رواية حكاية غنوة الفصل الثاني 2 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الثاني 2 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الثاني 2 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة


الفصل الثاني


كانت عيناه ثابتة عليها مأخوذ و مبهور،تحاشى بصعوبه عيناها الآسره  لينظر الى ملامحها .


نعومه وحلاوه ،وشئ آخر لم يحدده،شئ ما يصنع حالة من التيه ،الشعور بالضياع ولربما الخطر.


كأنها الخطيئة ،تتزين بعينيه،من مجرد نظره عابره لتلك العيون الواسعه.


عينيها كخطر الموت ....


حمحم يستدعى ثباته الذى افتقد منه الكثير لأول مرة بحضرة أحد.. حتى لو كانت انثى جميله.


اقترب منها يجثو بركبتيه على الأرض التى تفترشها بفستانها الجميل وتحدث بنبره حنونه آسره يتقنها جيدا عند الحديث للجنس الآخر خصوصا عندما تكن حُلوّه:مالك طيب،حصلك مشكله؟


كانت عيناها وحتى ملامحها قد هدأت وثبتت ،تنظر بصمت ثم تمد يدها تمسح انفها المحمر وهزت رأسها نافيه بدت كطفله صغيره يتيمه.


رق قلبه كثيرا كثيرا ومد يده لها يحاول مساندتها كى تقف .


لكنها تحاشت مد يده تضع يدها على شعرها تتأكد من وضع حجابها.


ثم تناولت حقيبتها ووقفت بهدوء.


رفع حاجبه الأيسر وهو ينظر لكف يده التى أُهمِلت للتو .


هل هى غبيه ام لا تعرف من هو.. أم إنها متعجرفه تفتكر كثيرا للذوق والأدب.


قبضت على حقيبتها الصغيره تنظر له بلا إهتمام تردد: لأ انا تمام.


اعتدل ببطئ حتى وقف ليشرف عليها بعرض كتفيه وطوله المهيب .


ليظهر الفرق الشاسع وتشعر بالضئاله لجواره.


ابتلعت رمقها وقد اهتز ثباتها قليلا،بينما هو ينظر بعيناها حيث يكمن السر الاعظم.


عيناها ثابته ،قد تبدو بارده ،لكنه.....


لكنه يقسم إن بداخلها عده ثوارات مندلعه الآن تحاول هى تهدئتها.


وهذا اراحه كثيرا،فكرة التعامل مع طلة شخص مثله بمثل هذا الهدوء والثبات ضايقه .


عدم الانبهار واقتناص الفرصه اغاظه ،همهم داخله بسأم.. انها تلك الطريقه المستهلكه فى لفت النظر.


وضع يديه بثبات فى جيوب بنطاله يفرد ظهره أكثر وأكثر كأنه ينقصه.

هم ليهز رأسه بعدم إهتمام ويتركها وطريقتها لتعرف إنها لم تلفته .


لكنها تحدثت بخفوت تردد بتهذيب: شكراً ليك.


عدل عن تفكيره...لقد شكرته ،وهذا كافى ،بل هو جعله كافى.


وابتسم لها بثقه وثبات ثم مد يده بكياسه الى جيب بذلته الداخلى وأخرج منها أحد المحارم الورقيه يعطيه لها مرددا:اتفضلى.


اخذته منه بهدوء تسلط عيناها عليه وكأنها واثقه من تأثيرها .


ام لانه منعكس على اهتزاز ثباته ونظره هو الآخر على عيناها ذات السحر الفتاك .


تحدث يسأل باهتمام: كنتى بتعيطى ليه؟


اعطته نظره مطوله من عيناها ثم جاوبت باقتضاب :ولا حاجة .


همت كى تتحرك مغادرة لكنه اوقفها بلهفه : لأ استنى.


ثبتت مكانها بالأرض،والتفتت تنظر له باستنكار ثم ردا:افتكرت بس حاجات مزعلانى،عنئذنك.


استدارت بكتفها كله كى تتحرك ،وشئ غريب بداخله جعله يسألها : أسمك إيه؟


عصفت عيناها بمشاعر مختلجه لكنها هدئتها وجابت دون ان تلتف له:مش مهم،فرصه سعيده.


بفعلتها زادت اهتمامه،انها امامه وستتحرك مغادره.


قصف يسأل خلفها بلهفه استشعرت بها اللوع يسأل سؤال غريب لشخص لم يراه سوى من ثوانِ: طب مش هشوفك تانى؟


التفت هذه المره ولكن نصف التفاته وقالت وعيناها الأسره فى عينيه تعصف به او تأسره: ماعتقدش.


قالتها بفتور وبساطة تغادر بعدها تاركه كف يده خلفها كأنها تناجيها وهى لا تهتم.


ظل واقفا بمكانه لأكثر من خمس دقائق وطيف ثوانٍ قليله مازال يؤثر عليه حتى الآن.


قد ينسى ما حدث،تلك الذكرى،حتى المكان،كل شئ،لكن تلك العينان..يقسم أنه لن ينساهم ابدا.


استنشق زفير سريع يفيق به نفسه ،يتذكر لما قدم بالأساس لهنا...هاااا..خطبته..البذله.


تبا لهكذا عينين،لقد انسته نفسه .......


حمحم بقوه يستدعى هيبته المعتاده ثم أخرج سيجاره البنى ينظر للطريق الذى اختفت فيه بشرود ،نفسه تراوضه على أن يذهب خلفها وهو يقاوم بقوه مضنيه وبالفعل نجح.


وتحرك مغادرا المرأب يصعد حيث اول طابق بمحل البذل ذو العلامه التجاريه المعروفة.


يتلفت يمينا ويسارا كالمعتوه ،ينظر هنا وهنا ربما لمحها حتى ولو من بعيد.


ضبط نفسه بالجرم المشهود ،انه متلهف يريد أن يراها،نهر نفسه جدا من تلك التصرفات الغبيه ،يجب ان يتعقل.


ماله وهذه التصرفات المتصابيه،وهذه أيضاً..كأنها فص ملح وذاب بلتر ماء .


لما قلبه متلهف عليها بحنان لا يوجد له مثيل بطريقه لا منطقية إطلاقا فهو لتوه رأها.


نهر نفسه سريعاً وارغم قدمه على الدلوف للمحل الذى جاء لأجله يريد الانتهاء مما يفعل سريعاً ويذهب.


لكنه مازال متلهف عليها بطريقة غير صحيه بتاتاً.


فرغم انهاءه لكل ما أراد شراءه ،ورغم انه ببدايه مجيئه لهنا كان على عجله أمره ،يريد الانتهاء سريعاً مما قدم لأجله.


فلما الآن يتفتل بأروقه السوق ينظر على المحال النسائية ويدقق النظر.


للمره الثانيه ضبط نفسه يبحث عن فتاه رأها منذ دقائق،لا يعرفها ولا تعرفه،او حتى تهتم.


وعلى مايبدو لم يؤثر بها وهى الان بطريقها للعوده إلى منزلها بينما هو يبحث عنها كالمجذوب.


زم شفتيه بسأم وتوقف عن سيره يشدد قبضة يده وهى داخل جيوب معطفه واستدار عن مواصلة السير يعود حيث سيارته،يستقلها مغادرا.


ظل يقود ويقود حتى وصل الى بيت كبير وعتيق بعد الشئ.


تستطيع ان تقول عليه أثرى لتلك العائله الكبيره،عائلة الصواف ذات الصيت المعروف والباع الكبير.


مكونه من بيت على مساحه ٤فدان عباره عن طابقين وحمام سباحه ولامامهم حديقه كبيره ليست من النجيله الاصطناعية كما الڤلل الحديثه ،بل هى من أشجار الفاكهة المختلفه كما أمر صاحب البيت الاول "الصواف الكبير" وقد فعل كل خلفائه من بعده.


حتى البيت نفسه من الداخل كان عتيق ،لم يمسه التغيير العصرى ،بقى كما بنى من مئة عام يتسلمه كبير العائله.


دلف للداخل تفتح له الابواب مرحبه بمالك البيت الذى ناله عن استحقاق وجداره رغم أنف الجميع.


ورغم انه ليس الحفيد الأكبر ،بل يوجد عمه كاظم فى الخامسه وأربعين من عمره وهو من أحفاد احفاد الصواف ،لكنه خفيف.


نعم خفيف اكلت النساء عقله،كل سنه يبيع عدد من اسهمه ،سهم فسهم يشتريها هارون كى يجد هو ما يكفي للأنفاق على سهراته ونزواته بالإضافة الى داء القمار الذى طالته ينغرس به يوم بعد يوم.


هم ليصعد السلم لكنه وجد عمه يقف عند باب المكتب مرددا بقوه:مش شايف أن المبلغ الى بعته النهاردة أقل كتير من الحصه الى انا عارضها للبيع يا هارون؟


توقف على أثر الصوت يوليه ظهره وهو يزفر بضيق لا يريد الحديث.


حقا لا يريد اى حديث .


صدح صوت عمه المغتاظ من خلفه يردد:هو انا مش بكلمك ،لف وبصلى ولا هتعمل عليا كبير.


وإن كان لا يريد الحديث فهل سيريد الالتفات والنظر له بعدما كان ينظر لعينان آسرتان؟!


لكنه عمه ويعرفه جيدا..لن يكل ولن يمل ،لذا اخذ نفس عميق والتف يواجه ذلك الرجل الخمسينى بطوله الفارع ككل رجال العائله وشعره الكثيف الأبيض وكذلك لحيته .


عريض المنكبين ضخم الجثه ،قوى الصحه،لديه انتفاخ بمعدته نوعا ما يحاول اخفاءه بملابس منمقه بطريقه لبس معينه.


تحدث له هارون بثبات وقال:ده سعر السوق واسأل برا.

قصف عمه يرد بغضب:ده سعر سوق السنه الى فاتت ،هو انت هتشترى النهاردة بنفس سعر سنه فاتت؟!


مط هارون شفتيه دليل عدم اهتمامه وقال: فعلاً،تصدق ماكنتش واخد بالى،احنا فى ظروف استثنائية وفى وباء عالمى هز اقتصاد العالم .


اهتزت أعين عمه يرى تلاعب ابن أخيه ،وبالفعل ردد هارون: كان المفروض :أقلل السعر عن السنه الى فاتت كمان ،بس أنا ما عملتش كده.


أشار على نفسه بكبر زهو يردد:كرم أخلاق منى بردو.


نظر له عمه بكره وغضب يقول:ياااه ،كمان، بقى عارض أقل من نص التمن وتقولى كرم أخلاق منك؟!


رفع حاجب واحد يقول بتحدى: بس خلاص أنا مش هبيع ليك.


التوى شدق هارون يجيب ساخراً: احسن،انا أصلا مش معايا سيوله.


هم ليتحرك وبالفعل استدار يصعد الدرج ليوقفه صوت عمه المهتاج يتحداه:انا هشوف حد تانى يشترى واكيد هيتعرض عليا سعر احسن.


استدار بجسده كله يهبط درجات السلم التى سبق وصعدها بخفة الفهد يتربص بعمه الذى حاول ايتلاع رمقه بصعوبه وهو يواجه نظرات إبن أخيه المرعبه تلك.


اخرج هارون الحديث من بين اسنانه لتكن مرعبه وهو ينذر عمه:انا كل يوم بحاول افكر نفسى أنك عمى الوحيد ،فبليييز....بليز ماتخلنيش انسى،واوعى تكون فاكر أن محاولة قتلى الى كل يوم والتانى دى همانى ،انا ولا يهمنى بدليل انى لحد دلوقتي بمشى من غير حراسه.


اشتعلت أعين عمه يقول بغضب: قولتك ١٠٠مره قبل كده مش انا الى بحاول اقتلك،شوف أنت أذيت مين وبيحاول يقتلك.


رأى العضب مندلع بأعين إبن اخيه مما اراحه كثيرا ليكمل بتلذذ:انت عارف انا عرفت كام ست على جوزها،ولا خطفت كام واحده من حبيبها ،ده انت تخصص ستات مرتبطة ،مش بتحلى فى عينك الحاجة غير وهى فى ايد غيرك،اكيد حد منهم دمه حر حالف لاياخد بتاره منك.


ضحك هارون بتهكم يردد:بجد والنبى؟!

كاظن:ايوه انت ليك الف حد يكرهك ،ف وحياة ابوك ماتجبهاش فيا.


شمله هارون بنظره من اعلاه لأسفله والعكس ثم ردد: هيبان..هيبان.


اخذ نفس عالى ثم اكمل: ولحد ما يبان،مافيش سهم واحد هيخرج من تحت ايدى لحد غريب،هارون الصواف بيشترى مش بيبيع والكل عارف عنى كده ،فأكيد مش هسيبك تضيع ان برستيجى والايمدج الى أنا عامله لنفسى فى السوق.


صك كاظم اسنانه بغل وهو يردد:يعنى انت عشان فارقلك شكلك تقفل عليا،يا اشترى بالسعر الى انت عارضه يا تمنع حد يشترى ،وياريت عشان عندك مبدأ وحابب تحتفظ بتعب العيله وممتلكاتها ،لا،انت كل إلى فارقلك إسمك وبرستيجك.


ابتسم هارون يهز رأسه مرددا : بالظبط.. سلام.


استدار يصعد الدرج وعقله منشغل بسؤال واحد يراوده لأكثر من عام،من ذا الذى يحاول قتله ولما؟


إنه عدو لدود،لديه إصرار رهيب...هو شهرياً يتعرض لهجوم مفاجئ منذ عام تقريباً.


بالشهور الاخيره اصبح مرتين فى الشهر كأن القاتل قد نفذ صبره..وسبحان الله هو بكل مره ينجو بمعجزة ما.


هل عمه هو من يفعلها،لانه الوريث الوحيد له الأن .


اخذ نفس عميق ،قرار خطبته السريع لم يكن من فراغ،يريد اسره واستقرار،يريد وريث لهذه الإمبراطورية.


دلف لغرفته يلقى تلك البذله التى ذهب ليشتريها كى يقابل تلك العينين  ويعود مشغول البال.


ارتمى على فراشه يصطدم به بقوه يضرب بمرتبة السرير مع إغلاقه لعينيه يتذكر أثر نظره بعيناه الى عيناها الكحيله الواسعه ذات العسل الصافى.


يبتسم بلا هدف وهو مغمض عينيه يتذكرها.


فتح عينه التى وقعت على الحقيبه المصنوعه من الكرتون تحتوى على علبه من اللون الازرق بداخلها طاقم من الالماس والذى اوصت به لمى.


اااه لمى...تلك الفتاه ذات الخامسه والعشرون،هو على يقين أنها لم تعشقه يوما ولا حتى تحبه ،بل تراه أكثر الأشخاص مناسبة لها .


لن يكذب كثيرا فهى أيضاً بالنسبة له كذلك،هى من أكثر الفتيات المحيطة بمجتمعه مناسبة له.


رغم أنها لا تعجبه كثيرا وهو يعلم،وهو لا يعجبها كثيرا وهى تعلم ،بل الاكثر أنها تعلم انه يعلم علمها بذلك.


إنه إتفاق دون حديث،لمى مختار عندما تتزوج فلن تتزوج سوى برجل يفوق أهلها مال وعز وجاه.


هو ايضا عندما يتزوج فلن يتزوج سوى بفتاه تساويه على الأقل... وبمقارنة عمليه بسيطه كانت لمى الاكثر توفيقاً والأجدر بالإختيار.


ارتفع رنين هاتفه لينظر له من بعيد،ثم استقام يلتقطه بخمول.


ينظر لاسم المتصل ثم يلمس الشاشه يفتح المكالمه ويجيب بخفوت: عايز ايه يا زفت.


جاوبه الزفت بغضب:انت بهيم يالا،تسبنى فى المستشفى وكمان تاخد عربيتى ،تقولى نص ساعه وجايلك وماتعبرنيش تانى.


اتسعت أعين هارون من بعد خمولها يضرب جبهته بغبااااء .


تبا لتلك العينين..انسته لأول مرة بحياته صديقه،هو حتى طوال الطريق يشعر انه نسى شئ مهم لكن تركيزه لم يسعفه بعدما استحوذت هى عليه.


هو حتى كان يشعر بعد الراحة وهو يقود سيارته كأن يديه قدميه غير معتادة عليها،يسأل ما به  .


ليتضح فى النهااايه انها ليست سيارته ،قدمه ويده كانت على حق.


لكن عقله كان هناك ،بعيدا بعيدا حيث تلك العينان الواسعة.


اغمض عينيه يهز رأسه باستنكار غير مصدق ما وصل  له .


وصاحبه عبر الهاتف ويصرخ:انت يا غبى،انا تلجت من هو المستشفى .


ردد هارون بضجر:شششششش خلصنا،قولت جاى .


ماجد بصدق: أد ايه انت بجح،اتفضل اخلص عايز اروح.


اغلق هارون الهاتف ونظر حوله ثم ضحك بقوه،لم يسبق أن حدث معه ذلك.


استقام من الفراش بتعب وأخذ معطفه ومتعلقاته ثم خرج من الغرفه والبيت كله يذهب لصديقه .


_______سوما العربى________


-وهى حلوه بقا على كده.


كان سؤال ملح ألقاه ماجد على هارون بعدما قص عليه ماحدث.


ليجيب هارون بأعين لامعه: حلوه اوي اوي اوي،ولا عنيها يااااه.


قالها بتلذذ وهو يغمض عينيه ليسأل ماجد بفضول:ايه زرقا ولا حضرا ولا رمادى رمادىى أنا بمون فى العنيين الى لونهم رمادى .


هز هارون رأسه مرددا: لأ لأ مش ملونه بس واسعه ومرسومه رسمه بنت لذينا.


التمعت أعين ماجد وسال لعابه يسأل:اوبااا،قشطه أنا بحب كده،اخدت رقمها بقا ولا عرفت عنها إيه؟


هز هارون رأسه بقمت ثم قال: ولا اى حاجه،مارضيتش تقولى حتى إسمها.


صفق ماجد بيديه يردد:وكمان صعبه،الله،انا بعشق المعاناة حتى الوصول.


نظر له هارون بسخريه وأكمل: فين بقا ما طارت الحته.


ماجد بيأس:ايوه صحيح،يالا خيرها فى غيرها ،الحلوين كتير، واهو انت هتخطب وتتلم اهو عشان الساحة تفضالى حبه.


نظر عليه هارون بجانب عينه يقول باستغراب شديد:مال الخطوبه بالستات مش فاهم،انا هخطب مش طالع على المعاش على فكره.


صمت يكمل بخفوت:بس لو اشوفها تانى بنت الذينا دى.


رفع ماجد  إحدى حاجبيه يردد:مش للدرجه دى خلاص فكك منها.


هارون بأعين لامعه: دخلت مزاجى أوى.


ماجد:ايه لو شوفتها تانى تتجوزها وتسيب لمى ولا إيه؟


ضحك هارون بسخرية ينظر له بجانب عينه ثم قال:انت عبيط يالى... لأ طبعا دى آخرها معايا ليله ليليتين حتى الورقه العرفى خسارة فيها ،اكيد يعنى مش هسيب لمى بنت الوزير واتجوز واحده من الشارع حتى لو عجبانى .


ابتسم ماجد يقول:ايوه انا بردو بقول مش اخلاقك.


ضحك هارون عالياً ثم قال:بس اشوفها تانى بس.


ضحك ماجد عالياً ثم ردد:يا مان ..واطى أنت.


ليقهقه بعدها بمجون وهو وصديقه يذكر كل منها الأخر بذكرياتهم النسائية البذيئة وتصرفاهم المجنونه.


________سوما العربي________


وفى الحاره بحى الغوريه.


كان حسن الشاب الوقور الذى هو على خلق يجلس خلف مكتب خشبى جديد وأمامه تجلس تلك الماكينه الألمانية شديدة الصحه والجمال.


تخترقه بنظراتها الممتزج بها البراءه والخجل ،تراه بطل استورى وتعترف أنها معجبه مغرمه.


تتذكر الحان تلك الاغنيه العربيه التى تحمل نفس المقطع وأنها اعجبتها كثيرا أول ما ترددت على مسامعها .


فهى ولسنوات عديده منذ طفولتها عملت بجد وإصرار على تقوية نفسها بلغة موطنها الأصلي والأقرب لقلبها بمشاهدة مسلسلات وأفلام عربيه وكذلك الاغاني أيضاً.


كانت مصره على كل ذلك وحدها فحتى والدتها لم تكن تتحدث العربيه كثيرا إلا عندما يثور غضبها فيتحرر لسانها ويعود لأصله رغما عنها.


وأول ما تهدأ تعود للحديث بالألمانيه مستنكره إصرار وعناد ابنتها فى تعلم العربيه والتمسك بها،لكنها لم تهتم كثيراً وتركتها تفعل ما تريد فمهما شطحت بخيالها لم تكن لتتخيل يوماً ان ابنتها الجميله ذات الجمال الأوروبي الصارخ،حديثة السن عديمة الخبره ستترك ألمانيا وتهرب لمصر دون إخبار أحد .


لكنها فعلت....  وها هى تجلس وجها لوجه أمام فرعونها المثير كما لقبته سراً من أول ما وقعت عيناها عليه .


يحدثها وهو ينظر أرضا يردد بابتسامه بسيطه:ماتقلقيش غنوه مش بتتأخر  زمانها جايه ،اشربى الى ايدك عشان يدفيكى.


نظرت عليه تردد بقوه وبساطه:انا معاك فمش قلقانه.


رفع عينه لعيناها وسمح لنفسه بالنظر لها ،مصعوق من ردها المختصر، المفيد ،البسيط،الواثق جدا.


هزت ومست شئ ما داخله وهو يدعى الثبات.


شعرت أن كلماتها البسيطة اصابت هدفها و كان رفع عينه للنظر لها بدل ماهو ينظر أرضا وهو يحدثها كنتيجه حتميه وجائزه على ما فعلت.


ابتسمت بدلال ثم سألت وهى تشير على الكوب الزجاجى  الدافئ بيدها: إيه ده؟!


ضحك بخفه ثم استند بذراعيه على المكتب يتكئ عليه هو يقول كأنه يشرح لطفله صغيره: ده اسمه سحلب.


زوت مابين حاجبيها تسال بغرابه شديدة: إيه سحلب دى؟!


فلتت ضحكته منه وقال: سحلب يتقال معاها ده مش دى..والسحلب ده مشروب عربى بيكون مسحوق ابيض وفيه مكسرات وبيتحط على لبن.


اتسعت عيناها تردد بذعر: مسحوق ابيض؟!!!كوك؟


انفجر ضاحكاً رغماً عنه ثم حاول التحدث يقول من بين عيونه التى ادمعت: لأ كوكايين إيه حد الله مابينا وبينه...ده السحلب ده مشروب الشعب الغلبان .


هدأت أخيرا تقول براحه:اهااااا.


هز رأسه بيأس تلك النغم على ما يبدو حكايه وحدها.


علاوه على أنها جميله ..جميله جدا.


حمحم بحرج فهو لمرتين ضبط نفسه وهو ينظر خلسه لقدمها البيضاء الممتلئه من فوق رقبة حذائها الجلدى وهو الذى ظل طوال حياته يغض البصر ،حتى غنوه لم يسبق ان فعلها معها.


حاول تحاشى النظر إليها ينظر أرضا من جديد وهو يستغفر الله بسره لأكثر من عشر مرات ربما غفر له .


لينتبه سريعاً على ظهور غنوة بجوار بيتها وقال:اهى اختك وصلت اهى.


التمعت عيناها تبحث عنها وسط مرور الناس بالشارع وهى بينهم .


وقفت سريعا ووقف معها حسن ثم سبقها ينادى :غنوه...غنوه.


وقفت بتعب على أعتاب بيتها ،حسن هو آخر شخص تريد رؤيته الآن.


لكن مع إصرار نداءه التفتت له.


ليتجعد مابين حاجبيها باستغراب وهى تجد فتاه صارخة الجمال تقف خلف كتفه بطريقه أثارت الغيره بداخلها.


تقدم منها وتبعته الأخرى وهى عيناها عليهم بها ألف سؤال.


كان سيتولى حسن المهمه لكن تلك الالمانيه المصريه تولت الأمر تتقدم من غنوة تنظر لها بانبهار وأعين لامعه تردد:انتى غنوة؟

رفعت غنوة حاجبها وقالت: ايوه.. انتى تعرفينى منين؟


أبتسمت نغم تقول:انا نغم.


حاولت نغم الابتسام وقالت: أهلا وسهلا...


لتكمل نغم:اختك.


هزت غنوة رأسها تقول ضاحكه:هههه نعم.. أزاى ماعلش.


تدخل حسن يقول:من والدتك يا غنوة.


على ذكر أسم تلك السيده تشنج جسد غنوة بطريقه واضحه للماثلان امامها وتفاجئا بذلك.


وهى اخذت تصرخ:مش عايزه اسمع سيرتها وأنا ماليش اخوات.


التفت الماره لصوتها مع زهول نغم وحسن.


وضعت نغم يدها على فمها تمنع دموعها وحسن يحاول تهدئة غنوة يبتعد بها عدة خطوات عن نغم يقول: ايه الى بتعمليه ده يا غنوة،انتى عمر ماكانت دى اخلاقك.


ادمعت أعين غنوة تقول باختناق:انت ماتعرفش الست دى عملت ايه في ابويا يا حسن،انا مش عايزه حتى افتكرها،مجرد سيرتها بس بتخنقنى،عايزنى اموت يا حسن؟


رق قلبه لها كثيراً يسأل بلوع:مالك بس يا غنوة،من الصبح وانا حاسس فيكى حاجه،النهارده بالذات.


اغمضت عيناها تبتسم بألم وبداخلها كلام كثير.


هى كل يوم بها اشياء وليس شئ واحد،ربما اليوم فقط فقدت القدره على المداره.


نظرت خلفها لتلك الفتاه ورغما عنها أبتسمت لا تعرف لما .


نظر لها حسن وهو يرى الحنان غلب عليها ثم قال:ايوه خديها ،اقولك .


نظر على نغم ثم قال وهو ينظر لعيونها:اعتبريها قطه ودخلت من باب شقه موارب.


زجرته بعينها تقول: والله..قطه..طب أخفى بقا من قدامى.


تقدمت من نغم وتركته وهو يردد: بموت فيك وانت شِرس.


أما غنوة فقد توقفت عند نغم وقالت : إسمك إيه؟


غلبتها نغم وهجمت عليها تحتضنها بقوه مبادره هى.


لتغمض غنوة عيناها بمشاعر تختبرها لأول مرة،مشاعر دافئه تتحدث دون كلام تخبرها انها ليست بطولها في هذا العالم الكبير.


_________سوما العربي_________


فى أشهر فنادق القاهره مساء اليوم التالى.


وقف هارون لجوار لمى تلك الحسناء صارخة الجمال متناسقة القوام.


والتى كانت تصرخ بغطرسه:انا قولت قالب التورته يبقى معمول من عجينة السكر باللون الوردى ازاى يتعمل بربل؟


حاول مدير القاعه التحدث يقول: دى غلطه هتتصلح فوراً يا فندم والبنت الى كانت مسؤله عن التنظيم مشيت جاى دلوقتي حد تانى بروفيشنال اكتر وهتشوفى بنفسك.. هى بس اتأخرت كام دقيقه.


صرخ هارون بغضب وغطرسه:ايوه وانا والهانم هنفضل واقفين نستنى معاليها يعنى ولا ايه،دى مش أول غلطه ليكوا ،مع أنى دافع كتير اوى.


تحدثت لمى: بالظبط انا عايزه اعرف فين الهانم دى.


تنفس الموظف الصعداء أخيراً وهو يردد:اهى وصلت الحمدلله.


رفع هارون حاجبه بغضب ينوى الصراخ فى وجهها وسبها أيضا .


واستدار لينهرها ويسبها ليتسمر مكانه وهو يردد بزهول: المزه أم عيون دباحه؟!!!!!!!!!

                        الفصل الثالث من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-