رواية الملكة الفصل الثاني 2 بقلم سوما العربي
رواية الملكة
الفصل الثاني
جلست وسط الحضور بملابس الحداد ترى بأعين زوجة عمها كره وبغض .
أنه ثالث يوم للعزاء.....لن تصبر أكثر،هكذا تخبرها بعيناها.
عادت برأسها للخلف تستند على ظهر كرسيها وهى تغمض عيناها واضعه يدها على شعرها .
دمعه حارقه فرت من عيناها،شعور الضياع والحوجه صعب.
الاعتراض على قدر الله شرك ،لكن ......
لكنها حقا تسأل الله بجنون لما يا رب يمت عمى الآن... الآن.
هو آخر شخص لها،من كان يأويها ويحميها،المعيل الوحيد لها والمتكفل بها .
عام واحد.... عام واحد وكانت ستتخرج......
اخذت تردد وهى تهز رأسها وتأن محاولة كتم بكائها:حكمتك يارب....حكمتك يارب.
التفتت لها احد أقارب زوجة عمها تنظر لها بانبهار وهى ترى فتاه جميله ،شعرها أسود ليل وعيونها مثل العقيق الاسود واسعه كبحر عتى .
جسدها ابيض غض وممتلئ ،بشرتها بها لمعة وحيويه ونضاره،غمازتها اليمنى العميقه تحفر وجنتها وتميزها.
تحركت بهدوء تحاول الا تثير الالتفات لها،تجلس لجوارها تمسح على كتفها وكأنها تعزيها.
رفعت غرام حاجبها بعدم تقبل،تلاحظ نظرات تلك السيده من اول يوم للعزاء.
حمحمت المرأة تقول بابتسامة بشوشه:انتى غرام مش كده؟
اخذت غرام نفس عميق تجاوب باقتضاب:ايوه.
ابتسمت السيده تقول :قمر ياحبيبتي ماشاء الله،انا خالتك نرجس،مرات اخو سكينه مرات عمك.
حاولت غرام الابتسام مجامله حتى لكنها فعلاً لم تستطع ،فاكتفت بإيماءه صغيره من راسها .
لكن نرجس لم تصمت إنما أكملت بخفوت لا يقل به الحماس والزهو: أنا ابقى مرات عمك سامر من أعيان المنيا اكيد سمعتى عننا.
اغمضت غرام عينها تاخذ نفس متعب،وهل هذا وقته؟!
استرسلت نرجس فى الحديث مضيفه بإعجاب:بس انتى بسم الله ماشاء الله الأسمر هياكل منك حتى.
فتحت غرام عينها بصدمه تنظر لها مزهوله لتكمل نرجس ضاحكه بخفوت:ماهو الأسمر مابببقاش حلو الا على الجامدين بس.
تشدقت بتمنى تردد بصوت هامس:حظك يا واد يا سمير.
رفعت غرام حاجبها مجددا والشك بداخلها يزداد خصوصا مع هذه المقدمة المعروفة.
لتكمل نرجس وهى تنظر يمينا ويسارا ثم تعاود التركيز عليها: وانتى بقا يا حبيبتي فى سنه كام؟
انتهى الصبر،يكفيها ما بها وما ينتظرها ...تقسم بداخلها انها متأكده ان زوجة عمها قد انتهت من جمع ملابسها فى مفرش سرير قديم وعلقته لها على عصا خشبيه تنتظرها بجوار باب المنزل مع خروج اخر شخص جاء لتأدية الواجب.
ظهر بعض الضيق على وجهها وهى تحول نظرها لتلك التى بجوارها تسأل بسماجه:ليه يا طنط .
تلبكت نرجس قليلا من سؤال مفاجئ لا يتوقع فى مثل تلك الأسئلة المسترسله فى حلقه معروفه للكل ولا أحد يقاطعها كأنها عرف متفق عليه حتى يصل الأمر لقراءة الفاتحه.
لكن ما حدث ان تلك الفتاه قاطعت كل شيء تسأل سؤال عجيب .
لترد نرجس مستهجنه:اهاااه.. بسأل اشوفك فى سنه كام أنا عندى ابنى سمير عريس زى الفل ،هو الى ماسك شغل الأرض وكل خيرها رايحله.
همهمت غرام فكما توقعت ،مات عمها وهى الان بلا مأوى وأصبحت فى مهب الريح.
أى عريس يرى نفسه بالنسبة لها لقطه كما يقال.
وأمام صمتها اكملت نرجس بترغيب: فكرى أنتى بس وانا هسيغك من الكف للكتف وهتبقى ست البيت هو احنا حيلتنا إلا سمير.
ظلت غرام على صمتها تفكر فيما يعرض عليها،يبدو أنها قد انتهت وهذا هو مصيرها المحتوم.
نظرت لجانبها على سكينه زوجة عمها ترى نظراتها القاتله لتعاود النظر لنرجس التى تنظر اى حديث منها او رد.
حستها نرجس على الكلام قائله:ها ماقولتيش ،انتى فى سنه كام؟
لم تستطع منع نفسها ونظرت للسيده ذات الجلباب الاسود وعقود الذهب المتناثره على الصدر بتحدى سافر لحرمة العزاء: هو حضرتك جايه تعزى ولا تنقى عروسه؟!
اتسعت أعين السيده نرجس بصدمه بعد حديث تلك الفتاه من عمر بناتها تخبرها عن قبح وعيب ما تفعل.
ولكن بعد ثواني من التردد ......
قررت غرام الرضا بالهم واستسلمت مجيبه: أنا هندسه... آخر سنه..جامعه امريكيه.
شهقت نرجس تردد بعدم تقبل: إيه... جامعه امريكانى!!
اندهشت غرام من رد فعلها جدا وهى ترى السيده نرجس وكأنها تتراجع بكتفها دليل على تراجع تفكيرها أيضاً.
وضعت يدها أسفل ذقنها ثم قالت : انا عارفه ابنى وتفكيره .
رمشت غرام بأهدابها تحاول الاستيعاب،سمير ابن نرجس هو من لن يرضا بها ....عجبت لك يا زمن.
شعرت بابتعاد كتف السيده نرجس عنها كأنها هكذا تتراجع فى عرضها والذى كانت ستقبله على مضض لتتفاجئ بأن العرض هو من سحب منها.
شعرت بالبرودة تنخر عظمها مستقبل مظلم وكومة ملابس تتوقعها لجوار الباب.
لا تعلم اين ولمن ستذهب ،خالها سعيد لن يتحملها وهى تعلم هو بالأساس لا يتحمل نفقات ابنته الوحيدة فهل سيعول هو مصاريف جامعه غالية الثمن هكذا متبقى منها قسطان.
على ذكر اقساط الجامعة اتسعت عيناها وذهبت سريعاً لملابسها تفتش بهم حتى تنهدت براحه أخيرا وهى تحتضن المظروف الابيض لها.
لن تتحمل خسائر جديده،علل الاقل معها قسط وتبقى إثنان.
استدارت وهى تشعر بأحدهم يفتح الباب خلفها لتتفاجئ بوجود السيده سكينه تنظر لها بمقت مردده : ماكنتش اطيق عمتك هند،كانت ست البيت وست العيله كلها ،لحد ما بقدرة قادر خلصت منها وجتيلى انتى بقا.
توحشت عيناها بغل تردد:نسخه منها،كانت عايقه ،ودلوعة الكل وانا الخدامه بنت الخدامه.
استدارت حول نفسها تكمل:ربيتها على أيدى ووسط عيالى وهى ولا عمرها عملت حساب للسن وإنى اكبر منها بكتير..كانت شديده وقادره.
كانت غرام تستمع للسيده سكينه وهى مستغربه تعرف طباع عمتها هند جيدا ففارق العمر ببنهم لم يكن يتعدى السبع سنوات .
فقد رزق بها جدها وهو عجوز من زوجته لتتربى بالبيت مع اولاد اشقاءها على أنها مثلها مثلهم .
حتى جائت من بعدها غرام والتى كانت تشبهها كثيراً بطريقة غريبه رغم اختلاف لون العين والشعر.
ومع كل ذلك التشابه وأيضاً التقارب فى سنوات العمر والصبى إلا أنها لم تكن يوما قريبه منها.
ولا حتى حاولت،تستغرب كثيرا تشبيه الكل لها بعمتها وهى الوحيدة التي ترى أنه لا سبيل للمقارنه او التشبيه حتى.
استدارت سكينه تكمل بضيق :اظن تلمى هدومك وتطلعى على بيت اهل أمك فى مصر،خلاص كفايا خيرنا وخير ارضنا يروح على الجامعات الغاليه .
ضربت كف بأخر تضعه بجوار معدتها مردده: انا ياختى بناتى كانوا راضيين بالحال واخدوها من قاصرها ودخلوا جامعات حكومه.
رفعت حاجب واحد مع شفه عليا نزقه تردد بنفور: لكن نقول ما المثل بيقول البت لعمتها،هتجبيه من برا يعنى.
التفت تنوى المغادره ثم توقفت عند الباب تقول: هسيبك تلمى من هدومك الى انتى عايزاه وتمشى مع اول نور للصبح مش عايزة اشوف وشك تانى .
سقطت الكلمات كصدمه على اذنى تلك الفتاه تشعر بالضياع لكنها صدمت وهى تستمع لسكينه تردد بحزن ومقت شديد: بنت الحسب والنسب ماكلفتش خاطرها تنزل تعزى فى اخوها الى كان فاضلها.
اخذت غرام ترمش باهدابها مجددا،صدمه خلف أخرى... لما تتصرف عمتها هند هكذا!؟
وهل هى بالفعل نسخه منها شكلاً وتفصيلا... أم هى شئ وهند شئ آخر.
ارتمت على مقدمة الفراش خلفها منهاره..ماذا ستفعل الان وكيف تتصرف.
نظرت حولها للغرفه التى أوتها لاعوام طويله منذ كانت صبيه وهى الآن متجهه للمجهول.
مجهول لا تعرف الحكمه منه بتاتا... لكنها لا خيار أمامها ..مضطره للذهاب إلى القاهرة.
_________سوما العربي____________
تقدم ضابط الشرطة يجلس بجوار جلال وهو يضع أمامه مبلغ محدد من المال .
نظر حوله حيث جلست وتين ببيت صديقتها عائشه ولجوار جلال جلس على بصمت يتابع.
كان جلال هو من بادر بالحديث يسأل الضابط:ايه دول يا ابنى.
حمحم الضابط مجيباً: دول جزء من حقوق مدام وتين .
سأل جلال بضيق: كام دول؟
رد الضابط بعدم رضا:٣٥الف.
لم تستطع وتين الصمت وتكملت باعتراض:بس لسه ليا عندهم اكتر من كده...حوالى عشرين ألف ده غير دهبى و متعة سنتين جواز.
اخذ الضابط نفس عميق ثم قال:عارف وده حقك ،بس بيقولوا مش معاهم واديهم فرصه .
ثارت وتين تقول بغضب:هما مين اللي مش معاهم دول..... قاطعها جلال يردد بهدوء:اهدى يا بنتى مش كده،ده كويس إن اهل الحته كانوا حاضرين وجبروه يطلق وإلا كان قالك إبرينى.
صمتت بصدمه فأكمل على:هو بيعمل كل ده شرا خاطر ،باقى راجعه ...شايف انه يومين وممكن ييجى يتكلم معاكى وترجعى.
تنفست بهدوء ولم تتأثر فليأتى الجميل بعد يومان ،هى لن تكن موجودة بمصر كلها من الأساس.
فقط عائشه من كانت تفهم نظراتها وبداخلها خوف كبير ومجهول .
غادر الجميع وبقيت هى جالسه على الأريكة المطله على شرفه تظهر الحى العتيق.
شارده فى مستقبل تتمنى من الله أن يكن كله خير ،لا يحمل سوى الخير.
شعرت باهتزاز الأريكة نتيجه لجلوس عائشه بجوارها تنظر لها بصمت .
عادت وتين برأسها للخلف تغمض عينيها مردده: الله يكرمك بطلى تخافى...كله هيبقى تمام أنا حاسه.
زمت عائشه شفتيها تحاول الامتناع عن الحديث لكن لم تستطع ورددت بخوف:انتى واثقه من البنت اللي اتعرفتى عليها دى ... اصل النت ده مليان بلاوى..اسألينى أنا.
حاربت وتين هواجسها البشعه بضراوه تحسد عليها ورددت بثقه غير حقيقه تجبر نفسها عليها فلا سبيل غير ذلك: ايوه ماتقلقيش خير بأذن الله دى بنت طيبه وخدومه اوى.
رفرفرت عائشه بأهدابها مفكره: والمطعم ده اسمه ايه.. شوفتى عقد العمل يعنى.. معاكى عنوانه .
وتين:ايوه شوفته..ده مطعم كبير،وكمان هتدينى سكن ماتقلقيش.
عضت عائشه على شفتها السفلى بقلق تردد:ماقلقش أزاى بس.
ثوانى وتحدثت بأعين لامعه: افتكرت انا ليا واحده صاحبتى بلوجر عايشه هناك هبعتلها واخليها تتواصل معاكى وهى إن شاء الله مش هتتأخر انا ياما خدمتها لما جت مصر .
ارتاحت وتين قليلا لغد كانت تحمل له ألف هم وقالت:طب الحمد لله .. شوفتى.. والله أنا حاسه اني ربنا هيكرمنى... ادعيلى يوقفلى ولاد الحلال بس.
عادت عائشه برأسها للخلف تردد:هدعيلك.
نظرت لها وتين بجانب عينها ثم قالت:ناويه على ايه يا عيشه.
زمت عائشه شفتيها ثم وضعت يدها أسفل أسنانها تقول : انا لازم اعمل حاجه تعمل قلبااااان..الريتش فى ذمة الله.
تلوت وتين بجلستها تحاول الاعتدال ثم قالت: أيوه الى هو إيه بقا ؟!
درات بعينيها تنظر على وتين ثم قالت بتوجس: فاكره صفيه راشد.
قلبت وتين عينيها بضجر ثم قالت: وحد مايعرفش ست الحسن والجمال بنت اكبر تاجر قماش ومنى فاتوره فى الأزهر كله... دى صدعتنا.
لكزت عائشه وتين بجانبها تقول:مش بتحبيها ليه يابت ،دى غلبانه والله وعلى فكره كانت صاحبتى اوى بس أنا وانتى قربنا من بعض اكتر وهى بقا ليها اهتمامات غيرنا.
هزت وتين رأسها تقول:خالص ..خالص...ليها اهتمامات تانيه.. وانا مش بكرهها هى الى مش متقبلانى انا حاولت والله وانتى عارفه.
صمتت وتين لثوانى ثم نظرت لعائشه تسأل بتوجس:بس إيه علاقه صفيه راشد بريتش صفحتك يا عيشششه.
ارتبكت عائشه تقول:ماتتكيش على الشين ،اهدى انا هقولك.
رفعت وتين حاجب واحد بعدم رضا ثم قالت:همممم.
تناولت عائشه هاتفها تشهره ناحيه وتين بعدما فتحت صفحتها الشخصية على فيسبوك وقالت:بصى ،لاقيتها عامله إنها تنوى حضور إيڤنت بتاع مغنى عالمى فى فنادق***** يوم التلات الجاى.
هزت وتين رأسها تسأل بعدم رضا:ايوه ماشى وبعدين.
عادت عائشه للخلف تضم كتفيها معا ثم قالت بتمنى: انتى متخيله إيڤنت زى ده لوحده ترند،لو روحت هناك وعملت كام فيديو .
شردت بأحلام مٌقنه أنها واهيه تردد: تخيلى لو عرفت أخد صوره مع المغنى ده...دى هتعمل قلبان عندى فى الصفحة.
قاطعت وتين أحلامها تردد: ياسلام...مغنى عالمى جاى وهتعرفى تروحى ..انتى عارفه تمن التذكره بس كام .
التوت شفتى عائشه كبداية بكاء وقالت بعويل:عرفت...نص الفلوس اللي محوشاها تقريبا.
اخذت نفس عميق ثم قالت بتهور:بس مش مهم،هعمل اى حاجه بس اخد اللقطه واعلى الريتش
صكت وتين أسنانها بجنون ثم حاولت استدعاء الهدوء وطول البال تسأل:طيب بلاش كل ده.. قوليلى،حفله زى دى فى فندق ومكتوب انه وقت متأخر اهو،هتفلتى من الحاج جلال ازاى.
صدمت عائشه بسؤال لم تفكر به كان مبلغ همها هو ثمن التذكره.
وسريعا ما ابتسمت بثقه وراحه تنظر بزهو ناحية وتين التى رددت:لاااا.. ماتقوليش.
ضحكت عائشه لتضرب وتين مقدمه رأسها بقبضة يدها تردد:ياعين امك يا على...حرام عليكى الواد ده هيموت فى مره على ايد ابوكى بسببك.
حكت عائشه فروة رأسها ثم قالت: لأ إن شاء الله خير.. ربنا هيسترها معانا إحنا هبل ومالناش فى حاجه.
عادت وتين للخلف برأسها التى تعج بأفكار و مخاوف نحو غد غامض لا تعرف عنه اى شىء سواء لها او لصديقتها.
تنهدت وهى تراقب حماس عائشه فى التحضير لذلك الحفل متمنيه ان يمر كل مر.
____________سوما العربي_____________
صباح يوم جديد
خطت به غرام مدخل حى الازهر متجهه الى عنوان خالها سعيد .
ليست معتاده على الحى رغم أنها تسكن بالقاهرة بشقه مشتركه هى واثنين من زميلاتها.
ااااااه...تنهدت بتعب .... حصتها بالايجار اقترب موعد سدادها.
المظروف المالى الذى تركه عمها قبل ساعات من وفاته لن يكفى كل هذا .
توقفت تحمل حقيبتها بصعوبه تشد على الذراع الآخر وهى تتذكر الهم الأكبر..... مشروع التخرج...هو وحده يحتاج لقرض محترم من صندوق النقد الدولي.
نظرت على الشارع من حولها والكل يمشى مكبا على وجهه بقسمات وجهه هم يكفى قبيله.
رفعت رأسها للسماء تناجى ربها وتطلب الحل.
تقدمت فى سيرها لتجد من بعيد ابنة خالها تأتى مهروله تفتح لها ذراعيها بترحاب:غرااااام.... إيه المفاجأة الحلوه دي يابت.
لكزتها بكتفها تردد وهى تمضغ العلكه:مش كنتى تقولى حتى كنت استنيتك.
انكمشت ملامح غرام اثر لكزة ابنة خالها التى تعتقد ذراعها خفيف ورددت:ايدك تقيله يا رحمه ...براحه عليا .
زمت رحمه شفتيها ثم قالت:ده انتى بارده اوعى..هاتى عنك.
تناولت عنها حقيبة ملابسها تحاول مساندتها وهى تقول:ايه سكينه العامشه طردك، قادر ربنا يجحمها مطرح ماهى قاعدة البعيدة..لا تكسب ولا تربح ...قادر ربك بحق لا اله الا الله يسخطها معزه هى وبناتها... تعالى يابت ولا يهمك.
سارت غرام لجوارها تنظر لتلك الفتاه من نفس عمرها يوم بيوم ..... ابتسمت بسخرية ... جمال بجمال ...ههاااه وشقاء بشقاء.
فرحمه ذات الاثنين وعشرين عاما أرغمت على دخول الثانويه التجاريه بعد رفع والدها يده عن مصاريف دراساتها لتبدأ من وقتها العمل .
جميله جدا وذات حسن نادر ...حتى روحها عفويه تصادق الناس سريعاً ولن تستطيع حتى إن أردت ردها من إختراق قلبك فى الصميم رغم سلاطة لسانها وجموحها اللذان على ما يبدو اكتسبتهم من العمل والاحتكاك بأنواع مختلفة من البشر .
ساعدوها فى أن تكن ذلك المزيج الغير عادى من رقة الملامح وجموح الطبع ممزوجة بقوة القلب وخبرة الحياة تعرف من أين تؤكل الكتف.
شعرها شلال من العسل الفاتح وعيناها سبحان الخالق كضوء الشمس ذهبيه بريقها يأثرك ويسحرك نحو المجهول.
قدها المياس يتمايل فى غنج ربانى لا تتصنعه لتصبح أيه من ايات الله في خلقه.
تسير لجوارها ايه آخرى بعيون سوداء وشعر اسود طويل على طول عمودها الفقرى.
كل منهما تساند الأخرى حتى وصلتا الى محل ادوات التجميل الذى تعمل به رحمه حالياً .
توقفت غرام مستغربه تسأل:جينا هنا ليه؟!
مالت رحمه ارضا تفتح باب المحل الجرار وتشده عالياً بقوه ملفته ثم قالت بضيق:ياختى مستعجله على شوفة خالك اوى ...تعالى نقعد هنا وابعت اجيب لنا سندوتشات فلافل سخنه وبعدها كوبايتين قهوه من عند المعلم جمال خلى يومنا يظبط.
هزت غرام رأسها بأسى...رحمه شخصية متحديه جدا وصاحبة مزاج حتى فى احلك الظروف.
ابتسمت لها تتنهد بتعب فجذبتها رحمه من يدها للداخل تقول بحماس:تعالى بقا وفكى انا مابحبش النكد.
اشارت لها حولها عن مجموعه من الاكسسوارات الجديده تقول بأعين لامعه:جايلنا بقا شوية بواريك حرارى مستورده إنما إيه تحححفه..ولا حد يحس إنه مش شعرك.
التمعت عينها بجنون تشير على واحده صفراء قصيره وهى تقول:بصى دى كده.. تعالى نجربها على ما الاكل والقهوه ييجوا.
وضعت غرام يدها اسفل ذقنها بالتأكيد لن تفعل... بداخلها هم يكفى قبيله ومشوار السفر وحده هد جسدها الضغيف.
______________سوما العربى_____________
جلس على مقعد أحد المقاعد بجوار الباب ...هذه المره لن يصمت.
لقد اعتادت دلعه وسماحه ...يجب ان تعلم ان حياتها القديمه لن تتماشى معه.
فى كل زياره من عائلتها لمصر يحدث هذا وتعود صباحاً.
لكن اليوم هى لم تأتى منذ امس وهاتفها مغلق.
انتبه على صوت فتح باب الشقه وحركات خفيفه تتبعه .
اشهر ضوء المصباح ليعم سكون البيت وتقف هى كالقط المذعور متسعه العين.
وقف بضخامة جسده وعباءته البيضاء يشرف عليها بقامته المديده وكتفاه العريضان.
يقترب منها خطوه فأخرى وعيناه كلها غضب يسأل بهدوء:كنتى فين لحد دلوقتي؟
ابتلعت رمقها بصعوبه لكنها شجعت حالها وهى على علم بحنانه الكبير تردد بلغتها الركيكه :كنت مع مامى وابن عمى ستيفان ومراته .
كان صمته وعيناه الثابته كل ما نالت فأكملت بخفوت:كنا بنحجز تذاكر حفل چوزيڤ دينيرو هنا بمصر.
همهم وهو يهز رأسه ثم اقترب خطوتين بعد يقول: ماشاء الله...خرجتى من العشا وراجعه الصبح ولا كأن ليكى راجل.
قال الاخيره وهو يلكم الحائط بجوارها بدلا عنها...بحياته لم يضرب امرأه فهل سيفعلعا مع زوجته التى بحماه.
اشهر اصبع سبابته فى وجهها يردد: وكمان رايحه تحجزى لحفله رقص ومسخرة مع امك وابن عمك ولا كأن ليكى راجل.
رد الفعل المعهود تقترب منه تلقى بنفسها على ظهره وتبكى ...تعلم انه طيب القلب مسامح.
بالفعل اغمض عينيه بتعب وقد رق لها قلبه.. لكن هذه المره قد نفذ كل الصبر وهى كل شهر شهران تفعل نفس الأفعال.
وتأتى تبكى متكله على لين قلبه... يغفر دائما لأنه يعلم مقدار عشقها له وكيف انها تتمنى قربه
فلا يستطيع فى النهاية سوى مسامحتها ...لكنه أصبح غير قادر على تحمل تلك الأخطاء والتصرفات علاوة على اشياء أخرى.
طبيعة حياتها القديمه تقريباً لم تتغير .. هى وكأنها كاترين التى أتت مصر أمس...لم تتكيف مع طبيعة حياة زوجها الشرقى ودائما تطالبه بعينها ان يغفر ويتغاضى.
كأنها تخبره دون حديث يكفى أننى من احببتك وركضت خلفك هذا وحده يجعلك تغفر لي أى وكل شئ.
هل كان هذا حديث عيناها دائما أم أنه الهاجس والامتنان الذى عاشه معها.
ينظر بتشوش لشعراتها المصطبغه بالاصفر ومقصوصه بعنايه مع عدسات العين الخضراء التى لا تتخلى عنها كأنها مصره على ذله وتذكيره بأنها أحبته وفضلته فليكمل ويتغاضى .
خرج من البيت سريعاً يهرب من التفكير بكل شيء مقررا الذهاب لمقهاه والتفكير بعيدا.
وهى تحركت بعدما تنفست الصعداء تبتسم تعلم أن جمال مهما كان قوى البطش لكنه لا يؤذى ابدا وسيعود يراضيها ويحدثها بهدوء الا تفعل ذلك مجددا فهو خطأ جدا ولا يتناسب مع طبيعة حياته الشرقيه.
__________سوما العربي_____________
استدار من خلف الصندوق الزجاجى الذى يعرض فيه الهواتف المحمولة مابين المستعمل والجديد فى محله الخاص بأحد ازقه شارع الازهر.
يجذب ذراعها بعنف وجنون بحركه متهوره لم يسبق أن فعلها .
لكنها هذه المره قد تمادت كثيرا.
انكمشت عيناها تغمضهم بقوه وهى تتفاجئ من رد فعله العنيف جدا جدا هذه المره .
وهى فقط أخبرته أنها تريد حضور حفل عالمى كزميلاتها...تباً..........
ماذا لو علم بنوايا الحقيقة والتى لم تستطع مواجهته بها الآن وكانت ستفكر بحل وقتها.
ترك يدها سريعا يزفر بغضب بعدما تفاجئ هو أيضا بتطاوله عليها .
لكنها بالفعل كسرت كل الحدود هذه المره وزاد طمعها بدلاله اللعين.
معتمده على قربها منه ومن قلبه وأنه لا يرفض لها طلب.
اخذ نفس عميق يتحدث من بين أسنانه:هعد من واحد لعشره تكونى يادوب روحتى بيتكوا وشيلتى الموضوع ده من دماغك نهااااائى.
ضربت الارض بقدمها تقول بضيق:والنبى يا على ...اللهى ربنا يقعدهولك فى صحتك وعافيتك قادر يا كريم أنا نفسى اوى اروح الحفله دى.
خرج الحديث بصيغه مرفوضه البته من بين أسنانه:بطلى الشويتين دول مش هتعرفى تأثرى عليا زى كل مره.
ظلت تربت على صدرها بيدها مترجيه بشده:والنبى يا على نفسى اروح زى صفيه.
صرخ بها مهتاج: واحنا مالنا ومال صفيه .
اقترب منها خطوه يقول من بين أسنانه: كفايه عليا بلاويكى القديمه ،اقسم بالله ابوكى له حق ولو قتلنى يبقى ماليش ديه .
ضربت الارض بقدمها مجدداً ليصرخ بها:ماتدبيش فى الأرض.
خرجت من عنده وهى تتحدث بكلام غير مفهوم ليصرخ عاليا يسمعها:بطلى برطمه وعلى البيت يا اوزعه.
زفر عالياً بضيق يقسم لو علقه عمه على باب الدكان كخروف العيد فسيكن له كل الحق.
كان سيباشر جدولة حساباته للمحل اليوم لولا دخول رجل وقور قصير القامه فى الستين من عمره ملقيا عليه السلام.
رفع رأسه تهلل وجهه يقول بترحاب: أهلا أهلا ..حاج راشد....وانا اقول المحل نور.
اقترب راشد يحك عنقه وهو ينظر لعلى نظرات غامضه مقيماً ثم قال : انا عرفت أنك هتروح مع البنات البتاع الحفله دى.
رمش على بعيونه...فعلتها المحتاله...لما هى ابنة عمه لأى ذنب أحبها؟!
ابتلع رمقه يسأل بهدوء:حفلة إيه يا حاج بس وبنات مين هو انا وش ذلك.
اعتلى القلق ملامح راشد يقول بتوجس:انت مش رايح معاهم؟دى صفيه اكدتلى إنك رايح مع عيشه وهتاخد بالك منهم.
هز على رأسه بحنون ثم قال: انا؟!
ظل راشد واقفاً امامه بعينه الكثير بينما على يردد: خلاص انا هجيب دلفها وأجرى اشتغل بودى جارد للست عيشه وصحابها.
قطع راشد حديثه يسأل بأعين خبيره لامعه :هو انت وعيشه قريتوا فاتحه ولا لسه؟
زم على شفتيه يتذكر عمه وحديثه...يقسم الآن أنه معه كل حق..كيف يزوجه ابنته وهو غير قادر على تقويمها...حقا للخبره وفارق السنوات رؤيه.
كان لليأس الظاهر على أعين على أثر مريح كثيرا بنفس السيد راشد ،ليتحدث على مكملاً:لسه يا حاج...دعواتك.
ابتسم راشد بأعين مرتاحه وهو يدعى بقلب قوى: ربنا يابنى يقدم الخير.... الخير وبس.
نظر له على بحاجب معقود ثم تشدق بتمنى به بعد الاستغراب:يارب يا حاج.
تقدم السيد راشد يجلس على كرسى خشبى ملون وهو ينظر للمحل الممتلئ بصوره جيده الى حد ما بالبضاعه وسأل:وايه اخبار شغل الموبايلات واكسسوراتها؟
ابتسم له على يقول:اهو...نحمد ربنا ماشيه...بس مش زى شغل المنى فاتوره يا كبير...نمسك الخشب يعنى.
قهقه راشد يردد:بتحسدنى ياواد!
هز على رأسه يقول بصدق:لا والله ربنا يزيدك.
نظر له راشد بتقييم لثوانى عده ثم تشدق بيقين:لعلمك بقا ..انت هتبقى من أكبر تجار الموبايل فى بر مصر كله وبكره تقول عمى راشد العجوز قال.
أبتسم على يرفع عينه للسماء مرددا:يارب يسمع منك ربنا.
أكد راشد بيقين:هيحصل... انا متابعك من اول ما المحل الحلو ده كان متر فى متر جنب ناصبة الشاى...انت بتفكرنى بنفسى زمان بأذن واحد أحد هتبقى عمهم فى المحمول.
انشرح صدر على بحديث ذلك الرجل الطيب وما به من تشجيع يحفظه على القادم ويعينه على جنان عائش.
______________سوما العربى_____________
خرجت من البيت تجر فى حقائب وتين وعيناها تزرف الدمع كشريان متصل.
تلك الخطوه خطره جدا وغير مريحه لكن صديقتها البائسه مٌصره.
والطريق طويل جدا حتى المطار كأنها يمهلها ان تتراجع
لكن عبثاً لم تفعل.
لما التفكير بكل الماضى وما فيه مرتبط بالجلوس في السفر لجوار النوافذ.
سيأتي يوم لن تنساه......
انه ذلك اليوم الذي تدرك فيه أنك قد كبرت عمراً فوق عمرك ونضجت فيه من شده الاذى العميق.
فهى الان تجلس بالطائرة المغادره مطار القاهرة الدولي فى طريقها جوا الى دبى.
تتذكر عامان من التعب والذل تعرف كيف مرا.
بالاهتزاز المفزع نتيجه إقلاع الطائرة ارتجفت كل خليه بجسدها بالمعنى الحرفي.
تدرك أنها اصغر بل اضئل من تلك الخطوه سافرة الجرئه.
تتسع عيناها وهى تدرك وتتلمس بنفسها وتين جديده غير تلك القديمه.
بدأ ثبات الطائره فى الجو وبدأت هى تذكر نفسها.
لم يكن امامها خيارات او طرق.
حالها كل ليله وما جديدها؟!
تحدث نفسها أنها"لم تكن تعش يومها ،كانت تنجو منه فقط"
اغمضت عينها ولا شيء لديها لتخسره.
"لقد تأذيت على مدار عامان إلى أن فقدت روحى وجسدى ،فقدت حتى قدرتى على مواساتى"
حاولت اغماض عينها وترك أمر غد للغد...
___________سوما العربى______________
دلفت عائشه لبيتها بعد وصولها من المطار تصلها رساله من محامى وتين بأنه بالفعل حصل على أوراق طلاق رسميا.
فقد اوصتها وتين بضروره تقصى الأمر...تعلم سامح جيداً.. ربما ردها غيابياً وهذا ما لن تمسح به إطلاقاً.
طبقت الورق جيداً ووضعته فى حقيبتها ثم ذهبت تفتح مواقع التواصل الاجتماعي.
لتنبهر عيناها وهى ترى مقاطع فيديو على تطبيق انستجرام عن لحظة وصول المغنى العالمى چوزيڤ دينيرو للقاهره وسط استقبال جماهيرى غير عادى
ضربت مقدمة رأسها بغباء...كيف تناست...لقد كانت هناك بنفس التوقيت تقريباً.
لكن وداع وتين ومكالمة المحامى شغلتها فغادرت سريعا متحاشية الزحام او حتى السؤال عنه.
لقد كانت خلفه...خلفه بخطوه..لو ذهبت تتلصق به تسرق صوره لما اضطرت ألان بالالحاح على على.
اغلقت هاتفها ووقفت تذهب حيث خزينة ملابسها تبحث عما سترتديه بهذه الحفله.
_____________سوما العربى____________
رمشت غرام تطرف بعينها ثم تغمضهم وهى تضع عدسات العين الخضراء ورحمه من خلفها تلعب بشعرها الحرارى الأصفر المستعار قصير الطول حتى الرقبه حيث جمعت شعرها الطويل حالك السواد.
مضغت رحمه علكتها تبتسم بفخر ثم قالت وهى تنظر على انعكاس صورة غرام بالمرأة أمامها:يخربيت طعامة أهلك... قمر فى كل الحالات .
رمشت غرام بأهدابها تنظر بصدمه لصورة .....هند ...ام أنها هى غرام؟
كانت نسخه طبق الاصل من عمتها...هى نفسها مصدومه وصدقت التطابق العجيب بينهم.
ارتفع رنين هاتف رحمه تنظر فيه ثم قالت بضيق: ده ابويا.
فتحت الهاتف تجيب عليه ...تعرف جيدا لن يتحمل غرام ولا تكاليفها ... إن كان بالأساس لا يتحمل نفقات ابنته!
اتسعت أعين رحمه وهى تدرك... والدها يتشاجر بالحى المجاور .
ضربت على صدرها تخرج مهروله وتبعتها غرام بدون تفكير تسأل ما الخطب.
ظلت رحمه تتحرك سريعا وخلفها غرام الى وقفت امام قهوة المعلم جمال حيث كان يتشاجر مع أحد العمال بها على ثمن القهوه والارجيله.
تجمهر الكل وجمال بالأساس فى ضيق من بداية يومه ... حقا لا ينقصه .
منذ أربع دقائق والشجار مستمر وهو يضبط نفسه بالقوه كى لا يخرج عن شعوره ويضربه فهو رجل هزيل ضعيف لا طاقه له به .
لكن غضبه الذى منعه عن كاترين محتاج لأن يخرج وقد جاء سعيد الاسم والحظ بقدمه.
فألقى المعلم جمال مبسم ارجيلته على طول ذراعه ينفض عباءته البيضاء الواسعه.
بمشهد توقف له قلب غرام وهى ترى ذلك الضخم يهجم على خالها نحيف الجثه.
طوله فارع وظهره عريض ... وجهه حاد يبعث الرهبه والخوف.
اول ما وضع يده على كتف سعيد صرخت رحمه بجزع وتقدمت هى وغرام محاولة الفصل بينهما .
فاستدار جمال بغضب مخيف ينظر حوله... كى يتداعى الكون وينهار هو.
يسقط كفه من على كتف ذلك الهزيل ينظر لحبيبته القديمه .
إنها هى.... بقوامها القصير وعيونها الخضراء،وجهها الممتلئ المستدير،غمازتها اليمنى الطبيعيه وشعرها الأشقر القصير... أنها هى وليست مجرد مسخ او تقليد.
احترق صدره يردد رغماً عنه بنبره لا تناسب هيبته ولا مقامه وقد تحرك ناحية غرام بالفعل: هند؟؟!!
____________سوما العربى_____________
تقدم به توماس يجره جرا ثم اغلق باب جناحه بالفندق .
ولاه ظهره يدع كفيه فى شعره ثم استدار يواجهه بغضب مرددا:هل انت متخلف؟!ماذا تعتقد هااا؟هل ستثير هكذا طوال مدة إقامتك هنا تتلفت حولك وكأن بالاروقه توابيت ذهبيه ستخرج منها ملكة فرعونيه تجذبك لعالمها...تعقل. ..الكل أصبح يتهامس هنا عليك.
تحدث چوزيڤ بجنون من بين أسنانه وهو يضم قبضة يده: اقسم لك....مند أن حطتت الطائره أرض هذه البلاد اللعينه وانا أشعر وكأنها خلفى تهمس بأذنى..يومين .... يومين لا اكثر وسأجن.
اخذ توماس نفس عميق يشير له بيديه أن يهدأ وقال بتروى:بهدوووووء.... بهدوء... أهدأ عزيزى...كل هذا من قلة النوم وبعض الهواجس كانت معك لسنوات.. لكن لا بأس ...فها أنت تواجه مخوافك .. شئ من العلاج بالصدمة...اهدء ونَّم...حسناً!؟
اخذ چوزيڤ ينظر حوله بقلق ثم حدث نفسه بخفوت: أنام وهل سيزور النوم عينى وأنا على أرضها؟!
____________سوما العربى____________
وصلت وتين لمطار دبى تشعر بالضيق من مواجهه اول اختلاف وهو فقط درجة الحرارة،اغمضت عيناها بألم.
اعتقدت أنها قويه وهى من أولها لم تتحمل مجرد اختلاف درجات الحرارة.
تقدمت منها فتاه بشوشه جدا تبتسم لها وهى تلوح بيدها ثم اقتربت منها تردد:انتى وتين.
ابتسمت لها وتين وقد تعرفت عليها إنها تلك الفتاه الطيبه جدا التى جلبت لها عقد العمل .
هزت رأسها تبتسم بحبور:ايوه انا .
تقدمت الفتاه تحتضنها بقوه ثم قبلتها من وجنتها مردده: انا عزه الى بكلمك على النت.
ابتسمت وتين بامتنان ثم قالت:ايوه عرفتك من شكلك.
شبكت عزه يدها بذراع وتين تسحبها معها مردده:بينا بقا يا ستى على الشغل لأن لازم تستلميه الاول عشان تقدرى تستلمى سكن.
تنهدت وتين اخيرا تأمن الخطوات القادمة.. لتتقدم مع المدعوه عزه تجلس فى سيارة خاصه قادتهم فى شوارع دبى السريعه .
تنظر وتين حولها بانبهار وعزه تتابعها باعين لامعه.
بينما السائق عينه على وتين يراها فتاه مصريه محترمه ... من الواضح جداً أنها منساقه وليست على علم كما حدث مع من سبقتها وهذه المره يقسم أنه لن يصمت.
___________سوما العربى______________
جلست على إحدى المقاعد بالفندق تندب حظها العثر.
لقد نفذت كل تذاكر الحفل والآن صفيه تعمل محاوله اخيره.
فرصتها ولن تضيعها وليحدث ما يحدث .
استغلت انشغال على بجلب صفيه كما طلب الحاج راشد .
أمامها ساعه ونصف هى مدة الطريق من الخان لهنا وبعدها ستحضر صفيه الحفل وهى تغادر مع على كما أخبرها بحده فلن يقبل فعلاً هذه المره غير ذلك.
بسرعة البرق اتصلت بصديقها صاحب مكتب الكاستنج.
تتطلب منه مجموعه من الفتيات والشباب اصدقائه.
وعندما سألها ما المناسبة قالت ....عيد ميلاد مفاجئ لى.
تصرف مجنون..ضرب من ضروب هوس الشهره .
بعد تفكير مرير وجدت انه تأجير طاوله ممتازه فى مطعم الفندق الذى سيتناول به دينيرو غذاءه مع قالب تورته ممتاز وبعض الهدايا السريعه موسيقى تلفت الأنظار ربما سيكن أكثر من تكلفة الحفل لكنه الاكثر ضمانا للفت الانتباه والتقاط فيديو بالتأكيد عوضاً عن حضورها الخفل محاولة أن تلقت فيديو او صوره قد تفلح او لا.
لذا قررت المجاذفه ... إنها موته واحده على سيقتلها ممكن او قد يصفح عنها فحبهم كبير.
فى خلاص نص ساعه.
تقدم چوزيڤ وسط اثنين من رجاله ضخام العضلات وهو ظاهر بضخامته لجوارهم أيضا.
التف حوله عدد معقول فى قاعة كبار الزوار تلك.
وهى ظلت جالسه بمكانها تغمض عينيها تتمنى الا تكن قد القت فلوس سنوات أرضا.. كل ما تريده ان يظهر فى فيديو خاص بعيد ميلادها حتى لو بظهره...هى راضيه.
وهو كان يجلس يحتسى نبيذه يحاول الهاء حاله ربما يمرا هذان اليومان والسفره كلها.
ليتفاجئ بانقطاع الضوء فجأة ثم لحن عيد الميلاد الشهير .
وبعدها تضاء رقعه دائريه حول فتاه........
إنها الجحيم بعينها....ترتدى فستان ابيض محددد الخصر عليه توق من الفيروز العريض ترفع شعرها الاسود حولها بهاله فاخمه ...عيناها محدده بكحل عربى اسود.
إنها تلك اللعنه التى تطارده....ملكة فرعونيه من ازمنه سحيقه رفعت تابوتها الذهبى ووقفت تتحداه .
والغبى منساق بدل من الفرار .
وقف يتقدم بخطى غير مخيره بل مجبر عليها ... كأنه يتقدم بنفس راضيه لاغلال من ذهب كى يحكم قيدها حول معصميه ويضع توق اخر فى رقبته ويقف محنى لها.
لا يرى توماس ألذى استوحشت عيناه يدرك الخطئ ويرى تحقق اشياء اعتقدها تسليه ومرح.
بينما عائشه تقف بحرج بعدما تخلت عن التربون الخاص بها الليله فقط لتكمل به فداحة افعالها المتهورة.
غير مدركه لما يحدث تغمض عيناها تتمنى لو نفذ المصور ما املته عليه واستطاع التقاط صوره لحضور دينيرو الحفل.
وكأن القدر يخبرها....ولما صوره لخياله بل خذيه كله .
ارتفعت شهقه واحده من كل الحضور متزامنة مع كل عدسات الصحافة التى كانت مترقبه بالفندق وقد وصلها الخبر.
تلتقط صور لچوزيڤ دينيرو وهو يقترب بطريقه غريبه من تلك الفتاه ،يقترب شيئا فشيئا.
لتكن المصيبه.....وهو يتلمس ذراعيها يتأكد ان كانت حقيقيه ثم يضمها له بهدووووء يقبل وجنتها.....
يتبع بالفصل الثالث....