رواية حور الفصل الثالث 3بقلم دكتوريتا

 

ا

رواية حور الفصل الثالث بقلم دكتوريتا

الفصل الثالث 

#روايه_حور

دخلت ريم مسرعة.. قلقة حتى وصلت لحجرة المعيشة.. وقفت ثانية ترى حور في حضن والدها. ويدها على قلبها.. وعلامات الألم مرتسمة على وجهها
تقدمت ريم.. ووضعت حقيبها على الارض
-حور حبيبتى مالك
قالت وهي تمسك يد حور
رفعت عينيها رادفة بألم
-قلب ي بي وجعني ي يا ريم
استقامت موجهة حديثها لعادل بكل عملية
-لوسمحت يا انكل نومها على الكنبة
بعد أن فحصتها..
-مافيش اي سبب عضوي مسبب للألم ده ... طب في ايه
قالت هذا في نفسها... جلست نصف جلسة على الأرض بجانب الاريكة.. بحيث تكون في مستوى حور.. أمسكت يدها الحرة بيديها الاثنتين.. ونظرت لحور.. التي تحولت بشرتها من البياض المثير إلى الشحوب... جبينها متعرق بشدة... علامات الاعياء على وجهها.. تضع يدها الأخرى على موضع قلبها.. تريد أن تهدئة ضرباته
بكل القلق تحدثت ريم
-حور حبيبتي مافيش حاجة عضوية مسببة الألم
ثم مسحت على شعرها.. وأضافت بنيرة رقيقة
-في حد دايقك.. بابا ولا ماما
هزت حور رأسها نفيا
-طب.....
لكن قاطع حوارهم ..









ايه يا ألفت نسيتينا ولا ايه
كان هذا كلام مني التي تهبط الدرج مع رأفت
-معلش يا منى.. بس حور تعبانة شوية
-منى مقتربة من حور بقلق :ليه مالها
قاطعه سيف الذي ابدل ملابسه وينزل سريعا على الدرج.. يريد أن يخرج من هذا الحيز ووجع القلب بأقصى سرعة
-انا هخرج شوية يا ماما اشوف..
لكن قاطعه صوت والدته
-تعالى يا حبيبي حور تعبانة
صدمة اختلجت صدره... وازداد الوجع... وفي المقابل انت حور من وجعها الذي زاد بشدة
اقترب تلقائيا منها.. لايرى أحدا غيرها.... نظر في عينيها... وكأن مغناطيس يجذبه للنظر في بحر عينيه.. ويا للدهشة.. أصبح الوجع يتلاشى تدريجيا من قلبيهما معا .... واختفى تماما بعد أن وصل اليها
تحولت نظراتها إلى نظرات دهشة... وازالت يدها التي كانت تستقر على مكان قلبها..

قالت بدهشة وهي تنظر لوالدتها
-الوجع راح يا مامي
-الحمدلله يا قلب مامي قالت وهي تمسك يدها تقبلها
ريم: الحمدلله بس هتروح نعمل تحاليل علشان نتأكد انه مافيش حاجة عضوية ... ونحاول نعرف السبب
حور:حاضر يا ريم
منى :الحمدلله...انشاء الله تفضلي كويسة على طول
حور :شكرا يا طنط
حدث كل هذا وهو تائه في بحر عينيها.... لم يفق الا عندما سمع صوت مألوف له... استغرب وجوده هنا.... نعم انها ريم.... نظر لها فقط واعاد نظره لحور
ألفت مهي تمسك يد حور معاونة لها علي الوقوف : يلا حور تعالى ارتاحي شوية فوق .. معلش بقى يا منى
مني :ولا يهمك أهم حاجة تبقى كويسة
.........
صعدت حور مع والدتها... بينما ذهب رأفت وعادل ومنى الي الحديقة الخارجية للتحدث في بعض الأمور .
بينما ظل سيف ينظر بشغف ناحية الدرج التي صعدته تلك التي سلبت قلبه وعقله
اقتربت منه هامسة
ريم: ازيك يا برنس... مش سكتك خالص
افاق سيف للمرة الثانية على صوتها :ه... ه بتقولي ايه
ضحكت ريم : اهدا كده اول مرة اشوفك بالمنظر ده.... سيف الشيمي على سن ورمح.. مسهم كده.. لا عادي كده أدام الناس.. يا لهوي يا سيف. هههههههه.... منظرك تحفة
نظر لها سيف باستخفاف:خلصتي
ريم: بص خلاص اه ه... ه ووضعت يدها على فمها محاولة إسكات ضحكاتها
سيف : يخرب بيتك... يا بنتي انتي المفروض دكتورة والمفروض تكوني اد اللقب ده وتكوني محترمة... وبغض النظر عن كل ده.... في آنثة محترمة تقول برنس... خليتي ايه للرجالة
تأففت ريم:مالكش دعوة
سيف: يخرب بيتك.. لسانك هيفضل طول عمره طويل... ما تتلمي بقى... يعني نفوكي للمكان ده علشان تتعلم الأدب.. وتتعدلي... اجي الاقيكي زي مكنتي... لمى لسانك ومالكيش دعوة بيا
عبست ريم:جرى ايه يا سيف.. مالك سخن كده ليه.. اهدا وقول هديت... ما انت عارف... انا كنت مقضية ايام الجامعة فين
توجه سيف إلى أحد الأرائك وجلس بقلة حيلة
سيف:ماه الكرثة اني عارف.... يا بنت دا الي يشوف عيلتك.. والجامعة الأمريكية .. مايصدقش أن الهانم كانت مقضية حياتها في المطرية... بينما اكمل بصوت أعلى.. :اموت وافهم عرفتي المناطق دي منين
جلست ريم بجانبه مرتبة على كتفه
:الزمن بيعرف.. وكنت اتعرفت على شوية بنات ايه.. لوز اللوز.. جدعنة ايه...احسن 100مرة من البنات الفافي إلى كنا نعرفهم دول... دي الواحدة كانت تشوفك في مشكلة وتزودها بدل ماتهديك
-سيف: ما قلناش حاجة اتصاحبتي عليهم وكل حاجة بس ما تقلبيش على النسخة العكسية من ريم هانم يا روحي ه ها.. اتبع كلامه بقرصه لخدودها
ريم: فكك يا سيف مني
سيف:بقى دي اول مرة اشوفك فيها بعد فترة تقوليلي فكك... والنعمة ألفاظك شبهك
ريم : سيبك مني دلوقتي.... ايه الي حصل من شوية ده.... حور مش استايلك.... اهدي يا سيف يا عمري البنت مش ادك ولاحتى هتفهمك
وضع سيف رأسه بين يديه وتحدث بنبرة هامسة.:مش عارف يا ريم في حاجة غريبة بتحصل... ايه هي مش عارف... رفع نظره ونظر لها.. :مجرد نظرة ولمسة ايد خلوا جسمي يترعش.. وقلبي كان هيقف... والله ما بهزر... قلبي كان تاعبني زيها... ولما قربت منها دلوقتي الوجع راح... وانا مش فاهم ايه الي بيحصل... وانت عارفة انا عمري ما أعجبت بحد.. ولا اتلهفت على حد.... ابتسم وأكمل...
:بس دي انا عايزها... عايز أقرب منها.... عايز افهم... ايه الي شاددني ليها كده... مش فاهم.... عارفة كنت هعمل ايه من شوية لو ماتكلمتيش....ا نا كنت مغيب ببص في عيونها بس.. كان.... كان نفسي المسها
وقفت ريم تنظر له بذهول.... ولكن ليس حور.. إن كان هوصديقها.. فهي أيضا صديقتها البريئة
فقالت بغضب:سيف فوق كده... حور أنقى من انك تفكر فيها
وقف بغضب:اهدي وصوتك ميعلاش... ايه أنقى من اني افكر فيها دي









خففت من حدتها قليلا
ريم :سوري يا سيف.... بس مالكش دعوة بيها
سيف:ما بقاش ينفع
قالت ريم متعجبة لحديثه: يعني ايه
تنهد سيف ببطء:يعني الشرارة إلى كنت بدور عليها حصلت ومع حور.... قلبي دق لها يا ريم وهي برضه
ريم: لا يا سيف اهدا كده... حور لا يمكن تحس لك بحاجة
سيف باستخفاف :ليه انشاء الله
ريم: حور حدودها البيت ده... اتعلمت هنا... حتى الجامعة ماكانتش بتروح الا على الامتحانات ولو انكل كان يقدر ماكانش خلاها تخرج ابدا.....
أكملت حديثها وهي جالسة بجانبه.. وهويستمع لها بشغف.. وهي تكمل بابتسامة: حور طفلة نقية لسه ما اتلوثتش.... حور ماتعرفش اي حاجة.... حور لسه بتسمع كرتون والاميرات... حور أقصى أحلامها انها تجيب عصافير جديدة.... حور متعرفش يعني ايه حب.... ولا مشاعر.. حتى لو حست مش هتفهم احساسها.... حور لو قربت منها بطريقتك الهمجية دي هتخاف منك..... وقال ايه عايز تبوسها .. شكلك اتجننت... حور مش زي البنات الي تعرفهم... حور لما هتتعامل معاها هتحس انك بتتعامل مع طفلة عندها خمس سنين..... حور لو اتجرحت متهيألي تموت
سيف: بعيد الشر عليها..... يا ريم انا مش عايزها كده.. انا عايز افهم مشاعري القوية دي... انا عايز
ريم وقد فاض بها : عايز ايه
لكنه لم يجيب. فقاطع حديثهم هذا
ايه يا اولاد كلامكوا زي زمان ما بيخلصش برضه
كان هذا حديث رأفت وهو آت هو وعادل ومني
توجهت ريم وسلمت على رأفت وعلى منى
مني وهي تربت على كفها:وحشتيني يعني ماتزوريناش ولامرة
ريم بابتسامة:معلش يا طنط انتي عارفة انا مشغولة اد ايه
عادل وعلامات الدهشة ظاهرة على وجهه :ايه ده هو انتوا تعرفوا بعض.. ازاي
رأفت:اكيد نعرفها... كانت أقرب واحدة لسيف من الثانوي ودخلت البيت وحبيناها قوي .. حتى في الجامعة بالرغم ان كل واحد دخل كلية مختلفة الا انهم مافترقوش
اكمل حديثه ضاحكا : خدنا فترة انا ومنى عايزين نجوزهم لبعض.. من كتر قربهم.. بس نعمل ايه. هم اخوات وأصحاب وبس ولا ايه يا سيف
لم يكن سيف يستمع لهم.. بل كان في عالم اخر.. عالم دقات قلبه لهذه الحور
فكان رد سيف ردا خارج النقاش.. لا بل خارج الصندوق.. قال بصوت جاد لايقبل النقاش.. وقع عليهم كالصاعقة.


تعليقات



×