رواية حكاية غنوة الفصل الخامس 5 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الخامس 5 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة

الفصل الخامس


كان يسير بخطى سريعه وغضب غير مبرر يتفاقم داخله.


تخرج من سيارة رجل مفتول العضلات وتخصه بنظره غير عاديه أشعلت النار بصدره.


وهو.... هو تبتعد واضعه حدود قويه تلزمه ألا يتجاوزها ،رغم ابداءه لإعجابه بها وهو عادة لا يفعل.


تركته وهو طريح الفراش وغادرت،واحده أخرى غيرها لكانت ظلت لجواره حتى اطمئنت عليه وعلى صحته،تهتم به،تطعمه فى فمه وتتقرب منه .


لكنها اوصلته للمشفى وغادرت تذهب لبيتها ولم تكلف نفسها حتى السؤال عنه مره اخرى بعدها على سبيل الذوق حتى.


استقل المصعد الذى وصل به حيث الطابق الأول .


بينما هى دلفت للداخل وهى تتلفت تضحك بانشراح وحيويه تنظر خلفها لحسن الذى كان يراقص لها حاجبيه صانعا من فمه شكل مضحك بحركه لطالما فعلها منذ ان كانا صغاراً يلعبان معا فى الحى.


تحت أنظار ذلك المرجل المشتعل ينظر عليهم بعدما فتح باب المصعد ولم يغلق بعد ينتظرها.


وقفت عند فتاة انيقه فى الإستقبال تسأل عن مكتب الأنسه لمى ،تخبرها بأسمها وإنه يوجد موعد متفق عليه بينهما.


أبتسمت لها الفتاة ببشاشه واردفت: أيوه عندى خبر بكده،اتفضلى هى عشر دقايق وتبقى عندك ،المكتب في الدور الرابع .


ابتسمت لها غنوة تومئ برأسها شاكره ثم تسير ناحية المصعد حيث ينتظر ملك العالم فى البجاحه.


كانت تتقدم بعدما رأته بخطوات متردده،ترى بعينه شئ غريب وغير مريح.


نظرت للمصعد المجاور مقرره الا تصعد معه بمكان ضيق هكذا ،ستستقل مصعد آخر.


ابتلعت رمقها بصعوبه ترمش بعيناها الجميله فتزيد اشتعال شئ ما داخله غير محدد الهويه بعد.


وتفاقم غضبه وهو يراها تضغط بأصبعها القصيره من يدها الممتلئه على زر المصعد المجاور ليزداد غيظه.


فأولا تأتى مع رجل وسيم..وسيم جدا وهو نفسه لاول مره يشعر بأنه يغار من رجل بينما هى تبتعد عنه غير سامحه بأى حديث .


وثانيها لا تريد استقلال نفس المصعد معه...لاااا ليس ذلك فحسب.


المتغطرسه عديمة الزوق والاحساس لم تكلف نفسها وتسأل عن صحته،تلك البارده السمجه ألم تنقله بنفسها للمشفى وتعلم أنه كاد أن يقتل.


صك اسنانه بغيط فحتى الطبيب ظنها زوجته وهى ..... هى عديمة الزوق تفتكر للشعور والإحساس.


تعطل عقله عن التفكير جيدا وبعدما سيطر الغيظ واشياااااء أخرى على عقله.


فمد يده بحركه سريعه يجذبها معه داخل المصعد ويضغط رز الصعود .


بينما هى شهقت عالياً بصوت لم يسعفه الوقت كى يظهر للواقفين بالطابق الأول حيث أغلق باب المصعد عليها هى وشهقتها معه.


كانت تنظر له بأعين متسعه غاضبه ومذهوله أيضاً.


وصرخت فى وجهه قائله بغضب: أنت إيه الى عملته ده ،انت اتجننت؟


التوى جانب فمه بابستامه ساخره،شيطانيه ،لن تنكر او تكابر .. فقد دبت تلك الابتسامة الرعب فى قلبها.


والتمعت عيناه ببريق مخيف ،تتسع عيناها الجميله وهى ترى جسده مثبت أمامها لكن يده امتدت لتضغط على ذر عطل تحرك المصعد وبقى معلق بين الدور الثاني والثالث.


وهى بالأساس تخاف من المصاعد..تخاااف من المصاعد وتستقلها مرغمه .


هنا دق ناقوس الخطر بعدما اهتز المصعد قليلا وشعرت به يتوقف متعلقا.


وصوت بغيض كريه يردد بنبرة شيطانيه: على الهادى يا حلوه..على الهادى ،ده انتى نهارك نادي النهاردة.


المكان بالأساس ضيق وهو أيضا تقدم يقترب منها ،يضع يداه على حائط المصعد من خلفها يحاصرها بين الجدار وجسده وهى تتنفس بصعوبه خوف منه ورعب من تعلق المصعد .


ابتلعت رمقها بصعوبه وتنفسها يضيق،صدرها يطبق عليها لكنها حاولت التحدث بقوه وثبات واهى وهو يعرف ذلك مردده: أبعد عنى،وشغل الاسانسير تانى،انت إيه الى بتعمله ده أصلا؟


ببسمه صغيره من فك ملتوى ردد: وأبعد ليه؟مانتى حلوه وقطقوطه وبتعرفى رجاله اهو،امال عامله عليا انا خضرا الشريفه ليه،ده انا حتى سخى وأيدى فِرطه وبدفع حلو.


علت وتيرة انفاسها استجمعت بعض قوته وأقصى ما استطاعت فعله فى ظل خوفها وارتعابها أنها دفعت جسده بعيداً عنها ليصدم بالجدار الأخرى للمصعد وقد استدارت عينه من فعلتها وفقد ثباته يردد :بقا انا تسبينى مرمى فى المستشفى وتشمى رغم انى طلبتها منك بلسانى وانا الى عمرى ما احتاجت لحد ولا طلبت من حد يكون جنبى.


صرخ عاليا أكثر بلوع: ترميني وتسبينى وتمشى؟؟!


خفف الاستغراب والصدمة من خوفها،ارتبكت لثوانى تردد :انا.. أنا مااا.. أصلى... أنا...


صرخ بها وهو يجدها لا حديث لديها او مبرر وإلا كانت قالته بقوه : إيه ..ها..ولا اتأخرتى على الجو بتاعك ...هااا.


اخذت نفس متهدج ثم قالت بثبات: ده مش جو.


لمعت عيناها تقول بطريقة مستقزه...كأنها متعمده:ده حسن.


هل نطقت إسمه بطريقة فيها نوع من التلذذ أثارت غضبه ينظر لها بصورة مرعبه وقال وهو يرفع إحدى حاجبيه :ومين سى حسن ده كمان.


كتفت ذراعيها تعطى نفسها بعض الحمايه ثم قالت بهدوء:سؤال حضرتك غريب.. جدا بصراحه.


اهتز فكه بنفس الابتسامه المخيفه يقول :جاوبى عليا احسنلك.


سيطرت على خوفها بصعوبه وقالت بثبات: اصلا مجرد انى اجاوب دى اهانه كبيرة ليا ..اجاوبك بتاع إيه ماعلش...هو أصلا من البدايه انت مالكش حق السؤال او الاستفسار،هو أنا أعرفك؟انت تعرفنى؟!


ضحكت تردد مستهزءه :الى يشوف طريقتك وانت بتحقق وتسأل وتستفسر لأ وكمان مستنى رد شافى وافى وسريع يقول إننا متجوزين من خمس سنين مثلا وعندنا آسر وحنين.


صمتت ثوانى ترميه بنظره ساحره مقصوده ثم تكلمت من جديد: ده انت لسه شايفنى أول امبارح،انت بتسأل فى الى مايخصكش .


احتدت عيناه ،وهى كذلك تكمل بخطاب شديد اللهجه:بلاش تكمل عشان أنا مش كيوت زى ماهو واضحلك أنا  الشغل علمنى كتير اوى.


عض على شفته السفلى يقول بنبره لعوب مقصودة: إيه؟بتخربشى؟!


غنوة بثبات: حاجة زى كده.

أبتسم بتلاعب يردد: بموت في الشراسه.


اهتزت شفتها العليا بنفور وغضب منه ،بينما عيناه مازالت تلمع .


اغضمت عيناها تأخذ نفس طويل تزفره بهدوء وتحدثت بحلم:شغل الاسانسير لو سمحت.


لم يجيب عليها ،بل كان منشغل بتمشيط جسدها كله بعيناه كأنه يلتهمها بتلذذ خصوصا بوضعه هذا،قربه منها ومحاصرته لها،وإغماضها لعيونها.


فتحت عيناها لتصدم عيناه بهم تسحره كل مره بطريقة لا هوان بها .


حينما لم تجد رد منه رددت من جديد:لو سمحت شغل الاسانسير.


لم يجيب ذلك البغل معدوم الإحساس،يتحرش بها بنظراته القذره تلك وهى بدأت تفقد السيطرة على خوفها بعد طول مدة تعطل المصعد مع ضيق المكان واقتراب ذلك الضخم منها.


فتحدثت بنبره متوسله:لو سمحت بقا،أنا بخاف من الاسانسيرات.


نظرت له وجدته يعض جانب شفته من الداخل ثم قال:طيب،هجيب معاكى من الأخر.


صمت ثوان ثم أكمل: انتى وبصراحة عجبانى،اوى..اوى اوى يعنى.


كانت الذهول واضح على محياها ليس لأنه معجب فهى كانت ترى ذلك بعيناه،بل صدمها تصريحه بذلك .


أكمل بثبات: إيه رأيك نتجوز؟


اتسعت عيناها حد الاستداره وقالت :أيه؟


تحدث بجديه وقال:معاكى يومين...يومين بس تفكرى.


لقد صدمت من تصريحه الواضح بالاعجاب ليصدمها بطلبه للزواج ،وعلى الفور قفزت صورة حسن لرأسها وكادت أن تتحدث :نتجوز ازاى أنا....


قاطعها وهو يقول:هنتجوز عرفى وهكتبلك المبلغ الى تطلبيه.


احتدت عيناها وعلت وتيرة انفاسها تفقد أعصابها مردده:انت اتجننت ! أنت....

قاطعها مجددا يقول بهدوء :براحه بس على نفسك... إحنا نبتديها فى الأول عرفى .


صمت ثوانى ويمشط جسدها للمره المئه ثم أكمل بزهو مستفز:وانتى وشطارتك بقا.


مال على أذنها يقول:لو عرفتى تعجبينى وتملى دماغى ممكن احول الجواز ده لشرعى.


اغمضت عيناها تحاول ان تأخذ شهيق وزفير تستدعى ثباتها كى تناظره وترد.


وببراعه تحسد عليها فتحت عينها تبتسم وهو تنظر على رأسه: ماشاء الله عليك..قرعتك مقويه قلبك.


اتسعت عينه من حديثها وكاد أن يبتسم يعتقدها مزحه.


لكنها اكملت تتكئ على كل حرف مردده: شكلك غنى وفعلا هتدفع مبلغ كويس .


ضحك بثقه وفخر وهى ابتمست له باتساع ثم أكملت وهى تضحك عليه بطريقه مهينه:بس تخيل إنك فعلاً مش عاجبنى لدرجة انى هضحى بمبلغ اكيد هيكون ضخم لأنك مش بس مش حلو ولا واو قدامى لأ ده انت حتى مش مبلوع.


صمتت ثوانى تكمل بنزق وهو تحرك مقدمه ثيابها من على صدرها بأناملها علامه على التهوية لضيق التنفس:دمك تقيل على قلبى.


شعرا باهتزاز المعصد كبداية لتحركه من جديد،اخذت نفس متهدج مرتاح فعلى مايبدو شعر احدهم بتعطله وضغط على الزر لرفعه.


نظر حوله يدرك انها على وشك الفرار من المصيده التى صنعها لها.


يتكئ براحتيه على جدار المصعد خلفها يقول:ومين بقا الى عاجبك ...الشاب الى انتى جايه معاه مش كده؟؟


أبتسمت تردد بهيام تستفزه:حسن...هو فى زيه،ده الشاطر حسن بتاعى.


اتسعت عيناه بغضب يستشعره لأول مرة بحياته وصرخ بها :اه يابنت ال....قاطعته بصراخ: أحترم نفسك واحفظ ادبك..وخلى بالك ثوانى والأسانسير يفتح ويمكن خطيبتك تشوفك .


اعتدل فى وقفته يبتعد عنها يضع يديه فى جيوب بنطاله ثم قال باستفزاز معتقد أنه هكذا يرد على حديثها السابق: عندك حق،انا ماعنديش واستعداد ابدا أخسر زوجه زى لمى.. عشان كده خطبتها قدام الدنيا كلها.


اشتعلت عيناها وقبل ما تخرج قالت: صراحه عندك حق،وهى خساره فيك على فكره.


خرجت بخطى ثابته تسأل عن مكتب لمى ثم اختفت داخله بعدما أذنت لها السكرتيره بذلك.


وهو ضغط على زر المصعد كى يهبط به مجددا يتجه حيث وقفت سيارة حسن.


ظل يبحث عنه هنا وهناك لكنه لم يجده وحينما سأل عليه قال له الحارس أنه قد غادر.


ليضرب يده براحة اليد الأخرى وعلى الفور يهاتف صديقه الوحيد:انت فين.


جاء الرد من ماجد :هكون فين ،فى الشغل.


هارون:تعالى عايزك.

ماجد بتعب: ابويا كلمنى دلوقتي وانا رايحله مكتبه بيقول عايزنى فى موضوع مهم،هخلص واجيلك.


هارون بسأك:طب انجز.


ألقى عليه السلام واغلق الهاتف يزفر بغضب يتوعدها هى وذلك الشاطر.


__________سوما العربى______________


بخطى رتيبه تقدم ماجد من مكتب محمود يدق الباب بهدوء إلى أن سمح له.


دلف للداخل يجلس أمامه بتوتر..بالتأكيد وصله الخبر فلا شئ يخفى بالسوق ولذا استدعاه ليتحدث معه.


فكان هو من باشر الحديث يقول :بص أنا عارف إنك كنت معارض بس انا حابب أعمل شغل ليا على جنب واكبره.


مسح محمود على وجهه براحتى يده ثم قال: أنا عرفت اكيد .


أخذ نفس عميق ثم قال:بس مش ده اللي عايزك فيه دلوقتي... انا عندى موضوع مهم وخطير.


نظر له ماجد باستهجان يسأل: موضوع؟موضوع إيه؟!


اخذ محمود نفس عميق ثم بدأ يتحدث بصعوبه: أنا.. احمم..زمان .. كنت انت لسه صغير حوالى عشر سنين..حبيت بنت كانت بتخدم فى البيت عندها.. امك زى مانت شايف وعارف طبعها... وانا كنت ...كنت تايه وفى عز شبابى ...شوفتها عجبتنى ،فضلت ألف وراها لحد ما اتجوزتها،احمم،عرفى.


كان ماجد يستمع له بذهول يرمش بأهدابه من الصدمه .


بينما اكمل محمود بصعوبه فالقادم أصعب حيث قال: بعدها اتفاجئت إنها حامل،ماكنش عندى القوه أنى اواجه جدك ووالدتك،طلبت منها إنها تنزل الطفل ده وهددتها أنها لو مانزلتهوش انا مش هتعرف بيه ولا انى اتجوزتها اصلا خصوصا ان الورقتين كانوا معايا.


ابتلع ماجد رمقه بصعوبه وهو يرى والده محنى الرأس يكمل بتأنيب ضمير:وشكلها خافت بجد ،تانى يوم اختفت.


رفع رأسه ينظر لماجد وقال بسرعه:بس انا والله عرفت غلطتى ودورت عليها سنين عشان اصلح غلطتى واعترف بالطفل واعوضهم هما الاتنين، بس هى كانت اختفت.


اخذ نفس عميق ثم قال:لحد امبارح...جالى تليفون من مستشفى الدمرداش إن فى مريض كانسر عندهم بيموت وطالبنى بالأسم ،روحت لاقيت راجل كبير فى السن بس شكله مش غريب عليا.


صمت يأخذ نفس عميق بتعب ثم أكمل بوجع: طلع شعبان ،شاب كان فاتح كشك سجاير زمان على أول الشارع عندنا.


تراقص الدمع بعيناه وتحشرج صوته وهو يخبر إبنه:طلعت كل السنين دى كانت معاه ..اتجوزها شرعى يا ماجد..وكتب الطفل بأسمه.. أنا طلع كل السنين دى ليا بنت يا ماجد.


هبط الدمع بوضوح على وجنتيه وهو يكمل:تخيل كل السنين دى وانا ليا بنت ،حته منى،وواحد تانى هو الى بيربيها،بتقول لواحد غيرى يا بابا.


سمح لنفسه بأن يجهش فى البكاء وهو يقول:بنتى عاشت كل السنين دى فى فقر غلب وانا ربما مدينى ومقتدر...انا حاسس انى قلبى هيقف.


مد يده على جانب صدره الأيسر يمسده بتعب ،بينمت وقف ماجد سريعاً يقترب منه بلهفه مرددا:بابا،بابا،مالك يا بابا.


رفع محمود وجهه له يقول باكيا: أنا روحت وشوفتها فى المكان الى هى عايشه فيه،خرابه يا ماجد،خرابه.


اهتز كتفيه من بكاءه الواضح يردد:كانت بتبصلى بكره،عارفه أنى ابوها من زمان ومافكرتش مره تجيلى،انت متخيل الموضوع واصل معاها لفين؟


اخذ ماجد يمسح على ظهره يدعمه لكنه مازال مصدوم: بس خلاص،كل ده خلص،انتهى،انا وانت هنروح نجيبها،هتيجى تعيش معانا ومش بمزاجها،امك وجدك أنا كفيل بيهم... المشكلة أنها رافضه،رافضه خالص.


اجلى ماجد حلقه المتحشرج من شدة الصدمه والانفعال وقال: وهى دلوقتي عايشه مع مين؟! الراجل ده الى قولت عليه؟ولا أمها؟


هز محمود رأسه نافيا وأجاب:الراجل ده مات امبارح وامها ماتت من سنتين .


ضحك بسخرية وألم يقول:يعنى لولا أنها هتبقى لوحدها ومش عايز يموت إلا لما يطمن عليها ماكنتش عرفت.


ابتلع لعابه يقف بعزم ثم قال:يالا قوم معايا هنروح عندها نجيبها ولو ما وافقتش تشيلها غصب عنها وتحطها فى العربية للبيت .


لم يتحدث ماجد كانت الصدمات المتتالية أكبر من قدرة استيعابه ،هو فقط تحرك مع والده حيث تلك الفتاه.


_______سوما العربي___________


عاد حسن للحى بعدما اخبره احد العاملين معه بنشوب مشكله.


وحينما وصل كانت قد حّلّت،هم ليعود حيث وعد غنوة بأن يوصلها ثانية إلى البيت.


لكنه ما أن استدار كى يتحرك حتى تسمر فى وقفته وتوقفت أنفاسه وهو يرى تلك الماكينه الألمانية تخرج من منزل غنوة ترتدى فستان من الجلد الأسود يصل حتى ركبتيها يبرز جمال جسدها الأسطورى مع جذاء جلدى ذو رقبه من إحدى درجات اللون البنى وحقيبة ظهر بينما رفعت شعرها بشكل كحكتين فوضويتان  فوق أذنيها فبدت لذيذه ،شهيه قابله للألتهام على مره واحده.


تشنج فكه واقترب منها ينظر على ماترتديه برفض غير مبرر.


بينما هى كانت تتراقص فرحا لأنه هنا ويقترب منها للحديث أيضاً.


اصبحت تتحين أى فرصه كى تراه وها هو من يأتى إليها.


وقف أمامها يسأل:لابسه كده ورايحه على فين إن شاء الله.


ضمت كتفيها بدلال وهى تتحدث ببطئ:مانا مش جايه مصر اتحبس،عايزه اروح الأهرامات واروح القلعه واتمشى على النيل ،وبرج القاهره،وباليل أروح المقطم.


رفع حاجب واحد يردد: المقطم!وبالليل!همم والله عال.


أبتسمت تسأل بتلاعب: وفيها ايه يا حسن؟


لو تصمت أفضل،لما دوما تنتطق اسمه بطريقتها المميزه تلك،تبا لها وألف تب.


صك شفتيه بغيظ منها ومن جمالها لتأتى هى وتزيد الطين بدلالها ،لهنا ولم تكتفى بعد ،لااااا،بل هى أيضا تنتطق إسمه بطريقة خاصه ،خاصه جدآ،خاصه بها فقد.


اخذ نفس عالى وقال: اتفضلى قدامى انا هفسحك.


قفزت مكانها لا تستطيع مدارة فرحها تقول: بجد ياحسن؟


انبلجت شفتيه بابتسامة سعيده ،نغم فتاه رقيقه جميله لكن الأجمل منها عفويتها،تتصرف بما فى قلبها،لا تفكر،لا تتخابث،ولا تتلاعب.


بها شئ أكثر من مميز،تستطيع اختراق القلب كالطلقه النفاذه وهى تخترق الجسد تستقر بالقلب.


أبتسم براحه،راحه كبيره،لا تكلف بها أو حساب ثم قال بحنان آسر:ايوه ،وليا الشرف اصلا،يالا على العربيه بدل القصير الى انتى لابساه ده والجو تلج اصلا.


تقدمت أمامه بسعاده بالغه وهى تردف:تلج إيه ده الجو هنا تحفه.


نظر عليها مبتسم وهو يصعد للسياره يقود بها حيث يوم طويل ...طويل جدا.


____________سوما العربى________


جلس يضع قدم فوق أخرى بكبر ينقر على سطع مكتب لمى الفخم وهو يطالع تلك التى تجلس امامه تتحدث بثقه وثبات .


بينما هى تتصنع أنها لا تراه وكأنه هواء تنظر فقط للمى التى ابتسمت قائله: خلاص تمام كده شغلك معانا يبدأ من بكره ،بالتوفيق إن شاء الله.


ابتسمت لها غنوة ووققت تصافحها وقالت: شكراً مسز لمى.


لمى بتحذير: لأ بصى اول حاجه لازم تعرفيها عنى هى انى لاغيه الألقاب هنا.


رفعت غنوة حاجبها باستغراب فأكملت لمى:لا انسه ولا هانم ولا مدام أنا لمى وانتى غنوة،الالقاب بتعطل ،خلينا دايما أسره واحده عشان نطلع شغل حلو.


ابتسمت لها غنوة وقالت: بجد.. واو.

ابتسمت لمى تقول بثقه:هتتبسطى معانا ،انا متأكده.


ابتسمت لها غنوة ثانية ثم انصرفت مغادره وذلك الجالس على كرسيه يكاد يخرج نار من فمه،هل هو شفاف أم ماذا.


انتظر ثواني ،دقيقه ثم خمسه يجاهد على ألا يذهب خلفها بعد رفضها عرضه السخى المشرف لأى فتاه،لكنه يقسم الا يتركها وشأنها أبدا،القادم كله ألعاب ومفرقعات ،فلتلعب دور الشريفه العفيفه على راحتها ولنرى.


___________سوما العربي__________


ظل ماجد يتتبع وصف والده للطريق حتى أمره ان يقف وسط المقابر.


حيث لا حول ولا قوه الا بالله،المأوى الإخير للأنسان.


بعض الأناس إن لم يكن فئه كبيره منهم تخشى وترهب الذهاب لهناك .


فكيف يعيش أناس هنا،وكيف عاشت تلك الفتاه إثنان وعشرون عاماً.


يأتى عليها الليل هنا،تنام هنا وتلبس هنا لإثنين وعشرين عاما.


ترجل من سيارته هو ووالده وبسرعه التف حوله عدد لا بأس به من النساء والأطفال واضح جدا عليهم التشرد منتظرين أى شىء يجود به.


أخرج محمود محمود من العملات الورقيه يوزع ورقه على كل فرد وهو يبكى يتخيل انه لسنوات كانت أبنته تفعل مثلهم وتتسول وربما نهرها أحدهم او سبها بينما هو لديه أموال كحبات الأرز.


ومحمود يتابع من بعيد كل شيء يتأمل المكان ويفهم من نظرات والده كل مايشعر به الآن.


بعد دقائق تقدم للداخل حيث حوش واسع به مقبرتان وباب قديم يسبقه عتبتين.


المكان منظف كأنه منزل ،يوجد اهتمام لكن لا يوجد مال.


توقف مكانه مصدوم وهو يرى فتاه هى التجسيد الحقيقى لفينوس ألهة الجمال.


بعيناها الرماديه وشعرها الكثيف الأسود،وجهها المدور واحمرار وجنتيها المملئه ،جسدها الصغير والقصير بعض الشيء أم بياض بشرتها.


كانت تطالعهم بكره مردده: دخلتوا هنا أزاى؟!


رد هو يقول ومازال تأثيرها عليه : الباب كان موارب.


حاول محمود الحديث بود وترقب:ازيك يا بنتى؟


رمقته بنفور وقالت:انت مين انا ماعرفكش.


اقترب خطوه حذره يقول: أنا ابوكى يا فيروز.


أبتسم بجمال وراحه،حتى إسمها جميل.


خرج صوتها رافض رفض تام تردد:انا ابويا إسمه شعبان فضل الله ،ومات امبارح .


خرج صوت محمود غاضب كثيرا يقول:بس أنا ابوكى وعايش والى فات انا كفيل اصلحه.


رمقته بتقزز لكنه ابتلع كل ذلك مع غصه مريره بحلقه واشار على ماجد يعرفها عليه قائلا:ده ماجد يا فيروز،اخوكى.


على ذكر كلمة "اخوكى"ضحكت عاليا تنظر على طول وعرض ماجد ثم تنظر لمحمود بشماته كبيره واضحه استغربها كثيرا واثارت الذعر بقلب ماجد خصوصاً وهو يراها تتحرك سريعا كأنها تذكرت شئ مهم ،واتسعت عيناه وهو يراها تجلب وشاح كبير تخفى به شعرتها الرائعه.


لكن محمود تغاضى عن كل ذلك وقال أمرا:يالا تعالى معانا.


فيروز بهدوء ولا كأنها سمعت شئ وقالت بتقزز: اطلعوا برا .


أخذ محمود نفس عالى ثم قال لماجد بأمر:شيلها.


اتسعت عيناها تردد:نعم.

محمود:زى ما سمعتى.


عاود النظر لماجد يأمره:يالا.


اقترب منها ماجد بدقات قلب عاليه وهى صرخت:ولا يقرب منى ولا يلمسنى.


محمود : فى ايه يا بنت..ده اخوكى.


فيروز من بين أسنانها: قولت ماحدش يلمسنى وأنا اصلا مش هروح مع حد.


تحدث محمود هو الآخر بنفس طريقتها المتوارثه منه وقال: كنت عارف أن الذوق مش هينفع .


صرخ بماجد:خدها للعربيه.


حاولت ان تصرخ وماجد يقترب يشير بيديه محاولا تخفيف ذعرها: أهدى اهدى.


نظرت له برفض تام وهو اقترب منها يميل بظهره يضع يديه اسفل ركبيتها واخرى خلف ظهرها وبثقل ريشه حملها تنظر له بأعين رماديه متسعه من شدة العضب تنذره ان القادم ناااار كالجحيم....


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-