رواية الملكة (مكتاملة جميع الفصول)بقلم سوما العربي
رواية الملكة
الفصل الاول
كانت تقف بصمت تنظر جيدا على صديقتها يبدو هناك شيء مختلف او جديد،هذه ليست وتين التى تعرفها .
هل الآن تغير كل شيء ؟! كيف ومتى ؟!
وتين الفتاه ذات الاربعه وعشرون ربيعاً هادئة الطباع رقيقة المشاعر ،الحموله الصبوره ؛ليست هى من تقف الآن امام عائشه تطلب بشكل قاطع الطلاق.
لقد ارتضت بالعيش من ذلك المدعو سامح والزواج به رغم معرفتها لكل ظروفه وأنه تقريباً عاطل لا يعمل،وان والدته وشقيقاته من يعولونه ولذلك هو هكذا كما تضعه يداك.
مسالم،خانع،لا يقوى على رفع صوته.
تكره كل الظروف التي حولت حياة تلك الفاتنة بين ليله وضحاها بسبب تسرب غاز من سخان مرحاض البيت اختنق على أثره والدها ووالدتها بشقتهما الإيجار لتصبح تلك الشابه الصغيرة بين ليله وضحاها بلا عائلة او مأوى.
تسكن وحدها شقة والديها بعدما سمح لها صاحب العقار بذلك شهر فأخر.
وقفت تولى نظرها بغل ناحية ذلك المستغل المستبد ،الذى لم يحلم بيوم من الايام ان يٌحَقَق له حلمه المستحيل بهذه السرعه والبساطة.
كائن لزج بشعر اشقر وعيون خضراء يدعى فى بطاقة الهوية "سامح" وقد حددوا سهواً او عمداً سامحهم الله انه ذكر النوع.
يكبرهم بعامين ،منذ ان قدمت وتين الى هذا الحى مع والدها ووالدتها من عشر سنوات او أكثر وهو عينه عليها تقريباً لا يفارقها .
كان يعلم أنها حلم صعب المنال ،لكن لحسن حظه ولسوء بختها تحقق ما أراد كأنها دعوته بكل سجده.
فقد عمل كالطفيل اللزچ يتودد لكل المقربين ممن لهم كلمة على وتين من رجال الحى الاوفياء.
يتحدث لهذا ويرسل كلام مع هذا ،يلعب على الوتر الحساس؛انها اصبحت فتاه وحيده لا أهل لها أو أقارب يعرفونهم منذ ان سكنوا هنا.
وهو يعشقها ويريد الزواج بها بأى شكل وبأى طريقه ،وعندما عرض جلال ان تقدم لتسكن مع ابنته.
التف سامح على أذن امه واخواته يرجو منهن التدخل وحسم الأمر وأنه لما يفعل وهناك بيت رجل يتمناها.
تتذكر للأن صوت والدته الحرباء وهى تنظر وناحية تلك الفتاه ذات الصحه العفيه تقيمها بانبهار .
بالطبع يجب التأكد من صحة خادمتها الجديدة هى وابنتيها.
لقد قدمت لاصطحاب جاريه يشتهيها ابنها لا اكثر ،ستخدم مقابل النوم والطعام وايضا يريدها وحيدها المغنج المدلل فلما لا.
عادت عائشه مره اخرى بنظرها لصديقتها ذات الجسد النحيل ترى التعب يقفز قفزا من عينها بهالاتها السوداء والهزال كأنه إنسان له لسان يتحدث او يخرجه أمامها.
تود لو كسرت لها رأسها ذلك اليوم حين صدمت من موافقتها على ذلك العرض.
تعلم أنها لم تكن لتمكث معها كثيرا عاله على والد صديقتها مهما كان طيب او شهم الطباع فالإنسان مهما كان خفيف بوزن الريشه يظل ثقيل.
ولا حجة لها فقد قدم إليها عرض زواج ببيت وأسره ،بالتاكيد لا خيار لها .
لعبها سامح جيداً ونصب الشباك حولها ،حول كل الظروف لصالحه حتى مزاج والدته وعقلها حولهم.
ليتم ذلك الزواج المرير وتتفاجئ والدته بهوس أبنها وتلك الفتاه.
وقد بدأ الصراع،مابين عشقه لها وتمنيه رضاها،وبين كونه بالأساس هو وهى عاله على والدته التى تنفق على البيت من معاش زوجها الوفير.
وشقيقتيه المدللتان اللتان رغبتا فى فتاه تخدمهما وتعشّما كثيرا بهذا.
سنتين من العذاب والضرب واحيانا قلة الطعام ،وهو يوم يعمل واسبوعين لا.
اعتاد الراحه والنوم على قدم والدته تغنجه وتمسح على شعره فهو الصبى الوحيد .
تنهدت وتين بألم تنظر ناحية اكبر خطأ بحياتها ،فالبدايه كان لديها شك كبير انه لا يريد العمل وتأكدت للأسف.
الأمر المفجع أنه أحيانا حينما كان يجد عمل جيد ويوشك على الانتظام به يجن جنون والدته وتبدأ فى تكسير اضلعه بالكلمات وأحياناً إحباط عزيمته للذهاب اليوم وبالغد تتعمد إيفاقته متأخراً يوم عن يوم حتى أصبح اسم سامح معروف ولا أحد يقبل به للعمل فى أى مجال .
تتأكد كل يوم ان وحيدها لن يتبهدل خارجاً ويصبح تحت رحمة او امر من أحد ،وتضمن عدم تمرده عليها،ولا سحبه لتلك الخادمة العافيه التى اعتادت عليها صحة ابنتيها.
نظرت والدة سامح ناحية تلك الوتين بغل،هنالك ما تغير وهى لا تعرفه.
مستغربه جدا لموافقتها هكذا على الطلاق،فهو دائما كان عرض مستمر.
شجار ببداية اليوم تضبط به لآخر الاسبوع كى تعمل بكد وتفانى دون رفع عينها او حتى تمنع عن إرضاء جسد وحيدها المهووس للأسف بتلك التى لا تجد بها اى شئ جميل.
لكن ما السر؟! مالذى تغيير!!!!
إنها تطلب الطلاق هكذا.....عادى ....دون ان يرف لها جفن.
شعرت الحماه أن كل شىء يتسرب من بين يديها خصوصاً وهى ترى تحول اعين ابنها واتساعها حد الجنون وقد بدأ يخرج له صوت ويقف على قدميه متقدماً منها بخشية وتوجس مرددا: وتين!!! انتى بتقولى ايه؟!هتسبينى؟؟
كانت النظرات موزعه بين كل منهما وشقيقتاه على وشك الانفجار بغيظ وغل
أما والدته فهى تقف تحاول الثبات ولملمة كل الخيوط التي بعثرت فى قبضة يد واحدة من جديد.
تتحدث بفظاظه وسواد قلب: سيبها،خليها تروح للشارع إلى لمناها منه،انت بيخيل عليك الشويتين دول؟!
كانت تتحدث بثبات حتى هذا الوقت بصمود وثقه رهيبه بسبب ظروف تلك المسكينه.
وسامح أيضاً كان يأمل ذلك ،لكن ثبات وتين أمامه بوجه غير مفسر الملامح قاتم جعل القلق ينهش قلبه.
ينظر لها بترقب وخوف مرددا:وتييين... ردى عليا الله يبارك لك ماتوقعيش قلبى.
لم تستطع شقيقته الصمت طويلاً تتدخل بغيظ من ذلك الدلال المُعَلن : وتوقع قلبك ليه ولا على ايه،سيبها تغور فى ستين داهيه تاخدها،مش كفايه لميناها من الشوارع.
مطت شفتيها بحركه تستطيع سماعها وهى تردد مكمله: قال رضينا بالهم والهم مش راضى بينا.
كانت الأعين مرتكزه على شخص واحد وهو وتين التى تقف فى المنتصف بداخلها حديث طويل.
سامح على وشك الجنون وعائشه تريد أن تفهم ،أما والدة سامح فقد استدعت إدراكها سريعاً.
تتحدث بسرعه كأنها تمّن عليها مشيحه بيدها موجهه حديثها للضابط:خلاص صعبت عليا،وحدانيه بردو ومالهاش أهل ولا بيت،خليها تلم نفسها وتدخل جوا يالا بس مش عايزة اسمع لها حس واهو كله بثوابه انا عندى بنات بردو.
أخيراً تنفس سامح الصعداء وابتسم ،يتنهد براحه بعدما وقع قلبه بقدميه فقد انتهت الازمه وستظل وتين معه فقد سامحت والدته .
لكنه لم يستطع الفرح كثيرا وهو يجد وتين تقف كما هى ،عيناها ثابته فى الفراغ لا تنظر لأى منهم.
بدأت أنفاسه تعلو شيئاً فشيئا ويزيد بداخله حالة الهوس المريضه وهو يراها لم تتحرك وتدخل سريعا كما كانت تفعل دائما هربا وانهاء ً لهكذا مواقف محرجه ومتكرره .
بل ظلت واقفه ،ثم نفس عميق،تحتضن صدرها بذراعيها وتنظر فقط ناحية الضابط مردده بأمر متأدب: لو سمحت يا فندم انا عايزه الطلاق يحصل دلوقتي وحضرتك موجود وكمان عايزه اعمل محضر بعدم التعدى واخد كل حقوقى الماديه .
سقط قلبه جملة وتفصيلاً،احساس صحيح لوقوع القلب وهبوط الدوره الدمويه.
روحه وحياته تفارقه هكذا بسهوله وانسيابيه،حلم خطط لأجل تنفيذه الكثير يتسرب من بين يديه الآن.
وتين....هى النفس الذى يحيا به...لو تركته لضاع ،الا يكفيه ضياع؟!
اخذ يتحرك كالطفل الذى سرقت منه ملابس عيده ،يصرخ بها وهى تقريباً لا تسمعه.
ووالدته تنظر حولها لابنتيها تعد وتحصى الخسائر،كأنها الآن فقط تلوم كل منهما على توسيع الأمر اليوم ،لما قطعا شعرها وجعلوها تنزف من أنفها،ضربة كف او ركلة قدم كانت كافيه .
وماذا الآن،هل ستقم وتعتذر حتى ينتهى الأمر بعدما اعتادت انهاءه بأماءه من راسها او يدها.
لا أحد من الحضور كان يقف متوقع الطلاق،هذا المشهد يتكرر كثيراً والنهايه معروفه .
لكن جنون أعين سامح وهو وينظر لاعين وتين انذرته ان اليوم ليس ككل يوم.
يعرفها جيدا حتى لو لم يستطع أن يكن الرجل الذى تمنت،لكنه ليس بغافل ابدا عن طباع ونظرات أكثر من عشق وتمنى على وجه الأرض.
وتين قررت الرحيل ونهائيا.
صدح صوت والدة سامح مره أخرى تتأكد إن كان الأمر سيمر ام لا، تتحدث بنفس القوه فى حديثها لا تريد اظهار اى رضوخ او تنازل:ماخلاص يابت خلصنا،وقولتلك هسيبك تقعدى هنا ،لمى الدور بقا .
كان سامح ينظر لها باستجداء ،ان تستمع لحديث أمه وتدلف للداخل.
لكنها كانت ثابتة النظرات والملامح بل والقراار.
تتحدث للضابط مٌصّره:لو سمحت تنفذلى رغبتى فى الطلاق .
تحرك سامح كالمجنون الذى فقد اى ذره تعقل بداخله يصرخ بها متوسلا فى مشهد صم الجميع.
حتى والدته بكل الغل والجبروت نظير ماتراه من إنهيار عزيزها امام تلك لم تستطع منعه او السيطرة عليه.
لكن الوضع كان متأزم جدا ووتين مصره بثبات ...فاضطر الضابط فى النهاية تنفيذ ما أرادت بجلب مأذون رسمى وحضور الحاج جلال والكثير من رجال الحى كى يكونوا شهودا على رغبة تلك الفتاه بحقها الشرعى حين تريد إنهاء زيجه تستنزفها ،ليقع الطلاق رغما عن سامح حتى.
انتهى كل شيء فى اقل من عشر دقائق وتهدلت روحه ويداه.
يراها تتحرك مع صديقتها مغادرة ،لكنه يعلم للطلاق رجوع،يمنى نفسه بهذا......
__________سوما العربى____________
مد جلال يده يشير بها على احد المقاعد فى الشرفه المطله على الحى العتيق ينظر بحزن كبير لتلك الفتاه يدعوها ان تجلس لتهدأ قائلا: وحدى الله يابنتى،روقى واهدى،ماتفكريش فى حاجه دلوقتي... تبات نار تصبح رماد.
اشاح بوجهه عنها ينظر على وجوه الماره من مختلف الأشكال يردد: كله فى همه سارح.
مد يده يربت على كتفها برفق قائلا بعد تنهيدة حزن: ماحدش من الهم خالى...ربك كبير وهيحلها.
صمت لثوانى ثم ابتسم وهو يرفع عينيه الخبيره لعينها متسائلاً:بس ....عايز اعرف اخدتى حبوب الشجاعة دى امتى من ورا عمك جلال؟
فلتت منها ضحكه خافته تجمع بين الهم والضحك تقول بشرود وهى تعاود النظر على الماره:كتر الحزن يعلم البكى يا عم جلال.
هز رأسه يؤكد حديثها وهو ويعاود النظر للشارع مرددا: حلو البكى بردو،ساعات بيعلم ويفوق.
رفع نظره وكما توقع وجدها تنظر بعدما استرعاها حديثه فسأل مباشرة: انا اعرفك من وقت ماجيتى مع ابوكى عيله بنت ١٤سنه،ابوكى كان حبيبى الروح بالروح ،وانتى بقيتى عندى زيك زى عيشه واتربيتى معاها.
صمت لثوانى ثم اكمل بثقه: يعنى أنا حافظك زى ما انا حافظ عيشه وعايز اعرف ايه سر التغيير ده،طول عمرك مسالمه.
احمرت عيناها حتى التهبت أثر بكاء اليوم.. او ربما لمدة عامين منذ تركاها والديها .
تحدثت وهى تغمض عينيها:طلع المسالمه غلط ،ان ماكنش ليك حوافر وانياب تتنهش يا عمى.
احتضنت جسدها تمشط ذراعيها وهى تنتحب مردده:جتتى وجعتنى من الضرب،تعبت من المعايره على اللقمه والنومه،وصلونى لمرحلة هى موته ولا اكتر،مابقتش حمل خدمه يا عم جلال والله ما بقيت حمل خدمه وذل تانى.
تشنجت ملامح جلال بتعاطف كبير مع تلك الفتاه الوحيده،تكتالوا عليها واشبعوها ذل ومهانه.
ضرب مقدمه السور الخرسانى يقول من بين أسنانه: انتى الى نشفتى راسك وقولتى اتجوزوا..ليه وقفتى وسط الناس يومها وقولتى كده ،هو انا كنت هغلب في اكلتك ولا لقمتك ،اقابل ابوكى أزاى قدام ربنا واقوله ايه.
حاولت مسح انفها وعينيها ثم قالت وهى تبتلع رمقها بصعوبه: كنت هعمل ايه يا عمى،البنى آدم مننا لازم يبقى حسيس،مش معقول هيبقى معروض عليا جوزاه مش هتكلفنى حاجه وانا اقول لأ والزمك بيا وبمصاريفى.
احتدت عيناه يقول بغضب: انتى هبله يابت،انتى بنت اخويا،انا قايم من هنا ،القاعده معاكى تفور الدم،انتى حقك تقعدى مع الى زيك،انا نازل وهبعتهالك جتكوا البلاوى انتو الاتنين .
خرج جلال بعدما اصطدم بكتف أبنته التى كانت تقلب كف بأخر مردده:هو ماله؟!
مسحت وتين انفها تقول:غلبان اوى، بيقول انه حافظك زى كف أيده.
صكت عائشه اسنانها تقول بغل:بت أنتى،لمى نفسك،كل شويه هتقعدى تسمعينى !ماخلصنا ،انا بحب السوشيال ميديا ،بموت فى الشهره،ده غير أن فلوسها حلوه ،سبيلى أنا الجنان وخلينا فيكى.
اخذت نفس عميق وزفرته بهدوء ثم قالت بتروى:فهمينى بقا فى ايه؟!ايه الى حصل لكل ده؟! انا اتصدمت وانا شيفاكى بتطلبى الطلاق،لأ ده انتى عملتى كده فعلا.
نظرت وتين ناحية الشارع تضع يدها أسفل ذقنها بصمت،لتعاود عائشه النظر لها تقول بتردد:بصى هو صحيح عيل ملزق ولازچ وانا مش بطيقه ،لكن الواحد بردو يقول الى ليه والى عليه،الواد بيعشق التراب إلى بتمشي عليه.
اتجهت وتين إليها بأعين بارده تردد:عارفه.
رفعت عائشه كتفيها بزهول بينما اكملت وتين:بس تفتكرى كل ده كفايه؟! هو ده الصح بس؟
نظرت لها عائشه بحيره فقالت وتين: تعرفى أنه كل ليله وبعد كل خناقه كان ييجى يعيط عند رجلى ويقولى هتغير! ونصحى الصبح الاقيه نايم على رجل امه لا شغله ولا مشغله،صحيح قلبه بيتقطع عليا بس كأنه استسهل ،اخد على كده،امه واخواته شجعوه،ماتفهميش....أو....
صمت تأخذ نفس عميق مكمله: تقدرى تقولى وصلت لمرحلة أنها مابقتش فارقه معايا انا شايفاه إيه ولا ازاى.
ضحكت تمسح عينها ثم تبتسم بسخرية وتهكم مردده:انتى تعرفى انه مش مسكته دلوقتي إلا إن فى شهور عده،وامه واخواته أكيد قالوا سيبوها تتلطم فى البيوت شويه بكره ترجع تعض الأرض ندم وتقبل بعيشتها تانى؟!
تمعنت عائشه بأعين صديقتها تتأكد أن حدثها صحيح ثم سألت بترقب: يعنى انتى ناويه على غير كده؟
أخدت وتين نفس عميق تهم بالإجابة لكن صوت جلال صدح من اسفل البيت يناديهما قائلا بحماس: قومى يابت انتى وهى تعالوا انزلوا نشرب حاجه على قهوة "المعلم جمال" بلاش نكد .
اتسعت أعين كل منهما بحماس،اجمل مقهى يحمل ذكريات صباهم كلها.
فكره جيده جدا الآن وللحديث بقيه.
_____________سوما العربي_____________
وقف يوليه ظهره وهو بداخله ثوره وبركان متقد،كيف له أن يفعل ذلك دون إذن منه.
عاود النظر لصديقه يشهر إصبعه أمام وجهه يسأل بغضب: فقط اخبرنى من اى سوق للرقيق اشتريتنى،هل انا كبش ام بقره كى تسوقها امامك هكذا.
قال الأخيرة وهو يلكم بكفه بكف آخر والغل يفصل مفاصل يده حتى ابيضت.
لكن نظيره البارد وضع يديه فى جيت بنطاله يرفع كتفيه بلا مبالاة يردد: لن أجلس اشاهدك تضيع مخططات سنوات لأجل مخاوف خاويه.
التف له چوزيف بغضب يردد : عن اى مخططات تتحدث،كم سأجنى مثلا من حفله أو اثنتين بدول متناميه كهذه؟! أراك تٌهزى توماس.
هز نوماس رأسه بغباء ثم قال:هكذا أنت دائما،تعد وتحصى من ناحية المال والحساب البنكى فقط.
صمت لثانيه ثم قال بتروى: المال جيد،لكن هناك أشياء لابد منها كى تحمى وتحفظ هذا المال عزيزى المغرور دائم النظر تحت قديمه ولا يتطلع مستقبلا ابدا.
رمقه چوزيڤ بنظره جانيه مستهزءه وشدق ملتوى ثم قال بتهكم مرير: واااااو.. رائع أظن اخبرنى يا بعيد النظر والاطلاع وصاحب الرؤيه الجوهريه فوائد أضاعت الوقت على هكذا شعوب.
رفع توماس رقبته ينظر عاليا وردد بحالميه:هيئه اليونسكو عزيزى،ان تكن سفير رسمى لهم،انت لا تعلم مدى او حتى حجم الاستفادة التى ستعود عليك منها،هنالك نجمات يعملن لعشرات السنوات كى يصلوا لهذا اللقب .
اقترب من خطوه يردد: وانت ...انت على مقربة خطوات قليله جدا منها ،ينقصك فقط بعض الخطوات،كزيارة بلاد كهذه،الاهتمام بمشاكلهم اللعينه،وهكذا.
لم يقتنع چوزيڤ او يعجب حتى بالحديث ،لديه هم وهاجس اكبر..........
هاجس يؤرق مضجعه كل ليله وهو يتصنع عدم الاهتمام او الشعور أن هناك بالفعل شئ يتداخل مع حياته حتى لو تصنع تجاهله وعدم وجوده.
جلس على اقرب مقعد من طرفه يضع يديه على وركيه ورأسه أرضا مهموم.
اقترب توماس منه يردد:هكذا لن تٌحل الأمور ابدا چو، التجاهل والعند ليسا حلاً ،يوميا تكابر وجود شئ تخشاه.
صمت لبرهه ثم اقترب يضع كفه على كتف چو وقال: دعنا من المراوغه،لنضع يدنا على صلب المعضله.
رفع چوزيڤ رأسه يفركها سريعاً بكفيه وهو يقول بإصرار:لا شئ، لا يوجد اي شئ... انا فقط لا اجد متعه أو منفعه فى الذهاب الى تلك البلاد.
ردد توماس بهدوء:بهذه البلاد سيقف أمامك نجومها كمعجبين يتهافتون لنيل صوره تذكاريه منك، ستجذب أنظار قاره أخرى لك ،وخصوصا افريقيا هنالك مشاكل كثيرة تصب عليها هيئة اليونسكو مبلغ همها ،وقبل هذا وذاك انت.....
صرخ بوجهه عاليا عله يستفيق وقال:انت لديك مشكله،مشكله كبيره كان من الممكن السيطره عليها لكنك تجاهلت وكابرت حتى استفحلت وأصبحت تطارد احلامك أيضا.
اتكئ بمرفقه امامه يقول: اخبرنى،اهى تلك النبوءه الغريبة من العارفه اللعينه هى سبب العقده؟
ارجع چو رأسه للخلف ثم قال بتعب وهو مغمض عينيه:نعم إنها هى.
فتح عينه بغضب ينظر له صارخاً بحده: بسببك،كله بسببك أنت... أنت من يهوى هذه الأشياء العجيبه الغريبه.
اخذ توماس يهز رأسه برفق قائلا: حقا! اصحبت المعضلة بى الآن؟! جيد إذا.
اشاح بعينه يفكر ثم قال: أتتذكر ما قالته كله؟
اخذ چوزيڤ يهز رأسه نفيا ثم قال :لا...لا ..كل ما قالته أنك ستصبح عبد اسير لملكة فرعونيه.
اتسعت أعين توماس يدرك أن أول محطات رحلتهم هى القاهره.
هز چو رأسه يؤكد ما تقوله أعين توماس:فرعونيه يا توماس .... فرعونيه.
ابتعد توماس يغرس يده بخصلات شعره الغزيره مفكرا.
ثم استدار له يقول بتمهل: أظليت لأكثر من خمس سنوات تتذكر يومياً تلك الكلمات ،تحاربها،تفكر بها،تخشاها حتى أصبحت جزء من شخصيتك تخرج احيانا على بعض الشرقيين ممن تصادفهم ؟!
رفع چوزيف رأسه ينظر له محملقا ،ليقترب منه توماس ويقول: قم وحارب كل هذا،خمس سنوات وانت هنا تعتقد أن هكذا انت الاقوى،منذ متى وانت تؤمن او تخشى كلام العرافات؟!
لم يبادر چوزيڤ بأى حديث ليكمل توماس بإصرار على خوض التجربة :لنذهب إذا وننهى تلك الاسطوره السخيفه.
جلس اخيرا مقابل صديقه ينظر له وهو ينتظر قراره الاخير.
وقد كان چوزيڤ فعلاً يفعل ذلك.
يفكر بحياته على مدار خمس سنوات،وكيف استحوذت تلك الفكرة عليه حتى باشرت فى مطارحته الفراش وأحلامه.
يتعجرف كثيرا على كل الشرقيين والعرب،يبعتد عن اى حفل بمنطقه قريبه منهم رغم أن بعض العروض تكن خرافيه حقا.
ماذا لو ظل متجنبا الصدام؟!هل سيتبخر كل شئ وينعم هو بنومه هادئة؟!
ليقتحم مخاوفه إذاً...
قرر اتباع القاعدة التى تقل "افعل ما تخف منه"
ربما لو فعل لقضى على مخاوفه وانهى مشكله تركها هو تكبر على يديه بينما هى أهون واتفه من كل هذا
وضع يديه على فخذيه ثم وقف بقوه ينادى توماس الذى انتبه له متأهبا:لنذهب لتلك الملكة إذا.
تنفس توماس الصعداء أخيراً وهو يرى صديقه يقف بشموخ ويديه فى جيبى بنطاله يردد:لنرى......
_____________سوما العربي____________
على أعتاب مقهى يجمع بين الفلكور والعصريه جلست وتين لجوار عائشه تستمتع بمشروب الكاركرديه المثلج تتمايل على انغام فرقة تخت شرقى تدندن بجوارهم.
تقلب نظرها بين صاحب المقهى وزوجته الاجنبيه تلك،حالها لا يسر عدو او حبيب.
غريبة الأطوار حقا ...لاحظت عائشه نظرات صديقتها المنصبه على جسد تلك النحيله الاجنبيه والتى تدعى"كاترين"
جاءت هنا منذ عام كأى سائح بجذبه سحر الخان ،لكن من سوء حظها العثر أنها وقعت بشرك آخر.
حيث جذبها سحر "المعلم جمال"صاحب هذا المقهى.
منذ ان وقعت عيناها عليه وهى ترى رجل الاحلام.
رجل بجسد اسطورى ،ضخم وعريض،وجهه منحوت بعنايه،انفه عاليع مدببه،كتفيه شامخان قائمان.
وقعت بغرامه كما وقعت صريعة جمال تمثال رمسيس الثاني بالأقصر فهو تجسيدا حيا له ،علاوه على ارتداؤه للجلباب البلدى احيانا.
ظلت خلفه ملتصقه حتى جعلته يتزوجها رغم ديانتها المسيحية.
ومنذ ذلك اليوم وكأنها أصبحت أخرى،اخرى لا تشبهها لكنها تتفانى فى تقليد شخص ما،مصره على تجسيد احدهم أمام جمال لربما....
عادت وتين تحاول ارتشاف باقى مشروبا تسأل: اموت وأعرف الست دى بتحاول تقلد مين؟وليه؟!
نظرت لها عائشه بترقب ثم قالت: بتقلد مين؟!ليه مفترضه إن فى حد هى بتقلده اصلا؟!
عادت وتين بنظرها حيث كاترين الجالسه تعيد وضع عدسات الأعين الخضراء وقالت: واحده عينها زرقا ليه بتبقى دايما بالاصرار الرهيب ده إنها تليس لينسز خضرا،وليه دايما قاصه شعرها بالقصه دى ،الاغرب إنه لون الأحمر الحقيقي تحفه وهى كل ما اللون يبدأ يظهر تجرى تصبغه وتقصه عشان تبقى بعيون خضرا وشعر أصفر.
دققت عائشه التركيز على كاترين ثم مالت على وتين تكمل بمهس ونميمه:ده انتى كمان ما اخدتيش بالك أنها راحت عملت غمازه فى خدها اليمين .
رفعت وتين حاجبها تتأكد من شكوكها ثم قالت:مش قولتلك... الحكايه دى فيها إن.
زفرت عائشه وهى تنظر لهاتفها بضيق وعبوس مردده: والنبى تستكتى شويه بلا إن بلا بتاع أنا الى فيا مكفينى دلوقتي.
زوت وتين مابين حاجبيها بشده ثم سألت بقلق:مالك يابت فيكى إيه؟
انفجرت عائشه بتعب:الريتش واقع والاعلانات عماله بتقل ،لازم اعمل حاجه وإلا تعب فلوس ومجهود سنه بحالها هيضيع فى الأرض.
رمشت وتين باهدابها أمام جنون رفيقتها ثم سألت: ايوه هتعملى إيه يعنى؟
وضعت عائشه يدها على شعرها ثم قالت بجنون: مش عارفه لسه بفكر،بفكر اعمل مثلاً فيديو دويتو مع حد مشهور ،حتى لو هدفع شويه بس أهو اى حاجه ترجع تعلى الريتش ... كمان لازم ازود تفاعلى اليومين الجايين وانزل اماكن جديدة واعمل ڤلوجات .
زمت وتين شفتيها تقول بعدم رضا ورفض شديد: ايه الى بتقوليه ده يا عيشه..دويتو ايه وفيديو إيه،مش قولنا هتهدى اللعب شويه اليومين دول!
احتدت ملامح عائشه تقول بخفوت كى لا يستمع والدها:وطى صوتك،ولا مش هبطل ،انا مش بعمل حاجه غلط،ده شغل ناس كتير،وانا بحبه وبلاقى نفسى فيه.
اقترب جلال يقطع الحديث قائلا: مساء الفل يا بنات .. ها إيه الأخبار.
حاولت كل منهما تصنع الابتسامة تردد وتين:تمام يا عمى،الواحد فعلاً كان محتاج ينزل الشارع شويه.
أبتسم جلال لها بحنان ثم قال: ايوه كده فكى وسبيها لله.
تقدم ذلك الضخم ذو الجلباب الرصاصى واسع الكمين عريض الصدر تسبقه رائحة عطر فواحه يجلس مقتربا من جلال مرددا: والله القهوه زادها نور بنزولك ليها يا عم جلال.
أبتسم له جلال بود يربط على كتفه بحراره ثم قال: منوره بصاحبها يابن الأصول ياشهم يا محترم.
اخذ جمال يشير على صدره كعلامة تقبل حديثه بشكر وامتنان مضيفاً: على راسى والله يا عمى.
نظر لوتين وعائشه ثم سأل باهتمام مضيافا: العصير تمام ولا إيه رأيكم فى شاى بنعناع.
اقترب صوت رفيع بلغه عربيه ركيكه يردد وهو يجلس على كرسى خشب بجوارهم وتلصق وجنتها بكتف جمال العريض : أنا كمان عايز نئناء كمال.
اغمض كل منهم عينه يكتم ضحكته ،لاكثر من عام تحاول ومازالت بعد الحروف معدومه عندها.
مازالت تنتطق جمال ب كمال علاوه على احرف مهمه أخرى تصنع فرق شاسع فى الكلام.
هز جمال رأسه بأسى ثم قال بقلة حيلة: حاضر من عنيا.
وبحركه لطيفه منه قرب كرسيها له يربط على ذراعها بحنان متأصل به وبعينه ،ربنا كان حنانه هذا أكثر ما اوقعها صريعة لهواه.
وسريعا ما جذبه جلال بحوار طويل عن أحوال احد الجيران وهى تنظر له بوله وهيام من اول يده العريضه الغليظة يغطيها شعر جسده الكثيف حتى شاربه الجميل.
وفى غمرة حديث عائشه مع وتين وانشغاله هو بالحديث مع العم جلال وجدت نفسها ككل يوم تتسحب للخزانه الخاصه به التى لا يفتحها غيره بالمقهى تخرج صوره لاحدى الفتيات تبدو فى العشرين من عمرها بشعر اصفر وعيون خضراء لديها غمازه لطيفه وواضحه بوجنتها اليمنى .
ملامحها لطيفه ،جمليه وناعمه جدا تسحر بمجرد النظر وعلى ظهر الصوره مكتوب الإسم خطته يد عاشقه ملتاعه "هند ٢٠١٥"
اخذت نفس عميق واعادت وضع الصورة بمكانها المضبوط يوميا وحاولت اعادت ترتيب شعرها كما الصوره التى كانت بين يديها الآن بالضبط ثم ذهبت لتعاود الجلوس والاندماج معهم .
وعلى فراش عائشه جلست بجوار وتين التى استعارت إحدى مناماتها القيمه ثم جلست لجوراها تحملق بلون الجدار أمامها.
كانت عائشه تقم بعملية عصف ذهنى وهى تفكر ممن تطلب المشاركه فى صناعة محتوى فيديو جديد وهل سيطلب مال ؟وأن طلب فكم؟
رمشت بعينها ولفت نظرها شرود وتين فالتفتت لها بانتباه تعتدل على جانبها وتسأل باتهام مباشر وحاجب مرفوع:انتى يابت انتى لحد دلوقتي ماقوليش ناويه على ايه وجبتى منين جمودية القلب الى خلتك تطلبى الطلاق.
تلاعبت وتين بخصلات شعرها العسليه ثم قالت بتعب:تفتكرى المشى جنب الحيط احسن ولا فى نص الشارع؟
ارتفع حاجب عائشه تردد بسخرية لاذعه: عروستى..هنهرج؟!هو انا نقصاكى على المسا؟!
نظرت وتين لأعين عائشه ثم قالت بتأكيد: بس انا مش بهزر.
اعتدلت من فوق الفراش ذهبت تفتح النافذة كى يطل هواء الصيف الخفيف ثم قالت: مشيك جنب الحيط فيه خطر لو الحيطه وقعت عليكى ،لكن طول مانتى فى نص الشارع إنتى كاشفه كل حاجه.
وقفت عائشه من بعدها وذهبت إليها تجذب ذراعها تديرها لمواجهتها سائله بتوجس:بتتتت.... ناويه على ايه؟انا مش مطمنالك.
اخذت وتين نفس عالى أخرجته بهدوووء وبعدها القت القنبله: انا مسافره ...جالى عقد عمل كويس .. هاخد بعضى واسافر.
ضربت عائشه على صدرها بعويل مردده:يادى النهار الابيض! ت أيه!تسافرى؟!فين وإزاى وامتى؟!
حاولت وتين تهدئتها تقول بتورى وتفكير: حيلك حيلك حيلك.. وفيها ايه،هو انا ليا مين هنا ولا قاعده ليه،جالى عقد كويس بمرتب حلو أخيراً وقررت أخد الريسك واسافر.
رمشت عائشه باهدابها ثم قالت: وتسبينى يا وتين؟وتروحى بلد لوحدك لا تعرفى فيها حد ولا حد يعرفك فيها.
اخذت وتين نفس عميق تحاول تهدئة نفسها فكل ما ذكرته عائشه هو بالضبط كل مخاوفها لكنها حقا سئمت الحوجه والفقر والتذلل.
هنا عمل وهناك عمل وبالتأكيد سيكرمها الله .
وضعت يديها على كتفى عائشه ثم قالت: رب هنا رب هناك،والنت مخلاش حد بعيد عن التانى..ولا عجبك حوجتى وانا هنا.
ابتسمت بارتعاش ثم قالت بأمل : وبعدين البلد دى مفتوحه وكله هناك عايش لوحده ماحدش بيقول مين عايش لوحده ومين معاه ناس.
لم تكن عائشه راضيه أبدا لكنها سألت :وعلى فين العزم بقا إن شاء الله؟
رفعت وتين عينها للسماء الظاهره من زجاج الشرفه ثم قالت: دبى.
____________سوما العربي____________
فى إحدى بيوت المنيا العريقه تقدمت تلك الفتاه ذات الإثنان وعشرين عاما من فراش عمها الوثير تعطيه حبة الدواء مردده بحنان:الدوا يا عمى.
مد الرجل العجوز يده يلتقطها منها ويضعها فى فمه لتقترب منه تسند عنقه بيد وبالاخرى ترفع كوب الماء على فمه كى يرتشف منه ثم قالت: بالشفا إن شاء الله.
ربط العجوز على يدها مبتسما ثم قال: تسلميلى يا حبيبتى.
مالت على المنضده الصغيره تضع كوب الماء عليه ثم نظرت له وجدته ويتأملها مبتسماً من اول شعرها الأسود الطويل وعيونها السوداء الحكيله برسمه واسعه وبؤبؤ عين ناصع البياض مع غماوتها اليمنى الرقيقه .
تنهد مسبحاً: يا سبحان الله،كأنك نسخه طبق الأصل من عمتك هند رغم ان لون العين والشعر مختلف،بس انتى سبحانك يارب هى.
همهمت الفتاه الجميله مبتسمه بمشاكسه ثم أضافت: هممم واضح انك اختك وحشتك وجايبنى كل ليله تملى عينك منى بيها.
اقتربت قليلاً منه تمسك يده ثم تميل وتقبلها برجاء مرح: بس أبوس ايدك يا شيخ ارحمونى.. انا قربت أنسى نفسى وأسمى..كل البيت مش بيقولى غير يا هند وانا قسما بالله العلي العظيم أسمى غرام وابقى بنت اخوك ..اصوت يعنى وارقع بالصوت عشان تصدق انى مش هند اختك.
ضحك الرجل بصعوبه من بين انفاسه المتحشرجه ثم قال بإذعان:خلاص ياست غرام إحنا اسفين،بس أعمل ماهى عمتك الى من يوم ما سافرت مع جوزها ما عتبتش مصر تانى .
تذمرت غرام مردده: ماشى مش ذنبي ... انا عايزه أحافظ على كيانى ووجودى مش ذنبى أنى هى... انا غرااااام مش هند.
أشار لها العجوز بيده يهدئها ثم قال: خلاص خلاص.... انتى غرام غراااام مش هند ....ولااا تحبى اقولك يا باشمهندسه؟
ارتفع أنف غرام تلقائياً على الفور تقول بشموخ وقالت: ايوه بحبها اكتر.
أبتسم لها العجوز ثم قال: طب مدى ايدك افتحى الدرج اللي جنبى ده وهاتى الظرف الى فيه.
كانت تعلم ما يريد..ونفذت بالفعل وهو لم يخيب ظنها حين مد يده لها بالمظروف يقول: خدى يا حبيبة عمك،ده اول قسط من السنه الاخيره فى جامعتك... إن شاء الله شهر ولا حاجة وادبرلك باقى القسطين التانيين.
رقت عيناها بالدمع وهى تتذكر إصراره على ان تكمل بالجامعه الامريكيه كما أراد والدها رحمه الله ليموت قبل اكمال مسيرته معها فتولى هو على عاتقه كل هذا رغم اعتراض زوجته وأبنائه لكنه كان مصر.
تتمنى لو يغمض لها عين وتفتحها حتى تجد ذلك العام قد انتهى .
وتتخرج اخيرا كمهندسه من الجامعه الامريكيه بمصر تتمناها أى شركه كبرى ومستقبل عريق وتصبح غير معرضه للطرد ككل يوم من زوجة عمها التى لا تبغض على الأرض سوها دون سبب مقنع.
احقاقا للحق هى الأخرى لا تحبها ابدا .
خرجت من الغرفه بعدما غفى عمها تذهب لغرفتها تحت أنظار افراد البيت تسمعهم يتهامسون على مانقبضه بيدها من مال هم أحق به .
تغلق أخيراً الباب بتعب تفترش السرير تحاول النوم محتضنه مظروف اول قسط بعامها الاخير.
غير مهتمة بسيل الرسائل المنهاله على هاتفها من ذلك المتيم.
لتفتح عينها بهلع على أول ضوء الفجر بعد صرخه مدويه فى أرجاء البيت تنذرها بموت أحدهم.......
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا