رواية حكاية غنوة الفصل الرابع 4 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الرابع 4 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة

الفصل الرابع


سرير معدنى بعجلات يتحرك وهو ملقى فوقه لا حول له ولا قوه .


والممرضات تجر السرير يركضن به للداخل حيث أغلق الباب المكتوب عليه غرفة عمليات.


وقفت بتوتر تحتضن ذراعيها تحك بهم كف يدها عله يولد بعض الدفئ بجسدها البارد.


تنظر على الباب المغلق بتوتر تتذكر كيف سقط بأحضانها متشبس بها كطفل يتيم وأمه.

يطلب منها الا تتركه أبدا.


ظلت على حالتها لأكثر من ساعه  إلى أن خرج الطبيب يزيل كمامته من على فمه يتنهد بإرهاق.


اقتربت منه بخطى بطيئة مترقبه تسأله بخفوت:خير يا دكتور.


تحدث بهدوء وعملية يقول:خير خير...حالة تسمم واضحه جدآ..انتو لحقتوه فى التوقيت الصح ،لو كان اتأخر شويه كمان كان هيبقى الوضع صعب.


صمت يعدل وضع نظارته الطبيه وأكمل: أحنا عملنا له غسيل معده وهو حالياً وضعه مستقر ،هو دلوقتي فى غرفة الإفاقه عشر دقايق ونبدأ نفوقه.


نظر عليها بترقب ثم قال: بس دلوقتي لازم نبلغ الشرطه ونحرر محضر لأن الموضوع فيه شبهه جنائية.


اتسعت عيناها الجميله تفقد الطبيب تركيزه حيث جذبت انتباهه.


حمحم بخشونة يحاول الرجوع لصوابه ثم قال: أنا عن نفسى هبلغ عشان اخلى مسؤليتى وأنتم أحرار بعد كده تكملوا او تتنالوا،عنئذنك.


غادر سريعا وتركها تقف مستنده على الجدار البارد خلفها.


تراه وهو يخرج مع الممرضات التى تجر السرير المتحرك من إحدى الغرف تذهب به لغرفه اخرى وهو نائم تماماً.


كان ممد على فراشه غارق بعالم ثانٍ..غير هذا العالم ،يرى نفسه مسطح على ظهره بحديقه مزدهرة بالأعشاب والورود الحمراء ينظر للسماء الصافيه وهو يبتسم ليغمض عينيه وهو يشتم نسمات خفيفه عطره تقترب منه وشعر مموج طويل يحط على صدره ...فوق قلبه تحديا ،وجنة طريه منتفخه لامسة صدره يشعر بأذنها على قلبه .


أبتسم لا إراديا يغمض عينيه وبحركه كأنه معتاد عليها مد يده يغرس أصابعه بشعراتها الناعمه الكثيفه يهمهم بتلذذ واستمتاع.


عبث وجهه بضيق وهو يستشعر اصوات خلفه تناديه لعالم لا يريد العودة إليه ،على الأقل حالياً.


فتح عيناه ليرى لمى ووالدها امامه ينظران له بترقب وخوف.


تجعد مابين حاجبيه ينظر حوله باستغراب يسب نفسه وكل شئ .....هل كان حلماً؟!


لكنه شعر برائحتها..يقسم أنه شعر بها.


ألم حاد نهش بقلبه وهو يتذكر سقوطه بأحضانها ،هو شبه توسل لها بألا تتركه.


وبعد كل هذا ،هل ضربت بكل هذا عرض الحائط..لم يرف لها جفن لأجله .


لتذهب وتتركه هو لأحلامٍ تكن  البطله بها بينما هى لا تبالى رغم انه طلبها صريحه.


كان والد لمى هو أول من تحدث مبتسماً: حمدالله على سلامتك يا ابنى.


تحدث بصعوبه أثر المخدر وسأل: إيه الى حصل؟


جاوبت لمى بعدما اقتربت خطوه أخرى: أنا الى عايزه أسألك إيه الى حصل،انا طلعت اغير الفستان واشيل الميك اب،الموضوع أخد منى وقت،لاقيت تليفون من المستشفى للفندق وبعدها الفندق كلمنى يعرفني إنك هنا..بعدها كلمت ماجد بسرعه وكلمت بابا وجينا.


نظر حوله بتشوش يحاول التذكر..تتعاقب على عقله الصور لمشاهد متعاقبة له وهو يجلس ينظر على غنوة وبعدها قدوم عمه،علب من العصائر المغلقه من مصنعها ،عمه يعطيه علبه كى يشربها وبالفعل شربها كلها.


ثم وقوعه بأحضان تلك الفتاه إلى أن استفاق هنا.


فتح الباب ليرى رجال باجساد ضخمه تسد الباب من الخارج وقد دلف الطبيب لعنده بصعوبه بعدما تعركل بهم ينظر لهم بزهول.


ثم يحول نظره على المتواجدين بالغرفه ومن بعدهم المريض،يبتسم بوقار مردداَ:لا عال عال،حمد الله على السلامه ،بقينا زى الفل اهو..انت انكتبلك عمر جديد.


همهم والد لمى يحمد الله بينما سأل هارون بتعب:هو إيه الى حصل يا دكتور.


عدل الطبيب من وضع نظارته وقال: حالة تسمم،وقويه جدا كمان،احنا لحقناك على آخر لحظه.


اتسعت أعين لمى ووالدها بينما هو لم يتفاجئ كثيرا وقال:ومين الرجاله الى برا دى؟


لمى:دول بدى جارد ماجد جابهم من اول ما وصله الخبر..دول وصله هنا قبل ماهو نفسه يوصل.. بيقول أنك لازم تتأمن،انا مش فاهمه حاجه،هو فى ايه ،مين عايز يسممك وليه؟


اغمض هارون عينيه بتعب ورأسه غارقه فى الوساده الوثيره من خلفه ولم يكلف نفسه حتى عناء الرد عليها.


بينما ردد الطبيب: أنا بلغت النيابه زى ما قولت لمرات هارون بيه.


احتدت أعين والد لمى وكذلك هى تسأل ليردد والدها:نعم؟؟ مرات مين؟


اهتز ثبات الطبيب يعيد ضبط نظارته الطبيه وقال: كان فى واحده ،بنت،كانت مع هارون بيه، هى مش مراته؟!


فتح عينه بتفاجئ ولهفه يسأل بضربات قلب تعلوو وتعلو:شكلها إيه؟


جاوب الطبيب بتوتر يخفى ابتسامته المعجبه وهو يتذكر تفاصيلها:هى بنت كده فى أول العشرين وو..


صمت يتذكر اكثر شئ مميز:أأه عينيها مميزه كده.


سمح لدقات قلبه ان تعلو وتعلو وهو يعود برأسه للخلف يتنهد براحه كبيره.. فقد كانت  هنا ..لم تتركه واستجابت لطلبه.


زادت وتيرة أنفاسه يتمنى.. يتمنى كثيرا لو لم يكن حلما وهو يسأل الطبيب:فضل هنا لحد امتى يا دكتور؟


نظر له كل من لمى ووالدها بضيق ،لهفته واضحه للأعمى.


جاوب الطبيب :هو انا مارقبتهاش يعنى،بس هى ماطولتش هنا .


ابتلع رمقه بصعوبه .... لقد كان حلما..حلما فقط.


لكن ماذا عن عطرها المميز الخفيف،لو كان حلماً فأنى له أن يعرفه؟!


ربما يتذكره من رائحتها التى غرق بها وهو ساقط فى احضانها يشتمها بوضوح قبلما يغيب عن وعيه؟


أخرجه من عالمه الخاص صوت والد لمى يسأل بضيق: مين البنت دى يا هارون؟وايه الى يجيبها معاك هنا؟


كان مازال مغمض لعينيه ووجد نفسه يجيب كاذباً:مش عارف ياعمى.. أنا كنت فى دنيا غير الدنيا والدكتور نفسه ماعرفش هى مين.


فكرت لمى قليلا وقالت :بيقول عيونها مميزه... يمكن غنوة؟


سألها والدها:غنوة مين؟


لمى:دى البنت اللي كانت مسؤله عن تنظيم الخطوبه، لأنى سبتها واقفه معاه على ما اطلع اغير الفستان ،ممكن لما وقع مغمى عليه جابته على هنا وبعدها مشيت خصوصاً أنى اتأخرت وأنا بغير.


رفع والدها حاجبه بضيق وعدم رضا يقول:وهى مالها وماله؟


اندهشت لمى تقول:كتر خيرها ،كويس أنها كانت موجوده واتصرفت بسرعه المفروض نشكرها.


صمتت ثم قالت: عموماً أنا كده ولا كده كنت ناويه اتواصل معاها عشان تشتغل معايا ،وهبقى اشكرها نيابة عنك يا هارون.


فتح عينه ينظر لها يردد:انتى لسه مٌصره على الحكايه دى.


لمى:انت بنفسك شوفت هى ازاى انقذت يوم كان عباره عن اخطاء وكوارث ،انا شايفه انها مكسب لأى مكان.


صمت والدها لثوانِ ثم قال :هنبقى نتكلم فى الموضوع ده وقت تانى.. خلينا فى خطيبك دلوقتي.


قالها منذرا كأنه يذكرها ان هارون كاد ان يقتل للتو ،يجب الاهتمام به أكثر من هذا.


حمحمت بحرج واقتربت من هارون تسأله عن حاله تبدى اهتمام أكثر بعدما انتبهت بالفعل.


________سوما العربي_________


كانت تجلس خلف قضبان الشرفه القريبه من الشارع جدا تنظر بهيام ذلك الفرعون الأسطورى عريض المنكبين فارع الطول شديد الهيبه ذو الطله المبهره يقف مع احد رجال الحى يتحدث باهتمام ووقار يّسكر العقل .


تضع قبضة يدها الصغيرة مضمومه تحت ذقنها تنظر له بحالميه تبتسم دون سبب .


لقد كانت على حق حين اتبعت حديث قلبها وسافرت إلى مصر.


لتتقابل مع فرعونها المثير كما لقبته من اول ما رأته.


كان يتحدث بموضوع هام مع أحد رجال الحى ولا يعرف لما يشعر ان هناك زوج من العيون تراقبه.


حانت التفاته جانبيه منه حيث شعر بمصدر النظرات.


لترتبك عيناه وملامحه كلها ،تهتز تفاحة ادم خاصته وهو يرى نظراتها المسلطة عليه بتركيز شديد يفوح منه الفخر والزهو وأيضا الاعتزاز.


بلا اى تحكم يجد نفسه يبتسم ابتسامه جميله لأول مرة يبتسمها بحياته وهو نفسه لا يعرف أنه فعل.


رمش بعيناه وهو يرى من بعيد تقدم غنوة وقد تأخرت كثيراً عن موعد روجوعها من عملها.


التف بكامل جسده بعدما غادر محدثه وبقى هو واقف بقلق ينتظرها حتى اقتربت منه فناداها:غنوة.


توقفت تنظر له بتعب شديد وبال مشغول فاقترب منها يسأل: إيه الى اخرك كده؟


تنهدت بتعب وقالت: ده كان يوم ولا كأنه فيلم هندى ،كله عك فى الشغل وختمت بجريمة قتل ،كويس أنى عرفت اخلع اصلا.


كانت مازالت على وضعها تجلس فى الشرفه تراه وقد انصرف بنظره عنها،ألم بسيط غزى قلبها وهى تلاحظ نظراته لغنوة.


نظره معروفة ومحددة الهويه للأعمى،حزنت كثيرا لذلك وتمنت أن ما شعرت به غير صحيح.


لكن نظرات حسن كانت موزعه مابين غنوة الواقفه معه وتلك التى تجلس خلف قضبان شرفتها كالساحره الصغيره تنظر عليهم.


يشعر بارتباك وتشتت غير مفسر او معلوم سببه.


لكنه سأل غنوة: عملتى ايه مع أختك؟


اتجهت عيناها حيث منزلها تراها تجلس فى الشرفه مثلما تجلس هى دوماً.


رغماً عنها ابتسمت،رغم بغضها لوالدتها والتى هى الشخص المشترك بينهما.


لكن بتلك الفتاه سر،أم ان السر بصلة القرابه او كلمة أخت التى زلزلت كيانها.


أم حضنها وعاطفتها التى غرقت بهم اول ما احتضنتها لها؟؟


تتذكر انها لم تتحدث معها بأى شىء فقط نظفت لها غرفتها وطلبت منها ان ترتاح اليوم من مجهود السفر وللحديث بقية.


وفى الصباح خرجت سريعاً وتركتها غافيه بعدما فتحت باب غرفتها بهدوء ،ارادت الاطمئنان عليها قبلما تغادر.


وجدت نفسها تبتسم لها ابتسامه كبيره حانيه والأخرى تنظر لها مبتسمه أيضاً.


عاودت النظر لحسن تقول:لسه هنتكلم.


أخذ نفس عميق يتحدث مستغرباً:بس انا مصدوم أزاى ليكى اخت .


صمت يحمحم بارتباك وردد بحرج:وليه موقفك الغريب ده من والدتك؟؟!


على ذكر تلك السيره تشنجت ملامحها وترتر جسدها تنظر لها نظره حانقه وقالت باقتضاب:حسن لو سمحت انا مابحبش أتكلم فى القصه دى ولا افتحها من قريب او من بعيد.


استغرب ردة فعلها كثيرا ،لكنه هز رأسه بإذعان وقال:تمام تمام.


تحركت تقول باقتضاب:عنئذنك.


لم تترك له فرصه كى يسألها عن ما حدث وكيف انتهت القصه التى تحدثت عنها وجريمة القتل تلك.


بل سارت بتعب تحت انظاره تقترب من بيتها تتسع ابتسامتها أكثر وهى تنظر تجاه نغم التى تنظر لها هى الأخرى بحنان.


فتحت الباب تراها واقفه تبتسم لها مردده: حمدالله على السلامه.


ابتسمت هى الأخرى تقول: الله يسلمك،نمتى كويس.


نغم براحه: جدا.


مازلت الابتسامة تملئ وجهها وهى تتقدم منها تلقى حقيبتها على الأريكه وترتمى على الأخرى.


تمد يدها لها قائله:تعالى اقعدى نتكلم.


اقتربت نغم تجلس بجانبها ،تنظر لها مبتسمه تتأملها بهدوء ثم قالت:طلعتى شبهى.


ضحكت غنوة وقالت:انتى الى شبههى،انا اكبر منك .

نغم:هما سنتين بس.


باغتتها غنوة بسؤال مّلِح:جيتى ليه يا نغم؟


تلاشت ابتسامة نغم مبتعده عن المرح او الشقاوه ،بل تحدثت بجديه تقول:كذا حاجه،وكلهم مهمين،انتى أولهم.


جعدت غنوة مابين حاجبيها تنظر لها مستفهمه ،فجاوبت نغم دون سؤال آخر:انتى كنتى آخر أمل ليا .


لا تعلم لما عصف الألم بقلبها على تلك الفتاه،يبدو وكأنها كانت تتألم دون كلام.


كأن الحديث لم يجدى او يّفهَم،لو تحدثت مع من حولها لن يفهمها.


هذا ما شعرت به غنوه من مجرد نظره الألم بأعين تلك التي عرفت منذ ساعات انها شقيقتها.


تنهدت نغم واعتدلت بجلستها تعود برأسها للخلف تستند على ظهر الأريكة المبطن وقالت وهى شارده بالسقف القديم: انتى كنتى أخر أمل ليا يا غنوة.


التفت بعنقها وهى مازلت متكئة برأسها للخلف تنظر لشقيقتها وقالت:صعب اوى لما تبقى كل حياتك عايشه وسط ناس مفيش فيهم ولا حد فهمك، حتى مش بيحاولوا،الأصعب بقا أنهم شايفين أنه ايه التفاهه دى ،انتى متخيله؟!


اخذت نفس عميق تغمض عيناها وهى تقول:من أول ماعرفت ان ليا اخت،مصريه،وكمان أكبر منى حسيت براحه ،وانه فى امل...انا كنت محتجاكى.


صمتت تنظر لها بعمق:وطلعتى انتى كمان محتجانى 


نظرت لها غنوة تكابر مردده: أنا؟؟


اكتفت نغم بإماءه بسيطه ترد بثقه:ايوه أنتى..انتى ماشفتيش شكلك كان عامل ازاى وانا بجرى عليكى أحضنك،كأنك ممتنه،محتاجه الحضن ده،اتفاجئتى بيه واكتشفتى انك محتجاله ،حمدتى ربنا إن ليكى حد.


اتسعت أعين غنوة بصدمه،هذه النغم وكأنها طبيب نفسى ام لديها قرون استشعار،لقد عرتها تقريباً،قالت كل ما شعرت هى به تلك اللحظة .


ابتسمت لها نغم وأكملت: أنا كمان محتجاكى زى ما انتي محتجانى،مع انى ماعرفش لسه عنك حاجة بس حاسه فينا كتير من بعض.


أبتسمت غنوة تهز رأسها ثم قالت: أنا كمان.


رفعت نغم قدميها من على الأرض تجلس القرفصاء على الأريكة بعدما التفت بكل جسدها تنظر لغنوة مردده بحماس:طب قولى بقا ياستى،احكيلى كل حاجه عن نفسك وعن شغلك كله كله.


على ذكر سيرة العمل ارتفع رنين الهاتف باتصال من رقم غريب.


جعدت مابين حاجبيها مستغربه ثم فتحت المكالمه ليأتيها صوت مألوف بعض الشئ فقالت:الو.


كان الرد من صوت انثوى يقول: ألو

غنوة: مين معايا


رد عليها الصوت الأنثوى يقول: انا لمى..لمى صفوت..خطيبة هارون الصواف الى كانت خطوبته النهاردة.


غنوة:ااه اه أهلا وسهلا بحضرتك.


لمى: أهلا بيكى..انا جبت رقمك من الفندق ،حبيت اولا اشكرك إنك اتصرفتى بسرعه مع هارون ونقلتيه للمستشفى.. وثانيا حبيت اسيب معاكى رقمى وكمان اديكى عنوان الشركه لأنى بصراحه بجدد عرضى ليكى بالشغل معايا وأعرفك أنه انا مستنياكى بكره وده مش انترڤيو انتى هتستلمى الشغل على طول.


اتسعت أعين غنوة تبدو أكثر جمالاً وقالت بعدما ضحكت بخفه: لأ يعنى..هو ده بجد...ده انتى واخده القرار بالنيابه عنى.


ضحكت لمى تقول مازحه:ايوه وببلغك بس.


ضحكت مجددا تخبرها أنها تمزح فقط ثم تحدثت بجديه من جديد:هو بصراحه أنا بقدس الشغل والناس الى بتقدم شغل كويس خصوصاً لما تبقى فى حاجه ليها علاقه بيها،شغل التنظيم مش حد مدخل بيانات ولا كول سنتر او حتى آر إتش لأ،ده حاجه ليها علاقه بتعاملاتى أنا اليوميه يعنى التيم بتاعى أنا وده بيخيلنى بنقيهم على الفرازه زى ما بيقولوا عشان كده أنا هاخدك معايا بأى شرط وبأى مرتب .


لم تسمح لها بالتفكير طويلا تقول بسرعه: معادنا بكره الساعه عشره فى مقر الشركة هبعتلك اللوكيشن على واتساب للرقم ده.. اتفقنا؟


صمتت غنوة ثم قالت بتردد:اتفقنا.


لمى:سلام.

غنوة:سلام.


اغلقت الهاتف تنظر له بشرود بينما سألتها نغم:فى إيه؟


نظرت لها غنوة بصمت ثم قالت:ده عرض شغل جديد .

نغم:عرض حلو يعنى؟

غنوة: مش عارفه.


نغم:طب احكيلى الأول عنه وعن صاحبته وبعدها نشوف .


بالفعل نظرت لها غنوة تحكى لها كيف تعرفت على تلك الفتاه وما عرضته عليها .


_______سوما العربى_________


_المره دى قريبه اوى،لما توصل لتسمم يوم خطوبتك ده معناه حاجه واحده بس.


كان هذا صوت ماجد الذى يجلس على احد الكراسى امام هارون المتسطح على فراشه.


ليجيب هارون بأعين بارده: إن الى بيعمل كده حد قريب منى،قريب اوى.


اغمض عيناه بتعب يقول: ومش بعيد يكون من دمى.


زوى ماجد مابين حاجبيه يقول مستغرباً:قصدك مين؟شكلك بتتكلم عن حد معين.


هارون:انا تقريباً طول اليوم ما أكلتش،والى شربته فى القاعه كان نبيت،بعدها علبة عصير جبهالى كاظم .


اتسعت أعين ماجد بصدمه وهو يسمع هارون يكمل: السم كان شديد المفعول لولا النبيت الى كنت شاربه انقذ الموقف شويه،ده عايز يقتلنى ومش صابر حتى عايز يخلص بسرعه.


دار ماجد حول نفسه بغضب ثم توقف أمام هارون وقال:وهتعمل إيه يا صاحبى؟


هارون: هعمل إيه؟أسجن عمى؟ونتفضح في السوق كله؟


بالفعل هذا كل ما كان يشغله،فلو أقدم عمه على قتله بكل تأكيد شخص كهارون لن يفضله على نفسه هو بالأخير بشر.


لكن ماجد كان مستغرب بعض الشئ وسأل: يعنى مشكلتك الفضايح فى السوق مش انك مش عايز تسجن عمك وتبهدله؟!


نظر له هارون يردد بقوه:انت عارف مبدئى فى حياتى يا ماجد"الى انا أهون عليه هو عليا اهون".


بالفعل كان هذا مبدأ حياه لدى هارون وسار عليه كثيراً وقد عاشر ماجد ذلك فهم أصحاب من الثانويه.


هارون لا يبقى على شخص حاول أذيته ،ولا يشفع لمن أقدم على ذلك أى شىء لا عشره ولا قرابه ولا اى موقف حلو بينهما.


جلس ماجد على الكرسى مجددا ثم قال: على العموم انا طلبت حراسه تأمن المستشفى لحد ما نشوف إيه الى هيحصل وهما من امبارح ماليين المكان.


هز هارون رأسه مؤيدا ليصمت ماجد هو الأخر يعود برأسه للخلف بتعب .


نظر له هارون وسأل:مالك؟


صمت ماجد ولم يجب فسأله هارون:انت لسه ابوك ممانع تعمل شغل خاص بيك؟


هز ماجد رأسه إيجاباً ليسأل هارون من جديد:يا سيدى خلاص سيبك ماكل ده هيبقى ليك لوحدك ..انت الوريث الوحيد لعيلة الدهبى.


نظر له ماجد ولم يعلق إنما صمت بعدما تنهد بتعب وقال بإيجاز:انا ماشى..هجيلك الصبح.

أوقفه هارون يقول:استنى استنى، لا صبح ولا ضهر انت تروح تخليهم يكتبولى على خروج انا مش بتاع مستشفيات.


ماجد برفض تام:لازم تقعد هنا عشان يتابعوا حالة قلبك دى حاجة مافيهاش هزار.


هارون بضيق:مااجد،خلصنا..علمت رسم قلب من شوية وكله تمام،انت عارف أنا أكره ما عليا نومة المستشفيات،هتخلص انت اجراءت الخروج ولا اقوم أنا،انا مش عويل هعرف أتصرف.


ماجد: خلاص خلاص هروح أخلص.


بالفعل بعد بعض الإجراءات ورغم رفض الطبيب لكنه بالفعل خرج وذهب لبيته يفكر بذلك الحلم الجميل.


________سوما العربي__________


عاد ماجد بعدما أوصل هارون ودخل لبيته حيث قصر كبير أوله بوابه الكترونيه ضخمه تفتح لك أبوابها لترى من خلفها حديقه واسعه بها طريق طويل بأخره الباب الداخلي للبيت.

الذى ما ان يفتح حتى تتقابل مع مجموعة رائعة من التحف.


دائما ما بغضها وبغض رؤيتها .


بعدها تجد نفسك امام مائده طويله عليها أصناف معده بمنتهى الجوده لأفراد عائلة الذهبى 


الجد مصطفى الذهبى وابنه محمود والد ماجد وفريال هانم والدته وزوجة محمود.


كان ثلاثتهم بانتظاره على مايبدو لتناول العشاء فتقدم يلقى السلام: السلام عليكم.


التف له مصطفى يقول بحب: حمدالله على السلامه يا حبيبي... تعالى إحنا مستنينك.


جلس على مقعده المعروف وسطهم يرد على الجد: الله يسلمك يا جدى.


تحدث محمود بعتاب وقال:مش كنت تقولى انك هتلغى اجتماع النهاردة يا ماجد بدل ما اتفاجئ أنا.


زم شفتيه بحرج ثم قال:اعذرنى النهاردة كان خطوبة هارون ونسيت خالص.


تدخلت والدته تسأل بحده:ولما هو كده ما اخدتش مراتك معاك ليه ماهى قاعدة هنا طول اليوم بدل ماتروح لوحدك والكل عارف إنك متجوز.


ضحك بسخرية يشوبها الألم، متزوج؟!


نظر لها نظره عتب واتهام وهى ابتعلت رمقها بصعوبه  ارتباك تعلم أنه غير مرتاح وغير راضى .


لكنها ضغطت عليه كثيراً ،كانت تريد لهذه الزيجه ان تتم بأى شكل وبأى صوره..كى يعزز أبنها وضعه بالسوق والعائلة  بالتالى يقوى موقفها هى الأخرى وسط عائلة الذهبى وهى أم الوريث.


وهو فعل..استمع لحديثها وفعل، ليندم يوميا  وهو يحيا وحده تلك العيشه البائسه.


نظر على والده وجده وجدهم غير راضين تماماً يعلمون جيداً أنه غير مرتاح.

الأمر لا يحتاج صلة دم او قرابه كى يشعرا به فقط هو واضح للأعمى.


ابنهم غير مرتاح وغير متوافق فى زيجته تلك،هم أنفسهم غير مرتاحين لتلك الفتاه.


طباعها غير طباعهم بالمره ،ولم تكلف نفسها حتى عناء التطبع بطبعهم .


اخذ نفس عميق ثم جاوب والدته: قولت لها وهى ماحبتش تروح ،اغصب عليها مثلاً؟


صمتت فريال ولم تتحدث رغم الحده الظاهره بعيناها .


نظروا جميعهم على درج السلم حيث تهبط الدرج زوجة وحيدهم  صاحبة الثلاثين عاماً تصغر زوجها بثلاث سنوات.


أنها "ندى الاباصيرى"ابنة وزير الصناعه والتجاره بالطبع الإسم وحده كافى لإتمام اى زيجه وغض الطرف عن اى شئ حتى لو لم تكن صاحبة جمال عالى ولا حتى متوسط ،لكن المال يتكلم.


له لغه خاصه،فجمال الملابس والأنفاق على عمليات التجميل صنعت جسد خرافى منحوت بدقه بوجه  يصرخ من كثرة الشد والنفخ.


تتحرك بزهو تجلس لجوار زوجها دون السؤال حتى عن حاله ملقيه السلام على الجيمع تنظر لفريال وتبتسم ومحمود يهز رأسه بسخط فهى نسخه من فريال ولا يريد لابنه أن يصبح نسخه منه أيضاً.


______سوما العربى________


صباح يوم جديد 


وقفت تنهى ارتداء ثيابها تحت نظرات نغم التى قالت:حلو اوى الحجاب  الابيض عليكى..طالعه زى الملاك.


ابتسمت لها غنوة فى المرأه وقالت:طب مانا ملاك هو انا فى زيى.


رفعت نغم إحدى حاجبيها وقالت:التواضع اتخلق عشانك.


ضحكت غنوة ثم ابتعدت خطوه تنظر على هيئتها كلها من بنطالها الأبيض يعلوه جاكت من الجوخ باللون السماوى مع حجاب ابيض كالحليب وشنطة ظهر مناسبه .


ألقت لنغم قبله فى الهواء ثم غادرت سريعاً.


خرجت من البيت تنظر بساعة يدها قبلما تصدم بحسن الذى قال:على الصبح كده من أولها ماشيه تخبطى فى خلق الله،امال على آخر اليوم هتعملى ايه؟


ابتسمت تقول بود: صباح الخير يا حسن،ماعلش اصلى متأخره ولسه هروح للشيخ زايد يعنى حوار.


هز رأسه وابتسم يقول: حلو..انا كنت رايح هناك بردو لناس صاحبى،تعالى اخدك فى طريقى بدل المواصلات.


وهل سترفض؟ يعنى توصيله مريحه ومع حسن وحدهم ... بالتأكيد وافقت.


وصل صباحا لمقر الشركة لدى لمى،يسأل نفسه منذ متى وهو يأتى مبكراً ولما خرج بثانى يوم من مغادرته المشفى.


أم لأنه عرف بقدومها اليوم للعمل؟


وقف فى شرفة مكتب لمى يحتسى ثهوته الى ان تنتهى من بعض الأعمال فى المخزن.


دقق النظر بعيناه  يتأكد وهو يرى صاحبة العيون الآسره تترجل من سيارة أحدهم ،بل وترجل هو الأخر .


احتدت عيناه يضع فنجانه بجانبه دون النظر أن كان وضعه صحيحا أم وقع وسٌكب ما به.


كل اهتمامه بتسليط النظر على ذلك الشاب مفتول العضلات ضخم الجثه الذى ترجل يمزاحها وهى تبتسم له بمرح تجيب عليه ثم تبتعد وهى تلوح له تبدو السعاده بوضوح على محياها.


تشنج فكه وانفه تهتز لا إراديا من شدة الغضب الغير مبرر .


يتابع كل منهما يوزع نظراته بينها وبين ذلك الوسيم.


ثم تحرك خارج مكتب لمى ووجهه لايبشر بالخير أبدا....

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-