاجنبي .. هات عربي
_ اوكي
قالها و هو يبحث عن فيلم مصري .. اشعله و رفع ذراعه خلف ظهرها علي الارجوحه .. مر جزء كبير من الفيلم حين شعرت هي بالنعاس .. تمددت علي تلك الارجوحه تضم قدميها لصدرها لتأخذ مساحه أقل .. وضعت رأسها فوق قدمه تشاهد الفيلم بينما تتثائب
نظر لها مبتسما قبل ان يضع يده فوق شعرها يدللها و يعبث ببصيلات شعرها هاتفا :
_ انتي هتنامي و لا ايه ؟؟ ده الفيلم لسه في الاول
اجابته بينما تتثائب :
_ لا انا ... انا بتفرج اهو
ابتسم بحنان و ظل علي جلسته يربت علي شعرها بحنان .. الي ان شعر بتدلي رأسها فعرف انها نامت كليا
امسك برأسها و استقام يضع اللاب ارضا ثم حملها بين يديه صاعدا الي حجرتها
وضعها في فراشها مقبلا جبينها ثم سحب عليها الغطاء و تركها و غادر ، عاد يأخذ حاسوبه و اتجه الي مكتبه .. و في الطريق اخبر احدي الخادمات :
_ عايز فنجان قهوة علي المكتب
_ حاضر يا مروان بيه
ثم اتجهت تصنعه بينما هو اتجه الي مكتبه يبحث عن خطة ليوقع سعاد !!!
##################
بعد يومين .. أتصل أدهم برفيقه أيهم يخبره بمرضه و أنه لا يستطيع القدوم لعمله هذا اليوم
مازال أدهم يعمل مع رفيقه و لكنه أصبح لا يختلط بالناس بشكل كثير جدا ،،، جلس في غرفته المتواجده في منزله و التي شهدت علي حبه هو و نور
جلس يمسك بين يديه صورة لهما بجوار طفليه منها .. شعر بلسعة الدموع فوق خديه ، مسحهم سريعا و هو يلمس بيده علي وجهها هامسه بحزن :
_ ليه يا نور عملتي كده .. لو كنتي طلبتي عيني كنت هديهالك و الله ، أنا كنت بحبك أوووي .. إنتي السبب في إن عيالي بيكرهوني و مش عارف أبص في عين حد فيهم .. ليه عملتي فيا كده ؟؟
ثم وضع صورتهم مكانها و هو يشعر بالحزن الشديد في قلبه ، قبل أن يقرر السفر لأبعد مكان يصل اليه ، ينعزل قليلا عن هذا المنزل و يجلد ذاته أكثر و أكثر
و كان هذا هو حال أدهم طوال تلك السنين التي أنفصل فيها عن نور !!
##################
بعد يومين .. استيقظ مروان في الصباح الباكر .. اغتسل و بدل ملابسه ،، أرتدي بذلة رسمية لذهابه لعمله .. و مشط شعره و رش عطره ، ارتدي ساعته و حذاءه ، قبل ان يغادر جناحه ..
مر علي رهف يطمئن عليها قبل أن يغادر الي عمله .. دخل الي الغرفة فوجدها في جدال مع منة التي تشعر بالغضب منها
نظرت له رهف ما ان دخل تبتسم بشدة هاتفه له دون أدراك أو خجل :
_ الله ! .. شكلك حلو اوووي يا مروان
ابتسم بحنان و اقترب منها يلثم جبينها بقبلة بسيطة قبل أن يهتف :
_ أنتي الي قمر .. مالك بقي يا قمر بتتخانقي مع الممرضة بتاعتك علي الصبح كده ليه ؟؟
نظرت له و عيناها تدمع فجلس أمامها علي الفراش هاتفا بسخرية :
_ طالما في دموع يبقي الموضوع كبير .. إيه الي حصل ؟؟
_ مش عايزة تركب المحلول بتاعها يا مروان بيه !
هتفت بها منة فنظر مروان لرهف بضيق بينما يهتف بعدم فهم :
_ مش عايزه تركبيه ليه يا رهف ؟؟
_ بتوجعني اووي و الله
_ بيوجعك ازاي ده محلول ؟؟
_ لا مش هو الي بيوجعني .. هي الي بتوجعني
و اشارت علي منة ، فنظر لها بعدم فهم هاتفا :
_ هي الي بتوجعك ازاي مش فاهم
دمعت عيناها بشدة و هي تهتف :
_ معرفش ،، بتديني حقنه قبل المحلول كده بتحرق و بتوجعني أوي
نظر الي منة مستفسرا فهتفت له :
_ لازم أسلك الأول مكان الدم المتجلط علي الكانيولا علشان اعرف اركب المحلول يا مروان بيه
_ اهاا فهمت
قالها مروان و التفت ينظر الي رهف هاتفا :
_ هي معاها حق لازم تسلك طريق للمحلول علشان يعرف يمشي
تساقطت دمعاتها و هي تهتف :
_ بس بتوجعني اووي .. تبقي تعمل كده و أنا نايمة
_ حاضر .. بس دلوقتي لازم ناخد المحلول علشان متهبطيش و يغمي عليكي
_ لا مش عااوزه
_ يلا يا رهف بلاش دلع .. مش هتحسي بيها ، هخليها تحطلك مخدر علشان متحسيش بيها
نظرت له برجاء هاتفه :
_ هو ينفع ؟؟
_ اهاا .. تعالي بقي اقعدي هنا علي طرف السرير
تحركت تفعل ما طلبه منها ، فابتسم بحنان و هو يضمها بشدة يدفن رأسها داخل صدره هاتفا لها :
_ عدي من واحد لعشرة و متفكريش فيها و أنتي مش هتحسي بحاجه .. يلا يا منة
تمسكت فيه بشدة بيدها الحرة و يدها الاخري مع منة ، وضعت منة الابرة و بدأت بضخ المحلول الي وريدها فشهقت بعنف ثم صرخت بألم هاتفه :
_ ااااه .. ااااااه بتوجع ااااااه
_ خلاص خلصت يا دلوعة
قالها مروان بينما يبتعد عن رهف حين وضع لها منة انبوبة المحلول الرفيعة
نظرت له رهف بحرج فابتسم ضاحكا قبل أن ينحني يهمس لها :
_ ألف سلامة عليكي .. حسه بأي وجع ؟؟
اماءت بصمت ورفعت له يدها التي تحتوي الكانيولا .. فابتسم ضاحكا قبل أن يهتف لها :
_ تاني ؟؟
كان سؤاله يحمل سؤالا مخفيا فهمته هي و أماءت تبتسم بحرج .. فابتسم بحنان و سعادة قبل أن يمسك بكف يدها يطبع عدة قبلات هناك هامسا لها :
_ أموااااه معلش .. أموااااه هتخف .. أموااااه ألف سلامة عليكي .. أموووواااه معلش
قبلها عدة قبلات علي كف يدها و صعد بقبلاته علي طول ذراعها كما المرة السابقة .. و هي مغمضة العينين تستمتع بقبلاته بشدة و تعيش تلك الحالة من الخدر التي عاشتها سابقا
شعرت منة الواقفه في الركن بالحرج و انسحبت من الغرفة ،، بينما بقي مروان يقبل رهف الي أن وصل لعنقها
طبع قبله رقيقة و طويلة هناك سرت القشعريرة في جسدها .. فصل قبلته و نظر لها فوجدها محمرة بشدة تغمض عيناها .. أبتسم بسعادة و انحني يطبع قبلة بريئة و صغيرة علي شفتيها .. ففتحت عيناها تنظر له بتيه و بسمة رقيقة
قبل جبينها بقبلة أخيرة هامسا لها بحنان و سعادة :
_ ده أنتي طلعتي دلوعة أوي أوي يعني .. يلا أنا رايح شغلي
أماءت له فابتسم يسألها :
_ عايزة حاجه تاني قبل ما امشي
نفت برأسها و هي مازالت تشعر بانتفاض مشاعرها و لغبطتها هامسه له :
_ شكرا
ابتسم بسعادة مغادرا الغرفة بينما بقت هي علي حالها تشعر بالغرابة لما يحدث معها و لا تفهم أنها بدأت تحب مروان !
#################
عاد مروان في منتصف اليوم يشعر بالانهاك .. قابلته احد الخادمات هاتفه له :
_ مروان باشا تحب نحط لحضرتك الغدا
_ ماشي
قالها و صعد يبدل ملابسه ثم نزل لتناول غداءه الذي وضعته سعاد علي الطاولة .. اقتربت منه أحدي الخادمات بعد أن غادرت سعاد هامسه له :
_ مروان باشا .. سعاد رشت البودرة علي الرز و الشوربة
_ تمام روحي أنتي
قالها ليصرف تلك الخادمة التي أمرها بمراقبة سعاد البارحة بعد ان احضرت له القهوة .. و امرها باخباره حين تضع علي طعامه شيئا غريبا او بودرة ما
ما ان انصرفت تلك الخادمه حتي وضع ملعقته في صحن الحساء مناديا لسعاد
اتت سعاد تهتف له :
_ ايوة يا مروان بيه
_ دوقي كده الشوربة دي يا سعاد
شحب وجه سعاد بشدة هاتفا :
_ مالها يا باشا
_ دوقيها بس كده و أنتي تعرفي .. اصل حاسس طعمها غريب شوية
_ مش .. مش ممكن ادوقها .. اصل .. اصل .. اصل انا مش بحب الشوربة
هز مروان أكتافه بلا مبالاه و هو يهتف :
_ يبقي دوقي الرز .. أصله طعمه غريب زي الشوربة و لا ده كمان مش بتحبيه
شحب وجهها بشدة و حاولت الخروج من ذالك المأزق هاتفه :
_ مش لازم أدوقه يا مروان بيه ،، لو حااسس أنه غريب ممكن أخلي الطباخ يعملك غيره
ثم أسرعت تلف لتغادر المكان ، و لكن مروان أمسك برسغها قبل أن تغادر .. لفها اليه و هو ينهض من علي المقعد ليقف أمامها ينظر لها بأعين مظلمه تنم علي الشر ...
نظرت له بخوف ، و تفاجأت بأنه يملأ الملعقه بالأرز و يدسها في فمها هاتفا لها ببرود :
_ أبلعيها !
اتسعت عيناها بصدمة فهتف بقوة و غضب :
_ أبلعيييها !!
نظرت له بصدمة و ابتلعتها غصبا عنها ،، نظر لها برضا و ابتسامه ساخرة يهتف ببرود :
_ أصلك متعرفيش إن طباخ السم .. لازم يدوقه !
شعرت بالصدمة من معرفته بأمر السم .. قبل أن تسمعه يهتف بشر بينما يده تقبض علي عنقها بقوة :
_ مش مروان المالكي الي واحده تافهه زيك هتقتله مسموم !! .. و أنا مش هقتلك أنا هسيبك تموتي زي الكل.بة بالسم الي بلعتيه
ثم ترك عنقها هاتفا بقسوة :
_ برررة .. برررة بيتي .. يلا حااالا برررة !!
اسرعت سعاد تهرول من امامه مغادرة القصر بينما تشعر بالرعب علي نفسها بسبب ذالك السم الي ابتلعته .. أما مروان فنظر في أعقابها يبصق بتقزز قبل أن يأمر أحدي الخادمات برمي هذا الطعام .. و عاد يصعد درجات السلم يحاول تغيير ملامحه و هو متجه الي رهف !!
####################
في اليوم التالي .. و أثناء عمل مروان في مكتب شركته ، طرق يوسف الباب و دخل يعطي مروان ملفا طبيا يهتف له :
_ نتايج تحليل ال DNA بتاعت رهف و أيهم باشا يا مروان بيه
أمسك مروان الملف و شعر بالرهبة و هو يمسكه يشعر بانه لا يستطيع فتحه رفع نظره ليوسف قبل أن يهتف :
_ طلعت بنته ؟؟
اماء يوسف برأسه إيماءة خفيفة و هتف :
_ تحليل ال DNA بتاعهم متطابق بشكل كبير
سقط الملف من يد مروان بينما اتسعت عيناه بصدمة و لا يعرف ماذا سيفعل .. ماذا سيقول لأيهم و كيف سيعامل رهف بعد ذالك ؟؟؟
تفتكرو أيهم هيعمل ايه لما يعرف الي مروان عمله في بنته ؟ و هيفضل بيحبه و شايفه ابنه الي رباه و لا لا ؟؟؟
يتبع....