رواية ملاك الأسد الفصل العشرون |
ملاك الاسد - الفصل ٢٠
أسد بانهيار وصراخ: ملاااااكى ..... لااااا .
ظل يصرخ باسمها ويهز رأسه بجنون رافضا فكرة موتها حتى تعب وجرحت حنجرته كما تعب قلبه
شد عليها ... ضمها كأنه يتمنى ادخالها بين ضلوعه
أسد بضعف وبحة من كثرة الصراخ وشلالات من المياه تتدفق من عينيه: ملاكى ...... أرجو ....كى متسبينيش ..... أنا هموت من غيرك ..... أنا لسة عايز أعترفلك بعشقى ليكى ..... أنا مهووس بيكى من أول لحظة ..... كنت دايما بقنع نفسى إنى أبوكى وبس ..... بس مقدرتش ...... مجرد إنى أفكر بالطريقة دى كنت بتعذب وأموت ببطئ ....... كنت دايما أمانك وحمايتك ..... أنا بعشق كل حاجة فيكى ..... حتى أنفاسك ..... بعشقها ......كنت .... كنت دايما بستناكى لما تنامى وأقرب منك ..... كنت بقرب منك وأتنفس أنفاسك .... كنت بحس بشعور غريب لما بتنفسهم ...... قومى يا ملاكى ..... قومى عشان خاطرى ..... طب ...طب هجيلك أنا .... خدينى معاكى .... أنا لو قتلت نفسى هتحرم منك فى الجنة ..... فخدينى إنتى...... يارب .... يارب خدنى ليها يارب ..... مقدرش أعيش من غيرها ..... يلا يا ملاكى قومى ..... يلااا قووومى
قال آخر جملة بصراخ وقد عاد لانهياره وجنونه مرة أخرى ظل يعنفها ويصرخ فى وجهها أن تقوم لكن لا حياة لمن تنادي
أسسد
قالها شريف بصراخ وصدمة وهو يبعده
أسد بغضب وصراخ أكثر وأكثر: ابعد عنا ..... سيبنا لوحدنا ..... سيبونى معاها...... أنا بكرهكم كلكم ..... عايزين تبعدونا لييييه .... لييييييه ..... شريف أرجوك قولهم إنها بتحبنى والله العظيم بتحبنى يا شريف ..... هى ....هى قالت إنها بتعشقنى مش بتحبنى بس ..... أنا متفق مع المأزون هروحله كمان ساعة عشان .... عشان أتجوزها شرعى ..... ابعد يا شريف أكيد مستنى ..... لازم اتجوز ملاكى .... لازم
لحظة واحدة وتحرك وجهه للجهة الأخرى بعدما صفعه شريف
شريف بصراخ: اصحى وفوق بقى البنت هتموت
وكأنه كان ينتظر تلك الصفعة ليدرك ما هو فيه
قام بسرعة يحملها بين يديه منطلقًا خارج الفيلا
أسد بصراخ لشريف: افتح الباب بسرررررعة
ركض شريف وفتح باب السيارة الخلفى
أسد بانهيار: سوق إنت ..... أنا مش قادر وأعصابى بايظة
شريف: حاضر اركب بسرعة
ركب وهو حامل ملاكه على قدميه يحتضنها بشدة ..... يخبرها كم يعشقها ..... يترجاها أن تستيقظ وتحتضنه ..... يتأسف لها ندما ..... يسمعها ما تمنى أن يسمعها إياه وهى واعية ...... يبكى ويصرخ كلما تذكر كيف سقطت بين يديه ..... يطلب منها أن تغفر له خطأه ..... فهو لم يستطع حمايتها
أسد بصراخ وغضب وقد احمر وجهه وعينيه: يلا بسرعة يا شريف
شريف: أهو ..... خلاص وصلنا
أسرع أسد بفتح الباب وحملها متجها لداخل المشفى وهو يصرخ
أسد: ساعدووونى بسرعة
ولحسن حظه أن طبيبة هى المسئولة عنها
أسد بصراخ ممسكًا كتفيها: قسما بربى .....
لو مطلعتش سليمة من العملية ليكون فيها موتك إنتى وعيلتك كلهم ..... فاهمة
الطبيبة: بس دى بتمو ..
قاطعها صارخا: فااااااهمة
الطبيبة بخوف: فاهمة فاهمة
أسد: ممرضات .... مش عايز جنس راجل معاها فى الأوضة
الطبيبة بزهق: حاضر .... ممكن أشوف المريضة
أخذوا همس واتجهوا لغرفة العمليات
ليقع أمام الغرفة صارخًا مناديًا اسمها
يبكى بهستيرية وقد بدأ جسده بالارتجاف وظل يلهوس بعدة كلمات غير مفهومة
شريف مواسيا: اهدى يا أسد مينفعش كدة ..... متنساش إنت أمانها .... لازم تكون قوتها دائما
وهنا تذكر وعده لها بعدم الانهيار أبدا .... أن يظل جبلا شامخا
قام وجلس على إحدى المقاعد أمام الغرفة ومازال جسده يرتعش وينتفض بشدة
تقدم شريف واحتضنه وهو يواسيه: متقلقش والله هتكون كويسة .... إنت مش بتقول إنها اعترفت بحبها ليك ..... يبقى أكيد مش هتسيبك ..... أنا متأكد
نظر له كالطفل الصغير الضائع الذى وعده شخص بأن يرجعه لأمه
أسد بأمل ودموعه تجرى كما لو كانت بسباق: بجد
شريف بابتسامة: أيوة بجد ...... أنا اتصلت بجدى وعرفته اللى حصل
نظر له بارهاق ثم أرجع رأسه للخلف واسندها على الحائط
أغلق عينيه عل الدموع تتوقف ولكن لا ..... وكأنها تحالفت مع جسده المرتعش واتفقوا ألا يتوقفوا ..... يحتاجها بجانبه ..... يحتاج أنفاسها ....
الجميع يظن أنه أمانها وقوتها ..... ولكن الحقيقة العكس ..... فالأمان والقوة يعنى ملاكه ..... كلمة منها تقويه ..... كلمة منها تشعره بالأمان .... ولكن هل انتهت الكلمات الآن لينتهى معها الأمان
حرك رأسه بهستيرية ورفض قاطع لأفكاره ..... لن تتركه أبدا ..... لن تخذله ..... حتى لو فعلت .....
ربه لن يخذله ...... لقد دعا ربه كثيرا أن تكون ملكه وحده .... أن يموت وهى زوجته أمام الجميع ..... مختومة بملكيته .... متأكد أن الله معه دائما .... هو من يستطيع حفظ ملاكه ..... لن يضيع وقته فى البكاء والانهيار
اتجه للخارج وذهب لمسجد قريب
يدعو ويناجى ربه أن يحفظ ملاكه ويرجعها له ..... توسل الله ألا يأخذ أمانته الآن ..... توسله أن يأخذهما معا فى نفس اللحظة وهما بأحضان بعضهما ...... توسله أن يتركها له حتى يتزوجها ثم يأخذهما معا عنده ..... لاتهمه سوى الآخرة ونعيمها ..... ولما ستهمه الدنيا التى تفرقه عن ملاكه ..... الشيء الوحيد المهم بها هى ملاكه ..... وملاكه فقط
فى القصر
الجد بحزن وقد ترقرت عينيه بالدموع: حفيدتى انضربت بالنار
صدم الجميع وحزنوا بينما بكت ترنيم ورحمة على تلك الملاك اللطيف وسط فرحة جنى ولامبالاة منار وحمدى سوى خوفهما أن تموت فينتهى النعيم
الجد: يلا كلنا هنروح المستشفى
منار بكذب: معلش يا حج أنا تعبانة ومش هقدر أروح
حمدى وقد انتهز الفرصة: وأنا مش هقدر أسيب منار لوحدها
نظر لهما بقرف واتجه لأعلى هو والآخرون ليجهزوا أنفسهم بينما ظلت جنى فى القصر وقد عزرها الجد فمن تقبل أن تطمئن على عشيقة زوجها
انتهى من صلاته واتجه مرة أخرى للمشفى ولكن بشكل مختلف
كم أحس بالسكينة والراحة .... عادت له ثقته أن ملاكه لن تتركه ..... بالطبع يوجد خوف بداخله ولكنه خف بدرجة كبيرة ..... ولما لا ..... فالله لا يخذل عباده أبدا
اتجه لموضع جلوسه سابقا منتظرًا خبر إفاقتها..... لن يسمح بغير ذلك
_____________
بعد عدة دقائق حضرت العائلة ولكنه لم يهتم بل حتى لم يبذل جهدا فى الرد عليهم .... يوفر جهده لها عندما تستيقظ
سامر: متقلقش يا أسد بإذن الله خير
نظر له شريف بنظرات مبهمة مبطنة باتهام أو شيء من هذا القبيل ليستغرب سامر ولكنه لم يعلق
مرت نصف ساعة أخرى وقد بدأ التوتر يزداد وسالت الدموع من عينيه من جديد ..... لما التأخير؟!
وكأن الطبيبة سمعته فحققت أمنيته لتخرج
ركض بلهفة ناحيتها
أسد بخوف: ملاكى مسبتنيش صح
الطبيبة بابتسامة: متقلقش يا فندم الحمد لله هى كويسة ولحسن حظها إن الرصاصة مش أذت ولا قلبها ولا العمود الفقرى ..... دقايق وهتخرج من العمليات بإذن الله بس أهم حاجة الراحة وإحنا هننقلها لمكان معقم بعيد عن الفيروسات عشان جسمها ضعيف
زفر براحة وقد أنهكه التعب ..... نزل على الأرض وسجد لربه
يشكره على نعمه التى لا تعد ولا تحصى
دقائق بسيطة وخرجت على (الترولى)
اتجه لها بسرعة وقبل جبينها ويديها وهو يبكى
ثم قبل وجنتيها
أسد بهمس مملوء بالشجن والعشق معا : بعشقك يا أحلى وأنضف حاجة فى حياتى كلها
أخذتها الممرضات للغرفة الأخرى بعدما أذن لهن
ما إن ابتعدت حتى تحول تماما
أصبح شيطانا على الأرض بنظراته تلك
أسد بغضب: قسما عظما .... لأنتقملك يا ملاكى من اللى عمل فيكى كده
شريف بتوتر: أسد بصراحة فى حاجة لازم تعرفها
أسد بجمود: إيه
أخذه شريف لمكان بعيد عن العائلة
شريف بتنهيدة: قبل ما أجيلك جاتلى خدامة وقالتلى إن فى خدامة جديدة غريبة فى تصرفاتها.....
وغير كدة بتلم فى هدومها من غير ما تعرف حد ..... أنا قلقت بصراحة فقررت إنى أحبسها يمكن يكون وراها مصيبة ..... وفعلا ..... بعد ضغط وتهديد كتير اعترفتلى إن فى حد كتبلها شيك بمبلغ كبير مقابل إنها تساعده فى إنها تعرف المكان اللى إنت عامل المفاجأة فيها .... وهى قدرت تجيبه بسهولة لأنها هى اللى جابت طلبات المفاجأة ووصلتهم للفيلا
أسد والشرر يتطاير من عينيه: هى فين
شريف: فى المخزن القديم بتاعنا
اتجه أسد بسرعة لذلك المكان دون إنتظاره
دخل أسد ليجد الخادمة مقيدة وعليها علامات الضرب
وبدون سابق إنذار هجم عليها بالصفعات حتى كادت أن تنفصل رأسها عن جسدها
أمسك شعرها بقوة بين يديه وهو يشده
أسد بغضب: من غير كلام كتير مين اللى وراكى
الخادمة بخوف وبكاء: مفيش ..... آااااه
صرخت بشدة بعدما هجم عليها بالضرب المبرح وكل ما يراه مشهد وقوع ملاكه بين يديه والدماء تتدفق منها بغزارة
أسد بصراخ: خلصى يا بنت *** ..... مين وراكى يا ****..... قولى بدل ما أقتلك
الخادمة ببكاء: هقول والله هقول ..... اللى خلانى أعمل كدة هو .... هو سامر بيه
أسد بصدمة : إيه..... إنتى كدابة
شريف بحزن: للأسف يا أسد هى مش كدابة .... أنا اتأكدت من كده .... فعلا كان بيكلمها ولما دورت وراه لقيته كان بيكلم سعد الدمنهورى قبل ما يموت وتقريبا كان بيتفق معاه على إنه يديله ملفات مقابل إن سعد يساعده يدمرك
أسد بصدمة: لا لا لا ..... مستحيل
انطلق بسرعة لسيارته ثم شرد فى ذكرياته مع سامر صديق طفولته ... كيف خانه ... كيف فعل هذا
أمسك الهاتف: ألو ... أنا أسد ضرغام ..... عايز أبلغ عن سامر ضرغام ابن عمى فى محاولة قتل همس حمدى الزيات ..... هو موجود دلوقتى فى مستشفى ..... وفى واحدة ساعدته هتلاقوها فى مخزن خاص بينا فى ---------
أغلق الهاتف ..... يريد قتله ولكن هناك جزء يخبره أنه من المستحيل أن يكون هو .... الآن الحل الأمثل هو السجن ..... إذا ظل طليقا قد يقتله
اتجه للمشفى وبمجرد دلوفه وجد عائلته كما هى
انطلق تجاه سامر بخفة ثم انقض عليه بالضرب المبرح غير عابئ بصراخ كل من حوله
جاء شريف فدفع أسد عن أخيه
شريف بحزن: أرجوك يا أسد متنساش دا أخويا وابن عمك
أسد بغضب: ابن عمى؟!!! وهو لو كان عامل اعتبار لده كان حاول يقتل ملاكى ... يحمد ربنا إنى شفعتله واكتفيت بسجنه
الجد بغضب: إنت بتقول إيه يا أسد
أسد بصراخ: بقول الحقيقة ..... البيه حفيدك الكبير هو اللى حاول يقتل ملاكى وكان بيخطط إزاى يدمرنى
الجد بغضب: الكلام ده صح يا سامر ..... انطق
لم يتفوه بكلمة واحدة حتى فاتجه الجد له وصفعه على وجهه
ماجد: مش عايز أشوف خلقتك تانى
وفى تلك اللحظة جاءت الشرطة واتخذت كل الإجراءات ..... رفض سامر الكلام فثبتت التهمة عليه ..... أخذوه الشرطة وسط بكاء شريف ورحمة وسعيد و .... وترنيم!!!
ترنيم بغضب: إنتوا إزاى قدرتوا تصدقوا الكلام ده ..... أنا متأكدة إنه برئ
قالت تلك الجملة وركضت للخارج .... لم يملك شريف القدرة على اللحاق بها .... فيكفى ما هو فيه
مر يومان منع فيه من رؤية ملاكه .... كاد أن يرتكب اكثر من جريمة لرؤيتها لكنه يتراجع فالأهم صحتها وتعرضها لأى شخص قد يسبب لها المرض بسبب جسدها الضعيف ..... أخذ غرفة بجانبها ينام بها طوال اليومين ..... فإن لم يكن معها بنفس الغرفة على الأقل بنفس الطابق
الجميع حزين على ما حدث وهم لا يصدقون كيف يفعل سامر شيئا كهذا ؟ وما الذى دفعه؟
ساءت حالة ترنيم كثيرا ..... ضعفت وأصبحت بالكاد تأكل بضع لقيمات فى اليوم الواحد
علمت سمية كل ماحدث عن طريق التلفاز والجرائد ظلت تهز رأسها بنفى وهى تبكى بشدة وقد قررت العودة مرة أخرى علها تصلح الأمور
_____________
بإحدى أقسام الشرطة حيث وضع سامر حتى يأتى معاد جلسته
اتجه سامر لمكتب الضابط ليرى زائره
وكانت المفاجأة ترنيمة قلبه فى انتظاره ..... إذا قتلوه الآن فسيصبح اكثر من سعيد ..... معشوقته أمامه .... بالرغم من الاسمرار تحت عينيها وشحوبها إلا أن فتنتها كما هى .
تركهم الضابط بمفردهم
بمجرد خروجه انفجرت ترنيم فى البكاء وهى تشهق بعنف وقد احمر وجهها
لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك
اتجه ناحيتها بسرعة واحتضنها بل اكتسحها ...... فكانت بالنسبة له طوق النجاة الذى يهلك بدونه
ظلت تبكى وتشد على أحضانه أكثر وأكثر حتى هدأت تماما
ابتعد سامر عنها بعدما تذكر أنها زوجة أخيه
سامر بجمود مصطنع: إيه اللى جابك يا مرات أخويا
أغمضت عينيها لثوانى ثم فتحتهما ونظرت مباشرة فى عينيه مما أربكه
ترنيم : بعشقك
صدم بشدة ..... ماذا؟!!!!!!!
هل هو يحلم ام ماذا ..... هل يوجد شخص أمامه فعلا ..... هل هى رحمة وهو يتخيلها ترنيمته ..... لا لكان شعر منذ أن احتضنها ...... إذا ماذا يحدث ..... هل أنا شريف. توقف أيها الغبى كيف تكون شريف؟!
ملاك الاسد - الفصل ٣٧ الاخير
صرخ بصوت عالٍ ليصرخ قلبها معه
تسمرت مكانها سرعان ما التفّت لتفاجئ به راكع على الأرض ..... يضع يده على قلبه يصرخ بألم شديد وقد برزت عروق وجهه الأحمر ورقبته بدرجة مخيفة
ثانية واحدة وكانت راكعة أمامه تحيط وجهه بكفيها وظهرت علامات الفزع على وجهها
همس بفزع وتقطع: أسد .... أسد مالك
أسد بوجع شديد وأنفاس ثقيلة تكاد تنعدم وهو يضع يده على قلبه: متس .. يبنيش أنا هموت ... من غيرك .... متحرمنيش ... من أنفاسك ... سامحي...نى ... خليكى جنبى ... قلبى هيموت ... فى بعدك
ظل يهلوس بالكلام يرجوها ببكاء وشهقات أن تظل بجانبه ..... لعنت نفسها مليون مرة لأنها آلمت حبيبها ..... مستعدة أن تنسى كل شيء وتكون جارية تحت قدميه ولكن لا يتأذى أبدًا
همس ببكاء شديد محاولة تهدئته: أسد بالله عليك اهدى .... عشا ...
أسد بصرخة ألم وهو يهبط برأسه على الأرض: آااااااه
انتفض جسدها فزعا سرعان ما تجمد
كل شيء تراه بوضوح ..... أول لقاء .... أول احتضان ..... أول قبلة ..... أول اعتراف
ترى ذكرياتهما أمامها ..... تذكرت كل شيء لكن ..... بعد فوات الأوان
همس بخفوت: أس....دى
ظهرت شبح ابتسامة على وجهه وقد تحققت أمنيته قبل أن يموت ..... سيموت بين أحضانها وهى تتذكره وتعشقه ..... سكن على الأرض كالموتى تمامًا
همس بفزع وصراخ محركة إياه بعنف: أسدى ... أسدى اصحى ... إنت وعدتنى هنموت مع بعض ... اصحى ... طب ... طب خدنى معاك ... متسبنيش أتعذب لوحدى ... أسدى أنا بحبك والله العظيم بحبك ... والله العظيم مش هسيبك بس اصحى واحضنى ... يلا يا أسدى احضنى أنا خايفة ... يلا حسسنى بالأمان ... طب ... طب مش هتعاقبنى ... خلاص أنا موافقة إنى مخرجش من الأوضة أبدا ... و ... ووالله مش هتكلم مع حد غيرك ولا ... ولا حتى هعارضك فى أى حاجة ... أنا مش عايزة حد غيرك ..... بعشقك والله العظيم بعشقك
ظلت تصرخ عليه تحاول أن تسنده لينهض ولكن لا حياة لمن تنادى .... أسندت رأسه على قدميها وتحتضنه بذراعيها ... تشده إليها أكثر وأكثر
همس بوجع وصراخ: آااااااه
احمر وجهها وعينيها كالساكن أمامها تماما حتى أفاقت على صوت الخادمة
الخادمة بفزع: سيدتى .... لقد اتصلت بالمشفى ما إن سمعت الصراخ .... دقائق قليلة وتأتى سيارة الإسعاف
نظرت لها بضياع وتشتت ومازالت دموعها تهبط بخفوت
أخفضت رأسها على رأسه وأغمضت عينيها هى الأخرى بسكون مستسلمة لذلك الظلام
بالولايات المتحدة الأمريكية
ياسمين بحزن: ربنا يرحمها
مازن بتنهيدة حزن: يارب ..... يلا جهزى هدومك عشان ننزل مصر
ياسمين: هيدفنوها امتى؟
مازن: كمان كام ساعة .... نكون خلصنا كل حاجة ونزلنا مصر عشان نحضر الدفنة ..... المهم العيال جهزوا
ياسمين: أيوة جهزوا خلاص
مازن بابتسامة: إيه رأيك منرجعش أمريكا تانى
ياسمين بلهفة: يعنى نقعد فى مصر علطول
جذبها إليه ليحتضنها من ظهرها ويرقص معها على أنغام قلبيهما
مازن بحب وهو يدفن رأسه برقبته: أيوة يا ياسمينتى ..... أنا معايا فلوس حلوة أقدر أشترى بيها بيت فى مصر وأفتح شركة محاماة هناك
ياسمين بضحكة طفولية خجلة: بحبك
مازن بابتسامة: بعشقك
__________
فى مصر
جالس على الفراش .... يمنع نفسه بصعوبة من البكاء
سامر بحزن ودموع وهو ينظر لصورة بين يديه: ربنا يرحمك ..... أنا مسامحك على كل اللى عملتيه
شعر بيد حنونة على كتفه لينظر لترنيمة قلبه بابتسامة حزينة ..... جلست بجانبه على الفراش ثم ضمته إليها
هبطت دموعه كأنه ينتظر مأواه ليظهر ضعفه أمامها هى فقط
ترنيم بحزن على حاله: خلاص يا حبيبى ادعيلها بالرحمة
سامر: ربنا يرحمها
___________
نظر لابنه بحزن من خلف الباب فتحرك بهدوء لغرفته
دخل غرفته وتمدد على الفراش ينظر للسقف بشرود سرعان ما ضحك بسخرية
تذكر عندما أتاه اتصال من مشفى يخبره بوفاتها بعد إصابتها بحادث سيارة .... ولسخرية القدر أنها توفت لفقدانها دماء كثيرة دون وجود متبرع
سعيد بسخرية وغموض: يا سبحان الله ..... فعلا يمهل ولا يهمل
بألمانيا
استيقظت لتجد نفسها على فراش أبيض ..... انتفضت بفزع ما إن تذكرت ما حدث
انتفضت بسرعة متجهة للخارج
همس بفزع وصراخ: أسدى ..... أسدى إنت فين
رآها طبيب فتقدم منها بسرعة
الطبيب: اهدئى سيدتى كل شيء بخير
همس ببكاء وانهيار: أين هو .... ماذا فعلت به ..... هو حى .... أرجوك أخبرنى أنه حى
الطبيب مطمئنا إياها: لا تقلقى سيدتى كل شيء بخير
همس بابتسامة ساحرة: حقا
الطبيب بعملية: أجل .... لقد تعرض لذبحة قلبية ولحسن حظه استطعنا انقاذه
همس بسرعة وفرحة: أريد رؤيته حالا
الطبيب: للأسف سيدتى لا يمكنك فهو بالعناية المركزة الآن
همس بعصبية وبكاء: أيها الأحمق إن علم أسدى برفضك ذاك لقتلك أنت وعائلتك كلها
الطبيب: سيدتى أرجو أن تتفهمى الأمر .... هذا لمصلحته وبأى حال ساعتين أو أقل وينقل لغرفة عادية .... وقتها تستطيعين رؤيته
تراجعت عن قرارها لأجله فقط ..... تحترق شوقا لرؤيته ..... تريد تلمسه لتتأكد أنه بخير ولكن لتنتظر قليلا حتى لا تأذيه
همس بغيظ طفولى: حسنا ولكنى مازالت مصرة على إخبار أسدى بما فعلته أيها الغبى
تركها الطبيب بهدوء وهو يشعر بالغيظ منها ..... تلك القزمة التى تهينه
جلست على المقعد تأكل أطراف أظافرها بغيظ
همس محدثة نفسها: والله لأوريك ..... بقى تمنعنى أشوف أسدى ..... بس كله يهون عشان خاطر حبيبى ...... الحمد لله يارب أنك محرمتنيش منه ...... إيه ده أحيه .... أنا معرفش العناية فين
انتفضت تركض خلف الطبيب كالبلهاء لتعلم مكان حبيبها وسارق قلبها
__________
مرت ثلاث ساعات ..... نقل خلالها لغرفة عادية ومازال نائمًا ..... لم تتركه أبدًا
ما إن رأته حتى بدأت تقبل جبينه ووجنته بلهفة وجنون تخبره مدى حبها واشتياقها له حتى شعرت بالنعاس
أزاحته قليلا بحذر شديد وتسلقت الفراش لتنام بجانبه
وضعت رأسها على جزء من صدره ويدها على قلبه حيث موضع ألمه
لولا مرضه لنامت فوقه كالعادة ولكن تلك النومة تفى بالغرض ولو قليلا !
فى مصر
انتهت الجنازة التى لم يحضرها إلا القليل جدا
بمقابر عائلة ضرغام
ذهب الجميع ولم يتبقى سوى الجد وسعيد وحمدى بينما ذهب مازن وسامر بزوجتيهما لقصر ضرغام
ماجد: يلا يابنى نروح إحنا
سعيد بغموض: لأ سيبنى شوية يا بابا وروح إنت ..... روح معاه يا حمدى وأنا هحصلكم ..... لسة فى حاجات كتير هخلصها الأول وأصفيها
قال آخر جملة بخفوت
ماجد بحزن: ماشى يابنى بس متتأخرش ..... الدنيا هتليل وإنتى فى المدافن
أومئ له بشرود وراقب ابتعادهم عنه
أعاد بصره للمقبرة التى تحمل اسمها
ضحك بخفوت وسخرية
سعيد بدموع: شوفتى بعد السنين دى كلها حصلك إيه ... تخيلى ما بين طرق الموت كلها ... تموتى بالطريقة دى
أهو سبحان الله اللى حصلهم حصلك بالظبط ... فاكرة يوم حادثة صلاح وناهد ... وقتها لفينا المستشفى كلها على فصيلة دمهم واللى للأسف الاتنين كان عندهم نفس الفصيلة النادرة بس مكنش فى حد يقدر يتبرعلهم ... برغم حقدى وغضبى وقتها على أبويا وأخويا ... بس زى ما بيقولوا الدم عمره ما يبقى مية
جريت عليكى وطلبت منك تتبرعيلهم وأنا عارف إنك نفس الفصيلة ... وقتها قولتيلى إنك حامل وهيبقى خطر عليكى وعلى الجنين ... فرحت لما عرفت إنك حامل قولت لنفسى هيجيلك الرابع يا سعيد ... هيجيلك اللى يعوضك عن ولادك ويكون تحت طوعك ... زى الأهبل صدقتك ونسيت أخويا ومراته اللى بيموتوا ... واتفاجئ بعد شهر من موتهم إنك مش حامل أصلا ... وإنك ضحكتى عليا عشان منقذهومش ... وكالعادة قدرتى تتحكمى فيا وتقنعينى إن اللى حصل ده هو الصح ... إنى كدة هورث الفلوس والحب والعيلة ... وأنا زى الغبى صدقتك
عدت عليا لحظات كتير حسيت بالذنب بياكل فيا ... بس كنتى فى كل مرة بتقنعينى إنك الصح
شوفتى بعد السنين دى كلها ... موتى بحادثة عربية ههههه لأ وكمان ملقتيش حد يتبرعلك بالدم
أضاف بحسرة شديدة: أنا هحتفظ بالسر دا ليا لوحدى ... أنا ماصدقت عيلتى اتجمعت ... مش هفككها تانى بسبب حقدك وغبائى ... ربنا عاقبك على اللى عملتيه ... يارب يسامحنى وميعاقبنيش على سكوتى وعمايلى ... سلام يا سمية ... بتمنى إنى أموت وأنا نضيف .. ويارب مكونش معاكى فى جهنم
خرج من المقابر متجها للقصر بسيارته يشعر ببعض الراحة ... ذلك السر يؤرقه ... ولكن ولله الحمد تخلص منه نهائيا ... دفنت تلك الحية ودفن معها السر
_____________
فى سيارة أخرى حيث يجلس ماجد وحمدى بالخلف بينما السائق بالأمام
حمدى بحنين: بنتى هترجع امتى بقى يا بابا
ماجد بابتسامة: بإذن الله قريب أوى ... الواد ال*** من ساعة ما بقى معاها وهو نسينا خالص
حمدى بضحك: تصدق فعلا دا حتى معبرناش لما اتصلنا بيه عشان الدفنة
ماجد بابتسامة وتنهيدة: يلا ربنا يسعده
بألمانيا
رمشت وهى تشعر برفرفة فراشات على وجهها ... فتحت عينيها ببطئ لتجد وجهه مقابلًا لوجهها ... يقبلها بعشق وخفوت
أسد بعشق وهو يقبلها بجانب شفتيها: صباح الخير يا ملاكى
لحظة واحدة وأدركت كل شيء لتنظر له بلهفة ممتزجة بدموع عينيه
_________
إنتظروني مع رواية جديدة تفاعلات كتير كتشجيع ليا
علق ب 20 كومنت